ღالبارت
التاسعღ
ღ ولادة جديدة ღ

Written By:
"اغلى ما أتمناه الان
هو ان افقد كل تلك الذكريات دفعة واحدة..لان بقائها يعذب اكثر من الفراق نفسه..لا
اريد ان اتذكر اي شئ عنك او يخصك..على الاقل اتمنى ان لا اراك مرة اخرى"
هذا اول ماخطر في بال تشان عندما سمعها تقول :من انت؟..اغلى امنياتها قد تحققت وهي اخر كلمات
نطقت بها في لقاءهما الاخير قبل ان يفترقا..
ولاتزال تنظر له تلك النظرة الغريبة وتحطمه اكثر
واكثر تلك العينين اللتين لم يرهما منذ عدة شهور وكاد الشوق يقتله
اقتربت منها امها وامسكت كتفيها وقالت بأنفعال :ماذا تقصدين بمن انتم!!..انا امك ..الاتذكرين..توقفي
ارجوكي عن فعل هذا بي وانخرطت في البكاء وسورا امسكت بها تحاول
ابعادها عن سول المندهشة من كل مايجري وجانغئن الذي هوى جالسا على الكرسي :وماهذا الان؟ فجاة فتحت هيسو الباب وقالت
:مر..
وصمتت فورا برؤية سول مستيقظة وقالت:م..م..ماهذا, لقد استقيظت نظرت لها سول
فورا وقالت:ومن انت ايضا؟ صدمت هيسو
ونظرت الى تشان :ما..ماذا تقصد بمن انا؟.. وفكرت
للحظة:هل هي.. وشهقت تضع يدها على
فمها لاتصدق وعادت تنظر الى سول..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
أدخلت سول في جهاز الرنين وهم يراقبونها من نافذة الغرفة الكبيرة والقلق يكاد يقتلهم..وعادوا بها الى غرفتها ومعها هيسو وسورا التي لاتستطيع حتى النظر الى اختها وترى عينيها الفارغة من كل شئ..
طبيبها الخاص في غرفته وامامه النتائج على سطح
مكتبه يشبك اصابعه ويضعهما امام وجهه يشعر ببؤس واحباط شديدين فقالت له ام سول وهي
تجلس امام مكتبه مع جانغئن وتشانسونغ واقف امام منتصف المسافة بينهما:اخبرني حضرة الطبيب..ماذا بها الان؟ اخفض
يديه الى سطح المكتب اطلق تنهيدة طويلة ونظر لهم بأسف :ان الامر اعقد مماتصورت استغربوا وقال تشان:ماذا تقصد حضرة الطبيب؟..هل كنت تتوقع حدوث هذا؟ فقال
الطبيب:في الواقع وكنتيجة للنزيف الكبير الذي
حصل في الدماغ توقعت ان تحدث مضاعفات بعد العملية وكانت في الاول دخولها في
الغيبوبة واكتشفت انه بسبب كتلة دموية تجمعت وتضغط بشكل كبير على اعصاب المخ
الرئيسية منذ اول اختبار لها بعد العملية علمت بأمرها لكنني عمدت ان لااخبركم
واخفيت الامر اسف بشأن ذلك لكنني لم أشأ ان اسبب لكم المزيد من القلق والاضطراب
وكانت توقعاتنا ان تختفي تلك الكتلة بمرور الوقت وعندما تستيقظ من غيبوبتها يكون
ذلك دليل على اختفاء الكتلة بالكامل فقال جانغئن:اذا مالذي حصل الان؟
فقال الطبيب:للاسف
يبدو ان تلك الكتلة الدموية عنيدة جدا تخيلوا ان طيلة فترة الثلاثة اشهر التي مضت
ولم يختفي سوى نصفها وحسب وضعت ام سول يدها على فمها متألمة خائفة:ياللهي!! وأكمل الطبيب:واعتقد بأن المتبقي منها قد ضغط بشكل مباشر على
الخلايا المسؤولة عن الذاكرة لهذا السبب فقدت ذاكرتها فقال تشان:اذا!..ألا يوجد علاج او اي حل لهذه المصيبة؟
فقال الطبيب بقلق:في الواقع هناك!..يمكن اجراء عملية جراحية لأزالة تلك الكتلة ولكن هكذا
ساعرض حياتها للخطر, لن تفقد ذاكرتها وحسب بل هناك خطر من ان تدمر الخلايا
المسؤولة عن الذاكرة بالكامل
فقالت الام برجاء:مالعمل
اذا؟ فقال:انا لن اقول ان الامر سهل,على العكس انتم مقبلون على
مرحلة صعبة للغاية ورقتنا الرابحة فيها هو حسن التدبير..اهم شئ عليكم فعله هو عدم
الضغط عليها مطلقا كي تتذكر بل التصرف معها بشكل طبيعي للغاية وإلا سنزيد حالتها
سوءا, فحالتها الصحية لن تكون جيدة سيرافقها صداع مستمر وربما تفقد وعيها فجأة
بسبب ضغط الكتلة الدموية..بالاضافة الى ذلك حادث السيارة الذي وحده يعد مشكلة
كبيرة لاي شخص عادي حيث يصاب بحالة نفسية صعبة واحيانا بالأكتئاب فمابالكم الان
بها وقد فقدت ذاكرتها واستعادة تلك الذكريات بشأن الحادث امر خطير قد يجعلها تخاف
من استعادة باقي ذكرياتها..ولهذا فهي ستحتاج الى شخص اخر من خارج محيط دائرة
المحيطين بها لتتحدث معه عن ما يشغل بالها وتتحدث معه عن اي شئ لايمكنها مصارحتكم
به..ولذا انصحكم بزميلتي الطبيبة النفسية انها ممتازة ستهتم بها جيدا عندما تمر
بوقت عصيب يصعب عليكم حينها التعامل معها خلاله.. وضع تشان يده على
جبهته مستاءا للغاية...
خرج الثلاثة كالموتى الذين سلبت منهم الروح لكل
ماسمعوا من مصائب حلت واخرى على وشك الحصول لسول عزيزتهم, فجأة وقعت عينا جانغئن
على تشانسونغ فعقد حواجبه وتوقف وقال:لقد
استيقظت سول..فلماذا لازلت هنا؟!
اتسعت عينا تشانسونغ فقد تذكر للتو الوعد
الذي قطعه لام سول منذ اول يوم رقدت فنظرللام بعجل خائفا:امااه..ارجوكِ اسمعيني انا لازلت عند وعدي
فقال جانغئن :اذا
فلترحل فرمقه تشان نظرة مرعبة:دعني
اتحدث مع امي
فنظر جانغئن بأنزعاج جانبا واكمل تشان وهي تنظر له:لكن سول لم تستيقظ بعد..هذه ليست سول انها لاتذكر اي شئ..ارجوكي دعيني ابقى بقربها واساعدها مثلكم تماما وهنا اتسعت عينا جانغنئن:انت!!..ومالذي سأفعله انا!..انسيت اننا كنا على وشك الزواج فنظر له تشان بجدية:وهل اعترضت على هذا ثم عاد ينظر للام :دعيني اساعدكم ارجوكي فقالت بتردد:ولكن بني ماذا لو استعادت ذاكرتها فجأة فقال:سأختفي فورا لاتقلقي..سأختفي قبل حفل الزفاف..صدقيني
فقالت:حسنا ولنقل
اننا فعلنا ذلك..ماذا لو عادت لها ذاكرتها ماذا سنخبرها؟) وجانغئن يستمع بدهشة الى
حواراتهم وكأنه غير موجود اصلا, تردد للحظات ثم قال:اخبريها
انها خدمة صغيرة قدمها تشان لكِ اعتبريها رد دين بسيط عن كل مافعلت من اجلي نظرت
له امها بشفقة لانه اصبح يعاني كثيرا وفوق ذلك خسرت رجلا يحب ابنتها بجنون مثله
فهزت رأسها موافقة فتح فمه غير مصدق وابتسم وانحنى يشكرها اراد جانغئن ان يتحدث
الذي استشاط غضبا
لكنها نظرت له بحزم :جانغئن!..أنسيت انها ابنتي..وانا اقرر ماهو الافضل لها ثم مشت قبلهما وتبادل الاثنان النظرات الملتهبة وسارا بخطى تهزت الارض تحتهما...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
فتحت الام باب غرفة سول بسرعة وتبعها جانغئن
وتشانسونغ بسرعة نظرت لهم الواحد تلو الاخر فقالت للام بنظرة عطف:هاقد آتيتي لقد وعدتيني ان تخبريني انت كل شئ وتجيبي
عن اسئلتي..هل حقا ستفعلين؟ وجلست امها الى كرسي قريب جدا منها وامسكت
بيد ابنتها وتنظر لها بعطف وحنان:بالتأكيد
عزيزتي سأفعل كل ماتريدينه قالت سول:حقا!! فهزت
الام رأسها موافقة والدموع تلمع في عينيها لكنها امرأة قوية وهكذا هي سول تشبه
امها
فقالت سول:اذا
اخبريني من انا؟..من انتم؟..لماذا انا هنا؟..لماذا لااتذكركم وانتم جميعا
تعرفوني؟..ها الجميع ينظرون لها والغصة خنقت تشان وهو يراها في تلك
الحالة, ابتلعت الام غصتها وقالت:انت تدعين
سول..لي سول..وانا امك وهذه اختك الصغيرة سورا واشارت بيدها نحوها
وبدأت أمارات الدهشة تعلو وجه سول :سول!..ادعى
سول!! فأومأت لها امها ثم اشارت لجانغئن:وهذا خطيبك جانغئن دهشت اكثر:خطيبي! ابتسم
لها بحب بينما ينظر تشان بحسرة واكملت :كنتما
على وشك الزواج ولكن وقع ذلك الحادث المؤسف وكانت حالتك خطرة جدا..بعدها دخلت في
غيبوبة طويلة لثلاثة اشهر وها انت قد استيقظتي اليوم لكنك فقدت ذاكرتك للاسف
تنظر سول الى سريرها تدور بعينيها مستغربة:اذا لهذا انا لا اذكر اي شئ وسالت دموعها
فجأة واصبحت منفعلة فجاة, احس تشان بها فورا وشعر بالقلق وقالت:ماذا افعل؟..ماذا احب؟..ماذا اكره؟..الناس في
حياتي..كل هذا كل هذا قد انمحى بلحظة..كيف لي ان اكمل حياتي هكذا وتضغط
بقوة على غطاء سريرها بكلتا يديها نظر تشان جانبا متألما بشدة بينما احتظنتها امها
من الجانب تهدأها:نحن معك لاتقلقي..ارجوكي
لاتبكي بينما هي الاخرى تبكي..
بعد دقائق هدأت رفعت رأسها وهي تجفف اخر قطرات على
خدها فوقعت عيناها في عيني تشانسونغ رمقته بنظرة غريبة
هو نفسه لم يكن يفهمها وقالت له:ومن..انت؟؟ هنا كان السؤال له كأنها ترميه بطلق ناري في وسط قلبه اغلق عينيه لبرهة انتبه لنفسه فعليه ان يجيبها وكل انظار من حوله موجهة له فاسرع وهو يقترب من هيسووقال لها:انا تشانسونغ صديق صديقتك هيسو..نعم عن طريق هيسو تقابلنا واصبحنا اصدقاء فرددت:تشانسونغ!!..نحن اصدقاء؟!
فهمس لنفسه *نعم..نحن
لم نعشق بعضنا بجنون مطلقا..انا وانت الان مجرد اصدقاء..ياحبي الوحيد..سأبقى اردد
ذلك دائما مجرد اصدقاء..*
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
جاء الصباح والشمس المشرقة رائعة في نهاية الربيع
فتحت سورا باب السيارة ونزلت بينما نزل جانغئن من الاخر وتقدم نحوها وهما امام باب
الجامعة امال رأسه ينظر الى تعابير وجهها القلقة والحزينة وحزن من اجلها:يااا يااا سورا
لكنها لاتزال شاردة البال مطأطأة الرأس اخرج
يديه من جيوبه وشعرت بشئ دافئ فجأة على وجهها فقد امسك بخديها بكلتها يديه لتنظر
لها وهنا تسمرت سورا في مكانها
وهي تنظر في عينيه بهذه المسافة القريبة لاتعرف من
اين لكن ذلك الشعور هو نفسه الذي يراودها كل مرة وقال:استمعي لي جيدا..اعلم انك قلقة جدا بشأن سول ولكن!..ماذا سيحصل لسول لو
عادت لها ذاكرتها واكتشفت انك بسببها خسرت فرصة القبول في الجامعة التي تحبين اطرقت
سورا ناظرها للاسفل واكمل:اذا افعليها..اعلم انك
تقدرين..انا أؤمن بك سورا تلك الكلمات تبقى ترن في اذنها وزادت من
دقات قلبها وعادت تنظر له بوله غريب وأومأت له بانها ستفعل لذا اخفض يديه وقال
لها:هيا انطلقي
وبدأت رحلة سول من المشفى...واول شئ عليهم القيام
به الان هو التمارين الرياضية والعلاج الفيزيائي لجسدها المتصلب بس الاستلقاء كل
تلك الفترة ومعها اليوم تشانسونغ ووالدتها التي ذهبت لفترة لملاقات الطبيبة
النفسية بينما بقى تشانسونغ معها في قاعة التمارين الرياضية في المشفى كانت جالسة
على الكرسي المدولب فأشار له الطبيب المختص بمساعدتها لتقف
ففهم تشان ان عليه رفعها ابتلع ريقه وهو يقترب منها انحنى ومد يديه تحت ذراعيها ورفعها قليلا لتقف وهنا كاد قلبه ان ينفجر بجسدها الملاصق لجسده وانفاسها تلامس رقبته لكنه تمالك نفسه وساعدها عى الوقوف بينما امسكت بيديها القضيبين واستندت عليهما جيدا وقال لها وهو ينظر جانبا:هل اتركك الان؟..متأكدة؟ فقالت :نعم..سأحاول لذا ابعد يديه من تحت ذراعيها ببطء وخطى خطوة للخلف وعيناه معلقتان بالنظر لها قلقا لعلها تسقط وبالفعل خطوة واحدة منها فقط والتوت قدمها فاسرع وامسك بها كما السابق ولكن وجهه مقابل وجهها تماما اتسعت عيناه ووصل صدى نبض قلبه لاذنيه بينما تسمرت هي مكانها تنظر له بطبيعية وتحولت نشوته فجأة الى الم وهو يساعدها لتقف من جديد لما رآه من عينين فارغتين كالورقة البيضاء تماما بعد ان كانتا تهتزان لهفة حبا وشغفا عند رؤيته ابتلع غصته ولم يتحدث لكن دون ان يعلم كانت عيناها لاتفارقه لسبب لم تعلمه..واستمرت تتعلم المشي ودائما مايسندها كلما اوشكت على الوقوع..
بينما امها جالسة عند الطبيبة النفسية كانت مجرد
رؤيتها فقط تبعث الراحة والطمأنينة في القلب جميلة انيقة المظهر هادئة الطباع بصوت
ناعم وهذا ماجعل الام ترتاح لها اكثر وقالت:لاتقلقي
سيدتي وتأكدي من انها في ايدٍ امينة..لقد حدثني د.كيم عن حالتها بالتفصيل أومات
لها ام سول:د.هي مي شكرا جزيلا لك ول د.كيم فقط
تعب معنا خلال كل تلك الفترة ولم يفارق سول او لايهتم لامرها
فقال الطبيبة:لاشكر
على واجب سيدتي
سول انهت الممر الخاص بتعلم المشي لوحدها الان
ووقفت عند نهايته ونظرت لتشان بسعادة وبادلها الابتسامة ثم صفق لها بحرارة:مبارك..مبارك..سول لقد انهيته بجدارة فضحكت
على تعليقه ذلك لتخفي بضحكتها ابتسامة تشان الى ألم فلم تعد رؤية عيناها او
ابتسامتها امرا يبعث الحب والسعادة في قلبه بل يسبب الالم ويزيد من وجع الفراق
تماما عندما تهدى لعبة وبنفس اللحظة يخبروك
بأنها ليست لك العب بها قليلا فقط وكرد فعل طبيعي من اي انسان ان يمنع نفسه من
التعلق بها مهما كانت جميلة وجذابة في نظره وهذا كان حال تشان بالضبط هي لم تهدى
له وحسب بل كانت حبيبة قلبه وروحه الفتاة التي علمته معنى الحياة والعمل والحب
عليه الان ان يتصرف ويتعامل معها بدون كل تلك الذاكرة تماما مثلها
دخلت الام لتقطع غفلة تشانسونغ وترى سول
تسير بشكل ممتاز فرحت جدا وتقدمت نحوها وقالت :امـ.. طأطأت
راسها فشعرت امها بها وقالت برجاء :اكملي..قوليها
ارجوكي..لم اسمعها منك منذ زمن طويل فرفعت سول رأسها وقالت بتلعثم :ام..اماااه.امااه شهقت الام من فرط
سعادتها واحتظنت سول بقوة وخلفهما تشان يراقب بعطف فجأة لاحظ نظرات سول الغريبة
له مجددا وهي تحتظن والدتها ولم يفهم مابالها وزاد ارتباكه..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تناول تشانسونغ طعامه بسرعة وهو واقف وجاءت امه من
المطبخ تحمل طبقا اخر والانزعاج بادي على وجهها وضعت الصحن بقوة على المائدة وصرخت
به ووالده قاطب الحاجبين يراقب:الى اين ذاهب
الان؟؟ وضع صحنه برفق ينظر امامه فحسب وقال:تعرفون الى اين فزمتت شفتاها وصرخت به:اعلم لكن الى متى؟..الى متى ستبقى تذهب..لماذا تعذب
نفسك وقلبك هكذا تحدث ببرود وانزعاج :حتى
اكفر عن ذنبي..تبا لقلبي ان لم يسعف فتاته في اكثر الاوقات احتاجته بجانبها..لذا
انا لا اهتم ومشى نحو الباب امسك المقبض ليقول له والده :تشانسونغ!..كن حذرا ابتسم بصعوبة وغادر..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
رتبت ام سول كل اغراضها وحزمت حقيبتها تناولها
تشانسونغ منها بسرعة فشكرته وما إن خرجت والدتها فجأة اخذت بيد سول التي تفاجأت
لكنها ابتسمت مع فقدانها لذاكرتها لكنها تشعر براحة كبيرة برفقة امها لايمكنها
انكارها مطلقا
وبدأ بعض المرضى والممرضين الذين تعرفوا على سول
وعائلتها بسبب بقائها الطويل هنا بالتلويح لهم ووداعهم والام تنحني تشكرهم بسعادة
لاهتمامهم الدائم بابنتها وسول تكتفي بالنظر لهم فقط باستغراب لاتعرف احدا وتخشى الجميع
هكذا اصبحت حالتها..
وما إن خرجا من الباب الرئيسي كان جانغئن ينتظرهم
بسيارته وصعدوا جميعا وشغل جانغئن محرك السيارة وهم يشعرون بسعادة كبيرة فقد
انتهوا من المشفى الذي لزموا الذهاب اليه اكثر من ثلاثة اشهر فسألت سول:الى اين سنذهب الان..امي؟ ابتسمت لها الام
والاثنان لايكفان عن النظر من خلال المرآة الامامية وقالت :الى المنزل عزيزتي..سترين منزلنا لاول مرة ابتسمت
سول ولكن القلق مطلقا لم يترك تفكيرها, فجاة سمعت صوتا نظرت جانبا فوجدت امها تربت
على فخذها خاصتها لم تفهم سول مالامر فقالت الام:نامي
هيا ولاتزال سول لاتفهم فقالت الام:استلقي
وضعي راسك على ساقي..فأحد الاشياء التي تحبينها بل ولاتستطيعين مقاومتها هي النوم
في السيارة اندهشت سول:حقا!!
فأومات لها الام فتمددت سول بسرعة على
الاريكة ووضعت راسها فوق فخذ امها وشعرت بالرضا والطمأنينة وحقا تسلل النعاس الى
عينيها فغفيت بعد دقائق واخذت الام تمسد شعرها وهي تبتسم لكنها تتألم لرؤية ابنتها
حبيبتها تائهة هكذا كمن ظل طريقه بعد عناء طويل وتشان يسترق النظر لها وهي نائمة
خلسة وشعور الحسرة لايفارقه..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
العم في مكتبه وكالعادة مرافقه ينقل له الاخبار:لقد خرجت اليوم سيدي..وهم في طريقهم للمنزل ابتسم
العم بمكر وقال:بدلا من ان تتزوج جانغئن ثم تثور
عليَ وتفضحني بسرقة الاموال وبدلا من ان تموت في الحادث استيقظت وهي
بلاذاكرة..أأاه رفع يديه في الهواء كالثمل يهلل لسعادته وحظه:لا اصدق الامور فجأة اصبحت تسير لصالحنا بشكل جيد
وماإن توقفت السيارة امام منزل سول استيقظت بهدوء وبدأت برفع راسها ثم جسدها واستيقظت وانتبهت ,وهي ترتجل من السيارة تعلقت عيناها بالمنزل تنظر له من كل اتجاه ومشت قبلهم كالمنومة تنظر للحديقة الفخمة وبتنوع الازهار فيها والروائح العطرة الزكية, تلامسهم باطراف اصابعها وهي تسير على طول شجيرات الزهور
وهم يقفون عند الممر الحجري الى المنزل فنادتها الام:تعالي بسرعة التفتت لهم بأبتسامة بريئة:أأاووه انا قادمة وفتحت سورا الباب قبل لحظات من ان يفتحوه ورأت سول امام عينيها فانفعلت وترقرت الدموع في عينيها واسرعت بلهفة واحتظنت سول التي تسمرت مكانها بلاتعابير وهي تقول:اوني!!..واخيرا انتي هنا..مللت المنزل وهو خال منك كل هذه الفترة
فهمت سول لهذا السبب هي عانقتها ترددت في
البداية لكنها تشجعت واخذت تمسد شعر سورا برفق وحب ...شعرت سورا بيدها الرقيقة
واحتظنت اختها بشكل اقوى لاتصدق ماحدث..
دخلوا المنزل واستقبلتهم الاجوما مدبرة المنزل
التي هرعت الى سول حبيبتها التي تحترمها بشدة وكأنها امها الثانية وامسكت بيد سول
بكلتا يديها :اوه عزيزتي سول..واخيرا عدت الى
المنزل..لقد كان بلاروح من دونك وسول متفاجئة تنظر لامها تنتظر تفسيرا
فقالت الام:انها مدبرة المنزل الاجوما التي
تحبينها بشدة لقد ساعدتني بتربيتك انت وسورا حينها فهمت سول ووضعت
يدها فوق يدين الاجوما :شكرا لك اج..اجوما
لاهتمامك فابتسمت الاجوما سعيدة عينيها تلمع بالدموع سعادة برؤية
سول..
ثم صعدت سول الى الطابق العلوي ومعها اختها ودخلت غرفتها
وشعرت بسعادة غامرة وهي تراها جميلة وانيقة بألوان زاهية والزهور تملؤها وايضا
صندوق ذكرياتها الذي يلمع تحت السرير ولايعلم بشأنها احد إلا تلك الذاكرة الميتة
الان
وهكذا جلس الجميع للمائدة غزيرة بالاطعمة اعدتها
الاجوما قبل وصولهم وسول تجد صعوبة في تناول الاطعمة والجميع حزين بشانها لذا
تقدمت سورا بقربها تشرح لها كيف تأكل ولكون سول ذكية سريعة التعلم بسرعة قامت بنفس
الخطوات وتلذذت بطعم الاكل فنظرت لسورا وهي تمضغ الطعام بنظرة وابتسامة امتنان..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بقيت سول جالسة مكانها بينما جانغئن وسورا يساعدون
السيدة لي في نقل الاطباق الى المطبخ رغم كل غناهم لكن السيدة لي عودت الفتاتين
على العيش ببساطة وعدم التفاخر بمالهن امام اي احد...
بينما سول وتشانسونغ جالسين في غرفة الجلوس لوحدهم
لايستطيع رفع عينيه منها وهي تلعب بهاتفها الجديد وحالما نظرت له اشاح بنظره جانبا,
استمرت تنظر له بشكل غريب فترة من الزمن وهو يشعر بها فنظر لها وتلاقت عيناهما
وقالت:هذا غريب! استغرب وقال:وماهو؟! فقالت:كيف يمكن ان تتواجد بقربي اكثر من صديقتي نفسها التي عرفتنا ببعضنا ابتلع
ريقه وبدأ التوتر يجتاح تعابيره ولم يعرف ماذا يجيب فقال:ربما..ربما هي مشغولة وحسب..وايضا
واخيرا لمعت في ذهنه:نحن اصدقاء مقربون للغاية هكذا كنا..نعم فابتسمت
وقالت:هذا مريح فهدأ وقال:لماذا؟ فقالت:لا اعلم لكنني اشعر براحة كبيرة عندما تتواجد بقربي..يبدو اننا كنا
اصدقاء رائعين معا وهنا دب الحزن في قلبه
*اي صداقة هذه التي نتحدث
عنها..نحن لم نكن اصدقاء ولو دقيقة واحدة..نحن كنا نتنفس عشق ببعضنا*اشاح بنظره جانبا كي
لاتلاحظ حزن
حالما وضع جانغئن الاطباق على المنضدة وصلت سورا
لتضع الاطباق هي الاخرى فانتهز الفرصة وسألها:سورا!..نسيت
ان اسألك كيف كان يوم امس؟
فابتسمت له :اوبا..لقد
كنت ممتازة كالعادة..ابهرت الاساتذة بأجوبتي..أأاه لااصدق متى سأبدا دراستي في
التصميم الداخلي للمنازل وضمت كلتا يديها عند وجهها:احبها..احبها بشدة فضحك عليها وداعب
شعرها
وقال :اووه عزيزتنا سورا الصغيرة قد كبرت فاستاءت وبدأت تدلل كالاطفال:لاتقل ذلك ..لم اعد صغيرة لقد كبرت حقا وسوف ادخل الجامعة بعد ايام عبست واتجهت للخارج فضحك مجددا وهو يهز رأسه:طفلة! لاتزال طفلة مهما كبرت
وقفت سورا عند مقدمة غرفة الجلوس وقالت :اوني!.. فانتبهت سول ونظرت لها فأكملت:مارأيك ان اريك بعض الصور؟ ابتسمت سول
بدهشة:هل حقا يمكنني؟ فهزت سورا
رأسها بحماس:بالتأكيد هيا دعينا نذهب لغرفتي ونهضت
سول ومشت سويا مع سورا واتجها يصعدان السلالم وعينا تشانسونغ لاتفارقانها وهي
تتحدث مع سورا فجاة نظرت له وهي تصعد بتلك النظرة الغريبة التي لاتنكف تنظر
لتشانسونغ بها فشعر بأرتباك فجأة وهي تبتسم له بحب كبير
واختفت بينما وصل جانغئن لباب المطبخ, ثواني فقط
وعادت تجري ووقفت عند حافة السور من فوق ونادت عليه فرفع رأسه ينظر لها ووقفت سورا
بقربها :هيي..لاتغادر..ٍسأعود بعد قليل, مفهوم؟ وابتسمت
بسعادة له
ثم ابتعدت تتجه لغرفة سورا التي تنظر لتشانسونغ وهو ينظر لها بحيرة فرفعت كتفاها واخفضتهما ولوت شفتها كأنها تقول لاتفهم اي شئ وجانغئن عند باب المطبخ تركت الجميع في ذهول, وشلت تشانسونغ بالكامل لتتركه في حيرة ودهشة كبيرة
*تلك النظرة واهتمامها الغريب..تجعلني احيانا احتار بأمرها ربما تكون نسيت كل شئ لكنها..لا اعلم كأنها تعرفني جيدا من بين الجميع* التفت ينظر جانبا فوجد جانغئن يحدق به بنظرات تكاد تخترقه فأشاح بنظره عنه فهو لم يفعل اي شئ وهو كما وعدهم لن يجعل سول تتذكره حتى,
ولكن هل كل الامور بين ايدينا!! ام القدر
يتلاعب بنا كيفما يشاء اشياء تحدث واخرى لاتحدث وفي النهاية لن يحدث الا ماكُتب له
ان يحدث فنحن لسنا سوى ورقة بيضاء يخط القدر عليها مايشاء ويربطنا بخيوط خفية
لاتنقطع الا اذا اعلن القدر قراره واحيانا يعيد ربطها اقوى من ذي قبل.
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
سورا تجلس بقرب سول على اريكة في غرفتها تقلب معها
صفحات البوم كبير للصور وسول مستغرقة في النظر لها تندهش من كل ماحصل ومافعلت في
الماضي وكيف كان شكلها هي واختها عندما كانتا صغيرتين ولمحت سول صورة لها هي وسورا
وهي تمشط لها شعرها فابتسمت وقالت:يالها من صورة
جميلة
فنظرت لها سورا وقالت:نعم..فأنت دائما ما كنت تمشطين لي شعري منذ كنا صغارا وتلعبين به كثيرا وامي تنتهز الفرص ودائما ماتلتقط لنا الصور
فنظرت لسورا بحماس وقالت:دعينا نجرب الان..هل يمكنني؟ فابتسمت سورا
:بكل تأكيد ونهضت لتحضر المشط
وتربعت على الاريكة تعطي ظهرها لسول التي بدأت ببطء تقرب يديها من شعر سورا ثم
تمشطه بهدوء وكلتاهما تشعران بسعادة كبيرة فجأة بدأ صداع غريب يملء رأس سول لكنها
لم تبالي ولم تلحظ سورا اي شئ..
بعد دقائق نهضت سورا وقالت:سأحضر لنا شيئا لنشربه..ابقي انت هنا اكتفت
سول بأن تومأ لاختها فغادرت الغرفة ولكن الالم بدأ يزداد شيئا فشيئا وبدأت تمر
امام عينيها بعض الصور التي رأتها لكنها كانت صور حية تتحرك امام عينيها فتآوهت من
الالم وهي تمسك رأسها بيد وتسند الاخرى على حافة الاريكة لتنهض بصعوبة وتتأوه اكثر
تتجه للباب وتقول بصوت مخنوق :سو..سورا..سورا واسندت
جسدها على الباب بسرعة قبل ان تسقط ثم مشت بسرعة خارج الغرفة وارتمت تسند جسدها
على السور تنظر لهم من فوق
ونادت بصوتها الخافت واصبحت الرؤية ضعيفة من
شدة الالم:سورا..امااه لكن لا احد يسمع
فاستجمعت اخر مابقى لها من قوة وصرخت:سو..ر..ا فنظر
الجميع لاعلى وصعقوا وهم يرونها تهوي الى الارض على مهل ولاتزال يداها معلقتان تمسكان
بالسور حتى افلتتهما وارتمى جسدها بالكامل على الارض فهرع الجميع نحوها وهم ينادون
بأسمها واول من وصل كان جانغئن فقد كان بقرب الدرج تماما فجلس على الارض بسرعة
بقربها حركها لكنها كان مغما عليها تماما فوضع يديه تحتها وحملها وتجمد تشانسونغ
في مكانه يراهما بذلك المنظر ,
ثم دخل الى غرفة سورا ووضعها على السرير وتشان
يقترب وينظر من الباب كالمنوم بلاتعابير
اسرعت امها وغطتها وقالت بلهفة وخوف:ماذا حصل؟..لما كل هذا؟ فقالت سورا ويبدو عليها الخوف الشديد :اسفة..حقا اسفة..كل هذا بسببي
وسالت دموعها وانخرطت في البكاء فاستغرب
الجميع وقال جانغئن :لماذا تقولين هذا؟ فقالت:لقد اخرجت البوم الصور خاصتنا وجعلتها تنظر لكثير منها
وانا اذكرها بأحداث كل واحدة فمرر جانغئن يده في شعره مستاءا واغلق
تشان عيناه ثم قال :بجانب ذلك يبدو ان اعراض
الصداع بدأت بالظهور..لذلك لاتضغطوا عليها كثيرا في تذكر الكثير من الامور
معا..اعتقد بأن تلك الكتلة السبب في ذلك كما قال د.كيم وجلست الام
بقربها ترتب شعرها بينما اقترب جانغئن من سورا التي اصبحت تشهق من شدة بكاءها فجأة
وضع يده على كتفها يربت بلطف:لاتقلقي..أهدأي
ارجوك..انه امر طبيعي لقد اخبرنا الطبيب مسبقا بما سيحصل تجمدت سورا
في مكانها وتوقفت عن البكاء فورا منشغلة بيده التي زادت من حرارة جسدها وتنفسها *لم هذا
الشعور من جديد* تمتمت
بذلك لقلبها الغريب, بينما عينا تشان معلقة بالنظر الى سول النائمة كالملائكة
وقالت سورا تقترب من السرير:مالعمل الان امي؟ فقالت
الام وتلمع الدموع في عينيها :لاتقلقي
عزيزتي..ليس بيدنا اي شئ لنفعله سوى الانتظار..قال الطبيب انها ستصحو بعد فترة
قصيرة لذا اهدأي وأومات سورا لامها..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بعد ساعة كاملة تقريبا كان الشابان جالسان في غرفة
الجلوس وحدهما وشاهدا ام سول تنزل الدرج فهرعا اليها والقلق يقتلهما وقال تشان
بسرعة:الم تستيقظ بعد؟ فهزت رأسها
نافية ثم قالت لهما:انتما!!...هذا يكفي لليوم
هيا غادرا الى منازلكما واستريحا انتما معنا منذ الصباح فقال جانغئن:لكن! فرفعت يدها لتوقفه وقالت :بدون لكن..قلت غادرا في الحال.. اطرقا رأسيهما
للارض فقالت :ارجوكما لاتقلقا ان حصل اي شئ مؤكد
سأتصل بكما..فليس لدي احد غيركما اعتمد عليه الان حينها شعرا ببعض
الراحة
نظرا لبعضهما عند الباب الكبير على الرصيف فقال
جانغئن:هل تكرهني؟ تحقد علي؟..من حقك ان تفعل فقال
تشانسونغ ببرود:ولم قد افعل..انت لم تفعل اي شئ
بل انا من فعلت..علي ان اكره نفسي واحقد على نفسي انا وضع يديه في
جيوبه واخذ يسير بخطى ثقيلة وروح متعبة وجانغئن ينظر له من الخلف لم يعرف مالسبب
لكنه تعاطف معه فجأة
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
وعادت الام الى غرفة سورا وهي جالسة على السرير
بقرب سول النائمة وجلست على الطرف الاخير للسرير وكل هذا ولم تتحرك سورا تنظر
للفراغ شاردة الذهن فلاحظت امها تعابيرها وسألت :بنيتي!.مالذي
يشغل بالك الان؟
رفعت سورا رأسها وتبدو تفكر في امر خطير
وقالت بجدية :امااه هناك امر مهم لم ننتبه له فدب
القلق في ام سول وقالت:ما..هو؟ فنهضت
واشارت لامها ان تخرج معها ونظرت الام لسول وفهمت انها لاتريد ان تسمع سول فربما
تستيقظ فجأة ووقفا عند السور وقالت الام:ماهو
اخبرني في الحال لقد جعلتني اقلق فقالت سورا:اماااه رأيت ماحصل لسول اوني بنفسك بعد ان شاهدت العديد من الصور فأومات
الام واكملت سورا:جعلني هذا افكر للتو..ماذا لو
رأت صورها الكثيرة مع تشانسونغ والاشياء التي اشترتها وكل ذكرياتها معه
ففتحت الام فمها مندهشة وقالت:كيف غاب هذا الامر عن بالي!!
واكملت سورا:امي
تخيلي لو انها رأتهم دفعة واحدة ربما نفقدها للابد..تعلمين كم لذكرى حبها الاثر
الكبير في نفسها ومعها سوف تتذكر الجرح الكبير الذي حصل لها..ربما ربما بعدها تصبح
خائفة من ان تتذكر المزيد وتقرر ان تترك كل الماضي خلفها وتكمل هكذا شعرت
الام بخوف كبير:ياللهي!!..جيد انك انتبهتي للامر
قبل فوات الاوان..وايضا ونظرت من خلال الباب المفتوح الى سول النائمة وقالت:من حسن حظنا انها نائمة في غرفتك..هيا دعينا نبحث
وانطلقتا الى غرفة سول وبداتا بالبحث في
خزانة الملابس الكبيرة وخزانة الاحذية وفي خزانة العلب ,بحثا فيها علبة علبة فلم
يجدا شيئا ويستحيل ان يجداه فذلك الصندوق الذي خبأته سول جيدا, واضح تحت السرير
لكن لااحد مقدر له ان يجده , ليس الان!!...
جلستا على السرير منهكتين خائبتي الامل وقالت
الام:هذا مستحيل!! اين يكون قد اختفى؟! فقالت
سورا والحيرة تملؤها:امي! ايعقل ان تكون قد
تخلصت منه!
فهزت امها رأسها وقالت:هذا ايضا مستحيل..ألاتعلمين طبيعة سول انها لاترمي
الذكريات مهما كانت مؤلمة..ألاتذكرين اخر لعبة اهداها لها والدك وانت كسرتها من
غير قصد وحزنت عليها حزنا شديدا ومع ذلك احتفظت بها حتى الان بل وتعتبرها من اغلى
ممتلكاتها طأطأت سورا رأسها شعرت ببعض تأنيب الضمير لما فعلت في صغرها
وقالت:معك حق..لقد نسيت
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
فتح تشانسونغ باب منزله واشتعلت الانوار رمق
المنزل بشوق والم كبيرين..صعد بخطى متثاقلة يملؤها الالم الى غرفة نومه وبيده علبة
عصير فتح باب الغرفة وتوقف امام الحائط الجانبي واخذ رشفة ولايزال الحائط كما هو
تتدلى منه صورهما منذ اول يوم *هكذا وبكل بساطة..تلك الذكريات مجرد صور لا
اكثر..فقد تحققت امنيتك ونسيتي كل شئ يا سول ..حتى انا وجهي وصوتي ورائحتي وكل شئ
تحبينه فيَّ*
تبدلت تعابيره فجأة لحيرة وقال:ولكن!..مابال تلك النظرات الغريبة والابتسامة المفاجئة
التي تفعلهم لي وحدي واطلق ابتسامة جانبية بسخرية وقال:حتى وهي لاتذكرني لاتزال تربكني..تلك البجعة الساحرة
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
فتح جانغئن باب المنزل ليجد والده يجلس على كرسي
فخم قرب الموقد المطفأ والقى جانغئن التحية واتجه للدرج ليقوفه والده بقول:هل انت اخرق؟! فتوقف جانغئن مكانه التفت
لوالده ينظر لوالده:مالذي تقصده ابي؟ فقال
وهو ينهض يضع يديه في جيوبه وقال:لاتتصنع
الغباء..تعلم عن ماذا أتحدث..عن وجود خطيب خطيبتك القديم بقربها وكأنك لاشئ ففهم
جانغئن الامر وقال:هذا اذا..انا لست احمق والتفت
ليصعد فتكلم والده من جديد :كلا بل انت اكبر
احمق..هكذا تسمح له بنفسك ان ينتهز ضعفك ليعود لها تنهد جانغئن
بأنزعاج والتفت مجددا وقال :ابي هل هذا كل
ماتفكر فيه؟..لاتشغل بالك انا خطيبها وانا اتحمل المسؤولية واكمل
طريقه يصعد السلالم ووالده يصرخ به :ايها الاخرق
الى متى ستبقى تتجاهل اوامري..تبا لك وجلس بعنف الى كرسيه وقال بغضب :الاخرق لا يعلم انه لن يخسر سول وحسب بل سيكون سبب في
دماري انا ايضا
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بدأت سول تفتح عينيها شيئا فشيئا ورفعت رأسها
بتثاقل ولاتزال تشعر بصداع خفيف ولم ترى احدا بقربها نظرت للنافذة فوجدت السماء
مظلمة فعلمت انها نامت لفترة طويلة فابعدت الغطاء عن جسدها ونزلت قدميها بهدوء وبدات
بالسير نحو الباب تمسك راسها بيد واحدة عاقدة الحاجبين من الم الصداع العنيد وصلت
لباب غرفتها نظرت يمينا ويسارا والطابق العلوي فارغ فتقدمت بصورة عشوائية نحو احدى
الغرف لعلها تجد احدا وكانت غرفتها وبها سورا التي فزعت من كرسيها عندما رأتها
واقفة عند باب غرفتها:اوني!..لقد استيقظتِ.. وهرعت
تقف بقربها:انت بخير؟ هل اختفى الصداع؟ قالت
سول وهي تخفض يدها:أأه نعم لاتقلقي الم بسيط
لااكثر..دعيني نكمل حديث الظهر ها ..اتوق لمعرفة المزيد
عبست سورا وترددت:اوني..لااريد ليس الان..من فضلك اريد ان اكمل قرائتي للكتب وتراجعت
نحو مكتبها من جديد وشعرت سول بأن سورا تتجنبها فتألمت لذلك نظرت جانبا فلمحت ضوءا
قادما من غرفة اخرى مجاورة التفتت لتسير نحوها عدة خطوات ليوقفها صوت نحيب خافت
قادم من غرفة سورا التي تحاول كبت نفسها بقوة وتضع يدها على فمها, ففهمت الامر
وطاطأت سول رأسها واكملت سيرها نحو غرفة امها وكان الباب نصف مغلقا اوشكت على فتحه
ليوقفها الان صوت والدتها وهي تمسك بصورة ما وهي تقول:عزيزي..لقد عادت سول الى المنزل ولكن!.. وبدات بالبكاء هي
الاخرى وقالت:ولكنها عادت بدون اي ذكرى بدون اي
عاطفة انها سول ولكن ليست سول التي تعرفها
واجهشت في البكاء اكثر وهي تقول:قلبي يتحطم مئة مرة كلما اراها شاردة الذهن لاتعرف اي
شئ وتسال كالاطفال انه مؤلم..
عقدت سول حاجبيها وتراجعت خطوات للخلف وهي
تقول لنفسها * انا فتاة سيئة..اسبب الالام للناس واجعلهم يبكون* تذكرت فجأة اسرعت
وركضت نحو السور نظرت لاسفل بحثت عنهما بيعينها تجوب بهما يمينا ويسارا فعادت لها
خيبة الامل وقالت:اين ذهب؟..لقد اخبرته ان لا
يغادر
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
وقفت امام المنزل رفعت رأسها لأعلى تنظر له
بالكامل بأنكسار وهي ترتدي معطفا سميكا ومشت مبتعدة متجهة الى الباب الخارجي
ولحسن حظها كان حارس الباب قد غفله النعاس للحظات وهكذا خرجت من الباب الخارجي دون ان يلاحظ ذلك اي احد
وقفت على الرصيف تنظر يمينا وشمالا لاتعرف الى اين
تتجه وعند من تلجأ فجأة اتجهت يمينا وبدات السير وترقرت الدموع في عينيها وبدأت
بالبكاء فعلا وتعالى صوتها وهي تقول:لايمكنني..لايمكنني
الاستمرار هكذا..لماذا لااتذكر اي شئ..لن اسبب سوى الالام لهم وهم يحاولون مساعدتي وتستمر
بالبكاء, تمر السيارات بسرعة بقربها ويزداد خوفها ولكنها لاتبالي ولم تهتم الى اين
تاخذها قدماها
رن هاتف تشان فجأة وهو ينزل الدرج رفع هاتفه وقرأ
اسم المتصل وكان هيتشول :أأوه ماذا هناك؟ فرد
هيتشول:هل لازلت في منزل سول؟ فقال
تشانسونغ:كلا انا في منزلي منذ فترة فقال
هيتشول:حقا؟..هل هي بخير؟ فقال
تشانسونغ:على العكس لقد اغمي عليها اليوم لاول
مرة..المهم اخبرني هل تريد شيئا ما فقال له:نعم..أتعلم من معي الان؟..اصدقاءنا القدامى ولم يصدقوا انك في سول..تعال
لنخرج معا فقال تشانسونغ:ارجوك
اعفني من الامر لااريد..
فقاطعه هيتشول قائلا:كلا قلت لك ستأتي انت لم ترفه عن نفسك منذ فترة طويلة
واصبحت تلازم المشفى منذ اكثر من ثلاثة اشهر تنهد تشانسونغ فلا فائدة
من النقاش مع هيتشول اذا اصر على امر ما:حسنا
حسنا لاتصرخ سوف اتي في الحال واغلق الخط وابتسم للحظات..تناول معطفه
من الاريكة بعد ان كان قد غير ملابسه واتجه للباب وهو يرتدي به
وسول تمشي مطأطأة الراس شاردة الذهن منزعجة من
نفسها فجاة انتبهت سول على نفسها رفعت سول رأسها خائفة فصدمت وارتعبت واخذت
تتلفت كالمجنونة يمينا وشمالا وازدادت سرعة تنفسها لاتعلم الى اين قد اخذتها
قدماها وقالت بخوف:ياللهي!..اين انا؟..كيف وصلت
الى هنا؟..لقد ابتعدت كثيرا عن المنزل كيف سأعود؟ وامسكت رأسها بكلتا
يديها بقلة حيلة لاتعرف ماتفعل الان, وفجاة فتح باب المنزل الذي كانت قد توقفت
امامه مصادفة واغلق الشخص الخارج من المنزل الباب استدار .. وكان تشانسونغ ووقعت
عيناهما على بعضهما
وشهقت سول وتراجعت خطوة للوراء لاتصدق انه امامها
بينما تشانسونغ دخل في صدمة وذهول كبيرين تكاد عيناه ان تخرجا من محجرهما لاتصدقان
ماتريانه مالذي تفعله سول الان امام عينيه امام منزلهما وقال بدهشة :سول, وبدات تتمتم:تشا..تش..تشانسونغ شي! ............تتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق