الجمعة، 17 فبراير 2017

๓ قنبلة موقوتـــــــة ๓

 قنبلة موقوتـــــــة   تخيلي مع جاكسون 





Written By   Yasmeen 




بعد أن وصل القطار إلى محطته الأخيرة ، قررتِ وأخيرًا النزول بعد قضائك رحلة مُرة دامت لساعات طويلة مصحوبة بآلام قلبك المجروح ودموعك المتساقطة .. تجاهلتِ ذاك الوسيم الجالس خلفك ونظراته النادمة والقلقة تلاحقكِ .. نزلتِ من القطار ومضيتِ في سبيلك فتبعكِ في الحال .. توجهتِ نحو سكة القطار الحديدية وتربعتِ فوقها معلنةً عن الانتحار .. تقدم نحوك ووقف أمامك مرتبكًا " يا ! هل جننتِ ؟ انهضِ في الحال ! "

نظرتِ إليه بجدية وبنبرة حادة " أجل لقد جننت جاكسون ! دعني وشأني.. "

ارجع جاكسون شعره للخلف وأطلق تنهيدة طويلة تبعتها نبرته الممتزجة بالرجاء " حبيبتي لا تفعلِ هذا ، آسف لقد أخطئت حسنًا أنا أحمق ، أعدك بألا يتكرر ذلك ثانية .. هيا انهضِ ودعينا نتحدث .. "

أخذتِ تصرخين به بغضب " في كل مرة تقول الكلمات اللعينة تلك ، ثم تعيد الكرة وكأن شيئًا لم يكن .. إلى متى يجب علي تصديق كذباتك المتتالية ؟ أفضل الموت على أن أراك تفعل ذلك ثانية .."

تربع جاكسون بجانبك فوق السكة الحديدية ونظر إليكِ بحزم " فلنمت معًا إذًا ! "

خفق قلبك خوفًا عليه وخاصة عندما سمعتِ صوت صافرة انطلاق القطار ثانية .. نظرت خلفكِ لتجدي القطار متوجهَا نحوكما ، أخذت بدفع جاكسون بقوة بعيدًا عن السكة الحديدة وأنتِ تصرخين من بين دموعك المتساقطة " أيها المجنون ابتعد في الحال .. لا يجب أن تموت .. سوف أموت وحدي !  "

لم يتزحزح جاكسون بل التصق بكِ وعانقكِ بين كلتا ذراعيه بقوة " بل سنموت معًا ! "

حاولتِ دفعه عنكِ عدة مرات ولكنه كان أقوى منك ومتشبثًا بك بأقصى قوته فلم تستطيعي إبعاده .. جن جنونك وزاد خوفك عليه أكثر وخصوصًا باقتراب القطار السريع منكما شيئًا فشيئَا .. تشعرين بالغضب منه ولكنك تحبينه بشدة بل تعشقينه ولا تريدين أن يمسه مكروه حتى .. أخذت تصرخين عليه بغضب ولم تعد الرؤية أمامك واضحة بسبب دموعك التي حجبت الرؤية لديكِ .. ولم تشعري سوى بدحرجة جسدك مع جسد جاكسون بعيدًا عن السكة الحديدية مستغلاً اللحظات الأخيرة قبل أن يداهم القطار جسديكما ويسلب روحكما معًا .. ارتميتما أرضًا وجاكسون لا يزال يعانقك بأقصى قوته .. أحسستِ بنبضات قلبه السريعة وأنفاسه المنقطعة التي لفحت وجهك وهو يطمئن عليكِ وعيناه تتفقدانكِ بلهفة " هل أنتِ بخير حبيبتي ؟ لم تتأذي ، أليس كذلك ؟! "

شددتِ قبضة يدك على قميصه بقوة وبصوت مرتجف " نحن لم نمت .. مازلنا على قيد الحياة ، صح حبيبي ؟ مازلنا معًا ، أليس كذلك عزيزي ؟! "


طبع قبلة رقيقة على جبينك ثم ضمك إلى صدره وهو يربت على شعرك بنعومة " بالطبع مازلنا معًا حبيبتي .. لن يقدر على تفرقتنا أحد  !"

أغمضتِ كلتا عيناك وتنهدتِ براحة متناسية غضبك منه .. حسنًا إنها ليس أول مرة ، في كل مرة يخطئ جاكسون تسامحينه بسهولة .. فبسبب عشقك له لا يمكنكِ مقاومته أبدًا .. عادة جاكسون السيئة هي سبب خلافاتكما منذ تزوجتما منذ ثمانية أشهر بعد أن ربطتكما علاقة حب قوية .. وتلك العادة هي حب جاكسون لمواقع الانترنت التي تسمح للشبان بالتواصل مع الفتيات عن طريق الكاميرا ، إذ تظهر الفتيات أمام الشبان بشكل إباحي وغير لائق .. كان جاكسون يدخل إلى تلك المواقع سرًا ومن دون علمك ، ولكنك اكتشفتِ ذلك عندما رأيته يتغزل بإحدى تلك الفتيات بكلماتٍ تقشعر لها الأبدان فجن جنونك واشتعلت نيران الغضب في داخلك .. كانت المرة الأولى التي ترينه يقوم بذلك فقمت بإغلاق شاشة اللاب توب بقوة وبدأتِ بالصراخ بوجهه بغضب وهو بدوره ارتبك بشدة ، شعر بالخجل من نفسه وبدأ بالاعتذار لكِ عدة مرات ، وعدك بألا يكرر ذلك ثانية فسامحته .. ولكنه كان ينكث بوعده مرة كل شهرين ويعاود عادته السيئة تلك مرارًا وتكرارًا .. سئمتِ الوضع وسئمتِ مسامحتكِ له في كل مرة .. ما من حل يبعده عن تلك العادة السيئة التي أصبحت جزءًا من أطباعه سوى التهديد فلجأتِ للانتحار ، لكن تلك الطريقة فشلت أيضًا بسبب عشقك اللا متناهي له ..


في تلك الليلة عدتما إلى منزلكما الدافئ لتحظيا ببعض الحب والراحة من بعد يومٍ طويل وشاق بالنسبة إلى كليكما .. هبطتما في السرير أسفل الغطـاء الصوفي الدافئ , اقترب جاكسون منكِ محيطًا إياكِ بين ذراعيه الواسعتان وهو يتأمل ملامح وجهك التي اكتساها البرود " هل مازلتِ غاضبة حبيبتي ؟! "


عبستِ بطفولية دون أن تنظري إلى وجهه حتى " اووهـ وبشدة .. "


أدار جاكسون وجهك نحوه لتنظري إليه , اقترب من وجهك أكثر مثبتـًا نظره نحو شفتيكِ محاولاً تقبيلكِ " وهل هذا سيحل المشكلة ؟! "


وضعت يدك على فمه ودفعت رأسه إلى الخلف بعبوس " لا تحلم بفعل ذلك أو الاقتراب مني حتى تتخلص من عادتك السخيفة تلك -_- ! "


عبس جاكسون بحزن واقترب منك ثانية ممسكًا بيدك " أعدك بألا أكرر ذلك ثانية حبيبتي .. أعدك بأنها ستكون المرة الأخيـرة .. هلَ سامحتني ؟! "


عدلتِ جلستك ثم نظرتِ إليه بحدة " في كل مرة تعدني بأنها ستكون المرة الأخيرة ثم تنكث بوعدك ؟ كيف يمكنني تصديقك هذه المـرة اووهـ ؟! "


وضع جاكسون كلتا يداه أسفل ذقنه راسمـًا ملامح طفولية بريئة على وجهه " فقط هذه المـرة ؟ اوهـ ؟ لن أكررها حقـًا لن أفعل ! حسنـًا حبيبتي ؟ سامحيني فقط أرجوكِ ! "


لم تستطيعي مقاومة لطافته تلك ولكنكِ تمالكتِ نفسك أمامه وادعيتِ القوة والبرود , عقدتِ ذراعيكِ ببعضهما البعض ثم وجهت نظراتك الحادة نحوه " سأمهلك شهر واحد فقط , إن لم تستطع التخلص من تلك العادة خلاله وعاودت الكرة .. فليذهب كل واحد منا في سبيله , وإن لم تعاودها خلال هذا الشهر سوف أسامحك ونكمل طريقنا معـًا .. حسنـًا ؟! هـذه هي فرصتك الأخيرة جاكسون .. قم باستغلالها جيدًا ! "


صدم جاكسون من كلماتك القوية تلك والتي لم يتوقع سماعها منكِ أبـدًا , حاول أن يتحدث معك لتغيري رأيكِ , لكنكِ رفضتِ ولجأتِ للنوم معطية جاكسون ظهرك .. لم ييأس من المحاولة معكِ واستمر بمعانقتكِ من الخلف وهو يقنعك بالتراجع عن تلك الفكرة ولكنكِ التزمت الصمت على الرغم من شعورك بالحزن اتجاهه .. أحسستِ بأنكٍ قسوت عليه كثيرًا ولكن ربما ما من طريقة أخرى سوف تخلصه من تلك العادة سوى هذه الطريقـة ..


وبالفعل مر ذلك الشهر عليكما بسلام دون أن يعيد جاكسون الكرة , كنتِ سعيدة جدًا بالتقدم الذي وصل إليه ومع وصولكما لآخر يوم في الشهر قررتِ مكافأة جاكسون لتخطيه تلك العادة .. فقمتِ بارتداء فستان قصير ومغري اشتريته مؤخرًا ووضعت بعض مساحيق التجميل التي أضافت لمسات سحرية إلى وجهك وأبرزت جمالك أكثـر .. ثم أضأتِ الشموع الموجودة على طاولة العشاء التي قمتِ بتحضريها مسبقـًا والتي تضمنت الأصناف التي يحبها جاكسون , ثم جلستِ تنتظرينه حتى يعود من العمل .. كانت البسمة ترتسم على وجهك بين الحين والآخر وكذلك خفقات قلبك التي اشتعلت من شدة شوقك إليه .. لحظات وتلاشت تلك الابتسامات والخفقات حتى سمعتِ صوته يقترب من البيت .. كان يتحدث على الهاتف ربمـا ؟ اقتربت من الباب وبدأتِ باستراق السمع (( اووهـ كم تبدين مثيرة بذلك البكيني .. أتمنى لو كنت بجانبك الآن .. ))


جن جنونك واشتد غضبك , ثارت الدماء في عروقك , فتحتِ الباب بقوة وانفجرتِ كقنبلة موقوتة بوجهه " لماذا لا تذهب وتكون بجانبها إذًا جاكسون شي ؟! "


تجمد جاكسون في مكانه من الصدمة , بل وجفت الدماء في عروقه من شدة الخوف من غضبك " حـ حـ حـبيبتي ؟! "


بدأت الدموع بالتساقط على وجهك وبحرقة " لقد كنت غبية عندما اعتقدت بأنك سوف تكون صادقـًا في وعـدك ولو لمرة واحدة فقط , لكنني مخطئة تمامـًا .. أكرهك جاكسون أكرهك ! "


اقترب جاكسون منكِ ثم أمسك بيدك بارتباك وعلامات الندم بادية على وجهه " أنا آسف حقـًا حبيبتي أرجوكِ اهدئي , دعينا نتحدث .. "


نفضت يدكِ من بين يديه بعنف وأنتِ تصرخين " ابتعد عني لا أريد ! لا أريد رؤية وجهك بعد الآن ! "


ثم تركتـه وخرجتِ من البيت وبدأتِ بالصعود على السلالم لتصلي إلى أعلى سطح البناية وجاكسون يتبعك .. رفضتِ الاستماع إليه رغم محاولاته لردعك بشتى الطرق حتى كاد يجن جنونـه .. اقتربتِ من حافة السطح ووقفتِ عليهـا .. صعق جاكسون وأخـذ يصرخ كالمجنون " يااا ! ماذا تفعلين ؟! "


فصرختِ بوجهه والدموع تتطاير من عيناكِ " سأموت وأرتاح ! سأرتاح من عاداتك السيئة والسخيفة وأخيـرًا ! "


جن جنونه أكثر فأخـذ بالصراخ عليكِ لتنزلِ ولكنكِ رفضتِ وبشدة , اقترب لينزلكِ بنفسه ولكنكِ قمت بتهدديه إن اقترب منكِ سوف تلقين بنفسك إلى أسفل البناية فتجمد مكانه .. فقد السيطرة على أعصابه .. كان خوفـه عليكِ ظاهر بشكل كبير من خلال نظراته ودموعه التي تجمعت في مقلتيه آبية النزول .. لم يتحمل حقيقة فقدانك من حياته وبحركة سريعة أخرج هاتفه من جيبـه ورماه أرضـًا ثم أخـذ يضرب بقدميه فوقه وهو يصرخ بقوة " لا أريده ! سأحطمه ! وسأحطم تلك العادة اللعينة .. ستصبح من الماضي .. أنا نادم .. أنا أحمق .. أنا بغيض .. أنا لا أستحقك .. ولكن لا يمكنني العيش بدونك .. سأعيـش فقط من أجلكِ أنتِ .. لا أريد أن يكون لدي هاتف محمول بعد الآن وسأحطم جهاز اللاب توب أيضـًا .. فقط أريدكِ أن تكوني بجانبي .. لا تتركيني .. لا تذهبِ أرجوكِ حبيبتي .. "


قال كلمته الأخيـرة وسقطت دمعاته معها .. صعقتِ لرؤية جاكسون يبكي أمامك لأول مرة .. فقدتِ توازنـكِ , أوشكتِ على السقوط .. شعرتِ وكأن روحكِ تسلب منكِ ولكـنها أعيدت إليكِ فور شعورك بقوة تجذبك ثم جسد دافئ يحتويك بين طياته .. أجل كان جسد زوجك حبيبك جاكسون الذي تعشقين , تمكن في اللحظة الأخيـرة من إنقاذك لتبقي بجانبه ومعه إلى الأبـد .. ابتعدتِ عنـه ونظرتِ إليه معاتبةِ " أحمـق , لمَ لم تدعني أموت ؟! "


حملكِ بين ذراعيه وباغتكِ بنظراته الحزينة التي تحمل في طياتها جاذبية خاصة من نوعها " وهل لي حياة من بعدك إذا مـتِ ؟! "


أخفضتِ نظرك مع تنهيدة طويلة , ثم توجهتما إلى منزلكما .. وفور دخولكما قام جاكسون بوضعك على الأريكة برفق وركع على الأرض على ركبتيه بجانبك ممسكـًا بيدك بقوة " هلَ سامحتني حبيبتي ؟! وإن أردتِ اقتليني , أنا عبـدك وما شئتِ افعلِ بي .. "


لم تعهديه بهذا الهـدوء , كان يبدو كـجاكسون جديد بالنسبة لكِ .. حتى كلماته تلك لم يسبق وأن خاطبك بهـا من قبل .. علمتِ حينها مدى صدقـه الخالـص الذي يظهر من خلال عينيـه , ربتتِ على شعره بخفة وأومـأتِ له برأسكِ إيجابـًا " سامحتك .. * ثم عبستِ بوجهه بطفولية ورفعتِ صوتك * لكـن لا يمكنك إعادة تلك العادة السخيفة أبـدًا وإلا سأنتحر حقـًا في المرة القادمــ .. "


قاطعكِ واضعـًا اصبعه على شفتيك واقترب من وجهك بنظراته القوية " مليئة بالمفاجئات كـ قنبلة موقوتة , من السكون إلى الانفجار تنتقلين .. ببساطة هـذه هي حبيبتي * الصق وجهه بوجهك وركز نظراته نحو عيناكِ بعمق ثم شفتيك * وهكـذا تعجبني وأحبهـا " والتهم شفتيك بين شفتيه بقبلة ساحرة وعميقة ليعبر بها عن مدى شوقه وحنينه إليكِ ..


تناولتما عشاءكما الذي قمتِ بتحضيره مسبقـًا ثم قضيتما سهرة ساحرة من نوع رومانسي خاص بكمـا في تلك الليلة ..




النهـــــايــــــــــة ^^


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق