الجمعة، 17 فبراير 2017

♥ ..][ .. لّوٌعًــــةُ أًلّحُــبِ .. ][ ..♥ البارت الأول

 ..][ .. لّوٌعًــــةُ أًلّحُــبِ .. ][ ..







(( .. كان يوم من أيام شهر الصيف الحارقة الذي تغطي شمسه مدينة سيئول بأكملها .. كانت شوارع المدينة مزدحمة وتضج بالناس في كل مكان , في الشركات , في المنتجعات , في النوادي , في المراكز , وفي الأسواق .. كان سوق " بانغ ديمون " يعج بالبائعين والمشترين وكلٌ يجني رزقه بيده حتى اللصوص .. يستغلون فرصة انشغال البائع بالبيع ويقومون بسرقته على حين غفلة .. وفجأة سُمع صوت صراخ امرأة تشير بيدها على أحدهم قائلة  = لص , لص! =


فور سماع اللص بذلك هم بالجري بأقصى سرعته في السوق ولكن أحد الشبان قام باللحاق به وهو يصرخ به = قف مكانك !  =


ولكن اللص تابع الجري دون انقطاع ولم يعر ذلك الشاب أي اهتمام فزاد الشاب من سرعته وأخذ يلحق بذلك السارق حتى تمكن من الوصول إليه فانقض عليه فورًا وأسقطه أرضًا وجلس فوقه , حاول اللص أن يضربه ولكن الشاب لكمه بقوة على وجهه مما جعله عاجزًا عن الحركة متألمًا .. قام الشاب بإمساك كلتا يدا اللص بيده وبيده الأخرى أخرج الأصفاد من جيبه وقام بتكبيل يدا اللص بهما .. ثم أخرج بطاقة من جيب قميصه ووضعها أمام وجه اللص قائلاً = أنت رهـن الاعتقال ! =


ثم استدعى رفاقه الآخرين من الشرطة ليصطحبوا اللص إلى سيارة الشرطة بعد أن أعاد ما تم سرقته إلى أصحابه ثم توجهوا إلى مخفر الشرطة وألقوا باللص في أحد الزنزانات .. أثنى رفاق ذلك الشاب عليه بقولهم = يا لك من شرطي ماهر ! أنت الأفضل تشو كيوهيون ! =


ابتسم كيوهيون إليهم وأجابهم بثقة = بالطبع أنا كذلك ! =




:::: تشو كيوهيون .. شاب وسيم ومثابر يبلغ من العمر سبعة وعشرون عامًا ويعمل كـ ضابط شرطة من الدرجة الأولى في مركز شرطة سيئول وهو من أفضل الضباط في كوريا الجنوبية .. اعتنق كيوهيون هذا العمل منذ تخرجه من الجامعة في عمر الثانية والعشرين وقد أثبت خلال هذه السنوات القليلة جدارته وتفوقه من خلال قبضه على كثير من المجرمين واللصوص فقد كان كيوهيون يحب عمله كشرطي كثيرًا حيث كان حلمه منذ أن كان صغيرًا وهاهو قد كبر ليغدو شرطي مميز يُفتخر به ... ينتمي كيوهيون لعائلة تتكون من أربع أفراد تضمه هو ووالده ووالدته وشقيقته الصغرى " آرا " الذين يحبونه كثيرًا .. لم يحظى كيوهيون في حياته سوى على علاقة حب واحدة انتهت بالفشل منذ أربعة سنوات بسبب ترك حبيبته له لخطورة عمله كشرطي , كان كيوهيون يحبها بجنون ورفض أن تتركه بهذه السهولة ولم يدعها وشأنها أبدًا وأخذ يقنعها بشتى السبل لكي يبقوا سويًا فكيوهيون من النوع الذي إذا قد أحب أحدًا يهبه قلبه بالكامل ومن الصعب جدًا عليه أن يتخلى عنه ويبقى متمسكًا به حتى آخر لحظة ولا يتركه إلا حين يفقد الأمل به بتاتًا .. وهكذا حدث مع حبيبته فقد باءت كل محاولاته معها للبقاء سويًا بالفشل فحزن كيوهيون حزنًا شديدًا وآلمه قلبه ولم يدخل في علاقة أخرى من بعدها  وحتى الآن على الرغم من محاولات والداه بإقناعه بأن يتزوج من إحداهن وقد قامت شقيقته " آرا " بتقديمه إلى صديقاتها ولكنها فشلت بإقناعه بمواعدة إحداهن أيضًا ... ::::




(( .. في اليوم التالي استيقظ كيوهيون كعادته من نومه , تناول طعام الإفطار مع عائلته ثم توجه إلى مركز الشرطة ليبدأ يومه بالعمل كالعادة .. دخل كيوهيون إلى المخفر ليجده مقلوبًا رأسًا على عقب , لقد كان جميع الضباط في حالة فوضى ويتهامسون إلى بعضهم البعض .. استغرب كيوهيون من ذلك فلم يكن المركز بهذه الحالة من قبل , اقترب من أحد زملائه متسائلاً = ما الذي يجري هنا ؟ ولمَ هذه الفوضى كلها ؟! =


فنظر إليه زميله وأجابه بحماس = لن تصدق هذا كيوهيون , لقد انضمت إلى مركزنا شرطية ! وأخيرًا سوف تعمل معنا واحدة من الجنس الناعم واللطيف ! =


تعجب كيوهيون مما سمعه وأخذ يتساءل وعلامات الصدمة تبدو على وجهه = ماذا ؟ شرطية ؟ متى وكيف ؟ مركزنا لم تكن فيه أي شرطية من قبل ! =

فأجابه زميله بحماس أكبر = جميعنا لم نصدق ذلك أيضًا .. ولكن أتعلم , إنها جميلة أيضًا .. يبدو بأن العمل سيصبح أكثر متعة من الآن فصاعدًا ! =



تنهد كيوهيون وأكمل طريقه ليجلس على مكتبه الخاص وما هي ثوانٍ إلا وقد قام رئيس مركز الشرطة باستدعاء جميع أعضاء المركز من الشرطة ليعلمهم عن أمرٍ ما .. فتجمعوا كما طلب منهم في صفوف , كان كيوهيون يقف في مقدمتها .. وقف رئيس مركز الشرطة أمامهم وكانت الشرطية الجديدة تقف بجانبه وأعلن عن انضمامها إليهم كشرطية جديدة وطلب منها إلقاء التحية عليهم جميعًا وتعريفهم بنفسها فتنهدت بقوة وضربت تحية بيدها ثم أطلقت العنان لكلماتها قائلة = مرحبًا جميعًا , أنا زميلتكم الجديدة أريج .. لقد انضممت إليكم بعد تخرجي من كلية الحقوق بدرجة امتياز وبعد تعرضي لتدريبات جاهدة أهلتني لأكون شرطية , أتمنى بأن تدعموني وبأن نكون يدًا واحدة بكل شيء معًا ! =




بعد انتهائها فورًا ألقوا عليها التحية ورحبوا بها جميعهم بكل سرور مما جعلها تطمئن لوجودها بينهم كونها الفتاة الوحيدة هناك .. وبعد ذلك تحدث رئيس مركز الشرطة قائلاً = بما أن الشرطية أريج مازالت جديدة في هذا المجال سأضعها تحت إشراف شرطيان اثنان من أكثر عناصر مركزنا تميزًا وهما :: الشرطي تشو كيوهيون والشرطي لي يونهو :: أتمنى بأن تعتنيا بها جيدًا ! =


صدم كلاهما مما سمعاه من رئيس مركز الشرطة و نظر كل من كيوهيون ويونهو إلى بعضهما البعض بنظرات غاضبة ثم توجها بنظرهما نحو الرئيس قائلين معـًا = ولكـن..... =


فقاطعهما رئيس مركز الشرطة قائلاً = انه أمر مني إليكما ويجب عليكما تنفيذه , انتهى كل شيء .. من الآن فصاعدًا أنتم الثلاثة سوف تعملون معًا كـ فريق , هيا هيا فليعود الجميع إلى عمله ! =


:::: كيوهيون ويونهو هما شرطيان في نفس العمر وقد تخرجا من نفس الجامعة وعملا بنفس مركز الشرطة .. لا يطيق أحدهما الآخر وغالبًا ما ينشب بينهما خلافات عديدة , يغار يونهو من كيوهيون بشدة على الرغم من أنه من أفضل الشرطة الموجودين بالمركز ولكن كيوهيون غالبًا يتفوق عليه وهما الاثنان في تحدي دائم ولم يربح يونهو أي تحدي حتى الآن فقد كان كيوهيون يربح جميع التحديات في إلقاءه القبض على عدد من المجرمين الأكثر خطرًا في سيئول بينما يكون يونهو مخططًا لإلقاء القبض عليهم مسبقًا .. وكثيرًا ما يغضب كيوهيون من يونهو بسبب كلامه الجارح واستفزازه له ولكنه قرر في النهاية تجاهله لكي لا يدخل في مشاكل أخرى معه مما يسبب في طرده من عمله .. ::::




((  .. كان كل من كيوهيون ويونهو يقفان بجانب بعضهما البعض ولا تفصل بينهما سوى بضع المسافات , كان كل منهما مكتوفا الأيدي وينظران لبعضهما البعض بنظرات يملؤها الكراهية والحقد .. لاحظت أريج بأن الوضع ليس على ما يرام بينهما فوقفت بينهما ولوحت لهما بيدها لتطري الجو قليلاً بابتسامة لطيفة = مرحبــًا يا رفاق ! =

لم يجبها أي منهما واستمرا بالتحديق ببعضهما البعض بنفس النظرات وبدأ يونهو باستفزاز كيوهيون بالكلام قائلاً = أنا وأنت سنعمل معًا بنفس الفريق ؟! ما هذا الهراء ؟! كيف لي أن أعمل مع أخرق مثلك ؟! =

كتم كيوهيون غضبه ونظر إليه ببرود = كن سعيدًا لأنك سوف تعمل معي , انظر إليّ وتعلم جيدًا كيف تكون بنفس درجة احترافي في هذا العمل ! =

نظر يونهو إليه بغيظ وأجابه باستهزاء = هآه , أتظن نفسك محترفًا ؟! أنت مجرد أبله لا أكثر! =

نظر إليه كيوهيون بخبث = لن أضيع وقتي في الحديث معك أكثر , سأذهب لأرى ما ينتظرني من عمل ! =

تنهدت أريج بقوة ونظرت إليهما متسائلة = هيــه لمَ أنتما هكذا ؟ ألا يجدر بنا أن نكون متعاونين معًا ؟!  =

نظر كلاهما إليها وضحكا باستهزاء وتحدثا بنفس الوقت مشيرًا كل منهما بإصبعه على الآخر = لابد وأنكِ مجنونة ! أنا أتعاون مع هذا الأحمق ؟!  =

فأجابتهم أريج بقلة حيلة = ولكننا فريق وعلينا أن نتعاون ! =

فاقترب كيوهيون منها وهمس إليها = أنا لن أتعاون معه , تعاوني أنتِ معه وابتعدا عني حسنًا ؟! =




ثم ابتعد عنها وسار في طريقه , كانت أريج تحدق به بتعجب وعلامات الصدمة بادية على وجهها وظلت نظراتها تلاحقه وهو يسير بعيدًا عنهما .. أيقظ شرودها صوت يونهو وهو ينظر إليها بطرف عينه = يبدو بأنه تركنا وأصبحنا الاثنان الوحيدان في الفريق ؟! =


تنهدت أريج ونظرت إليه قائلة = يبدو كذلك , لكن لابد من طريقة لحل هذا الأمر! يجب علينا إتباع أوامر رئيس مركز الشرطة وإلا قام بمعاقبتنا =


اقترب يونهو منها ووضع كوعه على كتفها ونظر إليها قائلاً = اسمعي آنسة ...... ما اسمك ؟! =



فنظرت إليه وأجابته = أريج , اسمي أريج! =


فتابع يونهو كلامه قائلاً = آه آنسة أريج اسمعي , أنا وتشو كيوهيون معادلة معقدة لا يمكن حلها أبدًا لذا لا تحاولي معنا أبدًا لأنك سوف تفشلين حتمًا .. أنا وهو قطبان متنافران ! =


ثم سار هو الآخر وتركها لوحدها .. وقفت أريج في مكانها تنظر ثم أخذت تلحق بهما وهي تصرخ = هيــــــه أنتما ! =


:::: أريج ... فتاة جميلة وبسيطة وهادئة في طبعها , تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عامًا وهي في الأصل صديقة شقيقة كيوهيون " آرا " .. وهما صديقتان منذ عدة سنوات ولكن كيوهيون لم يشاهدهما برفقة بعضهما البعض ولو لمرة واحدة لذلك لم يعرفها .. ولكثرة حديث آرا عن كيوهيون أمام أريج وعن شخصيته الرائعة ووسامته قد وقعت أريج في حبه عن بعد , كانت تشاهد صوره الموجودة على هاتف آرا وتحتفظ بإعجابها به في قلبها دون أن تعلم آرا بذلك وأحيانًا كانت تشاهده من بعيد بسيارته عندما يقوم بإيصال آرا إلى أحد أماكن لقاءاتهم ولكن قبل فترة ليست بطويلة أخطئت أريج أمامها عندما كانت آرا تحدثها عن كيوهيون وتريها بعض الصور التي التقطوها مع بعضهم البعض وكانت هناك صورة منفردة لكيوهيون يبتسم فيها ابتسامته الجذابة فأخذت أريج تحدق بالصورة ومن دون وعي قالت = يا لها من ابتسامة قاتلة , قلبي لم يعد يحتمل أكثر! =




اتسعت عينا آرا بصدمة لسماع تلك الكلمات تصدر من أريج فهي لم تمدح كيوهيون أو تتحدث عنه بهذه الطريقة من قبل , وعندما أفاقت أريج على ما تسرب من لسانها على سهوة ارتبكت وتوترت واحمرت وجنتاها بشدة فسألتها آرا وعلامات الصدمة تبدو على وجهها = معقول , أنتِ معجبة بأخي أريج ؟! =


ارتبكت أريج أكثر وأخذت تحرك يداها الاثنتان أمام وجهها وتنفي ذلك ولكن آرا لم تصدقها وألحت عليها حتى أخبرتها أريج الحقيقة في النهاية وفرحت آرا كثيرًا وأخذت تضحك عليها و كانت أريج تغطي وجهها بكلتا يداها من شدة الخجل .. لمعت في رأس آرا فكرة لتقرب أريج من كيوهيون ولكن ليس بنفس الطريقة المعتادة التي تعرفه فيها على صديقاتها فيرفض بالنهاية فقررت أن تكون طريقة لقائه بأريج مختلفة وكأنها صدفة .. كانت فكرة آرا هي بأن تتفق مع أريج ورئيس مركز الشرطة الذي يعمل به كيوهيون أن يجعل أريج شرطية وهمية هناك لتتقرب من كيوهيون وتوقعه بحبها كما وقعت في حبه ويجعلهما يعملان معًا .. على الرغم من علم آرا بأن كيوهيون سيغضب عندما يعلم بحقيقة الأمر إلا أنها أرادت أن تساعده ليخرج من عزلته وينسى بقايا حبيبته السابقة ويحظى بحياة جميلة مع أريج التي أعجبت به دون أن تقابله أو تكلمه في مرة من المرات .. عرضت آرا الفكرة على أريج التي رفضت بالبداية ولكن آرا ألحت عليها بشدة مما جعلها توافق وتقتنع بالنهاية بعد تردد كبير وبالفعل قامت آرا بالاتصال برئيس مركز الشرطة الذي يعمل به كيوهيون وقابلته وشرحت له الأمر فوافق عليه ومن هنا جاءته فكرة وضع كيوهيون ويونهو بنفس الفريق أيضًا مع أريج ليتفقان مع بعضهما البعض وتنتهي العداوة التي بينهما وبالفعل بعد اتفاقهم تم انضمام أريج إلى مركز الشرطة كشرطية وهي لم تدرس في كلية الحقوق أصلا ولا تعرف أي شيء في أمور الشرطة ولكن رئيس مركز الشرطة قام إعطائها بعض النصائح والتعليمات لتستطيع مجاراة البقية في المركز ولا تخطئ أمام كيوهيون ويونهو .. كانت أريج سعيدة بتقربها من كيوهيون ومقابلته وأخيرًا ولكنها كانت خائفة كثيرًا بنفس الوقت من ألا يعجب بها كيوهيون بسبب ذكرى حبيبته السابقة العالقة في ذهنه والتي لا تفارقه أبدًا .. ::::




(( .. لحقت أريج بكيوهيون ويونهو حيث كان كل منهما يجلس خلف مكتبه الخاص ويقوم بعمله .. فجلست أمامهم بهدوء على أريكة كانت موجودة بالغرفة وأخذت تنظر حولها وتتفحص المكان .. نهض يونهو من مكانه وأخذ يسير متجهًا نحو الباب وأثناء سيره أخذ ينظر إلى أريج قائلاً = العمل ممل هنا أليس كذلك ؟! =


أومأت أريج له برأسها إيجابًا فضحك يونهو ضحكة خفيفة قائلاً = سأحضر بضعًا من القهوة , هل تحبين بأن أحضر لكِ كوبًا  ؟! =


هزت أريج رأسها يمينًا ويسارًا بمعنى لا قائلة = شكرًا لك لا داعي لذلك ! =



تنهد يونهو قائلاً = لقد ضيعتِ عليك فرصة ذهبية بإحضاري لك كوبًا من القهوة ! كان عليك قبولها لأنني لن أفعلها ثانية فأنا مازلت لطيفٌ معك لأنه يومك الأول هنا !  =



وضع كيوهيون القلم على الطاولة بقوة قائلاً = ألا يمكنك أن تغلق فمك وتصمت فحسب ؟ لقد أخبرتك بأنها لا تريد ! هل يجب عليك أن تعيد تلك الاسطوانة اللعينة في كل مرة يأتي فيها أحد جديد إلى هنا ؟! =



غضب يونهو من كلام كيوهيون ونظر إليه = وهل قمت بمناداتك لتطربنا بصوتك العذب هذا ؟!  =







ضرب كيوهيون بيده على الطاولة أمامه ونظر إلى يونهو = أنني أحاول العمل هنا وأنت تقوم بإزعاجي ! فلتذهب وتشرب قهوتك دون أن تثير كل هذه الضجة ! =


نظر يونهو إليه بغضب = ومن أنت لكي تأمرني بما أفعل وما لا أفعل ؟ أنا حر وسأفعل ما أشاء وسأثير ضجة كيفما أشاء .. ليس لك دخل بي ! =


تنهد كيوهيون بقوة ونظر إليه بهدوء قائلاً = أخرج من هنا قبل أن أصب جم غضبي عليك الآن فأنا بالكاد أستحمل وجودك هنا معي ! =


عدل يونهو ربطة عنقه وهو ينظر إلى كيوهيون بغضب = وكأنني أطيق وجودك معي أصلاً ! =


ثم أكمل طريقه وخرج من الغرفة تاركًا أريج وكيوهيون لوحدهما .. كانت أريج تشاهدهما يتجادلان دون أن تتدخل حتى فقد كانت خائفة من أن يغضبا عليها فالتزمت الهدوء .. ألهى كيوهيون نفسه بالعمل على الحاسوب أمامه مرة أخرى وكانت أريج تحدق به دون أن تنطق بكلمة واحدة حتى .. ثم نهضت من مكانها وتوجهت نحو مكتب كيوهيون وجلست على كرسي أمامه , لم يعرها كيوهيون أي اهتمام ولم ينظر إليها حتى .. كانت أريج تحدق به وقلبها يخفق بشدة فكانت هذه المرة الأولى لها التي تراه فيها عن قرب .. استمرت بالتحديق به وعقلها في حالة شرود حتى تحدث كيوهيون قائلاً وهو ينظر إلى شاشة الحاسوب المحمول أمامه = كفي عن التحديق إليّ بهذه الطريقة .. هل أنا وسيم إلى ذلك الحد لتحدقي بي بهذا الشكل ؟! =




أفاقت أريج من شرودها وتوترت ثم عدلت جلستها على الكرسي وبارتباك = لا , لا أنا فحسب أردت أن أرى ما الذي تفعله  ؟! =


استمر كيوهيون بالنظر إلى الشاشة أمامه قائلاً = أقوم بكتابة تقرير .. يا له من أمرممل ! كم أكره كتابة التقارير =



لمعت في رأس أريج فكرة ونظرت إليه بحماس = لابد وأنك متعب .. ما رأيك بأن أطلق بعض النكات للتسلية ؟! =


قام كيوهيون بإخراج أوراق من الطابعة بجانبه ووضعها في ملف ثم مدها نحو أريج ونظر إليها قائلاً = وفري نكاتك لوقت آخر يا...... ما اسمك أنتِ ؟! =


نظرت أريج إليه بارتباك = أريــج .. اسمي أريج!  =


فتابع كيوهيون كلامه موجهًا الملف نحوها قائلاً = أجل.. ما رأيك بأن تأخذي هذه الأوراق وتسلميها إلى مكتب الشرطي لي من أجلي ؟ فأنا مشغول هنا وعلي كتابة تقرير آخر .. فلمَ لا توفري عليّ بعض الوقت وتأخذيها أنتِ بدلاً عني ؟! =


ارتبكت أريج وأخذت الملف من يده سريعًا دون تردد ونهضت من مكانها قائلة = حسنًا سوف آخذه .. ولكن أين مكتب الشرطي لي ؟! =




أخبرها كيوهيون أين يقع مكتب الشرطي لي فخرجت أريج من المكتب وهي تحمل الملف في يدها تبحث في القسم عن مكتب الشرطي لي .. دون أن تنتبه مر يونهو من جانبها وسحب الملف من يدها وأخذ يقرأ ما بداخله , فوجئت أريج وأخذت تحاول أخذ الملف منه قائلة = ما الذي تفعله ؟ أعده إليّ ! يجب أن أوصله إلى الشرطي لي.. =


أنزل يونهو يده التي كان يحمل الملف بها إلى الأسفل ونظر إلى أريج متسائلاً = هل طلب ذلك الأحمق منك توصيلها بدلاً عنه ؟! =

وضعت أريج يدها على رقبتها بارتباك وأجابته = لقد كان منهكًا ومشغولاً بكتابة تقارير أخرى لذا طلب مني بأن أقوم بتوصيل هذا الملف إلى الشرطي لي ووافقت على ذلك ! هيا أعده إليّ كي أوصله ! =



أشار يونهو بإصبعه نحو وجه أريج قائلاً = إياكِ وأنت تطيعي أوامره مرة أخرى وإلا سوف يقوم باستغلالك في كل مرة .. حسنًا ؟! =

                                  
سحبت أريج الملف من يد يونهو ونظرت إليه = حسنًا لن أفعل .. أخبرني الآن أين يقع مكتب الشرطي لي ؟! =


كتف يونهو ذراعيه ونظر إليها = أقام ذلك الغبي بإرسالك ولم يخبرك عن مكان مكتب الشرطي لي ؟ =




أرجعت أريج خصلات شعرها خلف أذنها بينما تنظر إلى الملف في يدها قائلة = كلا أخبرني ولكنني لم أعرف أين هو بالضبط ! = 



ابتسم يونهو ثم أخبرها بأن تتبعه لكي يدلها على مكانه .. فمشت أريج خلفه وتبعته حتى وصلت إلى مكتب الشرطي لي ودخلت وسلمت الملف إليه ثم عادت حيث كيوهيون ويونهو.. ما هي ثوانٍ إلا ودخل إلى المكتب بعدها أحد الضباط مسرعًا قائلاً لهم = استعدوا وانطلقوا بسرعة , هناك حادثة سرقة في شارع سيئول الثالث .. فلتمسكوا باللص في الحال ! =



نهض كل من كيوهيون ويونهو بسرعة وقاموا بتجهيز أنفسهم وارتدى كل منهما سترته وخرجا فورًا من المكتب .. كانت أريج تحدق بهما دون أن تبدي أي ردة فعل لا تدري ماذا تفعل فقام الضابط بوخزها من كتفها قائلاً = هل ستمرين بالتحديق هكذا ؟ ألن تلحقي بهما ؟! =



تستفيق أريج على نفسها وتهب باللحاق بهما بسرعة إلى خارج قسم الشرطة .. كان كل من كيوهيون ويونهو قد ركبا بالسيارة فعلاً وكانا على وشك الذهاب ولكن أريج ركضت نحوهما بسرعة وأخذت تصرخ = توقفــــــــــــا ! =


فنظر كيوهيون إليها مشيرًا لها بيده = هيا اصعدي بسرعة , ليس لدينا وقت! =





وبالفعل صعدت أريج بسرعة البرق إلى الكرسي الخلفي بالسيارة ثم انطلق كيوهيون وهو يقود بسرعة قصوى ويونهو يجلس بجانبه .. عندما وصلوا إلى مكان حادثة السرقة , كان اللص لا يزال هناك وكان على وشك الهرب بعيدًا بسيارته .. عندما رأى سيارة الشرطة هم بالانطلاق سريعًا للهرب ولكن كيوهيون انطلق خلفه بالسيارة بسرعة وبدأ بملاحقته .. أخذ اللص يقود بسرعة جنونية وكان يتجاوز إشارات المرور ويعبر من بين السيارات ولكن كيوهيون كان ماهر في القيادة وكان يتبعه في كل خطوة دون أن يفقد أثره .. وفجأة ظهرت 

أمام اللص شاحنة كبيرة من بعيد , خاف منها أن تصدمه فأوقف سيارته بسرعة وهرع خارجها .. عندها أوقف كيوهيون سيارته كذلك قائلاً بينما يوجه نظره نحو اللص الهارب = اتبعـــــــــــوهـ ! =


ثم فتح باب السيارة وأخذ يركض وراء اللص ويونهو كذلك , كانت أريج خائفة ومرتبكة ولكنها فتحت باب السيارة هي الأخرى وقامت بلحاقهم .. كان اللص يركض بالمقدمة وخلفه كيوهيون ويونهو وأريج تركض خلفهم .. زاد اللص من سرعته وكان يتوجه إلى طرق صعبة وأزقة لكي يتمكن من تضليلهم ولكن بدون جدوى .. استمروا بملاحقته قرابة النصف ساعة حتى خارت قوى اللص في النهاية وخفت سرعته مما جعل كيوهيون ويونهو يقتربان منه بسرعة منهما ينظر إلى الآخر بتحدٍ ثم نظرا باتجاه اللص وأخذا يركضان نحوه بسرعة .. زاد كل منهما من سرعته على الرغم من شعورهم بالتعب الشديد والارهاق ولكنهما أرادا منافسة بعضهما البعض في الوصول إلى اللص بسرعة أكبر.. ولكن كيوهيون كان أقوى وأسرع فانقض على اللص وأسقطه أرضًا ثم أخرج الأصفاد من جيبه وقام بتكبيل ذراعيه بهما , كان يونهو يشيط غضبًا لعدم تمكنه من الانقضاض على اللص والتغلب على كيوهيون وكان يضرب بقدمه على الأرض بقوة .. بينما أريج كانت تمشي خلفهم ببطء شديد لا تقوى على حمل نفسها من شدة التعب .. حتى وصلت إليهم وجلست أرضًا ونظرت إليهم بابتسامة بلهاء = اووهـ هل تمكنتم من إمساكه ؟ وآآآهـ كم أنتم رائعون يا رفاق ! =



نظر يونهو إليها وهو يعقد ذراعيه ببعضهما = توء توء , يا إلهي .. إنها المهمة الأولى بالنسبة إليك وتبدين بهذا الشكل الهزيل , ماذا ستفعلين في باقي المهمات ؟ أعتقد بأنك لو خرجتِ في مهمة لوحدك , المجرم هو من سيقوم بإلقاء القبض عليكِ وليس أنتِ ! =



تنهد كيوهيون بقوة ونظر إلى يونهو بينما ما يزال يجلس فوق اللص قائلاً = لمَ تقوم بإحباطها بهذا الشكل ؟ إنها لا تزال جديدة في هذا المجال وتتعلم .. من منا سواء أنا أو أنت كان جيدًا منذ المرات الأولى ؟ انتظر وسترى كيف ستكون شرطية ممتازة بعد مرور شهر واحد فقط ! =



فوجئت أريج من رد كيوهيون على يونهو بتلك الطريقة وأخذت تحدق به وخفقات قلبها تشتعل بداخلها .. بعد سماع يونهو لرد كيوهيون عليه اقترب من أريج من الخلف ووضع يداه في جيبا بنطالها وأخذ يحركهما بداخل جيباها ثم أخرجهما خاليتان ونظر إلى كيوهيون وهو يرفع حاجبه = انظر , إنها لا تحمل أي أصفاد في جيبها أيضًا ولا مسدس حتى ! أتعتقد بأنها ستكون قادرة على الاستمرار في هذا المجال بنجاح ؟! =


اتسعت كلتا عينا أريج بصدمة من فعلة يونهو تلك وارتبكت بشدة وبدت علامات الإحراج على وجهها والتزمت الصمت دون أن تنطق بكلمة واحدة حتى .. وضع كيوهيون يده على رقبته بتعب ونظر إلى يونهو = إنها لا تزال مبتدئة في هذا المجال ومن الطبيعي أن تنسى حمل مثل هذه الأشياء في مهمتها الأولى فهي لم تعتد على حملهم معها بعد وستتعلم بهذه المرة للمرات القادمة .. ثم هل نسيت تلك المهمة التي خرجنا بها سويًا منذ ثلاث سنوات ؟ لقد نسيت أصفادك ومسدسك في المخفر وكاد المجرم أن يقتلك لولا تدخلي في اللحظة الأخيرة .. ألا تذكر ؟! =

فوجئت أريج أكثر وأكثر مما تسمعه وكانت سعيدة بدفاع كيوهيون عنها بذلك الشكل وكانت النيران الملتهبة تحرق يونهو من شدة غضبه من كلام كيوهيون وكان ينظر إليه والشرارة تتسلل من بين عينيه .. ابتسم كيوهيون ابتسامة خفيفة وتابع قائلاً =  ما زلت أتذكر ذلك المشهد أمامي كما أنه يحدث أمامي الآن .. يا لها من ذكرى رائعة ويا له من موقف بطولي جميل مني .. لن أتفاخر بنفسي أكثر , هيا اتصلوا بالمخفر لكي يرسلوا لنا سيارة لتقلنا فأنا لا أقوى على تحريك إصبع رجلي حتى ! =




كاد يونهو أن يضرب كيوهيون ولكنه ابتعد عنه وأسند نفسه إلى شجرة كانت بجانب الطريق وهو يشتاط غضبًا .. أما أريج كادت أن تقفز من شدة فرحها فأخذت تنظر إلى كيوهيون وتضحك قائلة = أنا سأتصــــل ^^ ! =



ابتسم كيوهيون ابتسامة خفيفة على ردة فعلها تلك وقام بلكم اللص على وجهه وهو يضحك مستهزئًا به ... قامت أريج بالاتصال بالمخفر وأخبرتهم بما حدث فقاموا بإرسال سيارة إليهم بسرعة , ألقوا باللص بالصندوق الخلفي للسيارة وصعد ثلاثتهم بالكرسي الخلفي .. كانت أريج تجلس في المنتصف بين يونهو وكيوهيون , لم ينطق أي منهم بكلمة واحدة حتى .. وفجأة شعر يونهو برأس أريج يسقط على كتفه , فوجئ كثيرًا واتسعت عيناه من الصدمة وعندما نظر إليها وجدها نائمة , لم تستطع أريج مقاومة التعب فنامت من دون أن تشعر حتى ولفقدها توازنها سقط رأسها على كتف يونهو الذي كان يجلس بجانبها .. أخذ يونهو يحدق بوجه أريج الذي كان يقطن على كتفه متأملاً ملامحها الأنثوية الناعمة وبشرتها البيضاء الصافية التي جعلت دقات قلبه تخفق بقوة .. ارتبك يونهو من ذلك الإحساس الغريب الذي راوده لأول مرة في حياته متسائلاً في عقله (( ما الذي يحدث ؟ لمَ يخفق قلبي بهذه السرعة ؟ هل هذا ما يسمونه بخفقان القلب عندما يقع المرء في الحب ؟ هل أراد الحب أن يفتح لي أبوابه وأخيرًا ؟! )) ..



استمر يونهو بالتحديق في وجه أريج مع استمرار خفقات قلبه تلك ولم يزل عيناه عنها أبدًا إلا حينما رأى كيوهيون ينظر إليه وعلامات التعجب تظهر على وجهه مستفسرًا .. فتجاهله يونهو وأشاح بنظره بعيدًا إلى النافذة تاركًا أريج تنعم بنوم مريح على كتفه , استغرب كيوهيون ردة فعل يونهو ثم نظر إلى أريج النائمة على كتفه قائلاً بصوت منخفض = حسنًا تبدو لطيفة وهي نائمة ! =



فنظر يونهو إليه قائلاً = حقـًا ؟ خذها لتنام على كتفك إذًا ! =



وأزال رأس أريج النائمة عن كتفه ودفعها نحو كيوهيون ثم فتح الباب وخرج من السيارة التي توقفت لتعلن عن وصولهم إلى قسم الشرطة .. سقط رأس أريج على كتف كيوهيون الذي أخذ يحدق بيونهو باستغراب من تصرفاته تلك قائلاً = ما بال ذلك الأحمق يتصرف بتلك الطريقة ؟! =



ثم نظر إلى أريج التي كانت تنعم بالنوم والراحة على كتفه قائلاً = يا لكِ من فتاة مزعجة ! =



وفتح الباب وخرج من السيارة هو الآخر ليسقط رأس أريج ويرتطم بكرسي السيارة .. حينها استيقظت أريج مفزوعة من نومها ونهضت تنظر حولها باستغراب قائلة = اووهـ هل وصلنا بالفعل ؟! =



و خرجت من السيارة وتبعتهم إلى داخل القسم مع اللص الذي أمسكوا به ثم ألقوا به بالزنزانة فورًا للتحقيق معه ومحاكمته لاحقَا .. وبعد تلك المهمة الشاقة ذهب كل واحد منهم إلى بيته لينعم بالراحة ...عندما وصل كيوهيون إلى البيت قابلته شقيقته آرا بعناق أخوي حار قائلة له = كيف كان يوم أخي الوسيم ؟! هل اصطدت الكثير من المجرمين ؟! =



أبعدها كيوهيون عنه ونظر إليها بطرف عينه متسائلاً = ما خطبك عزيزتي ؟ هل أنتِ مصابة بحمى أو ما شابه ؟ منذ متى تسأليني عن يومي وعن عملي ؟! =




اقتربت آرا منه وقرصته من خديه بكلتا يداها قائلة = لقد أحببت أن أطمئن على أخي الحبيب اليوم , هل هناك مشكلة في ذلك يا بطتي الجميلة ؟! =



أبعد كيوهيون يداها عن خديه ونظر إليها باشمئزاز = لا ليس هناك مشكلة ولكن إياكِ أن تقومي بلمس خدودي الثمينة بيديكِ هاتين مرة أخرى وإلا سوف أقتلك شنقًا ! =



نظرت له آرا بحقد طبقي قائلة = يا ! اغرب عن وجهي -_- ! =


وهرعت بسرعة من أمامه قبل أن يتم تعليقها في المروحة وإعدامها من قبل كيوهيون XD .. "

" وفي اليوم التالي اجتمع الفريق الثلاثي (( كيوهيون , أريج ويونهو )) و بدئوا العمل معـًا .. منهم من كان يكتب التقارير ومنهم من كان يبحث في أحد قضايا السرقة والقتل .. كانت أريج تشاهدهما وهم يعملان بجدية كي تتعلم وتكتسب الخبرة منهما , وفجأة غضب يونهو وأخذ يضرب بيده على الحاسب الذي كان يعمل به أمامه = اللعنة ! ما هذا الآن ؟ هل ضاع عملي كله سدا ؟! =




سمعه كيوهيون ولكن لم يلتفت إليه حتى ولم يعره أي اهتمام وتابع عمله .. أما أريج توجهت نحوه لتفهم ما الأمر .. وقفت أمامه متسائلة = ماذا هناك يونهو ؟ هل تعاني من مشكلة ما في حاسبك ؟! =



لم ينظر يونهو إليها حتى واستمر بالعمل على الحاسب أمامه والغضب يتمالكه قائلاً = لقد كنت أعمل على أحد الملفات ولكنه فجأة توقف عن العمل واختفى .. ولا يمكنني إيجاده .. سوف يجن جنوني إن لم أجده , إنني أعمل عليه منذ يومان ! =



اقتربت أريج منه ووقفت إلى جانبه قائلة = أبعد يدك عن الفأرة دعني أرى ما المشكلة .. ربما أستطيع حلها ! =



نظر يونهو إليها باستهزاء = من ؟ أنتِ ؟ سوف تستطيعين حل المشكلة ؟ لا أعتقد ذلك .. سوف تزيدين الأمر سوءًا ! =



نظرت أريج إليه بجدية قائلة = دعني أقوم بذلك وحينها تستطيع أن تحكم عليّ إن كان بإمكاني حل المشكلة أو أن أزيدها سوءًا ! =




حينها صمت يونهو وأزاح يده عن الفأرة فاقتربت أريج ووضعت يدها فوقها وبدأت بالعمل على حل المشكلة .. كانت تقف بجانب يونهو ولا تفصل بينهما سوى بضع سنتيمترات , ارتفعت خفقات قلب يونهو عندما نظر إلى وجهها وهي تحدق بشاشة الحاسوب بتركيز أمامها بنظراتها الحادة تلك ذات الجاذبية الخاصة , ولشدة قربها منه تسللت رائحة عطرها الأنثوي إلى أنف يونهو الذي كاد أن يفقد صوابه من خفقات قلبه التي كانت تزداد أكثر بقربها منه .. استمروا على هذا الوضع قرابة العشرة دقائق وهي تحاول حل المشكلة ويونهو يسترق النظر إليها من حين إلى آخر .. كان كيوهيون يراقبهما من وراء مكتبه بصمت مستغربًا من نظرات يونهو إلى أريج يحاول فهمها , تنهدت أريج بقوة ونظرت إلى يونهو بابتسامة = لقد عرفت المشكلة , والآن سأعمل على حلها لتتمكن من استعادة الملف .. ولكن سيستغرق ذلك بعض الوقت , هلَ أعرتني كرسيك قليلاً ؟! =



نهض يونهو عن الكرسي ووقف خلفه ثم أسند كلتا يداه عليه ونظر إلى أريج قائلاً = اجلسي .. فلنرى إن كان بمقدورك حلها ! =



أومأت أريج برأسها إيجابًا ثم جلست على الكرسي وبدأت بالعمل على حل المشكلة ويونهو يقف من خلفها ويشاهد .. كان سعيدًا بوقوفه خلفها وقربه منها وكان يخفي ابتساماته التي كانت ترتسم على شفتاه لا شعوريًا لكي لا ينتبه إليه أحد فيستغرب تلك الابتسامة .. بعد مرور نصف ساعة وبعد جهد جهيد تمكنت أريج من حل المشكلة واستعادة الملف .. حينها أُبهر يونهو كثيرًا ولم يصدق ما رأته عيناه , أخذت أريج تقفز فرحًا وتضحك قائلة = أرأيت ؟ لقد فعلتها وحللتُ المشكلة .. لقد استهنت بقدراتي .. يجب عليك شكري الآن يونهو ! =



نظر يونهو إليها بطرف عينه = هل أنتِ بهذا الذكاء حقًا ؟ كيف أمكنك حل مشكلة كهذه إلا إن كنتِ مختصة في مجال الحواسيب ؟! =



وضعت أريج يدها على عنقها وابتسمت عفوية = في الحقيقة لقد دخلت دورة تعليمية في هندسة الحاسوب منذ سنوات واكتسبت منها بعض الخبرات في هذا المجال .. لذا تمكنت من حل المشكلة.. =







تضاعفت خفقات قلب يونهو من تلك الابتسامة العفوية المليئة بالرقة التي رسمتها أريج على وجهها وأخذ يحدق بها لا شعوريًا لثوانٍ حتى شعر بشروده أمامها فتوجه نحو مكتبه وجلس خلفه وألهى نفسه بالعمل على الحاسوب قائلاً = هذا رائع يمكننا الاستعانة بكِ في حالة وجود أي عطل أو مشكلة .. =



استغربت أريج ردة فعل يونهو تلك ولكنها لم تأخذ بالأمر كثيرًا حتى تحدث كيوهيون قائلاً = ألا يجدر بك شكرها ؟ لولاها لكنت الآن تعيد عملك ذو اليومان كله من البداية ! أنت حقًا ناكرٌ للجميل ! =



نظر إليه يونهو بنظرات جدية وحادة = وما دخلك أنت ؟! لا تتدخل فيما لا يعنيك أنا حر إن كنت أود شكرها أم لا , حسنًا ؟! =




نهض كيوهيون من مكانه وتناول زجاجة الماء وقام بصب أحد الكؤوس وتوجه نحو أريج التي جلست على الأريكة لتستريح وقدمها لها قائلاً = لابد وأن حلقك قد جف من العمل على ذلك الحاسوب المغفل .. اشربي بعض الماء لتروي عطشك ! =



قال تلك الجملة وهو يوجه نظراته نحو يونهو الذي كان يشتعل غضبًا .. ثم نظر إلى أريج بابتسامته الساحرة التي رسمها على وجهه وهو يقدم لها كأس الماء .. فوجئت أريج  كثيرًا وارتبكت بنفس الوقت وبدأت خفقات قلبها بالاشتعال من تلك الابتسامة التي أهداها لها  كيوهيون وأخذت منه كوب الماء وهي تحدق بوجهه كالمنومة مغناطيسيًا بسحره وأومأت له برأسها قائلة = شكرًا لك = 


ثم شربت كوب الماء دفعة واحدة لتهدئة نفسها ولتبريد النيران القابعة بداخلها من تأثير تلك الابتسامة القاتلة .. ضحك كيوهيون على طريقة شربها للماء دفعة واحدة بذلك الشكل ثم نظر إلى يونهو بخبث وعاد ليجلس على مكتبه .. كان يونهو يراقب من بعيد متظاهرًا البرود ولكنه كان يغلي من الداخل كالبركان ... "



" واستمرت الأيام بعملهم سويًا بهذا الشكل .. كان يونهو يتقرب من أريج أكثر من خلال تعامله معها في العمل .. وكلما اقترب منها أكثر زاد إعجابه بها ونمى حبها في قلبه أكثر , لاحظ كيوهيون إعجاب يونهو بأريج بشكل كبير على الرغم من محاولة يونهو لإخفاء مشاعره أمام الجميع إلا أن إعجابه بها كان يظهر لا شعوريًا أمام كيوهيون عن طريق نظراته لها .. فقد كان يونهو يسترق النظر إليها دائمًا حين بعد حين أثناء العمل .. وكان دائمًا يتحجج بعطل حاسبه لكي تقترب أريج منه وتكون بجانبه .. أما كيوهيون كان يعمل على إغاظته بمعاملة أريج بلطف عن طريق الدفاع عنها بالكلام أو تقديم أي شيء لها من زجاجة عصير أو قطعة حلوى على عكس يونهو الذي كان يضايقها ويقوم بإغضابها لكي لا يظهر حبه لها فقد كان خائفًا من رفضها له حيث لاحظ ميولها نحو كيوهيون قليلاً لأنها تحب التواجد معه وإذا استعصى عليها أي شيء تسأله هو ولا تسأل يونهو أبدًا ودائمًا تضحك معه وتقوم بإطلاق النكات له لتسليته .. مما زاد من غضب وسخط يونهو على كيوهيون واعتبر أريج منافسة جديدة بالنسبة إليه مع كيوهيون ليحصل عليها أولاً مع علمه بأن كيوهيون لا يحمل أي مشاعر نحو أريج ولكنه خائف من وقوعه بحبها عاجلاً أم آجلاً .. لم يشعر كيوهيون بأي مشاعر نحو أريج بل كان همه الأكبر من معاملتها بتلك الطريقة هو إغاظة يونهو ليس أكثر , أما أريج فتضاعف إعجابها وحبها لكيوهيون خلال تلك الفترة وشعرت بسعادة غامرة لمعاملته لها بتلك الطريقة اللطيفة وكلما قابلت آرا كانت تقول لها (( يا إلهي كم هو لطيف ورائع .. هل يمكنني الحصول على قلبه حقًا ؟! )) ...






" وفي مرة من المرات .. تم توكيل مهمة إلى يونهو وأريج وحدهما دون كيوهيون بسبب توكيله إلى مهمة خاصة لوحده .. خرج كل من يونهو وأريج في مهمتهما وهي ملاحقة أحد القاتلين المتسببين في قضية قتل ما , كان كل من يونهو وأريج محصنان بالأسلحة وبدئوا بالبحث عن المجرم .. كانت منطقة مظلمة للغاية ولكن يونهو تمكن من رؤية المجرم فبدأ باللحاق به وطلب من أريج أن تبقى خلفه .. عندما لاحظ المجرم وجودهما خلفه هرع بسرعة وبدأ بالركض فهم يونهو وأريج بالركض خلفه فورًا والصراخ عليه ليتوقف ولكن المجرم تجاهلهما واستمر بالركض واستمرا بالركض هما خلفه أيضًا .. فجأة تعرقلت قدم أريج وسقطت أرضًا فصرخت متألمة بقوة , حينها تجمد يونهو بمكانه من صوتها ونظر خلفه ليجدها تجلس على الأرض وتمسك بقدمها بكلتا يديها بينما تزرف دموعها من كلتا عينيها من شدة الألم .. جثا يونهو على ركبتيه أمامها وعلامات الخوف والقلق تبدو على وجهه قائلاً = هل أنتِ بخير أريج ؟ هل تؤلمك بشدة ؟ دعيني أرى ! =



استمرت أريج بالضغط على قدمها والدموع تكسو خديها وبصوت مختنق = أنا بخير لا تقلق بشأني .. اذهب وأمسك بالمجرم يونهو ! = ..



غضب يونهو من كلماتها تلك وصرخ بها قائلاً = وهل إمساك ذلك المجرم اللعين أهم منكِ الآن ؟! يمكننا الإمساك به لاحقًا ! =



اتسعت عينا أريج بصدمة والدموع تزرف من عيناها ..أبعد يونهو يدها عن قدمها ليجدها تنزف آثار سقوطها فقلق عليها أكثر .. أخرج منديلاً كان يحمله بجيبه ووضعه فوق جرحها وطلب منها أن تضغط عليه بيدها ففعلت وقام هو بحملها بين ذراعيه ونقلها إلى السيارة ووضعها في الكرسي الخلفي وأخرج هو من صندوق السيارة علبة الإسعافات الأولية وبدأ بتطهير الجرح ثم قام بتضميده .. كانت أريج تبكي متألمة وكان يونهو يجلس بجانبها بهدوء قائلاً لها = اهدئي لا بأس .. كل شيء على ما يرام ! =






فنظرت أريج إليه موبخة   = انظر , لقد أضعنا ذلك المجرم من أيدينا الآن .. لو تركتني ولحقت به لأمسكت به الآن .. ما كان يجدر بك التوقف , كان يجب عليك المتابعة يونهو ! =


فنظر إليها يونهو بغضب قائلاً = لو تابعت ملاحقة ذاك الوغد لمتِ من شدة نزيفك أيتها المغفلة .. أتريدينني أن أضحي بحياتك من أجل مجرم لعين ؟! =



فوجئت أريج من رد يونهو ذلك عليها والتزمت بالهدوء والصمت وأشاحت بنظرها بعيدًا نحو النافذة .. شعر يونهو بالارتباك والإحراج وندم على صدور تلك الكلمات منه أمامها وأشاح بنظره بعيدًا نحو النافذة هو الآخر والنيران تشتعل في داخل قلبه .. بعد مرور دقائق من الصمت الذي كسرته أريج عندما نظرت إلى يونهو قائلة = ولكن أنت ماهر في عمل الإسعافات الأولية .. أين تعلمت ذلك ؟ .. لقد بدأ الألم يزول قليلاً =



حينها نظر يونهو إليها قائلاً = أبي طبيب في مستشفى سيئول الوطنية وقد قام بتعليمي ذلك .. لابد وأن تكوني ممتنة لأنني كنت موجود في تلك اللحظة ! =



اندهشت أريج مما سمعته وابتسمت قائلة = وآآهـ حقًا والدك طبيب ؟ هذا رائع .. آآهـ أجل شكرًا لك يونهو شي .. لولاك لا أدري ماذا كنت سأفعل هيهيهي! =



نظر يونهو إليها وضربها على جبهتها بيده بقوة = اووهـ يا إلهي كم أنتِ سخيفة ! =


وضعت أريج يدها على جبهتها مكان الضربة متألمة = آآآآآآآهـ إنها تؤلم ! أشششششششششش =






واستمرا بالحديث مع بعضهما البعض مع استمرار مضايقة يونهو لأريج وإزعاجها حتى غلب النوم على أريج وسقط رأسها على صدر يونهو الذي اشتعلت خفقات قلبه أكثر وأكثر .. توتر في البداية ولكنه أحاطها بذراعه بالنهاية لتشعر براحة في نومها أكثر .. كانت السعادة تغمر يونهو وكاد قلبه أن يخرج من مكانه لاحتوائه لها بهذه الطريقة للمرة الأولى منذ أول مرة خفق لها قلبه بها .. كان يتأمل ملامح وجهها الناعمة الرقيقة وهي نائمة والابتسامة ترتسم على وجهه بكل حب , وقبل أن تستيقظ أريج وتجد نفسها بين ذراعيه ابتعد عنها رويدًا رويدًا وأسندها على الكرسي بحذر لتكمل نومها براحة دون أن يزعجها .. وبالفعل تركها وأغلق باب السيارة الخلفي عليها وركب هو بالكرسي الأمامي وبدأ بالقيادة للعودة إلى المخفر .. في منتصف الطريق استيقظت أريج وأسندت نفسها وعدلت جلستها ونظرت إليه متسائلة = اووهـ هل نمت هنا ؟ كم من الوقت مضى  وأنا نائمة ؟! =



تنهد يونهو بقوة وأجابها وهو ينظر أمامه نحو الطريق = أنتِ حقًا مغفلة , دائمًا تنامين بلا مبالاة بأي مكان بهذا الشكل .. إلى متى ستستمرين هكذا  ؟! =



نفخت أريج كلا خديها بتذمر قائلة = لا أستطيع مقاومة النوم أبدًا .. دائمًا يقوم بالتغلب علي , يا له من وغد! =



ابتسم يونهو ابتسامة خفيفة ثم تساءل قائلاً = فعلاً إنه وغد .. قولي لي , كيف أصبحت قدمك ؟ هل تعانين من أي ألم ؟! =



نظرت أريج نحو قدمها وقامت بلمسها قائلة = اووهـ لا أشعر بأي ألم .. يبدو بأنها تحسنت يا ابن الطبيب ^^ =



صرخ يونهو بها قائلاً = ماذا ؟ يا ابن الطبيب ؟ إياكِ وأن تقومي بمناداتي بهذا اللقب مرة أخرى وإلا سأقوم بقتلك لا محالة ! ناديني بـ يونهو فقط لا غير ! =







تنهدت أريج وعقدت ذراعيها ببعضهما بتذمر قائلة = حسنًا حسنًا ولكن لا تغضب .. كم أنت فظ عندما تغضب ! =



ضحك يونهو ضحكة خفيفة ثم تابع القيادة حتى وصلوا إلى المخفر .. نزل يونهو من السيارة ونزلت أريج بعده , سار هو أولاً وكانت تسير هي خلفه , عندما نظر إليها كانت تسير ببطء وتعرج حينها عاد إليها وأمسك بذراعها قائلاً = دعيني أساعدك في الوصول إلى الداخل ! =



فوجئت أريج من جرأة يونهو تلك وتوسعت عيناها بصدمة ونظرت إليه بارتباك قائلة = لا داعي لذلك , أستطيع الذهاب وحدي ! =


عارض يونهو ذلك وأصر على مساعدتها في إيصالها إلى الداخل عن طريق إمساكه لذراعها .. عندما دخلوا إلى القسم رآهم الضباط وسألوهم عما حدث فأخبروهم ثم توجها إلى الغرفة الخاصة بهم , فتحا الباب وكان كيوهيون هناك يعمل على حاسبه .. عندما دخلا نظر إليها وأول شيء وقعت عيناه عليه هو يد يونهو المحيطة بذراع أريج.. ثم انخفض نظره إلى الأسفل فرأى الضمادة التي تغطي قدم أريج فهرع نحوهما بسرعة متسائلاً بقلق = ما الذي حدث ؟ ولمَ تأخرتما حتى الآن ؟ لمَ هذه الضمادة تحيط قدمك ؟ هل أصابك مكروه أريج ؟ هل أنتِ بخير ؟! =






واقترب منها ووضع يده فوق جبينها ثم نظر إليها قائلاً = حمدًا لله درجة حرارتك طبيعية ! =



اتسعت عينا أريج بصدمة وبدأت ضربات قلبها بالخفقان بشدة .. ثم أمسكها من يدها ونظر إليها قائلاً = لا يجب أن تظلي واقفة بهذا الشكل سوف تشعرين بالتعب ! تعالي اجلسي! =



اتسعت عينا أريج بصدمة أكبر وزادت خفقات قلبها أكثر ..سحبها كيوهيون من يدها لتبتعد يد يونهو عن ذراعها ويغضب .. ثم أجلسها كيوهيون على الأريكة الموجودة بالغرفة وجلس بجانبها ورفع قدمها التي كانت تحيطها الضمادة ووضعها فوق قدمه وبدأ بالضغط عليها وهو ينظر إلى وجهها متسائلاً = هل تؤلمكِ ؟ سأقوم بتدليكها لك لذا لن تشعري بأي ألم ! =



كانت أريج تنظر إليه بصدمة وارتباك قائلة = أنا بخير لا تقلق كيوهيون .. =


أخذ كيوهيون ينظر إلى الضمادة ثم عاود النظر إلى أريج = من المغفل الذي قام بلف هذه الضمادة لكِ ؟ تبدو سيئة للغاية ! =






التزمت أريج الصمت والهدوء وحينها انفجر البركان أقصد يونهو .. وصرخ بكيوهيون غاضبًا = من المغفل هنا سواك أيها الوغد ؟ أتريد الموت ؟! =



أنزل كيوهيون قدم أريج ونظر إلى يونهو بخبث = يبدو بأنك المغفل الذي قام بلف تلك الضمادة إذًا طالما أنك اعترضت بهذه الطريقة ! =



غضب يونهو غضبًا شديدًا واقترب من كيوهيون وأمسك به من ياقة قميصه وأخذ يصرخ به بحرقة = أتظن نفسك ظريفًا بهذا الشكل ؟ من تعتقد نفسك ها ؟ تدعي الخبرة دائمًا وبأنك خبير بكل شيء وتستهزئ من الآخرين .. أتظن نفسك أفضل ؟ سوف أقتلك لا محالة ! =





ابتسم كيوهيون باستهزاء قائلاً = هل أخبرك أحدًا من قبل بأنك تكون لطيفٌ جدًا عندما تغضب ؟! =



حينها غضب يونهو منه أكثر وسحبه من ياقة قميصه ولكمه بقوة في وجهه  .. وضعت أريج كلتا يداها على فمها من الصدمة والخوف ولم تكن تدري ماذا تفعل .. غضب كيوهيون بسبب لكم يونهو له فرد له لكمته بلكمة أقوى تسببت في سيلان الدم من فمه .. اشتعل غضب يونهو أكثر وأوشك على لكم كيوهيون مرة أخرى ولكن أريج تدخلت بينهما بسرعة ووقفت في المنتصف وأخذت تصرخ بحرقة = أرجوكما توقفا لا تفعلا ذلك , توقفااااااااااااا ! = 



فنظر إليها يونهو بغضب = ابتعدي أريج لا تتدخلي .. سوف تكون نهاية هذا الوغد على يدي اليوم ! =



فنظر كيوهيون له باستهزاء = لن تستطيع الفوز عليّ أبدًا مهما حاولت .. يبدو بأنك أنت من سوف تموت من شدة قهرك في يوم من الأيام ! هل أنت مهتم بي لدرجة أنك تود قتلي وقضاء بقية حياتك في السجن من أجلي ؟! لابد وأنك تحبني كثيرًا ! =



فصرخ يونهو بحرقة أكبر = أيها الحقيييييييييييييير ! =



خافت أريج أكثر وأخذت تصرخ بقوة ودموعها تنهمر من عيناها = توقفااااااااا أرجوكما توقفااااااااااااااا لا تكونا بهذا الشكل ! =







وفي نفس اللحظة فتح باب الغرفة ودخل الضباط ليفهموا ما يجري فقد كانت أصوات صراخ يونهو وكيوهيون عالية لذا ارتابوا من الأمر ودخلوا .. عندما رأوا كيوهيون ويونهو كل منهما يمسك ياقة قميص الآخر وأريج تقف بالمنتصف بينهما هرعوا إليهم فورًا وأبعدوا يونهو إلى خارج الغرفة وهو يقاوم وأفلت منهم عدة مرات وكاد أن ينقض على كيوهيون ولكنهم أمسكوه بالنهاية وأخرجوه .. وبقي كيوهيون في الغرفة وأريج ومجموعة من الضباط ليفهموا ما حدث فأبى كيوهيون الحديث وكذلك يونهو في الخارج الذي استمر بالسب واللعن .. عندها فهموا بأنها واحدة من مشاجرات كيوهيون ويونهو المعتادة , كانت أريج خائفة للغاية وأخذت بتهدئة كيوهيون الذي كان يرتعش من شدة الغضب .. فقد شد أعصابه بشكل كبير مما أدى إلى ارتعاشه بذلك الشكل .. اقتربت أريج منه وأخذت تربت على كتفه لتهدئته قائلة = اهدأ كيوهيون اهدأ .. إن استمريت بالغضب بهذه الطريقة سوف تمرض ! =



تنهد كيوهيون بقوة وأغمض عيناه = ذلك الوغد .. ما كان يجب من البداية أن نكون في نفس الفريق , كنت أعلم بأن هذا سوف يحدث ! =



كانت أريج قلقة على كيوهيون وهو يرتعش بذلك الشكل فأحضرت له كوبًا من الماء وأعطته إياه .. لم يستطع كيوهيون إمساك الكوب بيده المرتعشة تلك فاقترحت عليه أريج أن تقوم هي بسقيه إياه .. فحملت الكوب بيدها وقربته من فمه وبدأ كيوهيون يشرب .. وبعد أن انتهى أبعدت الكوب عنه وجلس كيوهيون وحيدًا لتهدأ أعصابه المشدودة .. أما أريج فخرجت لترى يونهو وتطمئن عليه .. كان غاضبًا للغاية ومحكمًا على قبضة يده بقوة .. اقتربت أريج منه وأخذت تربت على كتفه برقة لتهدئته قائلة = اهدأ يونهو اهدأ .. لا تكن بذلك الشكل .. اهدأ من أجلي إن كنت تعتبرني مقربة بالنسبة إليك .. اهدأ ! =



نظر يونهو إليها بجدية = عانقيني ! =


فوجئ جميع الضباط من كلمة يونهو تلك واتسعت عينا أريج بصدمة من طلب يونهو الجريء وارتبكت بشدة ولم تدري ماذا تفعل حتى .. فتابع يونهو كلامه = إن كنتي تريدنني أن أهدأ من أجلك .. عانقيني .. حينها سوف أهدأ ! =



شعرت أريج بإحراج شديد وارتبكت بشكل أكبر وأخذت تحدق بيونهو وهي متجمدة في مكانها بصدمة .. وهو كذلك كان ينظر إليها منتظرًا منها إجابة بالرفض أو عناق يهدئه .. ظلت أريج تحدق به دون أن تفعل أي شيء آخر .. عرف يونهو إجابتها بالفعل ونهض من مكانه معلنًا الانسحاب وسار خطوتان , حينها صرخت أريج = توقـــــف ! =



تجمد يونهو في مكانه وتجمد قلبه معه .. وما هي ثوانٍ إلا واقتربت أريج منه وغمرته بين ذراعيها بعناق أشعل  النيران في قلب يونهو .. حينها فقط شعر براحة وأغمض عيناه وتنهد بقوة وهدأ .. أما أريج كانت تعانقه مرغمة مطأطئة رأسها إلى الأسفل وخجلة من أن تنظر أمامها .. فقد كان كل الضباط يشاهدونهم ...




 كان كيوهيون يشاهد من الغرفة وهو يعقد ذراعيه ببعضهما قائلاً
 = ذلك الأحمق , لو كان يحبها بحق .. ما كان ليحرجها أمام الجميع بهذا الشكل .. أشفق عليكِ أريج ! =



ثم انسحب ودخل إلى الغرفة ليكمل عمله .. أما يونهو فأخذ أريج إلى مقهى قريب ليتحدثا معًا بطلب من أريج , جلسا معًا وبدأ يونهو بالحديث وعلامات الحزن تبدو على وجهه = آسف لما فعلته هناك في القسم .. لم أعي ما فعلته .. لقد فقدت صوابي وطلبت منك أن تعانقيني بذلك الشكل أمام الجميع وعرضتك للإحراج .. آسف أريج ! =



تنهدت أريج بقوة ونظرت إليه = لا داعي لذلك يونهو , المهم أنك بخير وهدأت الآن .. ولكن لا تغضب بعد الآن بذلك الشكل مهما حاول كيوهيون استفزازك .. تجاهله , من أجلي يونهو تجاهله .. نحن فريق واحد ويجب علينا أن نعمل للقضاء على المجرمين وليس للقضاء على بعضنا البعض ! هل ستعدني بتجاهلك له ؟! =



أغمض يونهو كلتا عيناه ثم فتحهما ونظر إليها = سأحاول من أجلك أنتِ فقط ! =



أمسكت أريج بيد يونهو التي كانت على الطاولة و أهدته ابتسامة هادئة = شكرًا لك يونهو .. أتمنى بأن تصبحا أصدقاء ^^ =






ابتسم يونهو إليها ثم عادا بعدها كلاهما إلى القسم .. وطلبت أريج أن يسمحوا ليونهو بالرحيل مبكرًا لكي لا تنشأ بينه وبين كيوهيون أية مشاكل .. و في اليوم التالي ذهبت أريج إلى العمل .. كانت تراقب كيوهيون ويونهو وتمنعهما من الاحتكاك ببعضهما قدر المستطاع , استمرت أريج يومان على هذا الحال حتى هدأت الأمور وعادت إلى طبيعتها فشعرت أريج بالراحة نوعًا ما .. 
"


" وفي أحد الأيام .. غادر الجميع القسم , فقد كان الوقت متأخرَا , وكانت أريج قد وصلت إلى بيتها .. فتحت حقيبتها لكي تخرج مفتاحها فلاحظت اختفاء هاتفها المحمول من الحقيبة فضربت رأسها بيدها بقوة قائلة = يا لي من غبية , كيف أنساه آآآآهـ >< ؟! سوف تقتلني آرا لو اتصلت بي الآن ولم أجبها  , وماذا إن وقع الهاتف بيد كيوهيون عن طريق الخطأ ؟ يا إلهههههههي! =



أعادت المفتاح إلى حقيبتها  بسرعة ثم أخذت تركض لتعود إلى القسم .. استأجرت سيارة تاكسي وركبت بها , عندما وصلت نزلت لتتابع طريقها سيرًا لتصل إلى القسم , كان الشارع مظلمًا ومخيفًا , شعرت أريج برهبة كبيرة ولكنها تغلبت على ذلك الخوف وتابعت سيرها .. فجأة ظهر من خلفها أحد الشبان وأمسك بها من كتفها قائلاً = لمَ تمشي جميلة مثلك وحدها في الشارع في مثل هذا الوقت ؟ ما رأيك بأن نمرح سويًا يا جميلتي ؟! =



تجمدت أريج في مكانها بصدمة وبدأ جسدها يرتعش بشدة من الخوف .. فـ أطلقت العنان لقدميها وبدأت بالجري هربـًا منه , ولكنه لم يدعها وشأنها .. أخذ يركض خلفها وهي يناديها (( يا جميلة , يا جميلة )) .. زادت أريج من سرعتها وأخذت تركض وتركض وهي تبكي خائفة من ذاك الشاب الذي استمر باللحاق بها حتى كاد أن يمسك بها ولكن أريج زادت من سرعتها أكثر وهربت منه وتوجهت نحو القسم ودخلت إليه بسرعة , كان القسم مظلمًا للغاية ومعتم مما زاد من خوف أريج , فجأة قام أحدهم بإشعال الإضاءة قائلاً بصوت حاد = من هناك ؟! =



تسمرت أريج في مكانها ونظرت إليه والدموع تنهمر من كلتا عينيها بشدة =...................! =





يــتــبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع.....

  
   





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق