السبت، 26 نوفمبر 2016

♡ جنون منتصف الليل _البارت الرابع ♡

Җ جنون منتصف الليل җ


Җ البارت الرابع җ


җ نفس الملامح بمشاعر مختلفة җ







Written By: 
Άṧṃạắ




وهكذا خضنا معا والاخوات سيدرا إيلينا وكاترين..
جنون الليلة التي قضينها في العالم السفلي.. وانقطعت انفاسنا مع ما واجهن خصوصا كاترين الصغيرة التي تخاف من ظلها.. كيف واجهت اصعب الاشياء لوحدها.. و مع جود دونغ هي سفير الجان الذي هو مأمور بسلبها روحها إلا انه ساعدها واعطاها من قواه حتى تكمل مهماتها لتخرج مع اختاها ولولا وجوده لكانت الاخوات هلكن هناك..
وعرفنا سر إيلينا مع هيوك الذي اتضح بهذا العالم المظلم وعرفنا معاناتهما الاثنان..
كذلك سيدرا التي كانت الاقوى بينهما خاضت مغامرة ممتعة مع قرين زوجها وعائلته التي هي قرينتها وابنها جوان..
كانت ليله مجنونه منذ انتصاف الليل حتى الفجر..


عادت العائلة الى البيت وفوق السيارة نامت الاخوات نوما عميق
نظر اليهم كيونا وتساءل وهو يداعب وجه سيدرا التي تتضايق من اي حركة في نومها:
-" ماذا فعلن هؤلاء المجنونات حتى يرتمين هكذا وكأنهن جثث؟!!"


ليصله صوت الاب:
-" دع اختك وشأنها"


تركها وتنهد مكتفا يداه واغمض عينيه هو الاخر لينام..


عند وصولهم للبيت دخلن الفتيات للغرفة كل ارتمت بمكان وهن يعتقدن للان انه مجرد حلم..
سيدرا طلبت من امها الاعتناء بجوان اليوم وجلست الاخوات فقط بالغرفة..


هدوووووء لف المكان عدا انفاسهن المضطربة وصدورهن التي تعلو وتنخفض بقوة.. وكأن كل واحدة تحاول استيعاب الامر، او تخاف افتتاح الحديث كي لا يتم تأكيد الامر الذي مررن به..
بعد صمت طال لدقائق كل واحدة غارقة تسترجع ما مرت به وكأنه خيال او حلم ما..
اخرجت كاترين صوتها الاقرب للهمس قائلة:
-" هل كان كل شيء صحيح.. وفعلا دخلنا للعالم الســـ..."


لم تستطع اكمال الجملة فهي تعلم كم تخافه..


التفت ناحيه اختاها وتساءلت :
-" فلتتكلم احداكن"


إيلينا لم تكن تود قول شيء بل ولم تستطع اخراج حتى حرف واحد..


سيدرا نظرت لكاترين وإيلينا ونهضت اخذت ابريق الماء الذي بقربها وشربته كاملا وقالت بعد ان اخذت نفسا كبيرا:
-" لقد كنا ليلة البارحة بطولها في العالم السفلي.. وخضنا جنون لم نخضه قبلا في حياتنا.. و الاسوأ اننا لن نستطيع الحديث عن هذا الامر"


خرجت حروف إيلينا الواهنة تقول:
-" ولن يصدقنا احد حتى لو تحدثنا.. انني إلى الان لا اصدق وانا بالفعل كنت هناك"


تنحنحت سيدرا قائلة وهي ترمق إيلينا بنظرة فاحصة:
-" بل انا لا اصدق ما رأيتكِ عليه.. لقد كنت تستمتعين لا اكثر مع..." صمتت وقفزت عليها تحدق بها بقوة"... من هو بحق الجحيم؟"


ابعدتها عنها قائلة بارتباك:
-" اوني.. أهذا وقت هذا الامر؟.. اود ان اعرف ما حدث لكل واحدة منكما بالداخل فنحن افترقنا منذ دقائق من دخولنا"


نظرتا معا الى كاترين بان تتحدث اولا..
تنهدت ودمعت عيناها وارتجفت لحظة تذكرها للأمر.. ولكنها مسحت دمعاتها وراحت تشرح لآختاها كل شيء..
صمتت الاختان من ذهول ما مرت به كاترين..


فأضافت:
-" لولاه لما خرجت من هنا.. اوني.. إيلينا.. انه ذلك الشاب الذي كان يلاحقني منذ فترة، ولم تكونا تصدقانني.. انه دونغ هي.. لقد وجدته هناك فقد تاه معنا كذلك وساعدني بكل شيء.. فعلا لو لم يكن موجود لهلكت هنا"


تنهدت الاختان فهما يعرفان ماهيه دونغ هي ويعلمن ايضا بأن اختهن قد اعجبت به..


إيلينا:
-" الى ماذا تلمحين كاتي؟"

تنهدت قائلة:
-" لا شيء.. ولكنني حقا اشعر بشيء غريب بداخلي كلما تذكرته.. خاصتا.."
صمتت تغلق على وجهها بكلتا يديها ثم تفلتهما وتمسك برأسها
وتهمس بخجل:
-" خاصتا عندما قام بتوديعي"


سيدرا:" وكيف كان هذا الوداع.. اهو كوداع إيلينا؟!"


تجاهلت إيلينا ما سمعته من سيدرا وقالت تحدث كاترين:
-"يعني وقعت بشباكه؟"


اجابت كاترين:
-" نعم... ولكن هذا ليس موضوعنا.. ماذا عنكِ ماذا حدث معكِ بالداخل"


تنهدت إيلينا وراحت تكذب على اختاها بقصص مختلفة ولم تذكر هيوك.. شعرت بالحزن فقد كانت تود ان تخبرهن، ولكن بداخلها سيزيد المها لو اخرجت ذلك الامر فقررت ان تجعله فقط بينها وبين نفسها وهيوك..
وصلها صوت ساخر من سيدرا:" ماذا عن قبله الوداع تلك؟"
تنهدت ورفعت كتفاها قائلة بثقة:
-" ذلك الجني الذي التقيته منذ افتراقي عنكما.. وقد اصابتني لعنه ما لم افهمها فقط ما فهمت انه لن تنفك غير بتلك القبلة من الشخص ذاته"



تبدلت ملامحها لخوف واكملت:" انتن لم تعرفن مقدار الخوف الذي اصابني بفعلي ذلك مع جني من العالم السفلي.. لقد كدت اموت خوفا"


اقتنعت سيدرا بكلام اختها.. اما كاترين فلم تقتنع بتاتا ولكنها صمتت فقط..
والان تحدثت سيدرا عن ما فعلته مع قرين زوجها وعائلته واخبرتهن بالأشياء التي رأتها هناك...


تناقشن نقاشا طويلا وكل كانت تسترجع موقف لتحدث به الاخريات .. لقد كانت الغرفة تعمها الفوضى وتعلو منها اصواتهن .. هكذا حتى نال منهن النوم وعم الهدوء المكان مجددا وكل غرقت بأحلامها..
لقد كان شيئا كبيرا وقويا ومع ذلك يشعرنه كحلم مر بهما لا اكثر..
احساسهن لا يمكن ان يوصف او يوضح سوى لمن قد جرب الدخول للعالم السفلي..


وبذكر العالم السفلي لننزل اليه ونرى الفوضى التي عمت به منذ خروج الاخوات ومنذ استيقاظ ملك العفاريت الاكبر اشعل المكان بسبب الفوضى التي حصلت.. كان كل من هيوك ودونغ هي امامه وقد كان هيوك يرتجف فهذه اول مرة له للقاء كبير العفاريت...
صرخ بهما بجنون :" اود توضيح لما وصلني الان"


تقدم دونغ هي قائلا :" سيدي .. نعم لقد دخلن بشريات لهنا.. وخرجن.. ولكن أؤكد لك انهما لن يقلن شيء عن دخولهما هنا"


صرخ مجددا:" وماذا يثبت لي انهن لن يتحدثن"


اجابه دونغ هي:" لقد اخذت ذاكرتهن عن هذا المكان"


ابتسم بغيض وتكلم مجددا:" ماذا عن كاترين تلك الفتاه التي كانت مهمتك احضارها لهنا.. لقد خدعتني و اخرجتها صحيح"


اومأ فقط بنعم:" سيدي انا لم اقصد.. سامحني"


وقتها عوقب دونغ هي وهيوك بشراسة من قبل الملك..
واخبره انها اخر فرصة له ليحضرها ...


بعد خروجهما جلسا معا فتكلم هيوك :" لماذا ؟"



اجابه ببرود:" احببتها"




هبت ريح عاتيه المكان وصمت اثقل عليه ..
فها هو جنون جديد قد جاء وهذا هو الجنون الاصعب ..
فهما من عالمان مختلفان ومع ذلك قد احبا بعض..
كاترين لا تعلم حقيقة من احبت ولكن دونغ هي يعلم ..
لنرى ما سيحدث...
مر اسبوع على الامر .. وعادت سيدرا لبيت زوجها .. كذلك كل من إيلينا وكاترين يستعدن للامتحانات النهائية.. لن اقول نسيا كل شيء.. بل يؤجلنه حتى تنتهي الامتحانات فكل منهما تكاد تجن.. بسبب حبهما المستحيل..
فإيلينا زادت لوعتها وحرقتها بفراقهما وبمعرفتها وادراكها انهما لن يلتقيا مجددا..
كاترين تظل تنتظره يوميا كما كل مرة.. ولكن للأن لم يظهر فقد تمدد عقابه لأسبوعان بعدها يبدأ مهمته والتي هي احضارها كروح مسلوبة، وهي لا تعلم شيء..
كل تعلم بلوعة الاخرى فقد تحدثت إيلينا مع كاترين بكل شيء عنها وعن هيوك بعد اصرار من كاترين... وهكذا اصبحن يعانين من نفس النار..


بذلك اليوم كانت كاترين بكرسيها وتتكلم مع صديقاتها بخصوص الاستاذ الجديد الذي سيأتي ليغطي غياب استاذهم..
فيدخل بتلك اللحظة وكل ينهض لمقعده بعد سماعهم صوته عداها تسمرت بعد سمعاها الصوت سكنت قليلا وكذلك الجميع ينضرون اليها بما فيهم الاستاذ..


فيكرر كلامه:" الجميع الى مقاعدهم"
لتخرج منها ابتسامة كادت تشق وجهها.. وتهمس لنفسها قبل ان تستدير لتراه:
" انه هو"


وبالفعل كان هو دونغ هي وقفت للحظات تهديه ابتسامتها العميقة .. وهو والجميع ينظرون بتعجب فتتقدم اليه بدون ادراك منها وتحتضنه امام الجميع..
فيصرخ الجميع بجنون ويصفقون من الذهول..


ابتعدت عنه وقالت:" تأخرت في المجيء"


كان كمن سكب فوقة مخدر ما.. لا يعلم ما الذي حدث ولماذا حدث؟.. واي جنون اصاب تلك الطالبة لتفعل هكذا معه.. محرج من طلابه الجدد ومن انطباعهم الاول عنه.. امسك براسه


صرخ بها قائلا:" ايتها الطالبة هل جننتِ.. هيا الى الحجز.. ما هذا؟ فتيات اخر زمن بلا حياء"


فتعلو الضحكات حولهما مجددا ..
تسمرت كاترين مكانها وشملته بنظرة عميقة وعيناها تكاد تذرف الدموع وقالت قبل ان تذهب للحجز:" أسفة.. ظننتك شخصا اخر"


راقبها الى ان غادرت والتفت ينظف حنجرته ويصرخ بالجميع :" اياكم والاستخفاف بي.. واللهو بمحاضراتي.. كونوا مهذبين لأكن كذلك"


وبدأ الصف ...
اما كاترين كانت بالحجز تستغرب ما شعرت به فبرغم انه هو ومستحيل ان تخطئ ذلك الوجه ابد، ولو كان بوسط جمع كبير من الناس ستعرفه.. انه هو ولكن.. شيء بداخلها انقبض عندما تأملته فهو وبرغم شكله شعرت بأنه ليس هو.. كانت تفكر بداخلها


"هل هو بسبب انه غاب كثيرا.. ام انه بسبب انني تصرفت هكذا وهو استاذ لنا وقد ربما احرجته.. نعم يبدو هذا.. يا لي من غبيه افعل هذا الامر وهذا الموقف.. استحق التوبيخ.."


وضربت على رأسها بخفة من جنون ما فعلته.. نظرت للساعة منتظرة من ساعات الحجز الانتهاء كي تعتذر من تصرفها..


هو اتم محاضرته وجمع اوراقه وخرج متجها للخارج ليمر بقرب إيلينا التي شهقت تنظر له بذهول عندما مشي من جانبها..



تركت صديقاتها ولحقت به تصرخ:" دونغ هي أهذا نت؟"


توقف والتفت ينفخ بضجر:" يا الهي ماذا الان؟!.. نعم انا لي دونغ هي.. من انتِ وماذا تريدين مني؟"


انذهلت وتلعثمت فقط بقولها :" كيف لك ان تكون هنا؟ هل عدت من اجل روح كاترين؟!! "


فيمسك برأسه ويقول بنفاذ صبر:


" لست متفرغ لدراما الفتيات .. لذلك ابتعدي من امامي"


تركها ومشي نحو سيارته ..
كاترين تنظر من النافذة وتتسلى بحلوى كي لا تشعر بالملل فتراه اخيرا يفتح سيارته اخذت حقيبتها وغادرت قبل انتهاء وقت الحجز وانطلقت اليه ..



استوقفه صوتها اللاهث عن فتح باب سيارته لتقول:" دونغ هي شيء.. انتظر"


التفت ليراها طالبته المجنونة تبتسم وهي تلاحق انفاسها.. شملها بنظرات مستغربة ويتساءل بداخله ما الذي اصاب الفتيات اليوم


لتتكلم اخيرا قائلة :" اسفة لما فعلت.. ولكن حقا لقائنا مجددا هنا وهكذا بعد اختفائك لفترة.. قد جعلني اتصرف بغباء وجنون ولا ادرك انني سأحرجك.. اسفة"


وانحت تسعون درجة ..
ثم اعتدلت لتقول بجميع ملامح السعادة التي ارتسمت على وجهها:
" انني سعيدة بلقائنا مجددا.. سعيدة جدا"


ابتسم تلقائيا ولكن ابتسامته دلت على السخف نوعا ما..


التفت جانبا وقال:" كاترين.. صحيح"


اومأت بنعم وهي قد بدأت تشك بأنه لم يعرفها..

ابتسم مجددا بمرح وقال :" سيكون وقت بقائي هنا حافلا مع وجود فتاة مثلكِ.. الان الى اللقاء"


وركب سيارته مغادرا.. ظلت تناظر لانعكاس عيناه بالمرآة وهو كذلك حتى انعطف مختفيا...



تنهدت غير مصدقة فكرة انه لم يتذكرها.. وايضا ذلك الشعور الذي يخالجها بانه ليس هو..


إيلينا بعد ذلك اتصلت على سيدرا لتخبرها بما حصل.. فترد سيدرا وبما انها قد عرفت امور عدة عن القرين،


اجابتها:" يبدو انه دونغ هي البشري.. وليس سفير الجان الذي قابلناه"


فتصرخ إيلينا:" ماذا؟. وما الذي اتى به الى هنا خاصتا"


ليصلها صمت لثواني قبل ان تتحدث سيدرا قائلة:" اتى من اجل ان يقابل كاترين.. ويقع بحبها"


إيلينا :" اوني ما الذي تتحدثي عنه؟!"


سيدرا :" نعم فكما اعلم ان القرين يحب قرينة البشرية التي يحبها قرينه البشري.. ولكن بحاله دونغ هي سفير الجان قد التقى بأختنا قبل ان يلتقي بقرينتها وقد احبها .. ومن المؤكد ان هذا البشري سيقع بحب كاترين كما فعل سفير الجان"


تنهدت إيلينا بعمق قائلة :" اوني ما هذه اللخبطة؟"


لتجيبها:" نعم انه امر غريب.. ولا اعرف ماذا سيحصل بعدها.. ان ظهر دونغ هي سفير الجان ليجدها مع قرينه البشري.. ااااه انتبهي على كاترين جيدا.. ووافيني بالأخبار.. يجب ان اغلق انا مشغولة"


اغلقت الخط لتترك إيلينا تحاول فهم ما سمعته.. حتى رات اختها تكلمه امام سيارته.. وبعدها غادر ..


اتجهت اليها ولفت يديها حول اكتافها


تنهدت إيلينا قائلة:" إذا لقد رأيته انتِ ايضاً؟!!"


نظرت لها واجابت:" انه هو استاذي الجديد .. ولم يتعرف علي بل ونعتني بالمجنونة"


إيلينا:" يبدو انه لا يود ان يذكرك بما حصل هناك.. دعينا فقط ننتظر قليلا لنرى ما سيحدث؟؟"


مرت يومان.. وعندما رأت كاترين ذلك البرود من ناحية دونغ هي تجاهها.. قررت ان تجعله يتذكرها بأي ثمن..


فقد كانت تتصرف بطيش وجنون اثناء محاضرته وتظل تلحق به دائما بل ومصرة على انه يعرفها كما هي تعرفه...


من طرف دونغ هي صحيح كان متأكد انها مجنونه لا محالة فكيف ومن اين يعرفها.. ولكن الغريب بالنسبة له انه بدأ يميل اليها ولحركاتها ويحس بفراغ لو لم تكن متواجدة ...



هي من جهة اُخرى.. اصبحت تعيسة تماما وهبط مستواها بشكل ملحوظ، شرود دائم، ونظرات تائهة،


وها قد انتهت الامتحانات واتى الصيف ولأول مرة لم تتحمس كاترين له ابدا بل شعرت بالضيق بشكل اكبر..


كانت بذلك اليوم تجلس في حديقة الجامعة الخلفية كي تحصل على قليل من الهدوء فهناك نادرا ما يتواجد طلاب ..


جالسة تضع كلتا يديها على ركبتيها وتسند ذقنها عليها تتأمل المكان مستغربة من تصرفات دونغ هي معها.. أنسي ذلك اليوم الذي قضته معه بالعالم السفلي؟!!.. انها حقا شكاكة وقد بدأت تشك به كحلم لا اكثر.. ولكن لماذا قلبها يؤلمها هكذا؟..


هو بدوره كان يعلم انه اليوم الاخير له هنا وللقائها.. فبدون وعي كان يتلفت باحثا عنها..


فيصله صوت إيلينا:" تبحث عن كاترين؟"

نظر اليها وتنهد قائلا:
" اريد ان اسألكِ هل القيتما علي لعنه ما.. حتى اصبحت هكذا؟!.. ارجوكِ اوضحي الامر لي"


جلست معه على احد كراسي الحديقة تنهدت قائلة:
-" إذا قبل ان اشرح شيء اصدقني القول.. هل انت معجب بها ام لا؟!"


رفع نظره للسماء الصافية تأملها بعمق قبل ان يقول:
" وهذا ما اريد ان اعرفه.. اي تعويذة القيتماها علي لأحب احد بهذه السرعة"


تأكدت شكوكها من انه قرين دونغ هي من العالم السفلي.. قررت مساعدة اختها فهي تراها تكاد تنهار..


لذلك قالت:
-" ليست تعويذة.. لنقل انه القدر المحتم لكما.. ان تلتقيا وتحبا بعض حتى لو كان الامر غريب.. انه شخص قابلته كاترين قبل شهر من الان يشبهك تماما وبرغم انه فقط يوم واحد لكنها قد اعجبت به كليا.. وقد دعته ملاكها الحارس.. لذلك كن ملاكها هذا الذي اتعبها... فأنت هو.. وهو انت!!..ثم انه نظريا لن يظهر مجددا"


وضع يده على رأسه قائلا:" تريدين ان امثل انني شخص آخر؟!"


امسكت برأسها هي الاخرى:" اخبرتك لن يظهر .. فأنت هو وهو انت.. الامر معقد ولكن صدقا اتكلم .. فلا تعقد الامر علينا.. وإلا اختفي من حياتها تلك الحمقاء"


فاجأها بقوله :" موافق.. سأكون ذلك الشخص.. ففي النهاية يبدو اننا بالفعل شخص واحد لتحبنا معا ولا تستطيع التفريق بيننا.. اين هي الان؟!"
إيلينا:" ستجدها في الحديقة الخلفية.. دائما ما تكون هناك"


نهض ذاهبا بدون قول شيء وإيلينا كذلك لم تقل شيء فقط قلبها الخائف من الآتي..


بالطبع سيحبها ويحدث ذلك فالقرين يشابه قرينة في كل شيء.. وفعلا انه من فعل القدر بأن يلتقيا دونغ هي وكاترين..
ولكن طيش الاخوات بتلك الليلة جعل كاترين ودونغ هي القرين يلتقيا قبل دونغ هي البشري.. كذلك القدر من جعل دونغ هي الجني يلتقي بكاترين البشرية قبل ان يلتقي بكاترين الجنية..
ليكون كل شيء على ما يرام..
ولكن يبدو ان القدر قد احتار معهم كما حيرهم جميعهم.. لذلك لا يسعنا سوى الانتظار حتى نرى نهاية هذا الجنون...


وصل واضع يده على خصرها وبالأخرى حجب عن وجهها الذي يبدو منزعجا من الشمس مع عينان مغمضتان...


ابتسم على شكلها اللطيف والمنزعج والذي ما لبث ان تغير الى راحة مع تنهيده خرجت من اعماقها وقالت بخمول:
-"إيلينا انني متعبة اليوم.. لنجلس قليلا هنا فأنا حقا قد اختنقت من كل شيء حولي"


لينظف حنجرته ويجلس برفق بقربها قائلا :
_" انا لست إيلينا.. انا ...."


لم يكمل جملته فقد فتحت عيناها والتفتت تنطق اسمه بلهفه :" دونغ هي"
وهي تتطلع اليه بتفاجئ ..


مرت بهما ريح الصيف التي بدأت أجوائه بالظهور
مع تدحرجات اوراق الشجر الاخضر في الارض..


اومأ بنعم قائلا بهدوء:" نعم دونغ هي .. ايتها الطالبة المتمردة"


شعرت بتعاسة خفيفة وازاحت بنظرها عنه قائلة:" أسفة استاذ دونغ هي"
ظهرت ضحكة خفيفة منه قائلا:" لقد استطعت ايهامك انه ليس انا وجعلتكِ تصدقين"


التفتت تنظر اليه منتظرة منه ان يكمل.. ولكنه رفع كتفاه مبتسما فحسب وجلس على العشب..


جلست بقربه، تلعثمت بقولها:" إذا انت فقط كنت طوال هذه الفترة تلعب بأعصابي مستمتعا بذلك.. وانا التي ظننت الامر مجرد حلم"


بمرح وسخرية اجابها:" لم اعتقد انكِ حمقاء لتلك الدرجة حتى..."


اسكتته بضربة قوية جدا من قبضتها على صدره


قالت وقد اعتلاها الغضب :
-" لقد جعلتني كالغبية ولعبت بأعصابي حتى نزل مستواي.. يا لك من وغد"


تمنى بتلك اللحظة لو انه قد عاش معها ذلك اليوم الذي يكاد يجن ويعرف مع من قضته حتى تعلقت به بجنون هكذا..


ولكنه ابتسم معتذرا :" اسف.. لن اكررها"


هدأ غضبها وتنهدت مع ابتسامة امتنان ظهرت على محياها،


تأملها قليلا قبل ان ينطق:" قد يبدو الامر مجنون لأستاذ بمواعدة طالبة له.. ولكن هل تواعديني"


لم تجبه سوى بقبلة رقيقة على خده بعدها غطت وجهها بكلتا يديها خجلا قائلة:
" اشتقت لك كثيرا.. ملاكي الحارس"


شعر بتوتر هو الاخر ولكنه استدرك الامر بضحكة وهو يتأملها، يفكر بداخله عن ملاكها الحارس أهو حقا هو؟! ام شخص في هذه الارض يشبهه لهذه الدرجة التي تجعلها تظنه هو.. والغريب هو أعجابه بها بهذه السرعة..


ابتسم مجددا وهمس:" قد يكون القدر من جمعنا عن طريق احد آخر"


كلاهما لا يعلم ان ملاكها الحارس هو قرين دونغ هي من العالم السفلي والذي هو اقوى سفراء الجان في عالمه..


والذي هو الان يكاد يجن بعلاقة قرينه مع كاترين البشرية التي احبها..
كان في قمة غضبة وجنونه وينتظر الاسبوع الاخير من العقاب ليخرج ويستعيد محبوبته ..


مع انه قد التقى بكاترين قرينتها بفتره عقابه.. ولكنه لم يحبها ابدا برغم حبها له..
نعم لقد احب تلك البشرية وليس احد غيرها..


هيوك اصبح خائف من خروج صديقة وتغييره لقوانين العوالم بحبه لبشرية وتركه من هو مقدر له ان يحبها...


دوامة جديدة ظهرت لتجرفهم مع احداثها الجنونية الى اين.. سنعرف عندما نخوض احداثها معهم..
***
وهكذا بدأت كاترين بالخروج مع استاذها وكان هذا اول موعد لهما..
كانت امام المرآة تصفف شعرها .. وقد وضعت بعض من مساحيق التجميل الخفيفة لتضيف لمسة انوثة لجمال كاترين الطفولي..



دخلت إيلينا الغرفة فوجدتها تتجهز اقتربت منها واحتضنتها من الخلف وهي تنظر لانعكاسها من المرآه ..


إيلينا:" اخيرا غبيتي ستخرج بموعد مع ملاكها الحارس"


امسكت كاترين بيد اختها واغمضت عينيها قائلة:" نعم اخيرا.. أسفة بشأنك إيلي"


ضربتها إيلينا على رأسها بخفة قائلة:" لقد اخرجتِ كل الحب الماض في هذا الشهر.. مجنونة كليا.. ثم لا تشغلي بالكِ بي انا بخير"


وضحكتا معا ضحكة مرحة على الامر..
وصلها اتصال وقد كان ملاكها الحارس ..


قفزت تأخذ حقيبتها وتلوح لأختها وتجيبه وهي خارجة:" نعم ملاكي .. انني جاهزة"...


تنهدت إيلينا بحزن لا تعلم لما احساسها السيء بخصوص هذا الامر يراودها..
لذلك اتصلت بسيدرا ..


إيلينا:" اوني لقد خرجت كاتي معه بموعد.. وبالطبع لا اخفيكِ قلقي من الامر"


ليصلها صوت مهزوز من الجهة الاخرى
:" كذلك انا.. ولكن ماذا لو حدث وخرج دونغ هي من العالم السفلي مجددا فاختفائه لمدة امر اخافني.. كذلك كيف سيكون الامر لأنه قرينه البشري.. ااااه امر يدعو للجنون"


تنهدت إيلينا:" لقد اتصلت لأخفف من قلقي لتزيدي علي ايضا.. شكرا اوني"


لتصلها ضحكة من سيدرا وبعدها تقول بشكل هجوم:
" الان انا لا يقلقني غير ما حصل معكِ داخل ذلك العالم.. ماذا لو اغرم بكِ انتِ ايضا؟.. اعني ذلك الذي ساعدكِ.. مع انني ولخبرتي الكبيرة ومن شكلكما تبين لي انكما هائمان ببعض"


عندها اختنقت إيلينا وسعلت مرتبكة من كلام اختها لتجيب:" يااا اوني .. الم اخبركِ هذا الامر مستحيل.. الان يجب ان اقفل الى اللقاء"


واقفلت الخط لتنظر للهاتف بغرابة تحدث نفسها:" يا الهي انها حقا دقيقة الملاحظة"


تنهدت مطولا ورمت هاتفها لتتمدد على السرير تحدق بالسقف فقد ذكرتها سيدرا بهيوك.. لقد اشتاقت له بدرجة صارت تؤلمها وتسبب لها المرض والضيق.. فراقهما هذا اقوى واصعب من فراقهما السابق.. تمنت لو انها لم تلتقيه مجددا..
ولكنها تذكرت كلام سيدرا عن القدر الذي جمع كاترين بقرين دونغ هي ..
اقتلبت على جانبها وتحدثت بصوت مسموع



"أهو القدر؟ ما جعلنا نلتقي مجددا نحن ايضا"


سكنت قليلا قبل ان تنهض وترمي بالوسادة بعيدا وتبعثر شعرها بضجر
فأي قدر قد يستطيع جمعهما معا مجددا..


لعل كاترين ستعيش بسعادة مع دونغ هي البشري ولن تعلم .. ولكن هي اي هراء قد يجعلها تكون مع بشري سلبت روحه لعالم الجان وصار جزء منه..
شعرت بالاسى على حالها بشكل كبير جعلها تشعر بوخز مؤلم بوسط قلبها..
خرجت لتجلس مع امها قليلا متمنية اي شيء ان ينسيها المها ولو حتى للحظة
...
كاترين التي التقت بدونغ هي ومر يومهما الاول،
كانت تجلس امام سور الحديقة منتظرة قدومه فقد ذهب ليشتري لهم آيس كريم كما طلبت..
ولكنها كانت شاردة بغرابة وتنظر للفراغ الذي امامها بأفكار تائهة
حتى انها لم تلفتها الفقاعات النارية التي اطلقت قبل قليل..


حتى وصلها صوته بعد ان وصل منذ قليل
-" احممم في ماذا جميلتي شاردة .. حتى انها لم تلاحظ انطلاق الالعاب النارية"


انتبهت له وابتسمت نافية افكارها واخذت المثلجات وبدأت تأكلها باستمتاع وهي تتحدث بفم ممتلئ :


-" لقد كنت شاردة فيك انت.. فقد مررنا بقصة خياليه حتى اصبحنا معا.. الا توافقني الرأي؟!!"


ضحك بظرافة على شكلها واخذ منديل من جيبه وراح يمسح فمها قائلا:
-" فلتمضغي المثلجات اولا.. ثم تحدثي.. دائما تفعلي اشياء محرجة تماما"


وتأملها مستغرب تماما كيف احب فتاه تحمل هكذا صفات.. فهو نظامي جدا وحياته مثالية بشكل كبير ويميل للهدوء..
ونوعه المفضل من الفتيات هي ما تميل لنفس صفاته الجدية الهادئة والمثالية..
لكن كيف لهذه الفتاه ان تغير كل شيء بشهر واحد فقط..
أهو القدر؟؟
قطع تفكيره احساسه ببرودة على انفه ليلتف لها وهي تضحك وتمص اصبعها التي لطخته بالمثلجات قائلة:
" الان فيما شردت هكذا متجاهلا كلامي"


فكتف يداه مستاء ويتذمر :" هيا امسحيها فهذه الحركات الطفولية لا تعجبني البته"


لتضحك على شكلة الحانق مع المثلجات التي على انفه..


فيصر عليها بجديه قائلا:" هيا قبل ان تذوب"


فتنظر اليه بشر وتضحك وهي تقترب منه وترفع قدماها عن الارض لتلعق المثلجات التي على رأس انفه وتبتعد تقول بحنق :
" ها قد مسحتها سيد نظامي"


ولكنه مازال منذهلا من حركتها تلك فقد بعثرت دقات قلبه وجعلته ينسى المكان العام الذي هما به ويتقدم اليها ويقبلها لم يكن منها سوى الاستسلام والخوض معه بتلك القبلة المجنونة امام جميع الناس..


تركها ليبتعد عنها قليلا ويهمس :" مجنونة كليا"


لتطلق ضحكة خجلة قائلة :" وانت ماذا عنك؟"



فيضحك هو الاخر بسعادة..


ثم يلتفت للجهة الاخرى يأخذ نفسا طويلا ثم يزفره متجنبا نظرات الجميع له .. وقد شعر بأحراج لم يشعره قبلا طوال حياته كلها..
هي كذلك نظرت للأرض ووجها يكاد يقطر دما من شدة الخجل..
كان هذا اول موعد لهما ..


وهكذا قوت علاقتهما وزاد جنون دونغ هي بمجنونته كليا كما يدعوها دائما والتي جعلته بهذا الاسبوع فقط يكون مجنونا كما هي..
ولكــ..ـــن ...
بعد مرور اسبوع.. بذلك اليوم عندما عادت للبيت كانت تظن إيلينا نائمة لذلك ابعدت ربطة شعرها بضيق وهي تزفر ..
وجلست على طرف سريرها بدون ان تبدل ثيابها وهي تزفر بضيق مرة تلو الاخرى..


تفاجأت بصوت إيلينا:" ماذا هناك تعودين وانتِ هكذا يوميا؟!"


وضعت يدها على صدرها خائفة وقالت بصوت عال نسبيا:" آه لقد اخفتني"


فلم تتلقى من الاخرى سوى نظرات تنتظر اجابة على السؤال الذي طرح
فنظرت الى امامها قليلا ثم تحدثت:
-" انني مجنونة .. أيلينا انا لا اعرف ما هذا الشعور الغريب .. ولكن هذا ليس دونغ هي الذي احببت"


كانت كلماتها التي اخرجتها بضيق تحكي حيرة وتساؤلات كثيرة .. نظرت لأختها القابعة بلا حراك لما سمعت علها تساعدها، ولكنها لم تتحدث..


فأكملت :" إيلينا انا حقا.. احيانا استاء من نفسي فهذا شعور غبي فهو دونغ هي وهو يحبني بجنون وانا كذلك..
ولكن شيء ما بداخلي يخبرني انه ليس هو الذي كنت اراه قبلا وخضت معه تلك الليلة بالعالم السفلي.. هل تغير؟!.. حضنه وصوته ونظراته انها مختلفة كليا.. ما هذا الذي يحصل معي؟"


اقتربت إيلينا من كاترين التي قد اوشكت عيناها على اخراج دمعاتها واحتضنتها قائلة :
" كاتي.. انه هو كيف له الا يكون هو؟!!.. انتِ فقط لديك اضطراب في مشاعركِ وستزول مع الوقت"


بادلتها الحضن وقد نزلت دمعاتها بالفعل وهي تقول:
" كاتي!!.. لقد ناداني بهذا الاسم مرة فحسب قبل ان يعترف لي بحبه حتى.. ولكن لم اسمعها مجددا.. اليس هذا امر يدعو للشك؟!!"


ربتت إيلينا على ظهر كاترين وهي تعلم انه ليس هو.. ولكن ماذا عساها ان تقول!!
انها احبت سفير الجان الذي كان يريد اخذ روحها وتركها وساعدها متخطي قوانين عالمه لأنه هو الاخر قد احبها...
لم يسعها سوى تهدئة كاترين بحضنها حتى غفت ونامت ..


اشرقت شمس يوم جديد ومعه خرج دونغ هي من العالم السفلي كلمح البصر منطلقا لمكان واحد قبل ان ينفذ خطته ..
لقد ذهب الى غرفة كاترين وإيلينا وجلس يتأملها من بعيد قليلا قبل ان يقترب منها حتى اختلطت انفاسهما وتأملها بعيون متقدة قائلا:
-" لن اسمح للبشري القذر بأخذكِ هكذا"


فتحت عيناها على صوت وانفاس قريبة منها .. ولكنه اختفى وغادر المكان..
تلفتت حولها وهي تحاول رؤية ما حولها لتتأكد من ذلك الذي شعرت به قرب وجهها ويهمس..
وضعت يدها على قلبها.. لكن هذه المرة ليس خوف وإنما فرح وراحه همست هي الاخرى:" انه دونغ هي.. تلك الانفاس انها له"


شعرت بالغرابة بعض الشيء ولكنها تمنت لو تعلم السر وراء ما شعرت به رغم انه مخيف بعض الشيء..


دونغ هي اتجه لمنزل قرينه
ودخل للحمام منتظرا منه ان يستيقظ ..
وبالفعل نهض دونغ هي من فراشه رتبه جيدا واخرج منشفته ودخل للحمام اغتسل وهو يدندن بعذوبة وارتياح تام.. انتهى ليلف المنشفة حول خصره ويتجه للمغسلة يتأمل وجهه


يهمس وهو يتلمس ذقنه :
" امممم يجب ان احلقها قليلا"


واخذ معجون و آلة الحلاقة وبدأ يحلق ..
صمت مطبق عدا من قطرات الماء المتفرقة التي تخرج من الصنبور وهو منهمك في توزيع المعجون بوجهة مع انفاس خفيفة وهادئة ..
فتح آلة الحلاقة ومعها فزع قليلا واضطربت انفاسه ولا يعلم السبب اوقفها ليتلفت حوله فقد شعر بأنفاس بالقرب من رقبته ..
ولكن لم يجد شيء ..
هز رأسه مستغربا وما يزال ينظر خلفه ومرة اخرى يضغط زر تشغيل الآلة ويلتفت ليحلق..
ولكنه يرمي بها جانبا مع صرخة عنيفة صدرت منه .. فقد ظهر له شخص بالمرآة ليس هو.. اظلم الحمام وكأنه منتصف الليل..
حاول تمالك اعصابه ومد يده ليأخذ آلة الحلاقة .. فوصله صوت وكأنه هو نفسه يتحدث..


-" توقف "


توقفت يداه المرتجفة تلقائيا عن الحركة ليكمل الصوت الحديث
-" ارتفع ببطء وانظر مباشرة الى المرآة"


التجم لسانه ولم يقوى على الكلام فهو يسمع صوته في الارجاء..


نفذ ما سمعه.. لتتسع حدقة عينة مما رآه امامه..
فهي صورته ولكن بلبس وهيئة اخرى..


ابتلع ريقة ليبلل حلقة قائلا:" من أنت؟"


فيرد عليه:" انني قرينك من عالم الجان"


اغمض عينيه مع قطرات عرق سقطت من جبينه وحدث نفسه
"هراء.. يبدو انني لم انم جيدا"


وهم بالخروج من الحمام فوصلته ضحكة من قرينه:" لن تستطيع"
وبالفعل فقد شلت قدماه..


لذلك عاود النظر للمرآه قائلا بحزم:" وماذا تريد مني؟"
اجابه :" اريد ان استعيد كاتي خاصتي منك.. فقد سرقتها"


مازال دونغ هي البشري يفكر انه إما حلم او إرهاق فحسب.. وسينتهي بعد قليل..
ولكن قرينة جذب يد دونغ هي ويجعلها تعبر عبر المرآة ويشبكها مع يده..
وبلحظتها يمرر له كل شيء حصل بالعالم السفلي ذلك اليوم..


فينتهي وقد تصبب العرق من دونغ هي البشري وفتح فاه بذهول تام
ارجع سفير الجان يده قائلا:
" نعم هكذا هي القصة.. فبدون تدخل مني اتركها وشأنها.. انها لي"

واختفى من المرآة وعاد الضوء مجددا ..


بعيون مرتجفة نظر الى يده التي كانت بيد قرينه وامسكها باليد الاخرى ليوقف ارتجافها..


رفع نظره الى المرآة ليرى صورته هو فحسب..
تزايدت ضربات قلبه وارتفعت نسبه تنفسه لدرجة جعلته يشعر بالدوار..
غسل وجهه بالماء البارد.. وخرج بدون ان يكمل الحلاقة..


ترنح حتى وصل اخيرا لباب خزانة ملابسة واتكأ عليها مغمض عينيه يحاول ادراك ما حصل..


بعد دقائق رن هاتفه ليقطع سكونه المخيف ويخرجه من تفكيره..
التفت ليرا رقم كاترين
نفض كل شيء حصل معه ومرر يديه على شعره الذي لم يجففه بعد لينتبه انه لم يغير ثيابه بعد وان الساعة اصبحت الثامنة صباحا..


" يا اللهي ماذا حصل لي.. كل هذا الوقت وانا غارق تماما"


قالها لنفسة وهو يلبس ويتجهز .. ثم اخذ الهاتف وقبل ان يضغط على زر الاتصال الى كاترين..
ارتجفت اصابعه وتذكر الامر..
هز رأسه نفيا يحدث نفسه وهو يضغط على زر الاتصال


"انه مجرد هراء.. او حلم .. او هلوسة ما.. يستحيل ان تكون حقيقية"


وصله صوتها المرح والغاضب نوعا ما
-:" اين انت.. لقد كنت اتصل منذ ساعة"


لتبعث بصوتها راحة على ملامحة المشدودة وتهدئ من نبضات قلبه


فيبتسم بامتنان ويقول:
-" لنلتقي الان.. حبيبتي يا اغلى ما املك فقد اشتقت اليكِ كثيرا"


ابعدت السماعة مستنكرة ما قاله فهو ومع معرفتها بحبه الكبير إلا انه لم يفصح هكذا ثم انه لقيها بالأمس..


ارجعت الهاتف وتنهدت قائله:" ماذا هناك.. أيوجد شيء ما؟!"


فتصلها لهفته :" نعم.. يوجد قلب يشتعل ولن تطفئ نيرانه سوى برؤيتكِ"


فتخرج ضحكتها رغم عنها ثم تقول:" حسنا مر علي.. سأنتظرك"


واقفلت الخط تتنهد بعمق وسعادة ورضى..
فبرغم سبب اتصالها انها تود الاعتذار من الخروج معه اليوم لكي تنظم قلبها وتعرف ما تريد بالتحديد.. ولكنه متحكم اساسي بكل شيء بداخلها.. فقط بصوته ينسيها كل شيء..


همست لنفسها:
-" الان ادركت سبب سعادتي.. انه هو.. نعم هو من يجعلني انسى من انا بلحظة.. يا اللهي كم اعشقه.. واتمنى من هذا الشعور الغبي بالابتعاد"


ومن بعيد كان دونغ هي يراقبها بكل شيء تفعله ..


وقد اعتلاه غضب عارم على قرينه البشري ..


زمجر :" سترى ايها الملعون.. تجاهلك لتحذيري وعنادك"


كانت كاترين تتجهز وهي تضحك وتكلم إيلينا براحة
والاخرى تكتف يداها تكاد تجن من تقلب احوال تلك الغبية بلمح البصر..


فبالأمس كادت ان تجن من شعورها الغريب.. واليوم بمجرد قوله تلك الكلمات تنسى..


إيلينا وهي ترمي الوشاح لكاترين التي تبحث عنه وهو امامها قائلة:
" هل انتِ بشرية.. فعلا تخطيتِ حدود العقل بجنونك"


اخذت الوشاح ولفته حول عنقها ثم اتجهت لأختها واحتضنتها بقوة قائلة:
" أسفة.. اقلقكِ معي دائما.. ولكن لا يسعني سوى ان افعل ذلك.. فأنا بدونكِ لا استطيع فعل شيء"


وقبلتها بقوة على خدها الايمن ثم الايسر..
والتفتت متجهة للباب.. وهي تسمع الشتائم منها وتضحك..


ولكن شيء ما اوقفها ومنعها من عبور الباب ونفحة حارقة احست بها على وجهها مع همس مخيف:
" لا تذهبي انه ليس من احببتِ.."


تجمدت مكانها قبل ان تلتفت لإيلينا قائلة:" ما هذا؟"


إيلينا:" ماذا الان؟!"


لترتجف كاترين وهي تمد يدها الى الباب فتمر عبره
ولا كأن شيء كان يسده قبل قليل


عاودت الالتفاف لإيلينا وقد بدأت اطرافها بالارتجاف وقالت بتقطع:
-" هــ ــ ــل سمعــ ــ ــ ــتِ ذلك؟!"


اقتربت منها إيلينا تمسك بها فقد بدا عليها الذهول فعلا:
-" ماذا سمعتِ؟! كاتي اخبريني"


جلست ارضا حتى هدأت قليلا قائلة:
-" إنه صوت دونغ هي.. ولكن بشكل مخيف جدا.. اخبرني الا اذهب فهو ليس من احببت.. وكان هناك شيء يسد على الباب مانعا اياي من العبور"


صمتت فقد ادركت انه دونغ هي قد عاد كما وعد..
استدركت نفسها واحتضنت اختها تهدئ من روعها قائلة:
-" لا تخافي ربما تتخيلين .. بسبب نومكِ المتقلق ليلة البارحة"


احتضنتها وهي تبكي وترتجف قائلة:
-" إيلينا .. منذ ذهابنا لذلك العالم.. وحياتي قد تغيرت تماما.. احلام مفزعة وواقع مربك.. وحياة كلها فوضى"


ابتعدت عنها تشملها بنظراتها الخائفة وتهز رأسها نفيا وتكمل


-" لا ... انه منذ اخبرتكما بإحساسي بالذهاب لمكان آخر قبل ذهابنا.. "
صمتت قليلا تحرك عيناها بأرجاء المكان تفكر وتعاود الكلام..
" لا لا.. بل منذ ظهور دونغ هي لأول مرة بحياتي.. منذ كان يراقبني من بعيد .. حتى تبعته لأذهب لمكان آخر فينقذني رجل مسن.. حتى ذهابنا للرحلة واراه على طريق سفر طويل يمشي وينظر الي.. حتى ذهابنا للكهف ولقائي به .. ومساعدته لي"


ثبتت نظرها لإيلينا وابتلعت لعابها قائلة :
-" من هو؟! دونغ هي.. ولماذا من التقيته قبل شهر يبدو مختلف.. وكلما اخبره عن مغامرتنا بذلك اليوم يغير الموضوع وكأنه لا يفهم شيء.. اخبريني سأجن"


ثبتت نظرها على كاترين ،رثت لحالها وقررت ان تخبرها ولكن قبل ان تفتح فمها للحديث..
احست بشيء يطبق على فمها ويمنعها من فتحه شعرت بضيق تنفس كبير حتى احمر وجهها ..


وسمعت صوته :" لا تتكلمي وتجعليها تخافني.. وإلا ندمتِ"


تلفتت كاترين فكأن غيمة كانت بالمكان وهزت كتف إيلينا بخوف تهمس:
-" يااا إيلي.. لا تخيفيني.. لماذا انتِ هكذا؟.. تكلمي.. تنفسي "


شعرت بالرعب فصرخت
:" امي ابي.. فليساعدني احد"


لتأتي الام بخوف على صراخ كاترين
:" ماذا هنا....ك"


وفور رؤيتها حاله إيلينا رمت ما بيدها وجلست تنادي وهي تهز كتفها:" إيلينا .. ايلينا ... تحدثي.. يا اللهي ابنتي.. كاترين اذهبي لتحضري ماء"


كانت مندهشة مما ترا اختها عليه ولم تتحرك فيصلها صراخ الام
" هيااااا بسرعة"


فتجري وتأخذ الكأس وتفتح الصنبور وهي تلاحق انفاسها مفزوعة
لم تدرك إلا وهي تهمس برجاء:
" ارجوك.. لا تؤذي اختي.. اتوسل اليك لا تفعل"


فيصلها همس منه:" إذا كفي عن ايذائي"


ليقع الكأس من يديها وينكسر وقد بدأت تتعرق وتتنفس بصعوبة فتجلس ممسكة بطرف الطاولة ..
وتسد على اذناها بقوة كي لا تسمع..


وبلحظة جنون دونغ هي تلك كاد ان يؤذي إيلينا وكاترين..
ولكن رؤيته لدموعها وانهيارها وتوسلها.. جعله يستفيق ويترك المكان ويغادر..


رجعت انفاس إيلينا فارتمت ارضا تحاول ان تدخل اكبر قدر من الاكسجين لرئتيها ..


والام تسأل عن حالها بخوف.. لتنتفض من مكانها لتقول :" كاترين اين هي؟"


لتجيب الام برجفة:" انها بالمطبخ"


لتجري اليها بخوف والام تتبعها وهي لا تفهم شيء..


وجدنها تجلس القرفصاء ترتجف وتسد على اذنيها
إيلينا:" كاتي .. هل انتِ بخير؟"


فتنظر الى اختها تخونها قدماها لتجلسها ارضا، فتجري اليها وتضمها قائلة:
" انتِ بخير" وعيناها تلفان المكان بذهول..


كانت الام كمن هو اعمى واصم، جلست بين ابنتيها قائلة:
" ما بكما؟! ماذا حدث لكما؟.. يا اللهي ابنتاي سأتصل بالطبيب"


التفتت اليها إيلينا قائلة:" لا داعي.. انه شيء بسيط.. لا تشغلي بالكِ"


واومأت لكاترين بالنهوض حتى لا تقلق الام كثيرا..
خرجتا من المنزل وهما صامتتان حتى انهما لا تعلمان الى اين تقودهما قدماهما..


كسر ذلك الصمت كاترين بقولها:" إيلي.. ماذا يحدث لنا؟! أهو بسبب ذهابنا للعالم السفلي ام ماذا؟!"


تنهدت الاخرى بضيق بدون ان تقول شيء.. فماذا عساها تقول


هكذا حتى وصلهن صوت دونغ هي القلق على ملامحهما:
" كاترين إيلينا.. ماذا هناك؟"


لتجري كاترين وترتمي بحضنه وتمسك به بقوة قائلة:" انت هو انت صحيح .. لا يوجد شيء آخر؟!!"


فيربت على رأسها قائلا:" لا تخافي لن يحدث شيء"


نظر لإيلينا التي بادلته النظرة ومنها فهما انهما مرا بنفس الشيء..
ادركت إيلينا انها لابد ان توضح الامر له..


فتكلمت:" كاتي.. هلا ذهبتِ لتشتري لنا بعض الساندويتشات لنفطر مع دونغ هي هنا"


ابتعدت عنه مستغربة فلما لا يذهبوا جميعا..
ولكنها وافقت وذهبت..


فتجلس إيلينا ودونغ هي الذي ينظر لها منتظرا تفسير..
لتبدأ بسرد كل شيء له منذ البداية وحتى هذه اللحظة...


وتضيف :" نعم اعلم ستخاف وتتركها.. ولكن كان يجب على اخبارك"


ضحك بسخرية وابعد ربطة عنقه قائلا:
-" لم اخبركِ ان قريني اليوم ظهر لي ليهددني ايضا.. ولكن انا لن اترك كاترين وسأحميها.. وهو به الى الجحيم"


وقتها تأتي كاترين وتجلس معهم لتقطع الحوار عند ذلك الحد..
اكلت إيلينا معهم ثم استأذنت بالمغادرة..
وهما اكملا موعدهما الصيفي الجميل..


دون ان يشعرها دونغ هي بشيء ويحاول تهدئتها.. ولكنها بلحظات كانت تتخيل طيف دونغ هي بمكان آخر..
ظنته بسبب الارهاق متجاهله الامر..
حتى عادت للبيت لتنام مباشرتا ..


دونغ هي كان متعب ايضا ويصعد السلالم المؤدية لشقته ويفكر في ماذا يمكن ان يحدث..


حتى يسمع صوت صراخ خلفه، يحاول الالتفاف ولكن دون جدوى فقد شلت حركته..


لتصله انفاس حارقة قرب رقبته
-" اخبرتك.. ان تبتعد عنها وإلا ستندم"


ويرفعه عن الارض تماما ويفلته ليرتطم بالأرض بقوة
" انها البداية فحسب"


وتختفي الصرخات والاصوات تلك لتحل محلها صرخاته هو من الالم...


وهو يمسك بيده اليسرى التي سقط عليها.. جلس بصعوبة محاولا تحريكها، ولكنه صرخ مجددا بقوة.. حتى خرج احد الجيران ليذهل من حالته .. ويستدعي الاسعاف فورا..


نهاية البارت..
تابعوني لتتعرفوا المزيد من جنون الاحداث التي ستلم بأبطالنا..








يتـــــبـــ ـــ ــــع...**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق