❥ قلب واحد فقط
❥
❥
الجزء الاول ❥
Written By:
احلام نتمناها نحلم بها ونترقبها احدها يتحقق ... واخر
يتأخر فننساه ..ونتخلى عن أخر بقولنا "مستحيل"..ليفاجئنا الحلم نفسه
يتمسك بنا يعيدنا للحياة رغما عنا..يفتح لنا مستقبلا جديدا بعد ان اغلقنا ابوابه
بإيدينا في وجوهنا وانتظرنا النهاية خائبين.....
ان تحب!..يعني ان تخلق الحياة من العدم لمن احببت..ان
تضحي بكل ماتملك لهم...ان تزرع مستقبلهم ويزهر امامك كما نزرع الزهور لتفوح عطرا
مدى الحياة...
قلب واحد فقط يمكنه فعل كل ذلك واكثر..قلب احب بصدق!
******************
تجلس على سرير ينتصف عدة اسرة في غرفة عامة
للمرضى...فتحت تلك المفكرة الجديدة لاول مرة..ترددت لكنها حسمت امرها وكتبت :
"22
سنة..أدعى جي يونغ..كلا بل ميري هكذا اعتادت امي مناداتي واعتدت سماعه ايضا..يعني
المستقبل...لهذا تحبه فقد حلمت ان تحظى بمستقبل افضل معي ومستقبل لامع لي..ولكن
انا نفسي اتساءل الان..وهل املك مستقبلا حتى!...أنا مصابة بمرض مزمن منذ
الصغر...ضعف حاد في الكليتين...فصيلة دمي O سالب وانسجة كليتي
غريبة حقا لم اجد متبرعا تتطابق انسجته مع خاصتي...وامي من فصيلة اخرى,
أبي!!...تركنا كما تقول امي , لذلك لم أسأل عنه ولامرة واحدة...ففكرة السؤال عنه
وحدها تعني انني مهتمة ولو 0.0001% ...وهذا كثير على شخص ان يدعى والدا لم يؤرقه قلبه
وضميره لرؤية ابنته ولو لمرة واحدة..أقسم اننا لو التقينا في الشارع الان لن يعرف
احدنا الاخر مطلقا...هناك احتمال 80% ان تطابق انسجته خاصتي هكذا قال الطبيب لانه والدي
ولأنني ورثت فصيلة الدم النادرة منه..لكن لا!..والف لا لم اسمح لوالدتي بالتفكير
بالامر حتى..وفضلت الانتظار في قائمة المنتظرين للتبرع على ان اراه حتى!...
هذا حالي منذ 3 سنين او اكثر اصبحت اتعب اكثر ويغمى علي بين
فترة واخرى..ممنوع علي الاجهاد الجسدي والنفسي..لذلك منعت من انشطة مدرسية
عدة..واكتفيت بالمراقبة كأي شئ في هذه الحياة...نعم فلا زلت ارتاد معهدا وكادر
الاساتذة يفهمون حالتي الصحية..ولأنني ذكية وممتازة في كل مايطلبون ...لذلك عندما
يفرض علي التزام المشفى من اجل غسيل الكلية والمراقبة الحذرة...لهذا يسمحون لي
بالدراسة هنا والذهاب في اوقات الامتحان
حلمي!..كإي انسان ينبت في داخله حلم يصعب
عليه ازالته..وكإي حلم تمنعه الظروف من التحقق انه امر طبيعي عادي..لكن!..ان تعيش
قرب حلمك تراقبه بحسرة وانت تعلم انه لن يتحقق في يوم من الايام تجاوره لكن لن
تناله..هكذا يصبح العذاب ضعفين والالم مرتين..وانكسارات القلب اعظم..فانا ارتاد
المشفى بل اعيش فيه..اصبح بيتي الثاني اقضي معظم اوقاتي هنا..انظر للاطباء يجولون
ويتحركون ينقذون هذا ويسعفون ذاك ويبتسمون ويحزنون..يشاركون المرضى حياتهم..أشاهد
فقط كالعادة..حلمي امامي,كلما تقدم الوقت اكثر تعبت كليتاي اكثر ولم اجد متبرع حتى
الان..اصبح ارتداء ذلك الرداء الابيض اكثر استحالة...ومع ذلك لن اقول حظي سئ بل
نصف جيد...جعلني اعيش ولو لحظات وهمية هنا...تعرفت على الكثير من المرضى وشاركتهم
آلامهم قدمت لهم المساعدة كلما استطعت وايضا عقدت صداقات بسيطة دون ان ارى تلك النظرة
وذلك الشعور الذي امقته واكرهه اكثر شئ في هذه الحياة "الشفقة" , كلنا
هنا في نفس الوضع وليس هناك شخص افضل من الاخر...الكل يتمنى الشفاء للجميع بحب
ومودة ومشاعر صادقة"
اغلقت مفكرتها خبأتها تحت الوسادة انزلت قدميها
واتجهت تسير الى خارج الغرفة في الممر الطويل تلقي نظرة بعينيها وهي تسير
على كل غرفة تمر بقربها ويستمر كل من يراها يلقي التحية بحب وتبادله الابتسامة
الساحرة التي تداوي القلب وتشعره بالسكينة...وتكمل حديثها
"جئت الى هنا يوم امس بعد ان فقدت وعيي
مجددا ليخبرني الطبيب ان كليتي اليسرى على وشك التوقف حالتها مزرية...صحيح ان
كليتي اليمنى لاتزال تعمل لكنها ضعيفة ايضا...ربما لهذا قررت ان اكتب لأول مرة
وانا التي كنت اسخر من اي شخص يحمل مفكرته ويدون بها كل مايحدث له او يجول في
خاطره..مجرد التفكير بالامر كان يشعرني بالملل...لكن هذا افضل من لاشئ..فلايمكنني
التسبب في ارهاق أخر لامي التي تولت رعايتي لوحدها..وفوق ذلك مرضي المستمر منذ
طفولتي جريها طول النهار, والمجئ للمشفى لرعايتي وأخذي للمعهد في ايام الامتحانات
والعودة بي...وان كنت بخير ستبقى في حالة ترقب دائم تتصل بي بين الحين والاخر
عندما اكون في المعهد بعيدا عن ناظرها...وبسبب حالتي الصحية السيئة فليس لدي
اصدقاء او بالاحرى انا لم ارد ان يكون لي...لم اسمح لاحد بالتقرب مني والاهتمام
بي....لدي فوبيا من شئ يدعى "الشفقة"
ربما يراها الناس امر عادي وانا ربما لمرضي المزمن كرهت تلك النظرة
المشؤومة الخالية من الحب الحقيقي تماما..لهذا ابتعدت عن مخالطة زملائي في
المعهد..لهذا اجد في المشفى ملجأي الوحيد لاتصرف بكامل حريتي وابتسم كعادتي.ويبقى
امر واحد..ربما غباء مني ان افكرفيه..وانا في هذه الحالة لكنها تبقى رغبة كل انسان
"الحب" ..اود ان اقع في الحب ان يجتاح ذلك الشعور كل اركان قلبي ويهيم
بي في عالم ثانٍ ...ينسيني الامي ويحملني الى دنيا اخرى يعطيني حياة جديدة وكأنني
خلقت من جديد معافاة بحظ كامل وايام جميلة واحلام لاتهرب مني لبؤس حالي كما هو
الان..
أنه "قلب واحد فقط" كل ما أتمنى
رؤيته يعطيني كل الحب والامل بعيدا عن الشفقة التي تقتلني بدل ان تساعدني..تدمي
قلبي بدل ان تسعفه..اتمنى حقا الحصول عليه ولو في اخر يوم يتبقى لي في هذه
الحياة..لن أيأس مطلقا رغم اني الزم المشفى اكثر الاوقات..لكن شعور تفاءل وأمل
دائم يدفعني الى البقاء متمسكة بذلك الحلم الغريب في مثل حالتي"
قالت هذا وهي تتجول في الطابق الذي يحتوي
غرفتها ..انهت جولتها بالكامل عائدة الى غرفتها..لتمر بقربه وهي تسير جذبها ان
تمعن النظر فيه كان متوسط الطول ضخم البنية قليلا ابيض كالثلج مع شعر اسود جميل
وملابس انيقة يتحدث في هاتفه :نعم.لقد انهيت معظم الفحوص للتو..وانا عائد
الان..كلا كلا لاتقلقي فهذه المستشفى جيدة ايضا..تلك بعيدة للغاية عن الشركة..حسنا
نتحدث لاحقا
وصلت ميري لباب غرفتها واوشكت على الدخول ليشد اذنيها سماع صوت
ضوضاء قادمة من الباب الرئيسية للمصعد القريب لذا التفتت قليلا وكذلك الرجل الوسيم
ينظر بنفس الاتجاه ..ليخرج الاطباء مع سرير متحرك ينقلون مريضا حالته خطرة مضرج
بالدماء وسمعا انه عامل اصيب اصابات خطيرة في موقع العمل, شعر الرجل بالاشمئزاز
من منظره التفت برأسه جانبا مغمض العينين ووجه مشمئز وهكذا اصبح وجهه بإتجاه ميري
حيث كانت واقفة عند الباب فأبتسمت وضحكت بخفة تنظر له :يبدو انه لايحتمل مثل هذه
المناظر
فتح عينيه تدريجيا وتفاجأ ينظر لها بأستغراب من تلك الابتسامة التي
اختفت فورا الى خجل شديد وهربت تجري لتختفي في الداخل ابتسم بعفوية ...فضول غريب وشغف
اغرب دفعه ليتوجه الى باب الغرفة.
خطوة واحدة فقط منه تكفي لتقلب حياتها رأسا
على عقب...لتخلق لها مستقبلا لم يكن موجودا...لتعيد صياغة مستقبله الواضح بأخر لم
يتخيله يوما,
نظر يمينا وشمالا اغلب المرضى رجال واطفال
ونساء كبار في السن إلا ذلك السرير الذي اختفى مريضه تحت غطاءه الكبير فعلم انها
هي ضحك بعفوية لوى شفته فقد كان يود ان يراها اكثر..وهي تبتسم تحت الغطاء يكاد
خجلها يقتلها..ابعدته قليلا تنظر بطرف عينيها فرآته يستدير ليخرج..لكنه ماكر التفت
بسرعة وصادها تنظر له..وانتهت الاعيبها لن تستطيع الاختباء اكثر ..صدمت به ثم
ابتسمت بخجل وضحك الاثنان بعفوية وبراءة أوما لها وأومأت له ثم غادر الغرفة.
شعرت
بسعادة غريبة...شخص غريب وتصرف اغرب واخرق منها...
وضعت يدها على عينيها :تبا!!...سيظن انني كنت
اضحك عليه..آااه يالحماقتي
وحل المساء ووالدتها تجلس بقربها على كرسي
بجوار السرير تطوي بعضا من ملابسها وميري تربت بالقلم على شفتها تفكر ماذا ستكتب
وتذكرته فبدات تضرب قدميها بالسرير بسرعة بوجه محمر ينفض خجلا رقيقا مثلها فتفأجأت
امها :مابك ايتها المجنونة؟
فزمتت شفتها :لاشئ امي..لاشئ
وغطت وجها بالمفكرة
المفتوحة لاتستطيع نسيان الامر مطلقا :أااووه مالعمل اكاد امووت خجلا هذه اول مرة
يحصل لي مثل هذا الموقف
~ ~ ~
وجاء الصباح كعادته يضيف يوما اخر لعمرها دون
اي تقدم جديد...إلا هو!!
كان على وشك الخروج فقد اكمل اخر فحوص تبقت
له ..مارا من امام باب غرفتها فشده صوت غنائها عاد واقفا امام الباب فرآها تقفز
وترقص تصنع حركات جميلة برشاقة مع صوتها الجذاب الجميل امام طفلة صغيرة مريضة في سريرها
لتخرج من بين الالام والتعب ضحكات جميلة هادئة ..ودون قصد التفتت باتجاه الباب
تنظر فوجدته يرمقها بنظرات جميلة تجمدت مكانها عند رؤيته اطرقت رأسها خجلة وهو
يقترب منها بهدوء .رفعت رأسها فوجدته بقربها تماما ففزعت ولايستمر يبتسم والان ضحك
بخفة عليها :مرحباا ..اول كلمة
رفعت رأسها على مهل بصوت خافت ردت :مرحبااا(وتلعثمت) أأووه بشأن يوم امس ...انا..انا حقا اسفة لم اقصد ان..
فقاطعها قائلا :ولمَ تعتذرين؟!
فرفعت رأسها تنظر له بتفاجأ واكمل :لم تفعلي شيئا خاطئ
فقالت :ولكن انا...
فقاطعها ينظر للفتاة :أااوه لقد نامت حقا!...انت ماهرة للغاية
فانتبهت لها بالفعل قد غفت فأبتسمت :هذا جيد..لقد كانت تتألم بشدة وتأخرت امها في
المجئ هذا الصباح..اتمنى ان تكون بخير( فسألته )أيمكنني ان أسأل لمَ انت في
المشفى؟
فقال :مجرد نوبات من الحمى وتعب وارهاق دائم..لهذا جئت من اجل اجراء فحوص
عدة طلبها الطبيب
فلوت شفتها :هذا جيد
استغرب :وماهو الجيد؟
فقالت :انت
بخير..لست تشكو من شئ خطير
فتوقف مكانه مستغربا يحدق بها :وكيف عرفتِ؟!
فوضعت يدها خلف رقبتها
بابتسامة خجولة :انه لاشئ...بحكم بقائي بالمشفى طويلا..واهتمامي بالطب اعرف القليل
عن الامراض
تفاجأ :هل انتِ مقيمة هنا؟
فلوت شفتها تنظر للارض فشعر بألمها :اسف لم اقصد
هزت يديها امامه :لا لا تهتم..في الواقع اني اتردد
كثيراعلى المشفى..كثيرا ما تأتيني نوبات تعب شديد وعلي ان ابقى تحت المراقبة
فتفاجا اكثر :ولكن مما تعانين؟
فقالت بألم :ضعف حاد في الكيلين منذ طفولتي
اعقب متفاجئا اكثر :وحتى الان لم تجدي متبرعا!!
فهزت رأسها نافية فتألم من اجلها
اكثر ..ارادت ان تغير الموضوع :يوم أمس .أحقا لاتحتمل رؤية الدماء
هز رأسه
فأبتسمت من جديد فأنتبه لها :ماهذا؟ هل ستستمرين بالضحك!(فنفخت وجنتاها خجلة
فضحك عليها )هذا صحيح..تزعجني رؤية هذه المناظر فبقيت متفاجئة
فجأة وجدا
نفسيهما عند الباب الخارجي انسجما كثيرا واستمتعا رغم قصر حديثهما مع ضحكاتها
الساحرة...تفاجأ كلاهما وضحكا بخفة ثم نظر لها وقال :سأغادر الان
فابتسمت له
اوما لها استدار لكنه تذكر وعاد :اسمك!..ماهو؟
ففرحت :جي يونغ..نادني ميري
فتفاجأ :ميري!
أجابت فورا :نعم..ميري..يعني المستقبل
ابتسم :لقد اعجبني..وانا هيتشول
..كيم هيتشول
فأبتسمت :سررت بالتعرف عليك..سيد هيتشول
:وانا ايضا..الى
اللقاء
وغادر تاركا بصمة وسحرا بان أثره في قلبها بسرعة وابتسامتها التي لم تختفي
طوال اليوم
~ ~ ~
ودعت امها عند الباب ذاهبة للعمل فرأته قادم
يحمل بيده عدة اوراق نتائج فحوصه وعلى وجهه ابتسامة لطيفة فأبتسمت سعيدة برؤيته
مجددا وقفت مكانها وانتظرت ان يرفع رأسه ويراها وبالفعل حصل ..تفاجأ بها امامه
مجددا :انت هنا؟؟)
واقترب اكثر فقالت :دائما!
نظرت الى الاوراق بيده وقالت بأهتمام :هل خرجت نتيجة فحوصك؟
هز رأسه وقال :معافى تماما مجرد ارهاق عمل شديد
فرحت ورفعت رأسها تتحدث بغرور :اخبرتك..لاشئ خطير
ضحك عليها وضحكت هي الاخرى ثم سارت معه الى الخارج :هل ستبقين هنا طويلا؟؟
فقالت :لا اعلم ..يتوقف الامر على اوامر الطبيب
هدأت قليلا وقد وصلا عند الباب وقفا امام بعضهما فسألت ببعض من الحزن :أذا ألن تأتي الى هنا مجددا؟
لم تستطع اخفاء حزنها كان ككتاب مفتوح في عينيها بسرعة استطاع قراءته ..تلكأ ماذا يجيب :أمممم لا اعلم..ربما سأتي
اطرقت رأسها ثم نظرت له بلطف :اذا..الوداع!
واسرعت تجري للداخل عائدة الى غرفتها و فاجأته بتصرفها
واقترب اكثر فقالت :دائما!
نظرت الى الاوراق بيده وقالت بأهتمام :هل خرجت نتيجة فحوصك؟
هز رأسه وقال :معافى تماما مجرد ارهاق عمل شديد
فرحت ورفعت رأسها تتحدث بغرور :اخبرتك..لاشئ خطير
ضحك عليها وضحكت هي الاخرى ثم سارت معه الى الخارج :هل ستبقين هنا طويلا؟؟
فقالت :لا اعلم ..يتوقف الامر على اوامر الطبيب
هدأت قليلا وقد وصلا عند الباب وقفا امام بعضهما فسألت ببعض من الحزن :أذا ألن تأتي الى هنا مجددا؟
لم تستطع اخفاء حزنها كان ككتاب مفتوح في عينيها بسرعة استطاع قراءته ..تلكأ ماذا يجيب :أمممم لا اعلم..ربما سأتي
اطرقت رأسها ثم نظرت له بلطف :اذا..الوداع!
واسرعت تجري للداخل عائدة الى غرفتها و فاجأته بتصرفها
ومرت ايام عم الحزن تعابيرها واجتاح قلبها
حتى قلبها تفاجأت من حالتها والدتها احتارت بها :مابك عزيزتي؟
فقالت :لا اعلم امي
هذا ماكانت تشعر به لا اجابة محددة لمشاعرها
فقالت :لا اعلم امي
هذا ماكانت تشعر به لا اجابة محددة لمشاعرها
حتى طرق الباب مجددا رفعت رأسها فوجدته امامها بابتسامته التي بدأت تدمنها شيئا فشيئا :كما قلت لكِ..ربما سأعود وهاقد أتيت
قفزت من مكانها للارض فورا :سيد هيتشول! ...صرخت بأسمه بابتسامة ملئت كل تعابيرها
خرجا للحديقة الكبيرة التي تحيط كل المشفى وقال :كنت كئيبة كثيرا عندما وصلت
لوت شفتها تخجل الاجابة واكمل :أليس لديك اصدقاء؟
فهزت رأسها واستغرب:لماذا؟
فقالت :انا لا اريد
لوت شفتها تخجل الاجابة واكمل :أليس لديك اصدقاء؟
فهزت رأسها واستغرب:لماذا؟
فقالت :انا لا اريد
هيتشول:وهل هناك احد لايريد الاصدقاء في
حياته
ميري: انا
هيتشول :لكن لماذا؟
ميري:لانني اكره شفقتهم نحوي بسبب حالتي
فتوقف مكانه وهي تكمل :لانني منذ طفولتي احظى
بشفقة مثيرة من الجميع لانني كبرت بدون اب..لهذا عندما مرضت ابتعدت عن الجميع
يكفيني ماحظيت به منهم
ليندهش اكثر وسألها :واين والدك؟
فقالت:لا اعلم..ولااريد ان اعلم
ابتسم ثم قال ويتقرب منها :اذا هذا يعني انني مميز
استغربت فأعقب: ألست الوحيد من خرجت معه وتحدثت هكذا
تفاجأت من نفسها حقا وشعرت بالخجل ثم قالت :نعم يبدو ذلك
حدق في عينيها بحب :اذا هل يمكننا حقا ان نكون صديقين!!..انا وانتِ
تفاجأت للغاية من طلبه:سيد هيتشول!
فهز رأسه :كلا..بل نادني اوبا!
فشهقت :ماذا؟!!
واكمل :دعيني اكون كلما تحتاجين...صديقك اخوكِ ابوكِ اي شئ تريدين, موافقة؟
وماعساها ان تقول توقف قلبها للحظات من صدمة ماسمعت وهل هناك شئ كهذا في العالم لم تجب حتى وبقيت مذهولة فخاف من تعابيرها:ميري!..ميري!..مابك؟
فأستيقظت :أاوه لاشئ..انا بخير
وتبدلت نظراتها لاعجاب كبير ونبضات قلب تتراقص من السعادة وأومات له بابتسامتها التي بدأ يغرم بها هو الاخر :ديييه..نعم موافقة او...اوبا
وابتسم كلاهما
فقالت:لا اعلم..ولااريد ان اعلم
ابتسم ثم قال ويتقرب منها :اذا هذا يعني انني مميز
استغربت فأعقب: ألست الوحيد من خرجت معه وتحدثت هكذا
تفاجأت من نفسها حقا وشعرت بالخجل ثم قالت :نعم يبدو ذلك
حدق في عينيها بحب :اذا هل يمكننا حقا ان نكون صديقين!!..انا وانتِ
تفاجأت للغاية من طلبه:سيد هيتشول!
فهز رأسه :كلا..بل نادني اوبا!
فشهقت :ماذا؟!!
واكمل :دعيني اكون كلما تحتاجين...صديقك اخوكِ ابوكِ اي شئ تريدين, موافقة؟
وماعساها ان تقول توقف قلبها للحظات من صدمة ماسمعت وهل هناك شئ كهذا في العالم لم تجب حتى وبقيت مذهولة فخاف من تعابيرها:ميري!..ميري!..مابك؟
فأستيقظت :أاوه لاشئ..انا بخير
وتبدلت نظراتها لاعجاب كبير ونبضات قلب تتراقص من السعادة وأومات له بابتسامتها التي بدأ يغرم بها هو الاخر :ديييه..نعم موافقة او...اوبا
وابتسم كلاهما
بدأت الشمس تغرب, طلب ان يعود بها الى المشفى وعند طرف الحديقة كان الممرض المسؤول عنها واقفا مع كرسي متحرك وفيض من الغضب يشع منه حالما رآها صرخ بها :اين كنتِ؟
فخافت منه واستغرب هيتشول واكمل :أتعلمين كم غضب الطبيب مني..وكم بحثت ولم أجدك..لماذا تذهبين بعيدا ها...هيا اركبي
استاء هيتشول وانزعجت من رد فعله العنيف معها ,فورا رد هيتشول بصوت أجش :انت!..لماذا تصرخ عليها ها..انا من اخذها في نزهة لذا فلتصمت
اتسعت عيناها تحدق به بذهول وتردد الممرض وقال بصوت خافت :أسف ولكن هذه اوامر الطبيب..هيا اركبي مؤكد قد تعبت من السير ولايزال المزيد
فأمتنعت :لا اريد..كم مرة علي اخبارك اكره الصعود فيه...لست عاجزة
فعاد الى غضبه وهيتشول يراقب :يااا وانا كم مرة علي ان اعيد ايضا هذا من اجل صح....
فقاطعها هيتشول بنظراته المرعبة :وانت الى متى ستستمر تصرخ في وجهها..هل تسمي نفسك ممرضا.قالت لك لاتريد لماذا تستمر في ازعاجها
تفأجات مرة اخرى لكن الاخرى اكبر فورا ثنى ركبتيه راكعا وظهره امامها :هيا اصعدي
فعادت خطوة للوراء في ذهول تام :كلا..لا اريد .شكرا لك
حاولت تلافي امر ازعاجه فقالت :سأركب الكرسي لاتقلق
فورا امسك بذراع الكرسي يمنعها ونظر بعيون حادة لها فخافت :قلت لاتحبين..اذا لاتركبي..لاترغمي نفسك..والان هيا قلت اصعدي..على ماذا اتفقنا قبل قليل
ابتلعت ريقها فلامجال للرفض اكثر وانحنت على ظهره بهدوء ونيران غريبة اشتعلت في داخلها بهدوء وكأنه موقد وقلبها الذي بدأ يعصف داخلها وهو لايمكنه الانكار شعر بقشعريرة غريبة واحاطت رقبته بذراعيها وتمسك بها جيدا ونهض ونظر في عيني الممرض نظرات مخيفة :يمكنك الذهاب الان..سأوصلها الى غرفتها بنفسي هل من أوامر اخرى؟
ارتعب الممرض وتلثعم :أاه كلا..لاشئ اخر ..وسحب الكرسي وسبقهما
سمع هيتشول ضحكات خافتة نظر بطرف عينه
فوجدها تبتسم تخفي رأسها كي لا يراها الممرض فقال مستغربا :ماذا هناك؟
فقالت بسعادة كبيرة :لقد تم قصف جبروته لاول مرة...شكرا لك
لتخرجه من المزاج المتعكر ضحك ثم اكملتها بضحكة طويلة يرن صداها في أذانه كأنها سمفونية تعزف له وحده يشعران بسعادة كبيرة
فقالت بسعادة كبيرة :لقد تم قصف جبروته لاول مرة...شكرا لك
لتخرجه من المزاج المتعكر ضحك ثم اكملتها بضحكة طويلة يرن صداها في أذانه كأنها سمفونية تعزف له وحده يشعران بسعادة كبيرة
تفاجأ كل في الغرفة التي تقطنها برجل يحملها
هنا وهم ينظرون بأستغراب لهما وامها التي كانت جالسة عند سريرها يملؤها القلق كبير
ونهضت فور رؤيتها لابنتها هكذا خافت وايضا انزعجت من تصرف ابنتها ..فأخفت رأسها
اكثر بين ذراعها ورقبته وشعر بها وابتسم .. انزلها على السرير بهدوء... فورا صرخت
بها امها :اين كنتي كل هذا الوقت؟
ثم هدأت ترى هيتشول ينظر لها وقد عرف انها امها لذا قدم الاحترام وعرف نفسه :كيم هيتشول سيدتي..سررت بالتعرف اليكِ..انا صديق ميري
ففتحت الام فمها بصدمة :صديق!..انت صديق ميري
ونظرت لابنتها بذهول استغرب تصرفها لكنه نظر لميري وقال :سأغادر الان..اراكِ لاحقا
وغمز لها ليخدرها اكثر وغادر ,عيناها معلقتان به حتى اختفى خارج الغرفة لم تستيقظ الا على ضربات امها المتتالية على كتفها :غبية!..حمقاء!..اين اختفيتي كل هذا الوقت؟..وفوق ذلك تعودين مع رجل اكبر منك كثيرا..هل فقدت عقلك ام ماذا؟؟اي صديق هذا؟؟
كوابل مطر انهارت أسئلة وعتاب فحاولت ميري تهدئتها :اماه..اماه ..امااااه
صرخت بها لتسكت :خرجت اتنفس هواءا طبيبعا فأنا هنا منذ اسبوع..وهذا الرجل ليس كبير كثيرا انه صديقي الجديد هيتشول اوبا
تصدم امها اكثر هوت جالسة على الكرسي :يافتاة؟!..اي صديق؟..ألم تقسمي ان لاتتخذي صديقا مهما حاولت معك تمسكتِ برأيك العنيد
ابتسمت ميري تنظر للباب ابتسامة اعجاب شئ جديد لم تعتد امها رؤيته :ولكن هيتشول اوبا..شئ مختلف تماما عن كل من قابلت.انه صديق حقيقي..
ابتسمت الام بسخرية :اي صداقة هذه.. لقد وقعتِ حقا
فتفاجأت تنظر لامها :اين وقعت؟
فقالت بأبتسامة ماكرة : في الحب ايتها المجنونة...ألم تجدي شخصا اصغر لتحبيه
تفاجأت من كلمة امها:حب!..اي حب امي..لاتعطي الموضوع حجما كبيرا
فقالت الام باصرار :كلا بل هو اكبر مما تتصورين
تتفاجا ميري اكثر بما يجري *هل حقا وقعت في حبه*
~ ~ ~
ثم هدأت ترى هيتشول ينظر لها وقد عرف انها امها لذا قدم الاحترام وعرف نفسه :كيم هيتشول سيدتي..سررت بالتعرف اليكِ..انا صديق ميري
ففتحت الام فمها بصدمة :صديق!..انت صديق ميري
ونظرت لابنتها بذهول استغرب تصرفها لكنه نظر لميري وقال :سأغادر الان..اراكِ لاحقا
وغمز لها ليخدرها اكثر وغادر ,عيناها معلقتان به حتى اختفى خارج الغرفة لم تستيقظ الا على ضربات امها المتتالية على كتفها :غبية!..حمقاء!..اين اختفيتي كل هذا الوقت؟..وفوق ذلك تعودين مع رجل اكبر منك كثيرا..هل فقدت عقلك ام ماذا؟؟اي صديق هذا؟؟
كوابل مطر انهارت أسئلة وعتاب فحاولت ميري تهدئتها :اماه..اماه ..امااااه
صرخت بها لتسكت :خرجت اتنفس هواءا طبيبعا فأنا هنا منذ اسبوع..وهذا الرجل ليس كبير كثيرا انه صديقي الجديد هيتشول اوبا
تصدم امها اكثر هوت جالسة على الكرسي :يافتاة؟!..اي صديق؟..ألم تقسمي ان لاتتخذي صديقا مهما حاولت معك تمسكتِ برأيك العنيد
ابتسمت ميري تنظر للباب ابتسامة اعجاب شئ جديد لم تعتد امها رؤيته :ولكن هيتشول اوبا..شئ مختلف تماما عن كل من قابلت.انه صديق حقيقي..
ابتسمت الام بسخرية :اي صداقة هذه.. لقد وقعتِ حقا
فتفاجأت تنظر لامها :اين وقعت؟
فقالت بأبتسامة ماكرة : في الحب ايتها المجنونة...ألم تجدي شخصا اصغر لتحبيه
تفاجأت من كلمة امها:حب!..اي حب امي..لاتعطي الموضوع حجما كبيرا
فقالت الام باصرار :كلا بل هو اكبر مما تتصورين
تتفاجا ميري اكثر بما يجري *هل حقا وقعت في حبه*
~ ~ ~
ومرت ايام عدة واصبحت تنتظر كالمجنونة قدومه
وتحسنت حالها اكثر حتى كليتها اليسرى اصبحت افضل قليلا واستقر حالها تقريبا خبر
جيد يضاف الى سعادتها التي لاتوصف.
واليوم خبر اخر جيد..قال الطبيب :هناك متبرع
من فئة دمك..لقد اتصلوا بي من وحدة التبرعات اليوم بانه سيأتي الينا لأجراء كل
الفحوص.. لدي امل كبير
غمرتها سعادة كبيرة:حقا؟؟.. فرحت الام ايضا
انتظرت وانتظرت وحل المساء ولم يأتي ومع كل ساعة تمر تتلاشى سعادتها تدريجيا معها ... ثواني ودخل الطبيب بوجه حزين قرأت الاجابة على وجهه منذ اول نظرة منها اليه فأطرقت راسها ..اصبح بقربهما :أسف..لقد امتنع عن القدوم...يطلب مالا كثيرا
شعرت ميري حينها بأختناق شديد و استاءت الام مجددا لكن ما ادهشها هو تصرف ابنتها الغريب..غادر الطبيب وجلست بقربها :ميري!...مالخطب؟
لم تجبها استلقت بسرعة وغطت نفسها بالكامل كانت على وشك البكاء لكنها استغربت تسأل نفسها بحيرة :لماذا؟..اشعر بالضيق فجأة وانا لم اهتم مطلقا رغم كل ما مررت به من مواقف مع المتبرعين
غمرتها سعادة كبيرة:حقا؟؟.. فرحت الام ايضا
انتظرت وانتظرت وحل المساء ولم يأتي ومع كل ساعة تمر تتلاشى سعادتها تدريجيا معها ... ثواني ودخل الطبيب بوجه حزين قرأت الاجابة على وجهه منذ اول نظرة منها اليه فأطرقت راسها ..اصبح بقربهما :أسف..لقد امتنع عن القدوم...يطلب مالا كثيرا
شعرت ميري حينها بأختناق شديد و استاءت الام مجددا لكن ما ادهشها هو تصرف ابنتها الغريب..غادر الطبيب وجلست بقربها :ميري!...مالخطب؟
لم تجبها استلقت بسرعة وغطت نفسها بالكامل كانت على وشك البكاء لكنها استغربت تسأل نفسها بحيرة :لماذا؟..اشعر بالضيق فجأة وانا لم اهتم مطلقا رغم كل ما مررت به من مواقف مع المتبرعين
واشرقت الشمس من جديد..كانت متعبة مرهقة
لاتعرف لماذا كل هذا الالم يراود قلبها حتى رأت الطبيب مسرعا نحوها وقال :لقد وجدت
متبرعا اخر
كل ذلك التعب اختفى بثانية وأخذت تقفز فوق السرير كالمجنونة وشعرها يتطاير في الهواء وفرح جميع من حولها لها تبقى امها في ذهول من تصرفها الغريب فجأة
كل ذلك التعب اختفى بثانية وأخذت تقفز فوق السرير كالمجنونة وشعرها يتطاير في الهواء وفرح جميع من حولها لها تبقى امها في ذهول من تصرفها الغريب فجأة
اجريت الفحوص للمتبرع وانتهى الامر بخير
وليس عليهم الان سوى الترقب...مساءا تتحدث في الهاتف :دييه اوبا..غدا ستظهر نتيجة
الفحوص لقد مر اسبوع بالفعل.
يبتسم بسعادة جالس في مكتبه الفخم والظلام من حوله فقال بلهفة :حقا!..اذا سأتي في الغد...نعم هذا اكيد..انتبهي لنفسك..ارتاحي جيدا..اراك غدا..واغلقا الخط واستلقت فورا تحتضن الهاتف الى صدرها بسعادة عاشقة مرهفة
يبتسم بسعادة جالس في مكتبه الفخم والظلام من حوله فقال بلهفة :حقا!..اذا سأتي في الغد...نعم هذا اكيد..انتبهي لنفسك..ارتاحي جيدا..اراك غدا..واغلقا الخط واستلقت فورا تحتضن الهاتف الى صدرها بسعادة عاشقة مرهفة
وهو ينظر الى مكتبه الفارغ وفي صدره فراغ
اكبر منه.
نهض ينظر الى ناطحات السحاب من نافذته يديه في جيوبه وتنهد طويلا :هيتشول؟..الى متى ستبقى هكذا..تقتلك الوحدة تسحبك كدوامة سوداء..في حياة وجدت نفسك فيها فجأة لم تختر اي ركن منها وعليك ان تكمل...حتى الحب!
ابتسم ساخرا :حتى هذا وجدت نفسي فيه فجأة دون ان يحظى قلبي بفرصة الاختيار كإي قلب على الحب ان ينبض فيه ويتسلل اليه كما تشق فروع الدماء طريقها فيه...لكن! ميري شخص أخر غريب في حياتي ,يطرق فجأة
نهض ينظر الى ناطحات السحاب من نافذته يديه في جيوبه وتنهد طويلا :هيتشول؟..الى متى ستبقى هكذا..تقتلك الوحدة تسحبك كدوامة سوداء..في حياة وجدت نفسك فيها فجأة لم تختر اي ركن منها وعليك ان تكمل...حتى الحب!
ابتسم ساخرا :حتى هذا وجدت نفسي فيه فجأة دون ان يحظى قلبي بفرصة الاختيار كإي قلب على الحب ان ينبض فيه ويتسلل اليه كما تشق فروع الدماء طريقها فيه...لكن! ميري شخص أخر غريب في حياتي ,يطرق فجأة
وجاء اليوم المنشود وميري لم تحتمل الانتظار
في غرفتها بل وقفت تنتظرها عند باب غرفة الطبيب وجلبت امها معها ..وخرج الطبيب
مطرق الرأس خافت ميري كثيرا وقالت بلهفة :هل..هــ...
فقاطعها يجيب بأستياء :أسف..لايوجد توافق كبير يسمح بأجراء العملية
.. شهقت ميري, وقتها وصل هيتشول الى غرفتها فلم يجدها استغرب بدأ يتلفت يبحث بعينيه في الممر.
قالت للطبيب بصوت مخنوق :مجددا!..ارجوك..هل تقول الحقيقة؟
هز رأسها وهو مندهش من تعابيرها الجديدة وكذلك امها وترقرقت الدموع في عينيها فقال متفاجئة :مابالك ميري؟..كنت اخر شخص يهتم بشأن التطابق وانتظار المتبرعين..مالذي حصل لكِ فجأة
كلماته جعلتها تفيق نظرت له بذهول :ما..ماذا؟..انا حقا مالذي يجري معي؟
التفتت ولاتزال في دهشتها فرأته يبحث عنها ينظر هنا وهناك حتى تلاقت عيناهما وسالت دموعها حقا :انا السبب ماكان علي فعل ذلك
بدأت بالجري مغمضة العينين تغسل دموعها وجنتيها ,مرت بقربه بسرعة رهيبة تفاجأ للغاية ثم نظر لامها والطبيب ثم التفت بسرعة لحق بها ينادي :ميري!
لكنها ابتعدت عنه بمسافة كبيرة واضاعها وسط زحمة المرضى.
فقاطعها يجيب بأستياء :أسف..لايوجد توافق كبير يسمح بأجراء العملية
.. شهقت ميري, وقتها وصل هيتشول الى غرفتها فلم يجدها استغرب بدأ يتلفت يبحث بعينيه في الممر.
قالت للطبيب بصوت مخنوق :مجددا!..ارجوك..هل تقول الحقيقة؟
هز رأسها وهو مندهش من تعابيرها الجديدة وكذلك امها وترقرقت الدموع في عينيها فقال متفاجئة :مابالك ميري؟..كنت اخر شخص يهتم بشأن التطابق وانتظار المتبرعين..مالذي حصل لكِ فجأة
كلماته جعلتها تفيق نظرت له بذهول :ما..ماذا؟..انا حقا مالذي يجري معي؟
التفتت ولاتزال في دهشتها فرأته يبحث عنها ينظر هنا وهناك حتى تلاقت عيناهما وسالت دموعها حقا :انا السبب ماكان علي فعل ذلك
بدأت بالجري مغمضة العينين تغسل دموعها وجنتيها ,مرت بقربه بسرعة رهيبة تفاجأ للغاية ثم نظر لامها والطبيب ثم التفت بسرعة لحق بها ينادي :ميري!
لكنها ابتعدت عنه بمسافة كبيرة واضاعها وسط زحمة المرضى.
جاب الحديقة طولا وعرضا ساعة مرت وهو على هذا الحال..بينما هي جالسة تحت شجرة ضخمة في طرف بعيد من الحديقة مكانا اعتادت الاختباء فيه عندما تتعبها نفسها والعالم بما فيه تضم ساقيها لصدرها تحتضنهما تخفي وجهها بينهما:لماذا اصبحت هكذا فجاة كل همي ان اجد متبرعا..
رفعت رأسها ودموعها تترك اثرا على وجنتيها :انا السبب ماكان علي ان اكسر الوعد الذي وعدته لنفسي..لماذا اهتممت به وسمحت لنفسي بالتعلق به..هكذا سيصعب علي الرحيل ببساطة كما كنت اعيش قبل رؤيته..هل حقا انا...
ليقاطعها جاء من الخلف :انت هنا؟!
رفعت رأسها قليلا تنظر له والشمس تلمع بأشعتها البراقة على وجهه الثلجي تزيد في عذابها , تنهد بعد تعب شديد وجلس برفق بقربها وضم قدميه له مثلما تفعل تحدق به بسحر واعجاب دون ان يشعر حتى التفت ينظر لها فنظرت للامام فورا ولاحظ اثار الدموع التي لم تجف بعد وسأل :هل تبكين حقا؟..اعتقدت بانك لاتعرفين البكاء
لوت شفتها وقالت :وهل هناك احد لايعرف البكاء...لماذا ظننت ذلك؟
يحدق بها بشغف :لأنني رأيتك ملاكا بقلب لايعرف الحزن..ظننتك لاتعرفين سوى الابتسام
كالصاعقة ضربت قلبها التفتت على مهل تنظر فوجدته يرمقها بنظرات والهة ملئها الشغف ليزيد في حيرتها اكثروحدثت نفسها *لكنك السبب في بكائي* ..نظر للامام :لاتبكي..لايليق بكِ...يوما ما ينتهي كل شئ حتى الالام لابد لها ان تنتهي .. تعجب به اكثر
نهض ونفض غبار ملابسه :هيا..فلنعد للداخل...قبل ان يأتي ذلك الممرض المهووس
فتذكرته وضحكت بخفة وفرح لرؤية ابتسامتها من جديد ونهضت ..اخذت نفسا عميقا التفت ليسير فأوقفته قائلة :هيتشول اوبا!...شكرا لك كثيرا لانك تبقى بجانبي...ونحن لانعرف بعضنا حتى
ابتسم وعاد لها امسكها من اكتافها يخفض رأسه يمعن النظر في عينيها الجميلتين ارتعش للمسته سائر جسدها وقال :ان قلت هذا الكلام مرة اخرى فسوف اتخاصم معك..انا وانتِ صديقين مقربين منذ اول يوم, مفهوم؟
لحظات مرت يمعنان النظر في بعضهما شعر بشئ غريب عليه لذا بلاوعي اصبح يقترب ببطء مغمض العينين طبع قبلة رقيقة كالمشاعر التي بدأت تهاجم قلبه وتعصف ببطء وهي بعينين متسعتين تحدق بعد ان كانت مجرد مشاعر خفيفة الان هبت عواصف الحب حقا على قلبها انتبه لنفسه فأبتعد برفق ابتلع ريقه... ثم ابتعد بسرعة وبدأ بالسير :هيا..تعالي .. ابتسمت بسعادة تنظر له بهيام ثم راحت تقفز كالاطفال تلحق به
وصلا عند الباب وتنهدت امها الصعداء
عندما رأتها واقفة بقربه امام الباب ثم احتارت في ضحكات ابنتها والسعادة التي
اصبحت لاتظهر الا في حضرته وشعرت ببعض القلق... بأبتسامة قال :نامي فورا
لترتاحي.... وأشار باصبعه :لادموع بعد الان مفهوم؟!
ابتسمت وهزت رأسها :الى اللقاء اوبا .. ودعها ورحل.
ابتسمت وهزت رأسها :الى اللقاء اوبا .. ودعها ورحل.
التفتت لتختفي سعادتها بنظرات امها التي تكاد
تأكلها اطرقت رأسها تزمت شفتها ما إن اقتربت منها بدل الضرب الذي كانت تتوقعه وجدت
نفسها بين ذراعين امها تربت على شعرها :عزيزتي!..قلقت عليكِ كثيرا..هذه اول مرة
تتأثرين هكذا
فابتسمت تضم امها :لاتقلقي انها مرة عابرة وحسب
وابتعدت عنها فقالت لها :كلا ليست عابرة..ستتكرر كثيرا...فلم يعد انسانا عاديا بالنسبة لكِ
تفاجئت من كلماتها :ماذا تقصدين؟
فقالت لها :اقصد انكِ..قد وقعتِ في حبه حقا..لهذا لم تعودي تحتملين فكرة الابتعاد عن هذا العالم كما في السابق
اخفضت ميري رأسها ولم تجب ببنت شفة فعلمت الام ان كل كلمة قالتها كانت في محلها لاتعلم هل تفرح ام تحزن من اجل ابنتها التي لاتعلم ماهو مصيرها بالضبط
فابتسمت تضم امها :لاتقلقي انها مرة عابرة وحسب
وابتعدت عنها فقالت لها :كلا ليست عابرة..ستتكرر كثيرا...فلم يعد انسانا عاديا بالنسبة لكِ
تفاجئت من كلماتها :ماذا تقصدين؟
فقالت لها :اقصد انكِ..قد وقعتِ في حبه حقا..لهذا لم تعودي تحتملين فكرة الابتعاد عن هذا العالم كما في السابق
اخفضت ميري رأسها ولم تجب ببنت شفة فعلمت الام ان كل كلمة قالتها كانت في محلها لاتعلم هل تفرح ام تحزن من اجل ابنتها التي لاتعلم ماهو مصيرها بالضبط
ونامت وهي تحتضن وسادتها بقوة بأبتسامة وردية لم تفارقها ووالدتها تنظر لها تنام بقربها وقالت :اصبح الوضع
مختلفا الان..لقد حصل ماكنت اخشاه ووقعت في الحب...سيصبح الان كل يوم معاناة ان لم
تجد متبرعا وصحتها في استياء...هذا يكفي عليه ان يتحمل المسؤولية ولو لمرة
واحدة..انها ابنته ايضا
~ ~ ~
~ ~ ~
مدد هيتشول يديه في
الهواء متعب من عمل مستمر منذ اوائل ضوء الصباح..لذا خرج ليستنشق بعض الهواء خارج
مكتبه...بارد على عكس مايكون عليه عندما يتواجد بقرب ميري
تخرجه من غفلته تلك بصوتها تناديه :اوبااا!!
صرخت بأسمه عاليا بقلب ملئ بالشوق والحب فورا عرفها التفت لم يلحق ان ينظر حتى كانت قد قفزت نحوه تحيط رقبته بذراعيه واصبح وجهها تماما بجانب وجهه :اوبااا...اشتقت لك حقا كثيرا
أبتسم لها ثم امسكها من ذارعيها لتقف امامه وقال :وانا ايضا
فقالت بدلال :لكنني مستاءة منك للغاية
فقال :لماذا؟
فقالت بأستياء اكثر :وفوق ذلك لاتعلم...لم توصل خطيبتك للمطار..ولم تستقبلها اليوم حتى ..كنت اتحرق شوقا لرؤيتك هناك تستقبلني
فلوى شفته :اسف..لكنني حقا نسيت
أنزعجت اكثر وافلتت ذراعيها منه تفاجأ :توقفي تعلمين انني مشغول كثيرا
فقالت بدلال :حسنا..سأحاول..ولكن لايمكنك الهروب مني اليوم
سأل بملل :وماذا هناك اليوم؟
فقالت :بما انني عدت اليوم ساعد لنا العشاء..لذا ليس لديك سوى الحضور
فأبتسم :لاتقلقي مؤكد سوف آتي...سأذهب للحديث مع والدك..واحضره معي يمكنك ان تسبقينا الى المنزل
فأومأت له ثم غادرت قبله, التفت ولم يبقى على المكتب سوى بضع مترات ليتفاجأ بأم ميري واقفة عند الباب ودخلت عنوة بعد صراع وشجار مع الموظفة وابتعدت الموظفة عن الباب ...عقد حاجبيه محتارا وتقدم بخطى سريعة نحو الباب الذي لم يكن مغلقا تماما اراد وضع يده على المقبض ليفتحه لكن اوقفه مكانه بل جمد قلبه ما بدأ يسمعه :فقط لمرة واحدة...مرة واحدة تحمل المسؤولية وانقذها..لقد بدأت تنهار تماما..ستتوقف احدى كليتيها عما قريب...لا احد يضمن لي كم ستبقى حية
وتنخرط في بكاء عميق وهيتشول فاغر فاه في صدمة وذهول وتكمل :ليس لدي غيرها في هذه الحياة انها كل حياتي...ارجوك!..انا لم اطلب منك اي شئ طيلة حياتي...انها ابنتك ميري ابنتك ايضا انقذها..ستكون هذه اخر مرة اطلب شئ منك اتوسل اليك
تخرجه من غفلته تلك بصوتها تناديه :اوبااا!!
صرخت بأسمه عاليا بقلب ملئ بالشوق والحب فورا عرفها التفت لم يلحق ان ينظر حتى كانت قد قفزت نحوه تحيط رقبته بذراعيه واصبح وجهها تماما بجانب وجهه :اوبااا...اشتقت لك حقا كثيرا
أبتسم لها ثم امسكها من ذارعيها لتقف امامه وقال :وانا ايضا
فقالت بدلال :لكنني مستاءة منك للغاية
فقال :لماذا؟
فقالت بأستياء اكثر :وفوق ذلك لاتعلم...لم توصل خطيبتك للمطار..ولم تستقبلها اليوم حتى ..كنت اتحرق شوقا لرؤيتك هناك تستقبلني
فلوى شفته :اسف..لكنني حقا نسيت
أنزعجت اكثر وافلتت ذراعيها منه تفاجأ :توقفي تعلمين انني مشغول كثيرا
فقالت بدلال :حسنا..سأحاول..ولكن لايمكنك الهروب مني اليوم
سأل بملل :وماذا هناك اليوم؟
فقالت :بما انني عدت اليوم ساعد لنا العشاء..لذا ليس لديك سوى الحضور
فأبتسم :لاتقلقي مؤكد سوف آتي...سأذهب للحديث مع والدك..واحضره معي يمكنك ان تسبقينا الى المنزل
فأومأت له ثم غادرت قبله, التفت ولم يبقى على المكتب سوى بضع مترات ليتفاجأ بأم ميري واقفة عند الباب ودخلت عنوة بعد صراع وشجار مع الموظفة وابتعدت الموظفة عن الباب ...عقد حاجبيه محتارا وتقدم بخطى سريعة نحو الباب الذي لم يكن مغلقا تماما اراد وضع يده على المقبض ليفتحه لكن اوقفه مكانه بل جمد قلبه ما بدأ يسمعه :فقط لمرة واحدة...مرة واحدة تحمل المسؤولية وانقذها..لقد بدأت تنهار تماما..ستتوقف احدى كليتيها عما قريب...لا احد يضمن لي كم ستبقى حية
وتنخرط في بكاء عميق وهيتشول فاغر فاه في صدمة وذهول وتكمل :ليس لدي غيرها في هذه الحياة انها كل حياتي...ارجوك!..انا لم اطلب منك اي شئ طيلة حياتي...انها ابنتك ميري ابنتك ايضا انقذها..ستكون هذه اخر مرة اطلب شئ منك اتوسل اليك
ليهوي هيتشول جالسا على
احد الكراسي القريبة يهذي :ميري ابنته!..اخت جي وون!!)
.........يتبع ❥❥❥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق