Җ
جنون
منتصف الليل җ
Җ
البارت
الثالث җ
җ
مفاجآت
العالم السفلي җ
Written
By :
♔ Άṧṃạắ ♔
برغم
من ان اللقاء بمكان مخيف وكل شيء يتربص بهم إلا ان العاشقان هائمان تماما متجاهلان
كل شيء حولهما..
حتى
وصلته تعليمات دونغ هي بالذهاب لوادي الهلاك مع إيلينا اخذها وانطلق متجاهلا
تساؤلاتها المتكررة حتى وصلا لهناك واختبئا بالمكان المحدد..
كان
مكان تحيطه الجبال من كل جانب وهو متجمد بالكامل ولكنه جليد يميل للسواد ريح عنيفة
وتفتت العظام من شدة برودتها انه مكان غريب ومخيف التفتت إيلينا الى هيوك وهي تمسك
بكتفها لتدفئ جسدها وقالت:
-"
هيوكي ما هذا المكان؟"
اقترب
منها وابتسم بحنان وهو يلف يداه حول ظهرها ويفركه ليدفئها ثم قائلا:
-"
من هنا ستخرجين مع اختاكِ بعد قليل"
انتفضت
من بين يديه وابتعدت عنه وهزت رأسها نافية وهي تقول:
-"
لا.. لن نفترق الان"
اقترب
منها بخطوات بطيئة وشملها بنظرات منكسرة وهمس:
-"
بلى سنفترق الان.. اود منكِ....."
صمت
عندما صرخت بقوة قائلة :
-"
لا لن نفترق الان.. سأبقى معك هيوك دعني ابقى معك.. لا يهم المكان ما يهمني هو
وجودك معي.. فلا استطيع ان ارجع بدونك وقد اكتويت برؤياك مجددا، واشتعلت براكين
قلبي التي حاولت دفنها منذ مدة.. لا قوة لي على تجاهل كل هذا والاستمرار وكأن شيء
لم يحدث"
مازالت
نظراته للأرض وذلك كي يخفي دموعة.. ولكنه رفع رأسه ونظر اليها بقوة وهو يصرخ بحزم:
-"
لن افقدكِ انتِ الاخرى.. وستخرجين من هنا شئتِ ام ابيتِ"
كانت
منذهله من صراخه فخرج صوتها مع تنهدات الخيبة التي المت بها:
-"
ماذا؟ الا تريدني معك هيوكي؟!"
اومأ
برأسه ايجابا ونظراته ماتزال تلك الحازمة
ولكنها
تراجعت عدة خطوات للوراء وقالت قبل ان تلتفت وتغادر من امامه:
-"
اذا لا تهتم بي حتى لو ذهبت للجحيم"
وجرت
ودموعها تسبق خطواتها
فزع
من فكرة تعمقها بوادي الهلاك وهم باللحاق بها وهو يصرخ:
-"
إيلينا فلترجعي الان.. إيلينااااااااااا"
كانت
تلك الصرخة عندما سقطت بفوهة جبل الهلاك الذي لا يقوى دونغ هي نفسه على الدخول
اليه..
فهناك
جميع انواع الجان والشياطين والعفاريت التي تم نفيها حتى من عالم الجان من شدة
طغيانهم وتم حظر اي احد من الذهاب هناك وإلا هلك..
جلس
على ركبتيه وغطى رأسه وصرخ بقوة ثم سكن يفكر ماذا يمكنه فعله..
وبتلك
اللحظة جاءه صوت دونغ هي يطمئن عليه فيسرع بإخباره بدخول إيلينا لفوهة جبل
الهلاك..
وقتها
يخبره دونغ هي انها نهايتها وفقط سيحاولون إخراج سيدرا وكاترين..
امسك
برأسه ونظر الى السماء الداكنة متذكرا رحيل امه من بين يديه وتلك الذكريات الأليمة
وكذلك ذكرياته مع إيلينا ورحيلها ايضا من بين يديه..
صرخ
مجددا ونهض يجري الى فوهة الجبل لينقذها او يهلك معها فهو لن يحتمل عذاب الضمير
الذي سيلازمه حتى وهو لم يعد بشري فها قد اتت وارجعت مشاعره وقلبه البشري مجددا..
*****
لنعد
الى سيدرا التي يقف امامها سيون زوجها كانت تمسك بالقضبان وبعيون متلهفة
نادته:" سيوني"
اجابها
بتساؤل والدهشة بادية على محياه وهو يحدق بها:
-"
سيدرا.. ماذا تفعلين هنا؟"
لحظات
مرت عليهما بصمت كل يتفحص الاخر فيدرك انه ليس المقصود
تراجعت
للوراء قائلة:
-"
كيف عرفتني؟ ومن انت حتى تأخذ هيئة سيون؟"
اقترب
ليراها اكثر وبذهول يخرج كلماته:
-"
مستحيل!!.. انتِ سيدرا البشرية؟!!"
اجابت
بسؤال آخر:" وانت من تكون؟"
ضحك
واجابها:" انا قرين سيون.. شيء غريب دخول بشرية هنا.. وانا كنت أتساءل عن
الفوضى التي بالعالم السفلي والسبب هو انتِ"
ليأتي
طفل وهو يصرخ :" بابا ووني اين انت؟"
لتشهق
سيدرا:" جوان ابني"
كادت
مقلتها تخرج من محلها عنما سمعت صوتها يردد:" جوان ابني هل وجدت اباك"
وتظهر
صورتها امامها..
وقف
الجميع مذهول كل يحدق بالاخر حتى نطق الصغير:" انها اثنتان من ماما
سيدا"
جلست
سيدرا البشرية ارضا تحاول استيعاب الموقف فحتى تلكئ ابنها بالنطق هو نفسه..
وقتها
تذكرت
ان لكل بشري قرين له من نفس الجنس والشكل والصوت والاسم من العلم الاخر..
ولكن
رؤيتها لهذا الامر الجمتها عن فعل اي شيء..
اما
سيدرا الجنية نظرت اليها وضحكت قائلة :
-"
لقاء مثير للاهتمام.. ولكنه سينتهي"
دنت
من جوان واخذته بين بيديها وهمت بالمغادرة مع زوجها وهي تقول:
-"
هيا انني اسمع صوت ملك الجان متجه الى هنا ليأخذ فريسته"
سيون
امسك بها من خصرها وقرص ولده وابتسم، كما يفعل سيون معها دائما ومشوا،
فكره
ان تكون النهاية لسيدرا ابت ان تدخل رأسها خصوصا بعد رؤيتها لجوان ولمناداتها، لن
تتركه وستخرج من اجله لذلك صرخت بقوة :" انتظرا.."
توقفوا
والتفت الجميع اليها فأكملت:
-"
يؤسفني القول انكم ستساعدونني"
فتجيب
قرينتها:" وانا يؤسفني اننا لن نفعل لو توسلتِ من اليوم للغد"
عقدت
سيدرا ما بين حاجبها مستنكرة قسوتها وقالت:" هل انتِ تحملين صفاتي
ايضا؟"
ابتسمت
القرينة قائلة :" نعم.. وانت تعلمي بأنني لن اساعدكِ"
صرخت
بها:" تبا انا لست هكذا ابدا"
اجابت
القرينة :" بلى ولكنكِ تكتمين هذه الصفات وانا اكتسبتها"
تنهدت
براحة قائلة:" لقد خفت للحظات ان اكون هكذا"
واثناء
تكلمها مع نفسها هموا بالمغادرة مجددا فتستفيق اخيرا وتصرخ مجددا:
-"
انتظروا... لو مت انا واختفيت ستختفي انتِ"
التفتت
اليها بقوة فأكملت سيدرا براحة :
-"
نعم.. فعندما يموت البشري يموت معه القرين.. حقيقة لا مفر منها"
ضحكت
القرينة بسخرية قائلة:" وإن يكن.. فكما ستموتين انتِ سأموت انا لا مشكله هكذا
هو قانون الحياة وانا لا اعترض"
استنكرت
سيدرا تصرف وقوة موقف قرينتها العنيدة فأدركت ان املها الوحيد سيون.. فكما هي تملك
صفاتها اكيد هذا يحمل كل صفات سيون فصرخت مجددا:
-"انت
أيهون عليك ان تعيش بدون زوجتك؟.. أيهون عليك جوان الذي سيعيش يتيما؟.. فكر كيف
تحبها الان وكيف ستستطيع التخلي عنها وكيف ستعيش بدونها"
امسكت
القرينة برأسها وهمست:" سيون لن تخالف القانون و..."
لم
تكمل جملتها فقد اعطاها جوان وامرها بالرجوع للبيت وانطلق راجعا لسيدرا
لينقذها
وقف
امامها وقبل ان يفتح الباب همس:" غبيه تعرفين نقطة ضعفي"
فتح
الباب واكمل:
-"
هيا اغربي من امامي "
التفت
راجعا ففاجأته بإمساكها ملابسه قائلة:
-"
وما فائدة اخراجك لي من هنا إن لم تساعدني في العثور على سفير الجان.. "صمتت
تتذكر".. آه دونغ هي.. لأنه لو تركتني هنا سأموت لا محالة ومعها تموت
زوجتك"
صرخ
بها مستاء:
-"
تبا لكي.. وانا كيف لي ان اجد لكِ سفير الجان الاعظم دونغ هي انني اخاف ان سمعت
باسمه فكيف بالبحث عنه"
وضعت
يدها على ذقنها وهمهمت قائلة:
-"مممممم
ذلك الاخرق حقا يهابه الجميع هنا"
نظرت
اليه وابتسمت مكملة:
-"
ستساعدني في الاختباء من هؤلاء الجنود فقط.. لأنه من سيبحث عني انا واثقة"
امسك
على رأسه وتنهد بضيق قائلا:
-"
هل انتي احد العفاريت.. انا اشك بأنك بشرية!!"
رفعت
كتفها استنكارا وابتسمت فقط..
اقتربت
منهما الاصوات فحملها بين يديه وانطلق بسرعة وهي بدورها تشبثت برقبته حتى لا
تسقط..
شعر
بالضيق فهمس وهو ينظر اليها باستياء:
-"
يا سيدة.. لا يجب عليكِ احتضاني بهذه الطريقة انني رجل متزوج وانتِ كذلك"
بادلته
النظرة للحظات قبل ان تنفجر ضاحكة وتقول من بين ضحكاتها:
-"
انك نسخة عن سيووني متحفظ جدا ووفي لمن تحب"
ارخت
يدها قليلا وقرصت خده قائلة:
-"
فلنفترض اننا متزوجون من بعض.. فأنا حقا لا ارى اختلاف وكأنني مع زوجي"
ازاح
بنظرة بعيدا وقال بارتباك :
-"
مستحيل ابتعدي عني.. انكِ سيدة لعوبة جدا"
*****
وهناك
حيث لا احد يستطيع ان يرى يديه من شده الظلمة الحالكة عدا اعين متفرقة تراقب بتعطش
لمن يدخل الى الوادي ليصيبه الهلاك فورا
ومع
ان هيوك يعرف كل عالم الجان إلا ان هذا المنظر دب في قلبه الرعب وبلحظة وهو يفكر
ادرك ان العيون تلك قد اصبحت ملتصقة به وتحيطه من كل الجهات وتشمله بتعطش مطلقة
زمجرة جعلت من جسده غير قادر على التحرك بتاتا ولكنه شد على يده وعض على شفتيه حتى
سال الدم منها لتتحرر قدماه ويطلقها بسرعة الريح مبتعدا
ولكن
الى اين؟!!
هذا
الصوت الذي وصل الى مسامعه جعله يتوقف ليسقط في مستنقع وهو يتلفت بعيون مفتوحة على
وسعها محاولا رصد شيء ما ولكن عبثا يحاول فيبتلعه ذلك الشيء الذي بالمستنقع ويسحبه
لأسفل شلت حركته وفقط صدره الذي ينتفض من شدة ضربات قلبه.. ومع وصول وجهه الى سطح
ماء المستنقع فتح فمه وشهق حتى ظهرت عروقه وذلك طمعا في اخذ اكبر قدر من الهواء..
قبل
ان يغطس في ذلك المستنقع وفور فتحه لعيناه يرى إيلينا مربوطة بحبال وهي وسط كم
هائل من الارواح الشريرة المتعطشة لا يستطيع الحركة وكلما حاول الصراخ اختنق بذلك
الماء..
اي
موقف هذا واي شيء سيخرجهما من هنا..
كادت
روحه تسلب منه برؤية من يكاد يسلب إيلينا روحها..
اغمض
عينيه ليجبر تلك الدمعة على النزول والاختلاط بماء المستنقع ذاك واخر ما رءاه هو
لهيب شب بالمكان...
****
يا
له من عالم مجنون ومخيف ومتعب لكل من يغوص اليه ويتورط بأحداثه وتفاصيله..
وعذرا
قرائي انتم ايضا اصبحتم ضمن هذه الورطة لذلك سنذهب معا الى كاترين التي اختفت خلف
قصر الظلام لتنفذ مهمتها بعد ان مدها دونغ هي ببعض من شجاعته وقوته ..
ذهبت
بطوال الطريق متجاهلة كل شيء حتى وصلت للدرج المؤدي الى المطبخ
ابتلعت
لعابها وبدأت تصعد السلم.. حتى وصلت اليه وقدمت نفسها كما قيل لها.. ما فاجأها
انها لم تخفه برغم شكلة المرعب.. وطهت الطعام بطريقة تجهلها وتفاجأت من قدراتها
على فعل كل ذلك..
مع
ان الجميع يتربص بها إلا انها اتمت كل شيء على اكمل وجه اخذت الطبق لتخرج ولكنها
ذكرت مسحوق الملح الذي اعطاه ايها دونغ هي فوضعته جانبا واخذت العلبة وفتحتها كما
طلب منها ورشت رشة سريعة واقفلتها واخذته لتقدمه الى ملك العفاريت اخيرا وبذلك
تنتهي مهمتها..
ولكــــــن..
قبل
ان تطرق الباب رأت دونغ هي يأشر لها بالقدوم ناحيته..
افرج
وجهها عن ابتسامة مشرقة وهمت بالذهاب اليه ولكن شيء ما اوقفها لتتأمله من بعيد..
لقد
كانت عيناه حمراوان وابتسامته تكشر عن انيابه البارزة..
فأدركت
انه ليس هو متذكرة خيال اهلها الذي كاد يودي بها سابقا..
التفتت
لترجع ادراجها هاربه ولكنه قد مد يده البارزة اظافرها وبدأ بسحبها اليه..
بتلك
اللحظة التي ترى بها كاترين الباب امامها وهي على بعد خطوة من اتمام كل هذا وانهاء
هذا الجنون والتعب والهلاك الذي مرت به.. انها خطوة واحدة ولكنها تفشل بإتمامها اي
ظلم هذا واي شعور قد تشعر به جراء هذا..
لم
يكن بمقدورها غير النطق باسمه همسا "دونغ هي"
فيشع
شيء ما من رأسها ويضرب بذلك الشيطان بعيدا وينتهي الامر..
التفتت
مستغربه من الذي حصل فرأت ان ربطة الشعر التي وضعها عليها سابقا قد اختفت وشعرها
اصبح متناثرا..
شهقات
رعب ونظرات جاحظة وشفتان جافتان بللتها بلسانها قليلا لتبتلع ريقها وتجلس ارضا من
الهلع والخوف الذي اكتسحها بتلك اللحظة..
"ما
الذي حدث؟!"
قالتها
بشحوب مدركه ان هناك شيء ما غادرها وهي تلك الشجاعة التي كانت ترافقها..
انها
قوة وشجاعة دونغ هي افادتها الى هنا وبقي اخر خطوة تخطوها بقوتها هي وبشجاعتها
هي..
إلا
انها فقط تجلس والاكل بقربها وهي متقوقعة على نفسها تشهق فقط تمرر كل ما مرت به
كيف زجت هنا ولماذا كان عليها خوض كل تلك الامور التي معها تظن ان عقلها سلب
منها.. نظرت بقوة هامسة:
-"
سيدرا إيلينا.. كله بسببكن حمقاوات"
وشهقت
بقوة علها تجد سبيل الى دموعها ولكن عبثا تحاول فضربت على صدرها مرات متتاليه وهي
تصرخ بنفسها:
-"
تبا لكِ وللجبن الذي وصلتي اليه.. اين الشجاعة التي كانت تلازمكِ
قبلا..ايييين؟"
ابعدت
الصحن عنها وخبأت رأسها بين ركبتيها المرتجفة واغمضت عينيها
حتى
يصلها صوت من خلفها
-"
ايتها الروح الجديدة الم تدخلي الاكل للزعيم بعد؟ أتريدين ان اعاقبكِ؟!"
التفتت
وليتها لم تفعل..
فقد
خرج لها مخلوق من تحت الارض متجها اليها رجل لا بل مسخ يمد اضافره نحوها..
فكرة
ان يعاقبها كانت كالموت تماما هزت رأسها نفيا ونهضت لتأخذ الطبق وتدق الباب وتدخل
بعد ان سمعت الاذن بالدخول..
دخلت
وهي مثبته نظرها على البلاط الاحمر الذي امامها وقالت بصوت مرتجف:
-"
مرحبا سيدي انا كاترين الروح الجديدة.. لقد حضرت غدائك"
كشر
عن انيابه وصفق حتى مرت ريح بها من قوة التصفيق قائلا:
-"
دونغ هي احسنت صنعا.. هيا ضعيه امامي كي اكل"
وضعته
امامه وانحنت له..
فبدأ
بالأكل وهي منتظرة ان ينام.. وبالفعل نام تماما..
وبسرعة
اتجهت الى خلفه واختبأت خلف ردائه واغمضت عيناها منتظرة دونغ هي..
****
إذا
مازلتم تذكرون.. فدونغ هي يبحث الان عن سيدرا التي هي الان مع قرين زوجها الذي
اُنهك وكاد يموت من كثرة الجري اختباءً من الجنود..
توقف
بأحد الامكان وتركها ليلتقط انفاسه قليلا وهو يمسك بصدره
شعرت
بالقلق عليه فربتت على ظهره وابعدت خصلات شعره التي قرب عيناه للحظة نست اين هي
وتذكرت سيون فاحتضنته قائلة:
-"
اسفة كله بسببي"
فيشعر
كما لو انها زوجته التي تحتضنه فيبادلها الحضن
ليجدهما
دونغ هي بتلك اللحظة فيصرخ بهما:
-"
ماذا تفعلان معا بحق الجحيم"
افزعهما
بقوة صوته التي تبعتها ريح فتركا بعض
ليرتعب
قرين سيون من دونغ هي الذي اول مرة يقابله ويبدا بالاعتذار
اما
سيدرا فقد نظفت حنجرتها قائلة:
-"
انه قرين زوجي لا تفهم الامر بطريقة خاطئة للحظة نسينا نفسينا وكل ظن الاخر مع
زوجه"
تنهد
ورفع نظره لأعلى قائلا:
-"
انني اشك بأمر انسانيتكِ.. فأنتِ لا تأبهين لشيء بل وتلهين مع قرين زوجكِ"
كتفت
يداها قائلة:
-"
لا تتدخل في شئوني الخاصة والان هيا لنذهب"
كتف
يداه هو الاخر ونظر الى قرين سيون قائلا:
-"
ولكن للأسف انتما من ستكملان الطريق.. الى وادي الهلاك"
قالها
وهو ينظر الى سيون الذي احتج قائلا:
-"
وانا ما شأني بكل هذا؟"
التفت
دونغ هي مغادرا وقال:
-"
وذلك نتيجة مخالفتك للقانون"
كاد
ان يغادر عندما امسكت كتفه ورمقته بنظرة قائلة:
-"وانت
الى اين؟"
نفض
ردائه بقوة قائلا:
-"
لأحضر كاترين فقد اتمت مهمتها.. وبقي ان نلتقي بوادي الهلاك كي تخرجن"
سألته
مجددا:" وإيلينا اين هي؟"
ابتسم
وقال:" لا تخافي هي مع صديق لي هناك تستمتع بوقتها كما كنتِ تفعلين قبل
قليل"
واختفى
من امامهما..
هي
التفتت الى سيون متسائلة:
-"
ماذا قصد؟"
ابتسم
واجابها:" كما كنا نفعل قبل قليل"
ضربته
بصدره مستنكره الامر وبغضب قالت:
-"
هيا الى وادي الهلاك.. قبل ان اهلك هنا"
اخذها
وانطلق مسرعا وهو يهمس بصوت لم تسمعه:" بل قبل ان تهلكيننا أنتِ"
كانت
الطريق طويلة، التفتت اليه قائلة:" ان الاجواء مملة.. تكلم باي شيء"
ليضحك
بسخرية:" انه العالم السفلي ماذا تتوقعين ؟؟"
همهمت
بملل ثم قالت:" انت قرين سيون .. حدثني عن طفولته وحياته الخاصة"
تنهد
ثم قال:"
سيون
اتعلمين انه احبك منذ طفولته، وذلك عندما سافرت وانتِ صغيرة مع اباكِ بسبب عمل مع
والد سيون ومن يومها اخبر اباه انه يودكِ زوجة له..وذلك عندما راء شخصيتكِ البارزة
والجريئة والواثقة وتعاملك المتزن رغم صغر سنك"
سيدرا:"
حقا..."
سيون:"
نعم.. ولا تعلمين بالخيبة التي اصابته عندما رفضته عندما تقدم لخطبتكِ فقد كان
يعلم انكِ لا تحبيه ابدا.. ولكنه لم يستسلم حتى اصبحتِ من نصيبه"
لم
تقل شيء فقد تذكرت كيف كانت تعامله بقسوة في بداية زواجهما وكيف كانت تفتعل معه
مشاكل كبيرة من اجل ان يتركها ولكنه لم يفعل ووجدت منه كل الحب والحنان وكان
يعاملها وكأنها ملكة... وبذلك غرس حبه بأعمق نقطة بقلبها... ترقرقت عيناها بالدموع
وهمست:" سيوني احبك"
رمقها
بنظرة باسمة والتفت يواصل المشي...
****
كاترين
ظلت خلف ذلك الرداء تهمس لنفسها حتى تتشجع قليلا:
-"
كوني قوية.. وحالما اخرج من هنا سأنسى كل شيء مر بي بهذا المكان وفورا سأذهب الى
حضن امي واعيش بسلام مع عائلتي.. آه نسيت قبلها سأشبع سيدرا اوني وإيلينا ضربا وافرغ
ما مررت به من جنون بهذا المكان بهن حتى انسى.. سأجتهد بدراستي وسأحصل بالامتحان
النهائي على العلامة النهائية وسيتم تكريمي وشكري على جهودي التي بذلتها وسأكون
شيء مرموق بالمستقبل وسأضع بصمتي بجدارة على اعتاب هذه الحياه وسيتم التصفيق لي
بحرارة...."
قطع
عليها صوت تصفيق حار من خلفها وصوت ممزوج بالضحك وصلها:
-"
نعم احسنتِ كاتي فعلتِ امر ما كان لأحد اتمامه هكذا.. حقا تستحقين التصفيق"
التفتت
لتجده دونغ هي فتطلق من جوفها تنهيدة كانت اشبه بجبل كاتم على صدرها وقالت:
-"انت..
اخيرا اتيت لقد الفت قصص عدة وانا احاول ان اتناسى المكان حتى تأتي"
واخرجت
ضحكة راحة عميقة وصادقة بل وتكاد تكون اول مره تضحكها في حياتها كلها حتى غاصت
عيناها مع تلك الابتسامة...
لم
يشأ دونغ هي ان يفسد فرحتها تلك فأبتسم هو الاخر حتى وصله صوتها متسائلا:
-"
ماذا ننتظر؟ هيــــا لنخرج من هنا"
اومأ
بنعم واقترب منها واخذها بين يديه قائلا:
-"
فقط الان اغمضي عيناكِ"
اغمضتها
مباشرة
اكمل
تعليماته:
-"
تشبثي بي جيدا"
لفت
يداها حول رقبته ودفنت رأسها في صدره كما قال
فضحك
بخفة قائلا بعد ان انطلق:
-"
كاترين.. انا اريد ان اعلم..."
قاطعته
بقولها:" كيف عرفت اسمي.. كنت اود سؤالك منذ البداية"
بصوت
رخيم اجابها:" اعلم كل شيء عنكِ.. دعك من هذا الان.. واخبريني عندما تخرجين
ستتذكرين مغامرتكِ هــ.."
قاطعته
مجيبة بسرعة:" لا.. لن اتذكر شيء"
دونغ
هي :" وانا؟!"
فتحت
عينيها قائلة :" ولكن انا وانت سنخرج كلانــ ــ ــا"
تلكأت
عندما وجدت انها تطير معه بسرعة هائلة
ابتسم
لها مقررا اخبارها حقيقته ولكنها فاجأته بسؤالها:
-"
مــ ــ ــن انت؟"
نظر
اليها ليجد عيناها ترجفان من الخوف وقد احس بنبضات قلبها تتسارع وتنفسها أضطرب
تماما وهي تبتعد عنه غير آبه بسقوطها او عدمه..
عندها
شد على ظهرها ليرجعها اليه مدركا كميه الخوف التي ستتملكها لو علمت بحقيقته فقال
مطمئنا اياها:
-"
لا تخافي انا بشري.. ولكن لقد اخذت قوة احد الجان بعد ان هزمته وانا استخدم قواه
هنا وعندما نخرج من هنا ستختفي قوته"
اغمضت
عينيها مجددا وقالت:" نعم انت بشري مثلنا ولا مكان لنا هنا"
وصلا
الى وادي الهلاك وقتها كان كلا من قرين سيون وسيدرا يتشاجران بقوة
وقف
كلا من كاترين ودونغ هي باستغراب فتكلم سيون:
-"
سيدي دونغ هي لقد جنت هذه المرأة تماما.. تود الدخول لجبل الهلاك"
امسكها
دونغ هي من معصمها ونظر اليها بقوة وقد فهم لما هي تريد الدخول بمجرد الرؤية
لعينيها فتكلم بحزن:" احمقان"
ثم
رفع صوته قائلا:" لن تدخلي الى هناك فقد انتهى الامر.. ولا فائدة ترجى من
دخولكِ سوى العذاب بطيلة حياتكِ"
ابعدت
يده بقوة وصرخت:" لن تمنعني انها اختي"
فصرخ
بها بقوة حتى هبت رياح عاتيه بهم:" وهو صديقي.. وقد دخل بسبب حماقة اختكِ
لذلك نحن متعادلون"
نظرت
كاترين الى سيون الذي واقف امامها وتكلمت معه :
-"
اوبــ ــ ــا ..لن اسألك ما الذي اتى بك الى هنا لان هذا ليس وقته.. ولكنني سأسأل
من الذي بجبل الهلاك أهي إيلينا؟"
نظر
الى اسفل واجابها:" نعم .. ووادي الهلاك من دخله من الجان لا يخرج فكيف
ببشرية.. كونا سعيدتان بنجاتكما واخرجا من هنا"
صرخت
وهي تمسك برأسها:" مستحيل إيلينا"
ومرت
عليها لحظاتها مع اختها التي لا تفارقها ابدا.. حتى بالنوم تمسك يدها.. مشاجراتهما
على اتفه الاسباب ضحكاتهما دموعهما مشاكلهما..
كلها
مرت بها بتلك اللحظة فأدركت انها لن تحتمل بل ولن تسامح نفسها لو خرجت بدون
إيلينا...
نظرت
بقوة ناحية دونغ هي وقالت:" لقد دخلنا ثلاثتنا وإن لم نخرج جميعنا فلن
اخرج"
وانطلقت
الى فوهة جبل الهلاك لترمي بنفسها هناك..
صمت
الجميع للحظات ليحاولوا استيعاب الامر بعدها انتفض دونغ هي بغضب وزمجر حتى لمعت
السماء باحمرار قائلا:
-"
سأدخل الى هناك وحذاااري ان تلحق بنا الحمقاء الاخرى"
قالها
وهو ينظر لسيوون وسيدرا محذرا
ودخل
الى هناك..
نظر
سيوون الى سيدرا التي وضعت يدها على خصرها وبضجر قالت:
-"
لا تحاول منعي.. انهما اختاي الصغيرتان"
امسك
برأسه وصرخ بغضب:
-"
وماذا ستدخلين تفعلين هناك؟ غير الهلاك"
اقتربت
منه حتى اختلطت انفاسهما:
-"
سأحضر اختاي"
صمتت
فقط تنظر اليه وقد امتلأت عيناها بالدموع شعرت بسيوون زوجها ارادت ان تستمد قوة
منه ان يطمئنها ويريحها بكلماته المعتادة التي هي سلاحها مع كل ما تمر به..
لم
تمنع نفسها بغمر شتات نفسها وجنون افكارها بحضن منه تشبثت به مقاومة حرب دموعها
التي تريد النزول همست بصوت واهن:
-"
سيووني سيخرجان من هناك وسنبقى معا الثلاثي المجنون الذي طالما لقبنا بهذا اللقب..
فلو حصل لهما مكروه لن اسامح نفسي فبسببي هما هنا.. كاترين صغيرتي تخاف من ظلها
فكيف هان علي تركها تخوض بهذه الامور قد تفقد عقلها من شدة ما مرت به ومع ذلك دفعت
بنفسها الى هناك من اجل إيلينا توأمها التي هي بدونها لا تجد للحياة طعم او معنى..
اخبرني
هل سيكونان اختاي بخير؟"
تأثر
قرين سيوون بكلماتها بشكل كبير ولكنه يعرفها فطباعها كزوجته المواساة لن تجدي نفعا
معها.. لذلك تنهد بقلة حيلة قائلا بعد ان ابعدها عنه ونظر الى عينيها مباشرة وهو
مبتسم:
-"لعوبة
تستغل الوضع لتأخذ حضن مني..."عدل ياقته بعد ان ابعدها عنه واكمل..." اخبرتكِ
انا متزوج وانتِ كذلك اي نوع من البشر انتِ هاه"
لم
يكد ينطق بأخر حرف حتى وصلته قبضتها لتخنق حروفه بجوفة وتجعله يتأوه، صرت على
اسنانها ورمقته بنظرات حارقة قائلة:
-"
لو لم تكن تشبه سيووني لما ترددت بقتلك بهذه اللحظة"
التفتت
الى تلك الفوهة وامسكت بكلتا يديها على صدرها تهدئ من روع ضرباته قلقا وخوفا على
اختاها متمنية ان يتم اخراجهما من هناك..
في
الداخل وباللحظة التي رمت كاترين نفسها وفور رؤيتها للمكان اغمضت عيناها منتظرة
نهايتها وهي تشهق بجنون باسم اختها بحرقة :"إيلينا"
لحظتها
تشعر باقتراب اشياء لا تعرف ماهيتها فقط الاصوات والصرخات هي ما تصلها وهي تقترب
منها.. فتجد نفسها بين يدي احد ما همس بزمجرة غاضب:
-"
غبية، مجنونة، تنادي اسمها وكأنها ستنقذكِ"
حاولت
رفع رأسها لتراه فأرجعه بقوة قائلا بتحذير:
-"
إياكِ والنظر ستنتهي ان فتحتي عيناكِ"
لقد
خشي دونغ هي ان تراه على حقيقته وليس كهيئته البشرية لذلك اخبرها بذلك..
ذهب
الى مكان إلينا متبعا رائحة هيوك وبلحظة اشعل جناحاه ونثر النيران على الجميع وغاص
بينها وهو محكم بيده الكبيرة على كاترين يحميها من الحرارة .. وانتشل هيوك من
المستنقع وتركه بعد ان قال:
-"
اخرجها واخرج ايها الوغد وعقابك سيكون عسير معي"
وجمع
تلك الارواح جميعها المحيطة بـ إيلينا لتتبعه و طار بها عاليا الى السماء السوداء
ومن ثم التفت ليخرج اخر قوة له بشكل برق كبير واسقطه عليهم .. اصابته جروح بالغة
بسبب حمايته لكاترين فصرخ بقوة متألما ولكنه استجمع قواه قبل ان تستيقظ تلك
الارواح..
خرج
من بوابة اخرى للوادي وقد كانت جراحة بليغة وينزف بقوة .. كان مرمي على الارض
وكاترين تحته ممسكا بها بيده يمنعها بقدر استطاعته من رؤيته ..
حتى
يحاول جمع حتى شيء بسيط من قوته لتسمح له بإرجاع هيئته البشرية، كاترين كانت تشعر
بالدم الذي يخرج منه وبأنينه الذي جعلها تحاول الخروج من تحته منه لترى ماذا الم
به..
هو
كان يفكر وهو يمسك بها بقوة
"ما
هذا ؟ دونغ هي ماذا حصل معك لتفعل كل ذلك من اجل بشرية كانت مهمتك احضارها الى هنا
كروح مسلوبة.. اي شيء دفعني اخالف القوانين واساعدها بالخروج وقد اتت الي بقدمها
لماذا دخلت لوادي الهلاك واستنزفت قوتي كلها هناك بل واحتمال الا تعود كاملها.. يا
له من جنون سأتمه الى النهاية حتى اعرف ماذا يحصل معي"
وقتها
مر منهما مجموعة شياطين وراوا دونغ هي هكذا وهموا بمساعدته إلا انه وعند اقترابهم
غرس اضافره بحناجرهم واخذ قوتهم حتى انهاهم
عندها
استطاع ان يظهر بهيئته البشرية ويوقف النزيف ويستعيد بعض من قوته
ابعد
جثثهم بيده وهمس :" أسف اضطررت لذلك"
ثم
نهض من على كاترين وارتمى بقربها يلتقط انفاسه قائلا:
-"
انتِ بخير؟"
رفعت
راسها وجلست بقربه ونظرت اليه بقلق وهي تمد يدها المرتجفة الى جرح يده حتى لامسته
بأطراف اصابعها فانتبه لها ولاحظ قلق وحزن كبير بنظراتها بادلته النظرة وقالت
باختناق:
-"
كله بسببي.. وليتنا استفدنا فـ إيلينا لم تخرج معنا"
انزلت
راسها لركبتيها وبدأت تشهق بصوت عالي ثم صرخت:
-"
دموووعي اين هي.. سأختنق لا استطيع البكاء.. لقد فقدت توأمي ومع ذلك لا استطيع ان
اخرج الجنون الذي يجتاحني والالم الذي يعتريني.. اين دموعي اللعينة ايييين؟"
امسك
بها دونغ هي وبعد ان اخذ نفسا حملها بين يديه واحتضنها هامسا:
-"
لا تخافي إيلينا بخير.. هيا الان لنخرج من جنون هذا المكان.. اعلم انكِ لن تتحملي
المزيد لذلك هيا بنا"
نظرت
اليه وصرخت بعيون لامعة :" حقا.. إيلينا بخير"
فأومأ
لها ايجابا..
فبدون
ادراك منها حوطت بيديها على عنقه بحضن قوي قائلة :" شكرا لك دونغ هي شي شكرا
جزيلا.. انا ممتنه لك لدرجة لا استطيع التعبير عنها"
شعر
براحة ونسي آلامه بذلك الحضن واغمض عينيه مبتسما لكلماتها
خرج
بها من عالم الجان اخيرا وهاهما بذلك الكهف وضعها ارضا وهمس:
-"لقد
وصلنا.. هيا افتحي عيناكِ"
ولكنا
امسكت به بشكل اقوى وهمست بحشرجة خرجت مع صوتها المرتجف:" الان سأفتح عيناي
وانا بعالم البشر.. وسأرى ارضنا بترابها واشجارها وسمائها ونجومها وقمرها
وهوائها"
مسح
على ظهرها وقال مبتسما:
-"
نعم هيا افتحيها"
ارخت
يديها ببطء عن عنقه وابتعدت عنه ويداها تمسكان بقميصه وما تزال تغمض عيناها اخذت
نفساً عميقا جدا لتستنشق هواء الارض العليل الذي انعش روحها ففتحت عيناها بسرعة
وشملت المكان بنظرة فاحصة لتجده بدأيه الكهف حيث بداية هذا الجنون الذي مرت به
وقتها خارت قواها من شدة السعادة وهوت ارضا مواصلة بالنظر حولها وهي تلمس بيديها
التراب البارد الذي ارسل قشعريرة راحة الى جسدها
كان
منظرها كمن حبس آلاف السنين بكهف مظلم ولأول مرة يرى العالم الخارجي..
دونغ
هي كان واقفا يتأملها بعينين مهتمة وهو يفكر لما فعل ذلك لها بل ولما هو الان
تغمره شلالات من السعادة والراحة كما تشعر هي الان
شهقت
شهقات كبيرة مجددا والتفتت لدونغ هي قائلة:
-"
دموعي لما لا تخرج هل فقدتها بذلك العالم ام ماذا؟!"
ذكر
الأمر واقترب قائلا:
-"
لا تخافي.. ستعود دموعكِ انكِ فقط من فرط سعادتكِ لم تستطيعي إخراجها"
دنى
منها ليرجع لها دموعها كما اخذها ومد يده ناحيتها وقبل ان يلمس كتفها انتبه
لنظراتها فعلقها بنظراته وراحت افكاره تعصف به مجددا
"وماذا
بعد؟ هل سألتقي بها مجددا بعد ان فشلت بمهمتي وقررت تحدي ملك العفاريت.. لماذا لا
آبه بشيء غير انني اود رؤية هذه النظرات مجددا وانا اعلم اننا لن نلتقي.. انها
فرصتي الاخيرة لأعرف ما اريده"
ابتسم
لها وقال بصوت لم تسمعه :" ستعود دموعكِ بطريقة غير التي سلبت منكِ"
حاولت
الاستفسار عن كلماته التي لم تفهمها ليفاجئها بإطباقه على شفتيها بشفتيه فتتسع
عيناها وتشهق محاولة الابتعاد فامسك برأسها بيده ليرجعها وهو ينظر الى عينيها كما
هي تفعل..
تعمق
بالقبلة وحرك رأسه للجهة الاخرى فأغمضت عينيها مستسلمة لذلك الشعور الذي اجتاحها..
صوت
ضربات قلبها كاد يصل للنجوم ورجفة جسدها التي احس بها انتقلت له..
فغاصا
وذابا بجنون مع ذلك الليل الذي بدا يذوب مختفيا ويفسح مجال للنور بالظهور..
وقتها
فتح عيناه وابتعد منها ببطء ليترك شفتاها اللتان كادتا ان تنسياه ما يجب عليه
فعله..
هي
لم تفتح عيناها بعد فقط دمعاتها التي تخرج كمطر غزير من عينيها وهما مغمضتان
ابتسم
قائلا:
-"
ها قد عادت دمعاتكِ الثمينة"
مسحتها
بظهر يدها وهي تشهق فبداخلها اتاها احساس بانها لن ترى دونغ هي مجددا:
-"
لا اريدها الان لما عادت ؟!"
كتف
يداه ونظر اليها بحزن قائلا:
-"
اي طفلة مدللة انتِ؟! قبلا كدتِ تجني كي ترجع دموعكِ وعندما عادت تتذمرين؟!"
نطقت
بتقطع بسبب بكائها:
-"
لا اعلم لما انا خائفة من اختفائك.. كن معي فأنت ملاكي الحارس"
ابتسم
على كلماتها وقال:
-"نعم
انا ملاكك الحارس..
الان
يجب ان اعود لأخرج سيدرا وإيلينا قبل شروق الشمس اخرجي من الكهف و انتظريهما هنا..
حسنا"
علقت
نظراتها به لثواني وبعدها قالت:
-"
وانت.. هل ستخرج معهما؟"
ابتسم
مطمئننا لها وهو يومئ بنعم.. لوح لها بيده ودخل مسرعا الى ذلك الكهف..
هي
التفتت تجري خارجة من الكهف فتمر بها ريح الفجر لتنعش روحها فتشمل المكان بنظراتها
مجددا رفعت نظرها للسماء التي ينقشع منها الظلام ويبدأ نور الفجر بالظهور والشمس
تكاد تخرج معلنة عن يوم جديد تنهدت بعمق
فبرؤيتها
خيوط النور تتسلل للسماء وتمحي ظلامها قد طمئنها وجعلها تسكن وهي مخدرة تماما
تحاول استيعاب ما حصل معها طوال الليل.. وكيف استطاعت مواجهته والخوض بتفاصيله..
والان حتى ما يخالجها لا تعلمه .. فقط هي اطمأنت بسبب طلوع الفجر..
علقت
نظرها على مدخل الكهف منتظرة خروجهم منه..
في
الداخل وبعد ان عاد دونغ هي لمكان سيدرا وقرين سيوون ، شكر سيون على مساعدته وطلب
من سيدرا اللحاق به، فاستوقفته قائلة بحزم:
-"
ماذا عن إيلينا وكاترين"
تنهد
بضجر قائلا وهو يقترب منها ويجرها بين يديه قائلا:
-"
هما الان خارج الكهف.. لنسرع قبل ان تعلقي انتِ فقط هنا"
افرجت
عن ابتسامة عميقة وقبل ان ينطلق استوقفته قائلة:
-"
انتظر"
نزلت
من فوقه وجرت بسرعة نحو قرين سيوون .. وجرت وجهه بين يديها وطبعت قبلة عميقة على
خده الايمن ثم نظرت اليه مبتسمة وطبعت قبلتها الاخرى على خده الايسر .. ثم احتضنته
حتى كادت تكسر اضلاعه وقالت بنبرة سعيدة:
-"انني
ممتنه انك معي.. حتى هنا لم تتركني.. احبك سيووني"
وتركته
لترجع الى دونغ هي..
ضرب
بقدمه على الارض بضجر صارخا:
-"
مجنونه ولعوبة.. اغربي عن وجهي"
ضحكت
بصوت مسموع وقالت له وهي تمسك بدونغ هي الذي حملها:
-"
يجب ان تشكرني.. لأنني كنت سأقبلك على شفتيك.. ولكنني اعرف انك كسيووني ملتزم
جدا.. لذلك لم افعلها.. رغم انك هو وانا سيدرا زوجتك.. لما تعقيد الامور؟!!"
ونظرت
الى دونغ هي المبهور من افعالها،
ابتسمت
له ومسحت على كتفه قائلة:
-"
هيا ايها الوسيم لننطلق"
انطلق
دونغ هي وهو مدرك ان تصرفاتها المتحمسة تلك لأنه اخبرها ان اختاها في الخارج..
تنهد
بخفة فهو الى الان لم يستطع مخاطرة هيوك مما يدل على انه ما يزال في وادي الهلاك..
لم
يعد بإمكانه الان سوى التمني بلقائهما عند المخرج..
هيوك
الذي التقط إلينا بين يديه وبرغم التعب الذي تملكه إلا انه اتجه ناحيه الباب وهو
يضمها بقوة فقد كانت ترتجف خوفا.. همس بتقطع:
-"غــ
ــ ــ ــبــ ــيــ ــ ــة"
امسكت
به فقط بدون قول شيء..
خرجا
اخيرا من الوادي وبدون توقف انطلق بها الى المكان المحدد فقد كادت الشمس تشرق..
وصلا
ولم يكن دونغ هي هناك وضعها والتفت منتظرا قدومه فإلى هنا يستطيع ايصالها..
كان
يمسك بكتفه المجروحة ويبدو على ملامحه الالم .. تقدمت إلينا منه وامسكت بكتفه
قائلة:
-"
انت بخير هيوكي.."لم يجبها فقط ينظر بقلق ناحيه المدخل فأكملت وهي تسند رأسها
عليه".. هيوكي انا اسفة كله بسببي.. ولكن احقا سيهون عليك تركي مجددا.. وانا
اعلم انني ان خرجت لن اجدك او القاك مجددا"
نظر
لها بطرف عينه وقال مستاء:
-"
وماذا بيدي افعله.. لا تزيدي ما بي.. ارجوكِ فانا منذ رؤيتك اشعر انني سأرحل لو
رحلتِ.."
رفعت
رأسها تنظر اليه قائلة بلهفة:
-"
إذا دعني ابقى معك هنا"
قاطعها
بصراخ:
-"
غبية.. واختاكِ وعائلتكِ ومستقبلكِ.. ماذا سترمينها بغمضة عين ام ماذا؟!.. فكري
فقط في اختكِ الصغيرة التي رمت بنفسها لوادي الهلاك عندما علمت بأمر دخولكِ هناك..
ستتركينها بأنانيه هكذا"
كادت
ان تدمع عيناها فحذرها
-"
اياكِ .. سنكشف وينتهي الامر "
كبحت
دموعها والتفتت بوجهها المنكسر والخائب للجهة الأُخرى...
اقترب
منها بهدوء ليمسكها من اكتافها ويديرها اليه ليجرها بحضنه اسند ذقنه على كتفها قائلا:
_"
اعلم انكِ قويه وستتخطين الأمر.. واعلم انكِ تدركين انه خطأ تركك كل حياتكِ من
اجلي انا افقط.. واعلم انكِ تودين ايضا فعلها لتكوني معي.. ولكن لا اريد منكِ
العيش هنا.. انه عالم مجنون لا قدرة لكِ على التأقلم فيه.. تأكدي ان هيوك فقط يحب
إلينا.. كما هيوك متأكد من عشق إلينا له هو وحده.. كوني سعيدة كما هو يريد وسيكون
سعيد كما انتِ تريدين"
تشبثت
به وبادلته الحضن حتى كادت تكسر اضلاعه..
وهو
كذلك..
بعدها
ابعدها عنه وابعد خصلات شعرها الى خلف اذنها كما كان دائما يفعل لها.. وابتسم
بحنان مخفيا نظره البؤس والالم خلف تلك الابتسامة..
بادلته
نفس الابتسامة واقتربت منه تقبله على شفتيه قبله الوداع التي اشعلت المكان بلهيب
حبهما..
فيصل
دونغ هي القلق مع سيدرا ومن هول الصدمة ترك سيدرا من يديه لتقع ارضا.. وهي الاخرى
لم تشعر بألم وهمست له وهي تشير بأصبعها اليهم:
-"
أهذه إيلينا اختي؟!!"
نظر
اليها وابتسم بسخف:
-"
نعم .. ولما تفاجائتي.. هي كأختها المجنونه"
استفسرت
بغضب قائلة:
-"
ماذا؟ ما الذي قصدت؟!"
فتركها
واتجه اليهما وصرخ حتى تطاير شعر هما وملابسهما وتركا بعض مفزوعين:
-"
ايها الوغد انا قلق عليك وانت تفعلها مجددا.. تلهو بهذا الوقت"
نظر
اليه ومسح شفتاه قائلا :
-"
لقد كنت انتظرك"
وابتسم
ببلاهة..
اما
إيلينا التي امتقع وجهها من اختها التي تناظرها بفاه مفتوح ولم تقل شيء.. تنحنحت
قليلا واتجهت اليها تحتضنها قائلة :
-"
سيدرا اوني.. حمد لله انكِ بخير"
بادلتها
الحضن وقالت:
-"
نعم بخير.. وانتِ كذلك"
التفت
دونغ هي قائلا:
-"
انها اخر دقيقة هيا لنخرج من هنا"
إيلينا
التي صعدت مع سيدرا على دونغ هي التفتت الى هيوك الذي يناظرها بلهفة وهو يبتسم على
قدر ما يستطيع..
بادلته
الابتسامة قبل ان ينطلق دونغ هي ثم اغمضت عينيها لتنزل دموعها بحرقة وترجع للخلف
حتى وصلت الى ظهر يده احتضنها وهمس:
-"
سأشتاق لكِ"
اخرجهما
دونغ هي الى بوابه الكهف وقال بجد:
-"
اياكما ان تعودا لهنا وحذاري من التحدث لأي كان بدخولكما الى عالمنا.. وايضا اود
منكما معروف.. لا تخبر كاترين انني سفير الجان الذي كان يود سلبها روحها.. اخبراها
انني بشري فقط وسنلتقي مجددا"
استغربتا
من الامر فسألت سيدرا:
-"
ماذا.. ستلتقون اين؟"
تنهد
واجاب:
-"
فقط اخبريها هكذا.. لأنني لا اود منها ان تعرف حقيقتي.. واود ان تظل متوهمة انني
بشري"
سيدرا:"
وماذا عن سلبها روحها؟"
التفت
مغادرا:" اطمئني سأحميها دائما ولن اسمح برجوعها لهنا مجددا"
غادر
دونغ هي فالتفتت إيلينا ناحيه سيدرا تتساءل:
-"
اوني.. ما الذي يحدث.. احقا كان يريد اخذ روح كاترين.. ومن هو أهو الشاب الذي
تتحدث عنه دائما.. انه نفس الوصف الذي اعطتنا"
رمقتها
بنصف عينها بقوة قائلة:
-"
بل اعليا القول ماذا كنتِ تفعلين بحق الجحيم ونحن نعاني بالداخل"
وبتلك
اللحظة سمعتا صوت كاترين تناديهما..
فجرت
إيلينا اليها واحتضنتها بقوة وكذلك كاترين بادلتها الحضن
ثم
انضمت اليهما سيدرا..
كل
نظرت للأخرى وابتسما براحة وكل تمسك يد الاخرى..
وجرين
راجعات للمخيم مع خيوط الشمس الذهبية التي تسابق خطواتهما..
التفتت
كاترين تنظر خلفها الى الكهف وسألت:" ماذا عن دونغ هي؟"
لتجيبها
سيدرا:" انه بخير ويخبركِ انه سيلتقي بكِ مجددا"
علت
اصوات ضحكاتهما فرحا بخروجهما من ذلك العالم سالمات..
وصلا
ولم يكن احد قد استيقظ بعد..
ولحظة
وصولهم خرج كلا من الأب والام وبيدهما جوان
فتجري
سيدرا وتأخذ ابنها وتحتضنه بقوة وتبكي
وكذلك
كل من إيلينا وكاترين تجريان تحتضنان والديهما ويبكين كذلك..
خرج
كيونا من خيمته يتثاءب وقف فاتح فاه متجمد باستغراب مما يحصل
حتى
الاب والام كانوا مستغربين ولكنهما احتضنا الفتيات بحنان وهم يبتسمون..
وهكذا
انتهت ليله جنون منتص7ف الليل.. ولكن بدأت قصة جنون كاترين وإيلينا..
****
تابعونا
لتعرفوا المزيد..في البارت الرابع بعنوان
*نفس
الملامح بمشاعر غريبة*
يــــتـــــبـــــع...**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق