فلتسمهِ حبًا ..!
Ep. 14 :
✿ بقلم الكاتبتين :
Bella & Noor
احساس
انك ف صحرا لوحدك، واقف بطولك بتبص على كل اتجاه حواليك حتى مش عارف لو بتدور على
طريق تهرب منه، ولا رغبتك في اتك تكمل مشي وتستكشف الصحرا دي اكبر ..
محدش
هيحب يستكشف صحرا لوحده، بس الاحساس الغريب انك لو دورت على طريق للخروج من هنا
هتخسر كتير جدا، والعكس صحيح مخليك تتكتف مش عارف تتحرك ..
وكل
مدى بتيجي نسمة هوا، متحملة بريحة حلوة اوي بتثبتلك ان قرار انك تكمل مشي في
الصحرا دي ولو لوحدك هو القرار السليم، احتمال تلاقي جنة مكنتش تحلم بيها ..
احساسها
بيكبر كل ما يتكلم، مش هتهرب من الصحرا دي .. هتكمل طريقها وتلاقي الجنة اللي في
الآخر .. كلامه صدمها، مكنتش عاملة حسابها انه هيقول اي تلميح عن الموضوع ..
بلعت
ريقها بصعوبة وحطت ايدها على كتفه : دونجـ
مكملتش
اسمه، ببساطة لانه بعد ايدها وقام وقف وعطاها ضهره .. كل مدى بيغلط بكلمة مينفعش
يقولها، لو عرفت اكتر من كده مش هيكون كويس بالنسبة ليها ابدا ..
فيه
حد جواه، او احساس جواه .. او شخصية تانية جواه، او ايا كان المسمى، لسه متروضش،
لسه مش قابلها .. فيه طفولة بتنازع، وشخص بالغ بكل ندوب الطفولة دي بيحميها .. حتى
لو بالعنف!
مسح
على وشه واتكلم بصوت اجش : انا هنزل شوية..
مسكت
معصمه بلهفة، بلعت ريقها كذا مرة وهزت دماغها (لا) خوفها من انه يأذي نفسه نط
جواها بشكل هستيري : لا متنزلش خليك هنا، مش هسأل عن حاجة خليك هنـ
نفض
ايدها، لف مسك دراعها من فوق جامد لدرجة حست بضوافره بتغرز في جلدها .. عضت على
جنب شفتها عشان متطلعش اي صوت، عينيها بتترعش .. وفكرته رجع الشخص المخيف ده تاني،
ويمكن كانت على حق لما اتكلم من بين سنانه : اما اقولك انا هعمل متقوليش لا!
-
دونجهي ده مـ
زغرلها
جامد، ف بلعت باقي كلامها ساب دراعها وطلع من الاوضة .. بقت متأكدة دلوقت، ان
الكائن المخيف ده مش بيظهر الا لما بيتعب، بيفتكر او بيخاف!
يمكن
اسلوب دفاع عن النفس، عقله تلقائي بيعمله عشان يحمي الجسم اللي تعب ده من الاذى؟!
بس
اذى ايه! ازاي ممكن تأذيه بحجمها ده؟ فضلت ماشية في الاوضة مطنشة وجع دراعها مطرح
مسكته، بتفكر ..
ازاي
ممكن يخاف منها؟ عادي مهو اللي اذته كانت واحدة من نفس جنسها ! طيب دلوقت هو كبر
.. ليه عقله مش مستوعب ده؟
عشان
لسه جواه خايف والندوب دي موجودة؟ طيب هو كان بيعمل فيها كده عشان يثبت لنفسه انها
مش هتقدر تأذيه صح؟
طب
.. ازاي ممكن توصله انها مش هتأذيه فعلا؟ تقوله مش هأذيك؟
لا
اكيد! هو بيتعصب لما تحسسه انه ضعيف او خايف، تعملها ازاي دي ؟
حست
فجأة ان في فكرة لمعت في دماغها، فتحت الباب وجريت على تحت ..كل حتة فيها بتوجعها،
دراعها المجزوع ودراعها اللي كان لسه ماسكة وشبه خلعه في ايده..
واحدة
من الخدم انحنتلها بالراحة، ف سألتها : مشفتيش دونجهي؟
-
اه يا هانم، طلب مني اوصلله مشروب .. هو جمب البسين!
بيلا
عضت شفتها لوهلة، حست ان الفكرة لمعت في دماغها ف بصت للخدامة اوي : اقوى 3 انواع
خمرا موجودين.. ايه هما؟
الخدامة
بصتلها باستغراب، بس همهمت : فيه اكتر من نوع يا هانم .. حضرتك عايزة حاجة معينة؟
رغم
وجع دراعها مطرح ايده، شدت معصم الخدامة ودخلت بيها المطبخ .. جابت كاس وتلج وطلبت
منها اجيب اقوى انواع الخمرا مهما كان عددها .. يمكن هي نفسها مش حابة انه يشرب،
والتركيز العالي ده هيتعبه بس ممكن يرتاح بعد كده دايما ..
الخدامة
حطت 4 ازايز قدام بيلا الي خلطت الاربع انواع سوا وحطتهم في ازازة واحدة بس ملتها
للنص بس، ورجعتها للخدامة اللي اخدتها لدونجهي باستغراب .. في حين بيلا طلعت
الاوضة بسرعة ووقفت في البلكونة تبصله ..
ممدد
جمب البسين وباصص للسما بسكون مريب، كل حاجة جواها بتقولها انه مش تمام .. انه
تعبان، ان كل شيء جواه بيوجعه!
مجرد
ما الخدامة حطت الازازة مشت بسرعة قبل ما يعلق على انها مش كاملة زي ما بيلا طلبت
منها، اتعدل هو واخدها .. قلبها في ايده شوية، نفخ بزهق وخمنت انه اكيد شتم
الخدامة في باله..
بدل
ما يفضي في الكاس
بقا
بيشرب منها كده زي ماهي، نفخت وهي بتعض شفتها، فضلت تنقر بصوابعها على سور
البلكونة وهي بصاله لحد ما خلصها ولقته قام وقف ومشي، بس واضح انه بيترنح ..
هي
عارفة ان نوع واحد مش هيحوق معاه، ومش هيسكر .. ودول كلهم مش هيخلوه يسكر للدرجة
بس هي عايزاه مدروخ لا غير ..
قفلت
البلكونة ودخلت بسرعة، قعدت عالسرير بتوتر .. مراقبة الباب، بتعد ارقام في سرها
لحد ما اتفتح فعلا ودخل وهو بيدعك عينه شبه مش واعي..
يا
دوب قفله وراه، وهو ماشي كان هيتكعبل يوقع بس سند نفسه ورمى جسمه للسرير بيتنفس
بصوت عالي،
بلعت
ريقها مرة كمان بصعوبة وحركت ايدها على شعره : مالك؟
فتح
عينه بصعوبة بصلها، كأنه بيستوعب هي مين .. رمش كذا مرة وبعدين ضحك بجنب شفته :
عايزة ايه هاه؟ انتي عايزة ايه؟
اتعدل
شوية بالعافية حاوط وسطها بدرعاته وحست بنفسه اللي كله كحول على رقبتها وهو
بيلمسها، بلعت ريقها بصعوبة وفلفصت منه : دونجهي .. اهدى!
شدها
اجمد ومدد جسمهم على السرير، كانت في حضنه .. وعينه لسه بتغيب عن الوعي : مش ده ..
اللي انتي عايزاه؟
كلامه،
كان بالنسبالها صفارة البداية .. عشان تبدأ تنفذ خطتها، بكل قوة فيها زقته وقامت،
ولانه بالفعل بيطوح .. مقدرش يمنعها ..
دخلت في حضنه اوي و هي حاسة انها مش عايزة حاجة تاني! لو
ماتت في حضنه كده هتكون مرتاحة! همست : متفتكرهاش تاني.. انت بتاعي بس..
يمكن هو بيحسب انها مش عارفة هو كان قصده ايه بس.. هي
عارفة, جهزت نفسها لاي عاصفة هتيجي بس فعلا.. مش مستحملة فكرة ان حد اذاه.. او حد غيرها
لمسه.. او ان حد شوه روحه لدرجة ان فيه لحظات عيونه بتكون مفيهاش روح!!
يمكن للحظة حست بخوف ان الوقت ده تحصل حاجة تبوظه لما زقها
من حضنه فجأة واتعدل وجبينه معقود : هي مين!!
بلعت ريقها و مثلت الهدوء : اللي لمست شفايفك قبلي.. لو اعرفها
يا ريت تقولي و ابوسك قدامها عشان تعرف.
كان صعب التمثيل و هي حاسة انها هتعيط في اي ثانية!! و
صعب اكتر انها تتعامل انه عادي بعد ما كانت في حضنه يزقها كده.. بس لحد ما يبقا
طبيعي.. هتتعامل ان ده عادي.
كان باصصلها بشك! و هي كانت حاسه انه مش مقتنع .. تصرفاتها
مريبة .. مريبة جدا! عيونها... نظرتها.. مختلفة .. حتى من شوية لمساتها كانت
مختلفة كانت زي اللي عايزة تشيل من على جسمه اي حاجة غير لمستها هي!!!
ضغط على سنانه جامد، و ضيق عينه وبصلها بنظرة تهديد! حد
بيستحلف لحد لو عرف انه كداب!! اتنهد جامد ورجع مدد على السرير تاني .. واخدها ف
حضنه بيطبطب عليها بس لا مش ده دونجهي !
زي ما تكون جهاز بيرصد كل احاسيسه و انفعالاته كانت حاسة
انه مش مصدقها! قربت و حضنته زيادة و اخدت راحتها في حضنه كمان!! عضت على شفايفها
بكسوف : تعرف.. مكونتش متخيلة اني هبقا في حضن حد بالمنظر ده؟!!
ده مكانش تمثيل.. هو مش دونجهي... مش تصرفات دونجهي ولا
ملامح وشه ولا صوته حتى! بس نظريا و من الخارج هو.. دونجهي.. نفس الشخص اللي بتسلمله
نفسها و بتستأمنه عليها...
كان بيحاول يهدى .. لاحظت سيطرته على نفسه!! دلوقتي اللي
هي في حضنه هو اللي كسرلها ايدها... هو اللي دمر جسمها كده!!!! من غير اي مبالغة،
هي نايمة في حضن وَحش..!
رد بصوت مخيف شوية : مش اول مرة تبقي ف حضني بالمنظر ده
اكيد منستيش انا سايبلك حاجات متنسيش !!!!
غمضت عينها لحظة واحده عشان بس تعرف تتعامل صح : سايبلي
حاجات كتير.. سايبلي ذكريات حلوة.. تعرف ان.. محدش اخد باله مني قبل كده؟! انت
الوحيد اللي اتعاملت معايا لما.. بصحى من كابوس.. كنت دايما ببقا لوحدي و بقضي
اليوم كله عياط و خوف.
مش عارفة ليه كانت بتشارك "الجزء ده منه"
الحاجات دي. اللي تعرفه بس انها كانت عايزاه يستريح معاها زي ما بتستريح معاه... يمكن
لو كان دونجهي اللي بيعاملها برقة عشان جروحها اكيد كان هيتأثر اوي .. هياخدها ف
حضنه اكتر ومش هيسيبها الا وهي فرحانة وناسيه الذكريات الوحشة .. بس اللي هي ف
حضنه وبتحكيله ده، هي متأكدة ان كل كلامها ده ميلزموش! بس بتحاول ترجع البني ادم
اللي بتحبه من جواه!! ...
كف ايده كان بيتحرك على ضهرها .. مش حب لا! لمسات قذرة
بس .. كانت ثابتة ولسه دافنة نفسها ف حضنه .. كانت مستمرة تحرك صوابعها بنعومة على صدره .. اه قلبها
هيتخلع من مكانه بس هي لسه مستأمناه!
دونجهي بص لصوابعها دي وضحك بسخربة : انتي عارفة اني
تعبان عشان كده مطمنة ؟ (ف ثواني كانت تحته وايده بتتحرك على جسمها) غلطانة (كداب
مش عارف يتنفس كويس من الارهاق!!! رجع خصلات شعرها من على وشها .. لمس شفايفها
بيبوسها بعنف بس معورهاش.. حرفيا مش قادر!!! غمضت عينها ومسكت فيه .. بتضايقه اكتر
!! هي ازاي مش مرعوبة منه!! حتى لما حاول يعض على شفايفها معرفش! عضة خفيفة ..
اتنهد وبصلها من القرب ده) انا عايز اعرف ازاي بتخليني مش واعي؟ بتعملي ايه عشان ابقا
معاكي كده؟ ازاي ممكن اكون نمت معاكي من غير ما أذيكي ؟ المفروض ده مش ممكن
يحصل!!!
فتحت عينيها بهدوء، جواها صوت بيصرخ بفرح هو انا
اخيرا نجحت؟ كانت بتبتسم بهدوء عكس الفرح اللي جواها: عشان انت مش عايز
تأذيني.. عشان انا بحبك كفاية اني انسيك اي حاجة مش حلوة... مش انت كمان بتحبني؟
عارفة ان.. عارفة انك ممكن في لحظة دلوقتي تأذيني تاني.. بس عارفة برضه انك بتحبني
و بتخاف عليا..
مكدبتش في ولا كلمة!! كانت فعلا حاسة بكل حاجة قالتها..
معرفتش رد فعله هيكون ايه.. حتى لو كانت عايزاه يرجع تاني دونجهي الحنين اللي
عينيه سهتانة و بتضيع لما بيبقا معاها، حتى لو عايزة تنام في حضنه، بس مقدرتش تكون
طماعة.. هو ادالها كل حاجة و هتبقا بتطلب كتير اوي لو طالبت انه يرجع.
لسه قريب اوي و عينيه لسه غريبة عنها، رفعت نفسها بصعوبة
و طبعت بوسة رقيقة اوي على شفايفه و رجعت نامت تاني.. بتصلي في سرها انها تنجح..
مرة واحدة بس... تنجح!
يعني ايه حب اصلا؟ يعني انه يبقا كويس؟ انه يعاملها
براحة وبهدوء؟ انه ميأذيهاش؟ هو ده الحب اللي تقصده..؟ انها تبقا نايمة كده في حضن
اكتر واحد وجعها (من وجهة نظره) ومأمناه وقادرة تلمسه ... هو ده يعني الحب؟
كل دي افكاره وهو لسه زي ما هو .. الغريبة انه اه لسه
فوقها بس ساند نفسه بدرعاته للسرير مش رامي تقله عليها!!! دونجهي ده كان عامل
حسابه ان جسمها مش هيستحمله!!! فضل باصص لوشها وكل الافكار دي ف دماغه .. لمسه
شفايفها الرقيقة اوي دي خلته يستغرب! هو عادي الناس تتعامل مع بعضها بالراحة؟ يا
دوب ميل دماغه يلمس شفايفها بنفس طريقتها عايز يعرف بتحس بايه!
لما قرب تلقائيا غمضت عينيها.. توقعت اي حاجة ممكن
يعملها غير انه يكون هادي و رقيق كده! مرضتش تعمل حاجة.. و توقعت انه في اي لحظة
هيتحول و يوجعها بس.. معملش!!
بعد عنها ثواني و وشه مستغرب اوي! مستغرب من الاحاسيس دي
يمكن! رفعت ايدها لوشه و بتبتسم بهدوء, قرب تاني لواحده زي اللي فاتت.. معرفتش لسه
بيستكشف الاحساس ولا عجبه و عايز منه تاني.. كل ما يبعد ثواني تهمس بين شفايفه
بكلام حب كتير.. كلام بيطمنها يمكن اكتر ما هيطمنه..
دونجهي كان فعليا مستغرب! الاحساس غريب عليه .. اممم مش
هينكر انه حلو! الغريب اكتر ازاي مش عارف الاحساس وهو كان بيعمل فيها اكتر من كده
من غير ما يحس بيه!!!! .. اللي يشوف الحال يفكرهم اتنين مختلفين عن بعض تماما مش
بني ادم واحد!
اتعدل وخلاها هي اللي نايمة ف حضنه بس مش زي الاول.. رفع
دقنها بصوابعه و خلاها بصاله ودماغها على صدره، بس لسه مرجعش دونجهي اللي بتحبه هي!
لمس شفايفها للمرة الاخيرة بس كانت طويلة شوية عن المرات اللي فاتت .. وبعد شوية :
مش خايفة ليه؟ (ابتسم بسخرية من نفسه انه بيمسح على شعرها) متتعوديش على كده
فضلت تبص في عينه شوية.. بتنقل عينيها بينه بس : هممم مش
هتعود..
هي نفس عينه الميتة متغيرتش! اتكلم ببرود شوية : متبصيش
انا الحيوان اه ..
ضحك بسخرية للمرة الالف ! مش عايزها تبص في عينيه تحاول
تعرف هو مين!! .. غمضت عينيها و كانت مرتاحة بالمسافة اللي مش موجوده بينهم دي .. لسه
وشها مرفوع ليه و لسه بيبصلها باستغراب انها مش خايفة، اتكلمت و هي لسه مغمضة عينيها
: اصل لو هتعوز تعمل حاجة هتعملها و مش هوقفك, بس.. (حطيت ايدي على قلبه) انا
عارفة ان ليا مكان جوه.. و عايزة اكون فيه...
اتنهد جامد وهو كمان ثبت نظره عليها : انتي معايا عشان
مفيش حد غيري تبقي معاه ولا عشان عايزة تبقي معايا؟
بعدت عينها بسرعة.. عمرها ما كان عندها اهل! اتكلمت بتقل
: انا.. طول عمري لوحدي.. اتعودت على كده و مكونتش ناوية اي حاجة تتغير.. لا دلوقتي
ولا بعدين.. ( رجعت تبصله تاني ) لحد ما جيت.. و سلكت طريقك جوه حياتي و خلتني
احبك غصب عني من غير ما ادرك ده حتى, معرفش فعلا حبيتك امتى بس.. من ساعتها و انا
فعلا مليش غيرك..
دفن صوابعه ف شعرها وهو لسه بيلمسه .. ناعم! ملمسه
عاجبه! شفايفها كمان كانت ناعمة .. نظره نزل لشفايفها بس رفعه بسرعة : ازاي ممكن
حد يحب حد بيأذيه؟
كانت حاسة بيه بيلين.. و مش من مرة ولا اتنين هيتغير، بس
كانت مبسوطة انها عالاقل بتتكلم معاه : ممكن انت مش قصدك تأذيني.. يمكن بس مش عارف
توظف اللي بتحس بيه صح؟ يمكن انت كمان بتحبني.. مين عارف!
سكت شوية زي كأنه بيفكر! حرك دماغه (لا) : انا عارف انا
بعمل ايه .. (همس براحة شوية من غير ما يحس) بعمل اللي هي عملته .. بس انا بكرهها..
انا مش زيك...
لما هو اتأذى كره اللي اذته... ازاي هي حبته؟ مش عارف
يصدقها... مش عارف حتى يقتنع بكلامها!
الفكرة المجنونة لسه بتلعب في دماغها و دلوقتي.. خافت
تعملها.. خافت توجعه!! بس هو عارف انها بتحبه، مش كده...؟ بلعت ريقها و سكوتها
الطويل ده شد انتباهه، فرفع وشها ليه بقسوة شوية.. و من غير تفكير، سألته و الكلام
بيخرج من على لسانها بسرعة: انت واثق فيا؟ ممكن... تثق في حبي ليك..؟
ضيق عينه شوية : قصدك تقولي ايه ؟
حاولت تقوم من حضنه : بتثق فيا؟ لو.. لو في يوم حصل و
كانت اماكننا متبدلة.. هتثق فيا اني.. هأذيك ولا لا؟
كانت شبه واثقة انه هيقول انه مبيثقش فيها.. كانت عايزة
بس تثبتله مرة واحدة.. مرة واحدة بس انها مش بتكدب لما بتقوله انها بتحبه! فضل
باصصلها وساكت فترة طويلة نوعا ما! اتعدل هو كمان و دخل الحمام من غير ما يرد عليها!
مع انه مش بيثق في حد، بس مش عايز يقولها انه مش بيثق
فيها! استغرب نفسه.. ليه مش عايز يقولها؟ خايف يعني على مشاعرها؟ كان يخاف من قبل
كده، مش دلوقتي اللي هيخاف عليها!
صوت المية فضل فترة، و لما طلع كان مغير هدومه، و حتى
لما قعد، كان على كرسي بعيد عنها، و مع كده عينيه متثبتة عليها... مش فاهم نفسه و
مش فاهمها.. مبقاش فاهم اي حاجة! ردة فعل... اقل ما يقال عنها انها غريبة.. غريبة
اوي!
مفكرتش تتحرك من مكانها... هدومها اللي يا دوب بتسترها
شوية، محستش انها متضايقة انها كده قدامه! كررت سؤالها تاني و عينيها متثبتة في
عينيه: تفتكر اني كنت ممكن ائذيك؟ مش مستنياك تقولي لا على فكرة..
اتنهد و هو بيقوم لحد عندها بتوتر، بقى قريب و قعد على
طرف السرير و بيحاول يتعامل زي الجزء التاني منه اللي مبيعرفش يقلده و كان فاشل في
تقمصه: مش هتعرفي تغيري هدومك لوحدك؟
مش عايز فعلا يجاوب على سؤالها! حاجة جواه ماسكاه انه
ميقولهاش "اه انا مش بثق فيكي و ممكن تأذيني عادي!"
و اول خطوة المفروض هي تعملها، انه يثق فيها! استغلت
ضعفه ده لصالحها، و اول ما بقى قريب كفاية، سحبت السكارف اللي على رقبتها، و شدته
وقعته على ضهره جنبها.. يمكن دي المرة الوحيدة اللي حست بقيمة اللي بتتعلمه كنوع
من الاهتمام لما تقرا كتب و تشبط تتعلم... ازاي تربط عقدة بايد واحدة..
المرة الوحيدة اللي نفعتها، و يمكن كانت صعبة في الاول،
بس عرفت تربط ايديه الاتنين، و ايدها كمان معاه في عقدة واحدة..
المفاجأة خلت عينيه توسع، و هي كانت بس مرعوبة انه...
يدخل في نوبة ذعر! كل اللي بتتمناه ان ذكرياته متهاجمهوش في الكام ثانية دول! مثلت
انها صلبة بس طول الوقت مرعوبة ان يتعب تاني، و مستعدة في اي لحظة تاخده في حضنها
تخبيه تاني! بلعت ريقها و هي بتقعد فوق
بطنه عشان تثبته اكتر.. ايديها مربوطة في ايده: تفتكر اني هأذيك..؟
عينيه
واسعة اوي و مبحلق فيها بصدمة... مكانتش عايزاه يلحق يستوعب عشان ميفكرش... فقربت
منه و باسته بكل الرقة و الحب اللي جواها... مطولتش كتير.. و بحركة واحدة فكت
ايديه و نامت على جنبها و هي مدياله ضهرها... صوتها واطي اوي و يا دوب واصله: يمكن
اول مرة شوفتك.. كنت خايفة... بس دلوقتي مبخافش منك...
حرفيا
عينيه كانوا على اخرهم.. و نفسه شبه مش موجود. و لاول مرة و هو كده.. يبقى خايف!!
كانت فاكرة ان كل حاجة هتمر كويس لو اتصرفت بسرعة و بعدت بسرعة، محطتش في بالها ان
ذكرياته هتسبقها! كابوس ان مربيته رجعت تاني كان كفيل انه يخلي دونجهي
"ده".. يترعش!!
لما مردش
عليها، و لمدة نسبيا طويلة، و هادي كل ده.. استغربت! و لفت تبص عليه، عشان تتفاجئ
انه... مغمض عينيه جامد و دموعه بتنزل على خده و هو بيترعش.. كل ده من غير اي
صوت!!
احساس
الفشل اتملكها اوي... احساس الفشل و الذنب انها السبب في انه كده! خافت تقرب منه
الا تزيد الوضع سوء، بس اخدته في حضنها
بهدوء و هي بتخبي دماغه فيها: ششششش... محدش هيأذيك... انت في امان...
مسك في
هدومها اوي، كأنه طفل في حضنها اكتر من كونه وحش.. او حتى بني ادم عادي! اوقات زي
دي، بيبقى الانسان مرعوب و لو عدوه قدامه هيتحامى فيه.. و دونجهي كان وصل للوقت
ده... فضل مغمض عينيه و هو لسه بيدفن وشه في رقبتها: خليها.. تبعد و مش.. هأذيكي
تاني...
باست شعره و فضلت تهمسله بحب عشان يطمن : محدش هيقدر
يقربلك طول ما انت في حضني محدش هيلمسك.. انت في امان.. متخافش.. دونجهي ارفع
دماغك.. بصلي مفيش حد هيأذيك! ( لسه ماسك فيها اوي ايديه سابت علامات على جسمها بس
مش علامات زي اللي فاتوا.. العلامات دي كانت خايفة، بتتمسك بأمانها الوحيد.. همستله
تاني بالراحة ) اهدى.. انت واثق فيا صح؟ محدش هييجي جنبك!!
بعد دماغه بس ولسه ماسك فيها وعيونه غرقانة دموع واتكلم
بعصبية : انتي غبية؟؟! ما انا لو مش واثق فيكي مكنتش استخبيت ف حضنك!!! (بلع ريقه!
زي ما يكون حس باللي قاله .. حرك دماغه (لا) واتعدل شوية اكتر بحيث يبقا ف حضنها
كويس وحاطط دماغه على صدرها) متعمليش كده تاني
مكانش عايزها هي تخوفه تاني.. حتى لو مش قصدها!!
مكانتش متخيلة ان ده هو.. كلامه اللي عدى مرحلة انه
فاجأها...! حاوطته بس بدراعها و همهمت بصعوبة: حاضر...
شعور غريب اول مرة تحسه..! اول مرة.. اول مرة هي تحضنه و
يكون.. مستخبي فيها.. بيتحامى فيها!! ابتسامة غصب عنها كانت بتترسم على وشها و
فضلت تهمسله كتير لحد ما حست انه بدأ ينعس..
و هو بيخطرف بين الصحيان و النوم كان بيهمس: انا عارف
اني بحبك وعارف اني بثق فيكي .. بس انا بأذيكي غصب عني!
و الاغرب من كل شئ... ان اللي قال ده، مكانش الوش الحلو
بتاع حبيبها!!! نام ف حضنها بالشكل ده !! جسمها كله من جوه بيترعش!!! مش عارفة
ازاي.. بس رعشة غريبة جواها.. مش وحشة، مش رعشة خوف.. رعشة.. حب؟!
هو كمان
عارف كويس انه بيحبها، و انه بيثق فيها... و ده اكتر من اللي كانت بتتمناه كمان!
كانت
خايفة تقوم و تسيبه فيصحى، بس الارهاق اللي كان فيه، و اللي حصل من دقايق خلوه
ينام قتيل.. اتأكدت بس انه نعسان و قامت هي لوحدها تاخد شاور.. غيرت هدومها، و
نزلت تجيب اكل من تحت.. كل ده من غير اكل زي الناس! دخلت المطبخ و طلبت من خدامة
تساعدها، و اللي بالمناسبة كانت بتتساءل عن دراع بيلا المكسور، بس بيلا قالت انه
حاجة بسيطة مش مستدعية قلق!
و لما
خلصت الاكل، خلت الخدامة برضه تساعدها تطلعه، بس حاجة جواها مش عايزة حد يشوفه كده
غيرها! اخدت هي الصينية و الباب اتفتحلها، و اتقفل وراها من بره.
بعد ما حطته بصعوبة عشان ميتدلقش عليها، راحت و قعدت على
طرف السرير تلعب في شعره و وشه.. حست نفسها هبلة جدا! بس كفاية انها بتضحك و سعيدة
بجد! بدأ يفوق بهدوء.. مطولش في النوم، بس
جسمه كان محتاج الراحة دي! اول ما شافها زي ما يكون..اتفزع! كأن اللي حصل قبل ما ينام...
اتمسح من ذاكرته! و محسش بلمستها على وشه و هو بيتنفض: انتي كويسة؟ حصلك حاجة؟
حتى صوته مخضوض!!
طقطقت لسانها (لا) و كانت بتبتسم بحب اوي... ايديها لسه
على وشه و في شعره: انت اللي كويس؟
اتنهد براحة واتعدل اكتر وسند للسرير مسك ايدها باسها:
صباح الخير ( بعدين لاحظ هدومها وهدومه ضحك باستغراب ) ايه ده عملتيها ازاي دي؟
شاورت بدماغها على هدومه : دي انت اللي عملتها ( رجعت
بصت على نفسها ) دي انا عملتها بس كانت صعبة و اخدت وقت يعني مقولتليش.. انت كويس؟
حاسس بحاجة؟
مكنتش عارفة المفروض تسأله ازاي اصلا..!! بس عالاقل هي
عارفة العيون دي، و صاحي بيضحك! ضحك اكتر وحرك جسمه عشان يفك تشنجاته : امممم حاسس
انك احلويتي فجأة .. (حرك حواجبه بصياعة) كل حاجة فيكي احلوت!
غمزلها وهو عاضض على طرف شفته .. ضربته في كتفه و بصت
بعيد.. شكلها فاقت من السُكر اللي كانت فيه!! لا هي مش هقضي كل وقتها في الاوضة دي
بتعمل معاه حاجات مش ولا بد و مامته و الخدامة في نفس البيت كأنها لسه واخده بالها
: دونجهي احيه.. احنا مش لوحدنا هنا.. مامتك و الخدامة.. معرفش لو.. باباك موجود!!
هاااار اسوح!!
خبت وشها في المخده جنبه و هي حاسة انها لو طلعت من
الاوضة دي هيبصولها بنظرات خبيثة! كان مستمتع بغلاسته عليها صاحي مزاجه رايق على
غير المتوقع : اكيد كلهم موجودين وبيفكروا ان انتي معايا طول الوقت بتعملي حاجات عيب
يعرفوها ! زمانهم كمان توقعوا انك كنتي مسطولة وقطعتي نفسي لا وكمان كنتي زعلانة
اني بتعب بسرعة
قلبه بيوجعه من كتر ما بيحاول يكتم ضحكه .. كانت بتصرخ
زيادة في المخده و هي محرجة.. شت! (قامت و بصتله بعصبية خفيفة) انا مالي انت اللي
شفايفك فيها مخدرات!
بتتكلم من غير ما تفكر و تدرك الفاجعة بعدين.. خبت وشها
تاني و صرخت و سامعة صوت ضحكه عالي اوي!!! لما بطلت صريخ حطت دماغها عالمخدة و بتحفظ
ملامحه و هو بيضحك.. شكله حلو اوي كده!
ضربها على دماغها : بس يا بت بطلي صريخ فضحتينا كده
هتأكديلهم الي بيفكروا فيه (كمل وصلة الضحك!! وبعدين قرب من ودنها وهمس جنبها)
مانتي كلك مخدرات برضه!!
غمضت عينيها اللي هتفضحها انها هتموت من الكسوف دي : ما
بتصدق انت تبقا شمال..
ضحك تاني : ششش اخر واحده تتكلمي ده انا هذلك (اتعدل وبصلها)
نروح بيتنا؟
سألته بهدوء: اريحلك؟
فعليا كانوا قاعدين لوحدهم حتى لو مع اهله في نفس البيت,
و هي عايزاه يكون مستريح و بس! قام وقومها معاه حاوط وسطها وسند ضهرها عالحيطة
وسند جبينه بجبينها : متقلقيش مش هيفكروا اننا بنعمل حاجات شمال .. (ابتسم) انا دايما
اما بكون ف البيت ببقا قاعد لوحدي ف الاوضة فهما عارفين ان الحال مش هيتغير عامة
.. (سكت حبه وكمل) اه هبقا مرتاح وانا وانتي لوحدنا
هزت دماغها و هي لسه مكسوفة شوية : هتبقا اول مرة ندخل
بيتنا..
يمكن كانت بتشرف بس اشراف بسيط على الحاجة اللي عايزاها
في بيتها قبل ما تتجوزه، بس مشافتش البيت لما خلص! و متعرفش لو كان دونجهي شافه
برضه.. فكان فيه نوع من الحماس انها تشوف بيتهم ده! لسه كانوا قريبين اوي من بعض..
كأنهم هما اللي مش عايزين يبعدوا.. بصتله: نسيب الهدوم هنا عشان لو... اضطرينا
نيجي في اي وقت؟ معظم هدومنا هناك، نسيب دول؟ ولا عايز حاجة من هنا؟
حرك دماغه (لا): خليهم هنا... (ميل شوية و مسح على خدها
برقة) هسبقك على تحت هقولهم اننا مروحين.. و اعرف بابا اني هكمل اجازتي اللي
قطعتها دي... (باسها بسرعة) خدي بس هدومك.. (حمحم) فيه قمصان نوم بتاعتك...
خديها..
قال الكلمة
بسرعة و طلع و هو بيقفل الباب وراه... فضلت في مكانها متنحة مش مستوعبة
اللي قالهولها ده!!! و بعدها طلعت وراه بتنادي بصوت عالي و بزن زي الاطفال:
درااااااااعي!!! هعملهم ازااااي!!!
الموقف لا يستدعي طفولية خالص، ليه بتتصرف زي الاطفال؟ و
دونجهي اللي عند اول السلم و على وشك ينزل لف يبصلها و هو بيطلع لسانه بطفولية هو
كمان: بطلي دلع عندك دراع سليم!
كان هيكمل و يمشي فنادت بصوت عالي: مش هعرف! خلاص خليهم
هنا... و هنزل بالبيجاما كده اه!!!
دخلت الاوضة و قفلت الباب و ضحكت و هي متوقعة انه في اي
لحظة هييجي و يعمل وش متضايق و هو اصلا هيموت و يضحك!! كل يوم و التاني بيتغيروا
اكتر و بيستريحوا اكتر .. كان كل ده مستخبيلها فين!!!
لحظات ولقته داخل وقفل الباب وراه وملامحه زي ما توقعت
بالظبط وبيبرطم : الخدامة الفلبينية انا
فتح الدولاب واخد الشنطة بياخدهم يرميهم فيها من غير ما
يطبق حاجة! بس وقف ثواني وحط ايده على دقنه كأنه بيشوف حاجة .. فجأة سحب قميص اسود
و لا مش محترم ابدا! و هي اللي جت جنبه على اساس تقوله طبقهم مترميهمش كده ..
فلقته حطه قدامها كده بيشوفه : اممم حلو ده (بصلها بخبث) كويس ان الواحد هيرجع
بيته برضه
زقت ايده من عليها بدراعها المكسور من كتر الغل و مش واخدة بالها
فاتأوهت جامد: مخدتش المسكن برضه.. طب انا مسطولة و مشغولة في حاجات تانية مش
تفكرني انت؟
رماه من ايده بلامبالاة و هو بيبصلها بقلق.. مسك دراعها
ده بالراحة ومسح عليه : انا اسف .. تعالي
قعدها على طرف السرير وفتح الدرج طلع شريط المسكن ..
بعدين افتكر انهم مفطروش اصلا لمح طبق من اللي كانت عملاهوله .. ف خده وقعد جنبها
عالسرير: مفطرتيش كلي الاول
مسكه و علي اساس هيأكلها .. بيبقا حلو اوي و هو بيخاف
عليها، و هو قلقان او بيهتم بيها اوي. مسك يأكلها و هي بس بتاكل مفكرتش حتى تعزم
عليه بالطبق اللي جايباهوله!
بعد شوية فواكه لما مد ايده اخدت الفراولة حطتها في بؤه
و قطم منها مرة واحدة و بعدين هي اخدتها منه و كملت اكل عادي!!
دونجهي بربش شوية على ما استوعب اللي عملته .. ابتسم اوي
لدرجة ان عينه اتقفلت وعملت نص قمر كده! كان كيوت اوي .. وبعدين مسح على شعرها:
طيب ما ابوسك اسهل؟
مبصتلهوش عشان ميكتشفش الكسوف اللي هي فيه: لا يا عم لو
بوستني مش هنروح النهارده.
كسوفها و عدم كسوفها واخدين منحنيات! بيبدلوا مع بعض
كأنهم بيحدفوا كورة لبعض! يمكن هو مستغربها بس هي مستغربة نفسها اكتر .. ضحك وضربها
على دماغها تاني : مجنونة .. انا تعبان اصلا!
اه حتى هو اخد راحته ف الكلام معاها بتلقائية وبيقول اللي
بييجي في باله مهما كان وهو حابب انهم بتيعاملوا كده.. براحة... بتلقائية اوي و من
غير تفكير او حساب للي بيتقال!
بعد الاكل، اخد حباية و حطها في بوقها، بيسند دماغها من
ورا بايد و بيشربها مية بالايد التانية! و بالرغم من انها مستمتعة باهتمامه ده، بس
بتستمتع اكتر لما ترخم عليه: انا دراعي مكسور، مش مشلولة!!
ضحك و هو بيقوم و يشيلها على كتفه، زي الشوال و دماغها
لتحت و شعرها كمان! مهتمش اصلا يلبسها هدوم خروج،
سحب الشنطة وراه، و فضل ينزل ع السلالم و دماغها بتخبط في ضهره... و هي
بتزعقله بهزار و هو بيضحك!!! كانت الخدامة تحت لوحدها فدونجهي بصلها بملامح باردة
كالعادة: قوليلهم اننا مشينا.
لحد العربية فضلت تخبط في ضهره و بتحط دراعها حوالين
وسطه عشان حاسة انها هتتقلب على دماغها! رمى الشنطة ورا، و قعدها هي جنبه... و
اخيرا بتشوف الدنيا معدولة!!! ركب جنبها و هو بيعدل شعرها عشان يبقى شكلها مهندم
شوية: عايزة تسمعي ايه؟
بدأ يطلع بالعربية، و دلوقتي حست ان دراعها المكسور
مضايقها!!! ليه دراعها المكسور هو اللي من ناحيته؟ كلضمت شوية و مدت شفايفها و
بعدين ردت: صوتك! عمرك جربت تغني قبل كده؟ حتى لو صوتك وحش... نجعر سوا عادي!!
ضحك و هو باصص للطريق: غنتلك قصة الدبدوب، حلوة دي؟
هو ده الغنا اللي هيغنوه؟ ضيقت عينيها و هي بتلف بنص جسمها ليه: غنيلي
اغنية حب!!! مجربتش تغني حاجة غير اغاني الاطفال؟ على انك هتنفع في المستقبل
يعني...
موضحتش كلامها اكتر من كده... بس كانت متخيلاه فعلا اب،
و شايل بيبي على صدره و بيغنيله عشان يغفى على دراعه... و بالرغم من انها مش بتفكر
في موضوع الاطفال ده ابدا، بسبب كل اللي هما فيه... بس ليه حاسة انها... مشتاقاله
اوي؟!
مهما فكر هو مش لاقي اغنية حب عارفها!! حمحم و هو بيحاول
يألف و يغير شوية في اغنية الدبدوب عشان تبقى اغنية رومانسية! اه يمكن عك شوية...
بس مجرد ان الكلام طالع من قلبه خلاه حلو اوي! كل شوية بيبصلها بجنب عينه و هي
مركزة في كل حركة بيعملها... و لما سكت... كانت تقريبا بتسبّلّه!! شوية و
هتــهييييح عليه و ماسكة نفسها!!!
وقف العربية جمب صيدلية وبصلها : ايه انفع؟ (فتح الباب)
ثواني وجايلك.. هجيب بس حاجة من الصيدلية عشان الكريم قرب يخلص من عندك
الغريب دعبس ف العربية على قلم ونوتة صغيرة.. كتب فيهم
حاجة وقطع الورقة واخدها وطلع .. مطولش اوي ورجع بكيس يعتبر كبير شوية وحطهولها
على حجرها : متفتحيهوش دلوقتي
كانت عايزة تبص : حاجة حلوة؟ مش بيبيعوا حاجة حلوة في
الصيدلية! طب هفتح بس و مش هطلع حاجة هممم؟ عشان خااااطري!!
عايزة تقنعه و اول مرة تفكر تعمله عيون جرو عايزة حاجة
من صاحبه!!! و شكلها بتنجح في الموضوع ده... اتنهد و هو بينعكش شعره... و هز دماغه
و هو بيطلع بالعربية! هو عارف انها هتتكسف و هتخليه هو كمان يتكسف... بس هي اللي
عايزة بقى...!
اتحمست و كانت مبسوطة بنجاحها ده!! جايب ايه؟ فتحت الكيس
و تقريبا كانت بتدخل دماغها جواه بس بعدين.. طلعت دماغها و قفلت الكيس جامد و حطته
على حجرها و بصت قدامها بدون ولا كلمة. اه يمكن هو مهتم و حريص انه يوفرلها كل
حاجة هتحتاجها حتى احتياجاتها الخاصة كبنت، بس لا.. مش كده!
قبل ما هي تحرجه كان لازم هو اللي يكسفها: قولتلك
بلاش... (ضحك بصوت) مناسبة؟ انا معرفش اصلا انتي-
قاطعته و حطت ايدها على بوقه: خلاص بس.
فعليا ضحك بصوت عالي جدا! ضحكة من قلبه .. معاها بس بقا
بيضحك كتير اوي من قلبه .. حمحم ومرضاش يتقل عليها ف العيار اكتر من كده ..
بالنسبة لواحدة ف بداية جوازها وجوزها بيعملها اكتر حاجات محرجة لأي ست فده كفايا
عليها!! طلع شوكولاتة من جيبه ومدلها ايده بيها وهو باصص للطريق : كنتي عايزة حاجة
حلوة
كان جابها لما طلع من الصيدلية... و هي شدتها من ايده
بتاكلها بغل اوي... مفكرتش حتى تديله حتة صغيرة!! طول الطريق بيرخموا على بعض، و
لولا انه سايق و ان دراعها مربوط كانت قامت و عملتله زعرورتين!
البيت يعتبر بعيد نسبيا عن بيت اهله.. متعرفش ده اختيار
عن قصد ولا لا! بس ايا ما كان، اول ما ركن في الجراج الخاص بالفيلا اتوترت...
هتشوف بيتها لاول مرة!!
نزلوا هما الاتنين، و فيه بقايا شوكولاتة جنب شفايفها، و
عكس المتوقع، مقربش خالص! طلع منديل من جيبه و هو بيمسح الاثر ده و هو بيبتسم:
اكيد مش اول بوسة في بيتنا هتبقا في الجراچ يعني!!
شبك صوابعهم ف بعض و دخلوا سوا... صغنونة عن بيت اهله بس
حلوة .. جنينة واسعة .. بسين ومرجيحة.. الفيلا نفسها دورين مليانة اثاث فخم اوي
وتماثيل و صور... حط مفاتيحه على ترابيزة في مدخل البيت: اظن مش عارفة الاوض ..
ترتاحي الاول ولا تستكشفي المكان الاول؟
بصتله من فوق لتحت: انت اللي تعبان مش قادر مش انا!
طلعت لسانها و طلعت تجري و سمعته بيصرخ وراها! لفوا و
طلعوا بره تاني جرت لحد ما تعبت و فجأة قعدت في الارض في نص الجنينة و هي بتضحك!
قعد جنبها و ناموا عالارض كده.. جنب بعض بس من غير اي حاجة.. صوت ضحكهم لسه كل
شوية يرجع.. نفسهم رجع و مسك ايدها تاني و دخلوا يبصوا عالاوض. اوضة مكتب ليه تحت.
مطبخ كبييييير اوي و واضح انهم هيعكوا فيه كتير! ضحكت على الفكرة! ده ملهوش انه
يعمل شاي حتى لوحده! كان فيه اوضة فيها بيانو و صالون كبير و ليفينج اكبر! مكانوش
بيتكلموا تقريبا و الانبهار اللي كانت ناسياه في بيت اهله طلعته هنا : احنا هنعيش
هنا؟!!
ضربها بصوبعه على جبينها : بيقولوا...
اخدها لاوضة النوم... و يمكن اول حاجة لاحظتها ان فيه
كذا رف و عليهم روايات.. مهتمتش بجمال الاوضة اد ما اهتمت انه اخد باله من
اهتماماتها و عاملهم حساب! غصب عنها وقف على اطراف صوابعها و باست خده بسرعة...
ممتنة اوي ليه!
فضل واقف في مكانه بس بيبص عليها و هي بتستكشف. فيه كمان
حمام تبع الاوضة.. فيه بانيو بيضاوي شبه بتوع الجاكوزي، و باب ازاز للشاور بس!
نسبيا يعتبر واسع! عضت شفايفها بكسوف و غل، السافل!!!
طلعت و هو واقف ساند على حيطة مربع ايده و بيراقبها بس..
كأنه خلص الجولة الفظيعة في الفيلا : هو احنا كده خلصنا الاوض؟ يعني تحت فيه (كانت
بتعِد الحاجات اللي تحت و حتى اتلغبطت في العد) حاجات كتير... و هنا الاوضة دي
بس؟!
حرك صوبعه (لا) وهو بيضحك : الاوضة دي اهم حاجة ف الدور ده
(تجاهلته و حاولت تطلع بس سد الباب! تجي يمين تجي شمال برضه قدامها مش راضي يطلعها!
بصتله بتساؤل بس مجاوبش غمزلها) مش نغير
عالجروح؟
قعدت على السرير بكل براءة : اه نغير.. و لازم اخد شاور
كمان
استعباط باستعباط! هيسوقوا الهبل هنا لوحدهم لحد ما يلبسوا
في الحيط !! دونجهي حرك دماغه (اه) : انا بقول كده برضه .. اهم حاجة النضافة !! (جه
نحيتها وباسها على خدها) مش كده برضه؟
مسك ايدها ودخلوا الحمام, وقف قدامها وبيفك شعرها ..
وبعدين لف جسمها فتح سوستة الفستان .. وملا البانيو ميه .. ظبطلها كل حاجة ومتعرفش
قصد ولا صدفة انه البانيو كان مليان برغاوي بريحة اللافندر اللي بتحبها!! جه ناحيتها
تاني و هو بيمسك ايدها حمحم: هتتلسعي شوية معلش ها؟
هزت دماغها بس لقته بيقلع قميصه و بيحطه جنب الفستان!
رفعت حاجبها و هو هز كتافه بس!! دخل البانيو قبلها عشان تقعد بضهرها في حضنه! قاعد
وراها بيلعب في شعرها بيعمله تسريحات غريبة! و شوية يعملها مساج! مسكت الرغاوي حطتها
على دراعه اللي على وسطها و بتضحك وهو معاها! كل حاجة فعلا هتبقا كويسة طول ماهو
معاها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق