ღالبارت السابعღ
ღ الصدمة,النهاية ღ

Written By:
هيسو كانت في سيارتها
تخفيها عند ركن شارع مجاور لشارع منزل سول وتشان ومرت من امام سيارتها النادلة
تجري رمقت هيسو بنظرة باردة ثم اكملت سيرها بسرعة فقالت هيسو ببرود :انتهى
الامر وطأطأت رأسها وقادت سيارتها مبتعدة...

رفع تشانسونغ رأسه
اكثر فرآى سول امامه وجانغئن الذي صدم بشدة , وشدته سول وهي ترمقه بتلك النظرة
التي لن ينساها مطلقا

التي جعلته يستيقظ في
نفس اللحظة ابتلع ريقه وقال وهو ينهض بذهول :سول!! ... وهنا تحطم عالم سول
بالكامل اتسعت عيناها ودهشت وذهلت بشدة وكادت ان تسقط وامسك جانغئن بمرفقها
واسندها لتستعيد توازنها :انت!! نظر لنفسه في ذهول ثم لها وقال :سول!! مالذي
يجري؟..لااذكر اي شئ هنا بدأت تثور ثائرتها والغضب بدأ يغلي كما تغلي الحمم
دفعت يد جانغئن بقوة وتقدمت خطوة وقالت بنبرة غضب وصوت
اجش:لاتعلم!!..لاتتذكر!! وضحكت ساخرة وقالت :لقد كنت على حق وبدات
الدموع تسيل كالنهر الجاري على خدودها
واكملت:عندما قلت
غالبا ما يحصل ونخدع من اقرب الناس الينا..يطعننا من الخلف ونحن لاعلم
لنا فتقدم خطوة وقال :سول! مالذي تتحدثين عنه الان..هل تقولين
اننــ... فأنفعلت بشدة وصرخت بقوة وهي تقبض يديها :اذا كنت لهذه الدرجة ترغب
في الامر لم لم تخبرني..لماذا تذهب الى اي واحدة اخرى
وتعالى بكائها
ونحيبها وتألم كلاهما وهما ينظران لها في موقفها الرهيب ابتلع تشانسونغ ريقه شعر
برهبة كبيرة مما يحصل دون ان يفهم اي شئ لكن منظرها ألمه فتقدم اكثر وهو يرجوها
:ارجوكي سول..صدقيني انا لا اذكر اي شئ..ارجوكي ثقي بي فرجعت خطوة للخلف
وصرخت :توقف..لاتقترب مني لااريدك ..
وجرت بسرعة نحو الباب
وصرخ الاثنان بها :سول!!..توقفي ولحق بها جانغئن وتبعه تشان لكنه توقف لبرهة
نظر لنفسه عاري الصدر فتلفت حوله بفزع رهيب فوجد قميصه وامسك به...
جرى جانغئن خلف سول
وحالما نزلت للرصيف استطاع الامساك بيدها وسحبها نحوه وهو يقول :سول! ارجوك توقفي
الى اين تذهبين؟ كانت في حالة هستيرية لاتوصف فسحبت يدها بقوة والتفتت تنظر
له وهي تصرخ :وهل انت افضل منه..ان وال.. لكنها انتبهت لنفسها وسكتت عقد
جانغئن حاجبيه
لم يفهم مقصدها ولكن
سول تذكرت الخيانة الاخرى التي علمت بها وبدأت تبكي اكثر وتضحك بهستيرية مخيفة
تفاجأ جانغئن منها وما إن وقعت عينيها على تشانسونغ يخرج من المنزل ليتجه نحوها
فزعت وصرخت :لا تأتي..لاتقترب مني وبدات بالجري كالمجنونة ذهل تشانسونغ اكثر
وتسمر في مكانه بينما بدأ جانغئن باللحاق بها وهي تجري كالمجنونة لحظات وانتبه
تشان على نفسه وبدا بالجري خلفهما لكن جانغئن اقرب لها
تبكي وتصرخ بجنون
لاترى امامها من كثرة دموعها :دعوني وحدي فقط دعوني لوحدي..لا اريد احدا
بقربي ولجريها الكثير وصلت الى تقاطع الشارع ولان ذهنها خارج العالم تماما
فزع الاثنان بشدة وهي تتجه اكثر الى منطقة العبور بعد ان انطلقت الاشارة الحمراء
وصرخا :توقفييي! لكنها مغمضة العينين لاتسمع ولاترى وجرى جانغئن بسرعة مذهلة
ومع اول قدم لها على الشارع لتمر اول سيارة قريبة جدا امسك جانغئن بذراعها وسحبها
بقوة وسرعة لترتمي في حظنه بقوة ورجع خطوة للوراء من قوة جذبه لها..
اتسعت عينا جانغئن
فهي ملاصقة له تماما اختلطت دموعها وانفاسها بجسده وهي تستمر بالبكاء واخذت تضرب
صدره بقبضتها بضعف مرة ثم ثانية فامتلئت عينه بالدموع ولم يشعر الا وهو يحيطها
بذراعيه بقوة كأنه يود اخفاءها بداخله للابد ويشفي كل تلك الالام واغمض عينيه وهو
يحتضنها بقوة امسكت بملابسه بقوة وهي تبكي بين ذراعيه..
في تلك اللحظات
كان تشانسونغ ينظر بهدوء خلفهما تماما احمرت عيناه واشاح نظره جانبا لم يعلم ان
يوما كهذا سيأتي ليراها بين ذراعي رجل غيره تبكي بسببه هو...
اركب جانغنئن سول
السيارة بهدوء واصبحت كقطعة حجرية لاروح بها واغلق الباب .. وخلفه تشانسونغ يحاول
جاهدا التحدث لها لكن سول لم تعد هنا التفت جانغنئن ورمقه بنظرة تحذيرية مرعبة
وقال بصوت مرعب :ابقى
بعيدا عنها تشانسونغ.. وتقدم منه اكثر واصبح بين وجههما مجرد انشات وعيناهما
في عين بعض وقاكمل :من الان فصاعدا ان اقتربت من سول سيكون ذلك اخر يوم في
حياتك)فغضب تشان من تلك الكلمات ورفع بقبضته ياقة معطف جانغئن :ومن انت؟..ها
لتمنعني من رؤيتها..لا احد يقدر
رفع حاجبه وقال بثقة
:سنرى! وامسك بقبضة تشان وافلتها من معطفه بقوة ثم مشى نحو باب سيارته واخذ
تشان ينظر الى سول التي بدت كالميت الذي فارقته الروح ولم ترفع رأسها البتة ولم
تنظر له كاد ان يموت في تلك اللحظات وتحركت السيارة وابتعدت سول شيئا فشيئا من
امام عينيه ومن حياته ايضا وصرخ بقوة وهو ينحني :سوول!! وسقط جالس على الارض
وجذب شعره بيده بقوة وبدأ يبكي حقا :لماذا كل هذا؟ وصرخ اكثر:لماذا؟؟...
دخل الى المنزل يجر
قدما بعد اخرى ووقف ينظر الى زجاجات الشراب والفوضى تعم المكان فغضب اكثر وعيناه
مليئة بالدموع فتقدم وبذراعه ضرب كل الاشياء على الطاولة وتبعثرت على الارض
وهو يصرخ :من؟..من يفعل بنا كل هذا..لا احد يأخذ مني سول وهوى جالسا
على الاريكة يضع رأسه بين يديه ويمسك شعره بقوة...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بمجرد ان توقفت سيارة
جانغئن امام منزلها فاجأته نزلت بسرعة واخذت تجري الى الداخل فنزل ولحق بها, فتحت
الباب الخشبي ودخلت تجري بسرعة ودخل خلفها وهو يصرخ :سول!..سول! والدتها
حالما رأتها تدخل قالت بطبيعية :اين كنـ.. واختفت الكلمات من فمها عندما رأت حالتها
تجري بسرعة الى الدرج وتسلقته بسرعة وجانغئن يصرخ بها ولاتهتم واختها التي تخرج من
المطبخ استغربت ايضا فنظرت السيدة لي لجانغئن:ما الذي يجري؟..واين ذهبتما في هذا
الوقت الباكر نظر لها وهو لا يعرف ما يقول وسمعوا صوت ارتطام الباب بقوة
اغلقته سول فراوده القلق اكثر فقطع الدرجات بسرعة وتلحق به ام سول وسورا والمدبرة
بسرعة ووقف عند باب سول وطرقه بهدوء :سول!..سول ارجوكي افتحي الباب..
فجاءتهم صرخة من
الداخل:ابتعدوا من هنا..لا اريد احدا منكم..كلكم تتلاعبون بي مثل
الدمى..اكرهكم
وعادت الى حالتها
الهستيرية وبدأت بتحطيم الاشياء حولها بشكل جنوني حتى انها اخرجت الحذاء الذي
التقيا بسببه ورمته بقوة وسمعوا ارتطامه بالباب وفزع الجميع من صراخها وصوت تحطم
الاشياء وبدأت الام ترتجف خوفا على ابنتها وهم يطرقون الباب وينادون :سول!..سول
توقف يافتحي الباب
فجاة لم تعد تستطيع
الوقوف واصبحت الغرفة تدور بها فهوت الى الارض بهدوء وجرحت يدها بقطع الزجاج
المتناثر وعيناها محمرتان مليئتان بالدموع ومدت ذراعها على الارض ببطء
ومرت امام عينيها بعض
من ذكرياتها مع تشانسونغ اول نظرة اول محاولة له ليقبلها اول مرة امسك بيدها اول
قبلة وسالت دموعها بهدوء على جوانب وجهها وقالت بهدوء :لقد احببتك..احببتك
بجنون..ما كان عليك ان تقتلني هكذ واستسلمت لضعفها واغلقت عينيها..
لم يعودوا يسمعوا
شيئا فانتهزت الام الفرصة وسالت بحزم :اجبني ماذا حصل؟..لاتتركني غافلة
هكذا نظر لسورا لايستطيع الكلام امامها ثم نظر للام والحزن بادِ في عينيه
:لقد ..لقد اختفى تشانسونغ من الامس ولم يراه احد فذهبنا الى منزلها لعلنا نجده
هناك..ف..وصدمنا بفتاة تخرج من المنزل وحالما راته سول علمت انها خانها مع تلك
الفتاة شهقت الام فزعة:ياللهي ..ابنتي!! وصدم الجميع..
انتبه جانغئن للهدوء
الغريب وضع اذنه عند الباب لكن لاصوت فانساب القلق الى قلبه :سول! طرق الباب
بكثرة لكن لا اجابة شعر بقشعريرة في جسده واصبح يصرخ بقوة خوفا عليها وارتعب
الجميع :انها لاتجيب..ربما حصل لها..اجوما بسرعة اجلبي لي النسخة الثانية من
المفاتيح فجرت الاجوما للاسفل ويستمر هو بالطرق :سول!..سول هل تسمعينني...
وعادت الاجوما لهم
وسلمته المفاتيح بسرعة وبيد ترتجف خوفا من القادم ادخل المفاتيح وفتح الباب وقابله
اثاث الغرفة الفوضوي والزجاج المتحطم ذعر الجميع من منظر الغرفة حتى صدم برؤيتها
ملقية على الارض والدماء تسيل من يدها فهرع اليها بسرعة وهو يصرخ :سول!..سول
اجيبيني جلس بلهفة بقربها ووضع رأسها بحجره يهزها يحركها لكن لافائدة كاد
قلبه ان يتوقف في تلك اللحظات وامها جلست بقربها من الجهة الاخرى تحركها وتصرخ
وبسرعة صرخ بالمدبرة :بسرعة اطلبي الدكتور جيمس في الحال وجرت بسرعة الى الاسفل
واتصلت وهو يضمها الى صدره اكثر والدموع تملء عينيه وسورا واقفة عند الباب فزعة
تخشى الدخول اكثر..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
فتح هيتشو الباب وجرى
بسرعة الى الداخل ليصدمه منظر المنزل فوقف مكانه ينظر بدهشة
والى تشانسونغ في
حالته التي يرثى لها فتقدم بخطوات مصدومة نحوه واحس تشان به وهو يجلس على الاريكة
الثانية وسأله بتعجب :ما كل هذا؟ يشير الى الارض فأجاب تشانسونغ وهو يجلس
بشكل معتدل ولاينظر له:لا اعلم..لاتسألني
فاندهش هيتشول
اكثر وقال :لاتعلم ماذا؟..لقد اختفيت منذ يوم امس..وحتى سول كانت تبحث
عنك.. ونظر الى علب الشراب والفوضى وسأل بحيرة :هل..هل كنت مع فتاة اخرى
هنا..ام ماذا؟ فصرخ به :قلت لا تسألني لااعرف اي شئ استغرب هيتشول اكثر
وعاد يسأل :اذا سؤالي في محله..أأااه لا اصدق مافعلت؟ فنهض تشان من مكانه
غاضبا ينتفض :قلت لك لا اعلم ان استمريت هكذا فأخرج في الحال.رأسي يكاد
ينفجر فاشار له هيتشول بيده ليهدأ ويجلس:أهدا أهدأ دعنا نفهم الامور
بروية
فجلس تشان بغضب
ويتطاير الشرر من عينيه وأكمل هيتشول:ماذا عن سول؟..مؤكد أتت الى هنا,
صحيح؟ تنهد تشان بحسرة ويضع رأسه بين يديه من جديد :نعم..اتت وكادت ان تموت
بسبب مارأت كدت ان اخسرها الى الابد
فابتسم هيتشول
مصدوما بسخرية وهو يشير للارض:وهل تظن انك لم تخسرها بعد! فنظر تشان الى
هيتشول ولم يستطع الاجابة على سخريته فقال هيتشول :على الاقل اشرح لي ماحصل..دعنا
نفهم الامر على الاقل ابتلع تشان ريقه وقال :كلما اتذكره انني استلمت رسالة
من سول عندما كنت في مكتبك تخبرني اذهب الى النادي القريب من المنزل وذهبت وانتظرت
طويلا لكنها لم تأتي وأخذت بالشرب بكثرة بعدها..بعدها لااذكر اي شئ سوى هذا الصباح
وسول تنظر لي بتلك النظرة الحقيرة ..هذا كل ما اذكره
فعقد هيتشول حاجبيه
:هذا فقط!..لاشئ اخر فهز تشان راسه بيأس فجاة لمعت في عينه صورة ما
فقال:تذكرت! فشد انتباه هيتشول:النادلة..نعم اذكرها جيدا النادلة التي قامت
بخدمتي طيلة ليلة امس..نعم رأيتها في الصباح رغم ان رؤيتي لم تكن واضحة لكنني
متأكد انها هي ..انا متأكد فاغمض هيتشول عينيه وقد فهم الامر برمته :اااشش تبا فنظر
له تشان بتساؤل
واجاب
هيتشول لابد انك عندما ثملت جلبتها الى هنا و..و..انت تعرف الباقي
فرفض تشان بقوة
:كلا..هذا مستحيل..يستحيل ان اثمل الى هذه الدرجة واتصرف بلاشعورية او اقود للمنزل
هذا جنون انا انام فورا وحسب..الاتعرفني
وذكر هيتشول بنفسه
وقال :أأووه معك حق..اذا هناك تفسير اخر لكنه ايضا مستحيل فهتف تشان بلهفة
:وما هوتكلم؟
فاجاب هيتشول بجدية
:لنفرض انك ثملت ونمت واحدهم قام بأحضارك الى المنزل وتركها معك؟..وهنا علينا ان
نعلم هل حقا نمت معها ام لم يحصل
وبدت الجدية
على وجه تشان وقال:وسؤال اخر ايضا..من الذي اوصلني والفتاة الى المنزل
ونظرا لبعضهما في حزم
فقال هيتشول :هل تعتقد انه قد عرف انك كشفت سره
فاجاب تشان
:ربما..وربما لا..تبقى كل هذه مجرد احتمالات فنهض هيتشول وهو يقول :ولا احد
سيجيبك عليها سوى النادلة..علينا ان نجدها في الحال..تحرك
ومشى نحو الباب
وابتسم تشان وهو يتنفس الصعداء فربما هناك بريق امل يسعفه سحب معطفه وركض خلف
هيتشول...
~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~
سول تغط في نوم عميق
في سريرها ويدها مضمدة وحولها امها واختها وجانغئن والمدبرة عند الباب وقد رتبت
الغرفة على قدر المستطاع, رفع الطبيب جسده بعد ان اقفل حقيبته وقال:لاتشغلوا بالكم
مجرد انهيار عصبي قوي وخصوصا كما تقولين سيدة لي انها لم تتناول الطعام منذ يوم
امس لهذا خارت قواها بسرعة وفقدت وعيها..اعطيتها مهدئ وبعض المسكنات..ستبقى نائمة
لفترة..احرصي على ان تتناول الطعام بشكل جيد..اسمحي بالمغادرة
وانحنيا جانغئن والسيدة
له وقادته المدبرة الى الاسفل وبحزن جلست امها بقرب راسها تبعد خصلات شعرها عن
وجهها :أاوه عزيزتي مالذي حصل لكما فجاة ..يوم امس كنتما في احسن حال
تنهد جانغئن وقال
:عمتي بما انها نائمة الان ساذهب للمنزل لارتدي شيئا اسمك..واطمئن على والدي
واعود
نظرت له وقالت:كلا
بني فلتذهب لتستريح لقد تعبت معها اليوم
فهز يده رافضا :كلا
عمتي..لااستطيع..لابد ان اعود لأطمئن عليها بنفسي وربما تستقيظ وتحتاجني
بجنبها وانحنى ثم غادر..
~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~
دخل هيتشول وتشان
النادي بلهفة واخذ تشانسونغ يرمق جميع النادلات بنظراته باحثا عن تلك المشؤومة
التي سببت كل ماحصل له من مشاكل ولكنه هز راسه لهيتشول الذي كان يرقب تعابير وجهه
بعناية,
واسرعا حينها الى
طاولة استلام الطلبات والتي يجلس عندها بعض الزبائن انحنى الموظف هناك :تفضلا
سيداي بالجلوس, ماهو.. فقاطعه هيتشول بسرعة وقال :اسف لسنا من اجل طلب الشراب
نحن..
فقاطعه تشان من شدة
لهفته :نحن نبحث عن نادلة معينة..بهذا الطول شعرها مجعد قليلا كستنائي اللون على
ما أذكر بعينين صغيرتين
فورا علم الموظف عن
من يتحدثون :أأووه تقصد يونا..اسف ولكنها قد غادرت منذ يوم امس استغرب
الاثنان وقال تشان :م..م..ماذا تقصد بغادرت؟
فقال النادل :لقد
تركت العمل لم تعد تعمل هنا اندهش الاثنان وقال تشان بصوت متقطع :لقد..لقد
كانت تعمل هنا حتى اخر ليل يوم امس انا متاكد
فاجاب النادل :نعم
سيدي هذا صحيح..لكنها في نهاية الدوام قدمت استقالتها فجاة ولم تعد الى
هنا مرر تشان يده في شعره من قلة الحيلة
فسال هيتشول :ماذا عن
عنوانها؟..الا تعلم مكان سكنها؟ فقال النادل :في الواقع..نحن..حسنا..اعرفه
ولكن لا اعتقد انك ستجدها هناك ..سمعت انها تركت المدينة نهائيا اتسعت عينا
تشان بينما اغلق هيتشول عيناه مستاءا اكثر
قال تشان بفزع وقد تقدم بسرعة وسحب
الموظف من ياقة قميصه نحوه واخافه حقا بعينين مضطربة ووجه مرعب صرخ به :ماذا تقصد
بغادرت نهائيا؟ الى اين ذهبت؟..اخبرني..الى اين؟
أمسك هيتشول بسرعة
بيد تشان وسحبه بقوة ليترك ملابس الموظف واخرج بطاقة عمله على الطاولة :تفضل هذه
واتصل بي ان التقيت بها او سمعت حولها اي شئ..من فضلك فقد وقعت بمشاكل بسببنا ونود
مساعدتها دهش تشان ورمق هيتشول بنظرة ذهول وقال :يااا مالذي تقوله الان؟
فصر هيتشول على
اسنانه واخذ يدفع تشان الى الخارج الذي يبدو كمن تسمر في مكانه ولكنه استطاع
اخراجه حقا لكنه بقوة جسده استدار ووقف في وجه هيتشول وصرخ :يااا تبا توقف..لماذا
قلت له اننا من وضعها في مشكلة كبيرة..وماذا تسمي مانحن فيه وضع هيتشول يديه
على خصره نظر جانبا وزفر بانزعاج ثم نظر لتشان بغضب وقال :يااا هل فقدت عقلك؟..هل
جعلك ماحصل تفقد القدرة على التفكير تماما ..هل تتصور ان اخبرتهم بأنها سببت لنا
المشاكل سوف تظهر او قد يتصلون.. فزفر تشان من نفسه والحال التي اصبحوا بها..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بدات سول تفتح عينيها
شيئا فشيئا وبصعوبة رفعت جسدها لتجلس بجسد محني متعب وبعينين نصف مفتوحتين نظرت
الى ارجاء الغرفة وهي تتذكر حالها السابق ومع ذلك فالان ليست مرتبة جيدا بسبب
جنونها وهجومها عليها لافراغ غضبها ثم نظرت ليدها المضمدة وعليها القليل من اثار
الدماء التي تسللت للخارج وتذكرت انها جرحت نفسها بالزجاج وهي تهوي للارض
بنظرات باردة ووجه
خالي من التعابير ابعدت الغطاء عنها بهدوء تمشي بخطى ثقيلة فتحت باب غرفتها بهدوء
فوجدت معظم الانوار مطفأة لم تعلم بانها قد نامت فترة طويلة نزلت الدرجات بهدوء
اصبح بامكانها رؤية الطابق السفلي فأوقفها شئ ما عن الاستمرار لذا عادت ادراجها
اختفت للحظات ثم عادت تنزل الدرجات بهدوء وبيدها غطاء جميل,
ووصلت الطابق السفلي
واقتربت من الاريكة وهناك كان جانغئن مستلقي نائم يكور نفسه من البرد لذا اقتربت
بهدوء وغطته جيدا ثم ابتعدت الى المطبخ اخرجت علبة عصير فواكه واتجهت الى السلالم
لكن اوقفها صوت مألوف خلفها نهض جانغئن وقال:سول!..انت هنا؟ لم تلتفت له
وقالت :أأووه..اسفة ايقظتك ارادت ان تبدا الصعود لكنها نادى
مجددا:سول!..دعينا نتحدث قليلا...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
دخل تشان المنزل محبط
خائب لم يضفر بشئ من ذهابه للنادي سوى تأكيدا لشكوكه ان احدا قد دبر له وسول كل
ماحصل..نظر لارجاء غرفة الجلوس الفوضوية خلع معطفه وبدأ بجمع علب الزجاج والاوساخ
في سلة صغيرة ورتب الغرفة على قدر استطاعته ثم جلس على الارض في المكان الذي تحبه
سول ونظر بحزن الى جانبه حيث اعتادت الجلوس وامسك بهاتفه تردد في فعلها لكنه في
النهاية اتصل بها وكما متوقع كان الخط مغلق تنهد بحسرة
:هذا اول يوم منذ ان
التقينا تحدثنا فيه بغضب تجاه بعضنا..اول يوم لم نرى ابتسامة بعضنا فيه..اول يوم
لم نتسامر فيه طويلا..خائف جدا من ان يدوم الامر طويلا او ربما للابد وارجع
رأسه للخلف ليستند على الاريكة وقال بحزن بالغ :لا استطيع تخيل نفسي من
دونها...للابد!!تعني الموت بالنسبة لي...
~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~
جسلت سول على وسادة
كبيرة على الارض امام النافذة الضخمة المشرفة على الحديقة اراد جانغئن الجلوس
بقربها لكنه عاد الى الاريكة وجلب الغطاء وبرفق غطى به ظهر سول التي انتبهت حينها
من غفلة كانت قد شردت بها نظرت له وبادلته ابتسامة رقيقة سرعان ما اختفت وحينها جلس
بقربها فاشارت له ليغطي نفسه الطرف الثاني وفعل وهو ينظر لها باعجاب وقال:هذه
سول..مهما كانت متألمة لاتكف عن الاهتمام بالاخرين ثم تنهد وقال :لاتستعجلي
في اتخاذ اي قرار تستمر تنظرللحديقة من خلال الزجاج وقالت ببرود
:ولماذا؟! فقال :اعطه فرصة كي يثبت برائته..فقد كنت معك ورأيت كل شئ ويمكنني
القول انه حقا يبدو لايعلم ماحصل معه
فابتسمت بسخرية
وقالت:وان انتظرت..ها! هل سيمحو تلك الصورة البشعة التي لاتختفي للحظة من
رأسي!..هل سيمحو هذا اليوم بأكمله من حياتي
فقال:ومع ذلك عليكي
ان تعطيه فرصة..لايجب ان تنهي كل شئ بسرعة هكذا
استغربت من كلامه
ونظرت له باعجاب
وقالت :غريب!..كيف
يصدر هذا الكلام منك انت!!
فقال :لانني احبك حقا
سأقول هذا الكلام فالحب لايعني الانانية والتملك..بل اول معاني الحب ان اراكي
سعيدة والبسمة لاتفارق شفتيك.. ونظر لجهتها فوجدها تستغرق بالنظر له فسحر بالنظر
لها يتاملان في اعين بعضهما, ثواني وانتبهت على نفسها واشاحت بعينيها عنه للامام
فتنحنح ونظر للامام وقالت :جانغئن!!..شكرا لك لانك معي هزت تلك الكلمات كل
كيانه...
وجاء الصباح ومن اول
لحظات استيقاظ السيدة لي اتجهت بسرعة الى غرفة سول فوجدتها تغط في نوم عميق تدفأ
نفسها جيدا تحت غطائها السميك اقتربت منها وضعت يدها فوق جبهتها لتتأكد من حرارتها
ثم أومأت راضية بها ... خرجت واغلقت الباب خلفها ولمح لها احدا ما على الاريكة
اقتربت من السور اكثر لتدقق فيه فتفاجأت به كان جانغئن نائما مغطى بغطاء سميك
فابتسمت بعطف وقالت :يبدو انني كنت سأظلم جانغئن بسبب والده..انه شاب رائع حقا..لم
اعلم انه يحبها لهذه الدرجة..ياله من مسكين..منذ ان توفت والدته بعد اشهر من وفاة
والد سول تمسك بها كطفل تائه وجد امه ولم يفارقها البتة..وجد كليهما في بعضهما
شخصا قد فقده وملء الفراغ الذي خلفه
نزلت بهدوء وايقظته
برفق فقال :أأه امي..دعيني انم قليلا بعد!! فضحكت برفق عليه وقالت
:المسكين!..جانغئن بني استيقظ..لايجوز ان تغيب عن الشركة يوما أخر فتح عينيه
قليلا فوجدها ام سول تنظر له بحنان فابتسم واغلق عينيه ثم فتحهما واستعدل في جلوسه
:أأووه اماه صباح الخير..شكرا لك لايقاظي ونهض متجها للباب فقالت :الى
اين؟..الفطور! .. فالتفت ورمقها بنظرة بحنان وامتنان...
~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~
منذ طلوع الشمس تشان
انطلق كمن لديه حرب طاحنة نزل من سيارته وركض بسرعة الى عمارة كبيرة بالعديد من
الطوابق في حي عادي وركض داخلها, ووصل الى الشقة التي تحمل نفس الرقم الذي اخذه من
النادل ليلة امس مع هيتشول رن الجرس عدة مرات طرق الباب بقوة وكاد يحطم الباب
:ياااا افتحي الباب..ايتها الحقيرة افتحي الباب
غادر تشان
البناية محني الظهر مكسور الخاطر خائب الامل..فجأة رأى احدى الفتيات تصعد الى
درجات البناية بلهفة اسرع نحوها وبيده صورة للنادلة :معذرة هل تسكنين هنا؟..هل
تعرفين هذه الفتاة؟ نظرت بتعجب للصورة :أأاه انها يونا بلهفة قال
لها:نعم انها هي لقد غادرت البناية؟.. اين ذهبت الاتعلمين؟
فكرت الفتاة
للحظة ثم قالت :صحيح تذكرت يوم امس حزمت حقائبها
غادرت بسرعة كبيرة كأنها تهرب من
شئ ما فقطب حاجبيه وكأنه كل مرة يتأكد اكثر ان هناك من دفعها نحوه وسأل
بهدوء:ألا تعلمين اين ذهبت؟ فقالت الفتاة :كلا لم تقل حاولت ان اسألها لكنها
غادرت بسرعة ويبدو الخوف عليها..
وتركته متجة
للداخل وبقى واقفا في مكانه وزمت شفته وابتسم ساخرا على حاله وجلس على الدرجات
بخيبة كبيرة...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
هيسو في مكتب السيد
جانغمين فتحت فمها لتقول شيئا فجاة فتح الباب بسرعة ودخل جانغئن ليتفاجأ بها واقفة
عنده واستغرب وجودها فالعادة لايقابل الموظفون العاديين والده ارتبكت وقالت :أأااه
عن اذنك سيدي وخرجت واغلقت الباب فقال والده :ماذا هناك تحدث؟ فقال وهو
يقترب من مكتبه :اسف لانني لم احضر يوم امس..حدث مصيبة كبيرة يوم
امس كالمعزوفة لمست تلك الكلمات أذني والده واخفى ابتسامته الخبيثة واصطنع
السؤال بقلق :تحدث ماذا حصل؟
فقال :لقد
اختفى تشانسونغ فجاة بحثنا عنه فوجدناه في منزله وقد خرجت منه فتاة..لذا شكت به
سول واصبح حالها يرثى له واغمي عليها وعالجها الطبيب..اعتقد بأن الامور ستزداد
سوءا لااعتقد انها ستسامحه مطلقا ابتسم العم اكثر..
استيقظت سول بالكاد
رفعت رأسها من الوسادة وجلست متمايلة الجسد ثم شغلت هاتفها فوجدت سجل مكالمات
لاينتهي من تشانسونغ لكنها لم تبالي لها البتة وفجأة اتصلت هيسو وهي تتحدث معها
بألم :عزيزتي اسفة لما حصل..لم اكن اتخيل يوما ان تشانسونغ قد يفعل هذا بك..هل
انتي بخير الان؟ فقالت :لاتقلقي مؤكد سأكون بخير
واغلقت الهاتف وعاد
البرود الى لوجه هيسو :مؤكد ستكونين بخير..لم تكوني بحاجة له منذ البداية...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
ومرت الايام واستمر
حال سول هكذا اصابها الاكتئاب نادرا ماتتحدث واختفت تلك الابتسامة المشرقة من
شفتيها وبالكاد تتناول الطعام بعد اصرار جانغئن واجبار والدتها لها مجرد عدة ملاعق
وتنهض عائدة الى وكرها الذي اصبحت تجلس كل ساعات اليوم فيه
تخفي نفسها عن العالم
حتى انها لم تخرج الشارع منذ ذلك اليوم المشؤوم ...
الذي منه بقي تشانسونغ يبحث عن تلك النادلة كالمجنون واحيانا يساعده هيتشول
يبحث في سجل المسافرين في القطارات والطائرات وحتى الحافلات البسيطة لكن دون جدوى
هلك تماما واصبح حاله يرثى لها وبدى عليه الارهاق..وهكذا انهك واستنفذ كل حل ممكن
لايجادها, وفوق ذلك والداه لايتحدثان معه ظنا منهم انه فعلا شخص سئ خان خطيبته في
منزلهما ولم يقف احد بجانبه غير هيتشول الذي حاول اثبات براءة صديقه العزيز...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
مضت ثلاث اسابيع لم
يتحدث فيها تشانسونغ مع سول او يراها مطلقا, واليوم يصادف اجتماع مهم من اجل
المشروع المشترك وتعلم سول بأمر الموعد جيدا..
وكعادته جانغئن لمدة3
اسابيع ياتي كل صباح يطمأن على حال سول ثم يغادر..
وقف يسال والدة سول :هل
هي بخير؟ فقالت له :انها بخير لقد افاقت اليوم مبكرا تبدو نشطة على غير
عادتها.. لاتقلق..يكفي ان تتصل لماذا تجهد نفسك هكذا
فابتسم لها
:على العكس امي لايمكنني يجب ان اراها بنفسي انحنى لكي يغادر وفتح الباب
الخشبي واذا بصوت من الخلف يوقفه :انتظر لحظة جانغئن
استغرب والتفت
ليراها في ابهى طلة
تنزل السلم على مهل
جعلت الجميع في ذهول من منظرها الغريب اليوم ووقفت امامه:لدينا اجتماع
اليوم اتسعت عيناه وقال :ولكن!.. فقالت :اوصلني معك..دعنا نتحرك لانريد
التأخر وخرجت قبله ونظر الى امها وهما في ذهول منها ولحق بها ... وتمتمت الام
:ياللهي فلتعطيها القوة وتتصرف بحكمة..الاجتماع مع شركة تشانسونغ اليوم لابد انها
ستراه...
وصل تشانسونغ وهيتشول
وبعض الموظفين الى شركة اس..
بينما سول تمشي
بثقة كبيرة يصاحبها جمود لم يلحظه احد فيها من قبل انها فقط شخص اخر الان غير
سول..
ضغطت سول على زر
المصعد ومعها جانغئن ,توقف المصعد وفتح الباب وحالما فتح رفعت رأسها لتنظر وتدخل
فوجدت تشانسونغ امامها يحدق بها بصدمة
واخذ جانغئن وهيتشول
ينظران لها وله واتسعت عيناها عند رؤيته فهاهما الان اماما بعضهما بعد غياب لم
يعهدا مثله من قبل عاش كليهما فيه كالاموات الاحياء, لكن سرعان سول ماتمالكت نفسها
واخفت صدمتها وراودتها شجاعة كبيرة نظرت لتشان والحقد بدأ يلمع في عينيها واحس
تشان بنظرتها الغريبة
مدت يدها وضغطت زر
المصعد من جديد وفهم هو وجانغئن وهيتشول انها لاتريد الركوب معه فبدأ الباب
بالاغلاق ببطء وشيئا فشيئا اختفيا عن بعضهما مجددا واصاب تشان بصدمة كبيرة حقا
طأطأ راسه وابتسم بسخرية واحس بيد هيتشول تربت على كتفه يخفف من ألامه..
لكن جانغئن لم ينطق
بحرف وركب معها مصعد اخر..
وبدأ الاجتماع وجلس
الجميع الى اماكنهم وسول لم ترفع رأسها البتة لم تجعل عيناها تلاقيان عينا تشان
مطلقا لانها تعلم انها قد تضعف بينما تشان لم يرفع عيناه منها ابدا
ويجلس مقابلا لها
يحدق بعينين كأنهما تستجديان العطف ولو للحظة من عينيها التي سحر بهما وذاب قلبه
عشقا بهما وبتلك الابتسامة التي اختفت هي الاخرى
وجانغئن وهيتشول
يراقبان تصرفاتهما بدقة..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بعدما انتهى الاجتماع
بنجاح زاهر خرج الموظفين ولم يبقى سوى هيتشول يناقش جانغئن على امر ما وتشان متسمر
في مكانه ينظر لها وهي منهمكة في كتابة بعض الملاحظات على الورق بين يديها وقالت
فجأة :سيد هيتشول..ارجو ان تعود المسؤول عن الشراكة في المشروع ..لذا لاداعي لحضور
سيد هوانغ مرة اخرى الى هنا ولم ترفع رأسها البتة كأنها تحتقره وصدم الاثنان
بشدة مما قالته..تلك الكلمات أثرت في نفس تشان الكثير وكأنها مزقت قلبه الى اشلاء
فانتفض من مكانه بسرعة واقفا وقبضته تهتز وهو يصر على اسنانه يتنفس بقوة ولكنها
لاتبالي مطلقا فأسره هيتشول امسك بذراعه بقوة وبدأ بسحبه الى الخارج ولكنه كان
يعترض ويشعر هيتشول بقوة جسده الذي يأبى الخروج لكنه في النهاية اخرجه وابعده
قليلا عن الغرفة واخذ تشان يضحك بهستيرية بسخرية على نفسه وقال لهيتشول :انت مالذي
تفعله..أرايتها؟..انها تحتقرني..لاول مرة سول تحتقرني..وكل ذلك بسبب تلك الحثالة
ومن ارسلها..أأأشش تبا..علي ان اتحدث معها مهما حصل وعاد بخطى ثابتة عنيدة
نحو باب غرفة الاجتماع وخلفه يمشي هيتشول سحبه من يده لكنه دفع يده بقوة :قلت لك
دعني وفتح الباب بعنف وفاجأ الاثنان ونظر لها :سول علينا ان نتحدث! ثم
حدق بجانغئن بغضب يشير له كي يخرج لكنه بقى واقفا مكانه فتدقم نحوه وقال :قلت اريد
ان اتكلم مع سول عقد جانغئن حاجبيه غضبا وقال وهو يحدق بع بعينين مرعبتين
:يااا ألم اقل لك الا تظهر امامها مجددا.. ليصمت فجأة بنداء سول التي وقفت
:جانغئن!.. فنظر لها فأشارت له بعينيها انها موافقة فصر اسنانه وبعجلة حدق
بتشان نظرة تحذيرية ثم غادر واغلق الباب بقوة خلفه فوجد هيتشول واقفا
سرعان ما قال
له:دعهما يتحدثان..عليهما افراغ مافي قلبهما من الام والا سنفجران واخذ يسير
مبتعدا..زفر جانغئن وجلس على مقربة من الباب قلقا عليها...
سول تنظر للامام
فتقدم ووقف امامها بخطى هادئة وقال :ما كل هذا ياسول..لم اتخيل يوما ان تعامليني
بهذه الطريقة!!..أتشكين بي لهذا الحد؟؟ فنظرت له ببرود وقالت :وهل يجوز ان لا
افعل..هل انت برئ؟!!..لقد رأيتها بعيني هاتين
فقال وهو يحاول
جاهدا ويرجوها :صدقيني..لا اعلم اي شئ..انت من ارسل لي رسالة تدعينني فيها الى
النادي القريب من المنزل. اتسعت عينا سول ونظرت له بدهشة :ماذا
قلت؟..انا!..هل تمزح فقال :ولم امزح في هذا الوقت..اذا لماذا ذهبت الى
هناك.. فقاطعته والدهشة تعلو وجهها:اقول لك هذا مستحيل..لم ارسل او استلم منك
اي رسالة ذلك اليوم فعقد تشان حاجبيه:ماذا تقولين؟ فعادت تعاتبه
بلهفة :ومع ذلك!! مالذي فعلته انت؟..ها اخبرني
فقال لها بصوت مرتفع
يحاول اقناعها :قلت لك لا اعلم..كل ما اذكره انني بدأت اشرب كثيرا بسبب كلام سئ
سمعته عنك وصحوت في الصباح في المنزل ووجدتك امام عيني..كل ذلك بسبب تلك النادلة
الحقيرة فأبتسمت بسخرية تنظر جانبا ثم له وقالت :النادلة!..التي خرجت
والسعادة تغمر وجهها من منزلنا بعد قضاء ليلة هنيئة معك.. فقاطعها صارخا
:ارجوكي..توقفي عن هذا الكلام
فأقتربت منه اكثر
تحدق به بجدية وقالت بصوت حازم :يؤلمك!
وصرخت وبدأت الدموع
تسيل برفق على خديها :وماذا اقول انا؟..اخبرني..انني امووت كل يوم الف مرة وتلك
الصورة لاتمحى من عيني ولو دقيقة واحدة في اليوم وانهارت جالسة على الكرسي
تجهش بالبكاء وترقرت الدموع في عينيه ينظر جانبا..
قفز جانغئن من مكانه
عندما سمعها صراخها ثم بكائها العالي اسرع نحو الباب وضع يده على المقبض لكن لم
تأتيه الشجاعة لفعل ذلك فأخفض يديه وتنهد بقلة حيلة...
هدأ بكاء سول قليلا
وتقدم تشان نحوها ليضع يده على كتفها يهدأها لكنها رفعت يدها بسرعة ومنعت يده من
ان تصل لكتفها صدم بتصرفها
وقالت :لقد
انتظرت..كل تلك الايام الماضية لتأتيني بتفسير لكل ماحصل..والان تخبرني بأنني انا
من دعاك الى هناك..وثملت ووجدت نفسك في المنزل لتخرج منه النادلة في الصباح وتضع
اللوم كله عليها
فقال :وهذه هي
الحقيقة..ولم آتي اليك لانني كنت ابحث في كل مكان عنها كالمجنون..كنت ابحث عن
برائتي
نهضت وقالت بجمود
:برائتك!!..حسنا سأنتظر اكثر لأرى.
وتوجهت نحو
الباب وقالت ووجهها للباب :أتذكر تلك الليلة التي قضيناها معا مالذي اخبرتني
به
فرفع راسه ينظر لها
واكملت:ان حدث وخنتك
ذات يوم..فتاكدي من انه ليس تشانسونغ الذي تعرفيه فتشان لايرى امرأة غير سول في
هذا العالم فأغمض تشان عينيه أسفا على ماحصل لهما
واكملت والغصة تخنقها
:وانا الان حقا لم اعد اعرفك..هل انت تشان فعلا الذي احببته.. بل وغرقت في
حبه وناداها برجاء :ياا سول..سول
لكنها خرجت واغلقت
الباب فهوى الى الكرسي جالسا ينظر الى الفراغ محطم الامال..
جففت دموعها جيدا ثم
التفتت فوجدت جانغئن ينتظرها عند نهاية الممر فاتجهت نحوه وقالت :هل
تنتظرني؟! فاستيقظ من غفلته التفت يتفحص تعابير وجهها واثار الدموع عند
عينيها تمالك نفسه وقال :نعم..انتي بخير؟ فأومأت له ثم قالت :نذهب الى مكتب
عمي فأومأ لها ومشيا سويا الى المكتب وكل دقيقة يتفحصها وكانت حقا في عالم
اخر شاردة الذهن مطأطأة الراس لم يعد يتعرف عليها كما في السابق..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
دخلوا الى عمها الذي
قفز من مكانه عند رؤيتها امامه فهذه اول مرة يتقابلان بعدما عرفت حقيقته لكنه
تراجع وهدأ روعه قليلا عندما رآها بحالها ذلك وكأن الروح قد غادرتها انحنت له ثم
جلست هي وجانغئن مقابل مكتبه فجلس هو ايضا وسألها :هل انتي بخير؟..لماذا جئت الى
العمل؟..لاتبدين بخير
فقالت بصوت
هادئ واسلوب جاف :انه العمل لاوقت للتأخير..كما انني المسؤولة عن الشراكة في
المشروع..اتفقنا مع شركة برايت ان يتم الافتتاح بعد شهر او شهرين من الان..بعد ان
يتم الانتهاء من الافكار الاضافية التي اقترحها رئيس المهندسين على ديكور
المعرض..هذا كل مالدي لأخبرك به حضرة الرئيس
ثم نهضت فقال
:شكرا لك عزيزتي..يمكنك اخذ اليوم اجازة اذا رغبتي
وهنا رفعت رأسها
وحدقت به مدة من الزمن احس بها وكأنها ستأكله خاف وارتعدت مفاصله فجأة ظهرت
ابتسامة مصطنعة وقال :شكرا عمي..انت دائم الانعام علي ثم اتجهت للباب فقال
يحدث نفسه ويبتسم بخبث *يبدو ان مفعول دوائي قد سرى فيهم بشكل
جيد* بينما سول وهي تفتح الباب تقول لنفسها *لكنني لم انسى مطلقا خداعك
وسرقتك..ستندم صدقني*...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
وعادت سول الى المنزل
يوصلها جانغئن لم تنطق بحرف طول الطريق وهو لم يشأ ان يضغط عليها لذا لم يرغب
بأزعاجها يعلم بماذا تفكر..وتشان مستلقي على اريكة بمنزل هيتشول لايرغب بالذهاب
الى منزله او الى اهله فالكل ينظر له بأحتقار وحتى هو نفسه احيانا يفعل :انا
بالفعل احتقر نفسي..ربما حقا فعلتها وخنت الانسانة التي احب التي أمنت بي ووثقت
بي..وان لم يحصل واكتشفت الحقيقة يبقى منظرها المتألم يعذبني طول حياتي فقال
هيتشول وهو يسكب لنفسه القهوة في المطبخ المفتوح نصف حائطه مقابل غرفة الجلوس :انا
حقا مندهش منها..تثبت يوما بعد يوم انها تحبك بجنون..فليس هناك امرأة تنتظر من
خطيبها الخائن ان يثبت برائته الا ان كانت تخشى خسارته اكثر من الموت نفسه
قالها يقترب من
غرفة الجلوس,وجلس على الاريكة الثانية وجلس تشان بشكل معتدل اعجبه ماسمع لكن سرعان
ماعاد البؤس الى وجهه شبك اصابعه بين ساقيه وطأطأ راسه وقال بصوت مخنوق :والفائدة
من كونها تنتظرني..لاشئ يمكنني ان افعله اكثر مما فعلت وانا ابحث عن تلك النادلة
لم يبقى شئ ولم افعله..كأن الارض ابتلعتها..لم تسافر لاي مكان ومع ذلك هي ليست في
سول لايوجد لها اي اثر..سأجن..سأجن وجذب شعره من كلا الجانبين بقوة وهيتشول
يشعر بالأسى نحوه..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بعد ذلك اليوم عادت
سول الى عادتها القديمة حبيسة الغرفة والدموع التي كان يبدو وكأنها لن تجف في يوما
ما بينما يقتلها الشوق شيئا فشيئا سواء اشتاقت او لم تفعل, قلبها اعتاد اشتياقه
سواء ان كانت بقربه ام لم تكن كان يشتاق له بجنون..
نهضت من سريرها
كالثملة تتمايل هنا وهناك والدموع تتساقط بغزارة وفتحت خزانتها تبدو وكأنها سيغمى
عليها وسحبت الوشاح الاحمر من بين الملابس وهوت الى الارض بقرب النافذة وظهرها
للحائط تستنشق العبير المتبقي من رائحة تشان في الوشاح تشمه بقوة كبيرة وكانها
تصبح وهو قطعة واحدة وتستمر الدموع تسقط فوقه بغزارة..
تشان في المنزل يتفقد
صورها المعلقة على الحائط فهو يقضي اغلب وقت النهار ينظر لها كونها تخفف بعض الامه
بعض اشواقه التي نهشت قلبه المتألم صر على اسنانه وقال:مستحيل..هذا
مستحيل..لايمكنني التحمل اكثر وركض بلهفة كبيرة بسرعة الى خارج المنزل...
لاتزال سول تجلس اسفل
النافذة تجمع ساقيها الى صدرها وتضمهما فجأة رن هاتفها فنهضت بضعف وبعينين غائرتين
وتسحب الوشاح خلفها امسكت الهاتف واتسعت عيناها شعرت ببعض الامل لكن تلك الصورة
لاتفارقها فعاد الحزن من جديد ارادت اغلاق الخط لكن لماذا تسمع صوته التفتت جانبا
تنظر عبر النافذة فوجدته امامها انه حقا هناك امام البوابة الكبيرة ينظر بعينين
تستغيثان
بها ومنظره الذي يرثى
له مزق قلبها الى اشلاء فاقتربت من النافذة تتحسس الزجاج بأطراف اصابعها كأنها
فتاة عمياء
رأت النور لأول مرة
ولمعت عينيها واعطته بعض الامل لكنها تذكرت مافعل فاغمضت عينيها واختفت بسرعة خلف
الحائط المجاور للنافذة شعر وكأن روحه فارقته من جديد حاول الرؤية يتمعن في النظر
للنافذة لكنها فعلا قد اختفت واغمض عينيه مستاءا اكثر :أاه ارجوكي..لاتفعلي بي
ذلك ,وهي تضع يدها على فمها تكتم صرخاتها وشهقاتها المتواصلة..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
اخرج هيتشول بعض
الاوراق من الطابعة وضعها في ظرف وهو يتحدث الى موظف يقف امام مكتبه :يجب ان تسلم
هذه يدا بيد الى مسؤولة المشروع الانسة سول,مفهوم؟ وفجأة خطفت الاوراق من يد
هيتشول قبل ان تصل ليد الموظف تفاجأ الاثنان :انا سأفعل وصرخ هيتشول :يااا
انت الن.. واغمض عينيه مستاءا واشار للموظف ليغادر انحنى وغادر واكمل غضبه
:الن تكتفي مماحصل..طلبت منك الاتظهر مرة اخرى هناك فقال تشان وهو يتجه للباب
:لاتقلق ربما حقا تكون هذه اخر مرة استغرب هيتشول يقول لنفسه بعد خروج
تشان *مالذي سيفعله الان؟!*..
بعد اصرار جانغئن
الكبير على اخراجها من المنزل لذا فهي تأتي للشركة منذ يومين لكنه لايدعها تقوم
بإي جهد..
تمشي بعينين نصف
مغمضتين وتبدو بائسة تماما وشهقت ففجأة ظهر تشان امامها ويبدو جادا للغاية ومشى
خطوتين نحوها
فتراجعت خطوتين للخلف
فقال بصوت حازم :توقفي مكانك فتسمرت مكانها من نظرته وصوته المخيف لكنها
اشاحت نظرها جانبا وقد اصبح امامها قالت بصوت هادئ :مالذي جاء بك الى هنا؟..ألم
اطلب من هيتشول ان يستلم.. فقاطعها قائلا :اعلم ذلك..لست هنا من اجل
العمل فالتفتت برفق ونظرت له وكان ينظر بجدية كبيرة في عينيها قالت :اذا جئت
لتخبرني.. فقال ولم يرمش حتى :لم أجد مايثبت برائتي..اردت ان اقول هذا ..كي
لاتزرعي املا اكبر داخلك نظرت جانبا وابتسمت بسخرية وترقرت الدموع في عينها
وقالت :اذا..لقد انتهى كل شئ تشانسونغ فأغمض عينيه متألما لسماع تلك الكلمات
وقال بحزن :أأااه فقالت وهي تحاول جاهدة ان لاتدع تلك الشلالات تنزل امامه
والغصة تخنقها
:هوانغ
تشانسونغ..شكرا لك..شكرا جزيلا..لانك اعطيتني ذكريات لم اعهد مثلها في حياتي..سعادة
لم اعرفها من قبل..ولكن!!
ونظرت في عينيه بتلك
العيون المتألمة الدامعة
:اغلى ما أتمناه الان
هو ان افقد كل تلك الذكريات دفعة واحدة..لان بقائها يعذب اكثر من الفراق نفسه..لا
اريد ان اتذكر اي شئ عنك او يخصك..على الاقل اتمنى ان لا اراك مرة اخرى
وسالت دمعة من
عينها ومع تلك الكلمات احترق قلبه بالكامل ومدت يدها الى خاتم خطوبتها وانتزعته
على مهل وامسكت بيده برفق ووضعته فيها ثم ابتعدت
فقال بصوت مخنوق
:ارجوكي..لا ..لكنها ابتعدت جانبا ومشت للامام فقال بصوت عالي اوقفها مكانها
وهو خلفها :ارجوك..مرة واحدة..انظري في عيني مرة اخرى وحسب
والتفت ينظر
لظهرها, سالت حينها دموعها اكثر وبدأت تسحب قدميها التي بدت وكأن مغناطيس يجذبهما
للارض لايريدان المغادرة وتقول لنفسها *لاتفعلي اياك ان تفعلي..ان نظرت في
عينه مرة اخرى ربما لن اقوى على المغادرة ربما قلبي لن يستجيب لي حينها..وارتمى
بين ذراعيه*
وهو يصرخ
:سول!..سول! ..هزت راسها بقوة وبدات بالجري مسرعة واختفت خلف الممر..فأغمض
عينيه وسالت دمعة من عينه
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
وقف امام الشركة
رمقها بنظرة اخيرة وقال :شكرا..فيكِ التقيت بها مرة اخرى..وهذه اخر مرة...
بينما سول اقتربت
ببطء وامسكت بيدها الاولى ثم الثانية السور المطل على النهر في ذلك المتنزه
المرتفع اول مكان شاهدا فيه بعضهما
لاول مرة:لم احضر الى
هنا بمفردي منذ زمن طويل..اشتقت الى مكاني السري والذي لم يعد لي وحدي منذ ان
التقيت به..لذلك ستكون هذه اخر مرة آتي الى هنا وترقرت الدموع في عينها من
جديد وسالت على خدها لكنها تنهدت ومسحتهم بسرعة واجبرت نفسها على الابتسام ثم ببطء
تراجعت للخلف وابتعدت وغادرت المكان للابد...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
ما أن وصل تشان
للمنزل وركن السيارة وارتجل منها وجد هيسو تنتظر امام باب المنزل نظرت له بأبتسامة
عطف
حياها بخمول
:مرحبا فقالت :انت!..لماذا لاترد عليَ اتصل بك منذ شهر وانتظرك هنا وفي
المنزل ولاتظهر
فقال :كنت ابيت في
منزل هيتشول.. وفتح الباب ودخلت خلفه :هل هناك امر ما
فقالت وهي تنظر
له :كلاا..فقط اردت الأطمئنان عليك وطأطأت راسها :لقد سمعت بما حصل ثم
رفعت رأسها تنظر بجدية وقالت:لكن سول هي المخطئة!!..كيف لها ان تشك بك بهذه
السهولة..انها لاتعرف قيمتك حقا...انت اطهر رجل عرفته استغرب وسرعان ما وجدته
ينظر لها بحنق كبير وبعينين مضغوطتين
:انتي!! فارتعبت
منه واكمل:ان بدأت بالحديث عن سول امامي بهذه الطريقة فسوف.. والتفت ينظر
جانبا ليتمالك اعصابه ثم نظر لها :اخرجي من منزلها وصرخ اعلى :قلت لك اخرجي
في الحال فقطبت حاجبيها :هل فقدت عقلك بسببها؟..انها تشك بك وتركتك ومع ذلك
تخلص لها ولحبها فأمسك بها من ذراعها بقوة وارتفع مرفقها وكانها معلقة منه
بقوة وألمها بشدة وتتنهد من الالم :يااا انت تؤلمني! وقال بغضب اجش:انت من
يبدو انها جنت!!.اغربي عن وجهي في الحال وسحبها خلفه ورماها خارجا واغلق
الباب بقوة في وجهها شعرت لو الان الارض تبلعها فدائما مايحط من قيمتها وكأنه
لايراها بتاتا وبكت وصرخت بلاوعي :يااا تشانسونغ الى متى لاتراني
كأمراة واخذت تحطم بالباب بقدمها ويدها وتبكي بجنون :لماذا لاتصدقني..انا
احبك..احبك بشدة...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
جلست سول على ارضية
غررفتها تشرب بهدوء وتضع علبة العصير جانبا وامامها حقيبة ملونة وجميلة
امسكت بالحذاء اولا
نظرت له بشوق وتحسست سطحه ثم وضعته في العلبة ثم امسكت بالوشاح الاحمر طوته بعناية
ووضعته هناك ثم مدت يديها الى عنقها ونزعت القلادة ثم وضعت البجعة في راحة يدها
تنظر لها بشوق ووضعت القلادة في علبة جميلة وهي تغلق غطائها انتبهت ليدها اليمنى
لايزال هناك الخاتم الذي خطبها تشان به اولا "خاتم والدته" تفاجات
لرؤيته ثم ابتسمت بحزن وانتزعت برفق ثم قبلته بحنان وبكت بحسرة والم كبيرين ثم
فتحت علبة القلادة ووضعته معها واغلقتها ثم وضعتها في علبة الكرتون ثم امسكت
بمحفظة جميلة فتحتها وكانت مليئة ببعض من الصور التي عند تشانسونغ على حائط
غرفتهما واخذت تقلب بهما الواحدة تلو الاخر تنهدت بحسرة واعادتهم للمحفظة ثم الى
العلبة وامسكت بالغطاء القت نظرة اخيرة لهم وقالت وهي تغلقها :لقد انتهينا..كأن
شيئا لم يحدث..انتهى الامر وحسب انحنت للارض وهي تدفع علبة الكرتون تحت نهاية
السرير تماما عند المقدمة بحيث لن يتمكن احدا من رؤية العلبة تدفنها هناك مثلما
دفنت كل تلك الذكريات في قلبها واغلقت عليها تجبر نفسها لعلها تكف عن التذكر بين
الحين والاخرى..
~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~
صوت سول "انهمكت
بعدها بالعمل من الصبح حتى المساء..اشغل قلبي وعقلي لعلي اسيطر عليهما وامنعهما من
تذكره"
وهي تسير في الشركة
بأبتسامتها المعهودة لكن ليست هي سول نفسها تحيي الموظفين وتشرح لاحدهم كيف يستعمل
البرنامج المطلوب
"ذلك الشخص الذي
وجد في داخلي سول اخرى لم اعرفها حتى التقيت به..ذلك الشخص الذي رحل وترك خلفه
جرحا لايمكنني مداواته مهما حصل لمسه فقط يزيد من ألمه وعمقه..عدت الان الى ما كنت
عليه قبل ان التقيه..هذا ما أقوله لنفسي ولكن!..هل هذه حقا انا من جديد؟..ام مجرد
جسد بلاروح يسير سلبها الحب والقدر احساس الحياة الاثمن في الوجود..لم اعد اتعرف
على نفسي كما السابق..ومع ذلك احاول..وفي كل ذلك جانغئن بجانبي لم يتركني لحظة
واحدة يسير معي خطوة خطوة..بدأت اشعر بتأنيب الضمير تجاهه والالم الذي سببته له
بجهلي ربما لانني الان فقط اصبحت اعرف معنى الحب عملني اياه تشـ..."
وتوقفت بسرعة قبل ان
تلفظ اسمه...
فتحت باب مكتب ودخلت وتفاجأت بمنظرما واقتربت بهدوء وكان جانغئن ينام على طرف مكتبه
ويبدو عليه الارهاق
وقالت:اصبح العمل
ضاغطا لاقتراب موعد افتتاح المشروع فثنت ركبتيها وانحنت للارض بقرب المكتب
تماما تستغرق في النظر له وهي تقول *انه رائع في كل حالاته..كم يبدو وجهه
طفولي وبرئ*
لم تلحظ لكنه بدأ
بفتح عينيه شيئا فشيئا فوجدها تنظر له عن قرب بتلك الطريقة شعر وكأن قلبه سيخرج من
مكانه فانتبهت له وشعرت بالخجل فنهضت بسرعة وبرمشة عين نهض وقف بسرعة هو الاخر
وامسك بذراعها قبل ان تغادر وقال بصوت ناعم :سول!..اسف فشعرت بالارتباك وقالت
دون ان تلتفت :اسف!!..من اجل ماذا؟ فأمسك بكتفيها وجعلها تستدير نحوه ونظرا
في اعين بعضهما وارتبكت اكثر:لانني لم تواتني الشجاعة لاعترف لك بحبي قبله..لما
كنت تألمت هكذا بسببه..لهذا انا متأسف لمست تلك الكلمات قلبها وتأثرت به
وفجاة تعلقت عيناه بشفتيها وقد لاحظت ذلك وبدأ بتقريب وجهه منها وهو يميله الى
الجانب ارادت الرجوع للخلف ارادت منعه لكن شيئا ما اوقفها لذا بقيت مكانها وترقرت
الدموع في عينها واحست بأنفاسه قريبة جدا فاغمضت عينيها وسالت دمعتها وهو يلثم
شفتيها بقوة لاول مرة ثم تمسك بها بقوة اكثر واحاط خصرها بذراعيه واستمر يقبلها
وكأنه سيفقد وعيه وهو يمتع نفسها بها وهي التي كانت تتألم من قبلاته كانها نار
تحرق شفتيها التي تذكرت طعم قبلات تشانسونغ فجاة..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
((عودة للحاضر- اول بارت))
سول واقفة امام النافذة وبيدها قلادة البجعة لاتزال سارحة وتذكرت كل ماحصل وتقول
لنفسها

*ومرت الاشهر بسرعة
وافتتحنا المشروع وحصدنا نتائج مبهرة وبقيت علاقتي جيدة بوالدي تشانسونغ سمعت
منهما انه تخرج بنتائج جيدة ,مرت اربعة اشهر منذ اخر مرة رأيته فيها لااعلم كيف
بقيت حية اتنفس خلالها..ولاتزال تلك الذكريات تمر امام عيني كأنها حصلت يوم
امس..مهما ابعدتنا المسافات وغيرتنا الايام تبقى تلك الذكريات ساطعة الافق قد تركت
اثرها في قلبي لايمكن في يوم ما ان تمحى تماما كما تترك السنين اثارها على شجرة
مسنة مهما أُعتني بها تبقى تلك الاثار واضحة جلية للنظر..*
فجاة سمعت نداءا
متعاقبا ايقظها من غفلتها الطويلة التفتت بأتجاه مصدر الصوت وكان جانغئن اسفل
الدرج يناديها:عزيزتي! فرمقته بابتسامة مصطنعة ملؤها الحزن...
......يتبع♥♥♥
هل سترحل؟!..حقا ستتركني؟!...كلا!.. بل دعنا نتنافس ونرى من منا سيرحل اولا؟
موافق؟!!....ربما سأفوز انا وارحل
واترك
هذا العالم بأسره فلافائدة ترجى من بقائي فيه...سأرحل
مع كل
حبي وذكرياتي..مع كل ضحكاتنا وسعادتنا التي لم نحلم
يوما ان
لها نهاية كهذا العالم البائس...انا احبك الوداع...
"من سيرحل؟"
تابعونا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق