الاثنين، 22 أغسطس 2016

×│خط احمر 2 │×│البارت الثاني│

×خط  احمر 2 ×

البارت الثاني 




By Sara

ان يضطرب تنفسها هكذا ويوشك ان يختفي ان تتبعثر نبضاتها بشكل غريب كذبذبات الزلازل محذرة ان تتجلط الدماء في اوردتها!.. انه شئ لايحدث سوى ان اصاب تشانغ ووك الخطر فلحظات ضعف تشونسا نادرة الا فيما يخصه والان سويون تشاركه كل شئ!



تخدرت قدميها وارتجفت بالتناسق مع دموعها التي اغدقت عينيها بكرمها...بينما تصلب تشانغ ووك ارضه هي استسلمت وهوت على ركبتيها على صوت ارتطامها بالارض افاق هو ليهرع راكعا بقربها .. تمسك بكتفيها التفت لوجهه سريعا وببراءة اطفال سألت بصوت ناحب : هل سمعت ماقالته؟؟سويون اختفت ها؟.

حدقت عينيه الدامعة اتسعت لم يكد يعرفها مطلقا تلعثم بنحيب :تشو..نسا...ضمها بقوة تشبثت به بقوة والصدمة تعتريها ثم بلحظة واحدة اطلقا العنان لنحيبهما بأن يضج المنزل بما فيه.


دقائق وامتلئ المنزل بالشرطة والمحققين يدققون في الاشياء على الارض هناك وهناك لعلهم يجدون بعض الاثار...وتشونسا تعتصر رأسها بين يديها وهي محنية بقوة ضغطت اناملها بين شعرها ..تشانغ ووك يتحرك يمينا ويسارا

توا وصل سيونغجي وايرين مهرولين وعند الباب صدم وكُبحت كل حركة له بمنظرها ذاك..تقدم خطوة هاتفا بأسمها من له نبرة خاصة منه وحسب :هيوجو!..

فتحت عينيها الدامعة حتى اصبح امامها تماما ورأت حذائه بثانية نهضت ودفنت نفسها بين ذراعيه ..حتى هو انتقلت له صدمة تشانغ ووك الان حين التفت وتلاحمت عينيهما المذهولة..عاد ينظر لها ضمها شعر انها تلك الطفلة التي تحتاج ان يطمئانها وحسب! :لاتقلقي..كل شئ سيكون بخير..سنجدها بالتأكيد..ستكون بخير

اومأت وهي تخفي وجهها عند صدره.. وتألمت ايرين لمنظرهما ..تركتهم وانطلقت بخفة لتراقب العمل وعلى اي نتيجة حصلوا... هز رئيس فريق العمل رأسه لاشئ وجد لاشئ تُرك خلفهم ليحققوا فيه..لذا أمرتهم بالرحيل الان.


انتفض هيون من جلسته فورا :مالذي تقوله بانها اختفت؟..اختطفت؟؟(مرر انامله في شعره مفسدا تسريحته..ولفت سولي بجانبه تطالع تعابيره القلقة)هذه كارثة ..ماذا عن تشونسا!..انا قادم 

تقدم خطوة فجذبته ذراع سولي ليتكلم بسرعة :سويون(ابتلع غصته) اختفطت...شهقت وهي تضغط على فمها ويدها الاخيرة تلامس بطنها المنتفخة قليلا!...شعر بالقلق عليها فضمها فورا وداعب خصلات شعرها من الخلف :لاتقلقي...سنجدها مؤكد!..

.........................

تشونسا!..في عالم صامت تماما خلا من كل شئ الا تنهيدات سويون وصوتها الذي لم تميزه بعد!..ارخت جسدها على الاريكة بدت كالاموات بلاروح حدقة عينيها ثابتة.. تشانغ ووك الجالس عند المقعد المجاور لم تتزحزح عينيه منها  انها ترعبه بشدة.. كما لو كانت كتابه الوحيد طول حياته و يحفظه عن ظهر قلب وعقل!... انها فقط , الهدوء ماقبل العاصفة بكل حذافيره وبأسمى معانيه.. تلك الذئبة التي استطاع اخفائها عميقا دفنها داخل سبات ظن لوهلة انه ازلي... كل شئ فيها يوحي له انها عائدة!...شد على قبضتيه بقوة مابين ساقيه المنفرجة وهو يحملق بها برعب وقلق ثم يعود لتذكر سويون ويعتصر رأسه ويمحي دموعه قبل ان تهبط فيزيد في حال تشونسا سوءا.


ومرت ساعات النهار هادئة تماما وانتظر سيونغجي وايرين ,هيون تشانغ ووك 
وهي!.. في المنزل مراقبين هواتفهم لعل اي اتصال يردهم ويريح قلوبهم.. 

وانتصف الليل ايضا ولاشئ... وتشونسا على جلستها كما هي!...وقف هيون ود ارخى ربطة عنقه حول رقبته قائلا :متى يتصلون!..سوف انفجر!

دورت عينها على مهل بأتجاهه... فأجابه سيونغجي :في العادة يوم او يومين ليس اكثر..علينا التحلي بالصبر.

نهضت تشونسا فورا عيون الجميع تعلقت بها ومعها برفق وقف تشانغ ووك :ماذا بكِ؟

:لاشئ!... اول منذ الصباح..كلمة امتزجت بنسائم البرد شتاءا اثلجت قلبه بنظرتها الخاوية..واتجهت لغرفة النوم واغلقت الباب.. بينما ثبت مكانه ولم يتزحزح انه مرتعب!..انها هي لقد عادت!..اسوء كوابيسه!

...........
غادر البقية المنزل بعد لحظات بعد ان نبهه سيونغجي تماما بما عليه فعله عندما يتصلون بهما..ابتلع قلقه عند الباب ولاحظه تشانغ ووك فربت على كتفه :لاتقلق ..انها روحي!..وكيف اهملها.

تمدد بجانبها على السرير وهو يعلم انها تدعي النوم ,شهقات خافتة كان يتمنى لو يسمعهم..غريبة امنيته لكنها طبيعية على الاقل من امرآة وام!.. تشونسا تلبسَها الصمت مجددا!... وهذا ماايقظ عينيه لنصف الليل مراقبا ..تشاركا خواطر واحدة تنقلت بينهما..ابنتهما اين حلت؟؟ كيف حالها؟..او على الاقل هل هي!...توقفا معا عن التفكير ...وشيئا فشيئا غلبهما النعاس معا!


وجاء الصباح فتح عينيه برفقه ثم بفزع انتفض خائفا كيف نام وغفل عنها ولكنه سريعا ارتاح برؤيتها نائمة وبعض الدموع ملاصقة لعينيها ..عاد مستليقا بجوارها محدقا بها بحب وألم اقترب اكثر فباتت ارنبة انفهما متلامسة نفحات انفاسه تداعبها بحرقة ..همس بأسمها بصوت متحشرج على وشك البكاء :تشونسا!..عزيزتي!.

همهمت وفورا سالت بقية الدموع من منعتهم من النزول عندما شعرت بحركته ..اغمض عينيه بأسى وهي سريعا تسللت كما الاطفال للاسفل اخفت وجهها عند صدره عقدت يديها حول ظهره بقوة تشبثت به..  ليته كابوس مزعج ويفيقها عندما يحتضنها كل مرة!.. لكن نشيج بكاءها ارتفع دون ان تعود سوى للواقع وحسب!..قبل رأسها بحرقة وعاد مشاركا لها بكاءها صمت دون ان تسمعه لارتفاع نبرة بكاءها!

اتصل سيونغجي وهيون ليطمأنوا :لا اتصال حتى الان انها الساعة الواحدة ظهرا ولاشئ!(نظر لتشونسا الماثلة امام باب غرفة سويون كمذنبة تركت كنزها يضيع منها لاهمالها)..في الواقع انا قلق سيونغجي..وضعها يخيفني..بكت صباحا وانتهينا ,صمتها يرعبني.

رد سيونغجي بقلق حين اطرق رأسه في مكتبه :اعلم ذلك!..شعرت بها يوم امس كثيرا!..انتبه لها..انا خائف مما قد تفعله!

همهم تشانغ ووك وحالما اغلق الهاتف..رن من جديد..فأجاب :نعم من معي!... حدقة عينيه اتسعت وبهما لف وحدق ب تشونسا خلفه من شدتها نظرته الغريبة فباتت تقترب وهي تتساءل بخوف :تشانغ ووك!..ماذا هناك؟

بسرعة فتح مكبر الصوت :هل تتساءل عن ابنتك اين؟؟.

ارتجفت تشونسا.. جذبت الهاتف بقوة من يد تشانغ ووك وهتفت :اين هي سويون تكلم على الفور؟؟
لم تصلها سوى قهقهات عالية بملء قلبه ضحك عليها صوتها المرتجف انه رغبته..اتسعت عيناهما وهما يحدقان ببعض :واااه هذه انتِ حقا!

قطبت حاجبيها, سحب تشانغ ووك الهاتف من يدها وصرخ به :مالذي تريده في الحال..اجبني..اطلب ماذا تريد لكي تعيد سويون سالمة!؟

نظف حنجرته واجابه :في الواقع لهذا اتصلت.. تذكرت الامر صباحا ففي العادة عندما يختطف احدهم نرى في الافلام انهم يجلسون مع الشرطة ينتظرون اي اتصال للامساك بهم..لذا اردت تخفيف العناء عليك..انا لا اريد اي شئ فلاتبقى تنتظر بلاسبب.

اصابهما بالحيرة فهتفت تشونسا بقوة :اذا ماذا تريد؟
فأجاب ببرود مرة اخرى :قلت لكِ..لاشئ!..فما اريده قد اخذته..وداعا!

صدمتهما رعبهما وصلا عنان السماء تلعثمت سريعا وخطفت الهاتف من يده :مالذي..تقصده..اين هي سويون..يااا اجبني... لكن الخط قطع فعلا

هوى تشانغ ووك على الاريكة خلفه بصدمة كبيرة! :هذا جنون!(هدأت وحدقت به) كيف له..ان يأخذها هكذا للابد...ام ان.

 تغيرت ملامحه لجدية كبيرة.. شئ خطير راود ذهنه وبقوة... هتف واقفا :سأعود في الحال!.. تمسكت بذراعه :الى اين؟؟
نظر لها بنفس الجدية :سأعود قريبا لاتقلقي ..ارخى قبضتها عنه وركض..جرى بسرعة الى سيارته وانطلق بها!


هوت على الاريكة جالسة تفكر والحيرة تقتلها اكثر سالت دموعها بحرقة هذه المرة متساءلة حول قوله اخذتُ مااريد.. حدقة عينيها اتسعت وبخوف ارتجفت تحولت لجدية كبيرة توقف سيل دموعها قبضتها من اهتزت توعد بالخطر نهضت سريعا وانطلقت تجري خارجا.. قادت بسرعة وكل تفكيرها مشوش :لا ليس هو!..انها..انها تعود له يستحيل ان يفعل بها ذلك.. وعادت تتألم اوجع قلبها الالم على ابنتها كثيرا.


جلس تشانغ ووك والقلق يتلاعب به يضرب الارض تحت بقدمه بخفة عدة مرات وهو يعتصر قبضتيه بشكل مخيف حد الاحمرار... حالما دخل والده السيد جي لغرفة المقابلة تجمد مكانه من هول صدمة رؤيته لابنه هنا.. حالما فتح الشرطي له قيده جرى نحوه هاتفا بأسمه لطالما اشتاق له :تشانغ ووك بني..

 قطع سيل كلماته بوقوف تشانغ ووك المرعب فورا نظراته انزلت رهبة عجيبة على قلب السيد جي حيث الصق يديه بالنافذة فورا صارخا به :اين هي ؟؟تكلم هل لك صلة الموضوع انطق حالا!

قطب السيد جي حاجبيه دنا الخطوات المتبقية ليصبح امام النافذة تماما :عن..من تتكلم؟..اجبني!
اخفض تشانغ ووك يديه!..فلاتزال لديه شكوك حتى وان قاطع والده تماما لابد ان اخباره تصل بإي شكل..هتف به بحرقة قلب :ابنتي!...اقول لك ابنتي اين هي!

برفق اتسعت عيني السيد جي ازداد نبض قلبه بشكل غريب وجلس من فوره وبحاله هذا هدأت تعابير تشانغ ووك الى الحيرة :ما..مابك؟؟
تلاقت عينيهما عبر الزجاج عبرت بالكثير وصُدم تشانغ ووك من الدموع التي اغرورقت عينيه بهم :هل..هل قلت ابنتك؟..حف..(ابتلع ريقه) حفيدتي انا!.

جلس تشانغ ووك بصدمة هو الاخر كل ماجاء لاجله بات هباءا انه لايعرف مطلقا فكيف له ان يختطفها لينتقم.. اطرق رأسه وانهمرت دموعه على ساقيه :لماذا تبكي اجبني(ارتفعت نبرة صوته برعب) اين اختفت حفيدتي!.. مسح تشانغ ووك دموعه وبحدة نظر لوالده ارجفه :لاتقل حفيدتك..  حتى وان كنت لم تفعل..كل مايجري بسببك انت وحدك ..كل شئ!.


كُبحت خطواتها امامه عند هذه الجملة اذ دخلت تشونسا بلهفة لغرفة المراقبة رغم محاولة الحارس لمنعها اذ فور ان اخبرها ان هناك زيارة اخرى لم يخطر على بالها سوا ابنه تشانغ ووك!

:تشانغ ووك!!...اعلنت عن صدمتها بأسمه وشاركها صدمتها ووقف من فوره يتطلع لها بالمثل وخلفه وقف والده فور رؤيتها!
:تشونسا!..انا...حاول مبررا..

شُل من حدة نظرتها لابيه خلف الزجاج الذي تناقلت نظرته بينهما وفهم مايجري اخفض نظره لخاتم زواجها وهنا تبدلت نظرتها فورا شئ يربطها به! شعرت وكأن الخاتم دليل اثم يلطخ عفتها فباتت تغطيه بيدها الاخرى..حركة اوقعت قلب تشانغ ووك لالاف الامتار لاعماق الارض فما عاد يشعر به!..ابيه نعم ولكنها جرحته!.. عاد الاب مكملا حديثا لكنهه وجهه لها:حفيدتي...هي ابنتك صحيح!..

اغمضت عينيها بحرقة بصعوبة تماكلت نفسها وكبتت جنونها ابعدت يدها عن الخاتم وبعين عصية الدمع نظرته له :اياااك
(صوتها ارجف قلبه) والنطق بها هكذا..انا وانت لاصلة تربطنا  ..وان كانت حفيدتك!... حملقت بتشانغ ووك لاخر مرة وخرجت مسرعة..ترك والده الذي انهمرت عليه الصدمات واحدة بعد الاخرى كوابل مطر..واستمر ندائه لها طول الممر في السجن.

حتى انتهيا خارجا حينها التفت له بسرعة معلنة :ألم تقل انك لا تزوره ابدا!.
رد بسرعة بنفس الجدية :وانا رجل انفذ كلماتي بدقة..هذه اول مرة لانني شككت له يدٌ في الموضوع!
اعلنت بثقة مهزوزة فيه :انسى الأمر!..تعجب من تصرفها وكلٌ انتقل في سيارته عائدا الى المنزل!


..........................
فور دخولهما اعلن ليبرر مجددا :تشونسا!..توقفي لاتكلم معك انا... التفت بحدة لتقطع حديثه لكن هاتفه كان الاسبق اذ اتصل سيونغجي الان ليسأل مجددا ..اشاحت نظرها جانبا وجلست على الاريكة فجلس مقابلا لها 
وتكلم بصوت مخنوق :نعم سيونغجي!..الامر خطير جدا
:ماذا تقصد؟؟...رد بقلق
اعتصر جبهته بيده وكبح دموعه قهرا :لقد اتصلوا بعد مكالمتك فورا!...لايريد اي شئ تخيل...لقد اخذ مايريد انهى المكالمة بهذه الجملة ورحل!

انتفض سيونغجي من مكانه غضبا وارتجافا وشد انظار البقية المتوزعين على مكاتبهم للاستماع لحاله الذي انقلب فجأة :ما..ماذا يقصد بجملته.. يريد سويون وحسب!..ارتعبت ايرين واسرعت مقتربة منه وتمسكت بذراعه.

اجاب تشانغ ووك بصوت ناحب بينما يشاهد هيوجو امامه تضغط بقوة على فخذيها تكاد تمزقهم وهي تكبت انفجارات غضب والم عميقة جدا :نعم..يريدها واخذها ....اختفت هكذا!..مالعمل ياللهي!...اننا لانعرف من هو!..ولماذا اخذها..ولا اي شئ .. اي شئ.

حدثته بصوت ناحب :علينا ان نجدها ارجوك(مسحت سيول الدموع التي بدأت تنهمر بلا توقف) اريد ابنتي .. علينا ان نجد حلا سيونغجي هل تسمعني!... شُل سيونغجي مكانه انها صغيرته الخائفة وحسب شد على قبضته بقوة طالعتها ايرين شدت بيديها عليها ثم حدقت بوجهه واوردة رقبته التي تصلبت بقوة :سوينغجي.... نطقت بصوت خائف حنين.
لكنه اغلق الهاتف فلم يعد بأمكانه سماعها اكثر ولاحل بيده..

هوت يد تشانغ ووك بهاتفه وهو يحدق بها مطرقة الرأس باكية بصمت لم يعتد عليها ضعيفة هكذا سوا فيما يتعلق به!..ابتسم جانبيا فالامر انتقل لابنته مسح خط دمعته التي سالت تقرب منها بهدوء ..لكنها فجأة انتفضت من مكانها واقفة وخطت طريقها مبتعدة عنه واغلقت باب الغرفة بقوة شديدة ولاتزال يد تشانغ ووك من اوشكت ان تحتضنها معلقة في الهواء وعينيه مركزة على الفراغ الذي خلفته خلفها واحدثته في قلبه هذه اللحظة اعاد يده له وارجع رأسه للخلف باكيا بصمت او الاخر.

هتف سوهو وهو يقترب من سيونغجي على كرسيه وبيده بعض الاوراق :صدقني لم يتبقى اي احد..الجميع تم القاء القبض عليهم..كانت الشهرين التي سبقت ترفيعنا الى رتب اعلى فترة محو كاملة لكل الجماعة حتى اصغر التابعين والخدم تم الامساك بهم هذا مستحيل..من اين ظهر هذا الشخص ومن يكون!..ماصلته بهم؟؟

قطع سيونغجي حبل حديثهم وهو يشبك يديه امام حاسوبه ويد ايرين فوق كتفه :انه ينتقم!..منهما بالذات!..لقد تعمد سرقة الفتاة لاغير ولم يفتعل معهما اي شئ ولم يطلب نقودا او ان يسلم احدهما نفسه او اي مهمة خطيرة!...انه انتقام حاد ومركز!
فسألت ايرين بقلق:ويبقى السؤال يردد نفسه مالعمل اذا؟.

فك تشابك يديه ليمرر انامله بين خصلات شعره بائس الحال :لااعلم ..لااعلم لقد عجزت عن التفكير...لقد مر يومين ولم نجد اي حل يذكر!

.......................
يومين مرا منذ اخر اتصال بهم!..صمت رهيب حل على منزل تشانغ ووك وفراغ اتسع مع الايام بينهما!...هي مدركة تماما ويؤلمها حقا ان مايجري بسبب ابيه وحسب!..تساءلت بألم وهي تتممدد بسكون مهيب تطالع السقف فوق سريرها :ألن ننتهي من الماضي ذاك ونعيش بسلام!..هل سيبقى يلاحقنا اينما ارتحلنا ثم ..ابنتي!..ألا يكفي ماعشته وماخسرت..انزلقت دمعة حارة على جانب خدها فأغمضت سريعا لتمنع البقية.

تسلل ليستلقي قربها بصمت كي لايوقظها  وهي ليست نائمة كما أدعت..بقي مراقبا لها لفترة عن قرب حتى اثقل عينيه النعاس ... تشانغ ووك ليس يتخيل عندما شعر بالخطر عندما ميز هدوءها ماقبل العاصفة .. اذ فور غلقه لعينيه فتحتهما فورا كما الذئاب.. جهزت حالها ,وقفت امام المرآة غلقت سحاب سترتها الجلدية السوداء بسرعة حدقت في عينيها التي خطهما الكحل بعمق وربطت شعرها لذيل حصان قصير وانطلقت!..تشونسا.. الذئب الاسود من جديد!


قادت بسرعة رهيبة في ظلام تلك الليلة الحالكة...راجعت في دماغها كما الآلة الحاسبة كل اسم كل مساهم كل مكان عملوا فيه..كل شخص من تلك الحقبة العاثرة!..كل شئ خطير ويوجه انيابه لهم ,كل شئ محتمل!

مشت في ممرات مبنى هرم ..طرقت بابا ما عدة مرات.. تآوه حين نهض من نومه بعثر شعره اكثر مما هو مبعثر ومع ذلك بدا شخصا ملائكيا غاية في الجمال ... لوى شفته بملل لان الطرق لم يتوقف حتى مع اصراره على عدم فتح الباب هذه الساعة, نهض منزعجا جدا :ايششش(صرخ بقوة) هذا يكفي..الن تنتهي!؟.
حالما فتحه استيقظ بشكل عميق امام شكلها من يبدو مرعبا ان بدت بائسا جدية جدا :تشو..تشونسا!..ابتلع ريقه بصعوبة.

ابعدته عن طريقها وهي تدلف للداخل معاتبة بحدة :كنت لم تفتح وانا كنت سأكسر الباب وادخل في النهاية (التفت له فأرتعب)يااا مون هل اصبحت تافها لهذه الدرجة!.
 نظر جانبا وبعثر شعره مجددا :ياللهي!..ألن انتهي منكم ابدا!(نظر لها بملل)ماذا هناك الان؟
لم تطل الموضوع واردفت سريعا بنبرة بائسة :ابنتي!..لقد اختطفت!
هوت يد مون من شعره واصابه الذهول :ابن..ابنتك! سو يون اختطفت!...من من فعل ذلك؟
ردت مستهزءة :لو كنت اعرف ماكنت رأيت وجهي!.
تحول للجدية :ماذا تقصدين بالضبط؟ 
تنهدت بحرقة :انه شخص يسعى للانتقام لقد اخذها وانتهى الامر لايريد شئ اخر
:هذا معقول؟..بهول سأل ...
اقترب سريعا من مكتبه من اصطفت عليه عدة حواسيب!.. شغله فوقفت بقربه :تعرف ماعليك فعله!..لهذا اتيت لك!.
نظر لها مطمئنا:سأفعل مابوسعي اطمأني
بدأ يحرك اصابعه بخفة .. امتلئت شاشات الحواسيب بصور هنا وهناك وشوراع وابنية ومعلومات جداول وسجلات..سجلات الشرطة ثم السجن ..تسجيلات كاميرات للسجون التي حبس الجميع فيها تسلل بشكل رهيب ومخيف ودخل للمواقع وحصل على كل مايريد..لكن!..لاشئ يريده موجود!.. جلست بتعب على المقعد المجاور.. مررت يديها في شعرها وتمسكت به مؤلمة نفسها 

بينما حدق بها بخيبة والم :اسف..لكن صدقا لاشئ هناك..لم يهرب احد ..لا احداث غريبة لامشاكل مفتعلة..كما رأيتي جميع قصورهم ومنازلهم فارغة كما هي!.. واهم شخص يمكنكم ان تفكروا فيه هو..هو والد تشانغ ووك نفسه... اكثر شخص لديه مبرر ليسرقها ان يحرم ابنه من ابنته كما فعل هو..ويسلبك شيئا اخر انتقاما..لكن حتى هذا لم يحصل..تم منع ايصال اي معلومات له كما رأيت للتو..كان قرارا صادرا من الجهة العليا تحفظا على حياتكم!
نظرت له كل منطقه حقيقة لكنها حقيقة تزيد الحال سوءا!..اين يمكنها البحث اكثر.

......................
عادت منزلها خائبة منكسرة اكثر..كانت تحلم بالحصول على طرف خيط مهما كان بسيطا وسوف تعمل المستحيل لإيجادها. عادت حياتها لتكتب تحت عنوان المتاهة!.. تعلم انها كل مرة تخرج منها بقوة..لكن هذه المرة بدت بائسة جدا.
حالما خطت المنزل..ثم قطعت الصالة .

اوقفها بصدمة اشتعال الانوار عند طرف الغرفة واعاد تشانغ ووك يده الى جيبه وهو يحدق بها بغضب شديد واحتقان عينين من اغمضهما ليكبت البعض من غضبه عليها :ألن تكتفي!...
نظرت له ببرود وردت :انهي ماذا؟..وهل انتهينا حقا!
طلب برجاء :لافائدة مما تفعلين لذا توقفي اتوسل اليكِ!..هذه ليست اول ليلة تجوبين الشوراع فيها وتذهبين لمون انا متأكد ولغيره ايضا!..ارجوكِ توقفي!

ابتسمت ساخرة مطرقة الرأس ثم نظرت له ارعبته نظرتها وباتت تقترب منه :تشانغ ووك توقف انت!.. برودك انت فلتنهيه الان تعلم جيدا من السبب في كل مايجري معنا(ارتفعت نبرة صوتها امام صدمته التي ازدادت ايضا) كل حياتي بائسة بسببه كل شئ محطم بسببه .. انت ابنه تعي ذلك وبشدة لذا لاتطلب مني اي شئ.. 
صرخ بها بحدة  مقتربا منها اكثر :لاشأن لي!..انا لست ابنه ولادخل لي به..لذا توقفي عن مهزلتكِ هذه..بحثك لافائدة منه.. الجميع اما مات او سجن اثبت لكِ سيونغجي ذلك

حدة صوتها باتت مزعجة رجت ارجاء المنزل :اذا ماذا .. هي اشباحهم من اختطفتها..هل تريديني ان ارتكب جريمة في حق نفسي لأرتاح..

ذهوله مخيف سببت جملتها الاخيرة ارتعاشا رهيب في قلبه ..صرخ بها مزمجرا حين هجم يعتصر ذراعها بيده : توقفي في الحال!..أن أعدتِ هذه الكلمة مرة اخرى سوف...
:مالذي يجري هنا؟..هل جننتما!.

التفت الاثنان معا فلمحا سيونغجي وهيون عند الباب .. افلت تشانغ ووك ذراعها هو متأكد انه ألمها كثيرا ولكنها تستحق!.. تلاحمت عينيهما مجددا بنظرة عتاب من كلاهما للاخر
:لاشئ!..قالتها ببرود واتجهت بخطى سريعا الى الحديقة الخلفية من باب المطبخ!
اقترب كلاهما بينما تشانغ ووك شارد يعتصر يده بقوة اعلن هيون بقلق :كنت في المحكمة ورأيت سييونغجي وقررنا المرور بكما..صوت صراخكما تجاوز سور المنزل..هل جننتما!

نظر تشانغ ووك جهة المطبخ ولم ينطق بحرف...ثم لعينين سيونغجي المضطربة.. اشار لها فأوما تشانغ ووك مؤيدا لقرارا سيونغجي لذا فورا تبع خطواتها... وجلس الاثنان في صالة الجلوس
فعاد هيون معاتبا :مابك تشانغ ووك؟؟ألاتعرفها.
ابتسم بسخرية والم :أعرفها!!..وهل هناك شخص يعرفها اكثر مني..انها فقط تتحول ..تعود لما كانت عليه..كتلة مجنونة من الحقد والانتقام..ستقتل وترتكب الجنون وهي غير واعية..انا خائف عليها ومنها تخيل!...ظننت انني استطعت اخفاء تلك الذئبة في كهف عميق بعيدا عنها...لكن اي أم مهما بلغت ذروة هدوءها ستتحول لوحش!..فما بال تشونسا اذا!
ربت هيون على كتفه ثم ضغط عليه ساندا :نحن معك لاتقلق!

.....
تشونسا باتت مشوشة جدا تجاه تشانغ ووك لم تعامله هكذا منذ فترة طويلة ..اغمضت عينيها وحوطت ذراعيها حول نفسها احتاجت لدفء احضانه لتكبت صراعاتها الداخلية .
يدٌ دافئة أحاطت كتفيها من الخلف في الموعد تماما التفت بدهشة فلاحت امامها عيون سيونغجي مغدقة عليه بالحنان..ابتسمت بألم والتفت تناظر امامها :لك يدٌ في هذا!(تفاجأ بشدة) كان عليك سحبي بعيدا جدا جدا عن هنا..لبلد أخرى فلا استطيع العودة له في يوم من الايام!...ماكان علي السماح لنفسي وله ان نصبح كيان واحد هكذا
صدمته شديدة فحتى عندما كانت بقربه لاول مرة لم تكف عن الاحساس بالاشتياق لتشانغ ووك :انه تشانغ ووك من تتحدثين عنه!..هل فقدتِ عقلكِ تشونسا!
نظرت له بعتاب : كان عليك فعل ذلك لاجل هيوجو كي لايستمر ماضيها بتكرار نفسه مرارا وتكرارا(سالت دمعتها بحرارة) سويون!..من سيعيدها لي الان سيونغجي ها!...(بكت بهدوء مجددا شعر بألم فضيع يعتصره فجذبها برفق وضمها له) اشعر بفراغ كبير..حضني فارغ ويحتاج اليها..كيف تتغذى وتنام.. هل يهتمون بها جدا..(ارتفع صوت نحيبها ليصل صداه الى تشانغ ووك) مع كل ذلك لاتزال تحتاج لحضني انا وحدي!.. انا امها...ربت على ظهرها برفق يهدأ من روحها وكله يشتعل احتراقا لحالها!


عاد معها الى غرفة الجلوس ..رن هاتف تشانغ ووك مجددا من بات ينذر بالخطر لا اكثر..وكما ارتجف عندما سماع نبرته ارتجف اكثر برؤية الرقم المجهول يلوح امام عينيه.
حدق بهم بجدية وغيض  :انه هو!.. شد اعصابهم وكل تركيزهم معه..أشار له سيونغجي ففتح مكبر الصوت كي يستمعوا جميعا
:الوقت متأخر اسف لاتصالي ..لكن كما ضاع ليلي ونهاري لم اعد اهتم!

هتف به تشانغ ووك :ماذا تريد بالضبط..لمَ تفعل هذا بنا.. ان كان هناك شئ عالق بيننا تعامل معنا نحن ودع الطفلة وشأنها انها صغيرة ارجوك! ..راقبت تشونسا لهتفه وتأثرت اكثر


قهقه بشكل مثير للاشتعال اعقب فورا :ماذا؟!...شئ عالق لقد مر عليه الدهر..فكيف ستصلح سنين مضت سيد تشانغ ووك انت ووالدك..ثم تلك الذئبة!.

اتسعت اعين الجميع برهبة..سأل تشانغ ووك بصدمة :ماذا تقصد؟..ولمَ الطفلة بالذات؟(صرخ بشدة منفعلا بحرقة قلب) من تكون انت لتتلاعب بنا؟

ضحك بسخرية واعقب : "كما تُدين تُدان" قول معروف وهو ما سنتعامل به.. كما حرمت احدهم من ابنه لسنين دون ان يراه يضمه ويعتني به.. وبعد سنين ولتزيدوا الطين بلة اكتشف انه كان بقربه كل ذلك الوقت ولايعلم!..يهوى قتل وهو لايعلم شدة شوقه لرؤيته لاعتناقه وان يحمل اسمه!.

 تصلبت خلايا تشانغ ووك وهيون  وارتعبا كل كلمة كانت تشير له وحده ورعبهما يزداد هو سر دفين ورغبا بأبقاءه بعيدا عن تشونسا اكثر.لكن!..

اعلن قاطعا رعب افكارهم :أليس كذلك هيون...لي جونغ سوك!.. صدمتهم بكيفية معرفته بأن هيون هنا لم توجد امام ماسيحدث اذ فورا قطبت تشونسا حاجبيها سريعا التفت له متساءلة بحيرة :مالذي يقصده؟

اعتصر قبضته ولم يلتفت لها..واكمل المتصل :هيا اخبرها من تكون!..ابن من انت!؟(اشتد احتقان عينيه) ابن السيد كيونغ!!

صمت العالم كله امام الضوضاء التي احتلتها عنوة هزت كل خلية فيها مستعيدة في لحظة منذ اول لحظة قابلته كل دقيقة جمعتهما معا!.. كل قتال وانتصار تدريب وفرحة ... ابن قاتل والديها الفعلي مدمر حياتها هنا معها صديقة حميمة له كانت وكان سندها لفترات طويلة!..وهي لاتعلم!!

تلعثمت بأرتجاف روح رهيب :من..من..من تكون؟؟..ابن كيونغ!..انت ...ابنه!؟؟(هزت رأسها برفق رافضة حتى النخاع) كلا..لااا..انت لست ابنه ولن تكون... اوشكت على النحيب ولكن على اي شئ تنحب!

التفتت لتشانغ ووك بصدمتها الرهيبة تلك فأزداد تخوفه :وانت!..كنت تعلم كل هذا..ولم تخبرني حتى هذه اللحظة!..انت وهو.

وزعت نظراتها بينهما..بينما سيونغجي ازداد وجعه عليها كثيرا :هيوجو...ناشد البريئة داخلها..لترد بصرخة عالية :لست هي!(ارعبتهم جميعهم)لست تلك الغبية!...التي يُضحكَ عليها كل مرة ويتم استغلالها!

:صدقيني كنت مهزلتهم وحسب!...يزيد النار اشتعالا...تهتز تشونسا اكثر...لم يعد سيونغجي بأمكانه التحمل اكثر :من انت؟؟ايها الحثالة من تكون؟؟
ضحك بخفة واجاب :انا شبح السيد كيونغ!...اصاب الجميع في الصدمة :ماذا؟؟!...تساءل تشانغ ووك بسخرية.


:انا شخص سينتقم لكل آلام كيونغ من لما يهتم ولم يشعر بها اي شخص ... جميعكم ستدفعون الثمن ..ثمن حرمانه من ولده حين رفض والدك ياتشانغ ووك ان يبحث عنه ويعتني به وزوجته اصبح معبوده الذي يشاركه كل افعاله بكل مقدرة وكفاءة نفذها له وفي النهاية حرمه من اهم وابسط حقوقه ان يكون اب...ثم اكتشف في النهاية انك اخفيت معرفتك له وكم كان قريبا منه ولايعرفه...ستعاقبون جميعا على يدي انا! .. سويون باتت لدي ولن ترونها مرة اخرى!
اغلق الخط ثم ابتسمت تلك الشفاه بشغف مميت نشوة انتصار لامثيل لها :دعهم يتقاتلون يحطمون بعضهم كما الوحوش


ترك الجميع في فوضى افكار متحطمة  متشابكة .. تشانغ ووك من جهة وها هو اثم جديد يضاف لقائمة ابيه ..نظر لهيون بألم من تضاربت كل مشاعره للتو كان والده يتساءل ويبحث عنه عكس ماكان يفكر به انه رماه وامه, تخلى عنهم ليلة باردة ماطرة لتموت امه طريحة الفراش وتتركه وحيدا من يومها!... اشتد قبضة تشونسا اهتزازا على حين التفت بخفة مريعة سحبت المسدس من جانب خصر سيونغجي ارعبته وانتقلت لتثبته لجانب رأس هيون من رفع ناظره بذهول :انت السبب اذا!!..نطقتها بعمق الام قلبها!
:تشونسا!.صرخ تشانغ ووك بحدة .
فردت عليه بالمثل :لاتقترب..كلكم مخادعون!.

فرد مبررا ليثبط عزيمتها :اذا ماذا؟..ان كنت اخبرتك هل كنت ستقتلينه وقتها! اجيبيني!...هل كنت ستحاسبينه على افعال والده..يبقى هيون هو هيون نفسه!

التفت هيون بهدوء ليقابل عينيها الجامحة فتوسطت الفوهة مابين عينيه.. اهتزت ثقتها برؤية عينيه الدامعة هادئة لكن تخفي جحيم مشتعل في الداخل :افعليها!..لم يعد الامر مهما!..مادمت تتألمين افعليها واريحي نفسك تشونسا ..صديقتي! واعز من التقيت يوما!..ليس مفرحا ان يتم انتقام والدي وانا من خلال سعادتكم..صدقيني انا أتألم بجنون لأجلكم!

لوت شفتها بحرقة مانعة سيل الدموع من الانهمار..اخفضت المسدس للاسفل فتناوله سيونغجي من الخلف سريعا واعاده موضعه ..حدقت في عيني هيون ثم تشانغ ووك بوجع ممتزج بثقة مهتزة ثم التفت مغادرة ..كاد يلحق بها تشانغ ووك فأوقفه سيونغجي سريعا هز رأسه رافضا.

رن الهاتف مرة أخرى مجددا بات رنينه كجهاز نبضات القلب عندما يرن محذرا بتوقف الحياة.. فتح مكبر الصوت مجددا :ماذا هنا... قطع كلامه اذ نطق جملته دون اهتمام.. 
: نسيت ان اخبركم...لاتكلفوا انفسكم عناء البحث عن ابنتكم المدللة..فلن تجدوها هنا ابدا!.(تجمدت اطراف تشونسا وروحها مستعدة للقادم وهي تناولهم ظهرها ) ... فلم تعد هنا اساسا.. سمحت لها ان تنتقل الى عالم اخر بعيدا عنكما للابد... حظا موفقا!

يد تشانغ ووك ماعادت تتلقى الاوامر العصبية سليمة هوى الهاتف ارضا برعشة روح جبارة ليستوعبها جسده.. هوى الهاتف كما هوت تشونسا ارضا وارتطم كتفها بالباب... شهقة سيونغجي وهيون لم تكن قليلة التفت فورا لها 

كل شئ فيها حتى حدقة عينيها ثابتة تجمدت امام فخامة ذكريات جميلة رافقتها مرت لأشهر وحسب!.. فرحة الخبر ثم انتظارها من زرعت فيها روح الانثى واحساس الامومة بقوة ليتخلل كل خلية فيها بقوة منعشا انسانة جديدة.. اول مرة فتحت عينيها, اول قبلة, اول مرة احتضنت سويون اصبع تشونسا الصغير دون وعي انها امها ولكنها تمسكت به ليلة كاملة تلك كانت اخر ليلة لها في منزلهما بل وحياتهما ايضا.

:سوويوونااا.. كصافرة الانذار صرخت بقوة و انطلق نواحها ضج يملئ المنزل ويهز كل ركن فيه .. كما الاذن كان بكاءها ليسمح لدموع البقية بالنزول وسالت دموع الجميع ..حرقة قلب تشانغ ووك دفعته سريعا اليها حين بدأت بضرب الباب بجوارها بقبضة قوية تفرغ فيه وجع تشتت روحها من بثتها في ابنتها.

جثى على ركبتيه بجوارها تمسك بقبضتها بقوة كأول ليلة بعد فراق تلك الليلة التي اعادت هيوجو لحياة تشانغ ووك..لكنها مختلفة تلك كانت ليلة بثت فيها آلامها لترتاح.. هذه ليلة وبدأ منها العذاب ليستمر وليس بعدها اي راحة!..
جذب هيون شعره للخلف بقوة كاد يقتلعه اي عذاب كان هو السبب فيه لهم! وهم من كانوا كل افراد العائلة التي افتقد وجودها كل حياته!

.................................

مرت ايام بات فيها الصمت سيد المنزل فرض سيطرته حتى على قلوبهم وهمس ارواحهم لبعضهم سكن الظلام معهم فماعاد للنور اي مكان ليشرق صباحا ويختفي مساءا... كل احرف العالم كتمت مخارجها في رثاء عزاءهما ... يتقابلان في المنزل صدفة .. ولاينطقان مهما بدا الامر ملحا... هما حقا اجادا تعزية بعضهما في فراق ابنتهما الاولى وربما الاخيرة.

احكم تشانغ ووك غلق غرفة سويون واخفى المفتاح جيدا بعيدا عنها... ونسي امر هاما اخر.. تذكرته ليلتها فأتجهت بخطى مهزوزة الثقة لما سيحل بها من صراع مشاعر عنيف شاحبة العينين بلاحياة وروح متعبة منها وعليها... ولاحق خطواتها المتهالكة برفق :كل شئ حصل ويحصل وبات يمحو مستقبلا جميلا حلمنا به معا..تعود خيوطه تشير لي وحدي..كمركز شبكة العنكبوت.. ليتني رحلت بدل عنها ..ليته أخذني وتركها لكِ..بدل ان ابقى مؤرقا لكِ مذكرا بآلام سنين طويلة.. فتبقى هي قطعة مني معكِ..تهنأين بعدها بحياة هادئة وتبقى روحي معكما بينما تكبران معا بسلام.

حالما لمحت الارجوحة الملونة الخاصة بالرضع المعلقة في الحديقة اهتزت روحها بعنف مخلفة برودة سرت في كل اوصالها.. حوطت ذراعيها حول نفسها محتضنة وأبت الا الوصول لها.. كان يسير خلفها على بعد خطوات جيدة تاركة لها مساحة الانفجار العظيم من كبتته داخلها لإيام فلم يكن مافعلته يومها شئ يذكر مما يداعب روحها وقلبها من آلام.

قربت اناملها المهتزة برغبة كبيرة لتلمس الحبل الاحمر جذبته بخفة للامام فعادت الارجوحة للخلف واستمر بالتأرجح جيئة وذهابا امام عينيها مولدا صورة سويون في عمر السنة بملامح رسمها دماغها وصوت ضحكة رقيقة تشعل روحها اكثر وهي تشير لها وتهز قدميها في الهواء بحركات جميلة تكاد تحلق من السعادة كونها حرة ولاشئ يقيدها ... تخيل جَرفها لتهوي لقاع آلامها مجددا لتنطق معلنة عن كل مايخالجها وهي ناحبة : لماذا؟؟..علي ان اعاني الف مرة...الحزن لايرافقني.. كلا مطلقا انها السعادة نفسها من تهوى تعذيبي تداعب حياتي فجأة ثم تخفي نفسها بمكر عميق تزيد في طول الجروح وعمقها لمسافات ماعادت روحي تتحملها اكثر ..لا.. لايمكنني ابدا تحمل المزيد(هوت على قدميها باكية منتحبة بصوت اعلى) توقفوا ..جميعكم توقفوا عن أيذائي..انني بشر ولدي قلب ينزف منذ ان فارقتني امي... لماذا على الماضي ان يعيد نفسه الف مرة..لماذا علي ان اخسر سويوناا مرتين..مرتيـــن!..امي ثم ابنتي!...لمااااذاااا؟؟

بكى بصمت ثم علا نحيبه ليهرع اليها محتضنا من الخلف بقوة اعتصرها فأرتفع صوت نحيبها بين احضانه ... وفجأة تذكرت وكأنها افاقت على نفسها من سبات عميق امتد لقرن ... فجأة احتضانه لها بات مثل كرسي الاعدام الكهربائي يسلبها روحها بعمق للداخل شهقات ارتياحها بين احضانه سابقا باتت كشهقات المقبل على الموت بقوة وارتجاف عنيف لروح مقبلة على الرحيل .. انتفضت من حضنه موقعة اياه في صدمة رهيبة التفت لتضرب صدره بقوة مبعدة اياه للابد عنها :توقف عن احتضاني والاقتراب... كل شئ فيك بات مؤلما انك قطعة منه وحسب..(ضربته مجددا بوهن على صدره عدة مرات)سويونا رحلت بسببك انت  وابيك ماذنبي انا .

 كالسهام كلماتها تخترقه وقلبه بالذات! لاجزاء اشلاء بعثرته دموعه المصدومة في عينيه من احتقنت بلون الدماء توقفت مكانها مصدومة حد النخاع!

عادت تنتحب اعلى :ماكان علي الدخول في حياتك..ماكان علي التمسك بقطعة من الماضي ستبقى تطاردني اشباحها لقرون اخرى قادمة في حياتي ... مالذي فعلته انا لأتالم مرارا وتكرارا اتجرع نفس الالم بمذاق امر من سابقه..لقد فقدت قطعة من روحي تشانغ ووك فهل ستعيدها!..لقد ماتت..ماتت!... ضربت قلبه مرات ومرات هذه المرة الوحيدة التي تيبس تشانغ ووك ارضه وتخشبت يديه وامتنعت من احتضان خاصتها ..هو السياف في نظرها فهل يضمد السياف الجروح التي يصنعها!!.


لن يجبرها على شئ..هو ابدا لم يفعل..ترك لها حرية القرار وصباحا فعلت!...فتح عينيه بذهول مخيف...برؤية حقائبها مهيأة... انتفض واقفا من على السرير وكل كلمات المنع والتمسك تتصارع للعزف لها..لكنها احتضرت وماتت بين ثناياه امام رهبة انكسارها وضعفها المهول!...لم تنظر له حتى ولو لمرة واحدة اخيرة لم تسمح له ان يبحر في عينيها

:وداعا!...جي تشانغ ووك!..سحبت حقائبها وغادرت! ...اغمض عينيه بأسى على موته الحقيقي غرس انامله في شعره عميقا بقوة للخلف وجلس وهولايزال يسحبه سالت دموعه فمسحهم بقوة! وعاد يبكي مجددا.

.........................

طرقت الباب بخفة وهي مترددة كثيرا ... وظهر امامها وبرؤيتها وحقائبها تلبسته الصدمة مطرقة الرأس تشيح نظراتها عنه كطفلة صغيرة مليئة بالوجع تخجل من صديقها الكبيرة مستنجدة بعض الامان... حضرت له ولم تكن سوى هيوجو الصغيرة تطالب ان يضمها بقوة كما فعل عندما خسرت اول سويون في حياتها!
تلعثم سيونغجي بأسمها :هيو..هيوجو!.. بذكر ذلك الاسم كسر صمتها لبكاء جديد تقدمت خطوة واخفت وجهها بين ثنايا صدره بينما كان ثابتا كالحجر امام مارآى منها... اغمض عينيه بألم وتكررت لحظة مرت قبل 24 سنة حين هتفت بأسمه مطالبة بالامان عادت الان اليه ضمها له واخفاها اقوى بداخله قبل قمة رأسها عدة مرات وشاركها بكاءه بصمت... وخلفهما صدمت ايرين وهي تطبق على فمها من وجع منظرهما.

وضعت ايرين امامها طبق الطعام وقت وجبة الغداء ... وجلست قرب سيونغجي من بقي يناظر تلاعبها بالطعام بخواء:هيوجو!..زمجر بحدة... انتشلها من شرود عميق:ااه
اكمل بحدة:كلي..في الحال.
حدقت به بعيون ذابلة ثم صحنها وكأنها قد رأته للتو:اوه ..لااريد(نظرت الى ايرين محدثة) سلمت يدك! .. أومأت بأمتنان نهضت مبتعدة 

نهض محاولا اللحاق بها لكن يد ايرين من ضغطت على ذراعه بقوة اوقفته  :مابك!..لاتضغط عليها انت الاخر!...دعوها تفعل مايريحها.


ونهضت لتلحق بها ..دخلت عليها الغرفة فوجدتها تتمدد على السرير بلاروح ساكنة جدا كما الجماد..ابتعلت ريقها فإي كلام يقال واي رثاء يتلى في حضرة ألمها الجبار...انحنت قليلا وسحبتت الغطاء عليها ربتت على كتفها برفق ثم خرجت

قابلها سيونغجي متلهفا فردت بسرعة :لاتقلق ..انها هادئة تماما
ضغط على جانب جبهته وقال بخفوت :وهذا مايخيفني!... نظر لها مدققا في عينيها..في النهاية هيوجو حب طفولته وجودها معهما في منزلهما امر يدعو للتوتر
 اسند كلا كفيه على كتفيها:عزيزتي..شكرا لكِ..أمالت رأسها متساءلة :حسنا لانها...لم يستطع ان يكمل كيف يبت بما في قلبه...هو مهما حصل لن يدع هيوجو للحظة
تفهمته فورا عضت شفتها بقهر شديد:سيونغجي...قالتها بحرقة..رفعت يدها وضربت رأسه وعادت ستضربه مرة ثانية..
لكنه سريعا تمسك بيدها موقفا اياها بفزع:مابكِ؟..هل جننتني؟
ردت بحنق:بل انت من جننت لتفكر هكذا ايها الغبي غبي..
افلتت يده ..فتمسك بمكان الضربة متألما :هل اصبت بعدوى الجنون واللسان السليط منها ياااا...
 سمع ضحكة رقيقة فألتفت بتفاجأ ليجد هيوجو عند الباب كان مقبلة لشرب الماء فرأت منظرهما.. ضحكة متعبة اختلط فيها الوجع والارهاق لكنها احتفظت بجمالها في نظره ..اخفض يده وحدق بها بحب وود :شكرا لكِ.(احتارت لأمره) ابتسامتكِ ضحكتكِ جميلة دوما.. فتبسمت بوهن شاردة في عيني سيونغجي ذلك المشاغب الصغير.
......................
يكفيه مالديه من وحدة تَهَرب منها دوما بين ضحكاتها وشغبها حنانها ايضا عندما كانا صغيرين... لمعان عينيها بين تموجات صوتها الحاد الغاضب ثم الرقيق من تحاول كبته فجأة ..بين لمسات مسروقة ..واعتناء ظن انه مؤقت ويشاركه فيه انتظارها لصديق طفولتها!.. كل لحظة مضت بنصف سعادة..حتى ارتمت اخيرا مذعنة مقرة انها ملكه وحده..الان عاد! لا بل لم يعد..لم يوجد وضع كهذا من قبل.. لم يوجد له يوم واحد من دونها كارهة حاقدة عليه ام محبة شغوفة به حد النفس!...هي كانت موجودة دوما!...بإي شكل كانت ..كان يمتلكها هذا هو احساسه الوحيد

هيون اختفى من حياة الجميع ..باتت سولي كل شئ في كل لحظة حبس نفسه في المنزل لايام

كما فعلا هما .. مضت ايامهما في عذاب لم يتوقعه كلاهما ألم لايضاهيه وجع!... لم يألفا فراقا من هذا النوع من قبل

بينما ظل هيون يعيد في دماغه كل جملة قالها المتصل وبكل عناية كأنه مسجل صوت دقيق جدا... كونه اصبح محاميا بات دقيقا في هذه المواضيع..حدث سولي بما يختلجه ذلك اليوم صباحا :لا احد يعرف بقصة كيونغ سوى السيد جي نفسه وهو في السجن وتشانغ ووك وانا!... من هذا الذي جاء ليطالب بالانتقام بتلك الطريقة لينتهي بقتل ابنتهما بجدية!(هز رأسه) سينفجر رأسي لكثرة التفكير...تعبت جدا وانا اصارع مايجري..علي ان أجد الفاعل ولو كان أخر يوم في حياتي..في النهاية انه والدي وانا المسؤول عن الأخذ بحقه..وهو لايستحقه مهما كان الظلم الذي تجرعه من السيد جي!...
 صمت للحظات حتى اتسعت عينيه بذهول :كيف فاتني الامر... انتفض هو وسولي معا:ماذا هناك؟..ماذا اكتشفت؟

فرد سريعا وهو يجري لغرفة النوم يبدل ملابسه سريعا وهي تساعده ويجيبها :ان كان أُعدم ..والفاعل يقوم بالانتقام من اجله....المنطق يقول انه التقى بأحدهم قبل وقت التنفيذ(عدل سترته بخفة)سأحاول الحصول على تسجيلات مقابلاته..اي شئ ممكن سينفعني ..سأستعين بسيونغجي حالما اشرح له الوضع اعلم كم هو متلهف لمعرفة الفاعل!

 احتضنته بقوة موقفة ثرثرته الطويلة لشدة لهتفه ثم قبلت جبينه بحب :انا اثق بمحاميَّ الذكي..هيا انطلق
ابتسم بحب اذ احتاج لجرعة الامل هذه منها ,بسرعة خطف شفتها بقبلة خفيفة ثم انطلق يترك لها ضحكة لطيفة ارتسمت على وجهها بعد عناء ايام طويلة مرت بثقل عليهم.

..............................
طبع سيونغجي قبلة رقيقة على جبين هيوجو ركز في عينيها المتعبة متساءلا :ستكونين بخير!..لوحدك!
أومات عدة مرات:لاتقلقا فقط اذهبا لعملكما هيا اسرعا..ابتسمت لها ايرين بحب... اغلقت الباب خلفهما تنهدت بعمق تطالع ارجاء المنزل... ارتاحت فيه لايام واستعادت القليل من صحتها..حان وقت الرحيل!... تركت ورقة صغيرة عند طاولة المطبخ ..وخرجت خالية الوفاض سوا روحها التي ستغادر بها

جن لرؤيتها اليوم شغف كبير داعب قلبه اكثر من بقية الايام فما عاد بأمكانه تحمل المزيد... اول خطاها خارج المبنى الذي يحتوي شقة سيونغجي..كانت ملاحقة بخطوات تشانغ ووك خلفها ... ركبت سيارة أجرة فأسرع لركوب سيارته ولحق بها على مهل!...

وصل هيون للسجن حيث كان كيونغ مسجونا فيه!.. انتظر في غرفة الضابط المسؤول عن السجن.. انتظره دقائق حتى فرغ من الورق الذي بين يديه.. رتبهم جانبا
شبك يديه ونظر لهيون :تفضل محامي هيون بماذا يمكنني مساعدتك؟
:اود رؤية كاميرا المراقبة طيلة الشهر الفائت او حتى اكثر لو سمحت لي!..قالها بثقة وانتظر رده
اصاب الضابط الحيرة :شهر او اكثر...من اجل من بالتحديد؟؟
ابتلع ريقه ثانية واعقب :كيونغ!..للسجين كيونغ هنا!
حدق الضابط بهيون بثبات بلاتعابير ثم اطرق رأسه للحظات ...استغرب هيون فترة الصمت التي تلت ذكره لاسمه السجين: عفوا ولكن مالمشكلة؟

زفر الضابط مطولا بعد ان عاد للنظر لهيون :في الواقع هناك امر مهم قد حصل...ولكنه يبقى من اسرار السجن ولايحق لاحد معرفتها سوى اهل السجين..كون القضية سرية ومهمة للغاية.

عقد هيون مابين حاجبيه بحيرة كبيرة :مالذي حصل بالضبط؟؟ ..بقي الضابط صامتا فأغمض هيون عينيه واخذ نفسا ثم اطلقه ونظر للضابط مجددا : حسنا انا من ذويه يمكنك اخباري.. كيونغ للاسف...هو ابي!

اتسعت عيني الضابط واصابته الصدمة:هل حقا!...فقاطعه هيون بلهفة :فقط اخبرني ماذا حصل ارجوك!

استعاد الضابط تركيزه وبدأ بسرد الامر :يوم تنفيذ الحكم بالضبط وقبله بساعة فقط(صمت لثواني متوترا واعقب) السيد كيونغ ..انتحر!

زاد من اتساع حدقة عيون هيون المشدوهة بسماع الخبر تلكأ لينطق سؤاله:انتـ.. من انتحر..كيونغ!!

هز الضابط رأسه مؤكدا :نعم لقد شنق نفسه وانتهى قبل تنفيذ الحكم ..يبدو ان كبريائه عالٍ فلم يحتمل الامر.

اطرق هيون رأسه ليعتصره بين كلتا يديه بقوة يطالع مابين ساقيه بصدمة مميتة وبدأ يهذي لنفسه :ذلك الرجل انه داهية...تهرب من تحمل عقوبته من الموت الى الموت لكن بنفسه...كم انت غبي!!
عاد لتذكر ماجاء من اجله تلك المكاملة ومفادها "انا شبح كيونغ جئت لانتقم من اجله" ...افاق هيون وسريعا سأل :اريد رؤية الكاميرا حالا!..أوما له الضابط نهض واشار له عند الباب ليلحقه


انتهوا بغرفة خاصة للتسجيلات... شرح الضابط لمسؤول الغرفة ماذا يريدون بالضبط واعقب هيون بعده فورا : من المفترض انه لاتوجد اي زيارة للسجين كيونغ صحيح!!..سؤاله يجيب نفسه
 حملق المسؤول للحظات واعقب نافيا : لا على العكس كان لديه زيارة مستمرة تتكرر كل شهر تقريبا والغريب على ما اذكر انها كانت من شخص واحد فقط!..نعم هو لاغير!

اتسعت عيني هيون وحدق بهم بالضابط المسوؤل عن السجن... ثم عاد بتركيزه للمسؤول عن غرفة المراقبة وبلهفة طلب : أرني في الحال ارجوك اسرع!

أومأ الضابط له معلنا موافقته لطلب هيون فأسرع المسؤول مشيرا لضابط ادنى جالسا عند الحاسوب وراح يعرض له تسجيلات شاشة مراقبة غرفة الزيارة منذ اشهر وكل مرة يعود لشهر سابقه كل مرة يصيب هيون بالشلل درجة اقوى من سابقتها.

انتهت خطوات هيوجو الواهنة قرب جسر كبير يطل على النهر... فتوقف على بعد مسافة منها .. مراقبا بحسرة كل شئ فيها يناديه قلبه لاعتناقه من جديد
مشت على طرف الجسر قرب السور داعبتها مخيلتها الكثير من الصور السعيدة وحسب لم ترد ان تسترجع غيرهم في اخر لحظات تشانغ ووك سيونغجي ضحكهما لعبها معهما صغارا ثم عشقها وهم كبار لحظات جنونها وفرحها ... ومع ذلك خالية الروح والوفاض نبضات خافتة لم يهمها العمل بعد الان .. يكفيها تحملا اكثر 

 توقفت فجأة ضغطت بيدها على سور الجسر المطل على النهر باردا جدا كان لكنها لم تشعر بوطأة برودته :حياتي!..(بصوت متعب نطقت والتفتت لتقابل السور تماما) ايتها البائسة.. لنتوقف عن التمسك ببعضنا ..انتِ في الاساس كنت دوما تتهربين وهو من كان يعيدك لي دوما... هو كان الرباط الازلي الذي يقيدني بكِ ولاشئ غيره..يجعلك تتدفقين بقوة لهذا القلب مولدة نبضات لم يعهدها انسان غيري ..لكن! في ظلامك الدامس اخفيت اعترافي وقتلت تلك الاحاسيس لذا الان يمكننا التحدث بحرية دعنا نعترف ونقر لبعضنا ماكان يجري..ان كل نظرة منه كانت مشبوهة من ابيه نبرة صوته كانت ممسوسة من ابيه..كل لحظة كانت مشوشة ومؤلمة..لكنك البارع ياقلبي كتمت تلك الاصوات وعدمت تلك الاحاسيس تحت اسم حبك الافلاطوني له وحده!... حبه ازهد شئ حصلت عليه واغلاهم ليتجاوز المجرة... كالادمان على الالم يتلذذ صاحبه به بدل الآهات والوجع يصرخ متنهدا بأسمه مجددا..احبه كلمة تعجز عما يختلط بدمي ويداعب نبضاتي..انا اتكلم عن انا!..كل لحظة همسة حدث ورغبة كانت من صنع يديه بسببه واليه كنتُ كتابا فارغا خط هو عليه بحبره الثابت كل شئ..الان وبما انك ستبقى ابيضا بلاروح ستدهسك الدنيا غير مبالية اكثر..فليس هناك داعٍ للوجود..

كان مراقبا كل دقيقة مرت لها على الجسر اشتاق لطلة عينيها وبشدة منذ ايام لم يرها انه يعاني يتجرع انفاسا ليست ملكه مادامت ليست بجوارها

ضحكت مستهزءة بألم: احبه اكثر فأتألم ..يؤلمني فأحتاجه اكثر ..دوامة عذاب لن تنتهي ..كلا الامرين عذابه اشد مرارة من الاخر ..
"دعنا ننفصل تشانغ ووك!" لن تنفع في هذه الحياة, دعنا ننفصل في عالمين علَ العشق يموت والالم ينتهي!.. دعنا نجد السلام بعيدا عن بعضنا..(ضحكت ساخرة ودموعها هدرت سريعا ساخرة منها ايضا)..سلامي الذي لم ولن يخلق الا بجوارك.....تحولت لجدية عنيفة عادت للخلف خطوة اولى لطفولتها الضائعة..ثانية لحياتها مع تشانغ ووك وهي بائسة..ثالثة عندما تصالحت معه وحلت المتاهة...الرابعة هي الان والاخيرة... اربعة خطوات وحسب لخصوا حياتها وتكرر ذكر تشانغ ووك فيهم..كل شئ هو

اغمضت عينيها متجرعة دمعة اخيرة حارقة ..فتحتهما بجدية صارمة انحنت لتبدأ الجري بسرهة رهيبة ,ساندت يدها للسور رفعت جسدها بقوة وقفزت هاوية للاسفل


رفع نظره لها فشلت حركته ..هي قفزت بقوة وهو صرخ بأسمها ..صوت ارتطامها بالماء وغوصها عميقا حجب صوته عنها لاول مرة عندما نادى بأسمها

هتف وكأن حبل مشنقته قد عُلق :تشوونســا .. خرج من سيارته برعب شديد ,بات جريه رهيبا بسرعة غير معقولة وان محت كل صورها من حياته لن تمحو يوم زفافهما سعادتهما وهما يحلقان معا بمشاعر علت لتصل عنان السماء .. تجاوز السيارات غير آبه ..اين تود الرحيل بدونه..كم مرة عليه ان يعيد..لا رحيل لها من دونه! ..أدمعت عينيه لشدة الاحمرار.. تمسك بالسور بيد وقفز بكل قوته بدون ذرة تردد هاويا الى جحيم ومعها سيكون جنته

تركت لجسدها حرية النزول بات الظلام عميقا ولم تبالي لما سيأول اليه وضعها اوشكت ان تغمض عينيها مستسلمة فجأة شعرت بحركة غريبة قريبة منها في الماء التفت تنظر جانبا رغم ان الرؤية ليست واضحة جدا ومع ذلك كيف لها ان تخطأ ملامحه كادت ان تشهق وتبتلع  الماء لشدة ذهولها وهو يقترب منها منخفضا من العدم لاتعلم من اين يظهر كل مرة في حياتها..سبح ليقف امامها وسط الماء ويقبع ثابتا امام هول صدمة عينيها برؤيته حتى هنا!...الان ادركت اي هلاك رمت به نفسها واي جهنم خطت فيها بأرادتها نبضات قلبها تصادمت قاتلة لها ان لم تتحرك له هزت رأسها برفق رافضة وجوده حدق بها بجدية رفع يده واشار لها ثم له "انتي انا" وتحولت نظرته لشغف مستميت مبحرا في عينيها الى الوداع الاخير اشتد اتساع عينيها هزت رأسها بقوة وتطاير شعرها بالماء معها ..صر على اسنانه رفع ذراعه وبقوة جذبها قبل ان تدفعه وارتطمت به وبعنف حوط ذراعيه حولها عقدهما وتمسك بملابسها بعنف شديد لافرار لها بعد الان


واردى تشونسا قتيلة الصدمة والذهول بجنون حاولت دفعه والتملص من الحصار الذي فرضه وابعاده لفوق  ..لم تخطط لهذا مطلقا لم تشاء..وجنب هول صدمتها ارتعاش روحها وارتجاف كل خلية فيها محذرة بهلاك قلبها الذي سيفارق الحياة بطريقة اخرى مختلفة عن باقي البشر بموته ..استكانت روحه وهدأ كل شئ فيه بأبتسامة هادئة اغمض عينيه الدامعة وهو ينتعش بها سعيد حالم ان نبضة قلبه ستتوقف تباعا مع خاصتها بنفس اللحظة سيغادران هذا العالم ..فقد اصدر قراره الاخير..ليس هناك فراق وحيد مستقل!

رفع هيون قامته بعيون مذهولة ابتلع ريقه بصعوبة ليستوعب صدمته ومارآى للتو وهلوس مع نفسه :مالذي...هذا هنا..(ضحك بسخف) مالذي يفعله طبيب هيوجو الخاص مع كيونغ!..زيارة خاصة كل شهر؟؟...قطب حاجبيه واعتصرها بيده يحاول تجميع كل شئ معا كالاحجية تحرك خطوات مبتعدا عنهم وعاد اليهم فغر فمه بصدمة مهولة امام النتيجة التي انتهى بها دماغه العبقري وتلعثم :كيو..كيونغ لم ينتحر!(ابتسم بمكر وشر) كيونغ لم يمت حتى!!...فأخرس الجميع حوله بدهشة كبيرة وحيرة.

:سيدي لقد انتهى امرهما معا!...نطق مرافق بزي رسمي وهو ينحني قليلا...ربت الجالس امامه بأصابعه الواحد تلو الاخر لاصابع اليد الاخرى ببعضهم على التوالي ومرفقيه مسنودان لذراعي كرسي مزخرف وفخم جدا وحوله حارسين وتلك الابتسامة الماكرة تعوث في وجهه كل معاني الشر..كيونغ!..في ازهى حالاته!

تحدث بصوت فخيم :للاسف كنت اود الاستمتاع باللعب معهما اكثر..انتهيت من اهم دورين رئيسين في المسرحية الهزلية..البقية سأتلذذ بهم كما اشاء!...ابتسم مجددا وتناول كأس عصيره الاحمر من جانبه متلذذا بلونه القاني متخيلا دماء الجميع!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق