Җ
جنون
منتصف الليل Җ
Җ
البارت
الخامس Җ
Җ
عشق
تخطى العوالم Җ
Written
By :
♔ Άṧṃạắ ♔
وتلك
كانت مجرد البداية للجنون الذي سيمر بكاترين ودونغ هي البشري ...
في
تلك الاثناء تم نقل دونغ هي الى المشفى ليتم تجبير يده وينام ليليتها هناك..
انتصف
الليل والهدوء يلف الغرفة الصغيرة عدا من تنفس كل من إيلينا وكاترين وهما تغطان
بنوم عميق..
ليهز
ذلك السكون تقلب كاترين بالسرير وهي تتعرق وتحاول الصراخ..
كان
كابوس يقلق نومها..
"
ظلام وظلام وهي تتلفت حولها علها تكون فكرة عن المكان ولكنها لا تجد غير الظلام
جرت محاولة الابتعاد للبحث عن نقطة ضوء فهي تبدو كالعمياء..
وفجأة
يقترب منها مخلوق ذو شكل مروع ويمد شفتيه ويقول بصوت دونغ هي:
-"سأقبلكِ
فقط "
فترفع
يدها اليسرى وتسد فمها وهي تصرخ:" لااااا ارييييد"
"امممممممممممممممممممممممم"
فزعت
إيلينا التي فاقت على صوت مكتوم من اختها لتجلس وتنير الاضواء فتذهل بها تتعرق
وتحاول الصراخ وهي تمسك بفمها بقوة ..
اقتربت
إيلينا منها وابعدت يدها لتهوي بحجرها وهي ترتجف، عاد تنفسها ولكن بشكل سريع
فتكلمت بهلع مع عينان شاخصتان:
"
هناك من يخنقني إيلينا لقد كاد نفسي ينقطع.. انا لا ارى شيء"
اتضحت
الرؤيا تدريجيا لترى يدها مرمية بحجرها واصابعها ترتجف، التفتت لإيلينا تذرف
دمعاتها..
لتمسحها
إيلينا قائلة وهي تحتضنها:
-"
لا تخافي انه مجرد كابوس"
فتنفي
ذلك بهزها رأسها يمينا وشمالا قائلة:" لقد كنت بمكان آخر.. لقد كان صوت دونغ
هي مع شكل مروع.. انه حقيقي وليس كابوس.. انه ... لقد قال لي..."
شدت
عليها قائلة:" اهدأي.. لا تخافي انه مجرد حلم"
اعطتها
الماء فتشربه دفعه واحدة.. وهي تربت عليها لتهدئها
بالكاد
رجعت للنوم بعد ان جاءت إيلينا لتنام معها بالسرير وتترك إنارة الغرفة مضاءة...
منذ
الصباح كانت إيلينا تتصل بسيدرا وتخبرها بكل شيء
:"
اوني انه يحاربنا الان.. يود ان يقتل كاترين خوف.. وكذلك دونغ هي اليوم بالمشفى
ويده مكسورة.. ما العمل.. اي دوامة هذه التي زجينا بها"
فيصلها
صوت سيدرا الخائف:" يا اللهي .. هل جنن ذلك المعتوه الم يكن يساعدنا بالعالم
السفلي.. ماذا حصل؟"
إيلينا:"
يبدو انه قد جن جنونه بسبب قرينة وحصوله عليها"
سيدرا:"
اااه إيلينا ليتني استطيع المجيء .. ولكن انا امر بمشاكل كثيرة"
إيلينا:"
مع اهل سيون اوبا مجددا"
سيدرا:"
لا.. بل هذه المرة مع سيون نفسه.. الامر متأزم"
إيلينا:"
اوني.. سيمر كل شيء بخير.. ونحن لا تقلقي علينا.. اسفة انني ازعجكِ"
سيدرا:"
لا عليكِ اتمنى لو كنت معكما.. ولكن كونا قويتان.. ولا تخبري كاترين قد تموت من
الرعب"
كاترين
كانت بقرب دونغ هي بالمشفى وقد بدا الرعب والشك يتسلل لقلبها، بعد صمت كبير اطبق
عليهما تحدثت:
-"
دونغ هي.. عندما كنا بذلك اليوم في العالم السفلي لقد اوكلت الي مهمة.. هلا ذكرتني
عنها.. انا لم اعد اذكرها"
مسح
على شعرها قائلا:" وماذا تودين بذلك اليوم؟"
امسكت
بيده مصرة:" اود ان اذكر.. ارجوك"
صمت
قليلا ظننا منه انها نست فعلا لذلك تكلم:
-"
لقد طلبت منكِ ان تكوني شجاعة، ولا تخافي من الاشكال التي تريها مهما كانت
بشاعتها"
همست:"
هممممم وهل اخبرتني ان اتكلم وقتها ان احتجت مساعدتك"
نظر
اليها بتمعن وقال:" نعم اخبرتكِ اذا احتجتني اصرخي"
وقتها
ترتخي يدها من يده وتبعد رأسها عنه وهي تحدق بذهول،
فهي
قد ادركت انهما مختلفان.. تأكدت شكوكها وعرفت سر الذي يلاحقها بمنامها..
جفت
شفتاها وابيضت وهي تحدق به ..
فأدرك
انها قد عرفت بالأمر..
ولحظتها
تدخل إيلينا وهم صامتون
همست
بضجر :" ماذا الان؟!"
لتلتفت
اليها كاترين بغضب وتصرخ:" لما لم تخبرونني.. لما كذبتم علي؟"
لتمسك
إيلينا برأسها قائلة:" كيف عرفتِ؟.. اهدائي"
ولكنها
تستمر بالصراخ وهي ترتجف:" انه منذ البداية يلاحقني.. وساعدني لأنه احبني..
وعندما وجد قرينه قد ظهر ليحتل مكانه .. فبدأ يؤذي الجميع.. ويظهر بكوابيسي
وإيلينا كذلك .. و...." صمتت تتلفت حتى استقرت عيناها على يد دونغ
هي"....و انت يدك.. انه بسببه.. وكل هذا بسببي انا"
امسكت
برأسها بقوة وهوت مغمى عليها..
اخبرهم
الطبيب انه ارهاق لا اكثر..
ولكنها
بأحلامها قد اتاها دونغ هي بشكله المعتاد..
كما
كان يظهر لها قبلا..
اقترب
منها فحاولت الصراخ ولكنها كانت بوسط ماء فاختنقت تنفست بفزع فهي لا تغرق سوى عند
محاولتها الكلام..
تبسم
يتكلم بهدوء:" اسف.. فعلت ذلك كي لا اسمع كلام جارح منكِ.. فهذا ليس
حلم"
ادركت
انها ليس حلم فهي تشعر بكل شيء..
مد
يده ليغلق عينيها اللتان تنظران له بخوف مطلق، وهمس:
-"
لما الخوف.. ها قد عرفتي بالأمر.. وهو شيء عادي فقط احبيني كما أحببتني سابقا
"
فزعت
من قوله شيء عادي، فأي شيء عادي بالأمر
وفتحت
فمها لتصرخ وتحاول التحرك
وهو
يحاول تهدئتها:" غبية اهدئي ستغرقين.. انه ليس حلم..."
ولكنها
مستمرة بمحاولة الكلام فصرخ بها
"...تبااااا
لكِ"
واختفى
ومعه استيقظت كاترين تصرخ بقوة وقد كانت غارقة بعرقها..
امسكتها
إيلينا تهدئها قائلة:" انتِ بخير لا تخافي"
نظرت
لدونغ هي ثم لإيلينا قائلة:" اي خير.. ليتني لم اذهب الى ذلك الكهف.. انني
خائفة جدا.. سيؤذيني ويؤذي الجميع"
سمعت
صدى صوته في رأسها يتردد
"
انا لن اؤذي احد .. ولكنني سأحاول استرجاع قلبكِ فقط"
كان
يوما مزريا بالنسبة لكاترين التي تنتظر ظهوره في ايه لحظة..
اما
دونغ هي سفير الجان كان مع هيوكي بعالمة
هيوكي
بضجر:" ماذا الان؟"
ليجيبة
دونغ هي ببرود:" لا شيء فقط سأسترجعها.. وسأجعلها هي من ترجع لي"
هيوك:"
كيف؟!.. وماذا عن جلب روحها الى هنا"
ابتسم
مجيبا:" سترى.. اما بالنسبة لروحها انا لدي الحل.. فقط لو تترك خوفها سيكون
كل شيء على ما يرام"
مرت
يومان لم يظهر دونغ هي سفير الجان على اي احد، وذلك اقلق كاترين كثيرا.. ولكنها تجاهلت
الامر واستمرت بمقابلة دونغ هي البشري ...
كانت
بذلك اليوم معه يجلسان على حافة نافورة ويتبادلان اطراف الحديث
دونغ
هي:" اممممم افهم الان ان قريني المحترم تركنا وشأننا.. فهو مختفي
تماما"
كاترين:"
ااااه لا اعلم.. اتمــ ــنى"
قالتها
بتقطع فقد كان شيء بداخلها يشتاق له.. ولكنها تتجاهل الامر فحسب
..
وضعت يدها على خد دونغ هي قائلة :" يجب ان اذهب للبيت لقد تأخرت"
قبل
راحة يدها قائلا:" الا تودين ان اوصلكِ"
ابتسمت
قائلة:" لا مازال الوقت مبكرا.. ثم انني لست طفلة"
اقترب
منها قائلا:" انتِ لستِ طفلة فحسب.. بل طفلة مجنونة"
ضحكا
بخفة ودونغ هي مواصل بالاقتراب منها ببطء وهي لم تحرك ساكن
حتى
كاد يقبلها وقتها رأت دونغ هي الاخر في زاوية ينظر لها بحزن ويؤشر بلا
فزعت
تشهق مبتعدة عنه .. فينظر لها باستغراب
نظرت
مجددا للمكان فوجدته يبتسم ثم يهديها قبلة طائرة ويختفي
رجف
قلبها لا تعلم خوفا ام ماذا؟
تلعثمت
بقولها:" الى اللقاء.. سأتأخر"
احتضنته
بخفه وغادرت..
وهكذا
استمر دونغ هي يحرك مشاعرها ويظهر بكل مرات تكون فيها مع دونغ هي البشري..
جعلها
تسأم الامر.. والسبب انها فعلا لم تعد تستجيب لأي من حركات دونغ هي.. بل كانت
تتبعثر نبضاتها كلما رأت قرينه ..
لم
تخبر إيلينا او دونغ هي.. ولكنها اصبحت مدركة انها مغرمة كليا به ومدركة بشكل اكبر
مدى خوفها من الامر..
وجلس
يظهر لها بكل مكان يهديها بتساماته ويلوح لها ويختفي..
هكذا
حتى
اصبحت
باردة تجاه دونغ هي حتى شك بالأمر ولكنه صمت..
بيوم
كانت معه وقد قرر ان يتأكد من شكوكه
كانا
يمشيان بصمت
حتى
توقف قليلا فقد شعر بها تنظر لأحد ما كما كل مرة..
فالتفتت
له مستفسرة
لتتفاجأ
به يمسك كتفها ويشدها اليه ويقبلها..
فتدفعه
عنها بقوة ليقف منذهلا ينظر لها..
هي
نفسها تفاجأت من فعلتها تلعثمت بقولها :" هههه آه انه فقط.. لقد فاجأتني ..
لم اعهد منك هذه الحركات الطفولية "
وضربته
بخفه على كتفه وهي تضحك محاولة اخراج نفسها من ذلك الموقف،
هو
ادرك الامر ولكنه تجاهله وابتسم هو الاخر قائلا:
"
اصبحتِ تخجلين هاه"
فتبتسم
بشحوب وهو كذلك..
غادر
دونغ هي مودع كاترين التي استمرت بالمشي تفكر
"
يا اللهي هل حقا انا احب قرينه، فبالفعل قصدت دفعه عني.. آآه ما الذي يحدث"
جلست
تتخبط بأفكارها
حتى
وصلت لرواق ضيق وخفيف الانارة سلكته اختصارا للطريق.. ومنذ دخولها شعرت بأحد خلفها
لذلك شدت بخطواتها ولم تتوقف إلا عندما انقطعت الانارة تماما..
حاصرها
اخيرا بذلك الرواق المظلم عيناها مفتوحتان على وسعهما وقد كبرت حدقة عينها تحاول
التقاط اي بصيص ضوء لترى..
ولكن
عبثا تحاول.. فالظلمة كادت ان تجعلها تفكر انها عمياء تماما..
شعرت
به قريبا منها ادركت انه هو،
فهمست:"
ارجوك لا تقترب.. انت فقط تؤذيني هذا ليس حب انه هلاك وجنون.. اخبرتك انا لا قوة
لي على حب احد من العالم الاخر "
فيصيح
حتى يصم اذناها:" وماذا عن حبي لكِ"
فيجدها
تنظر له بخوف تهوي دمعاتها وتخرج حروفها متقطعة:
"
انــ ــ ــ ــت فقــــ ـــ ـــط تخيفنــ ـــ ــني"
وتغمض
عيناها تشهق بقوة
فيهدئ
من روعه ويضيء المكان قليلا ويهمس:
"
انتِ من تجعلينني هكذا.. لا تفكري بانني مختلف فالحب لا يعرف الاختلاف.. مثلما
احببتني اول مرة اود استرجاع ذلك الحب.. هذا فقط ما اريد"
شملها
بنظراته واكمل:" وانا اعلم ان قلبكِ لم يحب احد غيري.. حتى ذلك القرين التافه
لم تحبيه بقدر حبك لي.. اعترفي لقد احببت شخص من العالم الاخر.. لا تنكري فقدرتي
على رؤية قلبكِ اثبتت الامر.. ولكن ما يزعجني عقلكِ لماذا هو خائف هكذا.. كوني
شجاعة فلا شيء يدعو للخوف وانتِ معي"
ومد
يده حتى كادت تلامس يدها اغمض عيناه يستنشق الهواء ثم يزفره ويشبك اصابعه
بخاصتها..
صحيح
ان جسده بدأ يحترق بمجرد لمسها هكذا وقد بدا عليه الالم فالجان يتعذبون إن لمسوا
البشر في عالم البشر.. ولكنه قاوم ونظر اليها قائلا:
"
أرءيتِ؟ كل شيء طبيـــــ آه ـــعي"
شعرت
بألمه فسألت مستغربة:" مــ ــ ــاذا بــ ــ ــك؟"
فهمس
وهو يعض على شفتيه:" لا شيء.."
تركها
بعد ان بدأ يتعرق ابتلع المه قائلا:".. سعيد بـ قلقكِ الكبير علي.. وهذا يثبت
انكِ قد استسلمتِ"
ابتسمت
بشحوب فهي نفسها خافت من قلبها الاخرق كيف له بالخوض والاعتراف بمخلوق من العالم
السفلي..
فيجيبها
بمرح:" لا تخافي قلبكِ فهو من انقى واجمل القلوب.. والان اود منكِ اعتراف
صريح.. مللت قراءة دواخلكِ اود ان اسمعكِ انتِ"
عندها
جلست ارضا تأخذ نفسا و تضحك بجنون ثم تنظر اليه وتتنهد قائلة:
"
نعم لقد فقدت عقلي لأفعل هذا ولكنني احب لي دونغ هي.. ليس البشري وإنما سفير الجان
الاعظم.. احبــــــــــــه.. مع انني خائفة الان حد الموت ولكنني احببته"
اقترب
منها حتى اختلطت انفاسهما فأقفلت فمها المبتسم واغمضت عينيها بقوة وامسكت بقلبها
الذي كاد يجن بسبب ضرباته.. ليس حبا وارتباكا ولكن خوفا..
نعم
خوفا..
ضحك
بعمق على خوفها ونفخ على وجهها حتى فتحت نصف عين بحذر
فقال:"
افتحي عينيكِ حمقاء.. فلن اقبلكِ هنا ابدااا.. فهذا المكان ليس ملائم لقبلتنا
الثانية والتي طال انتظارها"
شعرت
بالارتباك والخجل معا فحكت رأسها تطلق ضحكه غبية وهي تبرر:" لا لم اتوقع
الامر ابدا"
فيرفع
اصبعه ويسكتها :" اشششششش.. بدون كذب فأنا اعلم بكل شيء يخالجكِ الان"
صمتت
تفكر :" آآه يا اللهي هل كل حركاتي مكشوفة .. اي ورطة هذه الان كل ما بداخلي
يعرفه"
ابتسم
رافعا حاجبه مرتين ليؤكد لها الامر..
بخيبة
قالت :" يا اللهي"
خوف
مع ضحكة باهتة وكذلك نجد مشاعر حب تائهة وتردد واضح وذهول على محياها ..
فكيف
بمن يعرف خلجاتها ايضا..
لم
يكن من دونغ هي سوى الالتفاف للجهة الاخرى والضحك بشكل كبير جدا..
ففعلا
هذا حب غريب وقد تخطى ازمان واماكن وعوالم.. والمذهل انه من فتاة تخاف من ظلالها
وبرغم اعترافها إلا انها مازالت خائفة والان هي تخاف من نفسها التي تفعل كل ما
يخالف كل شيء بداخلها..
كتفت
يداها واخذت نفس وزفرته قائلة:
-"
الان دعني اذهب سأتأخر عن البيت"
توقف
عن الضحك واومأ بسبابته بلا
وقف
قائلا:
-"
ليس قبل ان تتركي قريني المعتوه"
وضعت
يدها على ذقنها قائلة:" وكيف لي ذلك؟ .. لقد احبني كما انت وتحداك ايضا..
فكيف سيتركني باعتقادك"
اقترب
منها مجددا وهمس بغضب:" هو لم يحبكِ كما انا قط.. "ابتعد واكمل"..
بسيطة سآخذه غدا معي للعالم الاخر.. واقنعه بطريقتي"
فزعت
مما سمعته وقالت برجاء:" لا ارجوك.. دعني انا وسأتولى هذه المهمة"
فتحرقها
نظراته وتنفسه الغاضب قائلا:" ماذا تقصدين؟ هل تشفقين عليه؟!!"
تراجعت
خطوة للوراء وهي تهز رأسها و تومئ بكلتا يديها نفيا قائلة:
-"
لا لا.. انه فقط..."
-"
بلى هو هكذا " فاجأها بصراخ
لتترقرق
الدموع بعينيها وتدلي بكلامها الخائف:" نعم هكذا.. فهو قد احبني يوما.. لا
اود ان يتضرر يكفيني خداعة وتركه هكذا"
تلقت
صمت مخيف من ناحيته فأكملت:
-"
ارجوك.. دعني انا اتولى هذه المهمة"
اجابها
بحنق:" حسنا.. ولكن بشرط.. يكون نهايتكما في العالم السفلي على مرائ
مني"
شهقت
قائلة:" العالم السفلي.. لا ارجوك لا تعيدني اليه"
لمس
خوفها لذلك اقترب منها كثيرا ومد يده حتى كادت تلامس خدها وهمس:
"
اخبرتكِ طالما انتِ معي لن يصيبكِ مكروه.. انه ليوم واحد فقط.. واعدكِ لن تري شيء
كما المرة السابقة"
ابتسمت
تومئ بنعم :
-"
ايضا انا معي شرط.. اود...."
فيقاطعها
:" إيلينا تدخل معكِ.. حسنا لكِ ذلك"
فتقفز
فرحا وبدون ادراك تحتضنه بسرعة وتفلته يكاد يغمى عليه من الألم ..
هي
كانت سعيدة لأن اختها ستلتقي بمن تحب مجددا اكثر من كونها خائفة..
قشع
ذلك الضباب واختفى معه دونغ هي وآخر ما سمعته منه هو:
"
كوني هنا غدا معهما عند المغرب"
لوحت
بيدها تأشر له :" حسنا.. الى اللقاء.. احبك"
نظرت
للسماء التي تبدو صافية ترصعها النجوم لتجعلها ساحرة .. نسمات بارده تداعب شعرها
وخديها وجسدها فضمت يداها مناشدة في اخذ بعض الدفء ..
تفكر
في حياتها التي قلبت رأس على عقب وصار كل يوم هو مغامرة مجنونة..
كيف
ممكن للمرء ان تتغير اموره بلمح البصر .. وهو كان يعيش بهدوء تام غير آبه لما
سيواجه ولو بنسبة واحد بالمئة ..
فمن
كان يظن كاترين تحب سفير الجان الأعظم وتعترف بذلك..
كذلك
من كان يظن فراق هيوك وإيلينا يكون بتلك الطريقة وكذلك لقائهم بذلك المكان..
كانتا
فتاتان عاديتان ولكن هيوك ودونغ هي جعلاهما مصدر ضجة لعالم البشر والعالم السفلي
كذلك..
عادت
للبيت رمت بنفسها على السرير مغمضة عيناها فقط صدرها الذي يرتفع وينخفض نتيجة
تنفسها..
ليصلها
صوت إيلينا المستفسر:" ماذا هناك؟!"
تنهدت
واجابت:" هناك كل ما هو عجيب وغريب ومذهل ومميت وجنوني"
إيلينا:"
لا تقولي انكِ حسمتِ الامر مع سفير الجان"
لتفتح
عيناها وتنظر لأختها وتومئ بنعم قائلة:
-"
نعم.. لن تصدقي ما حدث!"
إيلينا
اتجهت اليها وجلست بقربها ومدت يدها لتسحبها تعتدل في جلستها وهي تقول:
-"
هل اقتنع؟.. هل سيحل عنكِ وعنا اخيرا؟!"
كاترين
عدلت جلستها وصمتت قليلا قبل ان تتنحنح لتنظف حنجرتها قائلة:
-"
لا.. انا التي اعترفت بحبي له"
كانت
إيلينا تحمل جميع ملامح التبلد وفقط نطقت:
-"
ماذا؟!"
-"
كما سمعتِ.. نعم اكتشفت انني فقط طوال الفترة السابقة احب دونغ هي ليس الذي
اواعد.. وإنما سفير الجان الاعظم.. نعم انا احببته هو لذلك سأترك دونغ هي
البشري"
إيلينا
امسكت بكتف اختها قائلة:
-"
كنت اعلم.. ولكن ماذا بعد؟!"
تنهدت
كاترين واضعة رأسها على ركبة إيلينا ونظرت اليها قائلة:
-"
لا اعلم اين سأذهب مع هذا الحب المجنون الذي انا نفسي اخافه.. ولكن لا قدرة لي على
صده او تجاهله فقد احببته فعلا"
ابتسمت
الاخرى وبدأت تمسح شعر اختها بحنان فهي تعلم كم هي خائفة ولكن فعلا قلبنا هو الشيء
الوحيد الذي لا قدرة لنا على التحكم به..
صمتتا
قليلا كل تنظر للأخرى و قطعتا الصمت كلاهما بصوت واحد
إيلينا:"
ماذا عن دونغ هي البشري؟"
كاترين:"
ستلتقين غدا بـ هيوك"
صمتتا
مجددا لتضحك كاترين قائلة:" وهذا ما اتحدث عنه.. غدا سأنهي الامر معه"
لتجد
اختها قد غرقت بحزن عميق فور سماعها اسمه
فتمد
كاترين يدها نحو خدها قائلة:
"
نعم ستلتقين به.. لقد كان هذا شرطي الوحيد لدونغ هي بدخول ذلك العالم مجددا.. وقد
وافقت بسببكِ فقط.. فأنا اعلم كم تشتاقي له حتى لو اخفيتِ.. انا ادرك كل شيء
بداخلكِ"
تركت
اختها وابعدتها عنها ونهضت تتجه للباب وقبل ان تخرج وصلها صوت
كاترين:"
ستأتين اليس كذلك"
التفتت
اليها باسمة :" نعم بالطبع.. إن لم يكن من اجل هيوك.. فمن اجلكِ انتِ"
وهكذا
مرت تلك الليلة على كل من كاترين وإيلينا ببطئ مقيت جدا..
كانت
مشاعرهما متخبطة بين، حيرة، خوف، ندم، بالنسبة لكاترين التي هي مستاءة لما ستفعله
بدونغ هي البشري ولكن كان قرارها اهون من ان يتولى ذلك دونغ هي في العالم السفلي
ستفعل ذلك من اجل دونغ هي نفسه ومع ذلك تعلم انها ستكسر قلبه وسيراها بعد ذلك
خائنة قاسية..
اما
إيلينا فقد كانت خلجاتها تكاد تجن من، الم، شوق، حزن للفراق مجددا، فهي تعلم انه
لقاء واحد اخير.. ربما ارادت عدم الذهاب وتاقت له ايضا..
ومع
كل تلك المشاعر المتخبطة سكون كان يلف قلبيهما
بشكل
كبير..
اتى
اليوم التالي وبالكاد مرت الساعات حتى جاء العصر ومعه اتى دونغ هي الى الحديقة
التي يلتقي بها دائما مع كاترين كانت تجلس على احد المراجيح تهتز بخفة
ارتاح
لرؤيتها وجرى اليها جلس ارضا ورفع كتفاها ليجبرها على النظر لعينيه .. فترى لهفة
خوف اشتياق ومشاعر لم يسبق لها ان رأتها
تكلم
بقلق:" ماذا حصل.. ماذا فعل قريني المعتوه .. هل آذاكِ ؟ .. لا تخافي دعي
الامر علي انا.. وسأحميكِ لن ادعه يؤذيكِ ما حييت"
جعلها
كل ذلك ترى نفسها قذرة قاسية القلب لتكسر قلب احبها بجنون
سقطت
دمعاتها واحدة تلو الاخرى وعلت شهقاتها حتى تلفتت الاعين اليهما
ارتمت
بحضنه تبكي بحرقة وتتأسف ..
مسكينه
كاترين قلبها وقع ضحيه رجل وقرينه احباها بنفس الجنون .. صحيح هي تحب سفير الجان
.. ولكن ذلك لا ينفي انها تحب دونغ هي البشري ..
فهما
وجهان لعملة واحدة..
صحيح
اختارت سفير الجان وقد ربما تحبه اكثر.. ولكن قد ربما اختارته خوفا على قرينه
البشري الذي عانا من اجلها..
نعم
قد ربما يكون هذا هو سببها الاول..
ابتعدت
عنه بعد وقت طويل جدا ومسحت بيديها عيناها المبللة بالدموع وتتنهد واحدة تلو
الاخرى ..
وهو
بدوره يربت على كتفها منتظرا ما ستقول
لتتكلم
اخيرا :" سنحسم الامر اليوم ولكن علينا فعله بالعالم السفلي.. هل
ستاتي؟"
وكأنه
فهم سبب بكائها ونظراتها فأجاب بانكسار بعد ان رفع نظره اليها:
"
نعم.. سآتي.. واي كان ما سيحصل.. سأظل احبكِ واعشقكِ انتِ مجنونتي"
كسهم
خرجت تلك الكلمات من فمه لتتوسط قلبها وتشقه لقسمين ..
اخبرته
بالمكان والزمان.. وغادرت تاركة اياه بنفس جلسته تلك تكاد دموعه تخرج من عيناه
مسحها بطرف يده ونهض يناديها:
"
كاترين"
لتلتفت
اليه فتراه يقترب اليها بخطى سريعة وفور وصوله يحتضنها بعمق بعدها يقبلها بجنون لتستسلم
له تماما..
انهى
قبلته تلك وغادر مباشرة.. فلم يكن يود ان ترى دمعاته..
ولكنها
قد احست بها على خديها..
لم
تستطع النظر اليه تنظر الى الارض بأسى
انها
مشاعر لا توصف ماهي فيه الان.. تكاد تتمنى انها لم تلتقي به اساسا..
عادت
تجلس مع إيلينا التي هي الاخرى لم تقدر على نطق حرف واحد..
حتى
اتى الوقت المنتظر.. ذهبتا هناك ليجدا دونغ هي ينتظرهما..
لم
يكن للحديث مكان فقط نظرات تحكي كل ما قد يقال..
وجلسوا
منتظرين ظهور دونغ هي ليأخذهم..
وبالفعل
اتى دونغ هي تلاقت نظراته مع قرينه لبعض الوقت ثم طلب منهم ان يتبعوا خطواته وهم
مقفلين الاعين ...
ومشوا
حتى توقفت خطواته وسمعوا همس من دونغ هي :
"
الان افتحوها"
الكل
فتحها عدا كاترين كانت تغمضها بقوة وتبدو خائفة،
نفس
التفكير، فاقتربا منها الاثنين وكل امسك يدها، البشري باليمين والقرين اليد الشمال
ونطقا معا:
"
لا تخافي انا معكِ"
لتفتح
عينها وتنظر الى جانبيها فتراهما يرمقان بعض بنظرات مبهمة
تدخلت
إيلينا بقولها :" ما هذا الحب كاتي؟ "
خرجت
ابتسامه باهتة من كاترين وتركت يديهما ملتفته لإيلينا قائلة :
-"
اذهبي اليه "
إيلينا
:" وانتِ؟"
تنهدت
مجيبة :" سأكون بخير فلدي شخصان يحمياني" واشارت لهما بخوف
نظرت
للقرين قائلة:" دلها على مكان هيوكي ارجوك"
نظر
الى إيلينا واقترب منها امسك برأسها فرسم ببالها الطريق اليه، اضاف بقوله:
-"
كوني هنا بعد اربع ساعات وإلا لن ترجعي"
كادت
ان تغادر ولكن كاترين اوقفتها بحضن وهمست:" ارجوكِ قد اكون انانية ولكن اتوسل
اليكِ ارجعي بالوقت المحدد"
احتضنتها
وربتت على شعرها فقط ولم تقل شيء، تركتا بعض وجرت إيلينا
التفتت
كاترين لهما،
دونغ
هي سفير الجان:" هيا فلتنهي كل شيء"
دونغ
هي:" ثقي انني لن اخافه ابدا.. فلا تقرري بسبب خوفكِ منه"
اقترب
منه وبضحكة ساخرة تكلم :" هل انت احمق حتى تتحداني علنا"
نفخ
بوجهه قائلا:" نعم انا افعل ذلك"
ملأت
زمجرة دونغ هي المكان،
فأوقفتها
كاترين بصراخها:" كفى.. انا من سيختار لذلك كفا عن الشجار.. وعداني ان تحترما
قراري اي كان"
تلقت
ايمائه من كلاهما مع وجه عابس من البشري
تنهدت
ونظرت للقرين:" اريد ان نكون وحدنا قليلا .. هل لي بذلك؟"
كتف
يداه وقال :" حسنا .. قليلا فحسب"
جلسا
على تلك الصخرة تكلما معا
كاترين:"
اسفـــ...."
دونغ
هي :" اعلم انكِ...."
صمتا
كل ينتظر من الاخر ان يكمل
اكمل
دونغ هي وهو يشمل المكان :" كيف لملاك مثلكِ بالعيش هنا؟.. كيف لملاك ان تقع
بحب شيطان؟.. هل جننتِ كاترين؟!"
خنقتها
غصة كبيرة ولكن لم تذوب بدموعها لتريحها فقد اخذها دونغ هي
لذلك
ابتلعتها قائلة:" لا اعلم ؟!!.. حقا انا اسفة.. فعلا انا احببتك ولكنني
احببته اكثر"
صمت
فلم يعد هناك شيء يقال
كاترين:"
انه هو من اريد منذ البداية.. وحتى بعد معرفتي حقيقته لم يغير هذا شيء مع انني
حاولت"
نظرت
اليه بأسى واسف،
ابتسم
بانكسار ونهض قائلا:" كيف اخرج من هنا؟"
كاترين:"
دونغ هي انني حقا...."
قاطعها
ظهور دونغ هي القرين بابتسامة المنتصر تحدث:
"
سأخرجك الان.. ولكن اعلم انك ان اقتربت منها مجددا سيحدث مالا يحمد عقباه"
همس
بغضب:" انت اعلم انه فقط بسبب خيارها تركتها.. واعلم ايضا انها احبتني كما
احبتك لذلك اصمت"
كانت
كاترين تتمنى لو انها تستطيع البكاء وقتها فهي حقا احبته ..
جلست
بحزن حتى رجع دونغ هي امسك بيدها وقبلها قائلا:
"
اميرتي اخيرا انتِ معي ولي وحدي"
ضحكت
والتفتت للجهة الاخرى
فتكلم
قائلا:" حسنا .. هلا نسينا الامر قليلا ونمرح حتى عودة اختكِ"
فزعت
وكادت تتكلم فأسكتها بأصبعه التي وضعها على شفتيها قائلا:
-"
نعم هنا سنمرح"
نظرت
اليه وكادت تتكلم فقاطعها مجددا :
"
لا تخافي انتِ الان برفقتي لن يجرء احد على الاقتراب منكِ"
كادت
تتكلم فأسكتها قائلا:" لا تقلقي هنا اماكن جميلة وستعجبكِ"
عندها
صرخت :" يااااااه كفى.. ما هذا؟ كلما احاول قول شيء تجيب عليه ... فهمت انت
تقرأ كل شيء بداخلي ولكن اقلها دعني اتكلم.. فهذا محبط جدا"
فيضحك
ويقترب منها يقبلها بقرب اذنها ويهمس:" اعشقكِ"
فيقشعر
جسدها وترتعد فرائصها خوف وليس توتر وتبتسم بارتباك
فيبتعد
عنها ويكتف يداه وتظهر عليه ملامح الاستياء :
"
وانتِ اقلها حاولي ان تتحكمي بمشاعركِ لا تجعليها صادقة الى هذه الدرجة"
فتضحك
قائلة:" سأتعود على الامر.. ولكن حقا الامر مخيف لدرجة اشعرتني بالجفاف"
كان
مازال مستاء،
تأملت
المكان وتأملته قائله :"دونغ هي.. كيف استطعت ان تقرأ ما بداخلي؟.. لأنني
شاهدت فلم مصاصي الدماء.. وعندما احب مصاص الدماء بشرية كان يقرأ جميع الافكار
ولكنه لم يقرأ افكارها.. ولكن انت لماذا؟.. ان الامر محبط"
اقترب
مبتسما :" اذا.. انتِ كنتِ تتمنى حبيبكِ هكذا؟!!"
نفت
الامر قائلة :" آه يا اللهي.. لا ليس الى هذا الحد... انه فقط انا اعشق مصاصي
الدماء.. واحببت ذلك الفيلم.. لا تفهم الامر خطأ"
ابتسم
اكثر:" انا بإمكاني ان اشرب الدم ايضا.. ولدي قوى هائلة.. لا تنكري انني فارس
احلامكِ منذ البداية انا ارى ذلك"
تلعثمت
قائلة :" اه.. تبا لها قدرات .. كيف سأتعامل معها"
امسك
بيديها قائلا:" لكِ ذلك"
نفت
قائلة :" لا تفعل انني اخاف المرتفعاااااااااااااااات"
فقط
اخذها وانطلق بها يتجه الى اعلى شجرة بالمكان،
توقف
وهمس مع قبلة على خدها قائلا:
"
لقد وصلنا.. انه مكان شبيه بالذي في الفيلم"
همست
بضجر :" كف عن التخبط بداخلي .. فهناك امور لا اودك ان تعلمها"
فتحت
عينيها لترى كل شيء تحتها مع ريح تمر بهما.. كل شيء صغير جدا والمنظر كما تمنته..
همست
:" اهناك اماكن كهذه في عالمكم؟!"
اجابها
وهو يتحرك للجهة الاخرى :" لا.. ولكن انا اجعلكِ ترين ما تريدين"
التفتت
له مبتسمة وامسكت بوجهة قائلة :" اذا انت مارد الفانوس تحقق ما اوده"
ضحك
وامسك بيدها وجعلها تقفز للجهة الاخرى قائلا:" نعم"
كانت
تتنقل من غصن الى اخر وهو بقربها يشملها بنظرات محبة وهائمة يستمع لكلامها ومستمتع
بسعادتها وينتبه حتى لا تقع،
غفل
قليلا عنها فانزلقت قدمها وهوت تصرخ وبسماع صراخها وابتعادها عنه انطلقت كل
الارواح متعطشة ناحيتها.. وتحول المكان لظلام
اختطفها
من وسط ذلك الظلام وارتفع بها مجددا واعاد ذلك المنظر..
كانت
تمسك به بقوة
همست:"
ارجوك لنعد لعالمي.. انا لا احب هذا المكان"
ضحك
قائلا:" لا تخافي طالما انتِ بقربي.. ثم انها مجموعة شياطين لا اكثر.. لا
تخافي منها"
ابتعدت
عنه وضحكت بسخرية قائلة:" حمد لله انها مجرد شياطين... آآآه يا اللهي كيف
ستمر حياتي بدأ من اليوم"
همس
ضاحكا:" مثيرة جدا.. كما تمنيتها دائما"
امسكت
بجبهتها قائلة :
"
بالله عليك لا تقل كما تمنيتها.. قطعا لم اتمناها بهذه الطريقة.. ثم اخبرتك كف عن
العبث بداخلي"
ابتسم
مجيبا:
"
وما دخلي انا... انتِ من تفكري بها الان..."
صمت
ونظر لها بمكر ثم اكمل
"...
اذا هكذا تودين الامر ان يكون.. لكِ ذلك.. ولكن بوقتها ليس الان"
وغمز
لها والتفت يضحك..
كادت
ان تجن بسبب ما عرفه فصرخت به :" يااا كفى"
ضحك
مجددا وامأ بنعم
امسكت
برأسها :" ارجوك كف عن قراءة ما بداخلي.. ارجوك انه امر مزعج ومربك
وغبي"
ضحك
قائلا :" حسنا لن افعل ... ولكن الان لمحت شيء ما، كنت تتمنيه مذ كنتِ
صغيرة"
هزت
رأسها نفيا :" انه مجرد خيال لا اكثر"
اقترب
منها قائلا:" سأجعله حقيقة"
ضحكت
وتشبثت به مغمضة عيناها فطار بها مجددا...
رسم
ذلك المنظر بلمح البصر...
فتحت
عيناها لترى ما تمنته يوما بطفولتها.. وما تمناه كل طفل..
وهو
ان يجلس على السحاب..
سحاب
بيضاء كثيرة وسماء زرقاء صافية وهي تجلس عليها..
همست
وهي تتلمس السحاب الناعم بيديها:" واااااااه انه امر خيالي"
ابتسم
لسعادتها المطلقة بتلك اللحظة،
جلسا هناك يتبادلان اطراف الحديث وكل يحكي اشياء للأخر.. استفسرت عن امور عدة وتفاجأت من اكثرها..
جرت
بسرعة كبيرة بين السحاب وهي حافية القدمين وعلت ضحكاتها وصرخاتها المرحة وهي تجري
معه فوق السحاب...
امر
كان مستحيلا حدوثة ولكنه حدث بشكل مستحيل ايضا..
فوجودها
معه شيء لم تتوقعه بحياتها يوما..
احست
بالتعب فتمددت فاتحة يداها تتنفس بسرعة وشفتاها تفرج عن ابتسامة حالمة خيالية كما
يحدث معها، اقترب منها وجلس يتأملها بشغف سعيد بكل ما يراه من سعادة تسكنها بتلك
اللحظة تمنى ان يمنحها اكثر والا يدعها تخاف او تحزن مجددا سيرسم لها ما تود
وبالطريقة التي تحلم بها..
وبجانب
تفكيره خوف ايضا، تنهد وتمدد بقربها يمسح بشعرها وهو قلق من ملك العفاريت وماذا
سيفعل لو علم بالأمر بل وكيف سيجعله يرجع عن قراره بأخذ روحها الى هنا فهي ملاك لا
يصح لها العيش هنا.. او كيف سيقنعها ان تأتي هي طوعا حتى يعيش معها للابد بدون
حواجز فهذا هو الحل الوحيد ان تأتي هي لعالمه..
وصله
صوتها قائلة:
-"
اود ان اراك على حقيقتك"
ابعد
يده عن رأسها واعتدل بجلسته تنهد قائلا:" مستحيل"
جلست
تمسك بكتفه وتنظر له برجاء:" ارجوك.. اود ان اراك على حقيقتك"
التفت
لها ولأول مرة لم يقرأ خوف بداخلها مع انه علم انها تتذكر حلمها به وتعرف انه شكله
الحقيقي..
تلقائيا
اعتلته ابتسامة كبيرة وصادقة وممتنه انها تقبلته هكذا واصبحت لا تخافه مد يده
وامسك بطرف انفها يقرصه بخفه قائلا بهمس قرب وجهها:
-"
انتِ تعلمي شكلي.. لذلك دعينا لا نظهره مجددا.. فأنا احيانا اخاف من نفسي"
لتنفلت
منها ضحكة مرحة على كلامه وتهمس هي الاخرى:" اذا حتى انت تخاف نفسك"
ابتعد
عنها ليقف امامها ويبدو جديا :" حسنا سأدعكِ ترين احدى اجنحتي.. انه ممتع
بالنسبة لكِ"
قلبت
شفتاها قائلة:" اخبرتك كف عن قراءه افكاري"
ضحك
مجيبا يغمز لها:" حسنا"
اغمضت
عيناها كما طلب منها وهي تضم يداها لبعض وقلبها يدق حماس وقلق بأن واحد فيصلها
صوته يزيد عليها :
"
افتحيها الان"
فتحتها
ببطء لتجده يطفو بالسماء امامها فاردا يديه ينظر لها بسعادة،
ابهرها
منظره ذاك واعجبها كليا جناحان اضافا هيبة الي طلته مع شكله الرجولي القوي انه
رائع ضحكت بسعادة ونهضت تجري لتفز اليه وتمسك برقبته قائلة:
-"
انت كالملاك"
فتحت
عيناها تنظر لأشعة الشمس التي تنعكس على كلاهما صحيح لون اجنحته اسود وملابسه كذلك
ولكنها راته كملاك..
امسك
بها يضحك هو الاخر وجعلها تستمتع بدفء الشمس الوهمي ذاك...
****
سنتركهما
فوق السحاب الوهمية تلك .. وننزل الى إيلينا التي تجري الى ذلك المكان الذي هيوك
متواجد به..
كان
قلبها من يجري وليس هي.. لم تعد خائفة او مهتمة بما ترى فقط تجري والضحكة
تعتليها...
كان
هيوك بكهف عميق يحفر به، انها مهمته لهذا اليوم ..
منهمك
تماما حتى احس بأنفاس تتلاحق امام الكهف وقد نطقت باسمه :
"
هيوكي"
التفت
اليها وصعد لأعلى الكهف ليجدها إيلينا تمسك صدرها لتلتقط انفاسها، وبمجرد ان رأته
جرت اليه واحتضنته بقوة قائلة:
"
اشتقت اليك"
ابعدها
عنه وقد اعتلاه الفزع قائلا بنبرة قلق:" ما الذي اتى بكِ مجددا الى
هنا؟!"
ابتسمت
تجيب مشيرة اليه:" انت"
صرخ
بها:" مجنونة كيف لكِ بالعودة الى هنا"
شعرت
بالحزن قائلة:" لم اكن اعرف ان رؤيتك لي ستجعلك غاضب هكذا.. ثم لا تخف انه
لقاء لعدة ساعات فقط وارحل"
تنفس
براحة ونظر اليها ليجد الحزن مما فعله قبل قليل، فيبتسم مبررا لها:" انه فقط
انتِ تعلمين انني اخاف عليكِ"
وجدها
مازالت مستاءة تتنفس بعمق..
فجذبها
من يدها لتقع بحضنه نظر الى عينيها مباشرة وهمس قرب شفتيها:" كيف لم اشتاق
لكِ وانا اعتبر نفسي لم اتنفس منذ ذهابكِ إلا لحظة وجود انفاسكِ معي الان"
ابتسمت
بشوق هي الاخرى.. ورفعت يدها تمسك رأسه من الخلف وتقربه اليها لتجمعهما قبلة
مجنونة
تمنيا
ان لا تنهي وتدوم للأبد ..
جلست
بقربه تحدثه عن كل ما حصل معهما وعن جنون اختها وصديقه، وهو يستمع لها ويكمل عمله
بسرعة كي يجلس معها اكبر قدر ممكن..
اقتربت
منه تساعده وكم كان شكلها مضحك فالعمل لم يكن سهل كما بدا لها، واخيرا انتهيا
وانفاسهما تتلاحق يجلسان بوسط الجرف..
تكلم
قائلا:
-"
تتوقعين هل كانت حياتنا معا لتكون بهذه السعادة؟"
كتمت
نوبه بكاء اعتلتها واجابته:
-"
لا اعلم.. ولكن اعلم انني لو كنت بالجحيم معك فلا ابالي وانت تعلم ما اعنيه"
همس
واقفا:" مجنونة"
مد
يده وجعلها تقف شعر بها تستاء مجددا فضحك يمسح جبهته من التعب قائلا:
-"
انا متعب الان ولكن هل تودين حضور حفله، كنت مقرر الا احضرها ولكنني اودكِ تري
حفلاتنا"
تحمست
للأمر واجابته:" هيا إذا"
اخذها
اولا الى غرفته ودخل ليستحم وغير ثيابه وسرح شعره وهي تتأمله فهو ما يزال هيوك
الذي احبته ولم يتغير فيه اي شيء
قطع
عليها قائلا:
-"
دوركِ لتتجهزي.. في الحمام ستجدين ما ترتديه هيا اسرعي سنتأخر"
دخلت
لتجد الماء اسود تنهدت واغمضت عينيها ودخلت به حدثت نفسها:" اعتقد انني انظف
من الماء"
انتهت
ولبست تلك الملابس القبيحة الرائحة وخرجت اليه تحاول كتم نفسها من رائحتها..
ابتسم
بخفه قائلا:" هذه رائحتنا كي لا احد يشك بكِ"
تكلمت
بصعوبة:" لا ليست رائحتك هكذا ابدا"
اخذها
الى امام المرآة ووقف خلفها اخذ فرشته ليصفف شعرها قائلا:" بلى هي كذلك"
شعرت
بسعادة مؤلمة فهذا يعيد اليها ذكرياتها معه.. فهو دائما ما كان يصفف شعرها بل
ويعشق هذا الامر..
اما
هو فقد لمعت سعادة نقية من عيناه ممتننا ان ما احبه قد عاد اليه ولو لعدة ساعات
فقط..
وانطلقا
الى تلك الحفلة..
لتدخل
إيلينا فتتراجع عدة خطوات منذ دخولها من الباب.. فما رأته شيء فوق الخيال...
فينظر
لها ثم يهمس:" نعم انه عالمي"
يتـــــبــــع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق