تخيلي مع ييسونغ
غيرة حمقاء
كنتِ تمشين مسرعة، والغضب سينفجر من عينيكِ، كيف لا ؟ وقد رأيتِ حبيبك
ييسونغ، الشاب الذي تواعدين برفقة فتاة أخرى، يقف أمامها والمسافة بينهما ليست
بكبيرة وهو يمسك يدها.
هو يتبعكِ الآن ولكنكِ تتجاهلينه تمامًا، كل ما تفعلينه هو السير إلى الأمام
دون أن تعرفي إلى أين سينتهي هذا الطريق، ينادي عليكِ مرارًا وتكرارًا ولكنكِ
مصممة على ألّا تتوقفي وتسمعي تبريراته السخيفة.
قادتكِ قدماكِ إلى غرفة مشيتي حتى آخرها لـ تجدِ الطريق مغلق هناك، عندها
استطاع ييسونغ الوصول إليكِ، استدرتِ للعودة ولكنكِ عندها قابلتيه، كنتِ غاضبة
بالفعل، وهو يبدو على وجهه التعب بسبب اللحاق بكِ كل هذه المسافة، أقترب منكِ
قليلًا ولكنه توقف عندما أعلنتِ بصوتٍ غاضب " إياك وأن تقترب "
أبتلع ريقه بتوتر، وبقي ثابتًا مكانه، ردد بصوتٍ مرتبك " لم يحدث شيء
صدقيني، لقد جرحت يدها وحاولت مساعدتها من باب الصداقة ليس إلا " أنهى ييسونغ
ما قاله عندما سمعتما صوت إغلاق الباب، تلك الغرفة الكبيرة والمكان الذي تقفان به
بعيدًا جدًا عن الباب، ما أن سمعتما صوت الباب حتى ذهبتما بسرعة إليه، نظرتما إلى
بعضكما بصدمة، ثم إلى الباب، وبدأتما بالخبط على الباب علّ أحد يسمعكم، لكن من
أغلق الباب قد ذهب بالفعل، وهذه الغرفة تقع خارج المسرح حيث تعملان.
نظر ييسونغ من حوله ثم إليكِ " نحن في الثلاجة "
أتسعت عيناكِ، ثم نظرتِ من حولكِ انت الأخرى، وضعتِ يدكِ في جيبكِ لتأخذي
الهاتف، لكن تعابير وجهكِ أوحت بأنه ليس معكِ، نظرت حيث ييسونغ مجددًا " اتصل
بأحدهم ليخرجنا من هنا "
أغلق ييسونغ عينيه بقلة حيلة " هاتفي لا يزال في المسرح "
وضعتِ يديكِ على رأسكِ بضجر وبدأتِ تدورين حول نفسكِ، توقفتِ فجأة ثم
أقتربتِ من ييسونغ وعيناكِ تشتعلان " أنت هو السبب، أنت السبب في احتجازنا،
هيا أخرجنا من هنا .. بسرعة "
رفع ييسونغ حاجبيه بدهشة، ثم أشار باصبعه إلى صدره " انا ؟ هل انا من
ركض كل هذه المسافة حتى وصل إلى هنا ؟ "
" لو لم أراك مع تلك الفتاة لما كان هذا حالنا الآن "
" لو أنكِ لم تغضبِ هكذا كـ الحمقاء لما وصلنا إلى هنا "
" أنت هو السبب "
" لا أنتِ هي السبب "
تنهد ييسونغ " لا وقت للعتاب، يجب أن نخرج قبل ان نتجمد هنا "
" ييسونغ " ناديتِ عليه بهدوء.
نظر إليكِ بغرابة " ماذا ؟ "
" أذهب إلى الجحيم " أعلنتِ ببرود ثم جلستِ في مكان شعرتِ أنه
الأكثر دفئ، تبعكِ هو وجلس بجوارك، نظرتِ إليه " ألم تجد في كل تلك المساحة
الواسعة مكانًا للجلوس سوى هنا ؟ "
هز ييسونغ رأسه نافيًا، ثم أبتسم ليغيظكِ.
بدأتِ تضمين نفسكِ بين يديكِ عندما بدأ البرد يزداد، نظر إليك، احزنه
حالكِ، وبالرغم من البرد الذي يعاني منه هو أيضًا إلا أنه خلع سترته، نظرتِ إليه بطرف
عينكِ وأبتسمتِ بالخفاء، لكن سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة عندما رأيتيه يغطي نفسه
بالسترة.
أبتسمتِ بسخرية واضحة أدهشته " ما بكِ ؟ هل وضعنا مضحك إلى هذا الحد ؟
"
" لا، ولكن ظننتك ستخيب ظني وتعطيني سترتك، لكنك لم تخيبه أبدًا،
أحسنت سيد ييسونغ "
نظر إلى سترته ثم إليكِ وأبتسم " لن أعطي سترتي لفتاة غيورة "
" من هي الغيورة ؟ على من سأغار يا مغفل ؟ عليك أنت ؟ " نظرتِ له
باستخفاف.
" لولا جنونكِ وغيرتك القاتلة لما كان هذا حالنا " أبتسم هو بثقة
ليغيظكِ أكثر.
" اتعلم ماذا ؟ أذهب إليها وأكمل ما بدأتماه، لما لحقتني ها ؟ "
" لو كان باستطاعتي لذهبت " ابتسم بلطافة.
التزمتِ الصمت وأقتربتِ من الحائط أكثر، أقترب هو منكِ مجددًا ولكن هذه
المرة وضع سترته عليكِ، نظرتِ إليه بغضب " أبعدها، سأفضل الموت من البرد على
أن أضعها على جسدي "
أحاط كتفيكِ بذراعه وألتصق بكِ " هااي، حبيبتي الغيورة، لن أجعلكِ
تبردين "
بادلتيه بنظرات حادة أرعبته " أبتعد "
أبعد ذراعه ونظف حنجرته ثم ألتزم الصمت، وأنتِ كذلك، ولكن البرد لم يلتزم
بهِ مطلقًا، فـ جسديكما يصبحان أكثر استجابة للبرد.
بعد دقائق من هذا الصمت، أعلن ييسونغ بصوتٍ أجش " إلى متى ستبقى
غيرتكِ هكذا ؟ أنظرِ الآن إلى حالنا، لو أنكِ أمعنتِ النظر جيدًا لأكتشفتِ أنني
كنت أساعدها ولم أقترب منها بطريقة قد تزعجكِ، يجب أن تثقِ بأنني لن أخونكِ أبدًا
"
" لقد انفصلنا بالفعل، لا داعي لتبريراتك " أجبتِ ببرود.
" وهل تنفصلين عني دون أن أعلم ؟ " نظر إليكِ بذهول " وااه،
لا زلت أكتشف أنكِ الأكثر حماقة على الإطلاق "
" إن قلت حمقاء مجددًا فـ ستدفن هنا "
" حمقاء .. حمقاء .. حمقاء " رفع حاجبه باستهزاء.
رفعتِ يدكِ لتضربيه ولكنه أمسك بها بالفعل، رفعتِ الأخرى ولكن يده كانت
الأسرع لتمسكِ بها، أصبحتِ مقيدة بين يديه، هو يبستم على منظرك، وأنتِ تشتعلين
غضبًا.
" أهدأي ودعينا نحل المشكلة بعقلانية "
" أترك يداي "
ترك يديكِ، ثم عدل هندامه ونظر إليكِ " لـ نبدأ "
ضممتِ نفسكِ مجددًا وحاولتِ أن تريه أنكِ لستِ مهتمة، ولكنه أصر على أن
يكمل " صدقيني، لم أقترب منها لأنني معجبٌ بها، لم أخنكِ مطلقًا، أنتِ تعلمين
جيدًا كم أحبكِ صحيح ؟ "
نظرتِ له بطرف عينكِ، ثم أشحت بنظركِ بعيدًا لـ يتابع " وضعنا الآن لا
نحسد عليه، دعينا ننسى هذا الخلاف لكي نخرج من هنا سالمين "
" ولكنك أمسكت يدها "
وضع ييسونغ يده على رأسه وتنهد بقوة " أقسم أنني لم أفعل ذلك بنية
سيئة "
" هل تظن بأنني سأصدق بسهولة ؟ "
ضرب بكلتا يديه على وجهه بقوة آلمته بالفعل لـ يخرج صوت أنين ربما خرج من
قلبه قبل فمه، وقف من مكانه بقلة حيلة ثم توجه ليجلس في زاوية أخرى، ذلك المكان هو
الأقرب لمحول الكهرباء والأشد خطورة، اركى بيده بالقرب من الكهرباء دون ان يعلم،
وقبل أن يلمسه صرخ بصوتٍ عالٍ وابتعد مسرعًا إلى الوراء، رأيتيه هكذا وكـ المجنونة
ذهبتِ إليه مسرعة، جلستِ على ركبتيكِ أمامه وأمسكتِ بيده " هل انت بخير ؟ ما
الذي أصابك ؟ "
أجاب وهو يتنفس بسرعة " صعقة كهرباء خفيفة، كدت أموت "
بدأت بالمسح على يده بلطف وتنفخين عليها حتى لا تؤلمه " مغفل ! لماذا
غيرت مكانك فجأة ؟ "
" أنتِ من أجبرني على ذلك، لو صدقتني منذ البداية لكنا الآن في المسرح
نؤدي بروفات العرض "
" أهذه المرة الأولى التي أجن عليك ؟ يجب أن تعتاد على تصرفاتي "
أعلنتِ بنبرة قلقة وما زلتِ تمسحين على يده برقة.
حدق بكِ لوهلة ثم أبتسم براحة " هل أنتهى الشجار الآن ؟ "
" وماذا عن البرد الذي نمر بهِ الآن ؟ "
أمسك بكِ من خصركِ ودفعكِ نحوه ليتلامس أنفكِ بأنفه، وأنفاسكما التي بدأت
تختلط من قربها، همس بين شفتيكِ " لندفئ بعضنا البعض "
أبتسمتِ بخجل " وهل سنبقى على قيد الحياة هكذا ؟ "
أمال برأسه ليقترب أكثر من شفتيكِ ويهمس مجددًا " وهل تظنين بعد هذا
القرب بيننا سأبقى على قيد الحياة ؟ "
ضحكتِ بصوتٍ مسموع، ثم أمسكتِ بمؤخرة رأسه وأعلنتِ " لنمت هكذا إذًا
"
أقترب هو أكثر ليلامس شفتيكِ ولكن الباب قد فُتح فجأة ليقطع ما لم يبدأ به
ييسونغ، نظرتِ مسرعة نحو الباب متجاهلة ييسونغ " لقد فُتح " عدلتِ من
نفسكِ ووقفت مسرعة " هيا لنخرج "
" ألم يستطع الإنتظار لدقيقة أخرى ؟ " تنهد بغضب ثم وقف هو
الآخر، وخرجتما بعد أن إعتذر الرجل عن إغلاق الباب دون أن ينتبه.
مشيتِ متقدمة عن ييسونغ بخطوتين وهو ينظر إلى الأرض بخيبة أمل، نظرتِ إليه
بتساؤل " ماذا الآن ؟ لقد إنتهينا بالفعل، هيا لقد تأخرنا على التدريب "
استدرتِ لتكملِ الطريق مجددًا ولكنكِ توقفتِ عندما سمعتِ ييسونغ يتحدث
بطريقة لطيفة لفتاة ما، شددتِ على قبضتكِ واستدرتِ لتنظري إليه معلنة بصوتٍ غاضب
" ييسونغ ! "
ولكن تلاشى غضبكِ عندما رأيتيه يبتسم إليكِ بلطف وما من فتاة بجواره، شعرتِ
بالغرابة وأقتربتِ منه تنظرين حولكِ " أين ذهبت ؟ "
بدأ بالتصفير متجاهلًا سؤالك ولكنكِ سألتيه مجددًا بنبرة أقوى من ذي قبل
ليجيبك هو " فتاتي الغيورة، عدتِ إلي بسبب الفتاة التي أخترعتها أنا وليس
بسببي، مم .. جيد "
" اخترعتها ؟ لم يكن هناك فتاة اذًا ؟ "
دفعكِ نحوه مجددًا دون أن يجيب وبادلكِ بنظرات خبيثة معلنًا " أين كنا
؟ "
كنتِ ترفعين يديكِ بمستوى كتفيكِ، ثم لففتِ يديكِ حول عنقه وأقتربتِ من
أذنه " لا أذكر، أكمل واجعلني أتذكر " نظرتِ إلى وجهه وأقتربتِ منه،
وأغمضتِ عينيك تستعدين، بينما هو أبتسم على منظرك وقبلكِ قبلة سريعة على خدكِ
وأبتعد عنكِ، فتحتِ عينيكِ بدهشة، تخطاكِ هو ليصبح أقرب إلى باب المسرح بينما لا
زلتِ تقفين مكانك " هيا سنتأخر، فتاة القُبل " ضحك بصوتٍ عالٍ بسخرية ثم
دخل.
شعرتِ بالإحراج ولحقتيه ترددين " ييسونغ، كيف أمكنك فعلها بي ؟ يمكننا
حلها صحيح ؟ لنفعلها بشكل أفضل "
ولكنه أستمر بالضحك وتجاهلكِ بشكلٍ تام ثم أعلن بصوتٍ ساخر " هذا
جزاؤك يا من تغارين كالحمقاء "
النهاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق