السبت، 21 يناير 2017

ღقلــبي لم ينـسღالبارت العاشرღ

قلــبي لم ينـس
البارت العاشر
 سم أم دواء 

Written By:




ليس هناك اصعب من ان تتعامل مع شخص يمثل كل العالم على انه الغريب الوحيد فيه بالنسبة اليك ... لذا فليس هناك اصعب من شعور تشانسونغ وهو يعاملها بسطحية هكذا والاصعب ان السبب الوحيد الذي يمنعه منها هي نفسه التي أخطأت في حقها ذات يوم

دخل الاثنان في صدمة كبيرة وكل منهما صدمته من نوع اخر فتشانسونغ لايستطيع ان يصدق ولو بعد مئة سنة انها جاءت لمنزلهما وحدها في هذا الوقت وهي فاقدة الذاكرة تماما وهي لاتستطيع ان تصدق نفسها انها وصلت لمنزله دون ان تشعر بنفسها حتى..



اختل تركيز تشانسونغ واسند يده على الباب فالصدمة كبيرة جدا عليه وقال بصوت لاهث:انت!..كيف وصلت الى هنا بمفردك؟  نظرت يمينا ويسارا ثم اقتربت منه وقالت بخوف :لا اعلم صدقني لا اعلم..خرجت امشي قليلا وبدون وعي وجدت نفسي هنا اختفت تعابير الخوف الى حيرة الان:ولكن! هل هذا منزلك حقا؟ ورفعت رأسها تنظر لها:يااااه مااجمله..انها رائع للغاية وهو عاقد الحاجبين ينظر لها لايفهم اي شئ والحيرة تكاد تقتله ثم سأل:ولماذا خرجت في هذا الوقت لوحدك؟ وصرخ بها:هل انت مجنونة!!
 ففزعت وارتدت للخلف قليلا تنظر بدهشة للغضب في عينيه وطأطأت رأسها تشعر بالتأنيب تنهد مغلق العينيه وهدأ ثم استدار وفتح الباب وقال:اتبعيني رفعت رأسها وارتسمت ابتسامة طفولية على وجهها لانها ستدخل منزله هزت رأسها بحماس وتبعته للداخل... 


خلع معطفه واشار لها بأن تجلس ولكن عينيها معلقة بالنظر الى المنزل ولكل ارجاءه والاعجاب الكبير طغى على تعابيرها وقالت 
بابتسامة عريضة :احببته..احببته لغاية..انه يفوق الوصف..كم هو جميل 



بينما ينظر لها بلاتعابير وقال لنفسه *مؤكد سيعجبك..فأنت من صمم كل شئ فيه* وجلس فتبعته وجلست امامه وهو يفرك بيديه وينظر لهما بقلق وحيرة ثم نظر لها 
وقال:اخبريني..هل حقا اتيت الى هنا بمفردك؟..ألم يدلك احدا ما على الطريق؟ لوت شفتها متساءلة وهزت رأسها
 :كلا..ولكن لماذا انت متستغرب لهذا الحد فقال لها بعد تردد:هل نسيتي انت فاقدة الذاكرة..كيف عرفتي الطريق؟ فقالت له
بيأس تحاول اقناعه:ارجوك صدقني لا اعلم خرجت من المنزل منزعجة واخذت امشي وامشي فجأة وجدت نفسي هنا امام منزلك 
اخفض رأسه يفكر ثم سألها:ولكن!..مالسبب الذ يجعلك تخرجين وحدك في هذا الوقت..وانت لاتعرفين اي شئ خارج المنزل؟؟ ابتعلت ريقها واخفضت رأسها تنظر لساقيها فشعر بالقلق وقال :اخبريني في الحال فقالت:لانني ..شخص سئ اسبب الالام للاخرين فجأة اختفى قلقه الى عطف كبير ونظرات متالمة من اجلها


واكملت :لقد جعلتهما تبيكان كثيرا اليوم..ولكنني لااقصد حقا لااقصد حقا لا اتذكر اي شئ وسالت دمعة من عينيها فأسرعت ومسحتها وبدأ تشانسونغ يغلي من ألمه عليها لم يستطع التحمل اوشك على النهوض فالرغبة في احتضنها واحتواء دموعها والامها تكاد تقتله لكنه في اخر لحظة تجمد مكانه  وشهق وصر اسنانه ونظر جانبا وضغط اصابعه بقوة في يديه وقبضتاه تهتزان لايستطيع السيطرة على نفسه اكثر

لم يهتم نهض بسرعة وجلس بقربها تردد كثيرا ويده تطفو فوق ظهرها المحني لكنه في النهاية وضعها على ظهرها واخذ يربت برفق عليه تجمدت سول مكانها اتسعت عيناها وهي تشعر بدفء غريب يمر على ظهرها كان كالسحر يشفي الامها وهو يقول:لاتفكري بهذه الطريقة..انت لست شخص سئ ابدا..بل انت شخص لامثيل له وان بكت امك واختك فلأنهما يشتاقان لك كثيرا نظرت جانبا لاعلى قليلا وتلاقت نظراتهما واستمرا لبرهة هكذا وكأنها تسحر به وقلبه يكاد ان ينفجر من نظراتها المألوفة نظرات سول العاشقة التي احبها وعلم ان استمر هكذا سيصبح الوضع اسوء لذا اشاح نظر جانبا ابعد يده ونهض بسرعة وتنفس بصعوبة  
وقال:أأه..أأأه يجب ان تعودي الى المنزل في الحال قبل ان يكتشفوا غيابك ويبدأوا بالقلق عليكِ فنهضت سول:دعني ابقى هنا..ارجوك..انت لاتطلب مني اي شئ..لذا دعني هنا تأثر بكلماتها لكنه افاق وقال:كلا يجب ان ترحلي الان.. وتذكر شيئا هاما:وايضا لاتقولي لاحد انك وصلتي الى منزلي..او اننا تقابلنا هنا, مفهوم؟ عقدت حاجبيها مستغربة:ولماذا كل هذا ألسنا اصدقاء؟ زفر طويلا لايعلم ماذا يقول لها فتذكر جانغئن ونظر في عينيها بعطف وقال:هذا من اجلك..أنسيتِ انك مخطوبة لجانغئن..لايجوز لفتاة مخطوبة التواجد في منزل رجل أخر فقالت بحيرة:ولكن انت... فقاطعها قائلا:اعلم اننا اصدقاء ولكن يبقى امرا ممنوعا ..لهذا يجب ان تغادري في الحال وان لا تخبري احدا مفهوم
 عقدت حاجبيها مستاءة كالاطفال وقال:الحمام, سأذهب الى الحمام فاشار بأصبعه الى الطابق العلوي فمشت تضرب بخطاها الارض كالاطفال وصعدت الدرج

بقى تشانسونغ في الاسفل ينتظرها بينما هي خرجت من الحمام لفتها ان تنظر للمكان واعجبت بديكور الطابق العلوي ايضا ولاتعلم انها قد اعتنت به جيدا لتقضي فيه اوقات اجمل معه يالسخرية القدر!!....

لفتت نظرها تلك الغرفة التي بابها نصف مفتوح دب في قلبها الفضول لتدخل..بينما تشانسونغ ينتظر في الاسفل فجأة اتسعت عيناه وشهق:مستحيل!! ونهض بسرعة..

وصلت سول عند الباب النصف مفتوح وخلفه على الحائط تقبع كل ذكرياتها وصورها معه ما إن وضعت يدها على الباب ودفعته مجرد انشات واذا بقبضة قوية امسكت معصمها وسحبت يدها من الباب بقوة وصرخ بها:ماذا تظنين نفسك فاعلة؟!! 


واغلق الباب بقوة ومن شدة الصفعة اغلقت عينيها وارتدت الى الخلف خائفة مطأطأة الرأس واكمل صراخه فقد جنونه حالما شعر انه سترى كل صورهما وذكرياتهما معا فقد تهوي ميتة من فورها:هل انت حمقاء!؟..لم تفتشين في منازل الاخرين دون اذنهم..أأأشش شعرت بالخجل الشديد من كلامه ثم استجمعت شجاعتها رفعت رأسها وصرخت به :ومن قال ان تترك الباب مفتوح..ان كنت لاتريد لاحدهم ان يرى مابداخلها..أأأاااشش ونزلت الدرجات بسرعة تتركه في صدمة من ردة فعلها حينها تنفس الصعداء لان الامر انتهى على خير...

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تقدمت سورا ووقف عند باب غرفتها ونادت:امااه.سأخلد للنوم فنادت الام:هل تفقدتي سول؟ فاستغربت سورا :ولم افعل؟..لقد استيقظت من زمن اندهشت الام وخرجت وهي تسير بأتجاه سورا :ماذا تقصدين بأستيقظت منذ زمن!! وهنا استغربت سورا اكثر:نعم امي..ماذا ألا تعلمين!..ظننتها ذهبت لرؤيتك بعد ان اخبرتها انني مشغولة تحججت بذلك كي لاأدعها تشاهد المزيد من الصور فهزت الام رأسها وعلت الدهشة والقلق علامات وجهها:كلا لم أراها مطلقا واتجهت بسرعة الى غرفة سول وتبعتها فوجدت الغرفة فارغة ودهشتا :اين ذهبت؟


بينما كانت تسير برفقة تشانسونغ عائدة الى المنزل تنظر له بين الحين والاخرى بسعادة لانها خرجت من المنزل لبضع الوقت وثم رأته ايضا امسك بها تنظر له فابعدت نظرها للامام فاستغرب وقال:مابك الان؟ فقالت:لاشي وابتسامة الاطفال لاتفارقها انحنى برأسه للامام قليلا ينظر لابتسامتها وقال:اذا لماذا تبتسمين؟  زمتت شفتها ونظرت له ثم قالت:فقط ربما لانني طلبت منك ان لاتذهب وفي النهاية وجدت نفسي امام منزلك فقال متساءلا:وهل هذا مفرح؟ فهزت رأسها تبتسم كالاطفال تزيد في ارتباكه..

واخيرا اصبحا على بعد مسافة قصيرة من باب المنزل الكبير فأوقفها وقال:ساتوقف هنا..اكملي وحدك..وايضا كما اخبرتك لاتخبري احدا بما حصل..انه سرنا السنا اصدقاء؟ ابتسمت بعفوية:بالطبع..سأخبرهم انني جلست في الحديقة لبعض الوقت وان قالوا انهم قد نادوني كثيرا فسأقول ان عيني غفلت لبعض الوقت 



وهزت رأسها مقتنعة تماما بكلامها, تشانسونغ ينظر بلاتعابير وفم مفتوح لها فاستغربت تعابيره فابتلع ريقه واشار بيده :اذهبي هيا ابتسمت له وقالت:وداعا اراك غدا واكملت مسيرها نحو الباب فاطلق الضحكة التي حبسها 



ثم نظر لسول تدخل المنزل وقال:حتى وهي فاقدة الذاكرة, لايزال العبث والمزاح في دمها لامجال لتتغير..انها سول
 اطرق رأسه وضع يديه في جيوبه وعاد ادراجه

 نزلت الام بسرعة الى الطابق السفلي وبدات تبحث وتبحث بشكل جنوني وتنادي:سول!..سول!!..اين انتي؟! لكن لافائدة وارتمت الام جالسة على الاريكة كقطعة حجر من الصدمة وجلست سورا بقربها وتحدثت الام بكلمات تقطعت في فمها :الى..اين ..يمكن..ان تكون..قد ذهبت..انها لاتعرف احدا او مكانا خارج المنزل وغطت وجهها بكلتا يديها تبكي واقتربت سورا منها ووضعت يدها على كتفها وقالت :امي اهدئي.مارأيك ان نتصل بجانغئن الان واخبر.. فقاطعتها الام :كلا لاتفعلي لقد غادر المنزل للتو..لقد تربطت يدي وشل تفكيري لا اعلم ماذا افعل؟)..

فجأة سمعتا صوت الباب يفتح نظرا بأتجاهه وتفاجآ بسول تدخل فهرعتا نحوها واحتظنتها امها بسرعة وهي تقول:اين ذهبتي قد اصابنا بالجنون بينما وقفت سول متجمدة في مكانها :ام..امااه..ماذا هناك؟ فابتعدت امها عنها قليلا وتحول القلق الى انزعاج وتحدثت بغضب :اين كنت؟ لم تخرجين دون اخبار احد ها فقالت وهي مستغربة جدا من تصرفهما:امااه..ماذا هناك لقد خرجت لبرهة في الحديقة عندما وجدتكما مشغولتان..هذا كل ماحصل..وايضا حتى وان خرجت من المنزل فلدي هاتف اتصلي به..وان حدث وظللت الطريق فسأتصل انا..او اطلب المساعدة من اي احد..لذا لاتقلقي ارجوك ودورها الان احتظنت امها بقوة فابتسمت امها بحب وهي تمسد شعرها

تشانسونغ عند باب منزله يفتحه ورن هاتفه فجأة اخرجه واجاب وهو يدخل :أأه هيتشول فصرخ به :اين انت؟ ايها الاحمق ابتسم بتعب تشان وقال:لاتصرخ..فلتسمع اولا ماذا حصل اختفى الغضب الى تساءل ولهفة للمعرفة:ماذا حصل؟ اخبرني بسرعة فقال تشان وهو يجلس على الاريكة بعد ان خلع معطفه:كنت قادما اليك وما إن فتحت الباب أتعلم من رأيت؟..سول هيتشول فاغر فمه لايصدق :مستحيل!!..تمزح صحيح ظهر قلق غريب على وجه تشان :اتمنى ولكنها الحقيقة فقال هيتشول:ومالذي اوصلها اليك؟ هل كانت وحدها حقا؟ فقال :نعم جاءت لوحدها خرجت منزعجة من نفسها تظن انها تسبب الالام لامها واختها لذلك خرجت تبكي وجاءت بها قدماها الى هنا..الى منزلها فقال هيتشول ولايزال لايمكنه التصديق :يارجل!..هل حقا ماتقول؟..هذا امر لايصدق..كيف لفتاة فاقدة الذاكرة ان تصل الى منزلها مع خطيبها لوحدها دون توجيه من اي احد فقال تشان:انت لاتصدق.اذا ماذا افعل انا..عندما رأيتها امامي ظننت لوهلة انها هي سول نفسها من تلك الايام..ليس هذا وحسب نظراتها الغريبة وابتساماتها وايضا مجيئها الى هنا كل هذا يجعلني اشك ولو لحظات انها نسيت الجميع ولاتزال تذكرني...أأأه ووضع يده على جبهته :اظن بأنني جننت..نعم لقد جننت بالفعل
 تنهد هيتشول وقال:اهدأ ارجوك..لايوجد شيئا كهذا..أهدأ ودع الايام تريك ماذا يخبأ لك القدر..اليس هذا ما تقوله دائما فهز راسه مقتنعا تماما بكلام صديقه..

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تتلوى سول في سريرها يمينا ويسارا وتهز رأسها وتتعرق بكثرة ترى نفسها في حلمها تجري بسعادة مع احدهم الذي لم تكن ملامحه واضحة لها مطلقا, ممسكة يده بقوة فجأة افلتا بعضهما وخافت بشدة تبحث عنه ملهوفة تدور حول نفسها حتى رأته مجددا اراد الامساك بيدها لكنها امتنعت ورجعت للخلف عدة خطوات ورمت بنفسها من فوق الوادي وهي تصرخ لتقفز من نومها جالسة باقصى سرعة تلهث وتتعرق وجسدها يرتجف بالكامل نظرت حولها فوجدت نفسها في غرفتها لتهدأ قليلا

جاء الصباح بشمسه الخريفية اللطيفة نزلت سول الدرج بهدوء بلاتعابير واقتربت من والدتها وقالت بهدوء :أمااه.. اريد ان اخرج اليوم ارجوكي استغربت الام بينما خرجت سورا من المطبخ تستمتع باستغراب هي الاخرى تشرب كوب ماء, قالت الام :ماذا؟..ولما هذا الطلب فجأة؟ فقالت:ولما لا اخرج..ارغب برؤية الشوارع والناس والاماكن التي احبها ..ارجوكي وافقي..اشعر بانني اختنق
 فقالت الام :ومع كل هذه الامور ألا يجب ان يرافقك احدهم؟ فهزت سول رأسها بالتأكيد فقالت الام:ولكننا جميعا مشغولين فعبس وجه سول واكملت الام:علي الذهاب لامر طارئ يخص صديقتي..وسورا لديها نزهة مع صديقاتها للتسوق..وجانغئن في الشركة..حتى انني سأرسلك الى موعدك مع الطبيبة النفسية فجأة لمع الحل في ذهن سول وقالت بسعادة :تشانسونغ شي!! عقدت الام حاجبيها مستغربة:ماذا؟!..تشانسونغ فهزت سول رأسها:نعم..متأكدة من انه لن يرفض طلبي لمرافقتي واخرجت هاتفها لتتصل فزعت الام ونهضت من مكانها بسرعة وسحبت الهاتف من يد سول:ماذا تظنين نفسك فاعلة؟؟ وسورا تقترب وتشعر بتوتر وقلق على سول التي قالت مستغربة :ولماذا لايمكنني اننا اصدقاء وارادت سحب الهاتف من يد امها لكنها جذبته اقوى
 وقالت:توقفي عن فعل ذلك!!...قلت لا فضربت سول قدمها بالارض وقالت:اذا لن اذهب الى الطبيبة هي مي ومشت بخطى قوية وعلا صوت ضربات قدميها على درجات السلم وهي تصعد لفوق وصفقت باب غرفتها بقوة ليرن صداه في ارجاء المنزل جعلتهما يفزعان يغلقان اعينهما بسرعة من الضربة وجلست بقوة على السرير وقالت بانزعاج:مابالهم انا فقط اريد ان اخرج معه..اشعر براحة كبيرة عندما اكون معه...

وزفرت الام مطولا وقالت:وكأنني اتعامل مع سول ذات الخمس سنوات.. ونظرت الى سورا المصدومة:مالعمل لايمكنني ان اتركها تخرج معه مجددا ولوحدهما فقالت سورا:ومالعمل امي؟..لقد امتنعت عن الذهاب الى طبيبتها..وايضا لقد وعدتك تشانسونغ ان يبقى مجرد صديق وحسب ولن يحرضها على تذكر اي شي يخصه لوت الام شفتها غير مقتنعة بالامر..


رد تشانسونغ على الهاتف وهو مستلقي في سريره يتثاءب:نعم امي صباح الخير فجأة انتفض من نومه وجلس فورا وهو يصرخ :ماذا؟؟ فقالت الام:لا اعلم ماذا افعل لقد رفضت ان تذهب لموعدها الى الطبيبة هي مي ان لم تخرج معها طول اليوم..ارجوك هلا ساعدتني ابتلع ريقه ومرر يده في شعره الغير مرتب واحتار ماذا يقول:حسنا امي لابأس..سآتي لأقلها واغلق الهاتف وارتمت يده في حجره والدهشة تعلوه:ماهذا مجددا؟؟..لاترغب بالخروج سوى معي..يااا هل سول تلعب بي ام ماذا؟!!...

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
ونزلت سول تقفز الدرجات كانها طفل يهرع الى باص رحلة ما مع اصدقائه ارتدت فستانا جميلا وزينت نفسها وكأنها خارجة في موعد ما واسرعت للخارج ودعت امها وهي تجري تتركها خلفها في قلق وهواجس مترددة تنساب الى ذهنها

اسرعت وفتحت باب السيارة وفاجأته تنحني وتلاقي وجهه بابتسامتها المشرقة كالعادة فتح فمه لحظات وهو يراها جميلة المنظر انيقة الثياب بعطر فواح كأنها تعيد ايام تواعدهما


ابتلع ريقه اشاح نظره للامام ولم يدع لقلبه مجال ليبالي بها حكم على قلبه بالسجن بين ركام الام الماضي, ولكن منذ متى والقلب ينصاع للاوامر!!..
جلست بجانبه وتسمتر تبتسم وتحييه بسعادة فقال بجدية:سنذهب الى المشفى اولا فهزت راسها وقالت بحماس:لننطلق!! نظر لها ثم عاد ينظر للامام وبدأ القيادة

جالس على احد الكراسي وباله مشغول على سول التي دخلت الى الطبيبة النفسية للتو وهذه اول مقابلة لها معها..وهي مستلقية على الاريكة الطويلة المفتوحة الجانبين التي تخص غرف الاطباء النفسيين عادة ود.هي مي تجلس على كرسي بقربها, ويعتري سول هدوء غريب غير ذلك الذي تلاقي به تشانسونغ عادة والطبيبة تنتظرها لتبدا الحديث لوحدها فربما ليس لديها شئ يزعجها لاترغب بالضغط عليها بعد صمت دام عمره 10 دقائق كاملة قالت سول فجأة لتقطع حبل صمتها:هل يمكنني الحديث عن اي شئ..دون ان تخبري احدا..هل تعدينني؟ شعرت الطبيبة بالرضا لانها بدأت تثق بها:بالتأكيد اعتبريني مفكرتك الصغيرة التي تخفين فيها اسرارك كافة تستمر سول تنظر للسقف وقالت:انا متعبة للغاية..من نظرات الشفقة في اعين من حولي لي..انها تقتلني..تعذبني حد النخاع..انا..لست بحاجة لها انا احتاج قلوب صادقة تفهمني وتخبرني كل شئ..اشعر انهم بعد يوم امس لن يخبروني بالكثير خشية ان امرض مرة اخرى..لهذا خرجت في ليلة امس لوحدي..ووجدت نفسي امام منزله فقالت الطبيبة باهتمام:ومن يكون؟ فقالت:انه الشخص الذي في الخارج فعرفته الطبيبة فورا وقالت بحيرة اكبر:وكيف وصلتي الى منزلك؟ فقالت سول وهي تشبك اصابعها في حجرها:لا اعلم فقط سرت وقادتني قدماي الى هناك اتسعت عينا الطبيبة واكملت سول:حتى هو نفسه دهش للغاية..ولكنني شعرت رغما عني بسعادة كبيرة لاني تمكنت من رؤيته مرة اخرى..صدقيني ان قلت لك لااعلم لكنني اشعر براحة كبيرة بقربه..جيد اننا كنا اصدقاء مقربين في الماضي والطبيبة تستمع في اهتمام كبير,

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
انتهت الجلسة ونهضت سول لكنها فجاة تذكرت حلمها فبقيت جالسة على طرف الاريكة وقالت:تذكرت امرا فجلست الطبيبة على كرسيها مجددا:وما هو اخبريني! فقالت سول وهي تضغط على يديها بقوة في حجرها ولاحظت طبيبتها ذلك التصرف فعملت انه امر يقلقها ويخيفها ربما وقالت بصوت مرتجف:انه حلم غريب اراه دائما فقالت الطبيبة:اخبرني بسرعة..ربما يكون جزء من ذاكرتك وانت لاتعلمين فهزت سول رأسها وقالت:هذا غير ممكن فاستغربت الطبيبة نفيها الفوري واكملت:اتذكر انني رايته منذ زمن طويل..بعدها لم اعد اراه..ولكنه عاد يراودني بين ليلة واخرى منذ ان استيقظت..ارى نفسي اسير مع شاب لكن لايمكنني رؤية وجهه بشكل جيد ووالهو والعب... واخذت تسرد لها ماتراه في حلمها كل مرة هدأتها الطبيبة ثم استأذنتها وغادرت..



استقبلها تشان عند الباب بلهفة يدقق في تعابيرها ليلحظ اي شئ بها لكنها لم تنظر له حتى واخذت تسير بجسد ثقيل بقي متخشبا في مكانه فقبل قليل كانت في مزاج اخر واشتعل القلق في قلبه واكتفى باللحاق بها فهو يعرفها جيدا في النهاية ستخبره قبل اي احد

عند باب المشفى وقفت ونظرت له بلاتعابير وقالت:اين سنذهب الان؟ وهو يستمر يتمعن النظر في وجهها:ها..أأاه هناك العديد من الاماكن..وواحد منهم قريب من هنا..هل نركب السيارة؟ فقالت وهي تطرق راسها للارض:كلا..ارغب بالسير فقال:حسنا

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
الطبيبة هي مي بارعة للغاية كما وصفها د.كيم تماما فهمت الحلم جيدا واستطاعت ربط خيوط مشاعر سول المتشابكة وبقي امر واحد عليها التأكد بشانه لتعطي نتيجة وافية الى د.كيم عن حالة سول وتطورها السريع والمفاجئ الذي لم يلحظه احد سواها رفعت هاتفها واتصلت:مرحبا سيدة لي فقلقت ام سول من اتصالها المفاجئ:أأأوه مرحبا د.هي مي..هل سول بها خطب ما؟! فابتسمت د.هي مي:كلا لاتشغلي بالك..اود سؤالك عن امر ما..كنت اتسائل فحسب لماذا يأتي تشانسونغ بسول في اول موعد لها معي بدلا من خطيبها جانغئن استغربت الام :ألا يبدو سؤالك غريبا دكتورة؟ فقالت:كلا بل الغريب كل هذ الاهتمام من تشان.. سيدة لي هل تخفين علي امرا.. هل كانا يحبان بعضهما شي من هذا القبيل؟ التزمت ام سول الصمت والقلق يملؤها فقالت الطبيبة:صمتك دليل على ان كلامي صحيح ولو جزء منه..هل كان يحبها حقا؟!) اندهشت الام :وكيف عرفتي!! فقالت الطبيبة:أنسيتي انني طبيبة نفسية وان افسر حالة الانسان الداخلية من اختصاصي.. منذ اول وهلة رايته تشان فيها شعرت بهالة حب وشغف كبيرين في عينيه وهو ينظر لها وشككت في الامر لكن اهتمامه الزائد دفعني لاسالك..ولكن لماذا هي مع جانغئن الان هل لي ان اسأل..هل كان حب تشان لها من طرف واحد!!؟ فاجابت الام:حبها لجانغئن حب واهتمام طبيعي كأي شاب وفتاة نشئآ معا وظنت انها بزواجها منه ربما ستحبه اكثر فقالت الطبيبة:اذا كانت تحب تشان! فاجابتها:نعم فليس هناك مشاعر اقوى من تلك التي مرت بها سول منذ اول يوم رأته فيها.. لقد احبا بعضهما بشكل جنوني لايوصف وخطبها بسرعة ولم يكن لموعد الزواج سوى اسابيع فقالت الطبيبة متفاجئة:اذا لماذا افترقا!؟ فقالت بحزن:وجدته يخونها او هذا مانظنه رأت فتاة تخرج من منزله في الصباح وهو يقول انه لايعرف اي شي لهذا لم يتمكنا من الاستمرار معا خاب امل الطبيبة:لوهلة ظننت انني وجدت الحل لكنها كارثة احتارت الام:ماذا تقصدين؟ فقالت:ان تشانسونغ يختلف عنكم, يمتلك اقوى نقطة في قلبها بسبب حبها العميق له الذي جعل قلبها يرقص سعادة ذات يوم وبلمسة وبتأثير بسيط تهز تلك النقطة كل المشاعر وتخلق فوضى عارمة وهي النقطة التي غالبا مانستفيد منها نحن الاطباء في حالة سول..ولكن للاسف سبب اعمق سعادة سول هو اعمق جرح في حياتها..فكرة استخدام تشانسونغ لاعادة احياء ذاكرتها امر خطير للغاية قد تؤدي ينتائج لايمكن التكهن بها..لكن سيدة لي كي لك ان تتركيه يستمر بالاهتمام بها والبقاء بجانبها..كأنك تضعين النار قرب الحطب! فقالت الام بحزن وقلة حيلة:اذا مالعمل؟..يستحيل ان ابعده عنها فحتى لو رفضت كان سيستمر بلقاءها للاعتناء بها..انت لاتعلمين مدى الحب العميق بينهما د.هي مي


~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
القلق سوف يقتل تشان بالكاد ابعد ناظره عنها واصبح يسير امامها وهي تتبعه بسبب جموع الناس الغفيرة التي تسير في ذلك الطريق وكأي رصيف مكتض بالمارة من الطبيعي ان تتلاقا اعين الناس ان لم يكن بالصدفة فهو من باب الفضول لا اكثر تلك عادتنا جميعا لكن سول التي اصبحت حساسة من كل شئ شعرت وكأن تلك النظرات سوف تلتهمها وكأن الجميع يعرفها لذا هي خائفة مترددة فربما يعرفها احدهم وهي لاتتذكره اطرقت راسها ارضا كادت نظراتها المنزعجة الخائفة تخترق الارض لم تشعر الا وهي تمد ذراعها وتمسك بقميص تشان من الخلف



شعر بشئ يجذبه فجاءت سول الى ذهنه فورا وتجمد مكانه وزاد نبضه ووقفت هي الاخرى لاتزال تنظر للاسفل, نظر بطرف عينه الى الجانب وهو يدير راسه قليلا فتمكن من رؤية ذراعها الممتدة نحوه وتأكد انها هي من امسكت به فقالت فجأة:انا خائفة..نظرات الناس تخيفني وكأن الجميع يعرفني وانا لااعرف احدا..دعني امسك بك هكذا ارجوك طأطأ راسه عاقد الحاجبين والالم يعتصره ولمعت عيناه بالدموع وقال فجأة:تمسكي جيدا راودها شعور غريب أسعادة هي ام امان ام ماذا؟!!

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
الطبيبة جالسة امام مكتب د.كيم تقول:واخيرا اكتشفت كل الغاز الاحجية..أي شخص عادي سيحاول محو تلك النقطة من حياته بإي ثمن ولكن في حالة سول ان اعادة احياء ذاكرتها ستعود معها تلك الذكرى المرة ربما سنواجه ردة فعل قوية منها في محاولة لصد تلك الذكرى..المسكينة الدواء الوحيد لها هو نفسه السم الذي عليها تجرعه معه..أأأااه ظننت لوهلة انني وجدت لها الحل وطرت من السعادة بعد رؤيتها اليوم بائسة للغاية فقال د.كيم :لايمكنك الحكم..كل شئ متوقف على قلبها فقالت:معك حق فقال متساءلا:لكن!..لماذا لم تخبري والدتها بمشاعر سول الغريبة فجأة تجاهه فاستعدلت الطبيبة في جلستها وقالت:كلا يستحيل ان افعل..فهي الان ترى فيه راحة غريبة ومكان تلجأ اليه كلما شعرت بضيق كبير من نفسها ومن الذين حولها وبأخبارهم بالامر قد يمنعوها من رؤيته وهذا يزيد حالتها سوءا..وايضا!, كعاشقين قديمين فلندع قلبها الذي لايعرفه ان يكتشفه مجددا لاتعرف ربما تقع في حبه من جديد وتغفر له ماحصل فقال يرفع حاجبا:لو كنت ماكنها هل تسامحينه!؟ فقالت:ليس هناك شئ في العالم كهذا, فلكل منا ظروفه وتفكيره وشخصيته المختلفة ودرجة حب تختلف من شخص لاخر فجاة نظرت له بمكر وقالت:لكن لو فعلتها يوما.. رفعت قبضتها امام وجهها :فسأقتلك! رجع قليلا بظهره للوراء وضحك ضحكة باردة ثم قال:هييي..وكيف ستتمكن حبيبتي من العيش بدوني بدأت تتملق وقالت بدلال:من يعرف..ربما لااحتاج لك ثم نظرت له بطرف عينها وضحك كلاهما على بعضهما..

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
واستمر حالهما هكذا يسير وهي تجذب قميصه بقوة وتسير خلفه وسكنت روحها واصبح حالها افضل كأن تشانسونغ البلسم الخاص بها الذي لم يكتشفه احد غيرها..:ها قد وصلنا قالها تشان وهو يقف ويلتفت فتترك قميصه محمرة الخدين خجلة ونظرت امامها وكان محل المثلجات التي احضرت تشان له في اول موعد واتسع فمها بدهشة سعادة كبيرة وقالت وقد بدأت السير بالفعل:دعنا ندخل
 فاسرع متفاجأ:توقفي..انت مريضة ليس الان لكنها دخلت بالفعل وهي تشير له بيدها:تعال..تعال ابتسم بقلة حيلة وتبعها للداخل..


وقفت تنظر لتلك الالوان الزاهية البراقة بعينين تلمعان كالنجوم كأنها تحلق في السماء من السعادة والدهشة امال تشان راسه قليلا ينظر لتعابير وجهها فضحك عليها بخفة فجأة اشارت بيدها لنوع ما التفت له وكانت مثلجات بنكهة الفراولة مع حبيبات توت فاستغرب وقال:لماذا هذه؟ تساءلت :ولماذا لا اشتريها؟هل كنت لااحبها؟! فقال:على العكس انك تحبينها ولكنك تعشقين الشوكلاته اكثر ظهرت الدهشة عليها لكنها سرعان مااختفت وقالت:حسنا..انني ابدأ حياتي من جديد لذا ساحب اشياء اخرى جديدة تلك الكلمات وقعت كالصاعقة على قلبه ابتلع ريقه انزعج واستدار وقال:سأنتظرك هناك وقد لاحظت انزعاجه بالفعل



جلس ينتظرها وهو يضرب بقدمه الارض مرارا وتكرارا من الانزعاج الشديد الذي انتابه جاءت سول سحبت الكرسي وجلست ووضعت كأس المثلجات امامها رفع نظره قليلا وتفاجأ بما رأى ثم نظر لها بتساءل كبير:لم احضرت الشوكلاته ألم تقرري ان تختاري شيئا جديدا نظرت بلاعتابير الى الكأس وقالت:صحيح انني قلت ذلك ولكنه ليس الشعور الذي يملوء قلبي..انا..لااريد ان اصبح شخصا اخر..اريد فقط ان اعود كما انا..اريد حياتي كما هي جيدة كانت ام سيئة مع كل الاشخاص الذين حولي علت صدمة هادئة الملامح وجهه وكأنها دائما تعيد الامل في نفسه ويتساءل
*حتى وان اكتشفتي انني شخص سئ هل ستبقين تريدين تذكري ووجودي في حياتك*,

وبدأت بالأكل تتلذذ بالمثلجات وهو مستغرق بالنظر لها ذاب قلبه وهو يرى شفاهها قد اصبحت حمراء دامية بسبب برودة المثلجات التي تتناولها بسرعة دون رحمة ابعد نظره جانبا فلن يقوى على التحمل اكثر ليفاجأ بها تناديه وحالما التفت ينظر باتجاهها ليجد ملعقة مليئة بالمثلجات امام وجهه تماما وهي تشير له بعينيها ليأكل تردد وهو ينظر في عينيها لكنها اصرت تشير له من جديد :هياااا..تذوق من اجلي بدأ قلبه يدق اسرع واسرع وهو يقرب فمه من ملعقة كانت قبل قليل في فمها فتح فمه بتردد وابتلعها بالكامل ثم استعدل في جلوسه وهو يمضغها وابتسمت له كالاطفال وقالت:كيف هي؟ فأوما لها وقال:جيدة فزمتت شفتها:فقط جيدة!!


سورا تتنزه مع صديقتها الثلاثة في مركز تسوق كبير وكانت الفتيات من عوائل مرموقة ايضا تعلوا وجوهن البساطة والتواضع مثل سورا تماما, فجأة وقع ناظري سورا على محل لبيع قطع فنية صغيرة ووقعت عيناها بالذات على قطعة بيانو صغيرة مشغولة بشغل حرفي ممتاز بالوانه الابيض والاسود فاشارت لصديقاتها سأعود في الحال ودخلت المحل

خرج تشان وسول من محل المثلجات فقالت:والان اين؟ فهز كتفيه:لااعرف الى اين نذهب بالتحديد فقالت:اذن دعنا نسير في المتنزه القريب..مارأيك؟ فهز رأسه وبدأ بالسير معا بضع خطوات ثم قالت:ولكن حقا..لا اعرف ماذا اناديك؟ تفاجأ بسؤالها واخفى حزنه وقال :هل في ذهنكط اسم ما؟ لوت شفتها تفكر:امممم..تشانسونغ..كلا كلا انت اكبر مني..تشانسونغ اوبا وانتبه لما قالت *تشانسونغ اوبا* 
ولا مرة قالت تلك الكلمة..فلديها اسم اخر اكثر تميز من المعتاد فجأة وجدتها تميل برأسها تنظر له فاستغرب وهزت رأسها مشمئزة وقالت:كلا كلا..لايبدو لائقا ابدا 



فتح فمه لايستوعب تصرفاتها :ولم لا؟!! قالها بدهشة فقالت:كلا..انت تحتاج لشئ اخر فقال:كلا قوليها وحسب صمتت لوهلة ولمعت الفكرة في ذهنها وابتسمت بمكر وقالت:وجدتها تأهب ليسمع فجأة لتقول:تشااان اختفى الفضول الى صدمة وابتلع ريقه تشان تشان لايزال يذكر كيف خرج الاسم من فمها لاول مرة واصرت عليه فورا صرخ بها ولاحظت نظرات غضب على وجهه:كلا..تشان ماذا؟..اياك ان تقوليه مرة اخرى وارادت ازعاجه فتقدمت خطوات تنظر له بمكر:اذن تشان..تشان تشان
واخرجت لسانها تستخف به ومشت اسرع منه وهي تضحك بخفة بينما تجمد مكانه وكأنها تتعمد تعذيبه هكذا ثم لحق بها...

قالت سول:اخبرني..حدثني عن نفسي اكثر تفاجأ من السؤال واجاب:اممم..انت لست هادئة تماما ولامشاغبة..انت بين ذلك تحبين المزاح احيانا وجدية احيانا اخرى..اممم وهي تسمتع بأهتمام وتنظر له بسعادة:تحبين التنزه..وتفضلين الاماكن المكتضة بالناس فذلك يشعرك بالدفء والامان..
 واصبحتما وسط المتنزه باشجاره وزهوره المتنوعة الزاهية, صمت للحظات يفكر كيف يمكنه اختزال تلك الملاك في قلبه لمجرد كلمات يقولها قطعت صمته :وماذا ايضا فقال:اممم تحبين الازهار كثيرا.. وقعت عيناه على زهور حمراء اللون زهرة الروز فاشار لها:وخصوصا هذه..تعشقينها بجنون نظرت لها وارتسمت ابتسامة مبهرة على وجهها وانحنت امسكت بالزهرة باطراف اصابعها اغمضت عينيها تستنشق عبيرها الفواح ثم اطلقت نفسا عميقا براحة كبيرة ثم وقفت وقالت:هذا رائع..كنت قلقة من ان تقول انني سيئة مشاغبة او شئ من هذا القبيل فابتسم برقة وقال:كيف لك ان تفكري هكذا بنفسك فهز كتفيها:امر طبيعي..فانا لااذكر اي شئ..لذا يمكنني توقع اي شئ

 عادا يسيران ثم قالت:وماذا ايضا اخبرني بالمزيد فقال بعد وكانا قد وصلا لنهاية الطريق:أأه لانك تحبين التواجد مع اناس كثر..لهذا تحبين ركوب الحافلة كثيرا بدهشة واعجاب قالت:حقا!!..آآااه كم هذا جميل..دعنا نجرب مارأيك؟ فكر للحظات وقال:ولم لا وفي طريقنا نذهب لمكان السيارة فقد تركناها خلفنا بمسافة كبيرة فهزت راسها توافقه

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
وكان موقف انتظار الحافلة قريبا جدا منهما لذا وقفا ينتظران ماهي الا دقائق ووصلت الحافلة اقتربا منها وفتح الباب لهم نظرت له بسعادة واشار لها لتركب اولا ثم تبعها نظرا يمينا ويسارا فلم يجدا سوى مكانا في نهاية الحافلة كان فارغا فنظرت له واشارت براسها ليذهبا هناك وبالفعل ذهبت وجلست قرب النافذة نظرت فوجدته لايزال واقفا تردد كثيرا رفعت حواجبه مستغربة وربتت على المكان الخالي بقربها تشير له كي يأتي ويجلس بقربها تشجع وتوجه نحوها وجلس بقربها وتلامس كتفاهما واشتعلت نيران في جسده لم يشعر بالراحة مطلقا وتحركت الحافلة ..

ينظر لها مستمتعة في النظر الى الناس والطريق من النافذة اطرق راسه ينظر في حجره وتذكر اول مرة لهما معا في الباص وكيف خافت وامسكت بكم بقميصه كي لاتقع فتشجع وامسك بيدها وسرح في كل تلك المشاعر التي راودته تلك المرة والحزن يعلو وجهه والشوق يحرقه وهي بقربه ولايمكنه لمسها حتى!.. رفع راسه ينظر لها بحزن فتفاجأ بمنظرها كانت مغمضة العينين قد راودها النعاس وراسها ينحني للامام تارة وللجانب تارة اخرى فيرتطم برفق بالنافذة عدة مرات ابتلع ريقه تشجع ومد يده برفق خلف راسها واسند يده على النافذة فيرتطم راسها بكفه بدل من النافذة حتى استند راسها على كفه في النهاية وقلبه ينبض بجنون وهو يلامس شعرها ولايمكنه رفع عينيه منها مطلقا فاقترب اكثر من راسها واغمض عينيه


واخذ يستنشق عطر شعرها بشغف كبير حطم كل اضلاعه ومزق رئتيه ثم ابتعد قليلا والالم يعتصره

سورا تمشي في احدى ممرات الشركة بسعادة غامرة ونظرت بعجلة الى حقيبة صغيرة جميلة بيدها وطرقت باب غرفة ودخلت وكان جانغئن بالداخل ونادت :مرحباااا رفع راسه وتفاجأ برؤيتها امامه 



وارتسمت ابتسامة جميلة على وجهه وقال:ماهذا؟..انت هنا!؟
 فهزت رأسها وقالت :أأأه اليس مفاجأة..خذ هذه لك تفاجأ نهض واخذها منها فتح الحقيبة وتفاجأ ودهش لرؤية ذلك البيانو الصغير المزخرف:ووااااووو ..مااجمله..شكرا لكِ لكن مامناسبته؟ فجلست وتبعها يجلس بمكانه:فقط هكذا..لانك ساعدتني كثيرا بالايام الماضية ابتسم بحب وقال:أأووه..انه لاشئ..لماذا اتعبت نفسك فقالت:على العكس اشعر بسعادة كبيرة عندما رأيتها وانا العم كم تحب هذه القطع الفنية تفاجأ لكلامها *ألازالت تتذكر انني احب هذه الاشياء..اتذكر انني اخبرتها هي وسول عندما كنا في الثانوية* وابتسم بأمتنان لها ثم تذكر وسأل:حقا!..كيف هي سول؟ اختفت ابتسامتها واشاحت نظرها عنه فاستغرب تصرفها وقال:ماذا هناك سورا؟..اخبريني ترددت كثيرا لكنه اصر اكثر فقالت:لقد طلبت ان ياخذها تشانسونغ اوبا الى المشفى ويأخذها للنزهة ايضا فزع من مكانه واقفا صارخا بغضب :ماذا؟؟ وخرج يمشي بسرعة ولحقت به

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
نظر تشان من خلال النوافذ فلاحظ انه قد وصل الى مكان قريب من سيارته نظر لها ليوقظها:سول! بينما توقف الباص فوجدها قد بدأت تفتح عينيها بالفعل فشهق واسرع وسحب يده قبل ان تنتبه ونظرت له بأبتسامة بريئة بعينين نصف مفتوحتين وقالت بصوت ناعس :أأوه يبدو انني غفوت لبعض الوقت فقال وهو يبتسم لها:كالعادة..تفعلين ذلك دائما فابتسمت بخفة وقال:دعينا ننزل فقد وصلنا
 فأومات له ونهض يمشي في ممر الباص قبلها نحو الباب وتبعته تمشي بهدوء تشعر بدوار خفيف وضعت يدها على جبهتها ولم تعد تحتمل اكثر, نزل تشان واصبح على الرصيف والتفت لكي يراها لكنه صدم بمنظرها المخيف وجهها الشاحب وجسدها المائل تبدو حقا سيغمى عليها تعثرت قدمها فجأة وهي تنزل اخر درجة وقالت بصوت خافت:تشاان فاسرع نحوها وفتح ذراعيه في الهواء فارتمت عليه بقوة بين ذراعيه واحاطها بهما يتمسك بها بقوة



وتلاصق جسدهما اشتعلت نيران في جسده وكسر قلبه القفص الذي فرضه تشان عليه واصبح ينبض بصرخات حب عالية لها تلك التي وجدت نفسها بين احضانه لم تعرف لماذا وما هو لكنها متأكدة ان قلبها اختل توازنه وصار ينبض بقوة غريبة وراسها ملاصق لصدره رفعته قليلا نظرت له فتلاقت عينيهما وهاما في النظر لبعضهما غرقا معا شعور رائع كأنهما فوق السحاب ولم يعرف لماذا تستمر تنظر له هكذا شك للحظات انها سول نفسها بنفس نظرات الوله في عينيها له ليستيقظا على صوت السائق الذي نادى مرار عليهما:انتما بخير؟..هل هي بخير؟ فرفع نظره للسائق وقال :ن..نعم..شكرا..لك ونظر لها فوجدها لاتزال هائمة بالنظر له تنحنح وامسك بكتفيها وابعدها قليلا عنه ونظر لها بجدية الان فعاد تركيزها :انت بخير؟..مالذي حصل؟ فقالت بعد اخذ نفس عميق :أأاه..لقد اصابني دوار غريب ربما لانني نهضت بسرعة بعد استيقاظي مباشرة ونظرت ليديه اللتان تمسكان كتفيها بقوة فلاحظت نظراتها لذا افلت كتفيها فورا وقال :السيارة قريبة.. واخذت تسير بقربه ويكمل :دعيني اوصلك للمنزل ستغرب الشمس بعد قليل


ركبا السيارة ولم تضع حزام الامان فبدل ان يقول لها وهي لاتعلم تردد وامال بجسده نحوها فتفاجأت والصقت ظهرها بالكرسي اكثر وارتبكت وهو يسحب الحزام ويربطه لها رفع نظره قليلا فوجدها تحدق به بعينين والهتين,



 تستمر تنظر له بتلك النظرات وتجبر قلبه على النبض من اجلها وتكسير تلك القيود التي فرضها عليه حتى انه نسي ان يتنفس اخذت نفسا عميقا وابتعد عنها فورا وزاد ارتباكه وبدأ القيادة وعم الصمت جوهما ولم ينطقا بحرف البتة


دخل جانغئن منزل سول غاضبا وهو ينادي :امي..امي فوجد امها جالسة التي تفاجأت من دخوله المفاجأ ونهضت فورا :مابك جانغئن؟ ولاحظت سورا قادمة معه فقال بغضب وحاجبين معقودين :اخبريني ماذا اكون؟..الست خطيبها؟..لماذا تسمحين له بأخذها؟
ففهمت الامر كله ونظرت لسورا التي شعرت بالخجل وأطرقت رأسها للارض وقالت :ليس هو من اخذها..بل سول من طلبت لان الجميع كان مشغول إلا هو فقاطعها وقال:ولكن! فقالت بحزم:وايضا تشانسونغ وعدني ..ألاتذكر!! فابتسم ساخرا وهو يمسك بخصره وقال :اماااه هل تمزحين..ام انك تتجاهلين الامر؟..تعلمين جيدا كم يحبها..وجودها الدائم بجانبه يجعل الامر اصعب..انني اموت كلما رأيتهما معا فقالت له:جانغئن!..وهل هذا وقت مشاعرك الان..ألاترى ماذا يفعل تشانسونغ لقد دفن كل شئ في قلبه فقد ليساعدها ويهتم بها كصديق وحسب مابالك اخفض يديه وظهر عليه الحزن وقال بهدوء:لاني خائف..حقا خائف من ان تعود اليه ذات يوم
 فقالت له :حينها لايحق لاي احد ايقافها فذلك سيكون اختيارها

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لايزال الصمت مسيطر على جو السيارة وهي متوقفة عند تقاطع الشارع بسبب الاشارة الحمراء التي سرعان ماتحولت الى الاخضر لتعطي الاذن بالمرور ضغط تشان على دواسة الانطلاق وما إن تحرك احس فجأة بسيارة قادمة من الجانب بأتجاههما بسرعة كبيرة فأوقف تشان بسرعة سيارته وارتد كلاهما الى الامام وعادا من قوة التوقف المفاجئ لتمر من امامهما تماما بشكل مخيف كان يقود بصورة مترنحة وانطلقت صافرات شرطة المرور خلفه واوقفوه والدهشة تعلو وجه تشان وعيناه معلقة بالنظر الى السيارة وقد تمكن رجال شرطة المرور من ايقافه وكان ثملا لايعرف ماذا يفعل ومن هو او اي شئ فقال متذمرا وهو يلتفت لسول :ياللهي كدنا نقتل بسببه..وهو لايعرف ماذا فعــ... 



كادت عيناه ان تخرجان من محجرهما وقلبه اوشك على التوقف وهي لاتزال منحنية للامام تمسك باطراف يديها مقدمة السيارة تتنفس بصعوبة لم يعلم انها عندما مرت السيارة من امامهم بتلك السرعة المخيفة لم تكن سوى اعادة تشغيل شريط لاجزاء من حادثها امام عينيها يكاد قلبها يتوقف وبالكاد تستطيع التنفس ورأسها تعزف طبول هائجة فيه, بدأ يرتجف واقترب منها وقال والخوف يخنقه :سول!..سول!..انت بخير؟! ولمس برفق كتفها فرفعت رأسها قليلا وكانت تتعرق بكثرة شاحبة الوجه بدأت تتآوه وتعالى صوتها شيئا فشيئا وبدأت ترتجف بشدة وهي:تشان!!..تشان!!..انا خائفة..خائفة للغاية 
لتوقف قلبه من الخوف والقلق عليها واصبح الاخر بكل ذلك الجسد الضخم يرتجف بخوف وازداد اهتزاز جسدها واقتربت منه ف



ضمها بقوة اليه واصبحت تبكي بطريقة هستيرية تتمسك بقميصه بقوة وترتجف في احضانه كأنها ريشة عابرة يتلاعب بها الهواء وهو يضمها اقوى واقوى ليلملم تلك الجروح والالام وينادي مرارا وتكرارا:سول!..سول!..اهدئي ارجوكي..انا هنا بجواركي..سول!. والدموع ملئت عينيه يتمزق قلبه الى اشلاء برؤيتها ضعيفة واهنة هكذا


انطلق بالسيارة الى اقرب مكان توقف وارتجل واخذها واجلسا لأحدى الطاولات خارج المقهى ولشدة خوفه وفزعه لم يعلم انه أتى بها الى المقهى الذي رأها في الايام الاولى تلاعب اطفال الميتم امامه,...  ولاتزال منهكة القوى ذهب راكضا جلب لها كأس ماء سحب كرسي وجلس مقابل جانبها الايمن تماما وناولها الكأس :هيا اشربي وارتشفت الماء بهدوء ثم اعطته الكاس برفق فوضعه على الطاولة وهو ينظر لها بلهفة وعيناه معلقة بها تماما فسأل بخوف وقال:انت بخير افضل الان؟! اغلقت عينيها ببطء وفتحهما ببطء شعر كأنها سيغمى عليها من جديد مد يده بتردد وبدأ يبعد شعرها المتعرق قليلا عن جبهتها وعينيها ويمسد بشعرها برفق فشعرت به


والتفتت تنظر له تحدق في عيونه والشغف يملؤهما فانتبه لها تحدق به تمالك نفسه ابعد يده ونهض وقال:هيا دعيني اخذك للمنزل كي تنالي قسطا من الراحة لقد تعبت اليوم كثيرا فنهضت بصعوبة ولاتزال واهنة وقلق عليها ربما تسقط في الطريق ونظر ليدها لكنه امتنع عن امساكها لايريد تعذيب نفسه اكثر مماحصل له اليوم ... تقدم امامها لكن كل ثانية واخرى ينظر لها وحقا تبدو متعبة للغاية التفت ينظر لجهة اليمين لثواني وعاد ينظر للامام فجأة اوقفه مارأى علت الصدمة وجهه عاد ينظر لليمين بعينين جاحظتين منذهلتين واخذ يتلفت يمينا ويسارا *كيف وصلت الى هنا؟..لقد فقدت عقلي* وجد نفسه قرب مكانهما السري الخاص قرب الاريكة الخشبية والسور ورغم تعب سول واجهادها تمكنت من رؤية نظرة الرعب والفزع في عينيه فتساءلت ونظرت الى الجهة التي ينظر لها ورأت سور عادي واريكة امام منظر النهر الجميل امالت رأسها لاتفهم مالغريب في المكان ليتفاجأ هكذا قال بسرعة ليغادر المكان قبل فوات الاوان :دعينا نذهب ومشى يكمل طريقه وكالعادة
التفت ليطمأن عليها تفاجأ لم يجدها بقربه التفت يمينا يسارا وصدم وجدها تسير كالمنومة بأتجاه السور لم يعلم انها انتبهت له كانت نظرة واحدة كافية لذلك المكان لسحب سول كالدوامة كمغناطيس يشع بفيض المشاعر الصادقة والذكريات الساحرة اتسعت عيناه وبدأ يلهث وقال بصدمة وخوف:مستحيل!..مستحيل! وبدأ بالركض نحوها لابعادها لكنها وصلت قبل ذلك وامسكت بالسور بكلتا يديها اقترب منها نادى كثيرا:سول!..سول! لكن لم تجب امال راسه ينظر له امسك بكتفها


لتستدير تنظر له بعينين تترقرق بالدموع والصدمة تملؤها وقالت :تشااان! لتجعله يتجمد في مكانه كاد ان يهوي ميتا حينها *هل يعقل انها....*...........يتبع^_^

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق