. > حافة الحياة < .
أيّ كان ما ستفعله ستندم عليه، و إن لم تفعل شيئاً ستندم أكثر..
سُمعتْ الصرخة العالية التي أطلقتها والدة تشين السيدة سونيا
في البيوت المجاورة ، فعرفوا أن زوجها يضربها مرة آخرى
رغم أن بعضهم فكّر وهلةً أن الوقت متأخرٌ جداً على أن يقوم
زوجها بذلك، فقد تجاوزت الثانية صباحاً
لكنهم إستدركوا أن الأخير لا يتوانى ضربها لأي سبب تافه و
أحياناً دون سبب
لا شك أن عدداً من الجيران الذين سمعوا صرختها تجاهلوا أن
يتصلوا بالشرطة ، أو أحد جمعيات حقوق المرأة و الطفل
ففي كل مرة يفعل أحدهم ذلك ، تنكر سونيا الأمر على نحو كان
يثير دهشتهم و غضبهم في ذات الوقت
لم يفهموا سبب تصرفاتها هذه أو يعرفوا الحقيقة وراء تسترها على
رجل كهذا حتى و إن كان زوجها
لكن ما يجهله الجميع حتى تشين نفسه هو أنها تفعل هذا عن ماضي
يلوح فوق رأسها كغراب عملاق شديد السوادّ
فزوجها ضابط الجمارك المتقاعد ، في وقت مبكر قبل الآن و عندما
كان تشين طفلاً
بلغت زوجته عن ضربها ، لكنه و بعلاقته الواسعة ، التي خولته
الإفلات من مسألات الشرطة
و العودة للمنزل، غير أنه عندما عاد لم يضربها تلك المرة
أكتفى بأخذ تشين منها لثمانية شهور دون أن تشتم له رائحة
و بعد أن كبر تشين أصبح يهددها أنه سيقوم بأخذه و قتله دون أن
تجد لجثته سبيلا
إنتصبت قائمة تشين الآن في موقفه لحظة، كأنه شجرة نخيل فتية،
رغم ما تراه فيه من صغر حجم إلا أنه يمتلك جسداً رياضياً نسبةً لصغر سنه
جميع خلاياه أُستُفزت للصرخة التي سمعها من أمه، فأسقط مافي
يده من ملابس
وهّم بالركض ناحيتها بكل ما أُوتي من سرعة،
تكررت صرخة أُمِه في هيسترية وهي تحمي رأسها بذراعيها مما
ينهال عليها زوجها من ضرب عشوائي،
فما كان من تشين إلا أن يقفز على ظهر والده شاتماً له، ثم غرس
أظافره في فروة راس أبيه و يشد على شعره الأسود،
لم يحتاج الأخير الكثير من الجهد ليرمي به أرضاً جانب أمه
ثم يفك حزام بنطاله:
- أيتها الفاجرة، أنت و
إبنكِ هذا.. أعلم أنه ليس ولدي.
كانت تلك جملته الدائمة قبل أن يضرب تشين في كل مرة، كأنه يبرر
لنفسه أو لهما ما يفعله دون مبرر في الحقيقة
تشين الذي أراد النهوض مرة آخرى ، إحتضنته والدته حاميةً له
بضعف تترجاه
فأخذت النصيب الأكبر من ضرب الحزام، حتى توقف زوجها
ثم ترنح نحو الأريكة ليسقط جسده فيها متمتماً ذات الشتائم
رفع تشين جسد امه المتألم و مسح دموعها الغالية عليه و التي
أقسم بها بينه وبين نفسه أنه لن يسكت ، ليس مجددا وليس اليوم
ولم يكن في باله غير صديقه و جاره تشومين الذي يماثله في عمر
التسع عشر عاماً و يشاركه في الألم و يواسيه في ضعفه
فتشين لم يكن يترك العنان لدموع غضبه الا أمام تشومين الذي
يكتفي بالتربيت على ظهره دون التفوه بكلمة ، فهو يرى أن الصمت في المساوة هو اجدى
أنواعها وما الكلمات في هكذا مواقف سوى مجاملات سخيفة
و الأخير الذي سمع عمه تشانغ الذي يعمل محامياً قبيل إسبوع يحكي عن وضع سونيا
من
الناحية القضائية،
فإقترح على تشين ما سمعه من عمه بالحرف الواحد
عليه اولاً أن يرفع قضيه ضد والده ، بدافع أنه قام بأخذ منزل
أمه الموروث و باعه من دون علمها ، ثم يكشف بعدها أمام القاضي و هيئة المُحَلَفين
عن تعنيفه لهما سوى بالفعل أو الكلام
ختم تشومين وقتذاك حديثه بالجملة التي تترد الآن داخل عقل تشين:
- أضمن لك بعدها أن تمنح والدتك الطلاق و تعويض مادي (نكزه بكوعه
مبتسما) فقط كن قويا و أنا معك (مدّ له بطاقة مدون عليها مكان عمل عمه تشانغ)
بعد ساعات مضى بهنّ الوقت على مهل كان تشين قد حسم أمره بشكل
قطعي و كامل، فقصد موقف الحافلات قاصداً مؤوسسة سيدلي أوستن على وجه الخصوص
بعد أن أخطر والدته بوجهته على شكل ملاحظة تركها على باب
الثلاجة كما جرت العادة بينهما
كتب ملاحظته هذه المرة بإسهاب، لكنها أوضحت ما ينوي القيام به،
تخطى ممر الإستقبال بعد تردد دام لفترة يعجز عن تحديدها، و لا
يمكنه نكران خوفه من فتح هذا الباب الذي لا يُحِط بما خلفه خٌبرا
كما تخطى موظفة الإستقبال التي سألته عن كيفية قيامها بخدمته،
في الحقيقة هو لم يسمعها جراء الطنين الذي يضرب داخل عقله
قصد المصعد و ضغط على الرقم 12 كما أوصاه تشومين ، فٌتح باب
المصعد، فسار الهويني في الممر الضخم يقرأ ما كتب على أبواب المكاتب الزجاجية
ريثما يلمم شتات شجاعته و يسأل عن المحامي تشانغ
مرت دقائق طويلة أخرى قضاها تشين ذهاباً و إياباً فهو تمنى لو
يسأله أحد العاملين هنا عن ما يريد ليريحه من هم المبادرة
حتى إرتعشت أقدامه عندما
أوقفته يد من الخلف، و شهق من قوة سحبها له لتلفته ولم تكن سوى أمه المتسارع نفسها مع وتيرة
صدرها علواً و هبوطاً
هتفت بصوت يختلجه الزعر:
- هل جننت؟ لنخرج من هنا حالاً.
نفض تشين يده والدته عنه في عنف غير مقصود فعقله الذي يحمل
هماً يفوق سنه الصغير بأعوام جعل ردود أفعاله غير واعية:
- لن أخرج، ثم أنا أعقل من أي يوم مضى في حياتي (ضغط بساعديه على
عضد والدته) سنرفع عليه قضية سنشتكيه أمي لن نخرج من هنا ولن نعود قبل ذلك.
ثم أفلتها و سار مبتعداً أمامها ليسأل دون أدنى تردد أول موظفة
وقفت ترقب ما يحدث :
- أسأل عن المحامي لي تشانغ.
وقبل أن تفتح الموظفة ثغرها لتجيب ، هتفت سونيا ببكاء:
- هل هو تشانغ من دفعك لتأتي هنا؟ هل هو من حرضك؟
تجاهل تشين اسئلة أمه التي إرتقى صوتها للصراخ بمعاودة طلب
الموظفة :
- فقط دليني على مكتب المحامي تشانغ .
أخذت أطراف تشين ترتعد بين صمت الموظفة و صراخ أمه الباكي ،
إلتفت نحو الأخيرة ليرى وجهها الشاحب الذي تدرج لونه للصُفرة التي يختلجها ازرقاق
كدمات ضرب والده لها، بجانب عينها و أسفل فمها
إمتلئت عينيه بدموع العجز و الفشل ، شعر أن كل ما خطط له جيداً
قد أفلت من يديه هو توقع أن تعانده أمه، و توقع أن يكون أقوى، أن يصمد ، أن
يقنعها، أن يرفعا القضية أن يكسباها ، أن و أن و أن . . . .
فهرب بخطوات واسعة يعاند دموع قهره، أخذ يسير بلا هوادة و أمه
خلفه تصرخ محدثة جلبة في كامل الطابق الثاني عشر
جلبة تسللت بين الجدران حتى وصلت لمسامع كيو هيون و إيفا التي
سكتت عن إكمال جملتها
إلتفتت هي و كيو هيون ناحية مصدر الصوت، و الأخير الذي سبقها
بخطواته و فتح باب مكتبه ليتضح الصوت
صوت سونيا وهي تصرخ وتهتف باكية بصوت مبحوح تناشد إبنها:
- تشيين، تشيين، تشييناه .. بني توقف أرجوك.
خرجا للرواق الواسع الذي بات مليئاً بالموظفين و المُوكِليّن
الذين يتبادلون نظرات مترنحة مليئة بالأسئلة
إيفا التي وقع نظرها على مصدر هذه الضجة ، تلك المرأة المتشبثة
ثياب صبي من دبره، و ترجوه ان يتوقف عما ينوي فعله
لسبب تجهله حُرك قلبها برياح ألم طفيف، ذكرها وجه هذه المرأة
بوجه أمها، حولت نظرها الى الصبي
فوجدت ذاك الإلتماع في عينيه الذي ذكرها ايضاً بنفسها من
الماضي، إلتماع غضب ممزوج بقدر من العجز و الضياع
نبر تشانيول الذي حضر بصحبة سول فشكل أربعتهم مُعيناً هندسياً
ضيقا حول تشين و سونيا:
- ما الذي يحدث هنا؟
رمقهم تشين بنظرة متوترة :
-أبحث عن المحامي لي تشانغ ، أريد رفع قضية.
وعلى نحو سريع رفع كيو هيون ذراعه لرجليّ الأمن ألا داعٍ
لتدخلهم، ثم فتح الباب الزجاجي الأقرب منه و إستهل:
- لنتحدث في الداخل.
جلس الجميع حول الطاولة التي تتوسط غرفة الإجتماعات قليلاً ما
تستخدم ، الا كيو هيون الذي ظل واقفاً مشرأب عنقه،
بعد أن عرف سونيا و تشين عن نفسيهما
بعد أن عرف سونيا و تشين عن نفسيهما
إيفا، تشانويل، سول، سونيا و تشين الذي دس تحت الطاولة تشابك
أصابعه و قدمه التي لا تكف عن الإهتزاز
و الذي وجد نفسه في مواجهة إيفا، بالرغم من مظهرها
الأشعث الذي يعطي إنطباعاً بأنها نهضت من السرير و إرتدت أول ملابس وجدتها أمامها
لاحظ بإرتباك أنها تتمتع بوجه هادئ، و إبتسامة سلام
كان كيو هيون أول من قطع الصمت الذي عبئ الجو سماكته:
- ولما المحامي لي تشانغ على وجه الخصوص؟ هل انتما مُوكِلاه؟!
هزّ تشين رأسه الى الجانبين، لم يزيد شيئاً بدا كأنها غارق في
مستنقع من الذنب و الحسرة
عاد كيو هيون توجيه الحديث الى سونيا بعد أن سعّر ثيابها
المتواضعة :
- لديكِ ملفٌ مسبق في المؤوسسة أم أن هذه أول زيارة لكِ عندنا؟
سونيا وهي تجاهد دمعها:
- آسفة على ما بدر منا (تجاهلت اسئلة كيو هيون محنية الرأس)
سنرحل.
رفع عندها تشين رأسه و بصق ما إعتمل في صدره دفعة واحدة:
- - لن نرحل، نحن هنا لرفع قضية على والدي (إلتحمت حدقتيه
المهتزة بوجه كيو هيون) و نحن لا نملك ملفاً هنا، هذه أول مرة.
إستأنف الأخير بينما يريح جسده على المنضدة :
- عليكما أولاً إتباع القوانين و الإجراءت، بدءً بفتح ملف و
إيداع مبلغ للضمانة.
إنجلي صوت إيفا بحدة كأنها ألقت القبض على قاتلاً بالجرم
المشهود، متجاهلة تعليمات كيو هيون التي لم يفرغ منها:
- هل هو يقوم بضربك؟!!
صعق السؤال لُب سونيا و إنعقد لسانها، و إلتفت بكفن من الفزع و
الأرتباك ناحية إبنها و عينيها ترجوه ألا يتفوه بنعم.
بيد أن ترجيها ذهب مع الرياح، عندما اعرب تشين بنبرة تظهر
حقداً يانعاً :
- بل كلينا.
إتسعت عينا سول حتى كادت تخرج عن محجريهما، مصدرةً شهقة خافتة
لكنها سُمعت من قبل الجميع
تفحص تشين سول بنظرة خارقة ثم رمق كيو هيون بطرف عينيه يسأله:
- و كم المبلغ الذي يجب علينا إيداعه؟
أجاب المعني :
- 500$ تحت الضمانة ، بجانب نفس المبلغ تقريباً عند إنتهاء القضية.
صمت كيو هيون ولم يجرؤ تشين حتى على إلتقاط أنفاسه، و تصدع
كامل مستقبله المشرق الذي رسمه في مخيلته
فهو و والدته لم يسبق أن كان بحوذتها هذا المبلغ، كما كان
واضحاً بالنسبة للجميع
رمت إيفا سهام عينيها الثائرة على كيو هيون :
- ألا يمكننا إحالة هذه القضية لقائمة قضايا الصالح العام؟!
تنهد كيو هيون وإرتدى قناع اللامبالة التي تتبعه:
- نحن مؤوسسة محاميين ولسنا جمعية خيرية.
كانت جملة كيو هيون بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل بكاء تشين،
الذي حبسه طويلاً فإنفجر
ربتت سونيا على كتفي إبنها تحثه على النهوض، بالرغم من تخوفها
الذي كانت تظهره و عناد إبنها لكنها تمنت داخلها ألا يرضخ تشين لها
لكن الآن وقد مات الأمل حديث الولادة داخلها، أخذت تحث ولدها
على النهوض
ثم أحنت رأسها بنبرة مذعنة عن من قضت حياتها كلها كعبدة مأمورة:
- نحن نعتذر على تضيع وقتكم، سنغادر أولاً.
غادرا الغرفة و صدى نشيج تشين المفضوح يضرب على مسمعهم
تبعهما كيو هيون الى الخارج لكن الى الجهة المعاكسة ناحية
مكتبه
ضربت بعده إيفا كلتا يديها بسطح الطاولة، تصر على أضراسها بقوة
تشابه ما توصلت إليه من قرار حاسم
فخطت خطوات واسعة تشابه الركض خلف تشين و سونيا:
- سيدتي أم تشين (إرتفع صوتها بجدية بين أنفاسها المتقطعة وهي
تضع يدها على كتف سونيا) تمهلي.
~.~.~.~
أمام مبنى شركة .I.L.C نظرت
سو دام للتمثال الشامخ أمام مدخل المبنى الحجري المتوهج
شعرت ببشرتها تلتفح برودةً، نعم. هذا ما يجب
عليها أن تكونه، باردة، هادئة، رصينة، و خالية من الأحاسيس دون تأثر
إنها هنا من أجل عقد تسوية هذا كل شيء
( لا. لا تفكري، لا تشعري، بهذا الشكل يمكنك أن تجتازي الأمر، و
الأهم من كل شيء ، لا تتذكري) حدثت سو دام نفسها
مشت نحو البابين اللذين إنفتحا تلقائيا عندما رانت عليهما،
فقبضت الأحاسيس قلبها لكنها أخضعتها للفور
فالمشاعر أيّ كان نوعها ، سوف تكون مذلة حدّ الموت
عليها أن تكون واثقة و صلبة جداً ، حتى ترجع ماء وجهها الذي
إنسكب
( أنا هنا من اجل العمل ولا شيء أكثر سو دام ) حدثت نفسها مجدداً
وقفت امام موظف الإستقبال فيما نظر بإستفسار مؤدب فبادرته:
- أنا هنا لمقابلة المحامي كيم تايهيونغ.
- الإسم من فضلك (مدّ الموظف يده متناولاً دفتر تدوين المواعيد)
سو دام هادئة الإعصاب:
- المحامية بارك سو دام، من مؤوسسة سيدلي أوستن.
عبس المظف :
- آسف آنستي لكن إسمك غير مدون.
أهدته إبتسامة زائفة:
- لتتصل إذا بمكتبه و لتعطيه إسمي، ستجده يرغب مقابلتي.
ثم تحول إبتسامتها المكلفة لشعور بالمرارة ، فهي تعلم الروتين
المعتمد
شركتيهما في خضم قضية ضخمة على إسميهما أن يكون حاضراً في دفتر
مواعيد كليهما بشكل دائم ،أو على الأقل إسم الشركة
رفع موظف الإستقبال سماعة الهاتف، بينما راحت سو دام تبحر في
حديثها مع نفسها :
( أتراه أعطى أوامر بألا يتم إيصال مكالماتي لو إتصالتي أو حتى
اذا جئت الى هنا شخصياً؟ )
- سيدي المدير هان (أعرب الموظف) الآنسة بارك سو دام من مؤوسسة سيدلي
أوستن موجودة عند الإستقبال تود مقابلة المحامي تايهيونغ (إلتقط نفساً) لا أرى أي
موعد محدد لها في دفتر المواعيد .
(صمت لبرهة يستمع للطرف الثاني ثم واصل ) جيّد جداً، حسناً سيدي
المدير.
كانت سو دام ترقب وجه الموظف الذي إستوهمت من تعابيره أن تايهيونغ
يرفض رؤيتها الآن وما يحدث ما هو الا مسرحية سخيفة
ضرب الأدرينالين مجرى دمها، فخطفت سماعة الهاتف من الموظف و
تحت ذهول الأخير من تصرفها الأرعن غير الناضج
- سيد هان (إبتعلت ريقها و كبريائها ينهش دواخلها) أنا المحامية
سو دام ، أرجو أن تُعِلم المحامي تايهيونغ أنني في مكتب الإستقبال، حيث جئت أعرض
عليه تسوية من أجل قضية النفط
أكد له أنها سوف تُرضي الطرفين ، يجدر به أن يسرع فخلال ثلاث
دقائق سوف أخرج من المبنى و أسحب التسوية ، طاب يومك.
أغفلت الخط دون أن تعطي لهان فرصة للرد، مستنشقةً قدراً من
الأوكسجين الذي حرمت نفسها إستنشاقه وهي تفلق كلماتها كما الحجر في وجهه
جلست على الأريكة الزرقاء بعد أن ناظرت ساعة معصمها، رنّ هاتف
مكتب الإستقبال بعد دقيقتين و خمسين ثانية
إقترب الموظف منها:
- المدير هان كيونغ سوف يلتقيك في الطابق الإداري.
ثم قادها مباشرة نحو باب
من الخشب، الذي قرع عليه بشكل مميز ثم فتحه مُعلناً :
- المحامية سو دام.
كان هان كيونغ رفيع القامة، بجبهة متكورة بارزة و أعين ضاحكة، إبتسامته محبوكة جيداً
و ثيابه تقليدية لا تتبع تفصيلات الحداثة، لأنه لا يحب
الإنبهار بموضات العصر، ولا أي عصر آخر
عطوره خليط من أنواع مختلفة من العطور المحلية و الأجنبية، حيث
لا يشعر بأسر عطر واحد كما يقول
كان يكره الدخول في التفاصيل، لأن التفاصيل تولد المشاكل
دائماً
الأمر الذي لم يكن ليتحمله أبداً لذلك أعرب في جملة مختصرة،
بعد أن رحب بسو دام و دعاها للجلوس:
- إن تايهيونغ خارج الشركة الآن، لكن يمكنني توفير لقاء لك معه
بعد ساعتين من الآن خارج الشركة، هل يناسبك؟
أجابته بإحمرار وجهها المتراقص و استصغارها في عين نفسها جراء
ما توهمت به :
- طيب، لا بأس يناسبني.
~.~.~.~.~.~
ترددت كثيراً في الذهاب عندما أخبرها هان عن مكان لقاءها بتايهيونغ،
ظنت في البدء أن مواجهته هذه ستكون أفضل من لقاءهما الأول
و أنها ستسترد شيئاً من كرامتها التي طاحت على الأرض، لكنها
الآن غير واثقة
(لماذا إختار تاي ذلك المطعم؟ هل يريد أن يسخر منها) سألت نفسها
فهي كانت متأكدة مئة بالمئة أن هذا الإختيار لا ينبع من صدفة
عن هان
لكنها أخذت قرار المواصلة أخيراً في تحدٍ
وصلت أولاً ، الى مطعم طريقي الشعبي، و لتزيد من حدة الأمر، إختارت نفس
الطاولة التي كانا يجلسان عليها، و تقعدت ذات المقعد الذي شهدت عدداً مهولاً من
لقائتهما السعيدة في الماضي
لم تنتظر سو دام سوى دقائق، قبل أن يظهر جسد تايهيونغ وهو
يقترب ناحيتها بسرعة غير مبررة، لدرجة خيل إليها أنه لن يتوقف عندها
ولم تكن سرعة تايهيونغ نفسه إلا لعدم تصديقه أنها تجلس في هذه
الطاولة دون غيرها
و ما إن تسمر أمامها و إلتقت أعينهما حتي باغتها خوف كبير و
ضعف أكبر،
سواعدهما التي تشابكت في رعشة أناملهما، و نُفخت الروح في
مومياء عشقمها المحنط،
لتضج الدماء في عروقه و يحي كمثل مولود جديد
وجلس مقاصداً لها في كرسيه الذي إعتاد دفء جسده قديماً
كان كل شيء كما الماضي الا من إبتسامة تايهيونغ ، إكتفى بإلقاء
تحية بوجه خالٍ الملامح
فتحت سو دام حقيبتها الجلدية قبل أن تفقد آخر ما لديها من رباطة جأش ، مخرجةً مستند التسوية الذي
يحتوي شروط موكلها دال بو بيدين مهتزتين
مسد تايهيونغ ذقنه الحليق بينما عينيه تنظران اليها
بصمت لأنها لم ترد عليه التحية:
- هاكذا قبل أن نشرب شيئاً أولاً؟! أنا أشعر بالعطش.
ما زال صوته دافئاً يبعث موجات حرارية تقيد أسفل جلدها الرقيق
راحت عيناه تراقبان صمتها دون تعبير، فيما لحظت سو دام ومضة
ذهبية في عمق عينيه شأن نقطة ليزر قناص تصوب نحوها وهي مميتة بالقدر نفسه
طوال ثلاث سنين منذ أن إنفصلا ، راحت تقمع بلا رحمة أو هوادة
أي مشاعر تتعلق بالرجل الجالس أمامها الآن
الذي لا يبتعد عنها أكثر من نصف متر، أجبرت نفسها على دفع كل
شيء جانباً
( أنتِ هنا من أجل أمر واحد فقط، مغزى واحد تسوية عمل) حدثت
نفسها
زادت سو دام من حدة تحديقها مقطبة جبينها ( لا تشعري بشيء، لا
تتذكري أي شي) رددت داخل عقلها
أشار تايهيونغ بيده للنادل ثم طلب:
- أريد مخفوق فواكه مشكلة.
ظل النادل يضع قلمه على دفتر الطلبات الأسود الصغير،
منتظراً أن يفرج أحدهما عن طلب سو دام
لكنها أضعف الآن من أن تنطق نصف كلمة، ولم يكن من الذي يحفظها
عميقاً داخل قلبه
إلا أن يعرف أن داخلها عكس ما يطفو من ملامح متصلبة و مقتطبة
إنها واهنة، هائمة، عاشقة، و مشتاقة
وعند تلك النقطة بالذات أفرج تايهيونغ عن صف أسنانه المتراصة
بشكل ساحر:
- أحضر لها عصير القصب المثلج.
عصير القصب،
عصير القصب..
عصير القصب ..
شعرت بقلبها ينتفض كما طائر جريح، وواجهت الذكريات
قبل 12 سنة- سيئول- كوريا الجنوبية- فصل الصيف
عندما كانت هي شخصاً مختلفاً عن الان، بعيداً عن قوتها الحالية
و تجلدها الثخن
عندما كانت ساذجة جداً لدرجة أنه يجب عليها أن تعلق إشارة
تحذيرية فوق رأسها تعلن عن غبائها
أما فيما يتعلق بتايهيونغ فلم يكن هنالك أيّ تحذير ، ما من شيء
نبهها الى مدى خطورته المميتة المُندّسة تحت إبتسامته المحرجة عندما تمتم يومها
بأول حروفه لها أمام الشاطئ:
- مرحباً.
أومأت له رأسها دلالة على ترحيبها وهي تكاد أن تغرق في بحر
الخجل
مضى الوقت وهما مستمتعين بجمال المكان و نسماته اللطيفة ، و
الذي ظلت فيه سو دام منكمشة بإنطوائية خجلة بعكس رفيقاتها
- القرعة، القررعة ، ليسحب كل واحد منكم عصاً من يدي، وكل لونين
متطابقين يكونا ثنائياً من أجل السباق (إستطرد بو غوم بحماس)
أغمضت سو دام عينيها قبل أن تبحث عن من يطابق لون عصاها ذات
الطرف الرمادي
إقترب منها تايهيونغ برشاقة متراخية ووقف بجانبها بعكس تردده
الأول، خلع قميصه إستعداداً لسباق السباحة
فيما إنجرت عينا سو دام بعيداً عن صدره الأبيض الشاحب، مروراً
بعنقه الطويل ، وصولاً الى وجهه الذي إبتسم لها كما لو كانا صديقين منذ الأزل:
- إستعدي جيّداً، لأنني راهنتُ رفيقي بو غوم على فوزنا مقابل
المال.
لكنهما خسرا في نهاية الأمر ما جعل تايهيونغ يدفع الرهان لبو
غوم
تذمر لها بوجه طفولي ممتزجٍ بضحكة مشاكسة:
- لقد خسرنا بسبب قصر قامتك (شرع يديه خلف رأسه ورمى جسده على
رمال الشاطئ بجانبها) آيغوو، كيف لفتاة في السنة الأولى الثانوية أن تكون بهذا
القُصر؟!
فيما ظلت هي صامتة بتوتر غُطى وجهها بحمرة حانقة، ران عليها ثم
مد يده و ربت فوق شعرها المبتل:
- لا تأخذي ما قلته مأخذ الجد (ضحك بخفة) في مطلق الأحول
إستمتعنا.
إستمر بثرثرة غير منقطعة النظير و غير مألوفةً من جانبه
المنطوي، و إستمرت هي في خجلها الذي لم يضايقه
- حسناً. بسبب الرهان أنتِ مدينةٌ لي بكوب من عصير القصب.
- عصير القصب؟! (أفرجت عن صوتها في دهشة ليسمعه هو لأول مرة)
- نعم . عصير القصب ألم يسبق لك أن جربته.
أومأت رأسها أنّ نعم، اذ هي لم يسبق لها أن جربت أو رأت أو حتى
سمعت به.
أرجعها الى الواقع صوت تايهيونغ:
- سو دام-آه!
نبرت تهز رأسها:
- لا. لا أريد عصير القصب، توقفتُ عن أشربه (لم تبالِ للضعف الذي بدا
في صوتها) أفضل القهوة.
إسترخى تايهيونغ بهدوء الى الوراء في كرسيه، و أفرج فمه عن
إبتسامة عندما داعبت رائحة كذبها الطفولي أنفه
- طيب. (أكد للنادل)
كوب قهوة و مخفوق الفواكه المشكل.
ثم تناول من أمامها نسخة الورقة التي أخرجتها له من حقيبتها،
سمح لأهدابه السميكة أن تنخفض يقرأ التسوية بفتور.
بادرت:
- إنه عرض عادل يرضي الطرفين بربح متساوي، لكن للسيد دال بو شرط
واحد.
- و الثمن الذي يطلبه هو؟
- أنا لم أقل الثمن، بل قلت الشرط.
- وماهو؟
- أن يتنازل السيد آينوي عن إدارة حقل نفط كاريوكا للسيد دال بو
و يفضض الشراكة، و حقوقه ستظل محفوظة عن أكملها بالتأكيد.
- وهل تثقين في صدق مؤكلك لهذه الدرجة؟!
- إن السيد دال بو زبون مخضرم لدينا، ثم إنني أعرفه من زمن و لن
أسمح لك التشكيك في أخلاقه (رغم سيطرتها على صوتها إلا أنه بدا حاداً كحبل مشدود على وشك
الإنقطاع)
- ستصدمين من قدرة البشر على الكذب بوجه ملائكي (ظهر المقت في
صوته ولم يزعج نفسه بإخفائه) أريد أن ألتقي السيد دال بو و بعدها سأنظر في الأمر
مع موكلي.
تأملت سو دام فنجان قهوتها بعد أن وضعه النادل أمامها بصمت، و
أخذت ترتشفه على مهل
- كيف حصل أن يكون إجتماعنا هنا دون مكان آخر؟! (سألت نفسها
متنهدة بحرقة)
ولا حظت أن تايهيونغ عقد حاجبيه ، لكن صوته خرج بكل هدوء :
- المدير هان كيونغ هو من إختار المكان لليوم (عض على شفتيه السفلية) لم تكن
لديّ أي نية بجلبك الى هنا لا الآن ولا مستقبلاً.
ما تشعر به سو دام من إنزعاج و ضيق من لقاءهما هنا، لا يعد
شيئا أمام ما إجتاحتها من مشاعر حرّاقة بسبب جملته الأخيرة و إستفزت ملامحها
الناعمة بالغضب:
- هه (حّرت ضحكة قصيرة ساخرة) هل بت الآن قارئ أفكار بجانب أنفك
الحساسة؟!
رأت شفتيه تنفرجان عن إبتسامة لا هي بالحلوة ولا هي بالقاسية،
لم تستطيع تحديدها
كما عجزت عن تحديد عما يجول في خاطره و فؤاده إتجاهها
لا تستشعر كرهاً منه ولا حِنيةً أيضاً
غموضه هذا يقتلها
مرر تايهيونغ لسانه على شفتيه السفلى ، شعرت به يتصفح أفكارها
مجدداً
فإستقامت على مهل :
- حسناً. لنلتقي عندما يحدد السيد دال بو ما يناسبه (تدخل
أوراقها في حقيبتها الجلدية) سأذهب أولاً.
خرج تايهيونغ من صومعة صمته :
- فلنفعل (أومأ برأسه دون نيةٍ منه في مرافقتها للخارج)
و إبتعدت هي بخطى ثابتة، سرها الى حّد ما أنها تمكنت من إنقاذ
القليل من كبريائها و عزة نفسها
فعقلها واع بما فيه الكفاية، هادئ و منطقي
لكن في المقابل أيقنت أن قلبها
سيان عنده إن رأت تايهيونغ أو تخيلته
ينتفض و ينقبض في ذكره و ذكراه و لقاءه بالتساوي
~.~.~.~.~.~
في سيدلي أوستن بينما كانت إيفا تتقدم في رواق المؤوسسة العريض
الذي قلت إضاءته لإنخفاض الشمس عن كبد السماء
إنقض عليها شعور بالإحباط بالرغم من أنها قد أقنعت سونيا وتشين
بتبنيها قضيتهما مادياً، فتحت الملف و إستمعت لقصتهما و دونتها و تبقى لها الآن
آخر خطوة ألا وهي أن يتولى كيو هيون المرافعة عنها
لم تحتج أن تفتح باب مكتبه كي تتأكد انه غير موجود، فقد تبينت
ذلك من خلف واجهته الزجاجية
عاودها إحساس الإحباط ، مفكرةً أنه لكم إبتلع الظلم من أناس
مظلومين
لفقرهم و قلة حيلتهم شعرت أنها مطوقة بملايين القضايا و الآف
الأصوات الهائمة
تتساقط في لُجة هاوية سحيقة لا قرار لها
بينما يسهو ذوي النفوذ و عديموا الضمير في القمة بغرور و زيف
يتأرجحون على شفا حفرة من العدم و النسيان
~.~.~.~.~
صعد كيو هيون بشرود عربته المصطفة في مرآب السيارات المخصص
لسيدلي أوستن و الواقع على عمق 4 أمتار تحت السطح
تقطيبته التي تكاد لا تفارق جبهته منذ أن أنهى مكالمته مع
عرابّه، الأخير الذي رفض أن يفصح له عن مكان
مساعده يوو جي.تاي
و على نحو مباغت ضغط سائقه على المكابح بقوة محدثاً
صريراً عالياً على الأرضية الإسمنتية
ليرتد كيو هيون للأمام و يرتطم بالكرسي المقاصد له :
- آخ. ما خطبك بحق الخالق؟
طأطأ رأسه:
- أعتذر سيدي. إنها فتاة قفزت أمام السيارة على حين غرة.
حول كيو هيون عينيه يرقب المقصودة التى أحنت رأسها لهما على
التوالي معتذرة
أنزل كيو هيون زجاج نافذته و زجرها:
- هل جننتي؟ هل تريدين الموت؟!
أمالت إيفا رأسها للمرة الرابعة :
- آسفة. لكن الأمر مهم، ثم لقد أخبرني رجل الأمن أنني قد ألحق بك
اذا ما ركضت.
تنهد:
- ما الأمر؟
وقبل ان تفتح فمها لتجيب إرتفع بوق سيارة من خلفهم تُعِلم عن
إغلاقهم للطريق
أمرها :
- إصعدي.
فتحت إيفا باب السيارة بعد أن ازدرت ريقها و ثبتت الملفات بين
يديها الى صدرها جيدا
تقعدت جانبه بينما أشار لسائقه أن يصف العربة جانبا ليفسح
المجال
شعرت إيفا بالهواء داخل صالون السيارة سميكاً لدرجة يمكن قطعه
بالسكين اذا لم يسبق أن كانت تفصل بينهما هذه المسافة
عاود سؤالها:
- اذا. ما الأمر الجلي؟
نظفت حلقها و صبت كامل تركيزها على الأوراق :
- لقد إهتممت بموضوع ملف السيد سونيا كموكلة رسمية بسيدلي
أوستن
(تجنبت الإصتدام بعينيه) لقد تكفل أحدهم بالمال ، وهذه
(مدت الملف ذو اللون الأصفر) قضيتهما لقد إستمعت لكامل القصة و دونت
كل ما يلزم، وهذا عقد ملكيتها للأرض التي باعها زوجها دون علمها
(تنفست بعمق)
و قمت أيضاً بإلتقاط صور لآثار الضرب عليها و طلبت منها
إحضار التقارير الطبية لكسورها التي تسبب لها بها زوجها في الماضي.
رفع حاجباً دون الآخر بفضول حول من دفع المال أكثر من تفاصيل
القضية:
- تكفل أحدهم ؟!
ثم هّم كيو هيون بأن يؤنبها و يرفض إستلامها لقضية إدعاء تخص
سو دام و فريقها دون اذنه
لكنه أعرض، شيئٌ ما في محياها العنيد قتل ذلك، لعله تعبير
عينيها أو لعله إحساس صدقها العالي الذي يصله دون حاجر
لم تجب إيفا ليلبث المكان في سكون أفكار كيو هيون التي جرته
الى تحليل تصرفاتها
عاد الى النقطة الأولى، التي كانت سببا في تعينيه لها مساعدة
له، لكنه لم يعتقد أنها قد تتعدى حدود الإهتمام و المراعاة
حدّ أنها قد تدفع من جيبها الخاص من أجل قضية! كما كان واضحاً
(هل هي شفيعةٌ للمسحوقين؟!) قال لسان عقله
- أر.. أرجو أن تقبل المرافعة عنهما (ترجته بتردد)
زوى حاجبيه ثم إفتِّر ثغره عن إبتسامة طفيفة عندما تحول السؤال
داخل عقله الى إجابة أكيدة
إبتسامته التي كانت شبحية و غير مفهومة لإيفا، إلا أنها واصلت
ترجيها بإلحاح:
- أرجوك لا ترفض، ارجوك إقبل محامي تشو كيو هيون.
و خلال ثانية واحدة طُمِرت إبتسامته و إسود وجهه و بانت نظراته
الحادة و ملامحه الواجمة كعّمال مناجم الفوسفات المستوحشين
خافت كثيراً، خافت من تلك الأعين البنية الأخذة للإظلام
دنا نحوها، فتراجعت للخلف بسرعة حتى إلتصق جسدها بالباب
- إياكِ أن تناديني بهذا الإسم مجدداً (بدا صوته عادياً كما لو
أنه يجري محادثةً عادية خالية من التهديد ما جعل الشعيرات على ظهرها تقف) إسمي
المحامي كيون، كيون فقط.
رأته يمد يده نحوها، فأخذ الخوف يطعنها و تعثر لسانها بالكلمات
، أغمضت عينيها بشدة
لكنها لم تشعر سوى بجسدها يهوي للخلف بعد أن قام كيو هيون بفتح
باب السيارة الذي تستند عليه
و كادت أن تقع لولا أنه أمسك عضدها بيده الآخري:
- ترجلي (أفلتها بهدوء)
نزلت من عنده تجاهد الحفاظ الوقوف على قدميها، بدا كيو هيون
كمن يعاني خللاً نفسياً، أو كمن ختم بيجو (وحش ذو ذيل/ذيول) في أعماقه و تشو
كيو هيون هي التعويذة المطلوبة للإزالة ذاك الختم
إختفت السيارة مستديرة خلف الحائط، كان الغضب قد أخذ يحل مكان
خوفها لكن شعورها إختفى فجأة
- ما الذي جعلني ءأمل أنه سيوافق؟ هل يملك بين جنبيه قلباً حتى؟!
تسألت إيفا بصوت مسموع و لربما كانت تجزم.
~.~.~.~
كانت سماء الصباح التالي غاتمة نوعا ما، وشمس الشتاء الباهتة
تطل على الأرض من بين الغيوم على كسل
دلفت إيفا مكتبها المشترك بمزاج معتل، وجدت أن سول قد سبقتها
في الحضور
حيتها متقعدةً كرسيها:
- أُسعدتِ صباحاً سول.
- أُسعدت صباحاً عزيزتي إيفا (إلتقت نظراتهما لثانية إلا أن سول لم
تحد عينيها عن إيفا ثم نظفت حلقها)
المحامي كيون جاء يطلبك قبل بضع دقائق.
تلاشئ عبوس إيفا وحلت محله الدهشة:
- المحامي كيون؟! (عدلت جلستها) يطلبني الآن؟!
أطلقت سول ضحكة قصيرة قبل أن تعرب:
- أنا نفسي تعجبت كثيراً لحضوره المبكر على غير عادته.
تابعت إيفا طرح أسئلتها:
- هل أخبرك فيما يطلبني؟
نفت سول رأسها بفم مزموم:
- هو فقط سأل عنك ثم خرج.
تملكت إيفا شتى الأفكار و حملتها بعيداً ، وقفت على قدميها ، ثم
زفرت بعمق قاصدةً مكتب كيو هيون
فُتح باب مكتبهم مصدراً صريره الخفيف، و طل من خلفه وجه تشانيول
بيدين محملتين بثلاثة أكواب من القهوة و صندوق دونات:
- صباح الخير .(نبر بصوته الأجش)
- صباح الخير، آيغوو (هتفت سول) ما كل هذا سنبانيم؟
- سنبانيم!! (خرجت الكلمة بتعجب من فم إيفا)
بينما مارس تشانيول ضبط النفس على مشاعره السلبية إتجاه
الأخيرة و إكتفى بالرد على سول :
- لم أبتعهم بنفسي، قام بتوزيعها أحد الموظفين بالطابق
(يضع مافي يديه على مكتب سول) بمعنى أدق هدية وداع.
قوست سول حاجبيها بتأثر :
- هل أُقيل؟
أرخى تشانيول ملامحه مبتسماً لمشاعرها المرهفة:
- لا. سيسافر الى الخارج، فقام بتقديم إستقالته.
الإستقالة، أصبح صوتا سول و تشانيول بعيدين عن إيفا كأنهما
ينبعثان من مكانٍ ثانٍ
و سرت في جسدها رعشة باردة، و إنتصب شعر ذراعيها
أغمضت عينيها و إعتصرت صدغها في محاولة منها على التذكر
أين وضعت ظرف إستقالتها، هي تذكر أنها كانت تحملها الى حين
ظهور السيدة سونيا و تشين
هي متأكدة أنه لم يكن بحوذتها عندما ركضت خلفهما بعد
الإجتماع القصير
أضاعته في مكان ما ، بين مكتب كيو هيون و غرفة الإجتماع
( هل أتى كيو هيون يطلبها بسبب الإستقالة؟!)
طعنها هذا السؤال في رأسها مسبباً لها الصداع
فشرعت تحرق المسافة التي تفصلها عن مكتب كيو هيون بخطى سريعة،
فهي لا يمكنها ترك العمل الآن
ليس قبل مساعدة تشين و سونيا
دفعت الباب الزجاجي دون طرقه، صدرها يعلو و بهبط بسرعة، يظهر
جلياً أن بها خطب ما
لكن كيو هيون قابلها بوجه تعسر عليها قرأة ملامحه
أهدته إبتسامة ولم تفلح في تثبيتها على ثغرها، اومأت رأسها:
- محامي كيون (إبتلعت ريقعا بعسر) لا تقبلها (نبرت بصوت رخيم)
أرجوك لا تقبلها.
رفع كيو هيون حاجباه للحظة قبل أن يستوعب ما تطلبه دون مقدمات:
- لماذا؟ هل غيرتِ رأيكِ بهذه السرعة؟
أطرافها باردة وقلبها متسارع نبضه:
- لم أكنـــ .... (عضلات معدتها تتقلص) أنا حتى لم أقدمها لك
بطريقة رسمية.
(أحنت جزعها العلوي بزواية تسعين درجة) أنا أعتذر، فقط لنعتبر
أنني لم أقدمها لك من الأساس.
- هل نقوم بمارسة الألعاب هنا يا إيفا؟ (لم يحد نظره عنها قيد
أنملة) لقد قبلتها و إنتهى الأمر.
نفت رأسها للجهتين دون أن ترفعه :
- لا يمكنني الذهاب و ترك سيدلي أوستن (تقوس فمها و تجعد ذقنها
رغماً عنها و تجمع الدمع في مقلتيها)
تشين و السيدة سونيا (همست غير
أكيدة ما إن كيو هيون يسمعها) لا أستطيع خذلانهما.
إنتصبت قامة كيو هيون و إقترب بخطواته منها وهو يطبق راحتيه
خلف ظهره براحة:
- فلترفعي رأسك كمحامية حقيقية و لتخبريني لماذا تتخلين عن
قضيتك؟
رفعت رأسها بسرعة ، تناظره بعيونها الضبابية في بلاهة:
- قضيتي؟، هل كنت تقصد بكلامك قضية السيدة سونيا و تشين؟!
يتتتتتتتتتتتتتيببع
ي خرابي ينعن أنا ما ازكااااااهم الزوج كيو & إيفا بدي أوكلهم عااااااااااااااااا اشتقتلهم جدااا اشتقت لزناخة كيوهيون المعااااق.. اخخخخخخخخخخخخخخخ قلبي الصغير لا يتحمل وكمان الكوبل التاني كوبل الغموض والروائح الزاكيةةةة سودام وتاي تاي احيييييييييييييه بيتحبووو جداااا كلهم كلهم والاحداث وكل حاجة انتي جداااا اخدتيني لعالم ثاني مش عارفة أعبر بحبها بحبها جددد لما حاجة كدة تدخل القلب صعب تطلع
ردحذف(( و نُفخت الروح في مومياء عشقمها المحنط،))... الكلام دة انتي الي نفختي الروح فيي والله .. فايتنغ نانا أبدعتي