على حافة جهنم
الفصل الرابع
Written By : Ňoồr
~ المشرحة ~
قبيل فجر تلك الليلة بساعاتٍ قليلة .. وقفت نور أمام المرآة في دورة المياه
تزفر أنفاسها الغير منتظمة .. وجنتيها تشتعل خجلاً .. تضرج وجهها بحمرةٍ غريبة ..
خفقات قلبٍ لم تجتاحها يوماً .. أنامل ترتعد وتوترٌ ملحوظ .. حركت يدها ببطء تستشفُ
بعض الهواء الذي يهدأ من روعها .. آخذت تُمتم ببعض الكلمات غير المفهومة .. وكأنها
أحجية حتى هى ذاتها لم تدرك ما تقوله .. أغلقت الزر الأخير في ملابسها التي عن قصدٍ
كانت محتشمة .. رتبت شعرها بيديها .. ضغطت على شفتها السفلي وأغمضت عينيها وصدرها
يعلو ويهبط بطريقةٍ سريعة .. وضعت يدها على مقبض الباب .. فتحت عينيها وخرجت من
دورة المياه .. تقدمت بخطواتٍ متباطئة تُقدم قدماً وتؤخر الآخرى .. فإذا بها تجده
واقفاً أمام الخزانة عاري الصدر ويُخرج منها شيئاً ما ليبدل ثيابه .. ارتفعت درجة
حرارتها كثيراً .. وأشاحت بنظرها وهي تود لو أن تهرب من هنا بسرعةٍ .. توجهت ناحية
مرآتها لتُمشط شعرها .. فإذا بصوته الأجش يقول موجهاً لها الحديث .
- حبيبتي معلش تعالي شوفيلي حاجة البسها
- حـ حاضر
تقدمت نحوه بخطى غير مُتزنة وتنفسٍ غير منتظم .. تحاشت النظر له وعلى عجلٍ
أخرجت إحدى قطع الملابس ومدت يدها بها له .
- انتي خايفة تبصيلي ولا ايه ؟ ( بتعجبٍ قالها ).
- لا لا مش قصدي والله ( رفعت رأسها لتصّوب نظرها نحوه .. وهى تحرك يديها
وذراعيها بـ )لا( ببراءة ( .
ابتسم لها بحنوٍ وداعب
وجنتيها برقةٍ .. حدقت به لبرهة ثم أخفضت نظرها مجدداً .. لاحظت تلك النُدبة
الموجودة على طول صدره .. تذكرت ذلك اليوم المشؤوم فتجمعت الدموع في عينيها ..
وهمست بإحساسٍ بذنبٍ لن تمحيه الأعوام : انا اسفة
نظر لها بتعحبٍ .. فلاحظ نظرها المصوب نحو صدره .. وانتابته قشعريرة سّرت
بأوصاله عندما مدت يدها المرتعشة لتلامس ذلك الجرح .. وصلته شهقات بكاءها المتقطع
لقد كانت تعلم أن الندبة ستبقى كما ذكر الطبيب .. ولكن لم تتخيل أنها ستترك أثراً
فادحاً بهكذا طريقة .. لقد كانت تلك المرة الأولى التى تراها فيها .. ابتسم بهدوءٍ
على بكاءها الطفولي .. ثم وضع أصابعه أسفل ذقنها ليرفع رأسها لمستواه .. عيناها
تلمعان بالدموع العالقة بجفونها لتتلألأ كما الدرر .. أزال تلك الدموع بأصابعه
برقة وهو ينظر لها بوهنٍ شديد .
- انا اسفة , هي
لسه بتوجعك صح ؟ ( مررت أصابعها على الندبة وهي تعض على شفتها بقهرٍ ).
حرك رأسه بـ (لا) ثم ابتلع
غصته بصعوبة .. لمستها البريئة تلك أيقظت بداخله ما كان في ثباتٍ عميق .. برغم
الهدوء المخيف الذي يحيطهما كانت هناك ضوضاء مفزعة بداخله .. كشاطئٍ مظلم لا تسمع
فيه سوى صوت تلاطم الأمواج .. لم تكن الأمواج وقتئذٍ بل كانت مشاعرة التي بعثرتها
تلك اللمسات المشروعة .
تنهد بهدوءٍ و أمسك بيدها
وقبلها .. تأملت معالمه بأعين عاشقةٍ متيمة .. فحرك رأسه بهدوءٍ وهمهم ببعض
الكلمات التي تحمل الكثير من المعاني .. حركت نور عينيها بصدمة فقد فهمت مقصدة ..
لم ينتظر منها أن تتدارك صدمتها حتى .. فحملها على ذراعيه برفقٍ وهو يضحك على
ملامحها
***
توسطت الشمس قبة السماء .. أرسلت أشعتها النحاسية كآيادٍ تهب الخير والبركة
للبشر .. هكذا صورت إحدى اللوحات الفرعونية الشمس .. أوليست تلك اللوحة صادقة في
تصويرها .. الشمس تعني الدفء والضوء والإشراق .. تعني طليعة الصبح .. ذلك الصبح
الذى يرمز للحياة والآمل .
وبذكر الضوء .. ها هي نور ترتدي ذلك القميص الأبيض الضيق نوعاً ما ..
وتنورتها القصيرة .. بينما ترفع شعرها في شكل ذيل حصان مع بعثرة بعض الخصلات على
وجهها بعفوية مثيرة .. وتمسك بيدها منبهاً ويبدو أنها على وشك فعل شيء ما .. أو
بالفعل قد قامت به.. انتفض جسد ليتوك بفزعٍ إثر ذلك الرنين الرهيب الذي صوب مباشرةً
نحو آذنه .. انفجرت هي ضاحكة على شكلة المفزوع ذاك .. نظر لها بتعابير صدمة سرعان
ما إبتلعها وحولها لتعابير ملل .
- حد يصحي حد كدا يا عيلة ؟
- ااه , حضرتك انا كان ناقص اصوت عشان تصحى ,
تقريبا انت كنت ميت مش نايم
- حضرتك انا نايم اما الشمس
طلعت لو ناسية
- يا سلام طب ما انا نايمة معاك ,
وصحيت قبلك بيامة اهو وكنت قاعدة مستنياك تصحى عشان نفطر سوا , يلا
قوم بسرعة خد شاور وتعالا نفطر تحت عالبحر انا هسبقك واطلب الفطار
كانت تسير تجاه الباب ولكن
لماذا تشعر بأن المسافة بينهما لازالت ثابتة ؟ انتبهت لليتوك الذي يمسك بملابسها
من الخلف وهو ينظر لها بأعينٍ يتطاير منها الشرر .
- ايه يا ليتوك ماسكنى كأنك ماسك فار ,
عايز ايه ؟
- انت هتنزلي كدا ؟ ( أشار على
ملابسها .(
- ااه هنزل كدا , وبعدين مالك بتقولها بقرف كدا وبتشاور بصوباعك باحتقار
- انت اتهبلتى على كبر ؟ روحى غيرى القرف اللي انتي لبساه ده
أشارت على نفسها بصدمة : انا لابسه قرف يا ليتوك ؟
- ااه قرف , ما تلبسي قميص نوم وتنزلي بيه احسن
- قميص نوم ؟
نهض من فوق السرير وأمسك
بكتفيها يدفعها أمام المرآة : اسود من قميص النوم ,
جيبه نص سم وقميص محزء وشفاف وحالته بالبلا , يوم
ما مراتي تنزل قدام الناس كدا اروحاموت احسنلي
ابتسمت بخجلٍ والتفت تنظر له بعيون هائمة : بتغير عليا يا حبيبي ؟
- مش موضوع غيرة , كل ما هناك انه مينفعش تلبسي كدا
ضغطت على أسنانها ونظرت له
بحدةٍ .. ثم وجهت ضربة قوية نحو صدره وقامت بفتح الخزانة أخرجت منها ملابسه
وألقتها في وجهه .. ثم التقطت ملابس لها هي الآخرى وخرجت من الغرفة وصفعت الباب
خلفها بقوةٍ .. ضحك ليتوك بخفة على شكلها الغاضب وهو سعيد كونه رد لها موقف المنبه
بطريقةٍ غير مباشرة .
***
بتعابير وجهٍ صارمة ودون إلقاء تحية الصباح على والدته حتى .. إرتدى كيبوم
ملابسه على مضض .. ولم يتناول فطوره .. وفتح الباب على استعجال ليغادر نحو عمله ..
وجد مروة أمامه ليتكرر ذات المشهد الذي حدث قبل بضع أيامٍ .. ولكن تلك المرة لم
ينظر لها بوهنٍ أو يعطيها هدية .. بل رمقها بنظرةٍ قوية قد يظنها البعض نظرة احتقار
.. اصطدم بكتفها عن قصدٍ وغادر دون التلفظ بحرفٍ واحد .. ابتلعت مروة غصتها بصعوبة
وراقبته حتى اختفى عن ناظريها .. ارتعش قلبها بداخلها من نظرته تلك .. ما سرها يا
ترى ؟
رددت بهمس : من كام يوم
جابلي هدية , ودلوقت حسيت انه زى ما تكون نظراته هتخترقنى , يا
تري في ايه ؟
- واقفه عندك كدا ليه يا
حبيبتى ؟ ادخلي
- طنط هو كيبوم ماله ؟ ( نطقتها بحروفٍ متلعثمة بعد أن أغلقت الباب ودلفت
للداخل ).
- والنبي يا مروة ما اعرف , من
ساعة ما جينا من الفرح بليل وهو عايشلي ف ايام السينما الصامتة منطقش بكلمة , صحى
الصبح العفاريت بتتنطط قدام وشه خفت اسأله مالك يطيح فيا
جلست على الكرسي بصمتٍ .. فقط دقات قلبها القلقة هى ما تتحدث عنها .. أعادت نظرته تلك في مُخيلتها
فوق الألف مرة .. وفي كل مرةٍ ينتفض جسدها بفزع .. دقائق حاولت تمالك أعصابها فيها
ثم زفرت بقوةٍ وهى تحرك رأسه لتطرد تلك النظرات من أمام وجهها .. ثم قالت بنبرةٍ
طبيعية حاولت تصنعها : طنط الاقيش عندك شوية كمون ؟
***
جلس كيبوم خلف مكتبه وهو يعيد ما حدث بين مروة ودونغهي ليلة أمس مراراً
وتكراراً .. شعر بالدماء تغلي في عروقه .. يود الآن تحطيم شيء ما .. زفر بقوةٍ
ليمنع ذلك الإحساس ويقلل من غضبه .. أرخى جسده على الكرسي وبدون مقدماتٍ هربت دمعة
يتيمة من عينيه لتستقر على خده .. أزالها بقهرٍ لا مثيل له عندما وصله طرق على
الباب .
- ادخل
- لقينا صاحب البصمات يا باشا
انتفض جسد كيبوم ونظر له
بصدمة .. ثم حرك رأسه ليحثه على الإكمال .. فأكمل الضابط قائلاً : البصمات بتاعة راجل
اسمه بارك , عملنا عنه تحريات كاملة واتوصلنا انه الايد اليمين
بتاع رجل الاعمال الخيري المعروف باسم راجل الغلابة ,
والصدمة الأكبر يا باشا ان رجل الاعمال ده هو نفسه عم الضحية هيتشول واللي مربيه
تلعثم كيبوم في حديثة .. ثم أشار للضابط ليجلس : قصـ قصدك ان اللي قتله عمه ؟
حرك الضابط رأسه بـ (لا)
ثم أكمل : دى الحاجة الوحيدة المستبعدة , رجل
الاعمال ده يا باشا معليهوش ذرة تراب , كل اعماله خيرية وشغله كله ف السليم , ومش
معنى ان مساعده قتل ابن اخوه يبقى هو اللي قاله يعمل كدا
- انت قصدك ايه بالظبط ؟
- بص يا باشا انا من راي اننا نراقب الراجل الي اسمه بارك ده , ومن
خلاله هنعرف اذا كان هو الي قتل هيتشول من نفسه ولا عمه ليه دخل ف الموضوع مع اني
متاكد انه ملوش دخل من سيرته الحسنة , بس اهو بالمرة نعرف الدوافع اللي خلته يقتله
أطرق كيبوم يفكر قليلاً ثم أومأ بالموافقة .. انحنى الضابط له وغادر مسرعاً
.. حك كيبوم ذقنه وبعض السعادة تتخلله فمعرفتهم بالقاتل الحقيقي ستسهل كل شئ بعد
ذلك .
***
تعانق ذراعه بيدها وهى
تتغنج في مشيتها .. نسمات الهواء الباردة تلفح وجهها وتُطير شعرها .. هالة من
السعادة كونها بقربة تشع منها .. وصلا لمكانٍ على الشاطئ خالي من الناس نوعاً ما
.. تركت ذراعه أخيراً وجلست على الرمل .. آخذت تعبث به كما الطفلة الصغيرة .. وضع
ليتوك يده في جيب بنطاله وهو ينظر لها بسخرية : حاسس انى جايب بت اختى الصغيرة
معايا
لوت شفتيها وهى تنظر له .. ثم ملأت قبضتها بالرمل وألقته عليه .. بمرونة جسد
ضابط تفاداه ومد لسانه في وجهها .. اشتعلت غضباً ونهضت وملابسها بالكامل متسخة
بالرمال وتوجهت نحوه ومدت إصبعها في وجهه : مش كفايا ان حضرتك مرضتش تخلينى انزل
البحر , مكنتش اعرف انك بتحب التحكمات كدا ,
روحي بلي رجلك وتعالي , بزمتك دى كلمة تتقال لوحده ف سنى ؟
أمسك بإصبعها الممتد في
وجهه وقبله برقة : يا حبيبتي مش موضوع تحكمات ,
صدقيني مينفعش تنزلي البحر قدام الناس دي كلها , ده
انتي حتى هتحسي انك محرجة
عقدت ذراعيها إلى صدرها ونظرت له بعبوس : يا سلام والستات الي ماليين الشط
وناسيين يلبسو هدومهم دول مش عيب ينزلو كدا ؟
ابتسم ليتوك بخفة وقال
مداعباً لها : طب تصدقي بالله
لولا اني خايف على السياحة تضرب كنت لمتهم آداب
ابتسمت بخفة على جملته
الآخيرة .. فأردف قائلاً : ايوه كدا اضحكي ,
وبعدين ايوه يا ستي بغير علىكي ومحبش حد يشوف جمالك غيري , ولو
نفسك تنزلي البحر نخليهم ياخدو شوية من ميته يحطوهم ف البانيو وانطورلك حبه رملة ف
الارض وتخيلي انك على الشط
سرعان ما انمحت بسمتها
ونظرت له بمللٍ مجدداً : تنطورلي حبة رمل ؟ الررررحمة يا رب
وفي خضّم هذا الحديث قاطعتهما
امرأة عجوز تجهر بصوتها : بقرا الكف واوشوش الودع واعرف الطالع , (
آتت ناحيتهما ) اقرالك يا بيه ؟
نظر لها ليتوك بسخريةٍ ثم قال بتهكم : اقرالك يا
بيه ( رمقها بقوة ) لا شكرا ملناش ف الهبل ده
نظرت له المرآة بعيونٍ
حادة هي الآخرى وقالت : مش باخد فلوس يا بيه
كاد أن يزجرها بقوةٍ لولا
أن نور تدخلت قائلة : استنى بس يا ليتوك ,
خلينا نتسلى شوية
عقد ذراعيه إلى صدره : انتي بتصدقي الهبل ده ؟
ـ يا سيدي من بصدق ,
بقولك نتسلى شوية ( وجهت كلامها للمرأة ) اديني صدفة يا ستي
ابتسمت المرأة ونظرت
لليتوك بشماتة .. فرمقها بنظرة استحقار .. أخرجت من حقيبتها القماشية تلك صدفة
وهمست لها ببعض الكلمات ثم أعطتها لنور .. التي أغمضت عينيها مع ابتسامةٍ رقيقة ارتسمت مع شفتيها
ثم همست لها هي الآخرى ببعض الكلمات .. وأرجعتها للمرأة مجدداً .. وضعتها على أذنها
وكأنها تستمع لما تقوله .. وليتوك يتابع الموقف بسخريةٍ تامة .. ما هي إلا ثوانٍ
وأجفلت المرأة ثم نظرت لنور بحسرةٍ : عيني عليكي يا بنتي ,
ايامك ف الدنيا معدودة وموتك هتكون ابشع موته
جحظت عينا نور من الصدمة
حتى أن أطرافها تجمدت .. انعقد لسانها وذابت الأبجدية على شفتيها .. مدت يدها
وأمسكت بقميص ليتوك وجسدها يرتعد .. رمقت المرأة ليتوك بنظرات كره غريبة وأردفت
بصوتٍ كفحيح الأفعى : هتموت على
ايدك , ابعد عنها عشان قربك منها هيموتها
لم يتحمل ليتوك هراء تلك
السيدة .. ورغم أن أصغر خلية بجسده تهتز من هول ما سمع .. إلا أنه تصنع التماسك
وضم نور إليه بينما خبأ رأسها في صدره وأعلن بغصبٍ : انا هقتلها ؟ انتي اتجننتي يا ست انتي ولا ايه
؟ لا ده التخريف زاد عن الحد , قولتلك يا نور من الاول دي ناس مخها بايظ وبتخرف بكلام هبل
ظلت المرأة تردد كلمتها
الأخيرة .. وجسد المسكينة نور يرتعد حاول ليتوك تحريكها لكي يبتعدوا عن تلك
المخبولة ولكن قواها خائرة ولا تقوى على الحراك .. فقام بحملها على ذراعيه وصعد إلى
غرفتهم .. وضعها على السرير ومازالت بأحضانه وهو يمرر يده على شعرها حتى هدأت
تماماً .
- لـ ليتوك هو انا هموت فعلا ؟
- ايه يا حبيبتي انتي بتصدقي كلام الناس المجنونة دول ,
انسي الكلام الاهبل ده , تلاقيها قالت كدا عشان انا زعقتلها هو في حد بيعرف
الغيب
نوعاً ما هدأها كلامه وضعت يدها على صدرها وهى تحاول أن تنظم دقات قلبها
المفزوع .. أما هو فبداخله خوف غير مبرر ورغم ما قاله لها ليطمئنها إلا أنه بحاجة
لمن يطمئنه أكثر منها
***
صباح اليوم التالي .. وقف
العم على باب القصر الكبير يراقب تلك السيارة القادمة من بعيد .. ثوانٍ وتوقفت
السيارة أمام البوابة الكبيرة .. هبط السائق وقام بفتح الباب فترجلت مريم بطلة
غريبة عندما رأها العم أخرج شهقه من أعماقه .. آتت ناحيته وبادرته بأن احتضنته
بشوقٍ .. ابتعدت قيد أنملة ونظرت له : وحشتني يا عمي
- ايه يا مريم الي انتي عملاه ف نفسك ده ؟
- حلو الاستايل الجديد ؟
- استايل ؟ يا بنتي ده انتي بقيتي شبه الصبيان
- وهو ده المطلوب , متهتمش يا عمو انا كدا تمام , يلا
هسيبك تروح شغلك واما تيجي بالسلامة نقعد ونتكلم براحتنا
طبعت قبلة على يده وركضت
للداخل .. حرك رأسه بقلة رضا عما فعلت بنفسها وصعد سيارته متوجهاً نحو شركته ..
أما مريم فتوقفت أمام إحدى الغرف بالطابق الثاني من القصر .. وضعت يدها على المقبض
بترددٍ ثم زفرت وانفرجت أساريرها ودلفت للداخل.
- انا جيييت
التفتت تلك السيدة التي
غدت طريحة الفراش منذ ما يقارب الأربعة أعوام .. ونظرت لها بابتسامةٍ تحمل بين
ثناياها الانكسار : اهلا يا حبيبتي تعالي
- ها ,
وحشتك بقا ولا موحشتكيش
مدت زوجة العم يدها وكأنها
تطلب من مريم أن تستقر بين أحضانها .. تقدمت نحوها وبالفعل سكنت بين أضلاعها ..
مررت المرأة يدها على شعر مريم وعينيها تلمع بالدموع ثم همست بصوتٍ محشرج : كنت
خايفة اموت قبل ما اشوف ضحكتك دى تانى يا مريم
تمسكت بها مريم بقوةٍ
وقاومت شعورها بالرغبة في البكاء : بعد الشر عليكي ,
متقوليش كدا تاني انتي وعمي الحاجة الحلوة الوحيدة اللي باقيه في حياتي , ومش
هسمح حتي للموت ياخدكم مني
ابتعدت قيد أُنملة وقبلت يدها .. فربتت
زوجة العم على راحة يدها وهي تتأملها : بس ايه اللي انتي عملاه ده ؟ قصيتي شعرك
ليه ؟ ده كان حلو اوي , طول عمرك كان نفسك تبقي شبه الصبيان وتقصي شعرك ,
وانا الي كنت مش برضي ( ضيقت عيناها ) استغليتي اني تعبانة ومش هقدر عليكي وقصتيه
؟
لمست مريم خصلات شعرها
القصير وابتسمت ببلاهة : لا والله ما كان قصدي , انا
بس حسيت انه ملوش لازمه وكان مضايقني على الفاضي ( قبلت جبينها ) هسيبك ترتاحي
همت لتغادر .. فأمسكت بمعصمها : قابلتيها ؟
ابتسمت مريم بحنو وأومأت
برأسها .. انسالت دموع زوجة العم على خدها .. فسرعان ما أزالتها مريم بيدها بحنو
بالغ وهي تنظر لها بعتاب : هتعيطي تاني ؟ مش قولنا انك متعيطيش بقا ؟ والله هي كويسة خالص
ونفسها تشوفك , نفسها ترجع مصر بقا
- لاء , اياها , اياكي تخليها ترجع
- طب قوليلي بس اشمعنا ؟
حرام علىكي تعذبيها وتعذبي نفسك
أدارت وجهها وأشارت لمريم كي تغادر .. زفرت مريم أنفاسها بقلة حيلة ثم خرجت
من الغرفة متوجهة نحو غرفتها لتنال قسطاً من الراحة .
***
ثلاثة أيام مرت على نفس
الوتيرة .. تناسى ليتوك و نور كلام تلك المرأة .. وأكملا أيامهما بسعادةٍ وهناء
وأخيراً اليوم عادا للقاهرة .. حيث منزلهم الواقع في مبنى مجاور لمبنى العائلة ..
كان يوماً حافلاً فقد عج المنزل بالعائلتين .. تناولوا الغداء سوياً وبعدها تفرقوا
.. فها هى نور ومروة والوالدتان تتحدثان في أمور النساء التي لا تنتهي .. والوالد
قد ذهب إلى عمله فور انتهاء فترة الراحة .. بينما ليتوك وكيبوم في المكتب يتسامران
حول تلك القضية التي تشغل بالهما .
- طب وليه مستبعدين اوى ان عمه ليه ايد في موته ؟ ( سأل ليتوك بحيرة )
- طب وانت ليه فارض حاجة زى دي ؟
- انت مش بتقول انك اما حققت مع هنري قالك ان المستشفى مش بتاعة الراجل
الاجنبي زى ما احنا عارفين , وكمان قالك ان رجل اعمال غني ومعروف بسمعته الكويسة
واعماله الخيرية هو اللي بناها , وان اللي عارف الراجل ده واحد بس وهو هيتشول ,
تعالا نرجع لنقطة الاصل , هيتشول كان معاه شنطة سودة وف الفترة الاخيرة قبل موته
كان خايف ومتوتر زى ما هنري برضو قال , هيتشول اللي قتله مساعد عمه , عمه
راجل اعمال معروف بسيرته الحسنة , اربط ده مع كلام هنري عن ان في حاجة غريبة بتحصل في
المستشفى وانت تعرف ان اكتر واحد مشكوك فيه عم هيتشول
- انت قصدك ايه ؟ انا مـ
... ( جحظت عينيه وطرق بأصابعه .. ولكن ما كاد أن يلفظ كلماته خارج حلقه حتى
قاطعه دخول نور ).
- حضراتكم قاعدين ترغو هنا في الشغل وسايبنا بره ليه؟ اعتقد يا ليتوك ان
اجازتك لسه مخلصتش ( بانزعاجٍ نطقت كلماتها مع عقد ذراعيها إلى صدرها بتذمر ).
- معلش يا حبيبتي والله حاجة مهم خالص , خمس
دقايق وجايين
رمقتة بنظرةٍ قوية وأخذت
تدفعة للخارج هو وكيبوم وهى تتذمر : لا خمس دقايق ولا حتي نص ثانية , ده
اسبوع واحد وانا عايزة اشبع منك
ابتسم بخجلٍ على كلماتها تلك .. بينما
نظر لها كيبوم بمللٍ ورغماً عنهما انصاعا لها وخرجا من المكتب .. جلس ليتوك على المقعد بجوار مقعد والدته .. فجلست نور على يد ذلك
المقعد وطوقت كتفه بلا استحياءٍ .. حرك جفونه بصدمةٍ ولكن استدركها فوضع يده أسفل
فمة وابتسم .. تهامست الوالدتان بعينيهما .. بينما عينا مروة وكيبوم تتابع الموقف
بمللٍ .. بدون قصد التقت عيناهما .. ابتسمت له مروة وهي لم تنسى بعد تلك النظرات
.. ظهر شبح ابتسامة تلقائية على شفاه كيبوم سرعان ما محاها وأشاح بنظره عنها ..
تنهدت بحزن .. تُرى لم يعاملها بجفاءٍ هكذا هذه الأيام ؟ انغمث الجميع في حديثهم
عن كل شيء وأي شيء .. ولكن كيبوم التزم الصمت تماماً .. لقد كان يتأملها خلسة ..
عيناها بلون الطبيعة الخضراء نقية ورائعة .. لقد ألقت تلك العيون لعنتها علىه فما
أصبح يرى سواها من جنس النساء .. وصل لمرحلة قاسية بات يتمنى فيها لو أن يفقد
الذاكرة .. كي ينسى أنه أحبها يوماً .. ولكن حتى الذاكرة ليست كافية .. فقلبه
الأخرق ستتدفق منه الدماء بشدةٍ عند رؤيته لها وستخبره دقات قلبه عن أنها معشوقته
.. إذا هل الحل هو إستئصال قلبه ؟
الضعف .. كم يكره أن يكون ضعيفا هذا الــ كيبوم صاحب الملامح الفاتنة والابتسامة
الاستثنائية القاتلة .. يخفي دائماً ثغرة الباسم خلف جمود الملامح .. ليكتم أنيناً
يعلو بداخله ويشوش عليه .. الضعف! يكره الضعف كثيراً لقد كان يعلم أن ضعفه أمام
عشقه الأزلي لها سيكون نكبة قلبه الدائمة .. حاول جاهداً أن يغلق الأبواب في وجه
الحب المترصد له .. ولكنه وعن جدارةٍ فشل في ذلك .. تبا لك أيتها الخفقات المعتوهة
توقفي هيا .. أنا أيقن أنها لن تكون ليّ يوماً لا داعي لأن تعذبيني أكثر من هذا ..
زفر بقوةٍ وهو يضع يده على وجهه بينما يتكئ بذراعه على يد الكرسي .. وصل لمروة
رنين هاتفها الصاخب .. تعالت تلك النغمة التي رسمت الإبتسامة على شفاه الجالسين
سوا كيبوم الذي لم ينتبه لها كثيراً .
( انا قلبي دليلي قالي هتحبي
,
دايما يحكيلي وبصدق قلبي , انا قلبي دليلي (
- يا سيدي يا سيدي على
النغمات ( رفعت نور حاجبها الأيمن كنوعٍ من الاستفزاز ).
- اخرسي يا رخمة ( مرت من جانبها وقامت بدفعها بقوةٍ .. فسقطت بين أحضان
ليتوك الذي أحكم قبضته عليها بقوةٍ خشية أن تسقط أرضاً ).
ركضت نحو هاتفها الموضوع على
المنضدة .. بينما رمقتها نور بنظرة غضب من فعلتها أما ليتوك فقد هتف بسعادةٍ : اول
مرة تعملي حاجة عدلة يا فقرية
انتبه كيبوم الشارد أخيراً
لما يحدث حوله .. رأى مروة وهي تحملق في شاشة الهاتف وقد تضرج وجهها باللون الأحمر
.. ظهر التوتر المصحوب بالخجل والسعادة على وجهها وتوجهت نحو الشرفة البعيدة قليلاً
عن مجلسهم .. ابتسم بحسرة ولم يشك لثانية أنه شخص آخر سواه .
- فكرتك هتتصلي بس الظاهر انك طنشتي فقولت اتصل انا ( إبتسم دونغهي
الجالس خلف مكتبه (
- لا لا والله ابدا بالعكس
كنت هتصل بيك كذا مرة بس رجعت ف كلامي , خفت اعطلك يا حضرة الظابط او اكون بتصل في وقت غير
مناسب
ـ
برضو حضرة الظابط تاني ؟ وبعدين يا ستي انتي تتصلي ف اي وقت ولو مشغول افضالك
صفق كيوهيون الجالس أمام
دونغهي بيده برفقٍ وهو ينظر له بعيونٍ تلمع .. ثم همس : معلم يا صايع
ابتسم دونغهي بزهوٍ ثم أشار له ليخفض صوته كي لا تسمعه .. أما عن مروة فعلى
ما يبدو أنها فقدت النطق .. ودقات قلبها تعزف سيمفونية رائعة على وتر مشاعرها التي
بُعثرت للتو .. تمالكت نفسها وهمست برقةٍ : اخبارك ايه ؟
- انا تمام وانتي ؟
- كويسة
- طب الحمد لله , كنت عايز اطمن عليكي
- احم , ميرسي خالص
- العفو خالص
ضحكت برقة على كلمته تلك
.. فعض على شفته قائلاً : تدوم الضحكة , بس حد قالك ان ضحكتك حلوة اوى قبل كدا ؟
ابتسمت بخجلٍ ثم تلعثمت وهى تقول :
بصراحة اه
لوى شفته بعدم رضا : ومين بقا اللي قالك كدا ؟
وضعت يدها على قلبها لتهدأ
من دقاته ثم أردفت : عمي , ماما وليتوك اما يكونو عايزين منى حاجة , ومممم بس كدا
ابتسم براحةٍ : لاء اذا
كان كدا ماشي , مممم
- امممممين ( عضت على شفتها السفلى بينما اسندت جسدها إلى سياج سور الشرفة (
- هكلمك تاني عشان نتفق نتقابل امتي
- نتقابل ؟
- ااه , ولا انتي مش عايزة ؟
-
لا لا طبعا عايزة , بس
- مبسش , هنبقا نتفق ان شاء الله من هنا لحد ساعتها خلي بالك من
نفسك ماشي ؟
تنهدت براحة وبنبرةٍ واهنة همست : وانت كمان
خلي بالك من نفسك
أغلقا الخط .. ومازالت
مروة في حالتها تلك وهي تترنح كالثملة .. بينما تحرك ذراعيها كما الفراشة ومجدداً استندت
إلى السياج وعيناها تشعان بريق السعادة .. أما عن الذي يحترق بالخارج .. لم يتحمل
فاستئذن للمغادرة بحجة تذكره لأمرٍ هام عليه أن يقوم به .. وقبل أن تحتج نور على
مغادرته كان قد غادر بالفعل.
أما عن دونغهي .. فنهض من فوق كرسيه والتف في استعراضٍ رائع ثم انحنى أمام
كيوهيون الجالس واضعاً ساقة فوق الآخرى بمنتهى الغرور .
- ثبتها يا جزمة ؟ هي حلوة يا دودى ؟
- هي حلوة بعقل , دي صاروخ
نهض كيوهيون من فوق مقعدة
وربت على كتفه : يا مان واطي انت , ودي بقا هتكون الضحية الكام ؟
وجه له دونغهي ضربة لصدره : ضحية مين ياض , يا
حبيبي ده اللي فاتو دول حمادة وهى حمادة تاني خالص , بس
صحيح انت كنت جاي عايز ايه ؟
ـ هكون عايز ايه يعني ,
البضاعة هتتشحن بعد يومين كل اللي عليك تأمن طلوعها من غير ما حد يحس عالسفينة اللي
رايحة لندن , رجالتنا هيقومو بكل حاجة عليك ان محدش يفتش قاع
السفينة
- كام ارنب ؟
- مش بقولك واطي , المرة دى مش ارنب ده الباشا الكبير عايزك وده معناه
انك هتلهف ديك رومي
لمعت عينا دونغهي ببريق غريب .. والسعادة الفائقة تتسلل بين ثناياه
***
مر يومان آخران سريعاً .. نفذ فيهما دونغهي اتفاقه
مع كيوهيون وتم كل شيء على ما يرام وكما هو مخطط له .. واليوم أيضاً انتهت إجازة
ليتوك وعاد بشغفٍ إلى عمله .. ما كاد يدلف إلى مكتبه حتى ركض كيبوم نحوه وأمسك
بذراعه صائحاً : ليتوك تعالا معايا بسرعة لازم نقبض علىه متلبس
***
وضع هنري يده في جيب معطفه الطبي .. ودلف لغرفة الحالة رقم 307 الذي يشرف عليها
.. ليفاجأ بالغرفة فارغة عقد ما بين حاجبيه بتعجبٍ .. ثم أوقف إحدى الممرضات
مستفسراً : الحالة 307 راحت فين ؟
ما كادت الممرضة تتلفظ
بكلمتها .. حتى قاطعهما صوت رجل : الحالة 307 ماتت
جحظت عينا هنري وردد
بتلعثمٍ : مـ ماتت , ازاى ماتت ازاى ؟
وضع كيوهيون يديه في جيب
معطفه بلا اكتراثٍ : اهو ده اللي احنا
هنعرفه , عموما احنا هنبعتها على المشرحة عشان نحدد سبب الوفاة
بما ان مفيش سبب ظاهري
أشار هنري عليه بعد أن
تمالك أعصابه : وانتم ازاي تعملو كدا من غير ما ترجعولي
نظر له كيوهيون بسخرية :
بصفتك ايه ؟ ااه الدكتور المشرف على الحالة ؟ اه معلش ما انا نسيت اقولك اني من
ساعتين بس خليت دكتور تانى يشرف عالحالة دى
- وانت ازاى تعمل حاجة زى دي ؟ الحالات بتاعتى تدوها لدكتور تاني ازاى
يعني ( أعلن هنري بغضبٍ )
- الزم حدودك يا دكتور واعرف انت بتكلم مين , انا
رئيس المستشفى هنا و اوامري لازم تتنفذ وكمان انت متحول للشئون القانونية هنا ف
المستشفى لحد ما تظهر نتيجة التشريح
أشار هنري على نفسه بصدمة : انـ انا ؟ لييه ؟؟
- لو التشريح اثبت ان ليك علاقة بالوفاة بسبب اهمال او اى حاجة من النوع ده
عقد هنري ما بين حاجبيه
وهو يغلق يده بقوةٍ لشدة غضبه .. التف كيوهيون ليغادر لولا أن صوت هنري أوقفه :
انا عايز احضر التشريح , واظن ان ده من حقي بما انى مدان
جحظت عينا كيوهيون وتوترت
أنفاسه .. بينما لم يستطع حتى ابتلاع غصته .. ولكن لحسن الحظ أن تلك الممرضة جاءت
ركضاً نحو هنري وهتفت وهى تلهث : دكتور هنري في طفل عمل حادثة وحالته خطرة
وعايزينك ف اوضة العمليات حالا
لم ينتظر هنري لبرهة حتى
وركض سريعاً مع الممرضة .. حينها تنفس كيوهيون الصعداء وتوجه مباشرةً نحو مكتبه ..
أغلق الباب بإحكامٍ سار ناحية تلك الخزانة الصفيح .. فتح بابها وأزال ذلك اللوح
المعدنى ليظهر من خلفه باب .. ولوحة إلكترونية وعلى ما يبدو أنها ماسح للبصمات ..
وضع كيوهيون يده على اللوحة وما هى إلا ثوانٍ حتى فتح الباب .. أغلق الخزانة من
الداخل ودلف من ذلك الباب .. سار في ممر طويل حتى وصل إلى سلم يقود للأسفل .. ومنه
وصل إلى غرفة تحت الأرض .. تبدو وكأنها مشرحة فرعية للمشفى .. هناك العديد من المعدات
الحديثة في تلك الغرفة .. ويتوسطها سرير عليه امرأة في الخمسينيات من عمرها كانت
هى الحالة التى تحدث عنها مع هنري .. وهناك ثلاثة أطباء يقومون بتشريحها بطريقةٍ احترافية
للغاية .. وبمنتهى السلاسة تم استئصال القلب وباقي الأعضاء الكاملة عافيتهم ..
وبعد وضعهم في أجهزة متخصصة لحمايتهم من التلف ابتسم كيوهيون الذي يشرف على عمل
الأطباء الثلاث برضا .. ثم أشار لهم لكي يضعو الجثة في إحدى الثلاجات الموجودة
بالمشرحة .. وبعدها غادر المكان سريعاً عائداً إلى مكتبه بنفس الطريقة التي آتى
بها .. أمسك بهاتفه وبعث برسالةٍ لذلك الرقم الذي سجل بإسم ( الـ BOSS ) وكان محتواها كلمة واحدة وهي ( تم ) .
***
سيارات الشرطة تتبع سيارة
ذلك الرجل بسرعتها القصوى .. وتتقدمهم سيارة ليتوك وكيبوم .. حيث تولى كيبوم
القيادة بينما أخرج ليتوك معظم جسده من السيارة وبعد مطاردة شرسة وطويلة أودت بهم
إلى ذلك الجبل .. وبعد تقلص المسافة بين السيارتين أطلق ليتوك النيران من مسدسه باحترافية
تجاه إطارات تلك السيارة المطاردة .. لتتعثر وتتوقف ولكن الرجل لم يكل من الفرار
فسرعان ما ترجل منها وركض مسرعاً .. عندها قفز ليتوك من السيارة وركض وراءه وعندما
وصلوا إلى حافة هذا الجبل المعروف بإسم جبل المقطم .. وجه ليتوك مسدسه نحو رأسه من
مسافة لا تتعدى الثلاثة أمتار .
صاح به بحدةٍ : ارفع ايدك
لفوق ولفلي وشك , خليني اتملى بجمالك شوية
ابتلع الرجل غصته بصعوبةٍ
.. بدأ يلتف بجسده ببطء بعد أن قام برفع يده لأعلى وما أن أصبح في مواجهة ليتوك
حتي داهمه بسرعةٍ فائقة بإنزال يده وإخراج المسدس المعلق بذلك الحزام الذي يحيط
خصره وقام بإطلاق النار .
صرخ كيبوم بقوةٍ : ليتوك !!!
ـ
*.* ـ *.* ـ *.* ـ*.* ـ
مقطتفات من الفصل القادم :
ـ اهدي
براحة , اهدي محصلش حاجة انا كويس , كويس خالص وزى القرد اهو مفيش
حاجة , براحة وخدى نفسك
- انت اتجننت يا بني ؟
الموضوع مش ساهل انت كدا بتخاطر بحياتك , الناس دى مش سهلة ولو اتكشفت
هيقتلوك ومش هيرمشلهم جفن
ـ عشان نوصل للصح
لازم نمشي في الغلط
رباااااااااااااااااااااااااه ربااااااااااااااااااااااااااااااااه خوررررررررررااااااااااااااااافي البارت يا اختاااااااااه !!
ردحذفحبيت المقاطع الي صارت بين ليتوك و نور !!
و واااضح انو دووونغهياااه زير نسااااء !! فديت الزير اني !!
و واااضح انو كيووونا شررررررررررررير !! فديت الشرير اني !!
اهم شي اهم شي ليتوك ما يكون متأذى !!
و لا راح اموووت اذا صار عليه شي !!
متابعتكِ .. نورهي !!