¤.¤ من أنت ¤.¤
الجزء الأول
كان المطر ينهمر بغزارة ذلك اليوم
وكلما انهمر المطر اختالت ذكرياته لتثير في داخلها شعور الاشتياق ، ترتدي معطفها الأزرق وتحمل مظلتها، تقف أمام المقهى و تنظر عبر نافذته ، في السنة الماضية كانت تجلس معه إلى هذه الطاولة بجانب النافذة يرتشفان قهوة ساخنة ،يتحدثان بهمس ويمسكان بيدي بعض، نعم كان يجلس هناك ويحاول إغاظتها بمديح الفتيات اللواتي يعبرن أمامهما في الشارع ، تتصنع هي تلك الملامح الغاضبة فيراضيها بقبلة يطبعها على يدها و كلمة احبك
...
هي تذكر انه في يوم ماطر كهذا اتصل بها واخبرها انه بحاجة اليها ،لقد مر على رؤيته لها اكثر من اسبوع،كان خلاله لا يجيب اتصالاتها ولا رسائلها ، اختفى حينها دون سابق انذار، ذهبت اليه على عجلة من امرها ، لم ترتد يومها معطفها حتى، فقد شعرت انه منهار ، صوته المهتز حملها اليه دون ان تدرك اي شيء، وصلت الى المقهى لتجده يجلس الى طاولتهما كانت دموعه اول شيء تراه ،كان يبكي في صمت، اقتربت منه واحتضنته كطفل صغير فاخرج كل ما يشعر به من حزن في شهقات ، تشبث بها وهي تربت على ظهره في حنان، لم تسأله ما الذي حدث معه،فارتجاف هذا الطفل الذي تحتضنه الان يكفيها لتعرف انه ضعيف ، فقط اكتفت بتهدئته، ثم وصلها صوته متقطعا ، تخنقه العبرات
دونغهي: لقد توفي والدي
صُعقت لسماعها هذا الخبر، هي تعلم أن والده كان كل شيء بالنسبة له، انهمرت دموعها وصارت تشاركه ذلك الحزن...
اغرورقت عيناها بعد ان غرقت في ذكرياتها لتسمع صوتا ينتشلها منها
كيوهيون: سارة ؟ هذه انت؟
واقترب ليرى ملامحها اكثر، اوه انها انت، لقد مر وقت طويل، دعينا ندخل لنشرب كوب قهوة معا
وجرها الى الداخل ،كانت ستعتذر وتغادر لكنها لم تستطع،
كيوهيون: كيف حالك ؟
سارة: بخير
كيوهيون:ماذا تفعلين الان ؟ لقد مر وقت طويل منذ لقاءنا الأخير
سارة: انا اكتب سيناريو لاخر دراما
كيوهيون: لهذه السنة؟
سارة: لا انها اخر دراما اكتبها، ساعتزل الكتابة
كيوهيون: لماذا، انا دائما اتابع الدراما التي تكونين صاحبتها ،انها حقا جيدة
سارة : لقد فقدت ملهمي
كيوهيون: اعلم ان وفاته لم تكن امرا سهلا على الجميع ، ولكن هل تعتقدين انه كان سيسر لقرارك هذا؟
انفجرت دموع سارة تشق طريقا تثقله الذكريات الاليمة ، قبل ثلاثة اشهر كان هنا يحتفل معها بقبول سيناريو الدراما الجديدة التي تكتبها، يومها كانت السعادة المطلقة شعورها، ولكن سعادتها تلك لم تدم طويلا فبعد اسبوعين جاءها خبر وفاته اثر حادث مرور مروع ،
لم تكن من اولئك الذين يحدثون ضجة عندما تحل بهم المصائب ، كانت هادئة تبكي في صمت ، تستمر في النظر الى صورتهما معا، حبها له لم يكن مجرد حب عابر ، انه اول حب واخر حب في حياتها، لم تكن يوما تتخيل أيامها دونه ، ولكنه غادر آخذا معه كل شيء ،بالنسبة لها كان عالمها،
مد كيوهيون يده الى وجهها ومسح دموعها ونظر اليها بحنان
كيوهيون: انا اسف ، ولكن عليكي ان تكوني اكثر قوة ، وتمضي بحياتك
سارة: حياتي؟ حياتي انتهت بمغادرته
كيوهيون: لما هذه النظرة المتشائمة ، لا احد يموت لان من احبه توفي
سارة: انا فعلت
***
سارة ، دونغهي وكيوهيون اصدقاء من ايام الجامعة، اول لقاء بينهم كان في السكن المشترك ، هناك نشأت بينهم صداقة قوية
غير ان صداقة سارة ودونغهي كانت مختلفة قليلة ، فقد اصبحت بمرور الوقت حبا، كانا اول مرة يقعان في الحب ، تواعدا طوال فترة دراستهم بالجامعة، في السنة الاخيرة من الدراسة غادر كيوهيون الى الولايات المتحدة في منحة جامعية ، ولم يعد الا قبل وفاة دونغهي بايام قليلة، آلمه فقدان صديقه
ولكن اكثر ما آلمه حزن سارة، كانت يوم الدفن تبدو كالشبح،تمنى يومها لو يستطيع أن يمحو كل ألمها ويحتضنها ويخبرها أنه لا يزال هنا، بجانبها
لكنه لم يستطع
هو لم يستطع يوما ان يخبرها عن ذلك السر الدفين بداخله، لقد احبها كما لم يحب امرأة من قبل
يعشق هدوءها وثوراتها، يعشق تلك الابتسامة الهادئة وذلك الجنون الذي يتملكها احيانا فتصير كطفلة صغيرة، يعشق كل شيء فيها ، ولكنه تأخر في البوح بمشاعره، فكان عليه أن يدفع ثمن تردده ذاك ، بأن يحبها من بعيد ...
كان كل يوم يراها تقف أمام ذلك المقهى لذا قرر اليوم أن يحدثها
لقد كذب حين قال أنه لم يرها منذ زمن ، فهو منذ ذلك اليوم البائس اصبح يتبعها خوفا ان يصيبها مكروه او ان تقدم على تصرف طائش، ففقدانها لدونغهي قد يجعل منها مجنونة خطيرة ، لقد قرر أن ينتشلها من عالم الحزن وقد قام بأول خطوة اليوم...
نظرت الى ساعتها وكانت تقارب التاسعة
سارة: سأتأخر عن موعدي مع المنتج، أراك لاحقا، وهمت بالمغادرة
كيوهيون: دعيني أوصلك
ركبا السيارة وانطلقا، طول الطريق لم تقل كلمة كانت غائبة عن العالم تماما، وحين وصلا ، رسمت ابتسامة واهنة على وجهها
سارة: شكرا لك كيوهيون
كيوهيون: لا شكر على واجب
واستمر لقاؤه بها هكذا الى ان انتهت من كتابة السيناريو ، لكنها كانت تتحسن مع مرور الوقت، قل ذكرها لدونغهي ، واصبحت تبتسم من جديد ، وقد تجدد املها في الحياة ...
اليوم قرر ان يبدا طريقه الى قلبها ، لقد تحضر نفسيا لكل الاحتمالات الواردة ، هو لا يريد ان يتاخر عنها مرة اخرى ، اتصل بها وقرر دعوتها على العشاء
كيوهيون: مرحبا سارة
سارة: اوه كيوهيون كيف حالك
كيوهيون: انا بخير، اتصلت لادعوك على العشاء بمناسبة نجاح الدراما التي كتبتيها
سارة: هذا يبدو جيدا
كيوهيون: سامر لاقلك بعد نصف ساعة
سارة: رائع ساجهز نفسي
مرت النصف ساعة ومر كيوهيون ليأخذ سارة من بيتها ، ذهبا الى مطعم فخم ، تعشيا سويا ، ثم اقترح ان يذهبا الى الكاريوكي بداعي الاحتفال فوافقت ، وهناك كانا يمرحان ويغنيان ويشربان
ثملت سارة فقرر كيوهيون ان يعيدها الى البيت قبل ان تسوء حالها ، حملها الى السيارة ،واجلسها في المقعد الامامي وثبت حزام الامان، كانت تشدو دون لحن معين ، ثم اسندت راسها الى النافذة
سارة: هل تعلم، انا لم انسه يوما، انه هنا ، وهناك، وفي كل مكان ، بين اوراق عملي ،و بين حروف قصصي، انه ينام على سريري احيانا، وعلى اريكتي احيانا اخرى، انه انسان غير منظم ، يترك كل شيء مبعثر خلفه ، اشعر أنه طفل علي العناية به، لكنني انا من كنت احتاج عنايته، ولكنه رحل...
وصارت تضحك وتبكي في ان واحد ،
اوقف كيوهيون السيارة واحتضنها في محاولة منه لتهدئتها
كيوهيون: انا هنا ، الى جانبك ، لن اتركك ابدا ، ساهتم بك
تشبثت به وازداد نحيبها ثم هدات وهي لا تزال بين ذراعيه ،لكنها لم تنطق بكلمه ، ابتعد عنها ومسح دموعها
كيوهيون: انت لا تبدين جميلة وانت تبكين
*****
مرت ايام وكيوهيون لم يحرز اي تقدم ، لكنه قرر ان يبوح اليوم بكل ما يختلجه دون مقدمات ولا خطوات اولية
سيخبرها مباشرة
* سارة انا احبك، ولاطالما فعلت*
ما الصعب في هذا؟
اعطاها موعدا في مدينة الملاهي ، وقد اطلقت العنان لجنونها الطفولي ، انها اجمل من اي يوم اخر، لابد ان يخبرها ، انه فقط ينتظر اللحظة المناسبة لذلك
كيوهيون: ما رايك في تحد صغير؟
سارة: حسنا، وماذا سيفعل الخاسر؟
كيوهيون: يحقق امنية للاخر
سارة: انا موافقة، فيما سيكون التحدي؟
كيوهيون: في التصويب على الدمى
سارة: جيد دعنا نبدا، علينا ان نصيب ثلاث دمى
كيوهيون: موافق
بدات سارة بالتصويب لكنها اخطات في المرات الثلاث، ثم جاء دور كيوهيون فأصاب الدمى الثلاث ، لحظتها شعر ان الحظ يبتسم له
سارة: ما هي امنيتك؟ اخبرني
كيوهيون: دعينا نجلس اولا
سارة: حسنا
جلسا على مقعد خشبي ، نظر اليها بتردد ثم بادربالحديث
كيوهيون: حسنا ، انا اريد ان..
وقبل ان ينهي كلامه رآها تقف مسرعة وتركض نحو بائع الحلوى
كيوهيون: طفلة مجنونة ولحق بها ، لكنه وقف دون ان يحرك ساكنا ، حين راها تضرب بيديها على صدر بائع الحلوى، وتصرخ في وجهه
سارة: لما فعلت بي هذا؟ اخبرني أ لهذه الدرجة مشاعري لا تعني لك شيئا؟ تكلم دونغهي، لما؟ ايعقل انك لم تعد تحبني؟ ولكن هذا لا يبرر ما فعلت
وانهارت باكية، بعد ان خارت قواها
كان مصدوما لرؤيته يقف هناك، اذن دونغهي لم يمت، ولكن لما قام بهذه اللعبة القذرة، لما اصطنع خبر وفاته؟ ثم مالذي يفعله خلف عربة الحلوى، ولما هو بارد الى هذه الدرجة؟
اقترب اكثر منه، ونظر اليه بعتب شديد
كيوهيون: هل هذا انت فعلا؟ دونغهي؟
ميونغ سو: من دونغهي؟
كيوهيون: ماذا؟
ميونغ سو: اعتقد انكما مخطئان اسمي ميونغ سو وانا لا اعرف دونغهي هذا، ولا اعرفكما
كيوهيون: ياه دونغهي هل جننت؟ ام انك تدعي الجنون
ميونغ سو: اقسم اني لا اعرف شيئا عما تتحدث
كيوهيون: ايعقل ان يكون هناك شبه بين اثنين لهذه الدرجة؟
اقترب كيوهيون من سارة والشك يساوره حول حقيقة هذا الذي يسمي نفسه ميونغ سو،
عاد بها الى البيت بعد ان عادت الى حالتها الكئيبة بعد رؤيتها لذلك الشاب
كيوهيون: علي ان اعرف حقيقته
في اليوم التالي ذهب كيوهيون الى مدينة الالعاب مرة اخرى وذهب ليقابل ميونغ سو
كيوهيون: انا اسف عما بدر مني ومن صديقتي بالامس
ميونغ سو: لا عليك، ولكن هل يمكنك ان تخبرني من يكون دونغهي؟
كيوهيون: انه صديقنا، وانت تشبهه ، احبته صديقتي بجنون ، توفي منذ اشهر ، وكما رايت هي لم تنسه بعد
ميونغ سو: هذا حزين جدا
كيوهيون: اخبرني، اين تسكن؟
ميونغ سو: على بعد شارعين من هنا
كيوهيون: ومنذ متى وانت تعمل هنا؟
ميونغ سو: منذ شهرين تقريبا، في الواقع لقد تعرضت لحادث قبل ذلك
اتسعت عينا كيوهيون لسماعه هذا
ايعقل ان يكون ميونغ سو و دونغهي شخصا واحدا ؟
كيوهيون: حسنا علي ان اغادر الان ، انا اسف مرة اخرى
ميونغ سو: فرصة سعيدة، بلغ الانسة تحياتي
كيوهيون: سافعل
ميونغ سو: في الواقع يمكننا ان نصبح اصدقاء ان كنتما لا تمانعان ذلك،فانا لا اصدقاء لي
لم يرد كيوهيون فقط غادر ،وافكار كثيرة تجول بباله، ايعقل ان استنتاجه صحيح ؟
ماذا لو انهم فعلا اصبحو اصدقاء مرة اخرى؟
ايعقل انها ستقع في حبه مرة ثانية؟
هل يخبرها بما استنتجه ؟ ام سيخفي عنها امر لقاءه به؟
*****
استيقظت على صوت رنين هاتف المنزل فتحتت عينيها بتتاقل ثم غادرت فراشها و التقطت السماعه
ساره : مرحبا
كيورا : مرحبا
ساره لقد مر وقت طويل
ساره : كيورا كيف حالك
كيورا : انا بخير و انت ؟؟
ساره : انا اعتقد انى بخير
كيورا : ما به صوتك ؟ تبدين متعبه ؟
ساره : لقد استيقظت للتو
كيورا : ماذا انها الثالثه عصرا و انتى لاتزالين نائمه ؟؟
ساره : الثالثه عصرا لم اشعر بمرور الوقت
كيورا : انت لا تشعرين باى شيىء منذ اخر عمل قمتى به
ساره : دعينا لا نتحدث فى هذا .. لماذا اتصلت بى ؟
كيورا : اوه نعم كدت انسى سافتتح استديو تصوير و ساقيم حفلا بهذه المناسبه غدا مساءا اتمنى ان تحضرى
ساره : مبارك ساحضر طبعا
كيورا : سانتظرك اذا
اغلقت السماعه ثم اتجهت الى المطبخ تناولت كاسا من الماء ثم ذهبت الى الحمام و اغتسلت وقفت امام المراه و نظرت الى نفسها كانت تحدق فى انعكاسها فى المراه شعرها طويل منسدل على كتفيها وقد بدات اطرافه تتقصف اخذت خصله صغيره بين اصابعها و بدأت الذكريات بالانسياب الى راسها
فى نفس هذا المكان كانت تقف امام المراه و تحدق اليها لكنها لا ترى انعكاس وجهها بل انها تراقبه و هو يمشط شعرها و ابتسامة جميلة على محياه
دونجهى : اسمعى بعد ان تنهى كتابة حلقه اليوم اتصلى بى
ساره بدلال طفولى : لما هل ستشتاق لي
دونجهى : اشتياقى لكى امر بديهى و لكنى اريد ان اخذك الى مكان ما ساره : الى اين؟ الى اين؟
دونجهى : انه سر
ساره : اوبا ارجوك اخبرنى
دونجهى : سنذهب لنعتنى بشعرك سنقوم بقص هذه الاطراف المتقصفه و سنضع لونا مشرقا لتصبح حبيبتى اجمل من اميرات ديزنى
التفتت اليه و ابتسامه واسعه تعلو وجهها
ساره : مادمت الى جانبى ساكون اجمل فتاة فى العالم ثم اخفت نفسها بين ذراعيه فأحاطها بحضن دافىء ثم قبل جبهتها
دونجهى : و الان صغيرتى انا سأذهب الى العمل اراك هذا المساء
ساره : احبك
دونجهى : و انا ايضا
جلست على الارض بعد ان انهكتها هذه الذكريات
هل سأعيش على ذكراك انت فعلا غبى دونجهى لماذا لم تاخدنى معك ؟ لماذا غادرت بمفردك ماذا ساصنع بحياتى من دونك ..
شعرت بلفحه برد جعلتها ترتعش وقفت مسرعه و كأنها تهرب من تلك الذكريات
و لكن هيهات ان تفعل فذكرياتها عنه تحيط بها من كل جهه انها عالمها و كل ما يحثها على الحياه من جديد
فتحت خزانتها و اخذت معطفها الازرق اليوم ايضا انها تعشقه لانه يذكرها به
لقد كان دونجهى يعشق البحر و عمق البحر و لان الازرق لون البحر فقد اقتنت هذا المعطف ليشعر ان البحر قريب منه كلما كانت معه
همت بالخروج اخذت حقيبتها و هاتفها اغلقت الباب ثم اتصلت بكيوهيون
ساره : كيونا اين انت ؟
كيوهيون : انا فى الشركه لماذا ؟
ساره : لا عليك فقط كنت اريد الخروج برفقتك، فأنا لا اريد الخروج وحدي لكن لا يهم
كيوهيون : اين انت سأتى اليك
ساره : لا تغادر العمل سأذهب الى البقاله لاقتنى بعض الاغراض و اعود على الفور، لنلتقي بعد نهاية دوامك
كيوهيون :هل انت متاكدة؟
سارة: نعم
كيوهيون: حسنا سامر لاراك مساءا
ساره : حسنا سأكون فى المنزل
سارت دون وجهه محدده و لكنها انتبهت لنفسها امام مدخل مدينه الالعاب
ساره : ما الذى اتى بى الى هنا
وقفت متردده ولكن شيئا خفيا جعلها تتقدم فى خطواتها نحو عربه ميونغ سو بقيت لحظات تراقبه يبتسم وهو يقدم الحلوى للاطفال و يقبل البعض و يداعب البعض الاخر كانت ابتسامته بريئه جدا كطفل صغير ابتسمت و عيناها مليئتان بالدموع
ساره : كيف يمكن لشخص ان يشبه اخر لهذه الدرجه
مسحت دموعها و همت بالرحيل حين سمعت صوته يناديها
ميونغ سو : يا انسه يا انسه
التفتت اليه و اشارت الى نفسها متسائله ان كان يقصدها
اومأ ميونغ سو براسه و اشار اليها بيده ان اقتربى ذهبت اليه و التردد يملؤ خطواتها هى لا تستطيع التفكير فى انه شخص اخر وقفت امامه و هى تنظر الى الارض كانت خجله من تصرفها معه المره الماضيه ،لم تفتح فمها بكلمه واحده قدم لها بعض الحلوى و بادر بالحديث
ميونغ سو : انا اسف لما حدث لصديقك الذى يشبهنى
ساره : هل تعرف دونجهى ؟
ميونغ سو : لقد اخبرنى صديقكما الاخر ماكان اسمه ؟؟ جيهون ؟؟
ساره : كيوهيون
ميونغ سو : نعم كيوهيون لقد اتى اليوم ليعتذر عما حدث بالامس ثم اخبرنى بقصه دونجهى
ساره : اها
كان هدوءها قناعا تخفى ألما كبيرا هى لاتريد ان تنهار امام هذا الغريب تانيه يكفيها ماحدث من قبل
كانت تحدق بتلك الحلوى اشكالها الظريفه تلك تجعلها تحن الى دونجهى اكثر لما كل شيىء يذكرها به لما لم تفكر يوما ان الموت قد يختطفه منها هى لم تعتقد انها ستظل يوما من دون وجوده الى جانبها هى فقط تحتاج اليه الان لتعود من جديد الى العالم الحقيقى بدل عيشها فى عالم الذكريات هذا
كل هذا التفكير الذى اغرقها فى عالم دونجهى جعلها تشعر بالاختناق لتجد ميونغ سو ينتشلها من هناك اتسعت عيناها و علتها الدهشه لانه من دون مقدمات امسك يدها بكل عفويه و على وجهه ابتسامه بريئه
ميونغ سو : اسمعى دعينا نذهب فى جوله هنا سأريكى منظرا رائعا ودون ان ينتظر منها جوابا اتجه الى العجله الكبيره انتظر دورهما و صعدا الى احدى العربات اما ساره فقد تركت نفسها له لم تقاوم ربما سيستطيع ان يخرجها من هذه الحاله التى التبستها مؤخرا و ربما لانه يشبه دونجهى حتى فى تصرفاته وحده دونجهى كان يتصرف ببراءه و عفويه دون ان يحسب نتائج تصرفاته تلك
صارت العجله تدور فأصبحت العربه التى يجلسان فيها فى الاعلى صاح ميونغ سو بحماس شديد مثل الاطفال
ميونغ سو : لقد وصلنا انظرى هناك و اشار الى البحر انظرى اليس منظرا رائعا انه واسع و هادىء و لونه الازرق يغدق علينا راحه نفسيه انظرى اليه كانه يدعونا الى الابتهاج ..
كانت ساره بدل النظر الى منظر البحر شدتها ابتسامه ميونغ سو هذا غير معقول انه من دون شك دونجهى هذه الابتسامه التى اسرتها و جعلتها تقع فى حبه لا يمكن ان تخطئها
الان اصبحت مقتنعه ان ميونغ سو و دونجهى شخص واحد قناعتها هذه جعلتها تعانق ميونغ سو على غفله منه
حركتها هذه جعلته يتسمر مكانه دون ان يقول كلمه لم يبد اى رد فعل كان مندهشا و لكنه حاول ان يتفهم وضعها
اما ساره فقد كانت غارقه فى عالمها تتمسك به حتى لا يختفى مجددا ثم باغتتها دموعها
ساره : انت لا تعلم كم اشتقت لك انا سعيدة انك بخير لا يهم ان فقدت ذاكرتك كل ما يهمنى انك حى انا ساساعدك على استعاده ذاكرتك
كلمات ساره حركت مشاعر ميونغ سو حرك يديه ببطىء و احتواها بين ذراعيه فشعر بها تتمسك به اكتر و عندما هدات ابتعدت عنه قليلا و نظرت الى عينيه و كانها تريده ان يعترف انه دونجهى لكنه لم يقل شيئا انتهى دوران العجله و نزلا من العربه كان الصمت يسيطر على الوضع بينهما هى تشعر بالاحراج لما فعلت و هو لا يريد ان يزيد من حزنها ان اخبرها انه ليس من تعتقد
سارا نحو عربه الحلوى
ميونغ سو :حسنا اراك قريبا ساره شى
ساره : اها اراك قريبا دونج.. ميونغ سو
ميونغ سو : يمكننا ان نصبح اصدقاء صح
ساره : بالطبع
ميونغ سو : اذا اعطنى رقم هاتفك لكى اتصل بك
ساره : حسنا
تبادلا ارقام الهواتف ثم غادرت ساره و لكنها بعد خطوات قليله التفتت اليه
ساره : ماذا ستفعل الليله
ميونغ سو : لا شيىء محدد
ساره : ما رايك بشيىء مجنون
ميونغ سو : يبدو ذلك جيدا
ساره : اذا سانتظرك الى حين تنهى عملك
ميونغ سو : حسنا لم يتبقى الكتير
ساره: حسنا
فى مكان اخر ... كان كيوهيون يقف امام قبر دونجهى
كيوهيون: دونجهى هل انت هنا ام انك ذلك الشخص الذى قابلناه .. اجبنى لما هذا الصمت انا اشتاق لك كثيرا صديقى العزيز ان كنت ذلك الشخص فقط اخبرنى انا لا اهتم بمشاعرى هى من تهمنى انها تنطفىء شيئا فشيئا ارجوك عد من اجلها ثم جثا على ركبتيه و انسابت دموعه ممتزجه بحرقه و حزن عميقين و هو على هذا الحال سمع صوت فتاه تتحدث
كفكف دموعه و نظر الى حيث مصدر الصوت وجد فتاه بشعر اسود قصير ترتدى ملابس رياضيه نوعا ما تحمل اله تصوير وضعت باقه زهور على القبر
الفتاه : دونجهى كيف حالك يا رجل ؟ هل الجنه جميله حقا ؟ هل ألحق بك دون ان اقلق .. اسمع لقد جعلت الجميع يفتقدك، انت حقا تعرف كيف تجعل لنفسك مكانا بين الاخرين حتى بعد وفاتك ايها الغبي ، بالمناسبة عندى خبر جيد سافتتح استديو التصوير الخاص بى غدا تمنيت لو انك كنت موجودا و لكن بما انك لا تريد فلا مشكله لدى هناك امر اخر هل تتذكر الصور التى التقطتها لك عندما كنت لا ازال فى فتره التدريب.. صمتت قليلا و مسحت دمعه على خدها ثم واصلت حديثها
... نعم تلك الصور التى كنت تضحك عليها دائما ستكون هى الصور التروجيه انت موافق صح ؟؟
ثم انهارت باكيه امام القبر
.. دونجهى انت سيىء الم تستطع الانتظار حتى افتتح الاستديو لما كنت في عجلة من امرك لقد اشتقت لك، اشتقت لك كثيرا،من سيقوم بحمايتي ودعمي الان؟ لما غادرت هكذا؟ غبي
كانت تنتحب كطفله صغيره ضائعه تبكى بصوت عالى جعلت كيوهيون يحاول مواساتها وضع يده على كتفها و صار يربت عليها لعلها تهدا توقفت الفتاه عن البكاء ثم نظرت الى كيوهيون بابتسامه
الفتاه: شكرا على المساعده ثم نظرت الى القبر انه سىء صح ؟
رد كيوهيون بابتسامه
كيوهيون : نعم لقد رحل و جعل الجميع يفتقده
وقفت الفتاه و مدت يدها لتصافحه
الفتاه : انا كيورا كنت زميله دونجهى فى صف التصوير
كيوهيون : انا صديقه من الجامعه
كيورا : تشرفت الى اللقاء و غادرت
*****
انتهى دوام ميونغ سو و اتجه حيث كانت تجلس ساره بهدوء
ميونغ سو : انا مستعد اين سنذهب ؟؟
ساره : فقط اتبعنى
اتجها الى موقف الحافلات .. استقلا الحافله ثم نزلا فى الموقف قرب شاطىء البحر امسكت ساره يد ميونغ سو و سارت متقدمه نحو الشاطىء الى ان و صلا حيث تلتقى المياه بالرمل كانت الشمس تغرب فى الافق وضعت ساره حقيبتها على الرمل ثم نزعت معطفها و حذائها ثم كنزتها الصوفيه ثم اقتربت من ميونغ سو و نزعت وشاحه و معطفه
ميونغ سو :ماذا تفعلين ايتها المجنونه
ساره : هيا انزع حذائك و قميصك ساخذك فى رحله مجنونه
ميونغ سو : ماذا سنفعل ؟
ساره : سنسبح
ميونغ سو : ماذا فى هذا البرد انت فعلا مجنونه
ساره : هيا لقد اعتدت فعل ذلك مع دونجهى
ميونغ سو : حسنا لكن لن نبقى طويلا داخل المياه
ساره : لا تقلق المياه ستكون دافئه هيا الان
و جذبته و اتجهت مسرعه نحو الماء و فى لحظه وجد ميونغ سو نفسه داخل الماء كان متفاجئا ببروده الماء و لكنه سرعان ما اعتاد عليه
ساره : اسمع لنقم بمسابقه
ميونغ سو : مسابقه ؟؟
ساره : سنغطس فى نفس الوقت و اول من سيخرج من الماء سيخسر ميونغ سو : يبدو ذلك ممتعا و لكن علينا ان نعاقب الخاسر
ساره : دعنى افكر الخاسر سيشترى لنا العشاء الليله ما رايك ؟؟؟
ميونغ سو : حسنا فكره جيده
ساره : اذا عند العد الى تلاته واحد
ميونغ سو : اثنان ساره : ثلاثه
غطس كلاهما تحت الماء فتحت ساره عينيها لتجده ينظر اليها بابتسامه واسعه ثم راحت تقوم بتحرك عينيها بطريقه مضحكه جعلت ميونغ سو ينفجر ضاحكا و هو لايزال تحت الماء فشعر بالاختناق فصعد الى السطح ثم لحقته اخرجت لسانها و صارت تضحك عليه
ساره : لقد فزت لقد فزت انا ماهره
رد ميونغ سو بطريقه تنم على عدم رضاه
ميونغ سو : انت ماكره هذا ليس عدلا لقد غششتى
ساره : لا يهم المهم انى فزت لذلك ستدفع ثمن الطعام فى المكان الذى اختاره
ميونغ سو : اذا دعينا نغادر
ساره : ليس بعد دعنا نبقى هنا حتى تختفى الشمس تماما
ميونغ سو : حسنا بقيا داخل الماء حتى غابت الشمس و هما يراقبانها ميونغ سو : ان بقينا مده اطول هنا سنتجمد دعينا نغادر
ساره : حسنا
خرجا من الماء ركض ميونغ سو نحو قميصه و معطفه و ارتداهما على عجله من امره و لكنه استغرب بطئها فى ارتداء معطفها
ميونغ سو : ساره شى الا تشعرين بالبرد
ساره : اولا انا ساره من دون شى تانيا لقد اعتدت على الامر لذا فانا لا اشعر بالبرد
عطس ميونغ سو ثم انكمش على نفسه من شده البرد ضحكت ساره عليه ثم اقتربت منه و لفت وشاحها على راسه
ساره : يبدوا بانك ستصاب بالبرد بسببى منزلى قريب من هنا دعنا نذهب لنجففك ساعطيك ملابس جافه هيا بنا
و امسكت ذراعه و سارا معا
ميونغ سو لا يدرى لما هو مستسلم لها هل هذا بسبب اشفاقه عليها هو لا يدرى
فعلا انه يشعر انه يجب ان يكون الى جانبها هذا كل ما فى الامر
وصلا الى المنزل فظل ميونغ سو واقفا عند الباب
ساره : هيا تفضل لا تشعر بالاحراج
تركت الباب مفتوحا و اتجهت الى غرفتها دخل بتردد اول ما لفت انتباهه صوره لساره مع كيوهيون و شخص يشبهه كثيرا لدرجه انه اعتقد انه يرى انعكاسه فى المراه اقترب من تلك الصوره و بدا يحدثها
ميونغ سو : اذا انت دونجهى تشرفنا انا ميونغ سو نحن متشابهان يا صديقى تمنيت لو اننا التقينا من قبل
لحظتها سمع باب الغرفه يفتح فنظر الى مصدر الصوت وجدها تحمل ثبابا نظيفه و منشفه و على وجهها ابتسامه
ساره : خذ الحمام من هذا الاتجاه
ميونغ سو : شكرا
اخذ منها الملابس و دخل الى الحمام اغتسل بسرعه و ارتدى تلك الملابس كانت تناسبه تماما نظر الى نفسه فى المراه و ارتسمت على وجهه ملامح جاده
ميونغ سو : ماذا تفعل الان هل ستتقمص شخصيه هذا الغريب ؟ هل ستجعل لنفسك مكانا فى حياة تلك الفتاه ؟ يا الهى ما الذى اوقعت نفسى به
خرج من الحمام فوجدها تجلس على الارض فى الجهه المقابله للباب كانت تضع بعض الملابس بجانبها و بمجرد رؤيته يخرج ابتسمت و حملتها و وقفت لتدخل الحمام
ساره : لقد حضرت لك مستخلص اعشاب يفيد فى ابعاد الزكام انه على الطاوله هناك تناوله بينما ساغتسل
دخلت الحمام و اغلقت الباب ثم فتحته تانيه و اخرجت راسها فقط و قالت بصوت عال
ساره : اياك ان تفكر بالهرب تذكر انه يجب عليك ان تدفع ثمن عشاء اليوم
ضحكت ضحكه خفيفه
ميونغ سو : انت حقا مجنونه
مرت دقائق قليله كان قد جال فيها ببصره فى انحاء غرفه الجلوس كل ركن فيها يحمل صوره لدونجهى و ساره لابد انهما كانا يحبان بعضهما كتيرا ان هذا يبدوا جليا من خلال هذه الصور هذا يفسر انهيارها ذلك اليوم حين راته خرجت تحمل منشفه تجفف بها شعرها راته يجلس الى الطاوله و يحمل الكوب بين يديه و شاردا حتى انه لم يشعر بوجودهما ساره : هاى اين انت ؟
انتبه لصوتها فنظر اليها
ميونغ سو : اه انتهيت بسرعه
ساره : انا سريعه فى كل شيىء
انهت تجفيف شعرها و جمعته بطريقه عشوائيه ثم اخذت شريطه لفتها عليه كان ميونغ سو يراقبها بدهشه انها اول مره يرى فيها فتاه لا تهتم لشعرها بهذه الطريقه انها لا تبالى بشكله او ان كان مرتبا كما يجب ان يكون
اثارت لا مبالاتها التسائلات فهذا امر غير طبيعى بالنسبه لفتاه
ميونغ سو : هل ستخرجين بهذا الشكل ؟
ساره : ما الامر الا تعجبك ملابسى ؟؟؟
ميونغ سو : كلا الامر لا يتعلق بالملابس
و اشار الى شعرها
ساره : مابه شعرى
ميونغ سو : الن تسرحيه او تجدليه ؟؟
ساره : كلا انه جيد هكذا
ميونغ سو : لن تخرجى معى بهذا الشكل احضرى مشطا
نظرت اليه ساره و علامه الدهشه باديه على وجهها و بقيت واقفه فى مكانها
ميونغ سو : ماذا الن تذهبى ؟
ساره : حسنا ساحضره حالا
دخلت غرفتها اخذت المشط من على المنضده ثم نظرت الى المرآه و ابتسمت بسبب الافكار التى خطرت على ذهنها كانت متاكده ان ميونغ سو ليس الا دونجهى و لكن الحادث اثر عليه و هو لا يتذكر شيئا لقد حسمت الامر انه دونجهى و هى لن تتركه ...
وقفت امامه تمد يديها حامله المشط كانت كطفله اقترفت خطأ و تنتظر عقابها عيناها تنظران بخجل و يدها ممدوده بتردد امسك المشط ثم تحدث بنبره جاده
ميونغ سو : اجلسى
و اشار بيده الى مسند موضوع امام قدميه جلست دونما اى اعتراض جمعت ركبتيها بيديها فى حين اسدل هو شعرها و راح يمرر اصابعه بين خصلاته كى يفك تلك التشابكات و بدا تسريحه بتلك المشط ثم جدل شعرها على الجانب و ربطه بالشريطه التى وضعتها عليه سابقا
ميونغ سو : عليكى ان تذهبى الى صالون العنايه بالشعر و تقومى بازاله تلك التقصفات انها تجعل شعرك بشعا
انهى حديثه و وضع المشط على الطاوله
ميونغ سو : لقد انتهينا
كانت ساره تجلس فى صمت و دموعها تشق طريقها لما يجب ان يذكرها هذا الشخص بدونجهى فى كل لحظه لما عليها ان تحن اليه بهذه الطريقه الم تكن متاكده قبل قليل انهما شخص واحد لما تشعر بكل هذا الشوق له و هو لا يبعد عنها الا سنتميترات قليله نعم هو الان يجلس خلفها يمشط شعرها لما تشعر انه بعيد جدا ايعقل انها كانت مخطئه هما شخصان اثنان مختلفان عن بعضهما البعض
بقيت فى مكانها حتى بعد ان انهى ما كان يقوم به هى الان لا تجرؤ على النظر اليه خوف ان تكتشف ما لا يريد قلبها الاعتراف به
وقف ميونغ سو ينتظر منها ان تعلق على شعرها او على كلامه و لكنها لم تتحرك و لم تتحدث فقط انكمشت على نفسها و خبات راسها لتخفى دموعها كانت تلوم دونجهى على هذه الحيره التى تملكتها ارتسمت ذكرياتها امامها
** كانا يجلسان على شرفه المنزل يحيط كتفها و هى تستغرق فى استنشاق ذلك الدفىء الذى لا تجده الا بين ذراعيه تسند راسها على كتفه و يتاملان السماء التى يطل فيها القمر و يحجبه بعض الغيمات فلا يمانع كانت ساعتها تجلس على واحده من تلك الغيمات و تهمس للقمر بترانيم العشق الذى يغدقه عليها دونجهى و كانها تريد اغاظه الغيوم و كانها تريد من القمر ان يعلم العاشقين كيف يكون الحب فبالنسبة لها لا احد يعرف كيف يحب الا دونغهي
همست لدونجهى و السعاده تغمرها
ساره : اتمنى ان تدوم هذه اللحظه الى الابد انا اشعر ان سعاده الكون كلها ملكى و انت معى
دونجهى : اطمئنى هذه السعاده لن تغادرك يوما لانى ساكون معك الى الابد
لحظتها هو لم يفكر ان الحياه و القدر قد ابرما صفقه اخرى و ان على الحياه ان تضحى به ليكتب القدر صدفا اخرى و يجعل ساره تلتقى بهذا الغريب او بهذا الحبيب التائه
هذه الذكريات جعلتها تتقوقع على نفسها ملغيه وجود الانسان الذى يقف فى انتظارها
هذا الانسان الذى كانت على يقين انه من فقدت
هذا الانسان الذى ستحارب الحياه حتى لا تاخذه تانيه منها وقف فى انتظار الرد
لكنه تفاجىء بهذا الصمت الرهيب الذى خيم عليها لقد اغلقت على نفسها داخل نفسها هو لا يعلم ما يختلجها الان لكنه ادرك انه قام بشيء رحل بها الى الماضى كان ينادى اسمها بتردد خوفا من رد فعلها لكنه لم يلق اى استجابه فجثا على ركبتيه امامها و ربت على كتفها لينتشلها من العالم الذى غرقت فيه لتوها
هذا العالم الذى يجهله و هو بعيد عنه تماما هو لا يريدها ان تفقد ابتسامتها بالرغم من انه لا يعلم حتى سبب ذلك هو فقط يريد ان يكون بجانبها اقترب منها بحنو شديد حاول ان يخاطبها
ميونغ سو : ساره ما الامر
وضع كلتا يديه على ساعديها و ربت عليها
شعرت بيده فانتفضت كمن يستفيق من كابوس، نظرت إليه في صمت و بحركه سريعه احتوته بعناق حار كانه سيتلاشى ان تركته ثم علا صوت نحيبها جاءت كلماتها متقطعه و متالمه
ساره : انت لا تعلم ما جعلتنى اشعر به لقد شعرت ان احدهم اقتلع قلبى ارجوك لا تغادر ثانيه فقط عدنى انك لن تغادر وانك لن تخلف هذا الوعد
بقى مندهشا لتصرفها لم يدر ان كان عليه ان يصدها او ان يعدها و لكنه كان متاكدا ان عليه اخراجها اولا من هذه الهيستريه التى تملكتها فجاه احتضنها بدفىء و صار يهدئها
ميونغ سو : لا تقلقى انا هنا و لن اذهب لاى مكان توقفى عن البكاء فانت لا تبدين جميله هكذا
و راح يربت على شعرها كطفله مرت لحظات و هما على هذا الحال الى ان هدات ابتعدت ساره عن ميونغ سو مسحت اثار دموعها ثم ابتسمت و هى تحاول تنظيم تنفسها
ساره : انا اسفه انا دائما احرجك بتصرفاتى
ميونغ سو : لا عليك نحن صديقان ساكون دائما الى جانبك
ساره : الواقع انت تتصرف كثيرا مثل دونجهى لهذا اشعر انكما شخص واحد
ميونغ سو : اذا كان الامر كذلك ، فمن الان ساصبح دونجهى هذه فقط خدمه خاصه بصديق
ثم ربت على شعرها بحنان و هو يبتسم ثم واصل حديثه
ميونغ سو : ان دونجهى هذا محظوظ لتحبيه بهذا القدر
و قبل ان تجيب او تبدى رد فعل سحبها من يدها و اتجه نحو الباب
ميونغ سو : انا جائع دعينا نذهب لناكل
اكتفت برسم ابتسامه رقيقه و غادرا المنزل و صلا الى مطعم صغير و متواضع ليس به اثاث فاخر و لكن الالوان فيه جميله و تبعث بالراحه و السعاده
ميونغ سو : انا عاده ما اتى الى هنا لان الطعام لذيذ جدا
ساره : المكان ايضا جميل جداا
ميونغ سو : لقد كان المكان المفضل لابى لقد كان يحضرنى الى هنا دائما عندما يقبض اجرته كنا ناتى الى هنا لنحتفل اه كم اشتاق اليه
ساره : هل مضى وقت طويل لم تره فيه
ميونغ سو : لقد رحل عن هذا العالم قبل خمس سنوات
ساره : انا اسفه
ميونغ سو : لا عليك.. ماذا عنك هل تعيشين وحدك ؟ اهلك ليسوا فى سيول
ساره : لقد نشات فى ميتم
ميونغ سو : اه هذا مؤسف هزت راسها يمينا و شمالا تنفى ذلك
ساره : كلا لقد عشت حياه سعيده هناك
ميونغ سو : الم تبحثى عن اهلك
ساره : حسنا لقد اخبرونى انهما توفيا فى حادث مرور و قد احضرت بعدها الى الميتم
ميونغ سو : جيد ان تعلم ان اهلك قد ماتوا و لم يتخلوا عنك كنت اتمنى ان تكون والدتى قد فارقت الحياه على ان تهجر ابى و تتركنى يتيما و هى حيه
ساره: اسفه لسماع هذا
ميونغ سو : حسنا دعينا نغير هذا الموضوع دعينا نلعب لعبه
ساره : حسنا موافقه
ميونغ سو: من يتناول الطبق المتبل في وقت اقصر يفوز .
سارة: و ما الجائزة
ميونغ سو :دعيني افكر ، الفائز سيطلب امنية و على الخاسر تحقيقها
سارة: هذا جيد
ميونغ سو : الاامنية ستكون معقولة
سارة: حسنا لنبدا،
طلب ميونغ سو طبقين متبلين ثم نظر بتحد الى سارة
ميونغ سو: هل انت مستعدة
هزت سارة راسها بحزم " اجل ، لنبدا "
مرت لحظات قليلة حين بدا كلها يتصبب عرقا و اخذا يشربان الماء بلهفة لشدة حرارة الطعام
بقيت قطعة واحدة في طبق كل منهما لكنهما كانا منهكين جدا لدرجة لم يستطيعا حمل الشوكة نظرا الى بعضهما البعض و انفجرا ضاحكين
ميونغ سو: هل نتوقف هنا ويعد هذا تعادلا
سارة : لا ادري ، ثم بحركة سريعة اخذت اخر قطعة و ابتلعتها
صاح ميونغ سو بطفولية : ولكن هذا غش ، هذا ليس عدلا
سارة: انا لا احب ان اخسر
ميونغ سو: انت شريرة
سارة: اعلم ذلك و اخرجت لسانها بحركة طفولية ثم واصلت و الان عليك ان تحقق لي امنيتي
ميونغ سو: حسنا حسنا ، ما هي؟
سارة : لم افكر فيها بعد ، ساخبرك بها لاحقا...
○يتبع○
○يتبع○
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق