ღقلــبي لم ينـسღ
ღالبارت
الحادي عشرღ
ღ موعد من الماضي ღ

Written By:
لمحت سول تلك النظرات الغريبة في عيني تشان وكانه
قد رأى شبحا امامه نظرت لنفس الجهة وكان المنظر عاديا جدا فقط سور واريكة خشبية
تخص المتنزهات لكن تلك الثانية فقط كانت كافية لقلب سول لجذبه كالمغناطيس فمن اول
نظرة لمحت طيفا غريبا لشخصين جالسين على الاريكة يمزحان ويتعانقان وصوت ضحكاتهما
يرن في اذانها , لذا بدأت تسير كالمنومة مغناطيسيا نحو الاريكة وخطوة مع خطوة
تتأكد من احد الجالسين وعرفت انها هي والثاني بدى مألوفا جدا وبدأ تهمس لنفسها:هذا الشخص!..يبدو مألوفا جدا..انه.. حتى
وصلت تماما بقرب الاريكة لتختفي الصورة الوهمية تماما من امام عينيها خافت تلفتت
يمينا ويسارا فلم ترى شيئا وامتلئت عيناها بالدموع
في تلك اللحظة انتبه تشان لاختفاءها من جانبه
التفت فرآها عند السور شهق وقلبه ينبض اسرع:مستحيل..هذا
غير ممكن ركض كالبرق واصبح بقربها وهي شاردة الذهن لم تشعر به تمسك
بالسور بكلتا يديها فقال بصوت مرتجف ولمس كتفها:سول!..سول
انتي بخير؟!! فالتفتت ببطء تنظر له لتصدمه وتكاد توقف قلبه بمنظرها
ذلك بعينين مذهولتين تملؤهما الدموع وقالت بصوت مرتعش خائف:تشااان!!
فاخفض يده مدهوشا لاول فكرة خطرت لذهنه *مستحيل!!..هل
يمكن انها...!* قاطعت
تفكيره قائلة:تشاان لقد كنتُ هنا!..كنتُ هنا ذات
يوم صحيح؟ ...
فأطلق نفسا عميقا كان قد احتبسه في قلبه من شدة
الفزع وارتاح وعاد لطبيعته لكنه بقي متساءلا:وكيف
عرفت؟ فقالت وهي تشرح له بأنفعال:لقد
رأيته بأم عيني..ذلك الشخص نفسه من الحلم..الحلم الذي دائما يراودني
فتجمد مكانه عندما ذكرت كلمة حلم فسأل
بلهفة:حلم!!..اي حلم!! فقالت:انه حلم يراودني كثيرا..ارى نفسي مع ذلك الشاب نلعب
ونلهو بحب فجاة يتركني لوحدي ويخنقني خوف فظيع
وبدأ تشان يدهش اكثر وعيناه تتسع شيئا فشيئا
لقد عرفه انها تتحدث عن حلمه نفسه واكملت:وعندما
يظهر اخاف وابتعد ثم ارمي نفسي من فوق المنحدر يحاول امساكي لكنني اسقط
تشان مجرد قطعة جماد واقفة *كيف
يمكن ان يحصل هذا..كيف يمكن هذا..ان يحلم كلانا بنفس الحلم..الفرق الوحيد انها لم
تميز وجهي جيدا..فقط هذا* استغربت من صدمته والتعب بادٍ عليها فمدت يدها لمست كتفه ثم هزته :تشان!..تشان! فأفاق وشهق فقالت:مابك؟..لماذا شردت فجأة؟.. ترى هل تعرف ذلك الشاب؟ بدأ
يتلعثم ويتردد فماذا يقول الان غير تلفيق القصص:كلا..ومن
اين لي ان اعرف
كانت تجبر نفسها على الوقوف فحسب الان لم يعد
بأمكانها التحمل اكثر وضعت يدها على جبهتها فلاحظ تشان تألمها فجأة فقدت توازنها
وكادت تقع بلحظة اسرع نحوها واسند مرفقها بيد واحاط ظهرها يمسكها جيدا باليد
الاخرى واسندت رأسها الثقيل على صدره فارتعش جسده وهي تهذي:انه مؤلم للغاية..رأسي سينفجر
ومعها قلبه يزداد نبضا ليصل صداه الى مسامعها فأسندها جيدا ونهض بها وهو يقول:علي اخذك للمنزل في الحال لقد تعبت اليوم كثيرا, هيا واتجه بها يسيران برفق الى السيارة واركبها ورمت جسدها وراسها الثقيل الى الكرسي وربط لها حزام الامان ويلاحظ قطرات العرق على جبهتها وزادت في قلقه فأسرع وركب وانطلق بسرعة
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بينما جانغئن يتجول في المنزل كالمجنون ذهابا
وايابا هزت ام سول رأسها مستاءة من تصرفاته واتجهت للمطبخ بينما سورا قلقة عليه
وقالت له تقف عند طرف الاريكة:ارجوك توقف لقد
ارهقت نفسك..مؤكد ستعود بعد قليل فهز رأسه والغضب يشتعل في عينيه
وقال:هل تمزحين؟! وهل سأنتظر حتى يعود بها متى
يشاء فاستغربت وقالت بخوف:ماذا
تقصد؟ فقال وهو يقف ينظر لها يشير لساعة يده بغضب كبير:نصف ساعة ان لم تظهر سأذهب للبحث عنهما..سأحطم
وجهه..هل يظن انها ملكه من جديد
كالعادة كأنه عقارب ساعة كل دقيقة يزور احدهما
الاخر هكذا كانت عينا تشان على سول حتى لاحظ انها قد اغمضت عينيها بالفعل فخاف وهو
يقود بيد ومد يده الاخرى يهز كتفها:سول!..سول!..انتي
بخير؟ لكن يبدو انها لم تنم فحسب بل فقدت وعيها ايضا
اصابه الذعر لم يعرف كيف يتصرف وسيارته علقت
بين الزحام بدأ يتنفس بصعوبة وينظر لها فقدت الاحساس بإي شئ فتذكر فجأة الطبيب كيم
اخذ هاتفه واتصل:د.كيم..هذا انا تشانسونغ..انها
سول لقد رأت اليوم الكثير من الذكريات واصبح رأسها يؤلمها بشدة وفقدت وعيها
ولااستطيع الوصول الى المشفى الان الازدحام خانق..ماذا افعل؟ ابتسم
الطبيب بحنان وهو الان يعرف سبب اهتمام تشان بسول فقال له:فقط أهدأ..اي مشفى!.لماذا تأتي بها الى المشفى..انه امر طبيعي بالنسبة
لحالتها فقال وهو خائف ينظر لها:ماذا
افعل اذا؟ فقال له:لاشئ فقط دعها
تأخذ قسطا من الراحة عندما يختفي الضغط في دماغها ستصحو لوحدها هدأ
روع تشان قليلا وشكر الطبيب اغلقا الهاتف وعاد ينظر لها بأهتمام
ووصل بها الى المنزل حينها كان جانغئن قد خرج من
المنزل يمشي كالمجنون وسورا تلحق به بسرعة امسكت بذراعه تصرخ به:اوبا!!..ارجوك توقف..لاتذهب فرمى يدها
بقوة وارتدت للخلف وصرخ بها:دعيني..هل يظن لانها
فقدت ذاكرتها وكل ماحصل يمكنه ان يبدا معها من جديد ويحبها ويجعلها تتعلق به مرة
اخرى..علي ان اريه حدوده واكمل طريقه للباب الكبير فشعرت بخوف شديد
ركضت عائدة للمنزل لتخبر امها
ما إن فتح الباب وجد تشان يفتح باب سيارته وينحني
فاشتعلت النيران في قلبه واتجه بسرعة لتشان امسك بكتفه وجذبه فرفع تشانسونغ رأسه مستغربا
ليقف امام جانغئن وجذبه من ملابسه وسحبه واطبق عليه عند الباب المجاور لباب سول
وهو يصر اسنانه وغضبَ تشانسونغ وامسك الاخر بملابس جانغئن وصرخ به:ياااا انت؟! مالذي تفعله؟, نظر جانغئن لسول
النائمة باستغراب ثم بغضب الى تشان وقال:مالذي
فعلته انت لها؟..تكلم..مالذي حصل..وايضا لماذا تأخذها انت لتنزهها ها؟
عقد تشان حاجبيه ورمقه بنظرة حادة وقال بصوت حاد:هل هي ملكك ها؟!..هل هي قطعة اثاث اخبرني؟! صرخ
به بأعلى صوته, ثم قال:انت اغبى شخص رأيته..هل
تعتقد انني مجنون لأوقعها في حبي مرة اخرى..وان عادت ذاكرتها ماذا ستفعل؟..انا
افكر بكل هذا ام انت فلا..تعتقد انني سعيد!!..بأن اكذب وامثل بأنني انسان عادي في
حياتها وهي كل حياتي..هااا ودفعه بقوة كبيرة ليتراجع جانغئن للخلف عدة
خطوات:توقف عن افعالك الطفولية هذه كل مرة..وركز
على مساعدتها فقط
واقترب من سول مجددا لكي يحملها فابعد جانغئن
يده بقوة فوجده بقربه وقال بصوت اجش:ابتعد! فرفع
تشان رأسه قليل الحيلة لن يستطيع منعه اكثر..ادخل جانغئن يديه وحملها وتشان ينظر
واشاح نظره جانبا ...قال:شكرا لك ودخل
واغلق الحارس الباب خلفه
اطلق تشان هواءا ثقيلا حبسه في صدره الذي كاد ينفجر ... وفي نهاية اليوم ابتعدت عنه كالعادة واختفت من امام ناظريه..
وقاد الى المنزل والحزن يحرق قلبه وانسابت تلك الدموع التي لم تعد تقدر ان تجمعها تلك العيون الوالهة التي تذكرت حالتها وهي ترتجف بين ذراعيه في السيارة كيف له ان يبعدهما عنها وقلبه يشتعل قلقا وخوفا عليها واخذ يضرب بقبضته مقود السيارة وهو يقود ويصرخ:لماذا كل هذا؟..لماذا علينا ان نعاني اكثر مما حصل لنا..فقط اخبريني
ثم اسند يده الى فمه يعض اصابعه بكل قوته كاد ان
يسيل الدم منهم
وضع جانغئن سول في سريرها بهدوء وامها خلفه وسورا
عند الباب تنظر بعدم اهتمام ثم ابتعدت عن الباب واختفت...قالت ام سول:هل هي بخير؟ اخبرني فقال :لاتقلقي امي..كالعادة تنام في السيارة وتنهدت
الام براحة:اااوه ياللهي خفت كثيرا ...
لاحظت نظراته لها وكأنه سيلتهمها لذا خرجت بهدوء واغلقت الباب وتركته نصف مفتوح
... لاحظ انها غادرت فسحب الكرسي القريب وجلس قرب السرير نظر لشعرها المنسدل جزء
منه على الوسادة والبعض على وجهها وانحنى قليلا وابعد شعرها عن وجهها ثم استقام في
جلسته يبتسم لها بحنان
وقال:اسف..لكن مالعمل؟..مجرد التفكير انه يكون بقربك يقتلني..الا يكفيه انه يملك اجمل اللحظات في قلبك..متى ستعودين لنصنع خاصتنا..ربما ستقولين انني اناني!..لم اكن يوما كذلك فقط عندما وقعت في حبك وهو يمسك بيدها ويمسح عليها باليد الاخرى
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
وحل الصباح على مدينة سيول واشرقت الشمس الدافئة
تداعب النفوس الا تلك النفس الباردة التي ضلت طريقها في ظلام نفق الالام...
يتقلب في السرير يمينا يسارا حتى انتفض رفع رأسه بغضب وصرخ:أأاه وعيناه احاطهما السواد كظلام ليل يحيط بقمر مضيء متعب منهك القوى لم يحظى بنوم هادئ والقلق يزعج مضجعه خوفا عليها تلك التي سلبت روحه... ابعد الغطاء عن جسده واتجه للمغسلة رمى الماء على وجهه عدة مرات لعله يصحو فلافائدة من البقاء في السرير ونظر لحاله المزري في المرآة يحدق بلاتعابير وقال:تستحق مايحصل لك..انت من حطم قلبها اول مرة
فتحت سول باب غرفتها بهدوء وتبدو قد جهزت نفسها
لتخرج نظرت يمينا ويسارا وكان الهدوء يعم المنزل في هذه الساعة المبكرة خرجت تمشي
على اطراف اصابعها وتحمل بيدها حذائها تنزل الدرجات على مهل كي لاتصدر اي صوت
وقفت امام باب المنزل الخشبي ارتدت حذائها ثم نظرت
للمنزل بحنق من الحديقة
وقالت:من يظنون انفسهم ليمنعوني من رؤيته!..من اعطاهم الحق!
زمتت شفتها وارتدت حقيبتها بشكل مائل واتجهت
خارجا
تشان جالس في المطبخ يبحث عن اي شئ لسد جوعه من
يوم امس
بينما هي في السيارة تتذكر"رفعت رأسها بتعب تشعر بثقل كبير بالكاد استطاعت الجلوس نظرت بشكل
دائري لما حولها واكتشفت نفسها في غرفتها و لمعت عيناها:تشان! ابعدت
الغطاء عنها واتجهت لباب الغرفة بقدمين تكادان تخونانها وتوديان بها ارضا لكنها
تتمسك بالاشياء بقربها واحدا بعد الاخر ووصلت للباب فتحته واتجهت للسور تنظر * لعل
تشان مازال هنا* هذا فقط ماجاء الى قلبها قبل ذهنها اندهشت ثم انزعجت فلم تراه
هناك وخاب املها كانت على وشك العودة الى غرفتها فجأة سمعت جانغئن يصرخ بغضب :ارجوكي
امي..امنعيها فتوقفت
مكانها والتفتت تنظر من مكانها دون ان تقترب من السور اكثر واكمل:لاتدعيها
تلتقي بتشانسونغ مرة اخرى, انا خطيبها الان وليس هو لماذا لكنها خافت وارتجفت
وكأنهم سيقطعون عنها اوكسجينها الخاص وليس تشان صديقها العادي وزمتت شفتها وعقدت
حاجبيها بغضب وبثقل سحبت نفسها الى داخل غرفتها واغلقت الباب بهدوء"
فتحت سول عيناها تنهدت وارتجلت من الحافلة التي
وقفت, دون ان تعلم انها اجمل عاداتها التي عشقها تشان بسببها من اول نظرة مدت
ذراعيها في الهواء اغمضت عيناها واخذت نفسا عميقا ثم امسكت حزام حقيبتها المائلة
لترتبها على جذعها اكثر ثم زمتت شفتها مستعدة وبدأت بالجري بكل سرعتها ويداعب
الهواء شعرها يملء قلبها سعادة لامثيل لم تعرف حتى الان سببها
وبينما هو حائر بالطعام اغلق الثلاجة بقوة وقال:أااااه لااستطيع التركيز لفعل اي شئ نظر
لهاتفه على الطاولة وحسم امره ....اخرج رقم هاتفها وبقى اصبعه فوق الشاشة وهو حائر
متردد أيتصل ام لا *لن استطيع فعل اي شئ ان لم اطمئان عليها, ولكن!..
عائلتها!!..أأااااششش*
وفرك شعره بقوة فجأة رن جرس الباب فاستغرب فورا نظر الى ساعته وقال:من سيأتي الى منزلي في هذا الوقت؟..أيعقل انه هيتشول؟ واتجه لفتح الباب بعدم اهتمام ليصدم اتسعت عيناه وكاد فكه يسقط من دهشته:سول!! وهي ترمقه بأبتسامة بريئة وقالت:مرحباااا..تشان
فاستيقظ من دهشته وسأل باستغراب وحيرة:ولكن مالذي جاء بك الى هنا في هذا الوقت المبكر؟ فقالت
ولازالت تقف في الخارج:اردت اللحاق بك قبل ان
تغادر لمكان ما..اريد ان نكمل تجوال يوم امس فظهر الحزم عليه فجأة:كلا..هذا يكفي..لن نخرج لتتذكري مجددا..هيا عودي الى
المنزل في الحال واستدار واغلق الباب بسرعة فجأة وعند اخر لحظة لم
يغلق فأندهش التفت فوجدها تضع قدمها بين الباب والاطار لتمنعه من الاغلاق ثم نظر
في عينيها فوجدها حازمة جادة وامسكت طرف الباب بيدها وفتحته بقوة:لماذا تفعل هذا؟ اخبرني
فنظر لها بحزم وقال:ألم تري ماذا حصل لك يوم امس؟..هل نسيتي؟
فقالت بجدية:وماذا
اذا هل سأتوقف فقط لأنني أتالم عندما أتذكر..وماذا لو تألمت انها مجرد
لحظات..ارجوك لاتصبح مثلهم
هنا تغيرت تعابيره الى استغراب واهتمام:اعلم جيدا انهم أمتنعوا من تذكيري باي شئ منذ ان اغمي
علي بسبب البوم صور العائلة فقط كي لاأتألم..لذا ارجوك لاتصبح مثلهم فأنا لا
يمكنني الاعتماد على اي احد لااعرف احد غيرك..لهذا آتي اليك اشعربراحة كبيرة
بجوارك لاتجبرني على الابتعاد.. اريد ان اعود انا من جديد ارجوك ساعدني..
شل تشان في مكانه وهو مستغرق بالنظر لها
تأثر من كلامها كثيرا فكيف له ان يرد عشيقته التفت فورا وقال بصوت خافت:انتظريني سأجلب اغراضي
فارتسمت ابتسامة عريضة على وجهها
يسير بقربها وهو هائم بالتفكير *هل
جننت تشان لتساعدها على تذكر كل شئ بما فيها انت ومافعلت* ثم نظر لها ولابتسامتها
التي لاتختفي *لايهمني فلتكرهني اكثر ولتحقد علي اكثر..انها تثق بي وتؤمن
بي من بين الجميع لن أخذلها مطلقا* ... انتبهت لشرود ذهنه فأنحنت للامام وهي تسير لتنظر لوجهه
فوقعت عيناه في عيناها وابتسمت وقالت:مابك؟ فوجد
عذره ليفرغ انزعاجه فيها :انت السبب فتفاجأت
ووقفت بشكل جيد ويستمران بالسير واشارت لنفسها:انا؟
فصرخ بها بغضب وانزعاج مصطنع:نعم انتي..ومن غيرك بسببك لم اتناول العشاء يوم
امس..ومنذ الصباح تهجمين على منزلي لاخرج بدون فطور..أأأشش يالك من مزعجة وتقدم
بالسير امامها يتركها خلفه في صدمة وهو يضحك بخلسة ثم ابتسمت وضحكت برقة واسرعت
نحوه :تشان!..تشان! ووقفت بقربه:اذا ستتناول الطعام على حسابي اليوم كله لوى
شفته وهز كتفيه وقال:ربما اقتنع
فصرخت به بغضب:ياااا فضحك وضحكت والسعادة تملؤهما
سورا تجفف الماء من وجهها بالمنشفة ولاحظت باب سول مفتوح قليلا فأتجهت نحوه فتحته
برفق فوجدت سول نائمة في السرير ابتسمت برضا واغلقت الباب بهدوء وفي الواقع تلك لم
تكن سوى وسادات رتبتها لتبدو وكأنها هي في السرير لتحضى بيوم سري بعيد عن اعينهم
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
سألت سول:الى
اين ذاهبان الان؟ فقال:الى مكان مهم
جدا بالنسبة لك..الى اطفالك فتوقفت مكانها كالحجر:ماذا؟ قالتها بملء فمها:اطفالي؟..ياااا هل تمزح
فهز كتفيه وقال:وهل ترينني امزح الان..انت من اسميتهم اطفالك..اتبعيني وستعرفين فمشت
وهي غير مقتنعة بما يقول
حتى وصلا امام باب الميتم نظرت باعجاب للمكان:اذن هذا ماكنت تقصده؟..لكن لماذا اسميتهم اطفالي
بالذات؟ فقال وهما ينظران لبعضهما:لانك
انت من تعتنين بهذا المكان..وايضا انت من جلب معظم الاطفال الى هنا علت
الدهشة وجهها واشارت باصبعها لصدرها:انا؟؟..انا..
فعلت كل هذا؟ فأوما لها وعادت تنظر الى المبنى بسعادة كبيرة ورضا
اصبحوا امام الباب الداخلي الكبير وراودها قلق
وارتباك شديدين اطلقت زفيرا طويلا نظرت لتشان بقربها ويده على مقبض الباب ينتظر
اشارتها فاومات له ففتح الباب على مهل وخطت اول خطوة للداخل وبدات تسمع صراخ
الاطفال واصوات لعبهم وضحكاتهم وجريهم خلف بعضهم يتنقلون من غرفة لاخرى حتى انتبه
لها احد الاطفال وهو يجري فتوقف مكانه وتأثر جدا لرؤيتها وبدأ بالصراخ:نونا هنا..لقد جاءت نونا
واختفى خلف الممر واكمل جريه الى الداخل فتح باب
غرفة ما بقوة وصرخ :انها نونا..لقد عادت نونا قالها
لحبيب قلبها المميز بينهم كيونغ جاي الذي قفز قلبه من مكانه وقال بشهقة:نونا!! وبدأ بالجري وسبق الفتى..
بدأ الاطفال بالخروج من الغرف كالنمل صحيح ان
عددهم لايتجاوز ال 40 ولكنهم فوضويين بشكل كبير وبدأوا بالتجمع امامها ينظرون لها
بشوق كبير وتشان بجانبها يراقبهم واياها بحذر ولاحظ نظراتها الضائعة فهي لاتعرف اي
احد لاتذكر اي شئ وشعرت بحزن شديد لانها نسيت ذكرياتها مع كل هؤلاء الملائكة
وتساءلت كم كانت جميلة وترقرقت الدموع في عينيها تحدق بهم لاتعرف ماتقول وهم
يكررون ويجذبون بملابسها ويحدقون بها بشوق كبير:نونا..نونا..اشتقنا
لك كثيرا نونا حتى بعضهم بدأ يشكو لها سوء تصرفات الثاني معه كما يفعل
الاطفال في العادة مع امهاتهم عندما تعود بعد غياب طويل لكن من فلان ومن فلان انها
لاتذكر اي شئ وليزيد الطين بلة سمعت صراخ احدهم من بعيد:نونااااا..نوناااا رفعت رأسها تنظر فوجدته يجري نحوها
كالمجنون وابعد الاطفال واحتظنها بكل قوته ودموعه بللت ملابسها شعرت وكأن عظام
حوضها ستتحطم من شدة احتظانه لها وهو يصرخ ويبكي:نونا..لقد
اشتقت لك كثيرا..لماذا غبتي عني كل هذا الوقت لكنه لم يشعر باي ردة
فعل منها فرفع راسه قليلا ونظر لها وقال باستغراب:نونا!! لتسقط
دموعها فوق وجهه واجهشت في البكاء لتفاجأ تشان والجميع بها وهوت الى الارض تجلس
على ساقيها:اسفة..اسفة..انا لااتذكر اي شئ..لا
اتذكر اي احد منكم..اسفة
فتفاجأ كيونغ جاي واصابه الذهول فجأة رمق
تشان المهموم بالنظر الى سول مليء بالخوف عليها وهو ينحني ثانيا ركبيته بقربها,
رمقه بنظرة مخيفة حادة فأنتبه له تشان وزمت شفته وقال له:كل مايحصل بسببك..بسببك انت فتفاجأ تشان وصعق وخاف كثيرا قد
تنتبه سول له وتبدأ بالسؤال "لماذا هو السبب" فاشار له بعجلة ليصمت وهو
يضع اصبعه على فمه عدة مرات فأنزعج كيونغ جاي اكثر امسك بوجه سول وهي تبكي بكلتا
يديه:نونا..لاتتذكريني..انا اتذكرك جيدا..وانا
احبك كثيرا..جميعنا نحبك..لذا لاتبكي ارجوكي لاتبكي واحاط رقبتها
بذراعيه يحتظنها واشتد بكاؤها اكثر وبرؤية كيونغ جاي هكذا شعر الاطفال بالغيرة
واسرعوا بالالتفات حولهما واحتظانها ايضا وتعالى صوت بكائهم معها والمعلمات مجتمعات
عند باب قريب لاحد الغرف يذرفن الدموع حزنا عليها وماحل بها..وتشانسونغ يحدق بذلك
المنظر المهيب الذي يحطم الاقنعة المتحجرة عن القلوب ويقول لنفسه *في
حياتي لم ارَ ولدا يحب فتاة تعتني به فقط مثل كيونغ جاي..وكأنها حبيبته بالفعل
ويعتني بها* وابتسم
بشفقة
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
عم سول في مكتبه يقف مقابل النافذة ويعقد يديه خلف
ظهره وقال والخبث بادي على وجهه:ماذا قلت
للتو؟؟..عادت تخرج مع تشانسونغ من جديد؟!! أوما مرافقه:نعم سيدي لوى شفته لايعجبه مايحدث وقال:بدأ الامر يزعجني حقا..فمتى ماشعرت بانني تخلصت منه
ومن علاقتهما..عادا من جديد..ان اجتماعهما يعطي احتمالات بأن يتوافقا من جديد وهذا
يعني حرب طاحنة لي معهما وهز رأسها رافضا للامر
جانغئن جالس على مكتبه يدقق في العديد من الاوراق
فجأة وقعت عيناه على البيانو الصغير تحفة سورا التي اشترتها له افلت الورق وامسك
به قربه منه وتذكر كلامها يوم امس وابتسم بحب
وسول وتشانسونغ واقفين امام باب الميتم والاطفال
عند الباب الداخلي يلوحون لها بقوة ولاتزال عيناها حمراء من شدة بكاءها تلوح لهم
وخصوصا لذلك الفتى المجنون بها وشعر تشانسونغ ببعض الندم لانها احضرها الى هنا..
واغلق الحارس الباب خلفهما اخذت نفسا عميقا
واطلقته وهو ينظر لها ثم نظرت لها بأمتنان وانحنت قليلا وفاجأته وقالت:اعجز عن قول اي شئ سوى شكرا لك..شكرا لك لاحضاري الى
هنا ورؤيتهم..كانوا مشتاقين لي كثيرا حتى لو لم اذكرهم لكنني سأبقى اعتني بهم كما
كنت في الماضي..هل تساعدني؟ صدمه سؤالها وعقد لسانه ماذا يجيبها وتلكأ
وقال:بالتأكيد..سأ..سأحاول فابتسمت
له بأمتنان ثم سألت بحماس:الان الى اين؟ فكر
للحظات وقال:بما ان كلانا لم يتناول الطعام حتى
الان..اذن لا مكان غيره نظرت له بحيرة بينما يرمقها بابتسامة
واقفان امام المطعم المتواضع الذي تحبه وتاخذه له
دائما تنظر بحيرة بينما قال لها:مكانك السري فاستغربت
من تلك الكلمة:السري!! فأوما لها
وقال:دائما ماتأتين الى هنا..تعالي دعينا
ندخل..لاتستغربي فالكثير هنا يعرفك..مفهوم؟
فهزت له رأسها وتوجه نحو الباب وهي تتبعه
ببطء تتمتم مع نفسها:مكاني السري؟..لماذا يعرف
بأمره؟..او في الاساس كيف عرف به؟ ولوت شفتيها غير مقتنعة ....
فتح تشان الباب ودخلت برفق لتتجمد في مكانها فمن اول خطوات لها بالداخل وقف اغلب الزبائن والعاملين توقفوا اماكنهم والمديرة شهقت بأسمها عندما رأتها عند الباب ... يرمقونها بنظرات اختلط بها الشوق والشفقة والالم من اجلها وبنظراتهم تلك شعرت بخوف وارتباك فعادت خطوة للخلف لترتطم برفق بجسد تشانسونغ الذي كان خلفها تماما استغرب لمَ عادت فلاحظ نظراتهم لها بسرعة لوح لهم بيديه من فوقها وصر اسنانه فاستيقظوا من صورتهم تلك وهرع معظمهم نحوها يلقون عليها التحية ويتصافحون معها وهي عندما ترى كل ذلك الاهتمام وايضا الشفقة التي تملء عيونهم وهم ينظرون لها تشعر ان قلبها يتمزق الف قطعة ويكاد صدرها يفجرمن الالم وتمتلء الدموع في عينيها وتكرر قول:أسفة..انا حقا اسفة..لاني لا اذكرك..جدا اسفة
انزعج تشانسونغ كثيرا من تصرفها المثير للشفقة ذلك ارجع راسه للخلف اغمض عينيه وزفر طويلا صر على اسنانه .. مد يده وجذبها من ذراعها بقوة للخارج وثم يفلتها بقوة فتستدير لتقف امامه من شدة جذبه لها وهي في ذهول تام وقالت:مابك؟ ونزلت دمعاتها التي كانت تقف على حافة الهاوية فصرخ بها :هذا الذي بي..دموعك التي لاتنتهي..اسفك للجميع
فصرخ اكثر:لماذا تعتذرين للجميع ليس ذنبك ان
فقدتي ذاكرتكِ ليس ذنبا اقترفتيه..هم من عليهم ان يأسفوا عليك وليس.. فقاطعته
وهي في هيجان بكاء ودموع لاتنقطع:وانا لااريد
اسفهم مللت من نظرات الشفقة والاسى نحوي..اكرهها لا اريدها ابدا فصرخ
بها بعنف:يااا سوول ففزعت ورجعت
خطوة للوراء وقالت بخوف كالاطفال:مابالك
انت؟..لماذا تعنفني هكذا فانتبه لنفسه وهدأت تعابيره وقال لنفسه *مالذي
تفعله تشان* واكملت
بحرقة:انا التي اعتمد عليك..لماذا فجاة تعاملني
هكذا..هل تعبت مني انت ايضا فتقدم خطوة نحوها فرجعت خطوة للخلف فتوقفا
مكانهما وقالت :لاتقترب اكثر..حتى انت مللت مني وتجهش
في البكاء اكثر فتقدم خطوة اخرى :يااا سول
ارجوكِ فصرخت به بأنفعال:فلتبقى
بعيدا
وفجأة بدأت تجري بسرعة ففزع وبدأ يجري خلفها
كالمجنون ويعيقه المارة من الوصول اليها رغم سرعته ...
عبرت الشارع بدون وعي للسيارات كاد قلبه ان يتوقف
حينها من الخوف عليها وظهرت الاشارة الحمراء واكمل الجري خلفها حتى وصلت الى حافة
ذلك الدرج الكبير الضخم المعروف في سيول واستطاعت ان تكبح سرعتها فتوقفت عند حافته
تماما وهي تلتقط انفاسها والدموع غسلت خديها وهو قادم نحوها تفاجأ بمكان
توقفها فتوقف على مقربة منها يلتقط انفاسه يبتلع ريقه وهي تنظر له ببرود وفقط تشهق
بسبب بكاءها الشديد وتمسح دموعها بعشوائية لكنها تخونها وتعود تنزل من جديد, مد
يده من مكانه وقال بهدوء ورجاء:سول!..تعالي الى
هنا..ارجوك..انا اسف ها..لم اقصد اخافتك سامحيني فهزت رأسها فقال بخوف
وتوسل اكثر:ارجوكي فقط تعالي الى هنا بعدها
يمكنك فعل ماتشائين بي وتجمعت الدموع في عينيه وامال رأسه للجانب
يرجوها:سول!..هيا ارجوكي فاستغربت
تصرفاته وقالت بتعجب كبير:ولكن مابك؟ وابتعدت
خطوتين عن حافة الدرج الكبير فأطلق تنهيدة طويلة وقد شحب لونه وهوى جالسا على طرف
الرصيف وساقيه على الشارع وانسابت دموعه التي انتظرت اذنه برفق على خدوده واسند
ذراعه الى ركبته وغطى بيده عينيه وبالفعل بدأ بالبكاء استغربت امره حقا فتقدمت منه
ببطء وهو يقول:لماذا تفعلين بي كل هذا ..قلبي لن
يحتمل اكثر..سووول..هل يسعدك تعذيبي هكذا امالت رأسها تنحني وتنظر له
وهو يغطي وجهه بذراعه الممتدة امامه وقالت تبرر بهدوء:يااا تشان..انت حقا تبكي؟..لاتبكي..اسفة حقا..لقد انفعلت وحسب, هيا توقف
هل انت مجنون لتظن انني سأرمي نفسي من هناك,توقف ارجوك
واقتربت منه اكثر وشعر بها امامه تماما ابعد ذراعه
عن وجهه وبلحظة امسك بيد سول وجذبها نحوه بقوة فسقطت على ركبتيها بين ساقيه وارتمت
بين ذراعيه فاحتضنها بكل قوته بكلتا يديه وهي في صدمة وذهول وعينين جاحظتين وهو
يبكي ويقول:سأقتلك!..سأقتلك بيدي ان فعلت بي هذا
مرة اخرى..ايتها الغبية
وضربات قلبها الهائجة التي لم تعد تفهمها مابالها تعصف بصدرها هكذا وحرارتها المتزايدة لم تشعر الا وهي تحيطه بذراعيها ايضا وتخفي وجهها عند رقبته:اسفة حقا..لن افعلها مرة اخرى..اعدك فتوقف عن البكاء وانفاسها الدافئة تداعب رقبته, انها فقط ترمي حطب لنار متأججة في نفسه منذ زمن هكذا هي مشاعره
جالسة الى الطاولة التي تقع امام النافذة الكبيرة
المطلة على الشارع مكانها المفضل تشبك اصابعها تنظر للمارة في بؤس شديد ليقطع حبل
صمتها وقوف تشان بقربها وهو يضع الاطباق امامها الواحد تلو الاخر واحضرت له
العاملة اخر طبق وابتسمت لسول وابتسمت لها ومسدت على شعرها:اشتقنا لك كثيرا
فأومات لها سول تشكرها وغادرت ثم جلس تشان
وهي منبهرة بالنظر الى الاطباق الشهية وقالت:يبدو
لذيذا للغاية فابتسم وقال:فلنأكل
اذا فأومات له وناولها العيدان والملعقة واخذت اول قطعة من الطعام
وتشان ينظر لها بحب فجأة صعق اسرع وامسك بيدها:توقفي! فتجمدت
مكانها تنظر له:ماذا هناك؟..مابك؟
فقال لها بقلق:لايمكنك أكل هذا...اسف لم انتبه للطبق لكنك لايمكنك تناول الاطعمة الغير
مطبوخة بشكل كامل ستتقيأين على الفور..اجوما!! ونادى عليها فأسرعت
اليه وسول في ذهول تام وناول الاجوما الطبق وقال:هل
نسيتي؟
فاغمضت الاجوما عينيها مستاءة:اسفة انه خطأي وأخذت لتبدله بطبق اخر
وعيناها معلقة بالنظر لتشان واهتمامه بها الذي لن تستطيع اي فتاة محلها ان تتجاهله
وتقول *كيف يعرف كل هذا عني؟!!* ما إن نظر لها حتى اشاحت
نظرها بعيدا الى النافذة فاستغرب ماذا كانت تفعل
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
انهيا طعامهما في نهم كبير وهما يضحكان على بعضهما
بسبب جوعهما لم يهتما لمن حولهما...حان وقت الغداء في منزل سول لذا اتجهت امها
لايقاظها فهي *لم تتناول اي شئ هذا اليوم فقط نائمة* هذا فقط ماراود ذهن امها
وهي تفتح الباب برفق نادت ونادت:سول!..سول
عزيزتي هيا استيقظي..حان وقت الغداء ويجب ان تتناولي دوائك بعده لكن
لااجابة استغربت الام ملئتها الحيرة اقتربت من السرير ربتت على ذلك الجسد او
مايخيل لها:سول!..سول!!..مابك؟ وابعدت
الغطاء بسرعة لتتفاجأ وتصدم مما رأت مجرد وسادات ترتبت بشكل جيد لتبدو كأنها جسد
نائم خافت واسرعت نحو السور وصرخت:سيدة
هونغ..سيدة هونغ!..هل رأيتي سول هذا الصباح؟ فجاءت مدبرة المنزل وقفت
تحت السور وقالت مستغربة:سول؟!..لماذا اليست
نائمة منذ يوم امس وضعت الام يدها على وجهها والقلق يقتلها اخرجت
هاتفها من جيبها واتصلت,
ليرن هاتف سول تركت عيدان طعامها واتسعت عيناها
استغرب تشان وقال :لماذا لاتجيبين؟ فنظرت
له بقلق وقالت:انها امي؟ فقال:وماذا اذا؟ فقالت:في الواقع لقد خرجت دون اذنهم؟ عقد حاوجبه:لماذا؟..هل منعوك من الخروج معي اسرعت
لتنقذ الموقف:كلا كلا..لم يحدث ذلك مطلقا..انما
لانني تعبت وحسب فأختفى الخوف من عينيه واجرت الاتصال بقلق شديد:نعم امي فصرخت بها:اين انتي؟..ايتها.. واغمضت سول عينيها من
صراخ امها واجابت:اسفة..لقد شعرت بأختناق كبير
لم احتمل..لذلك خرجت استنشق بعض الهواء..لاتقلقي سأعود بعد ساعة تقريبا..اراك لاحقا وقطعت
الخط فورا دون ان تسمح لوالدتها بقول كلمة اخرى نظرت امها للهاتف بدهشة وقالت:يااا تلك الفتاة..حتى وهي فاقدة الذاكرة لايمكنني
التحكم بها مطلقا
التفا بكرسيهما ينظران الى المطعم وبيد تشان كوب
قهوة نظرت له وسألت:هل تحب القهوة حقا؟ فهز
رأسه وهو يبتلع الرشفة من القهوة ثم قال:وانت
ايضا لكن ليس كثيرا..ربما مع بعض الحليب والسكر واشياء اخرى فقالت
مستغربة :وماكل هذا؟ فضحك برقة
وتعلقت عيناها الهائمة به وقالت:اخبرني كيف تعرف
كل هذا عني..بينما نحن مجرد صديقين عاديين؟ كاد ان يختنق بالقهوة التي
ارتشفها فخافت عليه وارتبك كثيرا وهو يبعد نظره عنها فلاحظت ذلك واحتارت في امره
فجأة
نهضت احدى الفتيات اخذت مكبر الصوت تتجه بخجل الى المسرح الصغير فاتسعت عينا تشان وفهم مالشئ القادم نظر لسول ورأها تنظر بأهتمام, وشغلت صديقة الفتاة الموسيقى فزع تشان قفز من مكانه ووقف امام سول تماما حيث التصقت ساقيه بركبتيها رفعت حاجبيها مستغربة ورفعت راسها تنظر له امامها وقد حجب عنها الرؤية فقالت:تشان!! فجأة غطى اذنيها بقوة بكلتا يديه رفعت يديها وامسكت بمعاصم يديه ينظر في عينيها بحزم وقال لها:هل تثقين بي؟!!
فهزت رأسها مستغربة لاتفهم شيئا:اذن ابقي هكذا؟! لذا بدأت تفلت قبضتها من
يده بهدوء ... بدأت الفتاة بالغناء وهي لاترى او تسمع اي شئ هي الان هائمة في
النظر في عينيه سارحة فيهما وهما منجذبان في النظر في اعين بعضهما في عالم ثاني
وموسيقى اخرى ونبض قلبهما يحطم امواج الهدوء التي يحاولان صنعها فيما بينهما لكن
لاحيلة امام الحب ونبضاته التي تطرق فجأة..
ولأنجذابه الكبير شعر كأنه تخدر وبدأ ضغط يديه على
اذنيها يخف اكثر فأكثر وبدأت تسمع الموسيقى والغناء دون ان يعلم لتخرج من هيامها
به وتحولت تعابيرها الى حيرة وارتباك فلاحظ ذلك وشعر بها فامسكت بمعاصم يديه
تبعدهما برفق وتنهض ببطء كأنها منومة ومشت خطوة جانبا لترى من خلف تشان تلك الفتاة
واقفة تغني وصديقها امامها جالس يبتسمان لبعضهما بحب, تخشب تشان في مكانه خائف
عاقد حاجبيه دور رأسه ينظر لها فرأها محتارة عاقدة الحاجبين تنظر للفراغ ... بدت
وكأنها ترى شبحها واقف محل تلك الفتاة وهي تغني تختفي الصورة وتظهر امام عينيها
حتى انها فركت عينيها لاتصدق وبدأ طرق قوي يدوي في رأسها عقدت حاجبيها من الالم
وامسكت برأسها بكلتا يديها وبدأت تتأوه اندهش تشان ينظر لها وتعالى صوتها ليزداد
مداه مع ازدياد الالم الذي لم تشعر به من قبل فخاف تشانسونغ كثيرا وكاد قلبه يتوقف
خوفا عليها وقالت بصوت مخنوق:توقفوا ارجوكم وكادت
تهوي ارضا فامسك بها بكلتا ذراعيه وجلس معها على الارض وصرخ بهم:توقفوا في الحال فعم الصمت المكان فجأة
وكأن عاصفة مرت به توقف الجميع عن اصدار اي صوت حتى بعض الزبائن توقفوا عن الاكل
ايضا وهرعت صاحبة المطعم نحوهما وهي تستمر تتأوه من الالم بين ذراعيه وهو يقول:اسف..حقا اسف ماكان علي ان آتي بك الى هنا..سول وبدأت
دموعه تنساب فوق خديه بالكاد ابتلعت ريقها وببطء فتحت عينيها وقالت:توقف عن البكاء..انا من يريد ذلك وقالت
صاحبة المطعم بلهفة وخوف :ماذا حصل لها فجأة؟! فقال
لها وهو يمسح دموعه بيده اليسرى:لاتقلقي
اجوما..تتعب كثيرا عندما تتذكر اي شئ وساعدتها على جعلها تقف ولكنها
فاقدة الاحساس تماما بما حولها وتكاد تسقط من جديد
فحسم امره انحنى وضع يدا تحت ساقيها والاخرى خلف ظهرها مسبقا ورفعها عن الارض وحملها بين ذراعيه نظر الى الجميع أوما لهم وقال:اعتذر من الجميع عما بدر مني وأوما للاجوما وخرج من المطعم...
فجأة ومع اول خطوة اسندت سول جانب راسها فورا الى
صدره وامسكت قبضتها بقميصه قرب اول زر بقوة ادهشته واخذ ينظر لها في حالها ذلك
وحرارته تزداد ويشتعل الحب والنشوة في داخله ابتلع ريقه وابعد نظره عنها للامام
واكمل طريقه
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
هيسو في المكتب قد انهت كل عملها نظرت للساعة
وقالت في ازدراء:سأختنق..لقد اشتقت له كثيرا اخذت
حقيبتها وغادرت مكتبها الصغير خارجة من غرفة الموظفين فالتقت بجانغئن ولم تهتم له
فاوقفها قائلا:ذاهبة اليه؟! وظهرهما
مقابل بعضهما فقالت بلامبالاة:وماشأنك انت فقال:مؤكد انت سعيدة فكل مايحصل يصبو لمصلحتك فاستدرات
تنظر لظهره
وقالت باستهزاء :وماذا عنك؟..لن تستطيع مطلقا ان تنكر كم انت سعيد فالتفت ينظر لها ويديه في جيوبه :لن انكر ذلك..ولكن برأيك هل هذه السعادة حقيقية؟ ابعدت شعرها لخلف اذنها وقالت:لااعلم بشأنك..لكن قريبا انا سأفعلها ثم التفتت لتغادر وهز جانغئن رأسه لافائدة منها
لايزال تشان يحمل سول اصبحت افضل قليلا بعد ان هدأ
صداعها الرهيب ولاتزال تمسك بقميصه بتلك الطريقة التي تهز كل جسده وتقول بصوت خافت
:اسفة فنظر لها وهويلوي شفته:كله بسببك انتي من رفض ان نخرج بسيارتي منذ الصباح فابتسمت
بتصنع من التعب:الى اين تذهب بي؟ فقال
ببساطة:الى منزلك عليكي ان تأخذي دوائك
وترتاحي..هذا يكفي لليوم هنا انتفضت واستيقظت قليلا وقالت بخوف:هل فقدت عقلك؟ هل جننت؟..كيف تذهب بي الى المنزل وانا
في هذا الحال..هل نسيت انني اخبرتهم انني اتنزه لوحدي استغرب وقد نسي
بالفعل ثم قالت:دعني انزل وحاولت
النزول لكنه ضمها لصدره اقوى وشهق الاثنان مما حصل وشعرا بالخجل ثم قالت:لماذا لاتدعني انزل؟ فقال:انت المجنونة الان!..كيف انزلك وانتي لاتقوين على
الحركة اصلا..انظري لوجهك الشاحب الذي اختفت من الدماء فقالت:اذا اين سنذهب؟
لوى شفته يفكر :امممم..الى
منزلي..ترتاحين قليلا ثم اوصلك الى المنزل
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
وبالفعل وصل الى منزله دخلا وبرفق اجلسها على الاريكة
واسندت ظهرها للخلف ابتسمت بامتنان له وقالت:شكرا
لك اتعبتك معي ابتسم لها ثم قال:اين
دوائك؟ مدت يدها للحقيبة وهي تقول:هنا لكنه
امسك بها قبلها واشار لها بانه سيتولى الامر فأبعدت يدها فتح الحقيبة ووجد الدواء
وضعه بيدها ثم جلب لها كوب ماء وتناولته وقالت:سأشعر
بتحسن الان..ارح نفسك واجلس فقال :سأحضر
بعض القهوة هل تريدين شيئا فهزت رأسها واتجه للمطبخ وتستطيع رؤيته
قليلا اخذت تدور براسها تنظر لأرجاء المنزل ثم تحمست اكثر لتراه بدقة لذا استجمعت
قوتها ونهضت وبدأت تسير ببطء تدقق في نعومة الاثاث والزخارف والصور الجميلة فرآها
تشان وقال:لماذا وقفتي اجلسي في الحال انت متعبة فقالت
بصوت عال:كلا..لاتقلق ان منزلك جميل للغاية هز
رأسه لافائدة منها , استمرت تجول في المنزل حتى لفتت نظرها تلك الارجوحة المعلقة
بالسقف ابتسمت بسعادة اطفال للالعاب واتجهت نحوها وجلست برفق ودفعت بقدميها الارض
على مهل لتهتز بها الارجوحة فشعرت بسعادة غامرة فجأة احست شيئا خلفها يد دافئة
تدفعها بلطف خافت وبدأت ترتعش الفتت بعجلة نظرت فلم تجد احدا فشهقت خوفا وعاد ألم
خفيف يداعب يرأسها من جديد,
حمل كوبه واتجه لغرفة المعيشة وهو يستعد
لعتابها لكونها لازالت واقفة:ألم اقل لكي.. ليصمت
فورا عندما رآها جالسة في الارجوحة التي تعشقها والتي بحثت عنها بجنون حتى اشترتها
وبرؤيتها مطأطاة الرأس شاردة الذهن خاف اكثر من ان تكون قد تذكرت شيئا فقال بصوت
مرتجف:سول! ويقترب بهدوء وقال:انت بخير؟ رفعت رأسها وبأبتسامة مصطنعة
قالت:أااوه انا بخير..لاتقلق مع ان
هناك الم بالفعل لكن لم ترد ان تتعبه اكثر معها فاغمض عينيه وتنهد براحة ...
وضع كوبه على الطاولة امسك بمعصمها وقال:ألم اقل لك ان ترتاحي هي مرتاحة بالفعل
ولكنه يتدارك نفسه قبل ان تتذكر اي شي, وسحبها فنهضت واجلسا على طرف الاريكة الطويلة
بينما جلس على الارض في مكانها المفضل يسند ظهره للطرف الاخر فاستغربت وقالت:لماذا تجلس على الارض؟ فقال :احب فعل ذلك اقتربت من طرف الاريكة لتنزل
احس بها فالتفت براسه نحوه :ماذا تفعلين؟
فقالت:سأجلس معك
فقال بحزم :كلا
ابقي فوق, الارض قاسية عليكي
فقالت:وماذا
اذا؟
فقال بحزم اكثر:قلت لا
والتفت والقلق يلتهمه ألا يكفي انها معه في
منزلهما وحدهما وتريد ان تجلس في مكانها القديم
عادت تنظر الى ارجاء المنزل وقالت بأعجاب:منزلك مدهش حقا..ترى من صممه لك؟ فتجمد
مكانه وملأ الحزن تعابيره كيف يجيبها ويقول "لقد كانت انت حبيبتي" ,بقي
صامتا فسألت من جديد:لم تجبني! من صمم لك
المنزل؟ فتشجع وقال :فتاة احبها هنا
تحجرت سول في مكانها ونظرت له بصدمة:ماذا؟..ماذا
قلت للتو؟ فأكمل كأنه يريدها ان لاتفكر به مطلقا وقال بحنق:حبيبتي..لقد كانت لدي حبيبة وهي من صمم المنزل لي ظهرت
من حيث لاتدري خيبة امل على وجهها:واين هي الان؟ ابتلع
ريقه نظر لها بطرف عينه دون ان يلتفت وقال بصوت حزين:لقد رحلت
فقالت بحيرة:هل ماتت؟
ففزع والتفت بعجلة قال بخوف:كلا لاتقولي ذلك فخافت:مابك؟ كنت اخمن وحسب..اذن ماذا حصل؟ فعاد
ينظر في كوب قهوته وقال:فقط انفصلنا..لاشئ مهم فاستغربت
ثم ظهرت ابتسامة رضا عريضة على وجهها وقالت:هذا
جيد
استغرب من سؤالها:ماذا؟..لكن لماذا؟ فقالت تنظر للامام:هكذا..يمكنني ان ابقى بجانبك ونخرج معا ونتسلى كما
نشاء..لو كانت موجودة الان لما سمحت لك بالخروج معي..اليس كذلك؟ والتفتت
تنظر له فوجدته ينظر لها بصدمة كبيرة ,التفت ينظر للامام مجددا وارتشف القهوة
فلاحظت سلسلة معلقة في رقبته فمدت يدها من الخلف برفق وهي تعظ شفتها السفلى
وسحبتها برفق فافزعته وبسرعة وضع يده على رقبته يمسك بالقلادة وقال بغضب:ماذا تفعلين؟
فقالت برجاء:دعنا
ارها ارجوك...انت دائما ترتديها..فقط مرة واحدة
فقال:كلا
مستحيل استغربت وقالت بحزن:لماذا؟..أهي
لها؟؟ اشاح نظرها عنه وقال:اممم
انها لها فقالت بهدوء:اذا دعني
اراها مرة واحدة ابتلع ريقه والقلق يعصف به من جديد فالقلادة تحمل
العديد من الذكريات قد تحل كوارث الان لكن لافائدة من الرفض مد يده بتردد نحو
القفل وفتحه واخرج البجعة من تحت قميصه وناولها اياها ويده ترتجف فاخذتها من يده
واغمض عينيه مستعدا للاسوء خائف يترقب فجاة تعجب لم يسمع اي شئ التفت ينظر لها
فوجدها تنظر لها بدهشة كبيرة واعجاب لاتصدق مدى جمالها وهي تتحسسها باناملها وتبتسم
وتقول:يالها من رائعة الجمال وهو
مستغرب حقا لمَ لم تتذكر اي شئ حولها لتفاجأه اكثر وهي ترتديها حول رقبتها فصرخ
بها:يااا مالذي تفعلينه الان؟
فقالت وهي تبتسم:قلت لك مرة واحدة..لاتقلق سأخلعها قبل ان اخرج لم يعرف ماذا
يقول لها الان زفر وارتشف من القهوة وذهنه مشغول بالقلادة اخذت تنظر له وهو لايكف
عن الشرب:هل كانت تحبها؟..القهوة تفاجأ
من سؤالها واجاب بحزن:كلا..انا من كنت احبها
ولقد تعلمت صنعها لي بمهارة..فقط من اجلي
تأثرت بكلامه ولاتعلم لماذا تحزن فجأة وشعرت
ببعض الدوار الخفيف فجاة وهو يستمر بالكلام ويدور الكوب بين يديه وينظر له:كانت اطيب قهوة اشربها تلك التي من صنع يديها..وانت
ايضا يمكنك.. قال اخر جملة وهو يلتفت لها فاندهش لرؤيتها مستلقية على
الاريكة بنصف جسدها وراسها قريب منه:لقد نامت!! فنهض
واخذ غطاء خفيفا من الكرسي كانت هي من رتب مكانه هناك لاي امر طارئ, وسحبها لتتمدد
بشكل جيد وغطاءها به برفق وعاد يجلس مكانه
ارتجلت هيسو من سيارة الاجرة امام منزل تشانسونغ
تنهدت طويلا ثم اقترب من الباب قبل ان تطرق لفتت نظرها الستائر المرفوعة على غير
العادة فأقتربت بهدوء
وشهقت لرؤية ذلك المنظر حيث سول نائمة على الاريكة مغطاة وتشانسونغ يجلس على الارض وظهره للاريكة بقرب رأس سول
وعيناه انشغلتا بالنظر لها بل هام بها وسرح في عالمه الخاص وشعرها المنسدل قليلا فوق وجهها مد يده بتردد وابعد تلك الخصلات برفق كي يمعن النظر اكثر في ذلك الوجه الملائكي
يهمس لنفسه *ها
انتي ذا تنامين في منزلك مجددا دون علمك..سامحيني لاني اكذب عليكي كثيرا لكن
لامجال اخر لبقائك بقربي اكثر فترة ممكنة قبل ان تختفي من امام عيني
للابد..اناني!!..نعم انا اناني فيك انتي وحسب, انتي من علمتني ذلك*
ولا اراديا وجد نفسه ينظر لشفتيها بشغف كبير لم
يعد يستطيع ان يتمالك نفسه اكثر قد اصدر قلبه الامر وانتهى الذي علت نبضاته واختل
توازنه مجددا فاسند كفه للارض والتفت قليلا نحوها واخذ يقترب من وجهها شيئا فشيئا
واصبحت انفاسه الدافئة تداعب وجهها ولم يبق بين فمهما سوى انشات واغمض عينيه
لـــ......
يتبع♥♥♥
سم أم دواء...ومواعيد من الماضي تعيد نفسها!
لكن الاهم ان مفعول سمها
يسري في جسده يزيد في تعذبيه وقتل ما تبقى من روحه..دون ان يعلم انه قد دس سمه
فيها واجتاحها بالكامل وعاد ذلك القلب ينبض له مجددا
في البارت القادم:
انتظرونا في (انا احبك)
تابعونا ^_^
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق