الجمعة، 10 فبراير 2017

✭ تخيلي مع يونهو✭ انا مريض ايضا✭

تخيلي مع يونهو
انا مريض ايضا

Written By:
Sara






يحتضن يدكِ بقوة وانتما تهزان بهما جيئة وذهابا .. فهذه خطواتكما الاخيرة وهو يوصلكِ الى باب المشفى الرئيسي


فأنت طبيبة في أخر سنة لكِ في الجامعة لذا عليكِ البدء بتطبيق مادرسته عمليا .. يعتبر التطبيق في كلية الطب مادة منفصلة لها درجتها وثقلها الكبير في تقييمك النهائي .. ومايزيد الطين بلة انكما لم تلتقيان منذ اسبوع بسبب عمله الطارئ في فرع البنك الثاني ..فغدا عندما عاد لسيول التقيتما في المسا ءبلهفة وشغف تحدثتما مطولا .. لكن لم تسهرا كثيرا دفعك بسرعة للمنزل كي تنامي مبكرا لمعرفته ببداية تطبيقك الطبي في المشفى ..

أنزعج كلاكما لتوالي الصدف هكذا تتركما في اشتياق وحنين لبعض لكن مالعمل.. على مسافة من باب المشفى الخارجي جذب يده بسرعة لفك نحوه 
وضمك بقوة يكاد يحطم اضلاعك بين يديه ورأسكِ عند كتفه مستغربة تصرفه المفاجئ :يونهو اوبا؟..مابك؟

فرد معاتبا :ماذا مابك؟..سأمووت شوقا لكِ

فضحكت بخفة:لاتكبر الامر انها مجرد ليلة فقط.. وبعدها استراحة..حينها سنعوض بعضا كل هذه الفترة المميتة

اخذ نفسك طويلا وابعدك يمسك بكتفيك تنظران بأمعان لبعض :حسنا اذا ادخلي .. اهتمي بنفسكِ جيدا سأتي غدا مبكرا كي أقلكِ.. هززت رأسك ثم لوحتِ له بيدك وابتعدي

ويستمر يزفر منزعجا من تراكم الاحداث واستدار كي يغادر فجأة توقفتِ قلبت شفتكِ كالاطفال فقد كنت تتظاهرين لا اكثر ونحبتِ وانتي على وشك البكاء ..عدت جريا نحوه صارخة :اوبااا

فألتفت مستغربا لتصدمي بجانبه واحتضنتِه بقوة يديكِ معقودة عند خصره الاخر واكملتِ بصوت ناحب :اوبااا..سأشتاق لكِ كثيرا..اااه لقد تعبت

لايزال فارغا فاه :يااا ومن كانت تدعي القوة قبل قليل..ثم ابتسم واحاط كتفيه بذراعه وراسكِ عند صدره قبل قمته طويلا فشعرت براحة كبيرة ثم ابعدك ينظر في عينيك :هيا اذهبي لا اود ان اسمع عتابا من اي احد لتأخر خطيبتي لا احتمل
فهززت رأسك مجددا وعدتِ متجهة للداخل تنهد براحة وسعادة كبيرة ثم التفت مغادرا 

دخلتِ للمشفى ابعدتي حالة الحزن التي تملكتكِ لمفارقته بهذه السرعة
وايضا تحبين اتباع نصائحه التي لم تخذلكِ يوما.. بأبتسامتكِ تلك جذبتي اوسم وامهر طبيب هناك .. حالما رأى ابتسامتكِ وروحكِ المرحة وانتي تحدثين موظفة الاستعلام اخذ يسترق السمع عن قربٍ حتى فهم انكِ متدربة وهذا اول يوم لك .. لهذا اسرع كي يخطفكِ قبل البقية

:اذا انتي متدربة جديدة هنا؟؟...  اطرق مسامعكِ بجملته الاولى

فألتفت قليلا نحوه:أوه .. نعم حضرة الطبيب.. اجبتي بابتسامة رقيقة

مد يده للمصافحة :اذا انا سأكون الطبيب المسؤول عن تدريبك .. موافقة؟؟

وكيف لكِ ان ترفضين وذلك الهدوء والادب والوسامة يجذبان كل فتاة يذكرك بشخص واحد فحسب .. ابتمست بسعادة :بالتأكيد موافقة.. 

وانحنيتي بدل ان تصافحيه نبهك رافضا هذا التصرف منذ اوائل ايام علاقتكما لكما ثم خطوبتكا تحبين غيرته حتى في غيابه

لم ينزعج ماكس مطلقا فاومأ لكِ هو الاخر وطلب منكِ ان تتبعيه غيرتي ملابسكِ وبدأت جولتكِ خلفه عرفكِ بكل شئ وخصوصا الحالات التي يختص هو بمعالجتها والتي ستساعدينه فيها… بدأتِ بتفقد حالة اجرى لها معالجة منذ يوم امس ..ثم استمريت تسألينه الكثير لم يمل او ينزعج بل احب اهتمامك وشغفك بالطب

حل المساء اليل الوقت الاغرب في كل ساعات النهار فجأة يزداد الحنين وتتصاعد حمم الشوق وتتلاهف ضربات القلب لسماع نغم اصوات عشاقها .. تنهدتِ مطولا منزعجة جدا فقد كان هذا اكثر وقت تحضيان به بالمتعة والنزهة معا .. رن هاتفكِ فأسرعت بلهفة تحادثينه :اه اوباا

فابتسم من فوره :وهل قرأ الاسم حتى!

فتوردتِ خجلة ويدكِ خلف رقبتكِ :كلااا ولم سأنظر وانا اعرف اسم المتصل

فضحك وقال:كالعادة…اشتقتِ لك
فأجبتِ بدلال :انا ايضا
فقال بسرعة:اذا انظري لي .. انا هنا
شهقت :ماذا؟؟

فقال:صدقيني! انا هنا.. عند الساحة الامامية فقط انظري من اي نافذة وسترينني

ولحسن حظك لم تكن النوافذ بعيدة جريت نحوها والتصق جسدك بالنافذة الكبيرة التي تشرف على ساحة المشفى فرأيته حقا هناك يلوح لك بيده عاليا كي تميزيه من مكانك المرتفع فترقرقت دمعة سعيدة متشوقة له ولحبه الذي يفيض لك

 :اوبااا شكرا لك.. حقا احتجت رؤيتك.. هذه اول مرة ابيت خارج المنزل

فاجاب بهدوء:اعلم ذلك.. ولهذا جئت عزيزتي

فقلتِ :اوبااا لايمكنني تخيل حياتي من دونك .. احبك كثيرا

ابتسم سعيدا واجاب بصوت ساحر: انا ايضا احبك اكثر .. اشعر انني امووت من شدة شوقي لكِ 

بينما ماكس جاء من نهاية الممر فأوقفه منظرك تتحدثين بدلال في الهاتف وكأنك تشاهدين احدهم في الاسفل
ناداكِ فورا :انسة..انسة ماذا تفعلين حان وقت مناوبتنا هيا تعالي

فانحنيتِ له :اسفة سآتي في الحال (واكملت نظرك وحديثك معه) عزيزي ساذهب الان وقت العمل.. نم جيدا

فرد بعد تنهيدة :وانتي حبيبتي لاترهقي نفسك كثيرا ..اتفقنا!

لوحت له ثم اقفتلما الخط زفر طويلا عاد ادراجه بهدوء كيف ستنامان الليلة ولم تحتضا بعضكما ويقبلك قبلة لطيفة عند وداعكما اماما باب منزلك في اغلب الايام
لاتعرفان كيف مضت تلك الساعات من الشوق والفراق لاتصدقين ان الليل الطويل ذاك بساعات كالدهور في ثقلها على قلبكِ

 اسرعت جريا وبفوضوية ترتدين ملابسك .. حملتِ حقيبتك وجريت مسرعة نحو الباب

وهو في الخارج عند الباب ينتظر بسيارته خرج ينافس اشعة الصباح الاولى في الاشراق على وجهكِ وابتسامتكِ جرعته في هذه الحياة .. ولكن!!

صفت سيارات اسعاف كثيرة امام الباب تفاجأ يونهو منها كثيرا .. وانتِ في طريقكِ للباب رأيتِ الممرضين والاطباء في فوضى عارمة نداء وصراخ وماكس ايضا معهم ملطخ بالدماء يسعف احدهم لمحكِ مغادرة فصرخ 

:يااا انتِ..الى اين تذهبين..تعالي في الحال(كأنه سيسلبكِ الحياة )ماذا تفعلين قلت تعالي ساعديني في الحال.. صرخ بكِ بأعلى صوته فارتعبت فصائلكِ جريت 

رميتِ حقيبتكِ عند مكتب الاستعلامات وجريت نحوه وانهمكتِ معه في انقاذ الحالة ورغم انها اول ايام لكِ استطعتِ مجاراته وهذا مايسعده ويريحه في العمل معكِ 

بينما اقلقه تأخركِ كثيرا ومهما اتصل لم تردي عليه رغب بالدخول لمعرفة سبب غيابكِ فمنعه الحارس من الدخول :المشفى حالة استنفار ولن يسمح لدخول الزائرين في الوقت الحاضر كأن صاعقة ضربته :ماذا تقول؟؟..هل هذا معقول؟
تحدثت بصدمة في الداخل :ماذا؟..حالة استنفار ألن يسمح لي بالمغادرة اليوم؟...لكن عملي انتهى؟

فرد ماكس بهدوء :اعلم ذلك..ولكن المشفى اعلن حالة الاستنفار بسبب البناء الذي تهدم في الصباح .. ستبقى الحالات تردنا بكثرة سنحتاج الى كل طاقة للعمل بأسرع وقت

تنهدت ببؤس كدت على وشك البكاء امامه .. فتح فمه ينظر في دهشة لتصرفاتكِ الطفولية فجأة .. تداركت امركِ واختفيت بسرعة من امامه جريا الى الحقيبة الى الهاتف .. عدد مرات اتصالهِ حيرتكِ كيف ستخبريه بما طرأ فجأة :اوبااا

تنهد فورا فأربككِ :لاتقلقي لقد عرفت كل شئ.. ابتلعت ريقكِ وخنقتكِ الغصة 

فانتبه من فوره يعلم مالقادم فأسرع متحدثا :هيي هيي..ماذا تفعلين عندكِ .. توقفي والا دخلتِ وسحبتكِ في الحال

فأستيقظت فورا من انزعاجك الخانق تعلمين بأنه سيفعلها حقا اذا صمم فأسرعت تمسحين الدمعة التي لم تولد حقا :كلا..كلا..لقد هدأت لاتفعل..سأكون بخير

حاول ان يبدو قويا كي تستمدي بعضا منها :هيا عودي للعمل ..وابقي قوية كما اعرفكِ..لاتقلقي اين ستهربين مني عندما تخرجين

فابتسمت خجلة تطرقين رأسك كانه امامك حقا :حسنا اوبا..اراك غدا

واغلقتما الهاتف وعاد الانزعاج يأخذ مساحته في تعابيركما وتمتمتِ لنفسكِ :اي غد..لم يحددوا يوما لانهاء حالة الاستنفار.. فيفزعكِ صوت منبهكِ الخاص فأسرعتِ جريا الى الممر والتقيت بطريقكِ بماكس واكملتما ركضا الى باب الطوارئ

استمرت الحالات تتوالى واحدة بعد الاخرى انهكتِ تماما انتِ وبقية الكادر..وحل المساء كعادته يزيد :اشتقت لكِ...انني احتضر تبا لكِ.. فضحك الحديقة مودعا بدمعة وطالت ساعات هذا النهار كما الجحيم 

حل المساء ولأنكِ لم تتصلي لم تجدي الجرأة لاخباره بما يجري اكثر شعرتِ بخجل كبير وشوق اكبر ..

اتصلتِ به كي تعطي لنفسك جرعة راحة من الم جسدك وروحك ايضا .. لكنه لم يرد .. وقفتِ امام النافذة كأنكِ تنتظرين ان يفعل مثل يوم أمس والذي قبله لكنه غير موجود اطرقت رأسكِ حزينة :من حق ان يتعب ويمل .. فمن يصبر على فتاة بمثل ظروفي .. كلية الطب تعني الاختفاء عن العالم تماما ومع ذلك بقى كل هذا الوقت بجانبي

تأففتي ثم ابتعدي عن النافذة لم تتصلي مجددا ربما هو حقا اتعبه الانتظار لكنه في الواقع وقف امام المشفى رمق البناء الضخم بنظرة حاقدة :ماذا الان؟؟هل ستستمرون بأبعادها عني.. ولوى شفته بقوة عازما امرا ما

رن المنبه خاصتكِ يعلن عن حالة طارئة فأسرعتِ بالجري نحو باب الطوارئ طريق اعتدتهِ كثيرا في هذين اليومين .. تأخرتِ للوصول للباب بسبب انشغال المصعد وقبل ان تكملي طريقك له اسرع ماكس مناديا لكِ عند باب غرفة عامة للمرضى :تعالي هنا..

فأوقفكِ واتجهتِ نحوه تدخلين الغرفة بعده :وصلت حالة عادية للتو .. ليست من الحادث انها حالة عادية يعاني ألام معدة غريبة.. تعالي لنتفقده

فأومأتِ له وابعد الستار كي تري المريض حالا شهقتي بقوة أخذتي نفسا عميقا ولم تخرجيه حالما سمع شهقتكِ تلك فتح عينا واحدا غمز لكِ ثم عاد يمثل الاغماء كي لاتفقدي عقلك برؤيته هنا بهذه الحالة.. فلا حل أخر له قرر المرض وادعى الالم امام باب المشفى فأسرع به المسعفين الى داخل المشفى وها أنتِ امامه تماما كما خطط

لم تنطقي بحرف عيونك الجاحظة تكبتين ضحكة خنقت انفاسكِ تكاد تحطم صدرِكِ وماكس يراقب نظراتكِ وتعابيرك الغريبة :دكتورة!!..دكتورة فلتعتني به..موافقة؟؟..دكتورة؟.دكتورة؟؟

اطلقت فورا ذلك النفس الكبير الذي كاد يخنقك ونظر له بوجه محمر :هااا..أااه نعم نعم سأفعل

ثم عدتِ تنظرين له بلهفة تودين لو ان كل العالم يختفي فتقفزين بي احضانه تشفين غليل اشواقكِ تفقدين عقلك بجنون عشقه.. فورا اخرجكِ من سعادتك وانت تحلقين اعتراض الطبيب الثاني :كلا انها مسؤولة معك عن حالات الطوارئ دع هذه الحالة لطبيبة اخرى

فخفتِ كثيرا خارج المشفى لابأس لكنه الان في الداخل وسيبعدوكِ عنه مجددا فاجأكِ ماكس امسك بكتفين الطبيب ودوره :هيا دعها تعمل وماشأنك انت انها متدربتي هيا دعنا نغادر..ويبتسم خلسة

فليلة امس عند النافذة رآى يونهو يودعك والخاتم في يدكِ كان كافيا له ليفهم انكما مخطوبان وعندما رآه عند الاسعاف واسرع لفحصه علم فورا انه سليم وانه يتظاهر لاجلكِ لهذا اسرع بندائكِ

حالما ابتعدا اسرعتِ تنظرين له فتح عينيه فورا يضع ذراعه تحت رأسه تنظرين له بعيون امتزج فيها الشوق مع الالم والحنين وقال بأبتسامة ماكرة :ماذا ؟..ألن تعالجيني انا ايضا مريض

فصرخت به بدلال :ياااا ... فضربته على صدره بخفة

فأسرع امسك يدك :ليس هكذا..ليس هكذا ياعزيزتي.. وسحب يدك بسرعة فأرتميت على السرير على ذراعه القريبة ورأسكِ عليها فاجأكِ حقا .. ثم انحنى قليلا فأغمضت عينيك وسحب الستار بسرعة فأنعزلتما تماما عن الغرفة

عاد لمكانه لازلتي في وقع الصدمة ترمقان بعضكما بنظرات غريبة وساد الشوق المكان والشغف يعزف اوتاره في قلوبكما انحنى قليلا فأغمضتِ عينيكِ وقبل جبينك طويلا ثم انخفض اكثر وقبل شفتكِ يكاد قلبكِ يحطم اضلاعكِ من ضرباته المدوية فمن نيران الشوق الى جنون حبه وعشقه .. ثم نظر في عينيك يبعد برقة خصلات شعركِ عن وجهكِ اكثر :اوبااا ..انا ..

فوضع اصبعه على فمك يسكتكِ :ليس الان!..  يرن منبهك الخاص فجأة تفاجأتي اخرجته من جيبكِ تنظران له معا رفع حاجبا ينظر له بطرف عينه ثم لك اخذه من يدكِ ورماه بعيدا :انت ايضا ليس الان..لديها استراحة خاصة.. فضحكتِ بخفة وجذبكِ يضمكِ بقوة تعقدين يديكِ حول جسده ورأسه عند فوق رأسك..رغما عن المشفى عالجتما بعض من شوقكما ^^

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق