الخميس، 18 مايو 2017

قلب واحد فقط ❥ الجزء الثاني ❥

  قلب واحد فقط 
 الجزء الثاني 


Written By:

 Sara 

انه كيم هيتشول في مطلع الثلاثين من عمره...كان والده شريكا لصديقه السيد بارك في هذه الشركة البسيطة وعندما توفى فجأة وجد نفسه يدير الشركة محل والده ...وصديق والده يقدم له ابنته بشكل غريب والذي لاحظ نظراتها الغريبة ايضا من اول اللقاءات ففهم ما كان يدور حوله ولانهم كل مالديه تقدم لخطبتها ..امرا كان ينتظره الاب وابنته فوافقوا بسرعة وتمت الخطبة...
فجأة التقى بميري!....فجأة وجد نفسه في هذه المتاهة الان!..
هيتشول صاحب المبادئ السامية والاخلاق الذي يقول الحقيقة في وجه الجميع ولايهتم..يجد نفسه الان شريكا في جريمة بشعة ليس له اي يد فيها...
يستمتع بالاموال معهم بينما ميري تتعذب وينهكها المرض بانتظار متبرع لايطلب المال.
** ** **
خرجت والدة ميري تثور غضبا لذا نهض بسرعة واختفى خلف الحائط كي لاتراه ويتحدث لنفسه بصدمة :ماكل ماسمعت!؟..ميري!..ابنته ولايبالي!..أهذا معقول!

وجالس على المائدة التي يترأسها والد خطيبته شريكه ,والد ميري ..ولكن هيتشول ليس هنا في المشفى في ذلك اليوم ترن كلماتها في اذنه
:يكفيني ماحظيت به من شفقة لانني نشأت بدون اب..لا اعلم اين هو ولااريد ان اعلم...*هل هذا معقول.؟..هل هناك اشخاص كهذا في العالم..يعلم بأنها تعاني وتموت شيئا فشيئا ولايهتم*

لينتبه على صوت ضحك جي وون تحتضن رقبة والدها من الخلف :أباااه...توقف عن الضحك علي
 فقال يمسك بيدها:وكيف لي ان اضحك على ابنتي الوحيدة جوهرتي الثمينة
 ليشتعل الغضب في هيتشول وكأنه ينفخ نار وليس يتنفس لم يشعر بما يفعل ضرب المائدة بقوة بكف ونهض واقفا فزع الاب وابنته وابتعدت عنه تنظر بدهشة :اوبا!..مابك؟
 استيقظ على تصرفاته شعر بالارباك :اااه..لاشئ..اشعر بالضيق الشديد..اسف سأخرج الان ..انحنى واتجه للباب يتركهم في ذهول شديد.

وتلحق به للباب :اوبا!؟...مابك؟..ماذا حصل فجأة لقد وعدتني.
نظره معلق بالباب يشتعل غضبا :اسف ..قلت لااريد .. فتح الباب بعنف وخرج مسرعا ركب سيارته وانطلق بسرعة رهيبة احترقت اطارات سيارته من شدة الاحتكاك وهي في ذهول تام تحاول جاهدة لتفهم ما حل به فجأة

جاب الشوارع كالمجنون يرن صدى ضحكاتها واحاديثها الجميلة في اذنه التي جعلته يولد من جديد في عالم ثانٍ لم يعرفه ضحكات وابتسامات حقيقية من اعماق قلبه كانت تخرج فقط في حضرتها يضرب مقوده بقوة ضربات متوالية لعله يخفف من النار التي استعرت في قلبه والدموع تترقرق في عينيه

وهي عائدة الى غرفتها :اوبا!...أتعلم ان الطبيب سمح لي بالمغادرة منذ يوم امس..لكنني فضلت البقاء من اجل معرفة النتيجة اسرع
تفاجا:حقا!...اذا ستغادرين الان صحيح؟
وصلا الى باب الغرفة حيث امها كانت تحضر حقائبها وتنهدت الصعداء عندما رأتها واقفة بقربه امام الباب ثم احتارت في ضحكات ابنتها والسعادة التي اصبحت لاتظهر الا في حضرته وشعرت ببعض القلق

هيتشول :اذا جهزي نفسك..ساوصلك الى المنزل بنفسي
 فتفاجأت :كلا اوبا لاتتعب نفسك..يكفي ماحصل اليوم
 فقال:كلا..قلت سأوصلكما فليس لدي شئ لأفعله..سأذهب لاحضار السيارة

 فهزت رأسها بابتسامة محبة وغادر للاسفل..وقفتا عند الباب الخارجي لتقعا في ذهول تام وهو يصف سيارته امامهما فاخرة لامع يخرج منها كالأمراء ولايسمع سوى :وووااااااه
 فضحك بخفة ثم انتبه وتجمد مكانه يراها لاول مرة في ملابس الفتيات انثوية جميلة ,احست بنظراته تلتهمها فنفخت وجنتيها فشعر بالارباك الان :هيا اركبي...وهاتي هذه سيدتي
 وأخذ الحقيبة من يد امها ووضعها في الصندوق الخلفي وثم عاد واشار لميري فلم تفهم لذا تقدم وفتح لها الباب الامامي وشعرت بالارباك لكونها ستجلس بجانبه والام تراقب مايجري بصمت احمرت وجنتاها وركبت حقا واغلق الباب وفتح الباب لأم ميري وانطلق بهما الى الحي خاصتهما

كانت منطقة شعبية بمنازل ارهقها الزمن وأخذ منها مأخذه..اوقفته ميري عند باب منزلها تفاجأ من منظره المتعب الصغير بالنظر الى سيارته شعرت ميري ببعض الخجل . انزل لهما الحقيبة وقفتا عند الباب :تفضل بالدخول!..ستناول العشاء معا
 شعر بالاحراج من ان يجرحهما برفضه لذا وافق فورا فقالت ميري :اذا امي سأخذ تشول اوبا في جولة في الحي بينما تحضرين العشاء
 فهزت ام ميري رأسها موافقة أوما لها وسار مع ابنتها...نظرت الام الى سيارته :اخشى ان يفهمنا خطأ..فنحن لا نهتم بهذه الاشياء ابدا..لكن لماذا لا اشعر بالراحة مطلقا؟! .. امالت رأسها تفكر ودلفت للداخل

وهما يسيران معا وهيتشول كالتائه في هذه الاماكن الجديدة عليه التي مع بساطتها شعر بدفء غريب ينساب لقلبه ضحكات الاطفال هنا وهناك واغلبهم يحيونه وهم لايعرفونه حتى يتفاجأ لكنه يواكب الامر يرد عليهم التحية ويبتسم بسعادة ويراهم فرحين بعودة ميري للحي معافاة ويبتسم دائما كلما رآى ابتسامتها المشرقة تماما مثلما تفعل.

كان بعض الاطفال يلعبون لعبة ما فضوله المستمر دفعه للذهاب ومحاولة فهم اللعبة وهي تراقب بصدمة من مسافة قريبة وشارك ليخسر فورا وضحك الاطفال فصرخ بهم:ياااا..لمَ تضحكون
التفت ينظر لها فوجدها في صدمة كبيرة :تشول اوبا!!
  لتنخرط في ضحك لامتناهي فمرر يده في شعره يموت في خجله وصرخ :هيا توقفي انت ايضا
 لكنها اكملت سيرها تختنق في ضحكها ولحق بها , حتى وصلا الى كنيسة ما فتوقفت امامها :لحظة! تشول اوبا
 فأستغرب منها ووقف بقربها :ماذا تفعلين ؟
 :سأدعو لي ولك
 فتفاجأ :لي!؟
 فهزت رأسها :لتبقى سعيدا هكذا(فأجاته واكملت)وسأبقى مليئة بالامل حتى تتحقق كل احلامي..جميعها
نظرت له ثم جمعت يديها لتدعو مغمضة العينين فأمال رأسه قليلا ليرى كل تعابيرها لايمكنه النفي مطلقا انه مسحور بها ابتسامة معجب ترتسم على وجهه *انها حقا كالملاك* يتمتم لنفسه

حتى فتحت عينيها فتدراك الامر ونظر للامام..:هيا دعنا نعد للمنزل ..فأومأ لها

ما إن فتحت الباب رائحة الطعام ملئت رئتيه فورا اصدرت معدته اصواتا كانها كانت تنتظر لتشم رائحة زكية اولا, انتبه الاثنان نظرت له وضحكت بخفة فقال :يااااا
 وضعت يدها على فمها تجبر نفسها السكوت لكنه من انخرط في الضحك الان لتكمل مابدات به

جلس وتناول الطعام معهما...وتناولوا اطراف الحديث وتحدثت معه عن معهدها وكيف دخلت له ويشرح لها كيف كان مهملا في دراسته وتستمر تضحك عليه فنفض شعرها بكل فوضوية امام والدتها ثم شعر بالخجل وضحك الجميع لحظات لاتنسى ذكريات جميلة طبعت في قلبه

وبعد ان شكر امها على الوجبة الرائعة ...وقف هو وميري عند الباب وقالت:تشول اوبا..شكرا لك على كل شئ عملته من اجلي...وايضا
 فقاطعها فورا قائلا :لاتشكريني ..انت ايضا صنعتي لي يوما جميلا لاينسى هنا وتناولت العشاء ايضا..لذا فنحن لاندين لبعضنا بإي شئ...وايضا الاصدقاء لايستمرون يشكرون على كل شئ
فأبتسمت بخجل وسأل :ماذا ستفعلين غدا؟؟
 فقالت :سأعود للمعهد فاتني الكثير من الدروس
 فقال بأبتسامته الساحرة :اذا حظا موفقا ميري!
 فأوما له :نعم..شكـ..
 اسرعت وضعت يدها على فمها فقال فورا :ماذا قلنا؟؟
فضحك كلاهما بخفة :نامي جيدا وارتاحي..مفهوم
 فأجابت :نعععم سيد كيم هيتشول) فضحك عليها ثم ركب سيارته ولوحا لبعضهما وغادر

~ ~ ~
ومرت ايام ولم يلتقي بها او يتصل مشاعر متضاربة في قلبه وعقله لايعرف كيف يتصرف ذلك السريع البديهة شل تفكيره تماما..وانشغل تفكيرها قلقا بشأنه وشوقا ايضا

لكن لابد من لقاءها اقل شئ يفعله من اجلها واتصل بها لتقفز فرحا وهي في المعهد بانه سينتظرها عند الباب الرئيسي بسيارته كي يخرجا في نزهة لانهما لم يلتقيا منذ زمن ...وانتظر وتأخرت شعر بالقلق الشديد لذا اسرع بالدخول يسأل عنها ليجد بعض الطلاب في فوضى مجتمعون حول بقعة في الارض بدأ القلق يدب في قلبه اكثر لذا مشى نحوهم برفق وقلبه يرتعش..نظر من فوقهم فرآها ملقية ارضا تتعرق بشدة يحاولون ايقاظها لكن لافائدة فهوى جالسا بقربها :ميري!..ميري!
وتعالى ندائه وضم رأسها له بخوف شديد وسألهم بلهفة :ماذا هناك؟..ماذا حصل؟
 فأجابته فتاة :لقد غميت فجأة ..قالت منذ الصباح انها تشعر بارهاق شديد..لكن المحاضرات مهمة لهذا قالت لن تغادر
 فعقد حاجبيه وعاد يضهمها اكثر والغضب يعود يشتعل..حملها بسرعة الى سيارته سائقا بسرعة رهيبة..واسرع يصرخ عند باب الطوارئ فأحضروا له سريرا ونقلوها بسرعة الى الداخل .. طبيبها خلفها يفتح عينيها واحدة بعد الاخرى وتعرقها الشديد ووجهها الشاحب يخيفه بشدة..حملوها على السرير في غرفتها  التي اعتادت البقاء فيها والمرضى ممن يعرفونها ينظرون لها في خوف بينما بقي بعيدا يمرر يده في شعره بقلة حيلة اتصل بوالدتها التي قفزت من مكانها في عملها سحبت حقيبتها وهرعت اليهما


بعد وقت قصير وصلت امها فوجدته جالس على كراسي الانتظار هرع اليها واقفا امامها فأمسكت بسترته تتحدث برجاء ولهفة :بني!..ارجوك اخبرني انها بخير!...لم يحصل لها شئ جديد صحيح؟
 فأمسك يديها بكلتا يديه :ارجوك امي أهدئي ستكون بخير لايزال الطبيب يعتني بها
 انتبه للطبيب قادم بأتجاههم فقال بلهفة :انه هنا
 فالتفتت بسرعة واقتربا منه وسألت الام بلهفة :حضرة الطبيب؟..ارجوك اخبرني الحقيقة؟..ماذا حل بها فجأة
 الطبيب مطرق الرأس خاف هيتشول جدا من تعابيره وعلم ان القادم اسوء :اسف حقا لنقل الخبر..ولكن الكلية اليسرى لم يتبقى لها سوى عدة ايام وتتوقف نهائيا ليس بيدي اي شئ لافعله
 وشهقت الام :كلا..كلا ارجوك..لاتقل ذلك
تعلقت تبكي بسترة هيتشول الذي التزم الصمت حتى نبضات قلبه هدأت ..ويعلم انه جزء من هذه الجريمة الشنيعة مع والدها

دخلت والدتها بسرعة بأتجاه سريرها وقفت بقربها تمسح على شعرها تارة وتمسح دموعها الحارقة بيد اخرى وهو واقف عند الباب يرى كل ذلك لوى شفته وعاد ينفث نارا وسار بسرعة واصبح يركض كالمجنون

دفع الباب بكل قوته وهو يصرخ :هل تسمي نفسك انسانا..هل انت من البشر حقا
تفاجأ والد خطيبته السيد بارك ونهض واقفا :ياا هيتشول مابك؟؟..عن ماذا تتحدث
 فأقترب منه اكثر فقد صوابه تماما وجذب السيد بارك من ملابسه وكأنه رجل عادي ويتشاجر معه ليدخل السيد بارك في صدمة وذهول :اجبني..قلت لك هل انت من البشر؟؟
والصدمة لاتفارقه :يااا كيم هيتشول هل فقدت عقلك؟؟
 فصرخ به باعلى صوته يزمجر كالاسد :نعم سوف أجن مما اكتشفته..مما انا شريك لك فيه
 ولايزال في صدمة وحيرة فقال بمكر :ماذا؟..ألاتعرف ميري..جي يونغ ألاتعرفها ..لست والدها صحيح؟؟
 كادت تخرج عيناه من الصدمة :كـ..كـ..كيف عرفت؟؟
 فضحك مستهزءا بمكر يقول :وهل ظننت  ان الامر سيبقى مخفيا ؟ للابد..تموت ميري وينتهي كل شئ...هل خططت للامر هكذا؟..هاااا
 وافلت ملابسه بهدوء واحمرت عيناه من شدة الضغط في قلبه والاب في ذهول تام وقال:انها تحتظر..وانت وابنتك تستمتعون بالحياة بأترف الوسائل..وانا ايضا..معكم شريك في هذه الجريمة الحقيرة
 هوى الاب جالسا على كرسيه في ذهول والتفت هيتشول يتنفس بصعوبة ليصدمه الاب :ارجوك..لاتخبر جي وون بإي شئ..
 بذهول يلتفت ببطء بعيون جاحظة ينظر له :ما..ماذا؟..أهذا كل مااستطعت قوله؟..أهذا مايهمك وحسب؟..انها ابنتك ايضا
 فهز رأسه بجدية :كلا انا ليس لدي سوى ابنة واحدة وحسب
 كبركان ثائر ضرب هيتشول بذراعيه كل اغراض المكتب لتهوي ارضا وتتحطم ويصرخ :هل تمزح معي!!
 وقف وصدره يتعالى ويهبط :هل تراني طفلا صغيرا ستضحك عليه ببضع كلمات تافهة
 انحنى من جديد جذبه من ملابسه فيرتفع قليلا عن كرسيه :انا!...لا اعرف شيئا يدعى الصبر..ومجنون ايضا..لاتختبرني تعلم جيدا انك ستندم وبشدة...اسبوع فقط لديك..لتقدم المساعدة الى ابنتك الثانية جي يونغ..هل سمعتني اسبوع فقط...

افلته بقوة ليرتد الى كرسيه واتجه للباب بسرعة فتحه بعنف ويدلف خارجا ..وضع الاب يده على رقبته مختنقا من شدة قبضة وابتلع ريقه :ذلك الاحمق!!..كيف عرف بأمرها؟...سيحدث فوضى عارمة ويدمر كل شئ بنيته منذ سنوات بسبب اجل ليلة تافهة..انه مجنون اعرف ذلك

كانت جي وون قادمة والابتسامة لاتفارقها بالهناء الذي تعيشه لترى هيتشول يخرج بمنظره العنيف ذلك والغضب يملء كل تعابيره وحركاته ...ولم تستطع اللحاق به أُغلق باب المصعد قبل وصولها

دخلت على والدها ولاتزال في حيرة لتحتار اكثر برؤية كل الاغراض ارضا محطمة ووالدها في صدمة شهقت تتقدم نحوه :أبااه ماكل هذا..مالذي حدث هنا؟.

تلكأ والدها ولم يجب عقدت حاجبيها تذكرت منظر هيتشول :ترى..هل كان اوبا هنا؟...هل تشاجرتما ماذا؟؟
 فأسرع الاب نافيا :كلا كلا..لم تقولين ذلك انا لم اراه اليوم مطلقا...انما انا فقدت اعصابي بسبب الموظفين المهملين يستمرون يدمرون العمل بفشلهم
 استغربت اكثر :اي فشل ابي...نحن ليس لدينا موظفين مهملين مطلقا عن ماذا تتحدث؟؟
 فنهض بسرعة وجعلها تلفت للامام :هيا عزيزتي قلت لك بعض الاهمال تعلمين اني استاء للغاية من اجل العمل..دعك من الامر واذهبي اكملي عملك
اخرجها واغلق الباب ونظر بغضب الى الاغراض المحطمة على الارض


مرت الايام وتغير هيتشول كثيرا في تعامله مع خطيبته جي وون وتكررت اختفائاته واصبحت تفتقده كثيرا...ويوما بعد يوم يحافظ الاب على صمته بينما يعد هيتشول الايام بفارغ صبر ويراقب معها تلك الوردة تذبل امام عينيه...اصبح ايصالها من المعهد الى المنزل عملا يوميا لابد من القيام به ولامجال للرفض مهما حاولت ويزداد ثقله في قلبها ويستقر اكثر لانه يهتم بها يشعرها بانها كل العالم بالنسبة له

اليوم هو السابع ,انتهت المهلة التي اعطيها هيتشول لابيها لمساعدتها بإي شكل من الاشكال..ينظر لها بين حين واخرى وهي جالسة بقربه يقود بها عائدا بها الى منزلها بعد نزهة جميلة خوفا حزنا قلقا عليها بسبب حالها البائس وحظها السئ لتولد من اب تافهه مثل والدها.

ارتجلت من السيارة امام منزلها ونزل يقف امامها يبتسمان لبعضهما وقالت بحنان :اوباا!..شكرا لك لانك بجانبي تبقى مثل مخفف الالام بل انت افضل منه مثل البلسم ظهرت في حياتي..شكرا لان تبقى معي بدون كلل او تعب

 تأثر جدا بكلماتها لمعت عيناه بالدموع من اجلها تنهدت طويلا ترمقه بنظرات جميلة ابتلعت ريقها تشجعت واقتربت منه وقفت على اطراف اصابعها لتطبع قبلة لطيفة على وجنته اتسعت عيناه في صدمة  وعادت واقفة بخدود منتفخة وقالت بسرعة :الى اللقاء
 وهي تجري نحو الباب واغلقته خلفها وغطت وجنتيها بكلتا يديها :أاوه مالذي فعلته للتو!!..بينما برفق رفع يده يضعها على وجنته حيث قبلته وبالتدريج ترتسم ابتسامة المعجب على وجهه التي سرعان ما اختفت فجأة وعقد حاجبيه :لقد انتهى وقتك سيد بارك

اتجه مسرعا ركب سيراته وانطلق بجنون , دلف عليه مكتبه بعنف مثل تلك المرة لينهض الاب واقفا بسرعة فهو يعلم تماما لم جاء :انتهى الوقت..تعلم ذلك صحيح؟
 ينظر له الاب ببرود غير مبالٍ :اعلم وماذا تريد؟
 اتسعت عينا هيتشول وهجم عليه يجذبه من ملابسه كالمرة السابقة بعيون محمرة كالجمر :لاتختبرني..تعلم جيدا ماذا يمكنك ان تفعل؟..انت والدها يمكنك ان تهبها احدى كليتيك
 ضحك الاب ساخرا ليزيد من اشتعال النار في قلب هيتشول :ولم تضحك؟..اقول لك انها تموت
رد الاب ببرود يسهتزء :وماشأني انا؟..ليس فقط انا ولاحتى فلسا واحدا ستأخذه تلك الحقيرة هي وابنتها مني
 فتح عينيه على اتسعاهما :اذا ستتركها تموت بهذه البساطة؟؟
 ببرود يجيبه :لايهمني..ماذا؟..هل ستجبرني؟
 ابتسم جانبا يسخرمما يجري واشتعل غضبه دفعه بكل قوته ليهوى بقوة على كرسيه الدوار وقال بكل ثقة :كلا..بل سأفعلها بطريقتي
اتجه للباب يمشي بثقة والتفت برأسه قليلا والاب في صدمة وخوف :قلت لك ستندم صدقني..فأنا مجنون.. فتح الباب بعنف وخرج مسرعا

لتهوي جي وون ارضا ظهرها للحائط القريب من الباب بعيون مذهولة يتسلل الدمع  منها وينزل بحرارة ليس اكثر حرقة من قلبها الان تهذي :أباااه؟..مالذي فعلته؟؟
 خرج الاب بلهفة خائف دب الرعب في قلبه يعلم تماما بخطورة جنون هيتشول لتلمح عينيه ابنته جالسة ارضا تسري دموعها بصدمة تفاجأ واتسعت عيناه يقترب منها بهدوء يناديها :جي وون!..جي وون!..عزيزتي

 وثنى ركبيته بقربها لم تنظر له حتى :ابااه..مالذي فعلته بنا؟؟..امي وانا
 نظرت له بعيون امتزج فيها الدمع والعتاب والالم تفاجأ اكثر شعر بالخجل :جي وون!!
بدأت بضرب صدره عدة مرات بلاقوة وضمها له رغما عنها :اسف عزيزتي..أسف حقا كنت طائش للغاية..تعلمين جيدا كم احب امك واحبك بجنون
 تنخرط في بكاء عميق :أباااه.لماذا كل هذا؟..وهيتشول اوبا سيكرهنا ..يمرر يده على شعرها يهدئها

ولكن كيف لها ان تهدأ وهي تذوب فيه حبا تراه يهتم  بتلك الفتاة التي تسمى اختها كثيرا هذه الايام انها تأخذه منها دبت الغيرة المجنونة في قلبها..لذا لحقته اليوم بسيارتها حزمت امرها لأنهاء الجنون الذي يفعله بهم

لدى ميري اليوم موعد لغسل الكلية الاسبوعي المعتاد...انهته وبعد ساعات راحة سمح لها بالسير قليلا لذا خرجت في الممر تتمشى مع والدتها تتبادلان اطراف الحديث وتضحكان حتى شاهدتا هيتشول قادم نحوهما لترتسم تلك الابتسامة الوديعة على وجهيهما برؤية بعض والام تراقب تهز رأسها سعيدة بسعادة ابنتها ... لم يعلم انها كانت خلفه تماما وشاهدت اختها لاول مرة  تجمدت في مكانها *انها تشبهني حقا* لكن تلك الابتسامة التي ارتسمت على وجه هيتشول الابتسامة التي حرمها منها بسببها اشعلت النار في قلبها عقدت حاجبيها وصرخت :ياا كيم هيتشول
 اختفت السعادة من على وجهه عرفها فورا اتسعت عيناه في ذهول :كلا..مستحيل 
التفت بصدمة فرآها حقا خلفه والام وميري في حيرة واكملت :مالذي تفعله هنا...اخبرني
 فهز رأسه يرجوها سيكشف كل شئ ويهدم كل شئ يحاول اصلاحه 
اقتربت ميري من هيتشول :اوبا!..من تكون هذه؟؟
 نظر لها بخوف وقلق وتضحك جي وون بأستهزاء :انت لاتعلمين..مسكينة
 عقدت جي وون حاجبيها محتارة وصرخ بها هيتشول :اياك ان تكملي

 فصرخت به :ولماذا لا اكمل..من حقها ان تعرف انك من حقي
 تلك الكلمة ارجفت قلب ميري وامها ايضا التي في الخلف , واكملت :انا..اكون خطيبته
 توقفت عن التنفس للحظات كادت عيناها تخرج من هول ماسمعت واغمض هيتشول عيناه للمصائب القادمة وبعجلة نظرت لهيتشول :ما..ماذا تقول هذه؟؟

فردت عليها بغضب :ماذا؟..ألم تكوني تعلمين؟..هل ستخرجين مع اي رجل يقف في طريقك؟
 تتفاجأ اكثر بكلامها بينما اشتعل هيتشول غضبا لانها تقلل من قيمتها صرخ :يااا جي وون!..توقفي في الحال..
 فصرخت به :ولانها اختي علي ان اتوقف...لن افعل
 شهق الجميع ووضعت الام يدها على فمها :مستحيل!..هل يعقل انه ابنة بارك

مشت ميري كالمنومة خطوتين وتوقفت بينهما بدهشة وذهول ورعب قاتل نظرت لهيتشول :هل هل ماتقوله صحيح؟..هل هي خطيبتك؟..اختي انا؟..خطيبتك؟..هل كنت تعلم؟ بكل هذا؟
 لم ينطق بحرف  تفاجأها جي وون تكمل بكل قساوة :ماذا ايضا؟..هل ظننت انه يحبك..يفعل كل هذا من اجلك..كلا
 فصرخ بها :جي وون!..توقفي ارجوكِ
 فصرخت به وميري في المنتصف :لا لن اتوقف...انه فقط يشفق عليكِ لا اكثر..يشعر بالذنب لاننا نعيش في رخاء وانت تتألمين هذا كل شئ...لا يحبك افهمي..دعيه وشأنه
التفتت الان لهيتشول انعقد لسانها :شفقة؟..انت تشفق علي من بين كل الناس..القلب الوحيد الذي يهمني من كل هذا العالم...يشفق علي!!
 ابتلع ريقه امامها وانخرطت في البكاء وكأنها ترجوه :ارجووك....لاتقل لي ان ماقالته صحيح؟..ارجوك اوبا
 بتلعثم اجابها :ارجوكِ صدقيني الامر ليس كذلك..انني بالفعل...
صرخت به بأنفعال :انت ماذا...انت اسوء من ابي ...تبقى بجانبي وتخدعني..على الاقل هو اختفى للابد...انا اكرهك..اكرهك بشدة
 هربت تجري بسرعة رهيبة ارتطمت بكتف اختها ...صرخ بها  :يااا ميري

 وبدأ بالجري خلفها وجي وون في صدمة كيف ترى اللهفة في عينيه من اجلها :اوباااا...اوبااا ..لكنه لايهتم ولحقت بها والدتها ايضا

وجرت كالمجنونة للخارج...ووصل هيتشول والام الى الباب فلم يستطيعا رؤيتها على مد البصر وانخرطت امها في البكاء تنظر له بعيون غاضبة :لم فعلت بها كل هذا؟..ماكان عليك البقاء جانبها منذ البداية؟ اطرق رأسه ارضا ثم عاد تذكر ميري وركض بسرعة الى سيارته وانطلق بها.

يقود على مهل في الشوارع القريبة يتفحص المارة بعناية :اتمنى ان تكون بخير؟..ياللهي!!
يراقب محطات انتظار الحافلات القريبة لكن لا أثر لها.


وبدات الشمس بالغروب ...وهي  تسير ولاتعرف اين تأخذها قدماها تضع يدها على غرتها وعينيها كي تبكي بحرية دون ان ترى احد ينظر لها ويتعالى بكائها في الشارع تجعل اغلب المارة ينتبهون لها وتتحدث بصوت مخنوق :ما كان عليه ان يفعل كل هذا بي؟...ظننت ان حلمي تحقق قلب واحد فقط يحبني لنفسي فقط دون شفقة منه علي...لقد كان يلعب بي وهو مرتبط وليس بإي فتاة انها اختي انا

يتعالى صراخها اكثر ودموعها اغرقت وجهها تماما ..وهو على بحثه ذلك لينتبه لها في حالتها البائسة تلك فأسرع يقود ليقف بجوارها على الشارع ارتجل بسرعة بنداء مستمر لها :ميري!..ميري توقفي ارجوكِ
 انتبهت لنداءه ابعدت يدها بالكاد ترى من عيونها المغرقة بالدموع ثم وقف امامها يتحدث بلهفة :هل انت بخير؟..اجيبيني ارجوكِ...
 فانتبهت له وعادت لانفعالها :هل انت مجنون لتلحق بي..لا اريد رؤيتك ايها الخائن الحقير
 بدأت بضربه على صدره بكل ماتبقى لها من قوة فأمسك بيديها بكلتا يديه يحاول ايقافها وتحاول ان تفلت منه بقوة :دعني قلت لك دعني لاتلمسني مطلقا..انت تشعرني بالأشمئزاز
 تفاجأ من كلماتها لتفلت يديها منه وقال لها :توقفي عن ما تفكرين انا لست سيئا كما تظنين ارجوكِ اسمعيني
صرخت بكل قوتها تضرب الارض بقدمها :لا اريد

مشت بسرعة بجانبه لتتخطاه وتكمل سيرها فجأة توقفت مكانها واتسعت عيناها تأوهت مرة وضعت يدها على جانبها الايسر وزادت الالام وزاد معها تنهدها المتألم التفت في استغراب لصمتها وتوقفها ليجدها على وشك ان تهوي فزع واسرع يمسك بها من الخلف وارتمت بين احضانه جلسا على الارض :ميري!..ميري!..ارجوكِ اجيبي مابك؟ِ
 فقط تتأوه من الالم :انه مؤلم ..للغاية
 يكاد قلبه يتوقف يراه مصفرة شاحبة جدا تتتعرق بشدة فجأة هدأت فقط صوت انفاسها تعلو وتهبط وتغلق عينيها بهدوء لحظات وفقدت وعيها اصبحت كجثة هامدة بين يديه خاف اكثر واصبح يصرخ وينادي ولكنها لاتجيب وضمها بقوة لصدره وتجمعت دموعه بغزارة :ارجوكِ لاترحلي لاتتركيني الان..لايمكنني العيش هكذا ارجوكِ

تتتبع ........



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق