الاثنين، 22 أغسطس 2016

×│خط احمر 2 │×│البارت الرابع والاخير│

×خط  احمر 2 ×

البارت الرابع - الاخير 




اسرعت سولي بالجري سريعا الى باحة منزلها توقفت عند اثار اطارات سيارة هيون التي انطلقت بسرعة مهيبة ....بعيون مصدومة طالعت الاثر الفارغ الذي تركه سالت تلك الدموع الصامدة التي تصنعت القوة لساعات 
ثم هرولت عائدة الى الداخل..تناولت هاتفها ومسرعة اتصلت بتشونسا : اوني ارجوكم...ارجوكم الحقوا هيون رجاءا!... ومن بينهم شهاقتها ونحيبها تناثر ليزين ذلك البكاء الموجوع!

أومأت تشونسا بلهفة :لاتقلقي..كل شئ سيكون بخير!...كل شئ سيبقى تحت السيطرة.

هدأت انفاسها وعادت لبعض من ثقتها :همم ارجوكم عودوا سالمين.

همهمت لها تشونسا واغلقت سريعا ..التفتت الى تشانغ ووك المتأهب خلفها وهو يسند مسدسه عند حزامه الخلفي.

اعلنت قائلة :لقد انطلق بالفعل!...أومأ لها ..سحب هاتفه فتح شاشة برنامج تتبع فيه ... فظهرت اشارة حمراء تتحرك :لقد ظهر

:هذا جيد!...قالتها تشونسا وهي تهم بالاتصال :اوه سيونغجي!...فلتبدأ.

أومأ بجدية لها اغلق الخط وحدق بجميع من حوله ايرين تشين سوهو وخلفهم الكثير من قوات التدخل السريع بملابس سوداء ودروع حامية :تفهمون ماعليكم فعله تماما!

:نعم سيدي!...اجابه الجميع بصوت واحد حازم مع تحية مهيبة ضجت في المركز...وانطلقوا جميعهم سريعا الى سياراتهم.

بينما انطلق تشانغ ووك وتشونسا في سيارته...يتتبعون الاشارة الصادرة من هاتف هيون سرا.


هيون الذي انطلق برحلة عجيبة الى مقر والده بعد ان ارسل له العنوان دون اي تردد ثقة عمياء استطاع هيون حصدها سريعا لشدة شوق المدعو والده اليه...لاتعابير على وجهه تصف اي شئ يتأجج داخله .

الطريق الى العنوان المعطى اليه كان غريبا اذ تخلل طريقا وعرا في الغابة ...اخرج هيون رأسه للحظة ولم يستغرب الامر اذ ان اطارات السيارات المتكررة على الطريق اثبت ان الامر ليس مزحة ...اكمل انطلاقه في الغابة وسط الاشجار العملاقة حتى انتهى على حدود سيول بمنطقة غابات ضخمة ..وهناك من بينهم برز امامه بناء منزل ضخم وكلما اقترب كلما ازدادت دهشته متساءلا متى تم بناء كل هذا؟؟!..المكان مدجج بالحرس ..ألم يسجن الجميع لأصغر المساعدين والموظفين؟؟

تأهب عدد من المرافقين عند باب ذلك المنزل الفخم لاستقبال ابن سيدهم...تنقل هيون بينهم نظرات فارغة وهو يدخل بسيارته ببطء الى باحة المنزل الضخم التي اقتطعت حيزا من الغابة ايضا...ارتجل وفور التفاته تفاجأ به!...امام عينيه مجددا!...كيونغ عند اعلى الدرجات الاربعة عند باب المنزل الخشبي انشقت على وجهه ابتسامة زاهية برؤية ولده...مشى بخطواته سريعة متجاهلا كل جبروته وسطلته اتسعت عيون هيون اكثر مع كل خطوة اقرب فالقادم لن يكون الا...عناق ضم به كيونغ هيون بين ذراعيه عناق رجل لرجل مربتا على ظهره بقوة :اااه واخيرا!...بين يدي ..ابني الذي حلمت به

وهيون لايزال في صدمته قطعة لوح بلا حراك....ارتجفت يداه وهما يرتفعان استجابة لأوامر عقله لمبادلة والده العناق قلبه ينهرهما بشدة..ودخل في دوامة مشاعر عنيفة ..اكتفى مربتا على كتف والده مرتين ثم اشعره بأنه يود الابتعاد...تنحنح كيونغ ...نظف حنجرته ثم اشار لهيون :هيا!...أومأ هيون بتردد وللان لم يصدر منه اي حرف او كلمة..فقط يتطلع بهدوء لكل ماحوله


انتهوا في مكتبه الفاره...اشار كيونغ لهيون بالجلوس فهز هيون رأسه واستجاب لمطلبه...بينما توتر كيونغ وحماسه كبيران ظل يتحرك عند كرسيه ذهابا وايابا ابتسم بخجل لهيون ثم اشار لمرافقه بحدة :احضر القهوة حالا..اشار له بحاجبه محذرا فتفهم انه يحذره من الدخول ما ان يخرج حتى يطلبه.


تشانغ ووك وتشونسا في حيرة وهما يتتبعان الاشارة التي انتهت مستقرة دون حراك على شاشة هاتف تشانغ ووك...ثم يطالعان طريق الاشجار الوعر وسط الغابة..لم يكن بيدهما سوا ان يكملا الانطلاق بهدوء شديد خشية ان يتم كشفهما.
على بعد امتار اخرى توقفت سيارات سوداء وترجل الشرطة والقوات الخاصة بنظام شديد انتشروا حول المكان لكن في دائرة قريبة من بعضهم.. ارتجل سيونغجي والبقية كذلك...اسند ظهره لباب سيارته الذي اغلقه والقى نظرة على شاشة هاتفه هو الاخر يتتبع اثر تشانغ ووك وتشونسا الان


اقترب كيونغ ليجلس مقابل هيون ابتسامته هادئة وهو يحدق بولده اخيرا امام عينيه بينما التزم هيون الصمت هادئ في ابسط تعابيره..تنحنح كيونغ وقطع ذلك الصمت قائلا :اذا هل تثق بي حقا وتود البقاء بجانبي.
استمر هيون محدقا بعينيه بهدوء واجابه بصوت خافت :نعم..لهذا تراني امامك الان.
تنهد كيونغ براحة :هذا مريح..اذن ستسمح بجلب زوجتك وحفيدك ليسكنوا معي هنا أليس كذلك؟؟
قطب هيون حاجبيه قليلا :لماذا؟..وهل تراه مكان مناسب لتنشأ به اسرتي....سنبحث عن مكان افضل.
:بالطبع سنفعل كما تشاء...اعقب كيونغ فورا بدون تردد.


كبح تشانغ ووك بهدوء مكابح سيارته خلسة حدقا بالانتشار المنظم للحراس حول سور المنزل الضخم اصابتهما الدهشة لك مايريانه 
وبدهشة اعجاب تحدثت تشونسا معلنة :ماكل هذا؟؟..منذ متى وهو يمتلك مكان كهذا؟؟
هز تشانغ ووك رأسه والغضب بدأ يتصاعد فيه :لا اعلم...هيا بنا دعينا ننطلق!(حدق في عينيها ببعض الحب)ودعينا لانعود الا معا!...ابتسمت بلطف له أومأت ...وارتجل الاثنان سويا..انخفضا وباتا يتسللان شيئا شيئا الى ان اختفيا خلف اقرب شجيرات من الباب كل منهما يطالع الاخر بنظرة جادة حازمة

حكما تثبيت كاتم الصوت فوق زناد سلاحهما اشارا لبعضهما وانطلقا كل من جهة معاكسة...ارتعب الحرس لظهورهم فجأة وقبل ان يلحق احدهم لسحب سلاحه كان تشانغ ووك وتشونسا قد وصلاهم نالوا جزاءهم من الشجار و الضرب حتى الاغماء كعادتهما رشيقين ماهرين متناسقين معا

فتحا الباب الضخم معا ودخلا فتلاهفت اعداد حرس اخرى بأتجاههم... ركضت سريعا تشونسا وقفزت في الهواء ثم حطت بقدميها فوق صدر احدهم فهوى ارضا بقوة وفور هبوطها جذبت ذراع احدهم وهو يجري سريعا بأتجاه تشانغ ووك المشغول بالقتال لفته حول نفسه ثم نال ضرباتها  عنيفا... انهى تشانغ ووك شجاره بضربة قاضية وتقدم سريعا بأتجاه الباب الخشبي المزخرف .


مكان هيون لايزال في تردد كبير يداعب صمت الغرفة بطرق انامل يده اليمنى فوق سطح المكتب بطرقات متتالية لاصابعه على التوالي دونما توقف... وحين قرر كيونغ قطع الصمت مجددا فتح الباب بقوة على مصراعيه وجاءهم بلهفة نداء المرافق الذي امره بعدم الدخول قبل قليل :سيدي انهم هنا!
حدق كيونغ بهيون الهادئ ثم بمرافقه ولا اراديا وجد نفسه يقف بصدمة قائلا :من الذي جاء..تشو..
 فأجابهم المرافق وهو يهز رأسه :نعم تشونسا وابن جي!.انهم يحطمون الحرس بقوة في الاسفل.

اهتزت نظرة كيونغ التي انتقل بها الى هيون وقبل ان يشك به ثانية اكثر رج هيون الغرفة بلكمة قوية لسطح المكتب :تباا لهم!(صرخته اثارت استغراب كيونغ مجددا )لا بد انهما لحقاني منذ البداية ..منذ ايام وهم يتتبعونني!...سحقـــا!

كالماء البارد سكب على قلب كيونغ ارتاح كون ابنه لم يأتي ليوقع به...

وقف قائلا بلهفة :مالعمل؟
ابتسم كيونغ بمكر :جاؤوا بأرجلهم الى حتفهم وهل هناك اجمل من ذلك!...بادله هيون الابتسامة الماكرة ذاتها.

تسابق تشانغ ووك وتشونسا في الجري خلال الممرات وضرب اي احد يعتذر طريقهما نيران تستعر في داخلهما لفراق صغيرتهما الاولى وحان وقت دفع الحساب..

فور ان خرج المرافق من مكتب كيونغ واوشك على غلق الباب تجمد مكانه بفوهة السلاح ظهرت من العدم و توسطت مابين عينيه التي اهتزت امام شرارة التحدي في عيني تشانغ ووك وبجانبه ظهرت تشونسا..اضطرالمرافق للتراجع للخلف بسبب ضغط الفوهة اكثر على جبينه

خطوة تلو اخرى ليعود لداخل المكتب ... شهق كيونغ بصدمة برؤيتهما معا دفع تشانغ ووك المرافق فتراجع خطوات للخلف... وبرؤية كيونغ تأججت مشاعر الاثنان احتقنت الدموع في عيني تشونسا :نلتقي مجددا!...للاسف كيونغ.

وبيدين مهتزة بلمح البصر وجهت السلاح بكلتا يديها نحوه وبجانبها وقف تشانغ ووك :وقت دفع كل اخطاءك...والتي لن يستوعبها اي عقاب.
 وضع يديه في جيبه : اوه حقا!!... وهو يحرك لسانه داخل فمه ينظر جانبا بأبتسامة مستهزءة ثم وقعت عينيه اخيرا على هيون الذي لايزال جالس مقعده بكل هدوء
 بلاتعابير وقف غير آبه سحب سلاحه بكل برود وقف قرب كيونغ اكثر وصوبه نحوهما : دعوني اصحح الموقف!...حسابكما!

قطب تشانغ ووك حاجبيه :هيـــون!...ابتعد ولاتتدخل!

ابتسم هيون ابتسامة قهر اليمة :لماذا؟..ومن يكون هو ومن انا؟؟..

أليس ابي؟... من منعه ابيك من احتضاني وتربيتي..كدت ان اقتله لانني افكر بأنه تركني!..لماذا لا اتدخل الان فقط اخبرني!... صرخ بحدة بعيون دامعة


اثار هدوء وصمت الاثنان لمن عرفوا انه يكبت كل هذا داخله ... همست تشونسا برقة مشفقة :هيوون!.


صرخ بها منفعلا :لاتنادني بذلك الاسم!...ادعى جونغ سوك!...جونغ سوك ولست ذلك المرافق الغبي

اصابهما بالذهول والقعشريرة...تبادلا تلك النظرة ثم اليه متسائلين اي مشاعر جريحة دامية يخفي اكثر... بينما الابتسامة تخط طريقها اقوى على ثنايا ابيه كيونغ خلفه


حدقت ايرين بسيونغجي بقلق ثم قالت :لماذا لم تدعنا نلحق بهم ونقتحم المكان بدل ان يخاطرا لوحدهما.

نظر لها سيونغجي بأبتسامة هادئة :وكأنك لاتعرفين من يكونان..يستحيل ان يهمزمهما احد..لقد قتل ابنتهما احبا ان يرياه ان المنتصر الاخير من يضحك  اخيرا...الخير دائما صاحب القوة الاقوى ...كما ان يدنا الضاربة هناك ليست بالشئ الهين...ابتسم بثقة... حدق بساعة يده واعلن :لقد مرت نصف ساعة...دعونا ننطلق.

ركض بعض الرجال عائدين لركوب السيارات بينما اكمل البقية الطريق هرولة عسكرية منتظمة بين الاشجار.


فرصة سانحة كانت وبدون علمهم تسلل المرافق خلسة وهو يتوعد..
:هيــون!..ماهذا الجنون الذي تنطق به الان!...اين انت من الحق افتح عينيك!

اشتد غضب كيونغ وسحب سلاحه هو الاخر :فقط اغلقي فمك!..اي حق هذا ايها البائسون!...هل استمتعت بحياتكم؟..هل ذقتم النعيم الذي حرمتُ منه طيلة حياتي.

صرخت به تشونسا بنحيب أم متمزقة :اذا فتقوم بسرقة طفلة من حضن امها!..أهكذا تعوض خسارتك!

:بل لتدفعين ثمن افعالكم...
فقاطعته صارخة :لقد سلبتني غيرها الكثير ألن تكتفي!
تشانغ ووك مهددا :وثمن اخطاءك انت!...من سيأخذه ها!..اجبني!!!
:هل حقا يوافقك هيون على كل افعالك هذه!..ها؟؟

ابتسم كيونغ بنصر قائلا :نعم بالطبع!...لهذا تريانه هنا جاء بقدميه الي!
:نعم( اجاب هيون بصوت هادئ) انا هنا بأرادتي(التفت بعنف نحوه توسط سلاحهه جبهة كيونغ) لان هناك كلام بين الابن ولااب لا يتم الا وجها لوجه كيونغ شي!!

اهتزت حدقة كيونغ بشدة وهي تطالع الحقد الدفين الكره العميق يشع كالليزر يخترقه يفتته لاشلاء تلثعم بأسمه مرارا :هي..هيون!..ومع كل كلمة عاد هيون بذاكرته قبل يوم من الان!...حين هتفت به سولي ناحبة :انت لست هيون!!

ركع على قدميه احتضن يديها اللتان باتتا كقطعة ثلج بقوة ومهما حاولت جذبهم ابى الا التمسك بهم وبها على الاحرى!

:كلااا ...صرخ بها مهددا فثبتت نظرتها الدامعة في عينيه :ارجوكِ اسمعيني...انا هيون كما تعرفيه كما ربته امه...من ورقة فقط خطت عليها امي بعض النصائح ومن اكون وكيف علي ان اعيش ربيت نفسي وكبرت هكذا واصبحت كما تعرفينني ..لم ولن اخن ثقتها بي يوما ولن اكون عارا لها ابدا...فمابالي بكِ انتِ وكل مافعلتي ها!...انتي سولي التي دبت في هيون الحياة شمس صغيرة دافئة كانت تشع وسط اعماق تلك  الظلمة ... لن اكون عارا لكِ ولطفلنا هذا مستحيل!.

اغرقت تجمع يديهما بسيل دموعها المنهمر سحبتهما ورمت نفسها بين احضانه تعلقت برقبته مرددة :كنت خائفة فقط..فاأنا اكثر شخص يعلم مدى رغبتك بوالدك.
فرد بصوت مخنوق :لكنه ظالم حقير..ورغبتي في حمايتكم حبكم والاخذ بحقوقكم اكبر..لذا اياكِ ان تخافي...هزت رأسها بالايماء موافقة.
بعدها قام هيون بالاتصال بالجميع واخبارهم بمخططه لإيجاد كيونغ والايقاع به ..وهكذا تم وتم تنفيذ مخططه بالكامل اليوم.


اتسعت عيني هيون ضاجة بدماء مشدودة الاعصاب داخلها وصرخ بحدة : انت اكبر ظالم هنا!...انت من ظلمت نفسك قبل الجميع..هل نسيت اين نحن الثلاثة ترعرنا وكبرنا بينكم..بين اناملكم مخالبكم التي تقطر دماء ونشوة بقتل الناس وطمعا بالنفوذ... لكننا بقينا كحجرة صوان اغلقت على نفسها...الخطأ خطأ والظلم ظلم غير قابلين للتبرير...لذا توقف..كلما تقوله مؤلم موجع اكثر ان تعطي لنفسك تبريرات امام من سببت لهم جراح نازفة لسنين وامامهم تعطي لنفسك اعذارا حقـــيرة سبب استمرارتك في إيذائهم... ان كنت سأمتن لاحدهم فهو للسيد جي الذي حرمك منا... لكنتُ قتلتك او قتلت نفسي لو كنت فعلا ابي!..اما الان انت لست كذلك ولست اعرفك (شدد ضغط الفوهة بين جبنيه) انت قاتل من ظلم جميع من اعرفهم وتستحق ان تنال جزاءك.

تنهدت تشونسا وتشانغ ووك براحة للحظة ظنا انه جاد بكل مانطقه لهما ثار جنون كيونغ وكأنه ينفذ نارا مع انفاسه جذب سترة هيون بكلتا يديه :ايها الوضيع الحقير!..اتفقت من اجلهم ضدي.

ابتسم هيون ببؤس ساخرا :أكلُ ماقلته قبل قليل لم يصلك..اقول لك انه جزاءك حقك وحسب!...وهل يجوز ان اقف بجانبك بعد كل افعالك.

خافت تشونسا عليه خطوة منها صارخة عليه ذرع الباب بقوة وفود غفيرة من رجال ضخام البنية بزي رسمي اسود ... شتم تشانغ ووك سحب ذراع تشونسا قبل ان تضرب صرت اسنانها واحتدم الصراع ..تناقل هيون نظرة مصدومة عليهم ايقظته لكمة كيونغ القوية ..رفع رأسه وهو يضغط على شفته...رمى سلاحه واسرع نحو كيونغ بقوة ضاربا اشتد نزاع الاثنين ايضا.

كسرت النافذة وطار منها رجلين بسبب ضرب تشونسا وتشانغ ووك .. هيون ليس شيئا بسيطا سقط كيونغ ارضا يجفف دماء وجهه بأنفاس لاهثة ربما وجع قلبه لمقاتلة ابنه تضعف حركته اكثر...ركع على ركبتيه فلاح امامه سلاحه على الارضية تحدث بحقد :تود خسارتي بعد كل ماقلته لك من اجلهم اذا سأجعلك تخسرهم(جذب السلاح بلمح البصر جلس ارضا ووجهه للامام وصرخ ) سأنتقم مهما كان الثمن!

اتسعت عيون هيون وهو بجانب كيونغ بذهول اذ امامه يلوح من بعيد تشانغ ووك يقاتل بحدة  صرخ هيون بأسمه عاليا التقط كلاهما صراخه ... ارتجف قلب تشونسا نهضت من جانب الغرفة سريعا موقف تكرر مرة وها هو يعيد نفسه جرت بسرعة كبيرة وامامه فردت ذراعيها امام عينيه بأبتسامة هادئة تلامعت في عيني تشانغ ووك المهتزة برعب عليها.

طلقة واحدة!...صدى واحد!...وبعدها سكن الصمت المكان وفرض عقوبته... الحركة معدومة فقط خفقات عالية انفاس متلاهفة من الجميع!... ابتلع تشانغ ووك ريقه بصعوبة وهو يتابع ملامح تشونسا بدقة لم ترمش حتى قال بهدوء متساءلا :تشونسا!
قطبت حاجبيها ثم اتسعت عينيها لم تشعر بشئ...اي كارثة خلفهما قد اغفلا..


التفتت سريعا فتنهد تشانغ ووك براحة لم تلبث...شاهد ظهر هيون فقط وقف امام كيونغ تماما ...بكل هدوء الاثنان يحدقان ببعضهما اطلق كيونغ تآوها عظيما تراجع برأسه للخلف ليستند لظهر سطح مكتبه ويده المغروسة فوق قلبه ضجت بدماء سوداء قانية كنبع حار انطلقت هاربة من سوداوية المكان...واخفض هيون نظره قليلا ليشاهد خرير الدماء من ثقب في بطنه وخارت قواه وهوى راكعا على ركبة واحدة امام كيونغ 

صرخ الاثنان بأسمه برعب وانطلقا له ...تمسك تشانغ ووك بكتفه وصعق الاثنان بالدماء التي تسيل من بطنه شدت تشونسا على كتفه وهي على وشك البكاء بينما عيون هيون المحتقنة من شدة الالم ثابتة في عيني كيونغ من ابتسم ثم بدأ بقهقهة غريبة تعالى صوتها وهدأ ليعقب 
:اخبرتك!.. سأنتقم بطريقتي!...والان ستحيا مع ندمك لانك اخترتهم!(ابتسم اكثر ثم تآوه وسعل بشدة) خاصتكم سويوناا لم تمت لم اقتلها ولا احد يعلم بمكانها غيري... لهذا يسعدني انني راحل!...احسنت صنعا!

صدمة مميتة وذهول عجيب حل عليهم عيونهم المشدوهة عالقة مع ثنايا وجهه الخبيث سعيدا برؤيتهم هكذا اختفت ابتسامته ومال جسده بسرعة الى يمينه ليرتطم بالارض.

افاقت تشونسا وانفجرت احزانها مجددا :ماذا..لا..سويونا (زحفت كالمجنونة اليه جذبته من ياقة سترته بكلتا يديها ناحبة باكية جنت وهي تصرخ) لااااا كيف يمكنك انت قلت انك قتلتها هذا لايمكن غير معقول...انت لايمكنك ان تموت...غير مسموح لك اعد لي ابنتي اتوسل اليك ثم افعل بي ماتشااء...ايــــن هي اتوسل اليك!..ارجـــوك رد علي ..لماااذااا!...فليجبني احد اين هي ابنتي!...

انهارت دموع تشانغ ووك الحارقة ولاتزال تعابيره في خضم الصدمة وهيون الذي يستند الى ذراعه لعن نفسه تمنى الموت حقا هذه اللحظة اغمض عينيه بأسى على كل ما آلت عليه الامور..تشارك الان مع والده في تعذيبهما اكثر.

احتدمت القوات بصراع عنيف في الغابة فقد تأهبوا مذ ان احسوا بوجود تشانغ ووك وهيوجو داخل القصر...ثم داهموا المكان بكل براعة تم السيطرة على المنزل الفخم بأكمله وكل مايحيطه...تم الامساك بالجميع ... دخل سيونغجي وايرين بسرعة ليصدما بالمنظر امامهما ترانيم عزاء تشونسا لابنتها الحية المفقودة اخبرته بكل شئ دوون الحاجة لسؤال وصدم كليهما ايضا!

..........................

داعبت اشعة الشمس بشرتها الصافية نسائم الهواء تُلاعب شعرها الجانبي فتحت عينيها المتعبة تشونسا فوق ذلك التل في القرية  لقد مر اسبوعان منذ تلك الحادثة تنقلت بنظرها في حقول المرج الكبيرة في الاسفل النهر الازرق وجمال الطبيعة الخلابة اخذت نفسا عميقا واطلقته لتعقب براحة :سويونا!..

:سنجدها معا (قاطعها تشانغ ووك ويديه تتسلل لتحيط بطنها وتنعقد من الامام تفاجأت وهي تحدق بيديه) ولو كان اخر يوم في عمرنا ولو سنضطر للبحث في اخر بقاع الارض سنبحث معا

التفت برأسها جانبا لتغرق في بحر عينيه القريبة جدا ابتسمت بألم له هذا الرجل علاجها ... قبلا بعضهما بخفة ثم ثبت رأسه على كتفها متابعا معها المنظر الذي تحب!


ابتسمت له ثم دفعت باب الميتم الضخم ودخلا معا ...احب تشانغ ووك جلبها هنا بين فينة واخرى التواجد بين الاطفال ربما سيريحها ... تفاجأت واشرقت ابتسامة زاهية على وجهها والاطفال في فوضى تامة وصراخ ولعب وجري هنا وهناك

افلت تشانغ ووك يدها متحججا :سأذهب لتفقد سجلات الميتم وكل شئ..انتي استمتعي بوقتك ها!..أومأت له فتمسك بوجهها بكلتا يديه وقبل جبهتها بدفء ثم انطلق لنهاية الممر ... جرتها قدميها للسير برفق وهي تستمتع بمناظر الاطفال وهم يمرون بالقرب منها يتلاعبون حولها ثم يبتعدون حتى انتهت قرب باب غرفة فظهرت منه فجأة يونا وبيدها طفلة صغيرة تفاجأن معا برؤية بعضهم القين التحية 

وتردد يونا في فتح اي كلام بعد معرفتها بكل ماحصل لها شرارة الحزن في عينيها بارزة كثيرا تنهدت ببؤس لاجلها وحلقت في عيني الصغيرة بين يديها :روزتي! روزتي الجميلة مشاكسة وتأبى النوم!
ابتسمت تشونسا على منظرهما واعقبت :يبدو انك تحبينها كثيرا.

ردت يونا بحماس :اوه انا اعتبرها ابنتي هنا..شئ غريب يربطني بها..انها تجعلك تقعين في غرامها رغما عنكِ انظري

جائتهما فورا صرخة مديرة الميتم :يووونا!...عدت لروز مجددا!...عضت يونا شفتها وابتسمت بخجل لهيوجو :ستغضب اكثر ان تأخرت...تشونسا شي!..خذي مارأيك ان تحمليها ريثما انتهي واعود ها موافقة؟!...تردد تشونسا قليلا ثم مدت يديها لتتناولها من بين ذراعي يونا :هاتي لاعليك سنتسلى معا.

واصبحت روز بين ذراعيها..واختفت يونا راكضة لممر اخر...حضن هيوجو الذي يتلاهف لمالكته الصغيرة الاولى.

 تمالكت نفسها واكملت :دعينا نرى كيف لك ان توقعيني بسحرك كما يقولو.... 

لم تستطع ان تبتسم اكثر شعرت بقشعريرة كبيرة غريب جدا حالما وقعت عينيها على روز ثم عينيها امالت تشونسا رأسها مفكرة شعرت بأنها قطعة منها هي لم تغب عنها سوى شهر ونصف... الطفل الصغير يتغير كثيرا خلالها ولكنها تبقى ام!...الشعور مختلف وبلاتفسير هي فقط قطعة منها يستحيل ان لاتتعرفها ولو بعد قرون

ابتلعت هيوجو ريقها بصعوبة :انتِ... لماذا تبدين مألوفة كل هذا الحد... مألوفة جدا فوق الحد الطبيعي... ازدادت  سرعة انفاسها وتفاجأت بيد روز الصغيرة التي تمسكت بأصبعها بقوة حثت هيوجو على الابتسام قليلا :يااا هل تلقين التحية الان!...رفعت يدها قليلا لأعلى توقف العالم توقف قلب هيوجو انفاسها حركاتها ربما روحها غادرت وعادت جذبت يد روز لأعلى اكثر فبان العقد حقيقة حقا هي لاتتوهم 
:ما..ما...ماذا ماذا هذا الان؟؟؟..التقطت انفاس عديدة شهقات تلو الاخر اغرقت عينيها بالدموع غزيرة عقد نصف التفاحة مربوط حول يدها تماما كما تركته ذلك الصباح اخر مرة رأتها فيها احتضنت وجهها الصغير بيد وهي تتمتم تهلوس كمجنونة تسألها وتريد اجابة 

:انت سويون!...انتِ سويونا حقا..سويونا خاصتي..ابنتي الجميلة اوووه ياللــهي!....ارتفع صوت نحيبها وانهمرت دموعها بغزارة لم تتبقى فيها اي طاقة اخرى وانسدلت برفق على ركبيتها وهي تضمها بقوة شديدة تخفيها لصدرها الذي اشتاق لها ولدفئها وتعالى صوت اشتياقها بمزيج النواح 
:سويوناااا!...اوه ياللهي شكرا لك..ابنتي العزيزة هنا! وجدتها اخيرا ...


اسرع بعض العاملين بالركض اثر صراخها واولهم تشانغ ووك صوت نحيب هيوجو الممزوج بذكر اسم سويون افزع قلبه وأرجفه ظن ان تشونسا انهارت امام الاطفال ركض بسرعة مهيبة وقلبه يسبقه ...وانتهى بمنظرهما المؤثر الذي يرجف القلوب وهي تحتضن تلك الطفلة مرددة بأسمها لوهلة ظن انها انهارت فعلا وهي تحتضن اي طفل.. اكمل خطاه لكن بأخرى متردد مهتزة انحنى بجوارها ويده على كتفها بعيون دامعة يحاول التماسك 
:تشونسا..ارجوكِ...توقفي عن فعل...

ررفعت رأسها سريعا لتقابله :انها سويونا حقا..لقد كانت هنا..لقد تركها هنا منذ البداية..انظر انظر بنفسك...انه خاصتك ..رفعت يد سويون قليلا ومعها ارتفعت جرعة صدمة تشانغ ووك سحبها فورا من حضن تشونسا حدق في وجهها 

وميزها سريعا سالت دموعه بحرقة وانتحب معها :صغيرتي..اوه ياللهي!...ماهذا لا اصدق..
ضمها بقوة له بين احضانه فوقفت تشونسا على ركبيتها وضمت الاثنان معا واجتمع الثلاثة معا مجددا ... وبين دموع الفرح والحزن كان يونا تبتسم بالقرب منهم لقد وعدتها وشاء القدر ان تسلمها بيدها لامها الحقيقية فعلا!... ماكان لك سيعود ولو كان اخر يوم في عمرك!

...................................

في المطبخ رددت تشونسا بملابس انيقة وشعر طويل لنصف ظهرها قول الجملة عدة مرات :يكفي!..يكفي..ياا اتوسل اليكِ...وسويون المرحة المشرقة بالسعادة ذات الخمس سنوات تتحرك على كرسيها كأنه يحتوي شيئا نابضا يحركها تحدثت بلهجة طفولية :انا..سعيدة جدا..احب هذه الوجبة.. اسرعي اسرعي

ضحكت تشونسا عليها وهي تصف الصحون امامها :هيا كلي... استمتعي!..أومات لامها وانطلقت

ظهر تشانغ ووك من ممر داخلي  شاهدها قد بدأت الاكل نهرها وهو يهم بالجلوس :يااا تحلي بأداب المائدة وانتظريني طفلة سيئة
:لادخل لي بك!

سعل تشانغ ووك وثبتت تشونسا مكانها واقفة ثم كبتت ضحكتها عليهما وكأنهما الد الاعداء 
صرخ تشانغ ووك بتعجب :ماذا؟..لادخل لي؟؟..وهل انا متسول من الشارع.
نهض يكمل صراخه وقد تركت المائدة وانطلقت بأتجاه الباب  :انا والدك ايتها الغبية...تعالي الى هنا
:قلت لاتتحدث معي...امي سأذهب الى عمي سيونغجي!

لوحت لأمها واغلقت خلفها الباب ...وهنا اطلقت تشونسا لنفسها العنان لتضحك براحة.
هوى تشانغ ووك بصدمة الى كرسيه ولايزال يشع بالغضب :تلك الفتاة!...ااااه تبا..كله بسببه..لقد علمت من البداية ان هذا ماسيحصل..سكن قريبا منا وبات يحرض الفتاة عليَّ....يزداد صوت ضحك تشونسا ارتفاعاا

التفت لها وصرخ :وانت توقفي!...رغما عنه ابتسم فجاءته من الخلف احتضنت رقبته بقوة ودفئته :يااا انها فقط تغار ألاتفهم

:ماذا تغار؟...قالها تشانغ ووك بحيرة

ابتسمت هيوجو واجابت :نعم يوم امس تحدثنا طويلا عن العمل ثم ضحكنا وقتها حدثتك ولم تنتبه لها ومن ساعتها وهي تثرثر عليك
تفاجأ تشانغ ووك ثم ارجع رأسه للخلف فلمست قمة رأسه بطنها وبعيون ماكرة حدق بها
تفاجأت وهي تحملق بعينيه من الاعلى :ماذا هناك؟


:اشتقت لكِ...ضحكت بخفة عليه ...ثم اخفضت رأسها طبعت قبلة على شفاهه فتمسك برقبتها واسرهما بقبلة اعمق شهية كصباحهما السعيد

............ 
خرجت ايرين وهي ترتب قميصها متأهبة للخروج والغضب يعتيرها ..انحنى سيونغجي فطبعت سويون قبلة على جبينه وركضت للخارج

فصرخت به ايرين :ياااا توقف عن اثارة الفتاة ضد والدها..هل نحن اطفال...مالذي تفعله؟
انزعج منها مبررا :انا فقط امزح معهم...لماذا كل هذا الغضب( تحول لنظرة ماكرة فهدأت ملامحها معه وبات يخطو خطوة تلو خطوة بطيئة) غضبك الذي يزداد كل يوم علي دون سبب يحتاج الى تهدئة
تمتمت بأسمه خائفة من القادم :سيو..سونغجي....
 اااه صرخ سيونغجي بألم وتفاجأت ايرين مستغربة .. انخفض ليدلك فخذه من الخلف فظهر ذلك الشرير خلفه وهو يوجه اصابعه كالمسدس قد غرسهما بقوة فيه :لاتقترب من امي!

:ماذا؟؟؟(شهق سيونغجي):لا اقترب منها...اذا هل نبيعها ها..تعال الى هنا..الى الشرير الصغير...وبدأ بمطاردات الشرطة المنزلية التي لاتنتهي 
وغرقت ايرين بالضحك عليهما :نل جزاء افعالك..ولدك انقلب ضدك ايضا!.

مر سوك سريعا بالقرب منها راكضا للداخل ويكاد يختنق بضحكاته وسيونغجي خلفه توقف عند ايرين فشهقت منه تمسك بوجهه بكلتا يديه وسلب قبلة قوية منها ابتعد لتلتقط انفاسها حدق بعينيها بمكر :لاتضحكي عليه 
واكمل طريقه ركضا خلف سوك ...وهي في صدمتها افاقت ثم صرخت به :عدد الى هنا..ياااا ...وتضحك تارة تلو الاخرى

...............
طرق قاضي المحكمة مطرقته عدة مرات :انتهى الحكم لصالح المتهم..رفعت الجلسة...تبسم برضى تام..نهض وهو يرتب اوراقه...وتحرك الجالسون فأوقف حركة الجميع ذلك الصوت الطفولي :اباااا هو الحق

توقف القاضي ومساعديه قبل الدخول بخطوات متفاجئين فرأوا ذلك الطفل الصغير خلف القضبان الخشبية اول صف للحضور واقف ويحدق بوالده بحماس..عض هيون شفته خجلا ثم نظر لهم وأومأ لهم بأحترام فأبتسموا بسعادة واكملوا طريقهم للداخل.
حمل هيون معطفه حقيبته واتجه للممر مد يده فتمسك بها صغيره :مالذي فعلته...ابتسم الصغير بخجل :دعنا نذهب لنقل امك وتؤامك من المشفى هيا!.. قفز الطفل بضع خطوات :سأزعجها مجددا ... ولاتزال يد هيون تقيده وهو يضحك عليه:يااا لاتزعجها ان تشونسا اهدأ منك...  واكملا طريقهما لخارج القاعة.

 ~  ْ ~ النهايــة ~  ْ ~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق