الجمعة، 10 فبراير 2017

✆المطارد اللعين✆ تخيلي مع شيومين

المطارد اللعين
تخيلي مع شيومين
Written By:
Sara



اكثر ما يزعجك في هذا العالم هو اتصال من رقم مجهول وذلك الاخرق يزعجك منذ اكثر من نصف سنة ...
لقد وصلت بك الحال الى ان غيرتِ رقم هاتفكِ ثلاث مرات وتحفظين رقمه عن ظهر قلب حتى أنك اسميته المطارد اللعين...
وها انتِ ذا تشترين الرقم الرابع وانتِ موقنة انه سيفعلها كالعادة ويتصل بكِ بكل سهولة تكادين تفقدين صوابكِ كيف له ان يأتي برقم هاتفكِ الجديد كل مرة وفوق ذلك هو من يصرخ في وجهكِ ويتهمكِ بانك انتِ من تلاحقينه في كل مرة يتصل بها سائلا عن فتاة تدعى "روز"..

شعرتِ براحة كبيرة فمنذ اسبوعين انتِ في حالة هدوء وسلام تام من اتصالاته وازعاجه المتكرر..
تعملين كمرشدة سياحية في القصور التأريخية القديمة وكأنك اميرة من تلك العصور تحفظين كل زوايا القصر الفخم بملحقاته واجنحته الخاصة المحيطة بالقصر ظليعة بعدة لغات من اجل شرح وافٍ ومفيد للسياح...مع تلك الامنية الدفينة في قلبكِ ان تريه مرة اخرى بعدما سافر لتحقيق حلمه بسلام...
ها انتِ ذا تستعدين للانطلاق للعمل والبدأ بجولة جديدة ...فجأة رن هاتفك لتختفي تلك الابتسامة فورا اطلقتِ زفرة طويلة وبدأت بالصراخ وضرب قدميكِ بالارض على التوالي وتهزين رأسك وقلتِ :ليس مرة اخرى..ليس مرة اخرى اتوسل اليك ثم توقفتِ تلتقطين انفاسكِ واجبتِ:ماذا؟! صرختِ باعلى صوتكِ...حتى فزع جميع من حولكِ :ماذا تريد؟؟..كم مرة عليَ ان اقول انني لست الحمقاء روز...
كادت طبلة اذنه ان تثقب ذلك الوسيم ذو العيون الحادة كعيون ذئب جامح ووجه ملائكي


ابعد الهاتف عن اذنه قليلا ونظر في دهشة لايمكن وصفها وبدأ يتنفس بلهفة:مرة اخرى ودوره الان ليصرخ :لماذا انتِ مرة اخرى



لتصرخي به: بل انت لمَ تتصل مجددا؟!..فقط اخبرني من اين تجلب رقمي كل مرة؟ فيصرخ بكِ :وماشأنكِ انتِ..انتِ من سيصيبني بالجنون حتى لو كنتُ أخطأت في الرقم لكن ليس كل مرة طيلة ستة اشهر ليس رابع رقم لروز تظهرين انتِ...اشتد غضبه:من انتِ؟..لقد طفح الكيل بي سأرفع شكوى ضدكِ بأنك مطاردة فصرخت بعد ضحكة هيستيرية:ومن يطارد من ها؟..اخبرني..فقط افعل وسوف اسحق انفك في مراكز الشرطة فجأة مر احد من خلفه يجري سريعا ونادى عليه:هيي امير الاذاعة هيا اسرع..ستتأخر وهنا اختفى غضبكِ لتحل الدهشة محله..وبدأتِ تهمسين لنفسكِ:ماذا؟..امير الاذاعة؟..أهو حقا امير الاذاعة...استاء للغاية وضع يده على جبهته وصر اسنانه ونظر بحقد لذلك المعد الاعلامي ..ظهرت ابتسامة ماكرة على وجهكِ وعينان تلمعان بالشر وقلتِ بدهاء:انتَ!.. فخاف وبسرعة اغلق هاتفه نهائيا واطفأه وزفر مطولا :ياللورطة..أأششش تبا لهذا الوضع السخيف


اخفضتِ هاتفكِ وعيناك تلمعان مكرا ومرت صديقتكِ العزيزة من خلفكِ وكانت قد رأتكِ في تلك الحالة العصبية وانتِ تتحدثين في الهاتف ..سألت بقلق:مابكِ؟ عزيزتي هل هو المطارد مرة اخرى فقلتِ بأستياء واحباط:نعم ..لقد تعبت حقا من هذا الوضع فعقدت حاجبيها غضبا وقالت:اعطني اياه..اعطني هاتفكِ..سألقنه درسا لن ينساه انتِ اخفيتِ هاتفكِ خلف ظهركِ تمتنعين:كلا كلا دعكِ منه

 واسرعت الى مكتبكِ الصغيرلانك تعلمين بشغف صديقتكِ الكبير لمساعدتكِ منذ ان التقيتما وعلمتِ انك وحيدة فشعرت بالمسؤولية دائما نحوكِ ولكنكِ تمنعينها من مساعدتكِ منذ اول مكالمة صدرتِ من ذلك المطارد لان ذلك سيتسبب في مشاكل كبيرة لها مع خطيبها وهذا امر مستيحل بالنسبة لكِ
لكن اليوم فجأة ظهر حل غريب وعرفتِ بعد نصف سنة من المعاناة انه امير الاذاعة نفسه المشهور دهشت بشدة كيف لشخص مثله ان يزعجكِ بهذه الطريقة البعيدة كل البعد عن الرقي والثقافة...حزمتِ امركِ هذه المرة

وهو جالس في غرفة الاذاعة يرتدي السماعات الخاصة وامامه لاقط الصوت الكبير وبدأ التحدث:مرحبا جميعا..سررت بالتحدث لكم اليوم مجددا..بعد ان طرحنا الكثير من المواضيع..قررت اليوم ان تكون حلقة خاصة مختلفة واول متصل يقترح موضوعا جديدا مميزا سنتخذه موضوع حلقتنا لهذا اليوم 
وهكذا رن الهاتف:آووه معنا اول متصل..مرحبا من معي؟ 
فقلتِ بكل دهاء :مرحبا امير الاذاعة فقال:مرحبا بكِ..ما هو.. 
فقاطعتهِ بسرعة قائلة:مارأيك ان يكون موضوع الحلقة عن الاشخاص غير المتحضرين الذين يستمرون يتصلون بالاخرين بكل ازعاج وقلة ادب..وانت اول شخص يحتاج الى نصيحة كهذه..ايها المطارد اللعين! 
قلتها بكل غضب شهق واتستعت عيناه من الصدمة واغلق الخط بسرعة فبعد كلمة "المطارد اللعين" عرفكِ فورا وتلعثم وضاعت الكلمات من فمه ذلك الضليع في اللغة العربية الذي يصف الكلمات  كأنها غزل نسيج حرير خالي من العقد او اي خطأ ولهذا سمي بأمير الاذاعة:نأسف..نأسف للغاية يبدو انها كانت ثملة لا اكثر..دوعونا نكمل لنأخذ اتصال اخر والمخرج ينظر له بغضب شديد يشعره بخجل لامثيل له والغضب والقلق ايضا


وانتِ تشعرين برضا كبير لامثيل له بعد ان حططتِ من قدرهِ هكذا..مرت تلك الساعة عليه كالجالس في قعر الجحيم حتى ينهي برنامجه الخاص ليتصل بكِ فورا ويرميكِ بوابل الكلمات..

أطفأ ضوء الاذاعة فركض كالمجنون الى الخارج واتصل  ليصرخ:انتِ!..ايتها الحمقاء..مالذي فعلته قبل قليل..أتعلمين كم هو مهم هذا البرنامج بالنسبة لي
 تبتسمين بسخرية ونصر:وما ذنبي انا هذا جزاءك ايها الاخرق
 فصدم:اخرق!! فقلتِ بكل ثقة:نعم اخرق غبي هل عليَ اخبارك الف مرة انني لست روز الغبية خاصتك..وانت لاتفهم وغضبتِ اكثر:وتستمر تسرق هاتفي لا اعرف من اين وتستمر بأزعاجي, ارجوك دعني اعش بسلام 
فصرخ بكِ:ومن انتِ,لألاحقك هكذا انني ابحث عن صديقتي روز وحسب...كم مرة عليَّ ان اطلب منكِ ان تخبريني ما أسمك؟
 فصرختِ به:ولماذا عليِ فعل ذلك ايها الوغد!
 تشتمينه مرة اخرى فأشتد غضبه :اذا دعينا نلتقي علينا ان ننهي هذا الوضع السخيف واليوم! فهززت  رأسك:نعم موافقة


وقفتِ عند جسر كبير تضربين قدمك بالارض بشكل مستمر من القلق الذي يكاد يقتلك ...
بينما جاء يسير بكل ثقة ويده في جيبه وجاء نحوك لايجادك قرر الاتصال بكِ في هذا المكان المزدحم الملء بالناس ولم يعرف انه كان على مقربة منكِ ورن هاتف قريب منه ولكنه لم ينتبه:نعم..اين انت؟ 


فأجابكِ بفظاظة:انتِ اين؟..انا هنا عند الجسر فقلتِ:وانا ايضا عند الجسر
 والتفت كلاكما يبحث عن الاخر وفجأة وقعت عيناكما على بعض وكلاكما تحملان الهاتف وملئت الدهشة تعابيركما واخفضتما هواتفكما وبدأتما تتمتمان :انتِ!..انت!. وضعت يدكِ على فمكِ من الدهشة ..


بينما استغرق في التذكر"كان في جزيرة جيجو ورآكما صدفة انتي وصديقتك ...ووقع في فخ سحركِ اكثر من ايام الثانوية عندما كنتما زميلين..وتسلل ليلتقي بصديقتكِ نفسها التي كلاكما يعرفها منذ الثانوية وسألها عنكِ فأعطته رقمكِ وكان الاول وطلب منها ان لاتخبرك بالامر ليجعله اجمل مفاجئة..وهكذا بدأ يتصل بكِ ليسأل عن روز ذلك الاسم الذي لقبك به منذ اول مرة التقيتما في الثانوية واحمرت وجنتاكِ من شدة البرد لدرجة احمرار زهور الروز لذلك قال لكِ روز لكنكِ منعته من قوله مرة اخرى لكن الاسم حفر في قلبه" وانت لم تعودي تتذكرين الاسم جيدا بعد ان افترقتما كل هذه المدة الطويلة وهكذا اصبح يتصل بك بشكل مستمر لتغيري رقمكِ بشكل مستمر والصقتِ به اسم المطارد اللعين وصديقتكما تستمر تعطيه ارقامكِ الجديدة وتخبره انها في وضع سئ بسبب متصل احمق يستمر بأزعاجها ...



ابتسم وابتسمتِ ثم غرقتما في موجة ضحك هستيرية لما كنتما تفعلانه ببعضكما كل تلك الفترة حتى ادمعت عيناكِ من الضحك ...فجأة سكتما واستغرقتما في النظر في اعين بعضكما رفع حاجبا فشعرت بالارباك وبدأ يخطو نحوكِ ومع كل خطوة يقول:مطارد..لعين..احمق..غبي..وغد...أهذه كله لي انا ومع كل خطوة يخطف انفاسك وبالكاد تتنفسين واصبح لامهرب منه اطرقت رأسكِ تتجنبين نظراته الساحرة..

ترين قدميه فقد اصبح امامكِ تماما واشتعلت وجنتاكِ كالعادة امسك وجكِ بكلتا يديه ونظرتِ في عينيه الحادة بعد فراق طويل وقال بمكر ينظر لشفتيكِ:تلك الشفاه..هل نطقت بكل هذا ..عليَّ انا!..شيومين!...صديقك الوحيد..ها!
 فأطرقت رأسكِ قليلا تتحدثين بدلال كالاطفال:وما أدراني أنا انه انت!..تستمر تقول روز..روز خاصتي فقال وهو ينظر لوجنتيك التي تكاد تقطر دما:وهل انا مخطأ..انت فعلا روز خاصتي..انظري لوجنتيكِ الان..سيخرج الدم منهما
 فزاد ارتباككِ اكثر وتعلقت عيناه بشفتاكِ مجددا وقال:نعود الان لتلك الشفاه..التي لعنتني وشتمتني كل تلك الشهور وانا الذي كنت ابحث عنكِ بجنون... وطبع قبلة سريعة بريئة وابعد وجهه واتسعت عيناكِ كانت خفيفة لكنها ثقيلة على قلبك الذي تبعثرت نبضاته بهذه السرعة وقال فورا:امممم انها ليست سيئة بقدر الكلام الذي تصدره 
نظرتِ له بدهشة وقلتِ:ماذا تفعل؟
 فقال يبرر لنفسه:ماذا!..انا اعترف الان بحبي الدفين....

اختفى مزاجه واصبح مولعا بتلك الشفاه والرغبة تعتريه فأغمضتِ عينيكِ وهو يقترب اكثر ولثم شفتيكِ بقبلة طويلة يغذي بها غيابه الطويل وقلبك يعصف في صدركِ اكثر واكثر

شيومين جالس في برنامجه الذي بدأ للتو:مرحبا اعزائي..مرحبا مجددا موضوعنا اليوم..هو عن الحب واللقاء بعد فراق ..أأأأه لدينا اتصال..مرحبا
 فأجبتِ وكيف له ان لا يعرف صوتكِ وقد طبع صداه في قلبه قل اذنيه:مرحبا
 فرد بلطف:مرحبا..ماذا لديكِ لتشاركينا به
 فقلتِ:شئ اخفيته في قلبي منذ زمن سأقوله الان
 استغرب واستعد لسماع كلامكِ


وهو يعلم انه موجه له:احبك كثيرا..مطاردي اللعين!
 فضحك لوهلة ثم نظر بثقة وقال:انا احبك اكثر..احبك بجنون روز خاصتي
 فصرخ المخرج ورمى سماعته ارضا تستمران تدمران برنامجه معا..^^ لكنه لم يهتم ... خلع سماعته وجرى للخارج فقد جئتِ معه اليوم لمكان عمله لاول مرة...خرج فوجدكِ تسندين ظهرك للحائط ابتسمتِ بخجل واقترب منكِ بهدوء نظر في عينيه بحب ثم طبع قبلة جميلة مثل قلبه على جبهتكِ...


 مع حبي ^_^


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق