الجمعة، 23 سبتمبر 2016

تخيلي مع إنهيوك ღ رجل القمر ღ


تخيلي مع إنهيوك
رجل القمر





By safa


ما إن دخلتي إلى غرفتك الجميلة حتى إرتميتي على سريرك و انخرطتي في موجة بكاء لقد تم إتخاذ قرار آخر يخص حياتك لا  إنه ليس مجرد قرار عادي كما كل تلك القرارات التي لا حصر لها و التي سبق و تمت دون حتى مشورتك هذه المرة الأمر يتعلق بمستقبلك بقلبك و روحك و جسدك لقد إنصعتي لوالدك عندما قرر أن تدرسي الطب لتكملي مسيرته رغم حلمك أن تكوني رسامة كوالدتك وافقته عندما رفض أن تسافري لتكملي دراستك في الخارج لكن لقد فاض الكأس هذه المرة فهو قرر تزويجك لإبن شريكه تعلمين أنه يحبك و لم يرفض لك أي طلب و أنت أيضا تعشقينه و كنت دائما توافقين على ما يطلبه بدون مناقشة أو إعتراض لكن هذه المرة طفح الكيل لن ترضي أن تكوني زوجة لرجل غريب لا تعرفين عنه شيئا و لم تقابليه من قبل إستقمتي في جلستك و مسحتي دموعك: لن أرضخ هذه المرة



فتحتي باب الغرفة بهدوء أنصتي للأصوات في الأسفل ليصلك صوت والدك يتحدث مع أحدهم في الهاتف زفرتي بحدة و أغلقتي الباب ظللتي تدورين في الحجرة لبعض الوقت لعله يخلد للنوم لكنه أطال سهرته تلك الليلة
فجأة خطرت لك فكرة فسارعتي لتنفيذها بدون تردد فتحتي نافذتك بهدوء خشية أن يفطن لك أحد أخرجتي رأسك و عندما رأيتي المسافة بين النافذة و الأرض ترددتي قليلا فغرفتك تقع في الطابق الأول لكن عندما تذكرتي سبب هروبك عقدتي العزم على تنفيذ خطتك بدأتي النزول بحذر ساعدك في ذلك وجود شجرة قرب نافذتك مما سهل عليك الأمر و عندما إقتربتي من الأرض قفزتي بتهور لكن توازنك إختل و سقطتي على ذلك الحجر و آذيتي ركبتك تأوهتي بشدة حين سقطتي : يا إلهىِ ليس جينزي المفضل
نهضتي بصعوبة و خرجتي من المنزل كاللصوص كنت ترتدين ملابس فتيان و قبعة تشبه قبعة الصيادين تغطي شعرك تنهدتي بقلة حيلة و مشيتي في الشوارع لا تعلمين إلى أين ستذهبين لم تشعري بمضي الوقت حتى أدركتي أنك في منطقة مقفرة تكاد تخلو من الناس لم يكن معك شيء غير هاتفك الذي فرغ شحنه حاولتي معه كثيرا لكن دون جدوى فقد أصبح بلا فائدة لم تعرفي ما العمل و أنت لا تحملين أي نقود معك
شعرتي بالخوف يتسرب إليك تلفتي حولك باضطراب و أمسكتي بالقلادة التي أهدتها لك أمك تستمدين منها القوة فجأة إقترب منك شاب و إنتزع القلادة من رقبتك و جرى بها مسرعا لم تنتظري حينها ثانية واحدة لتفكري بل إندفعتي خلف اللص بكل قوتك دون التفكير في عاقبة هذا التصرف الأرعن لحقتي به و سحبته من ملابسه لكنه باغتك و كبل ذراعيك خلف ظهرك و وضع سكينا على رقبتك لكن صوت خطوات إقتربت منكما جعلته يدفعك بقوة و يهرب
ظللتي بمكانك متألمة بصمت تندبين حظك لمدة ليست بالطويلة حتى شعرتي باقتراب شخص ما بخطوات هادئة إنكمشتي على نفسك بعيدة عنه خشية أن يكون اللص قد عاد أغمضتي عينيك في ترقب حتى سمعتي صوته يتحدث: خطأ لا يجب أن تركض وراء لص لإمساكه و أنت لا تستطيع التغلب عليه قد يكلفك ذلك حياتك أيها الشاب الصغير
عقدتي حاجبيك باستنكار: شاب!! هل يظن أنني رجل؟؟
تمتمتي لنفسك و قبل أن تنطقي لتصحيح خطأه حتى مد يده: تفضل
نظرتي ليده الممدودة أمامك لتجدي قلادتك تتدلى من أصابعه تجاهلتي يده الممدودة و نسيتي آلامك لتنهضي مسرعة و تحتضنيه بقوة شديدة لتعبري عن سعادتك باستعادة قلادتك الحبيبة فلقد كانت هدية من والدتك المتوفاة و لها قيمة معنوية كبيرة لديك




بقيتي لبعض الوقت محتضنة ذلك الغريب إلى أن أدركتي ما الذى تفعلينه و أنك تحتضنين رجلا غريبا في وسط مكان شبه مهجور تراجعتي بسرعة و أنت تشعرين بالخجل الشديد و بالحرارة تشعل خديك لدرجة ظننتي معها أنهما سينفجران لفرط إحراجك تعثرتي و كدتي تسقطين لكنه أسرع و أمسكك لتسقط القبعة و يتبعثر شعرك مغطيا وجهك أبعدته بارتباك و تمتمتي بصوت خافت: شكرا على مساعدتك
أجابك بهدوء: لا داعي لشكري لم أفعل شيئا يستحق لا يجب أن تتواجدي في مثل هذه الأماكن إنها خطيرة على فتاة جميلة
أصبح وجهك مثل حبة الطماطم لكونه أدرك أنك فتاة نتيجة لتصرفاتك الرعناء هززتي رأسك بدون أن تنطقي و عندما لاحظ إرتباكك و خجلك سألك: هل أرافقك إلى المنزل؟
نظرتي له باستغراب لتجدي نفسك في مواجهة رجل عريض المنكبين نسيتي القلادة و اللص نسيتي عائلتك و سبب وجودك في ذلك المكان نسيتي كل شيء عداه هو عينيه المظلمتين حاجبيه الكثيفين اللذين كانا يعلوان عينيه كحارسين متأهبين شعره الأبنوسي الذي نزلت بعض خصلاته فوق جبينه أنفه المرتفعة بشموخ فوق شفتيه المكتنزتين كل شيء إنطبع كالوشم في مخيلتك و قلبك للحظة أحسستي كأن الزمن توقف و إختفى كل شيء من حولك ما عداكما لم تسمعي غير صوت قلبك الذي و كأنه كان في غفوة و إستيقظ فجأة ليدق أول دقاته من أجل الحياة



و عندما لاحظ شرودك سألك بلطف: هل أنت بخير؟؟
هززتي رأسك بدون أن تنطقي لم يعلق و أخذ يحدثك ببساطة و سهولة حتى أخبرته بإسم المنطقة التي تقطنين بها و طوال الطريق للمنزل الذي لم يكن بالبعد الذي تصورته ظل يحدثك بخفة شديدة لإبعاد ذكرى الحادث عن ذهنك كنت طوال الوقت تبتسمين كالبلهاء و تتبعينه كالمسحورة
وعند وصولكما لمنزلك أوقفك أمامه و أمسك بذقنك برفق ليرفع وجهك إليه و نظر إليك بقوة شديدة و حدثك بحزم: الذي حصل اليوم لا يجب أن تكرريه هذه المرة إكتفى اللص بسرقة قلادتك و هرب لكن غيره كان آذاك عديني بألا تكرريها مرة أخرى
شعرتي بغصة كبيرة بحلقك فلم تردي عليه سوى بهزة ضعيفة من رأسك لكن من الواضح أنها أقنعته بجديتك لانه ربت على رأسك برقة قبل أن يكمل: هيا ادخلي تأخر الوقت
إتجهتي إلى المنزل و أنت تشعرين بالحزن لإنتهاء هذه الليلة بهذه السرعة مع كل خطوة تخطينها إلى المنزل كنت تحسين بالإختناق حالما وصلتي إلى الباب إلتفتي إلى الرجل لكنك لم تجديه تنهدتي بحزن فأنت لم تعرفي حتى إسمه دخلتي بهدوء و لحسن حظك كان والدك نائم و يبدو أنه لم يفطن إلى محاولتك الفاشلة للهرب

كم مر على تلك الليلة يوم؟؟ يومان؟؟ أسبوع؟؟ أو ربما شهر لا تدرين التجهيزات لحفل خطبتك تجري على قدم و ساق و أنت و كأن الأمر لا يعنيك تنهدتي بحزن ما الذي يحدث لك؟؟ كيف تعلق فكرك هكذا فجأة بغريب لا تعرفيه و لن تعرفيه غريب يملك أجمل عينين في الوجود غريب رائحة عطره أسكرتك غريب غريب فلم لا تتخلصين من صورته؟؟
زفرتي الهواء بضيق شد إنتباه صديقتك التي كانت تراقبك منذ بعض الوقت و لاحظت أن شيئا ما حدث معك و جعلك حزينة هذه الأيام إقتربت منك و سألتك بلطف: عزيزتي ما الأمر؟؟ لما هذا الحزن؟؟ يجب أن تكوني سعيدة غدا خطوبتك
إنقبض قلبك عندما سمعت كلمة خطوبة ليشحب وجهك شيئا فشيئا إلتفتي لها و قد إمتلأت عينيك بالدموع: أوني أنا لا أريده أرجوك ساعديني



سألتك بلهفة: حبيبتي إنه مجرد توتر و كل...
قاطعتها بينما راحت عينيك تتوسلانها التفهم بصمت: لا أوني أنا أفكر فيه كثيرا ملامحه لا تغادر أفكاري و عندما أحاول طرد صورته أشعر بالألم هنا هنا أوني
أنهيتي جملتك بيأس و أنت تشيرين لصدرك جهة القلب عقدت حاجبيها باستغراب: و لما هذا الحزن؟؟ سيصبح خطيبك بعد يومين و ...
قاطعتها بكآبة: أنا لا أتحدث عن إنهيوك؟؟
فتحت صديقيك عينيها بصدمة: هل هناك آخر؟؟؟
تنهدتي بحرقة: أجل رجل غريب إلتقيت به منذ فترة لم أره غير مرة واحدة لكنني مع ذلك أعجز عن زحزحة صورته من أعماقي
جلست صديقتك و تكلمت بسرعة: مهلا مهلا إنتظري قليلا أي رجل؟؟ و متى رأيته؟؟ و ماذا حدث بينكما بالتحديد؟؟؟
إبتسمتي من بين دموعك: إنه رجل القمر
سألتك ببلاهة: هاه رجل ماذا؟؟
إرتسمت على وجهك نظرة حالمة: رجل القمر لقد كان ليلتها القمر منيرا لم يخبرني عن إسمه لذا لقبته برجل القمر
سألتك بفضول: حسنا أخبريني أين و متى إلتقيتي بهذا الرجل؟؟
أخبرتها بما حدث تلك الليلة و كيف ساعدك ذلك الغريب و عندما إنتهيتي تعلقت عينيك الدامعة بصديقتك المذهولة و سألتها بتوسل: ماذا بي أوني؟؟ ما الذي يحدث معي؟؟
تنهدت صديقتك و أجابتك بهدوء: ألم تسمعي أبدا بالحب من أول نظرة؟؟؟
إتسعت عينيك بدهشة لترددي ورائها: حب من أول نظرة!!!
هزت رأسها موافقة: أجل حبيبتي حالتك هذه لها تفسير واحد و هو أنك وقعتي رأسا على عقب في الحب من أول نظرة و هذا يحدث ربما نادرا لكنه يحدث حقا
تدفقت الدموع من عينيك و تمتمي بصوت منكسر: آه يا إلهي ماذا سأفعل؟؟
لم تجد صديقتك الكلمات المناسبة لمواساتك إكتفت بإحتضانك و التربيت على ظهرك بعد بعض الوقت سمعتما دقا على الباب ليعقبه دخول والدك أسرعتي بمسح دموعك و رسم إبتسامة باهتة على شفتيك لاحظ والدك ملامحك الذابلة لكنه لم يعلق إبتسم لك بحنان: عزيزتي لقد أتى خطيبك يريد رؤيتك فلتنزلي للقائه
شحب وجهك بشدة و أجبته بضعف: سأغير ثيابي و أنزل بعد قليل
خرج والدك بدون تعليق بينما إقتربت منك صديقتك: ماذا ستفعلين الآن؟؟
تنهدتي باحباط: و ماذا بيدي لأفعله سأذهب لرؤية زوجي المستقبلي
إتجهتي إلى خزانتك و إخترتي ثوبا جميلا مشطتي شعرك و نظرتي لنفسك في المرآة تأملتي إنعكاس صورتك بشيء من الغضب كنت تبدين جميلة جدا أجمل من المفروض في الواقع لكن ذلك كان مجرد شكل فقلبك كان يعاني عقدتي حاجبيك و تمتمتي لنفسك: ماذا هل ستستسلمين مجددا؟؟



بقيتي واقفة للحظات قبل أن تهمسي بحزم: لا ليس هذه المرة
ثم نزلتي بخطوات حازمة لكن ما وصلتي إلى غرفة الجلوس حتى عاد لك إرتبكاكك ترددتي للحظات و كدتي تعودين إلى غرفتك لولا أن والدك لمحك: عزيزتي تعالي نحن بانتظارك
سرتي نحوه و لم ترفعي رأسك من الأرض جلستي بجانب والدك الذي أخذ يتكلم مع إنهيوك لبعض الوقت قبل أن يقف فجأة و يهتف بمرح: حسنا أنتما لستما غريبان عن بعض لذا سأترككما لتتحدثا قليلا
ما إن أنهى والدك كلامه حتى سار لخارج الغرفة وقفتي لتتبعيه لكنه حدجك بنظرات جمدتك مكانك بقيتي واقفة للحظات لا تدرين ماذا تفعلين عندما سمعتي صوته يطلب منك بهدوء: إجلسي أنا لا أعض
أجفلك صوته العميق فأطعته بدون أن ترفعي وجهك نحوه لتسمعيه و للمرة الثانية يقول بلطف: فستان جميل
لم تجيبيه و بدأتي بفرك يديك ببعضهما بتوتر خصوصا لم أحسستي بوقوفه و اقترابه منك حتى لمحتي حذائه أمامك همس بصوت بدا متوسلا: إرفعي رأسك و انظري لي أرجوك
إحمر وجهك غضبا و لقد أردتي من كل قلبك رفض طلبه نكاية به لكن شيء ما في صوته جعلك ترفعين وجهك بحذر لتشهقي فجأة بصوت مرتفع: أنت!!!!




ظللتي تحدقين به بذهول بحيرة برهبة ظللتي تغمضين عينيك و تفتحينهما بعدم تصديق ليبتسم هو بلطف تمتمي: إنه أنت رجل القمر
عقد حاجبيه باستغراب: رجل القمر؟؟؟
هززتي رأسك: أجل لقد أسميتك رجل القمر لأنك تذكرني به
إبتسمتي بسعادة و أنت لا تصدقين أن رجلك الغامض الذي حرك مشاعرك من أول نظرة هو نفسه إنهيوك زوجك المستقبلي إتسعت إبتسامتك لوقع الكلمة إقترب منك ليجلس بقربك و يمد يده ليرفع بها وجهك نحوه كان يبتسم بدوره إبتسامة واسعة سعيدة جعلت عينيك تتألقان ببريق يخطف الأنفاس همستي برقة: إذا أنت إنهيوك
هز رأسه موافقا لتكملي: يا إلهي لقد كنت أقرب مني لنفسي و أنا من كنت أتسائل بحرقة عما إذا كنت سألتقيك مجددا يوما ما؟؟
سألك بلهفة: هل فكرتي بي؟؟
أجبته بسرعة: في كل لحظة حتى أنني أتيت للقائك لإلغاء الخطبة
إبتسم لك بحنان: أنا أيضا أتيت إلى هنا لإلغاء الخطبة لا تتخيلي كم سعدت عندما أدركت أنك نفس الفتاة التي إلتقيتها تلك الليلة
إبتسمتي بتعجب: صدفة غريبة أليس كذلك؟؟
همس برقة و عينيه تلتهمان ملامح وجهك الساحرة: أحلى و أجمل صدفة في حياتي
أكدتي له هامسة بنعومة: و في حياتي أيضا


النهاية







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق