ღالبارت
الثامنღ
ღ من سيرحل؟؟ ღ

Written By:
نخطط ونرسم حياتنا ربما لعدة
سنوات للامام ..نبتعد عن اشخاص بأرادتنا وأخرين رغم عنا...ليأتي القدر ذلك العازف
الماهر ليرتب نوتاته الموسيقية كيفما يشاء وبعدما كنا قد خرجنا من السلم الموسيقى
في حياة تجمعنا... يعود يجمعنا بطريقة محكمة لاننتبه لها حتى وننشغل بالمعزوفة
التي اصبحنا فيها فجاة بعد صمت طويل
فجاة سمعت سول نداءا متعاقبا ايقظها من غفلتها الطويلة
التفتت بأتجاه مصدر الصوت وكان جانغئن اسفل الدرج يناديها :عزيزتي! فاسرعت وضمت القلادة بقوة تخفيها
في قبضتها..ورمقته بابتسامة مصطنعة ملؤها الحزن..
صعد الدرجات بسرعة نحوها وقف امامها
وقال :ماكل هذا؟اين كنت
شاردة الذهن؟..لقد ناديتك كثيرا فالتفتت تنظر للحديقة من النافذة
وقالت :فقط..كنت أتأمل بكل مافعلناه فجأة
احست بيديه تمسكان بخصرها فأرتبكت بشدة وسحبها نحوه لتستدير وتنظرله يرمقها
بنظراته القاتلة فازداد ارتباكها ونبضات قلبها وقال:ماذا
افعل؟!!..لن يسمح لي برؤيتك حتى موعد الزفاف فابتسمت تنظر للاسفل
اقترب اكثر فاغمضت عيناها وطبع قبلة دافئة على جبهتها ثم افلتها رفعت راسها تبتسم
له ثم لوح لها ونزل السلام بسرعة وخرج من المنزل فعادت ورفعت يدها تتدلى منها
القلادة
وقالت :يبدو اننا حقا قد
وصلنا الى النهاية..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تشانسونغ يرتدي بمعطفه فوق وهو يوشك على النزول فجاة سمع
والديه يتحدثان,قالت امه :حقا سوف تتزوج سول يوم
غد فاجاب الاب بحزن :بسببها تغير
تشانسونغ واصبح شخصا نافعا مسؤولا..وبسببها الان سنخسره مجددا كما كان في السابق وبدأ
بنزول الدرجات فألتزم والداه الصمت,
وقف عند الباب وقال :سأخرج
لبعض الوقت فقاطعته امه بسرعة قائلة :هل
حقا ستسافر يوم امس فقال دون ان يلتفت لهما :بل سأختفي للابد وفتح الباب بعنف واغلقه..
دخلت سول غرفتها تمشي بهدوء واغلقت الباب خلفها ثم انحنت للارض
قرب السرير وسحبت علبة ذكرياتها من تحته وجلست على الارض وبدأت تتحسس الاشياء في
داخله واحدا تلو الاخرى ومن جديد ترقرت الدموع في عينيها واخرجت الوشاح واستنشقت
ماتبقى فيه من عطر بشغف كبير وضمته بقوة
الى صدرها ثم تحسست الحذاء وقالت :اخبرني..هل
ماافعله صائب ام لا؟!!..لكنه لم يظهر بعدها ابدا لم يطلب ان نعد مجددا واجهشت
بالبكاء :الا يعلم كم احبه بجنون..اكثر من نفسي
حتى وعادت تضم الوشاح بقوة الى صدرها ومن بين اصابعها تتدلى القلادة..
بينما فتح تشان باب منزله واشتغلت الانوار نظر بحنين كبير لتلك
الايام الجميلة بينهما وصعد الى غرفة النوم وكانت لاتزال مليئة بالصور التي يجمعها
مطلقا فهذه اول يوم له خارج المنزل طيلة الاربعة اشهر الماضية قضاها هنا يستنشق
اخر انفاسها المتبقية فيه وتذكر اخريوم لهما بكل ألامه وافراحه حتى دموعهمها كانت
جميلة لانهما معا..
بينما سول ارتدت معطفها الربيعي الخفيف وخرجت من المنزل ولم
تهتم لاي احد....
وبخطاه الثقيلة المتعبة تقدم من السور تشانسونغ بجسده المرهق
وعيناه الغائرتين اسند مرفقيه الى السور
قال :مرحبا..صحيح انني آتي
الى هنا كل اسبوع..ولكن هذه ستكون اخر مرة..استنشق عبقها الاخير فيه ورفع
يده وهو يحمل زهرة حمراء رائعة الجمال وابتسم بحزن ينظر لها ثم التفت الى المقعد
الخشبي خلفه الذي اعتادا الجلوس فيه كل مرة يأتيان الى هنا تقدم نحوه ووضع الزهرة
برفق على المقعد وقال :الى اللقاء..اقصد
وداعا..حبيبتي سول الغالية ابتلع ريقه وتنهد بغصة يمسك نفسه كي لايبكي
وضع يديه في جيوبه واخذ يمشي مبتعدا ببطء..
ما إن وصل الى نهاية الطريق, تقدمت اقدام اخرى من المكان سول
التي ملء الحزن عينيها التي حتى وان ابتسمت يمكن لاي شخص ان يلاحظ حزنها العميق
وقفت بمواجهة السور ويديها في جيوبها اخرجتهما وهي تنظر للقلادة في راحة يدها
وقالت بحسرة :يجب ان تختفي وإلا فلن اكف عن
النظر اليك.. وانفعلت وامتلئت عيناها بالدموع وقالت بلهفة بصوت عالي :فقط اختفي ياتشانسونغ
رفعت يدها اليمنى عاليا تستعد لرمي القلادة في الماء
فجأة توقفت لمحت عيناها شيئا ما نظرت الى الجانب الايمن
واصابها الذهول تقدمت نحو المقعد الخشبي بخطى متعثرة انحنت
وامسكت بالورد وسالت دموعها وبدأت تختنق :انها هي زهرتي المفضلة..انه هو..انه هنا
والتفتت كالمجنونة
تنظر يمينا وشمالا تتلفت وتنادي :تشانسونغ!..تشانسونغ..اين انت؟! لكنه كان قد اختفى على مد
بصرها وخاب املها مجددا وهوت جالسة على المقعد تمسك بالوردة بكلتا يديها كأنها
تعانق تشان نفسه وتتدلى القلادة من بين اصابعها واجهشت بالبكاء :تشان..تشان..عزيزي..لاتذهب ارجوك..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
واشرقت شمس اليوم الموعود الذي يتوعد بنهاية كل منهما
سول جالسة على طرف سريرها تبدو مضطربة للغاية وغير مرتاحة
ويديها تضغط على قماش السرير من كلا جانبيها وكأنها قد عزمت امرها نهضت وخطفت
مفتاح سيارتها من المنضدة وانطلقت بسرعة خارج الغرفة لتلتقي في الممر بامها التي
حدثتها بطبيعية :عزيزتي سوف تصل عاملات ال.. لكنها
توقفت مستغربة جري ابنتها للاسفل فنظرت لها وقالت :الى
اين تذهبين؟..ليس لدينا وقت فقالت وقد وصلت للباب :يجب ان اخرج قليلا..لن أتأخر ولم تبالي
لنداءات امها المتكررة خلفها..ركبت سيارتها وانطلقت بسرعة خارج المنزل الذي عج
بحركة الخدم والعاملين على تنظيمات الحفل..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
نزل تشانسونغ وهو يرتدي ملابس عادية وحقائبه عند الباب يأخذها
السائق للخارج ..والداه عند نهاية السلم وامه اجهشت بالبكاء عند رؤيته فعانقها
ببرود وضمته بقوة :ارجوك بني..لقد اعتدت رؤيتك
حولي هنا..ارجوك لاتسافر لم يجبها فقط نظر في عينيها وقال :ألاتريد رؤيتي بحال افضل..بقائي هنا يؤلمني كثيرا وعادت
وعانقته من جديد ثم تركها وعانق والده الذي ربت على ظهره :اهتم بنفسك بني..وان احتجت الى اي شئ اتصل بي فورا..
انحنى لهما عند الباب وقال :شكرا
لكما كثيرا عن كل ماقدمتماه لي في هذه الحياة وانا الذي لم اجلب لكما سوى
المتاعب..هيتشول مثل اخي وسيبقى بقربكما دائما..وداعا واغلق الباب
خلفه فأجهشت والدته في البكاء من جديد وترمي نفسها الى والده الذي واحاط كتفيها
بذراعه وقال :دعيه يبتعد..ربما يرتاح قلبه من
الالم الذي سببه لنفسه..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
ركنت سول سيارتها والصدمة انها توقفت امام كنيسة وتنهدت ثم
نظرت لها وهي في السيارة وارتجلت ودلفت للداخل بهدوء شعرت بالسكينة والراحة ما إن
عبرت الباب وتقدمت بهدوء الى نهاية الممر في المنتصف رفعت رأسها تنظر للنقوشات على
الجدار الضخم بأرتياح كبير وطمأنينة وسرحت ثم ثنت ركبيتها وركعت امام المذبح وشبكت
اصابعها وتتدلى منهما قلادتها واغمضت عينيها وكانها تدعو :ارجوكي ياللهي ساعدني لافعل الصواب..حتى قلبي وعقلي يرفضان ان يتوقف
ولكنه احساس مرير ما اشعر به الان وانسابت الدموع بهدوء على خديها :انا وان اخفيت الامر على الجميع لكنك تعلم به
مسبقا..انا احبه ولازلت احبه وسأبقى احبه للابد..ذلك الرجل الذي اتنفس هواء ممتزجا
بعشقه ولااريد غيره ومع ذلك لايمكنني الذهاب اليه او البقاء معه واجهشت
بالبكاء اكثر :ماذا افعل؟؟ لااعلم ماذا
افعل؟..ارجوك ياللهي..ساعدني ارجوك واستمريت تبكي بهدوء...
ودخل تشانسونغ بوجهه البارد المطار يسحب حقائبه خلفه ويضع
سماعات الاذن والموسيقى عالية
فجأة توقف واتسعت عيناه احس بيد تقبض على ذراعه بقوة شعر بان
الحياة قد عادت اليه ويتنفس بجهد وكأنه يستنشق الهواء لاول مرة لعلها هي التفت
بسرعة كبيرة ليختفي كل ذلك الامل من جديد وعاد البؤس لوجه
وقال:هيسو!!..ماذا تفعلين هنا والتف واكمل
طريقه وقال بسخرية لنفسه *انت مجنون حقا لتظن انها ستاتي اليوم اليك* فأمكست بذراعه من جديد لتوقفه :ارجوك
توقف للحظات دعني اتحدث اليك رفع ساعة يده وقال :تحدثي لم يتبقى لدي الكثير من الوقت فقالت
وهي ترجوه وعينيها تلمع بالدموع:ارجوك
لاترحل!..ابقى هنا..اعطني فرصة اخرى..دعنا نبدأ من جديد نظر جانبا
تنهد ثم نظر لها :ألاتفهمين؟..هل في نظرك هكذا
يكون الحب..توقفي عن فعل هذه التصرفات..دعي الحب يأتي اليك بنفسك..لا ان تجري خلفه
كالبلهاء.. شعر بالفشل مجددا والانكسار واكمل:ارجوكي توقفي عن اللحاق بي والتعلق وانت تعلمين جيدا من
التي احب..اتمنى لك حياة جيدة واكمل طريقه وتركها خلفه متجمدة في
مكانها غرقت في صدمة كبيرة فدائما ماتواجه نفس الموقف اللعين من احتقاره لها
ولمشاعرها وبكت بالفعل دون ان تشعر حتى..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
خرجت سورا من غرفتها ترتدي فستانا زهريا رائع الجمال
بأنزعاج شديد نظرت لامها من الطابق الثاني :أمااه اين ذهبت سول؟..لقد تأخرت واحتاج رأيها لأعمل
تسريحة شعري..لماذا لاترد على الهاتف؟
وتفاجأت كل قالته لم تسمع امها اي حرف منه :أأووه امااه!!
كانت شاردة الذهن جالسة على الاريكة والافكار تراودها عن خروج
سول في هذا الوقت *اتساءل هل ذهبت
لرؤيته؟..كلا كلا..لا اظن انها لاتزال تريده..ولكن الى ذهبت وتأخرت هكذا؟*...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بينما سول كانت تقود بسيارتها بتهور ومن دون وعي وشلالات
الدموع التي لاترضى السكوت لحظة تعيق رؤيتها تمسحهم بعشوائية ويعودون الى النزول
بغزارة اكبر وانفعلت بشدة واخذت تضرب بالمقود بكلتا يديها :لماذا كل هذا يحصل لنا؟..لماذا؟؟.. وتعالى
صراخها اكثر :انا احبك بجنون..لماذا تفعل بي
ذلك..انا لا اريد غيرك ايها الاحمق وهي في حالها الذي يرثى له وتقود
بسرعة كبيرة لم تنتبه لأشارة المرور الحمراء وقطعت الشارع الجانبي بسرعة مذهلة
لتمر شاحنة ضخمة تسير بسرعة كبيرة واحست سول بها نظرت جانبا ورأت السيارة قادمة
وبثانية واحدة
ضربت
الشاحنة سيارة سول بكل قوتها ولان السيارتين كلاهما سريعتان وسائق الشاحنة اوقف
شاحنته فجأة انقلبت سيارة سول فورا عدة مرات وسول تصرخ باعلى صوتها وتستنجد لتستقر
على الارض بالمقلوب وعادت تدور بشكل جانبي حتى انتهت كل الطاقة التي بها وسكنت
السيارة وتعطلت حركة السير كله وتوقفت السيارة وركض الجميع نحو سيارة سول
يتفحصونها ليروا سائقها فرأوا سول بالمقلوب معلقة بالمقلوب وشعرها منسدل للاسفل
يحملها من كتفها وخصرها حزام الامان فقط والدماء بدأت بالجريان بغزارة كبيرة غطت
وجهها وانسابت على ذراعيها ايضا خاف السواق والمارة بشدة من منظرها وهرعت الشرطة
والاسعاف الى المكان وضج المكان..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تشانسونغ جالس على كراسي الانتظار في المطار ولايزال يضع
سماعات الاذن يستمع لموسيقى صاخبة ينظر لما حوله ببرود وفجأة لمحت عيناه شيئا على
الشاشة الكبيرة التي ثبتت بأحد جدران قاعة الانتظار الكبيرة وقطع بث البرنامج
العائلي لينقل الخبر العاجل ظهرت المذيعة على الجانب وبجابنها شاشة صغيرة تنقل من
الحدث وشد انتباهه منظر الحادث الرهيب فأنتزع احدى السماعتين من اذنه وسمعها تقول
:استطاع المسعفون ورجال الامن تخليص السائقة
المصابة من حزام الامان الذي علق بسبب الضربة ولم يفتح بسهولة وفجاة
كبرت الشاشة الصغيرة التي تنقل الحادث مباشرة وتم تقريب الكاميرا من المصابة وهنا
لااراديا سحب تشان السماعة من اذنه ووقف في ذهول تام
وهو يرتعش بالكامل وكادت عيناه تخرجان من مكانهما وهو يرى
حبيبة قلبه سول تسحب من السيارة المحطمة والدماء تغطيها بالكامل
بالكامل ولاتزال تلوث الارض التي حولها بدماءها التي لاتنقطع
وقال بصوت مرتعش :س.وو..ل..كلا..كلا وبدأ
بالجري بسرعة رهيبة والدموع ملئت عينه وهو يرتطم بالمسافرين او حقائبهم ولايبالي
يتحدث مع نفسه :كلا لايمكن ان تغادري العالم
الان..تركتكِ لتعيشي بسعادة لا ان تموتي هكذا لايجب ان تموتي الان ولازلتي
تكرهينني..سول يجب ان تعيشي
وهيسو كانت تسير بخيبة عند الرصيف نظرت للخلف لبرهة فرأته يجري
بأتجاها بسرعة رهيبة فارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهها ظانة منها انه قادم نحوها
لكنه سرعان ما مر بجانبها مثل الصاروخ لشدة سرعته وعادت تحتقر نفسها مرة اخرى...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
جلست سورا وهي تزفر على الاريكة واشعلت التلفاز بجهاز التحكم :اوني!..اوني!..وانا من يجب ان تسبب المشاكل في هذا
المنزل تقلب بالقنوات الواحدة بعد الاخرى حتى رأت نفس الصورة التي
رأها تشانسونغ سول وهم يخرجونها من السيارة وتوضع فوق السرير المتحرك فنهضت من
مكانها وسقط جهاز التحكم من يدها واطلقت صرخة مرعبة :أمااااه خافت الام بشدة وفزعت اسرعت لابنتها :مابك؟..ماذا حصل فوجدتها تقف عند الاريكة
تضع يدها على فمها وتبكي وعندما رأت امها اشارت للتلفاز وقالت بصوت مخنوق :أماااه..سول اوني..انها واجهشت بالبكاء
والتفتت الام تنظر للتلفاز باستغراب :مادخل سول
بــ.. وتقطعت الكلمة في فمها وهوت الى الكرسي المنفرد في صدمة كبيرة
ولم يخرج منها اي حرف واسرعت سورا نحوها تهزها وتصرخ وتبكي لكنها لاتتحرك لوهلة
ظنت ان قلبها قد توقف
دخل جانغئن الباب وهو يقول :الم تتصلي بسول, هاتفها مغلق الى.. سكت فجأة واتسعت عيناه باستغراب
شديد ينظر لسورا وهي تبكي تجلس على الارض وتحتضن والدتها فاقترب بهدوء متساءلا
مندهشا :مابك؟..ماذا هناك؟ واخيرا
استيقظت الام وامسكت بكلتا يديه بسرعة وبدات بالبكاء والصراخ :سول!..سول سوف تموت جانغئن!..أااه سول اتسعت
عينا جانغئن وانتبه للتلفاز الكبير حيث شد انتباهه كلام المذيعة :وسوف تنقل المصابة الى مشفى سول الكبير باسرع وقت ممكن وشاهد
سول في ذلك المنظر الرهيب تغطي وجهها الدماء فبدأ بالسير كالاموات الاحياء وافلتت
يد ام سول من يده اعترته صدمة كبيرة وهو ينظر عن قرب للشاشة وبدأ يتنفس بسرعة وقال
بلهفة :ياللهي!! وبدأ بالركض بسرعة
للخارج فنهضت سورا من الارض وسحبت امها وتبعاه ركبوا السيارة وانطلق جانغئن بسرعة
خطيرة...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
دخل تشانسونغ المشفى يجري ويلهث واوقف نفسه عند الاستعلامات
وهو يضرب على سطح المكتب بخفة لتنتبه له عاملة الاستعلامات وهو يلهث ويتحدث بنفس
مقطوع :ار..ارجوكي..اين..اين الفتاة التي
اصيبت..بالحادث قبل قليل فنظرت له العاملة وشعرت بالقلق واجابته بسرعة
:أأأه هل تقصد تلك الفتاة انها.. وفجاة
توقفت عن الكلام وهما يسمعان صوت سيارة الاسعاف والضوضاء التي حدثت فجأة فنظر
كلاهما الى باب الطوارئ القريب واتسعت عيناه بدأ قلبه يضرب بسرعة اكبر واذا بسرير
متحرك يظهر ويدفعه العديد من الاطباء والممرضين تجمد تشانسونغ وشعر بالقشعريرة في
جسده
وهم يركضون بسرعة نحو الممر الذي يقف فيه فبدا بالتراجع الى
الخلف وكانه روحه قد فارقته وتوقف عن التنفس والطبيب جالس فوق جسدها يشبك اصابعه
فوق صدرها يضغط بأنتظام وبسرعة وهو يصرخ بهم :اعطها
مادة الـ.... في الدم في الحال..نبضها يختفي بسرعة كبيرة وتشانسونغ
يتراجع ببطء وارتطم ظهره بالحائط لتمر سول على السرير من امامه كادت عيناه تخرج في
تلك اللحظات التي مرت كانها دهور طويلة ثقيلة على قلبه الذي اوشك على التوقف حتى
انه نسي ان يتنفس ووالجروح تملء وجهها ودماءها قد اشبعت السرير والغطاء والطبيب
الذي ينعش قلبها
فهوى
تشانسونغ الى الارض جالسا وظهره للحائط فلم تعد قدماه تحملانه مما رآى وسالت دموعه
الحارقة على خدوده دون ان يشعر حتى وفقد احساسه بكل العالم حوله, ومن شدة اهتزاز
السرير هوت يد سول اليمنى لتدلى من السرير وانزلق شئ من يدها الى الارض وكانت تلك
قلادة البجعة الملطخة بدماءها وصنع صوت ارتطامها بالارض صوتا رن في اذن تشانسونغ
اعاد له تركيزه نظر على مقربة منه فوجدها هي قلادة البجعة ملطخة بالدم وتناثر
القليل من نقط الدم حولها لانها سقطت فأتسعت عيناه ويده ترتعش وهو يقدمها نحو
القلادة وانتشلها من الارض وقربها لوجهه وفهم انها سقطت منها فضمها الى وجهه
وانخرط في البكاء :أأاه يا لي من رجل سئ..انا
رجل سئ حقا مالذي فعلته!!..
عم سول صرخ:ماااذااا!! وهو
ينهض من كرسيه بسرعة ويصفع المكتب بقوة كبيرة واكمل بدهشة :سول تعرضت لحادث؟..ياللهي عزيزتي سول وايضا..هذا ليس
الوقت المناسب لذلك) المرافق
ينظر له ببرود وحيرة *من اي جنس من
المخلوقات هو!!* نظر عمها له بعجلة :خذني الى المشفى في الحال أومأ له المرافق
وخرج قبله...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
دخل جانغئن وسورا وهي تمسك بذراع امها يركضون بلهفة ووصلوا الى
مكتب الاستعلامات وسأل جانغئن بسرعة بقلق رهيب :اين
هي؟..الفتاة التي اصيبت في الحادث قبل قليل؟ والام تسأل ودموعها
لاتتوقف :اين ابنتي؟..ارجوكي اخبريني انها بخير العاملة
تنظر لهم بعطف كبير :لاتقلقوا انها في غرفة
العمليات الان تمنوا لها السلامة وسورا تتلفت يمينا ويسارا فجأة رأته
كأنما رأت شبحا وقالت بصوت مذهول :تشانسونغ اوبا استغربت
ام سول وجانغئن تلك الكلمة فألتف الاثنان لها فوجداها تنظرلخلفهما فنظرا اكثر وصدم
الاثنان وذهلا اكثر كان لايزال تشانسونغ جالس في مكانه يثني ركبتيه يباعد
مابينهما ويسند مرفق يده الى ركبته يغطي نصف وجهه براحة يده كأنه متسول ضال ...
بدات شرارت الغضب تستعر في جانغئن رفع رأسه قليلا فرأهم ينظرون له وضع يده على
الارض بالكاد استطاع رفع جسده فقد خارت قواه منذ رؤيتها في تلك الحالة, نهض محني
الظهر بلاتعابير وأوما لهم :مرحبا..مرحبا امي
ثلاثتهم فهموا الامر بصورة خاطئة واخيرا اشتعل البركان في جانغئن وصر اسنانه وهجم بقوة على تشان سحبه من ملابسه بقوة وضغطه على الحائط وصرخ بصوت حانق اجش:مرحبا ماذا!!..اتدعي البراءة الان؟...لماذا انت هنا؟ رفع تشان عينيه ونظر بحاجبين معقودين نظرة حادة في عيني جانغئن وخافت الام وسورا وقال بصوت يتصاعد مستواه تدريجيا:هل هذا وقت كلامك الفارغ الان؟! والان هو امسك بملابس جانغئن ويدفعه ويسير معه وارتطم ظهر جانغئن بالحائط المقابل واستمر تشان يصرخ بغضب باعلى صوته سمع صداه كل من حولهم في القاعة وكانه يفرغ كل خوفه وقلقه عليها وهي في الداخل وربما لاتخرج :ايها الاخرق..لم لم تهتم بها جيدا؟..لو فعلت لما كانت هنا فصرخ به جانغئن :فلتسأل نفسك هذا السؤال؟..ايها الوغد..انت من تلاعب بها بعد ان احبته بجنون..انت من كدنا ان نخسر سول بسببه..لماذا كانت معك؟ فاتسعت عينا تشانسونغ وجذب ملابس جانغئن اكثر يخنقه :انت ايها الحقير هل تشك بها الان؟..ياااا تبا لك ورفع قبضته اليمنى ليلكم وجه جانغئن واسرعت سورا وتعلقت بذراعه وامسكتها بقوة :تشان اوبا..جانغئن اوبا..توقفا في الحال.. وانخرطت في البكاء تاركة يده التي هوت منخفضة :هل هذا الوقت المناسب لغيرتكما الان..فربما..ربما لاتخرج من هناك ابدا
وهوت جالسة على الارض تثني ركبتيها ونزلت امها تحتظنها :كلاا كلا لاتقولي ذلك..سول ستعيش نعم ستعيش وانخرطتا في البكاء وهما تحتضنان احدهما الاخرى وترك الاثنان بعضهما ومشى تشان خطوات مترنحة ليرمي نفسه جالسا على كراسي الانتظار القريبة وقال بصوت مخنوق :نعم انت على حق..لو كنت اعلم ان هذا سيحصل..لكنت معها حقا وضحيت بنفسي لحمايتها ولا اجعل خدشا واحدا يصيب اصبعها الصغير..ولكنني كالابله كنت اجلس في المطار واكتفي فقط بمشاهدة المسعفين يخرجونها من هناك وانا لاافعل اي شئ..اي شئ وسالت دموع حارقة على خديه..وكذلك جانغئن دون حول منهما...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
وتمر الدقائق والساعات كالقرون الطويلة الامد التي لاتحصى
ويفقد الاحساس بوقتها سوى انها كانت كثقل الجبال على قلوبهم الضعيفة التي لم تعد
تقوى النبض براحة, تضغط على صدورهم فاصبح التنفس الاهم في الحياة شيئا صعبا وغير
مهما بالنسبة لهم للقيام بهم..
وهم يجلسون الان بقرب باب غرفة العميليات تجلس ام سول وتسند
سورا رأسها الى كتف امها التي لاتكف عن البكاء ومسح تلك الدموع التي لاتتوقف عن
الانهمار وتشانسونغ يجلس مقابلهما وجانغئن على مسافة كرسي منه ... ويبدو تشان
كالاموات غادرته الروح ولن تعود حتى يسمع عن سلامة سول يقبض بين كلتا يديه قلادتها
بقوة كبيرة وكأنه يتمسك بسول نفسها كي لاتفارق عالمه وترحل ... وجانغئن يكاد يغمي
عليه من القلق فجاة وقعت عيناه على تشانسونغ وعاد اليه الغضب لايستطيع السيطرة على
نفسه :امي فقط اخبرني لماذا تسمحين له
بالبقاء..ارجوك غادر في الحال..لامكان لك هنا فزع تشان عند سمع تلك
الكلمات واستيقظ من غلفته ووقعت عيناه على ام سول التي نظرت له بعد ان مسحت دموعها
نظر لها بخوف وقلق مما قد تطلبه فقز نحوها راكعا وامسك بكلتا يديها فاجأ الجميع
بحركته تلك واصبح يرجوها ويتوسل :ارجوكي امي
لاتطلب مني ان اغادر..اتوسل اليك..اشعر اني ساموت في اي لحظة وانا هنا..فكيف لي ان
اصبح ابعد وسالت دموعه بخفة على وجنتيه جعلت قلب ام سول يرق له فمسحت
شعره وقالت :لاتقلقي..لايحق لي طردك يمكنك
البقاء..حتى تطمئن عليها ... استاء جانغئن ونظر جانبا بينما اخفى
تشانسونغ وجهه في حجرها يستمر في البكاء فهي رغم مافعل لا تستطيع كرهه لتلك الدرجة
فهو الوحيد الذي خلق سعادة حقيقة لابنتها..
فجأة احد الممرضين فتح الباب خرج بلهفة فزع الجميع وقفزوا نحوه وقال :ارجوكم نحتاج الى دم كثير لديها نزيف كثير بالكاد نستطيع السيطرة عليه فهتف جانغئن وتشانونغ بنفس اللحظة :انا..انا ساعطيك..زمرة دمي تشابه دمها ثم نظرا لبعضهما بانزعاج فقال الممرض :اذا بسرعة هيا الحقا بي وادخلهما معه ردهة العمليات كان ممرا طويلا يحتوي العديد من الغرف وكانا متأكدين ان سول في احدهما ارادا البحث لرؤيتها لكنهما بدل ذلك استجابا لأوامر الممرض ولحقاه بسرعة...
وصل العم الى المشفى ورأته الام وتبدلت نظرات الالم الى حنق
كبير لم تستطع حتى السيطرة على نفسها لاخفاؤه نهضت بسرعة ومسحت دموعها وقالت بحزم
:مالذي تفعله هنا؟ توقف مكانه
وابتسم لايفهم :زوجة اخي ..مابالك؟..انها سول
لقد جئت من اجلها
فقالت وهي تقترب منه ووقفت سورا خائفة مما قد يحصل :هل تمزح معي..اليس هذا اغلى ماتتمناه؟! نظر
لها بحقد وقال :يااا زوجة اخي.. واشار
بعينه الى سورا :ارجوكي لاتتحدثي هكذا
امامها..مابيننا من سوء فهم لاتدعيه يصل لهما..من فضلك فابتسمت جانبا
ساخرة منه وقالت تنظر له:وهل تظن.. ثم
صمتت فجاة لم ترد ان تخبره ان سول قد اخبرتهما كل شئ لذا عادت ادراجها وقالت :غادر في الحال عد من حيث أتيت..لسنا بحاجة اليك..لم
نكن كذلك يوما وجلست وجلست سورا تنظر بقلق لعمها الذي قد بدأ هيجانه
بالظهور صر على اسنانه وصرخ بمرافقه :دعنا نذهب ومشى
بسرعة ولحقه مرافقه..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تشان وجانغئن مستلقيان على سريرين متوازيين بينهما آلة سحب
الدم والاسلاك تربط ذراعيهما مع الالة والممرض يقف عند الباب ينتظر على عجل, نظرا
لبعضهما بلاتعابير بسبب سول اختفى بعض التوتر بينهما ثم نظر تشان الى السقف فجأة
يقبض بقوة بيده الاخرى على قلادتها ,شعر بأن السقف يدور به ولم يعد يحتمل ,فكل ذلك
الجسد الضخم ليس بامكانه تحمل دمعة من عين سول فماذا عن الان ماحصل لم يكن هينا
على قلبه ابدا لذا استسلم لضعفه وثقلت جفونه وغفى فعلا...لكنه في الواقع غط في حلم
عميق!!
انتهى جمع الدم منهما واسرع الممرض راكضا بسرعة ودخل غرفة
العمليات التي فيها سول وكانت في حالة يرثى لها العديد من الايادي تعمل عليها
يخيطون في وجهها وصدرها واخرون يجبرون قدمها والاسلاك والمحاليل مربوطة لجسدها من
كل مكان وكل شئ يبدو تحت السيطرة إلا شيئا ذاك الصدغ الكبير في رأسها من الخلف
والذي يحاول طبيبان بجهد كبير السيطرة عليه وعلى نزيفه الذي لايتوقف وحالما شعرا
انهما نجحا فجاة خرج الدم في وجههما كصنبور ماء وغرقا في الدم وصرخ الطبيب بغضب
شديد وعاد يضغط بقوة على الجرح :ياللهي انه
لاينقطع مالعمل؟..ستضيع المريضة من بين ايدينا..اوصل لها انابيب الدم
بسرعة..سينخفض الضغط من جديد...لكن سول كانت تغط في حلم عميق!!
"كانت سول ترتدي فستانا مخمليا بطابع خريفي
جميل تمشي وسط مروج جميلة والرياح تداعب وجهها وتلعب بشعرها كما يحلو لها..
بينما كان تشان يرتدي ملابس
صيفية باردة ويشاهدها من الخلف تقدم نحوها بسرعة..بينما تنفست سول عطره وهامت به
احست بيده تنزلق في راحة يدها نظرت جانبا فوجدته يحدق بها بشغف كبير وقال:انت هنا
اذا!!..اشتقت لك بادلته ابتسامة ساحرة :وانا ايضا والتفت واحتظنته بقوة
ورفعها عن الارض يدور بها كما يفعل بها دائما..
وأخذا يجريان خلف بعضهما وتعالى صوت ضحكاتهما يملء المكان..فجاة اختفى تشانسونغ ولم تعد تراه فخافت تتلفت يمينا وشمالا لم تجده وترقرقت الدموع في عينيه بعدها ظهر فجاة وامسك يدها لكن قد فات الاوان فقد خافت بشدة نظرت له وهي تهز رأسها يمينا وشمالا ترفضه وافلتت يدها برفق من يده وهي تسير الى الخلف خاف بشدة واتسعت عيناه وقال :ارجوكي لاتفعلي..لاترحلي
وكان المنحدر خلفها
تماما فوقفت بقدماها على حافته نظرت بالم ثم مدت ذراعيها في الهواء اغمضت عينيها
ورمت بجسدها الى الخلف وسقطت ركض بسرعة وهو يصرخ :سوووول!! ورمى بجسده على
الحافة ويمد ذراعه بقوة لعله يمسك بها ويصرخ :سوول!!"
قفز تشان من نومه فزعا يلهث ويتسبب عرقا نظر لما حوله فوجد نفسه لايزال في الغرفة وعلم انه قد غفلت عينه فجاة:الحمد لله..ظنت لوهلة ان الامر حقيقي فتح يده وفيها القلادة فتح قفلها ثم ارتداها حول عنقه واخفاها تحت ملابسه حينها انتبه لنفسه لقد نسي امرها وعلت الدهشة وجهه :ياللهي..سول وركض بسرعة خارج الغرفة وجد نفسه في الممر الطويل رغب بالبحث بشدة عنها لكن رآه احد الممرضين وتقدم نحوه وهو يقول :يبدو انك كنت متعبا للغاية ولم يحتمل جسدك..لذلك تركت تنال قسطا من الر.. فقاطعه تشان بلهفة :ألم تخرج بعد؟؟..ارجوك اخبرني هل هي بخير طأطأ الممرض رأسه فشعر تشان بالقلق :ماذا هناك؟؟ اخبرني تنهد الممرض وقال :لايجوز ان نخفي عنكم االامر اكثر ان....
واكمل تشان طريقه يتعثر بخطواته المتهالكة كالثمل حد الجنون وترن في اذنه كلمات الممرض :ان حالتها صعبة للغاية..لديها نزيف في الدماغ حاد جدا كلما سيطرنا عليه عاد ينزف من جديد ومعه يختل ضغط قلبها ونعود نهتم بالاثنين مرة اخرى..لذلك احتجنا لدم كثير..لقد نمت ساعة كاملة..اي مر على وجودها حتى الان اربع ساعات اخشى ان يستمر الامر هكذا و..وربما نفقدها...صلوا من اجلها اتمنى ان تخرج بسلام
فتح الباب وكان لايزال البقية ينتظرون كما في السابق
انتبهوا ينظرون له أوما لام سول ثم جلس ولم ينطق باي حرف مما سمع نظرت له امها
بعطف وقالت :شكرا لك بني.. ثم الى
جانغئن :شكرا لك..
طرق سائق عائلة هوانغ بابا ودخل وهناك كان مكتب والد تشانسونغ
التفتت هيتشول بغضب الى السائق:اين كنت؟..لماذا
كل هذا التأخير؟ فقال السائق :هنالك
خبر غير جيد يجب على السيد معرفته.. دب القلق فيهما ونظرا لبعضهما
فقال والد تشان :تحدث
فقال السائق :كما
تعرفني سيدي عادتي عندما اوصل احد من العائلة الى المطار فانا ابقى هناك انتظر حتى
تقلع الطائرة لعله يحتاج شيئا ما فيجدني بجانبه..لذا بقيت خارج المطار انتظر واذا
بالسيد تشانسونغ يجري نحوه بسرعة كبيرة ركب السيارة وتولى القيادة كالمجنون الى
المشفى استغرب هيتشول
وقال :المشفى؟ فأجاب
السائق :نعم..في الواقع لقد..لقد تعرضت الانسة
لي سول خطيبة السيد تشانسونغ الى حادث سيارة خطير ونقلت للمشفى فورا لهذا ذهب
السيد الصغير الى هناك اتسعت عيناهما ونهض السيد من مكانه بدهشة وقال
لهيتشول :بسرعة دعنا نذهب الى هناك.. وأوما
له هيتشول وخرجوا...
وبدأ العد التنازلي لتحمل تشانسونغ وصبره ينفذ خصوصا بعدما
سماعه ذلك الخبر ومرت ساعة كاملة وشارفت الشمس على المغيب نظر جانغئن لسورا في
فستانها وكم تبدو رائعة لكن انهكها الانتظار والقلق تنهد ونهض ومد يدها لها :انهضي عليكي ان تتناولي اي شئ..وجهك شاحب للغاية نظرت
في عينيه المليئتين بالحب وهزت راسها رافضة لكنه بقى يمد يده لها مصرا على رايه
نظرت لامها فأومأت لها لكي تذهب لذا وضعت يدها في يده ونهضت ثم
افلتها صحيح انها كانت مجرد ثواني لااكثر لكنه شعور غريب قد اختلج جسد سورا لاتدري
من اين واخذت تمشي بقربه ونبضات قلبها تزداد فجاة كلما نظرت له نظر لها ولاحظ اردافها
المكشوفة فخلع سترته ووضعها على كتفيها فتوقفت مكانها مصدومة وقال :ارتديها بالكامل..سيأتي الليل ويزداد الجو برودة أومات
له ولكن الصدمة تعتريها وبالفعل ارتدتها...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
فجاة ظهر هيتشول ومعه والد تشان وهما ينظران بلهفة حتى وجدا
تشان جالسا محبطا وامامه تجلس والدة سول واسرعا نحوهما وهيتشول يقول :تشانسونغ..تشانسونغ انتبهت تشانسونغ
والسيدة لي لمصدر الصوت وكانا والده وصديقه وهما يتجهان نحوهما بلهفة لذا نهضا
بمرجد رؤيتهما واسرع هيتشول الى صديقه فهو اكثر شخص يعلم مالذي يجري بداخل صديقه
الان وقال له وهو ينظر في عينيه :انت بخير؟!,..
تقدم والده الى ام سول :سيدة لي..ياله من خبر
محزن حقا.. وبكت بصمت واخذت تمسح دموعها فاجلسها وجلس بقربها :لاتقلقي ادعي لها ان تنهض بخير..تشجعي ارجوكي ...
وهز تشان رأسه بيأس وقال وهما يجلسان :الوضع سئ
للغاية.. ونظر الى ام سول ثم قال :لم
اخبرهم اي شئ..اخبرني الممرض ان سول لديها نزيف حاد في الدماغ وهو صعب الايقاف
ويضعف قلبها اكثر فأكثر ووضع يده على جبهته :أأااه لااستطيع التفكير بإي شئ الان عقلي مشوش للغاية مماقد يحصل وشعر
هيتشول بالخوف والاحباط هو الاخر...
مجرد دقائق بعد وصولهما وفتح الباب اخيرا قفز الجميع من
اماكنهم واسرعوا للباب وبدأ الممرضون يدفعون السرير المتحرك وقالت الام بعبرة
خانقة عند رؤيتها :أأوه سول ابنتي!!..ياللهي!! واندهش
هيتشول ووالد تشان من منظرها وخنقت الغصة تشان ايضا واقترب يدفع مع الممرضين
سريرها وكان نصف رأسها مضمدا بالكامل واثار الدماء واضحة عليه ويدها اليسرى وقدمها
اليمنى مجبرة والجروح واللصوق تملئ وجهها بكثرة لم يكادوا يتعرفون عليها,
وعند باب المصعد منعهم الممرض المسؤول من الدخول وقال:اسف استقلوا مصعدا اخر..سنأخذها الى العناية المركزة..ستجدوها هناك واندهشوا من جديد وخصوصا تشان الذي تمتم :العناية المركزة...
جانغئن يلعب بالطعام لايمكنه التناول فقط يكتفي بالنظر له بينما سورا ابتلعت بعض اللقمات ثم توقفت تلعب بالطعام فجاة رن هاتفه وكان تشانسونغ المتصل فعبس وجهه فقط لرؤية اسمه ورد بفضاضة :ماذا تريد؟ فقال تشانسونغ وهو في المصعد مع البقية :احضر سورا وتعال في الحال..لقد خرجت سول من غرفة العمليات اسرع وقفز جانغئن من مكانه وهتف :خرجت سول؟؟ فنهضت سورا هي الاخرى وعلت الدهشة والبسمة وجهها واغلق الهاتف :اسرعي وبدأ يركض وهي تلحقه وكادت تتعثر بسبب حذائها ذو الكعب فعاد جانغئن اليها امسكها من يدها وبدا بسحبها خلفه كاد قلبها ان يتوقف حينها وشعور غريب يراودها من جديد نشوة جميلة تسري في جسدها لم تعرف حينها اهي سعادة لخروج اختها ام بسبب تلك اليد الدافئة الناعمة التي تسحبها..هي فقط لم تعرف حينها!!...
خرج تشانسونغ والبقية بسرعة ولهفة يبحثون بنظراتهم في ذلك
الممر الطويل حتى رأى تشانسونغ الطبيب المسؤول عن حالتها يقف عند احدى الغرف :انها هنا وركض بسرعة نحوه ولحقه
البقية..وقف بقرب الطبيب وشاهد من الباب المفتوح الممرضات يحملون سول
ويضعونها على سرير الخاص ويربطون اليها مختلف الاجهزة اراد الدخول فأوقفه الطبيب :الى اين؟..لايمكن لاحد غيرنا الدخول الى هناك واغلق
الباب فعلت الدهشة والقلق وجه تشانسونغ :لماذا
لايمكنني!! ايها الطبيب دعني ادخل فقال له الطبيب بشفقة :اتفهم شعورك..ولكن حالتها لاتزال غير مستقرة بعد فتفاجأ
تشان ووالدتها :ما..ماذا تقصد؟؟ فقال
الطبيب :صحيح اننا اتممنا العمليات على اكمل وجه
ولكن وضعها كان خطيرا للغاية ولايزال كذلك واصبح ينظر لها من خلال
النافذة الامامية للغرفة ويستمع للطبيب :نزفت
الكثير من الدماء من مختلف اجزاء جسدها قطع الزجاج لم تترك عضوا الى
وجرحته..والمصيبة الاكبر كانت في قطعة الزجاج الكبيرة التي دخلت بقوة الى الجمجمة
وعلقت هناك ومع اخراجها حدث نزيف اكبر وتخلخل استقرار قلبها بشدة كدنا ان نفقدها
حينها ولكن الحمدلله تم الامر على الخير..لديها خلع في الكتف وكسور في الاضلاع
والتواء في كاحل قدمها وكل هذا سهل يشفى تدريجيا مع الوقت..كل مايقلقني هو نزيف
دماغها والارتجاج الكبير الذي يحصل..علينا مراقبتها 24 ساعة كاملة لنعرف
النتيجة..وكذلك..أأأااه لاشئ..اتمنى لها الشفاء وغادر دون ان يكمل
مالذي يخشاه ايضا لم يرد ان يزيد قلقهم ويزيد حالهم سوءا اكثر مما هو عليه...
وبقي تشانسونغ يتحسس الزجاج بيده ويبدو وكأنه يخفيها تحت راحة يده يشعر وكأنه يمسح عن جسدها كل الالام
ووقفت الام بجانبه وهي تضع يدها على فمها تسيل دموعها وجاء
جانغئن يجري ومعه سورا وقال بلهفة :ماذا؟..اين
هي؟ ونظر تشانسونغ الى النافذة من جديد ففهما الامر واقتربا منها
بهدوء وحالما وقعت عيناهما عليها دخل جانغئن في صدمة كبيرة وهو يراها في تلك الحال
المزرية وسورا انخرطت في بكاء كبير وضمتها امها لصدرها تهدئها..
نظر والد تشان لهم وهم جالسون ينتظرون وقد حل الليل منذ ساعات
عدة بحالهم المزرية وثيابهم تخص الحفل وهم يرتدونها منذ الصباح فقال وهو يقترب من
السيدة لي :سيدة لي من فضلك يجب ان تغادري الى
المنزل لترتاحي وايضا.. ونظر باتجاه سورا ونظرت الام ايضا لها وكان
رأسها يهبط وتعيد توازنها يغفلها النعاس :لقد
تعبت ابنتك الاخرى.. ونظر الى تشان وجانغئن :وانتما ايضا عليكما ان تنالا قسطا من الراحة فرفض تشان بسرعة
:انا لن ابرح مكاني مطلقا لاتحاول معي اراد
جانغئن التكلم فتحدث الاب بسرعة :وانت يجب ان
تأخذهما الى المنزل..غدا باكرا تعال الى هنا فصمت جانغئن ونظر بحنق
الى تشانسونغ الشارد البال فقال هيتشول :انت
ايضا غادري سيدي..وسأبقى انا مع تشانسونغ...لاتقلقوا يمكنكم الذهاب..
وهكذا اوصل جانغئن سورا ووالدتها الى المنزل ودخل بعدهما لكنه
توقف عند الباب ينظر الى زينة الحفل التي ملئت المكان والفرحة التي اختفت منه ثار
فجأة وبدا يلهث وانتزع وشاحا كان ملفوفا حول احد الاعمدة بقوة وهو يصرخ وجلس على
درجة مرتفعة عن الارض يمسك بيديه مطأطأ الرأس بينما وقفت سورا خلف الحائط تشاهده
وترقرت الدموع في عينها من اجله..
ومضى ذلك الليل الطويل الامد المحمل بالالم على تشانسونغ
وهيتشول يراقبه يجوب الممر جيئة وذهابا كالمجنون حتى فقد هيتشول صوابه
وقال متذمرا :ياااا توقف ارجوك اصبتني بالدوار..هل ستستيقظ ان استمررت بفعل هذا..ارح جسدك قليلا تحتاج الى كامل طاقتك للبقاء بجانبها فرمى تشانسونغ بجسده بقوة على الكرسي بقرب هيتشول عقد يديه الى صدره وامامه نافذة غرفتها يبقيها تحت عينيه طول الوقت...
نهضت الام مبكرا للغاية والهالات السوداء حول عينيها فمن قال
بان الثلاثة قد استراحوا حقا بعودتهم الى منازلهم..مرت بغرفة سول فجاة توقفت لاحظ
امرا ما فعادت خطوات وفتحت الباب بهدوء فوجدت سورا تنام في سرير سول وتأثرت الام
بشدة واقتبرت منها تمسد شعرها فأستيقظت بسرعة وهي تقول :اماااه دعينا نذهب في الحال فأومأت لها امها...نزل جانغئن من
سيارته يحيي والدة سول فشاهد سورا معها والام مستاءة منها تقول لها :لماذا ستغيبين عن المدرسة؟ فقالت سورا
بأنزعاج :امااه انها اختي..لايمكنني التركيز
مطلقا حتى اطمأن عليها عاودت
الام استنكار الامر لكن فجأة اوقفها صوت جانغئن :امي
دعيها تأتي..يستحيل ان تفهم كلمة وهي قلقة هكذا فصمت الام واستسلمت
للامر وابتسمت سورا له فاومأ له بأمتنان يتفهمها..
تشانسونغ يجري على المرج بسرعة لكن سول ترمي نفسها من فوق
الحافة من جديد .. وفزع تشان من نومه وهو يتعرق ويلهث وقال لنفسه :مجددا نفس الحلم..مالقصة؟ نهض بسرعة ينظر
من النافذة فوجدها على نفس حالها اطلق تنهيدة طويلة وفجاة شعر بهيتشول بقربه
يناوله كوب قهوة ساخن فشكره وارتشف منها وجاء البقية سورا وامها وجانغئن ودائما ما
يظهر العبوس على وجهيهما عندما تتلاقي عيني كلا العاشقين المجنونين بسول..
فجأة سمعوا صوتا غريبا من غرفة سول وبدأت الاجهزة بالانذار ونظروا جميعا من النافذة فشاهدوا سول تبدوا وكأنها تختنق كاد قلبهم ان يتوقف اسرع تشان بلهفة يضغط على مقبض الباب بقوة عدة مرات لكنه لايفتح وجرى هيتشول بسرعة الى بداية الممر يصرخ :نحتاج مساعدة..اين الطبيب..نادي الطبيب في الحال وجاء الطاقم الطبي بسرعة وفتح الممرض الباب ببطاقة عمله ودخلوا وبدأوا بعملهم يتفقدون الاجهزة ونبض سول ونشاط جسدها وهم ينظرون من الخارج بلهفة كبيرة, ثواني وابعد الطبيب جهاز التنفس الاصطناعي عن وجهها وهكذا عاد النبض وكل شئ طبيعيا فالتفت ينظر الى وجوههم التي اختفت الدماء منها وملئها الرعب والقلق ابتسم لهم واشار لهم بعلامة ال ok فتنهد تشان طويلا وهيتشول ربت على كتفه واسند جانغئن يديه على ركبتيه يلتقط بصعوبة وضعت سورا يدها على فمها سعيدة للغاية, بينما ينظر لها تشان بسعادة غامرة...
وهكذا تم نقل سول الى غرفة عادية لكن رفيعة المستوى كأنها في
غرفتها الخاصة ودخلوا عليها والممرضة تضبط لها اجهزتها حيتهم ثم غادرت واخيرا
اقتربوا منها ومررت ام سول يدها على وجه ابنتها الشاحب والمليء بالجروح التي بدت
وكانها تلسعها فاعدت يدها بسرعة متألمة بسببها :أأأوه
عزيزتي انظري ماذا حصل لك؟..ولوجهك الجميل وانغمرت عيناها بالدموع
واحاطها جانغئن بذراعه من الخلف وايضا لا ينكف عن النظر الى تشانسونغ منزعجا جدا
من وجوده هنا..
وانتصف النهار وسول على حالها وعاد القلق يراودهم..فجاء الطبيب
لينظر حال سول ومؤشراتها الصحية فتفاجأ بوجودهم جميعا في الداخل :ماهذا؟..لايجوز ان تبقوا جميعكم هنا فقال
جانغئن :لاتقلق حضرة الطبيب نحن لن نصدر اي صوت
او اي شئ ممنوع..ولكن نحن قلقون كثيرا فأكمل تشان :حضرة الطبيب ارجوك..ألم تقل انها تعدت مرحلة الخطر وهي
الان بأمان لكن لماذا لاتزال نائمة حتى الان بان الانزعاج على وجه
الطبيب ربما مايخشاه قد يحصل فلم يجب تشان بإي كلمة واتجه نحوها وبدأ بفحصها فتح
عيناها واحدة تلو الاخر يتفحصهما ثم رفع رأسه وتنهد طويلا وهم جميعا تركيزهم منصب
معه ومع تعابير وجهه التي لاتطمان بخير فقالت الام :ماذا
يجري حضرة الطبيب؟..ارجوك اخبرنا الحقيقة ايا كانت نظر لهم وابتلع
ريقه :في الواقع..ربما قد يحصل ماخشيته منذ أن
انتهيت من اجراء العملية لها فسأل تشان :وماهو؟ فقال الطبيب:اعتقد
بأن النزيف الحاد الذي حصل ربما سيتسبب في ..في دخولها في غيبوبة شهق
الجميع وهوت الام جالسة على الكرسي واكمل :لازلنا
غير متأكدين..فربما تستيقظ غدا..ربما بعد غد..او اشهر هذا يعتمد على قوة جسدها
وعمق الاصابة التي تعرضت لها..وايضا العامل النفسي يساعد..بقائكم بجانبها سيعطي
نتائج مذهلة صدقوني..اسف لانني نقلت لكم هذا الخبر السئ..اعتذر حقا وغادر
الغرفة وهوى تشانسونغ يجلس على كرسي قريب منها والصدمة تعتريه وفمه مفتوح من الخبر
المخيف...
خرج الطبيب واغلق الباب ونظر له بطرف عينه ثم اكمل طريقه
لنهاية الممريتحدث مع نفسه *وحتى وان استيقظت ربما نكتشف نتائج اسوء...سيمرون بوقت عصيب
للغاية*..
نهض تشانسونغ وهو مصدوم :اذا
هكذا سنجلس وننتظر وحسب..الن نفعل اي شئ انتبه جانغئن لتلك الكلمات
فاقترب منه ينظر بسخرية وغضب :نجلس!..ننتظر!..وما
دخلك انت..ليس هناك داعي من وجودك هنا ..غادر في الحال..لامكان لك هنا زمت
تشان شفيته وعقد حاجبيه وقال ونظر نظرة تحد حادة في عيني جانغئن عن قرب كبير :ومن انت ايضا لتمنعني!!..انت لم تصبح زوجها بعد
ورد جانغئن بجملة اقوى :وانت!..
كنت خطيبها لكنها خنتها ورحلت..هل نسيت؟ انزعج تشان من تلك الكلمة
وقال بحزم :اذا كلانا لازلنا لاشئ بالنسبة لها.. تركه ونظر بلهفة ورجاء ام سول :امااه ارجوك..اتوسل اليكي..دعيني ابقى هنا..الى جانبها معكم فقالت
الام بحيرة:لكن انت!.. وسكتت فقال :اعلم..لكن ارجوكي دعيني اساعدكم في الاعتناء بها..انه
اقل شئ افعله لأرد لها جميل مافلعت بي
لاتزال سيدة لي تشعر بحيرة وقالت :ولكن بني!..ماذا لو استيقظت ورأتك بقربها ربما يتصحل
كارثة..فأنت!! فقال وامسك يديها بكلتا يديه يرجوها اكثر :اعلم..واعدك بأنني سأختفي فور استيقاظها..لن ادعها
تراني مطلقا..ما ان نستعيد سول سوف اغادر بنفس اللحظة..اعدك ترددت لكن
ما باليد حيلة لم ترد ان تكسر قلبه اكثر مماهو فيه فأومات له وقالت :حسنا بني يمكنك البقاء وارتسمت ابتسامة
مخنوقة على وجهه بينما انزعج جانغئن وزفر وهو يضع كلتا يديه على خصره...
صوت تشانسونغ"وهكذا بدأت رحلتنا مع
غيبوبة سول المفاجأة قمنا بتقسيم الايام بيننا نحن الاربعة انا و وام سول وسورا في
ايام العطل وايضا ذلك الجانغئن وهناك ايام كان يأتي بها هيتشول وهيسو ايضا..بينما
اشغل ايامي الاخرى بالعمل فقد عدت مؤقتا الى الشركة وكالعادة عدت بسبب سول الى
الحياة مرة ثانية"
وظهر يسير في الممر المؤدي الى غرفة سول وبيده باقة زهور حمراء
جميلة جدا يبتسم بدفأ لانه ذاهب للقائها..
واكمل"مرت ثلاثة اشهر
كاملة منذ يوم الحادث وسول على حالها لم تكن 3 اشهر وحسب بل كانت سنين مريرة على
قلوبنا..وقلبي الوحيد بالذات"
وفتح باب غرفتها ودخل بهدوء واغلقه تقدم من رف قريب من السرير
واخرج الزهور الوردية اللون بدت شبه ذابلة ونسق الحمراء في الانية واكمل
"قلبي الذي زرعت به الحياة بعد ان هام حبا
وعشقا بها"
وسحب كرسي وجلس بقرب سريرها ونظر لها بابتسامته الدافئة وهي
تبدو في حال افضل اختفت تلك الجروح وأثارها من وجهها وتعافت كل الكسور في جسدها
وعاد وجهها مشرقا تملؤه الدماء بالحمرة
وقال:مرحبا عزيزتي كيف حالك اليوم..انظري لقد جلبت لك زهورك المفضلة.. اختفت السعادة من وجهه وابتسم بسخرية
وقال :قد اكون
اناني لانني اصبح سعيد للغاية وانا قادم لالتقي بك..كأننا في موعد غرامي مثل
ايامنا الاولى معا..من كان يصدق انني سأجلس امامك هكذا في يوم من الايام بعد كل
ماحصل..كانت مجرد خمس دقائق فقط وتقلع الطائرة بي الى غير رجعة ظننت بأنني لن اراك
بعدها مطلقا ولكنني ها انا الان اجلس امامك..غريب هو القدر ومايفعله بنا دون وعي
منا..لهذا سأنتظر مجددا لأرى ربما يخبأ لي شيئا اخر معك..من يعلم حبيبتي..
وهو يتحسس القلادة المعلقة في رقبته وقال*يبقى هناك سؤال يحيرني منذ يوم الحادث "لماذا كنت تقودين في يوم زفافك لوحدك وتتمسكين بقلادتي بكل هذه القوة حتى انها لم تفلت من يدك رغم قوة الحادث" اتساءل فحسب اين كنت ذاهبة؟ومالذي كان يدور بخاطرك؟ هل هو انا حقا؟..اتساءل فحسب واتمنى لو احصل على اجابة في يوم ما ولو في احلامي ثم انحنى وابعد خصلات الشعر التي طالت عن وجهها..
جانغئن امامها يجلس كجلسة تشانسونغ :هل انتي بخير؟..انا بخير هنا انتظرك..لقد سرقك القدر في اجمل يوم حلمت به
واتمنى ان يعيدك لنكمل مابدأنا به..ارجوكي اسرعي..فلم يعد لدي قدرة لاتحمل فراقك
اكثر نحن حتى لم نخرج في موعد رسمي كبقية العشاق ..لم نفعل اي شئ معا..لذا سوف
انتظرك..هنا حتى لو كان للابد...
سورا تمسح بمنشفة مبللة يد سول وهي تتحدث :اوني..اشتقت لك كثيرا والى نصائحك المستمرة لي..ولكن وحتى وانت غائبة عن الوعي دائما تنفعينني.. وابتلعت غصتها
وقالت :بفضلك لقد اكتشفت ان
كيونغ شخص لايعتمد عليه مطلقا عندما مرضت امه هرعت اليه كالمجنونة ..بينما لم ياتي
لزياتك معي ولامرة واحدة ويستمر بالتذمر لاني منزعجة من اجلك وبسرعة
مسحت الدمعة التي خانتها ونزلت دون علمها :كلا..كلا
..انا لاابكي بسببك انه هو الشخص السئ...أوووه وابتسمت وقالت :لم اخبرك لقد اخذت اوراقي يوم امس الى جامعة سول
واعتقد بأنهم سيقبلون بي لانني تخرجت من الثانوية بدرجات مذهلة لاني اردت ان
تستيقظي وتريني اختا تفخرين بها ولم ارد ان ازيد هم امي بل واعتنيت بها عند
غيابك..صحيح ان حفل التخرج فاتك..لكن استيقظي بسرعة كي توصليني بنفسك اول يوم
للجامعة ها اتفقنا
وابتسمت لها وفجأة فتح الباب نظرت وكان تشانسونغ فابتسمت له وهي تنهض اغلق الباب وتقدم نحوها :اخبرتني امي ان لديك امتحان قبول الجامعة غدا..لذا جئت لأحل محلك يمكنك الذهاب ابتسمت بأمتنان :شكرا لك اوبا..انت رائع للغاية ابتسم لها
وقالت :سيأتي جانغئن بعد
قليل ليوصل امي ويقلني الى المنزل..أأاوه ها قد أتيا وفتح جانغئن
الباب ودخل هو وام سول القى التحية عليها وقالت له :لم
انت هنا؟ فقال :اردت ان احل محل
سورا كي تعود وتذاكر قليلا من اجل الغد فابتسمت باعجاب باهتمامه :شكرا لك بني ..كنت اخبرتني لقد كنت قادمة الى هنا لما
كنت اتعبت نفسك فهز يده :كلا..كلا..امي
انا بخير على العكس الامر يريحني..
وجانغئن يزفر لايحتمل رؤيته فجاة وهو يتحدثون اصدرت
الالات المربوطة لجسد سول اشارات غريبة ذعر الجميع وخافوا واقتربت الام من سول
التي بدات فجأة تحرك اصابعها وهي تختنق وتتنفس بصعوبة فأسرع تشان راكضا بسرعة
كبيرة خارج الغرفة يصرخ :ايها الطبيب..د.كيم!! ويجري
في الممر حتى رآه يخرج من احدى الغرف فأسرع نحوه :د.كيم!..د.كيم!..ارجوك
اسرع بدات اجهزة سول تصدر اصوات انذار اتسعت عينا الطبيب واسرع بالجري
مع تشان الى غرفتها وتشان يتابع كلامه :وقد بدت
وكانها تختنق ايضا مالذ يحصل لها توقف الطبيب مكانه والتفت لتشان :تحتنق؟!..ارجوك اجلب الممرضة واطلب منها احضار كل
الادوية اللازمة وانا ساسبقك للغرفة أوما تشان له بجدية وانطلق كل في
طريقه,.. وبحث تشان عنها وصرخ بأسمها قرب غرفة الممرضات فظهرت بسرعة احضرت معها
عربة تدفعها تحوي مختلف الادوية والحقن واسرعا بالجري الى الغرفة..
بينما الطبيب يفتح عينا سول يتفحصهما الواحدة بعد
الاخرى وهي مستلقية ورفع رأسه وارتسمت بسمة على وجهه وحقا فتحت عيناها ونظرت لكل
ماحولها وضعت سورا يدها على فمها من فرط السعادة ونظرت لامها وهي تبتسم والدموع
ملئت عينها رغما عنها هكذا هم الامهات في كل لحظاتك تراها تبكي من اجلك من فرط
المشاعر التي تحملها وجانغئن غير مصدق لما يرى امامه..
اقترب منها وامسك بها ليساعدها على الجلوس بشكل افضل وقلبه الذي يكاد ينفجربينما بصعوبة استطاعت سول الجلوس بسبب تصلب جسدها من الاستلقاء الطويل وفي تلك اللحظات بالذات فتح تشان الباب ودخلت الممرضة وبينما يحاول ان يشاهد جانغئن وهو يجلس سول حجب الرؤية عنه وما إن ابتعد حتى لمحها جالسة مستيقظة شهق والتف بسرعة كبيرة ليعطيها ظهره ... بينما نظرت سول لمن حولها رمقتهم بنظرات حيرة واستغراب ...
التفات تشان ذلك ومنع نفسه من رؤيتها وكأنه يصب النار على قلبه المكوى بنار الوله والشوق لرؤيتها ولتلك العينين الساحرتين وارتجف في مكانه لقد ضغط على قلبه ومد يده ليأخذ حقيبته من السرير القريب من الباب ولايزال يعطيها ظهره ومد يده بتردد نحو مقبض الباب ليفتحه لكن قلبه يمنعه لقد انتهى كل شئ الان ..
لكن سول عقدت حاجبيها لم تفهم لما هم حولها ونطقت ببساطة وتلعثم :م..من..من انتم؟ نزلت تلك الكلمات كالصاعقة عليهم ونظر احدهم للاخر وتجمد تشانسونغ في مكانه واختنق بنبضات قلبه المتزايدة وهوت يده عن مقبض الباب , وشدت انتباه الطبيب الذي نظر لها بلاتعابير ثم اتسعت عيناه فجاة واغمض عينيه مستاءا وتمتم مع نفسه :تبا!..لقد حصل الاسوء!! وكأنه كان يعلم مسبقا بالأضرارالتي سيخلفها الحادث..
فجاة وقعت عيناها على ظهر تشان واحتارت اكثر بينما يجمع تشانسونغ ماتبقى من شجاعة وطاقة لديه والتف ببطء بجسد غمره الذهول واخيرا نظر لها..نظر لها بعد اكثر من نصف سنة حرمان من ذلك الوجه وتلك العينين وكأن قلبه كان ميتا وعاد اليه النبض من جديد..ماإن التفت وتلاقت عيناهما امالت رأسها محتارة وقالت له :ومن انت؟! اتسعت عيناه بذهول..واستمرا ينظران لبعضهما..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق