فلتسمهِ حبًا ..!
Ep. 15 :
✿ بقلم الكاتبتين :
Bella & Noor
كانت مكتفيه بلعبهم سوا وصوت ضحكها عالي .. دونجهي كان
فعلا فرحان بكل احساس حلو بيجربه لاول مرة بس اكيد مش اخر مرة! .. وجسمهافيالميه
حست بيه بيخلعلها باقي هدومها .. لزقهافيحضنه اكتر وهو بيحرك شفايفه على رقبتها من
ورا بعد ما جاب شعرها على جمب .. كتفها! وايده بقت بتمشي الرغاوي دي على جسمها
وعالجروح بالراحة عشان تنعشلها جسمها .. فعلا بيعرف يلمسها ازاي وفين وامتى! بيعرف يخلي جسمها يسيب وكأن
مفيش فيه عضم .. ريحت على صدره وغمضت عينها .. ايده سحر بتخدرها!!! لمسات شفايفه
او ايده .. حرفيا سرقوا انفاسها!
*مكانها المفضل الجديد هو قعدتها كده! مش عارفة انهي
مكانها المفضل الحقيقة لحد دلوقتيي.. كان بيعتني بيها مش مجرد بيخلي باله منها.
مفيش زيه.. كانت مستسلمة اوي بين ايديه بيعمل اللي هو عايزه! مطولوش في الميه اللي
كانت بتبرد دي. قام هو الاول و لبس الروب بتاعه بعد ما اتخلص من هدومه المبلولة، و
قومها بالراحة. فيه كاونتر صغنن قعدها فوقه و كان بينشف جسمها بعناية اوي..
بالراحة اوي عشان ميضغطش على جرح جامد او تتوجع. لبسها روب زيه و طلعوا قعدوا
عالسرير.. علبة الكريم في ايده و نزلت هي الروب بتاعها, في يوم من الايام زي ما بتكشف
جروح جسمها قدامه من غير كسوف ممكن تكشفله الندوب اللي في روحها؟ ولا هيخاف و..
يبعد؟ اوقات كتير بتفكر هو ازاي بيبصلها زي ما بيبص كده "بحب"
"باعجاب" و هي جسمها يعتبر متشوه.. سرحت من غير ما تاخد بالها في
حاجات كتير و مخدتش بالها غير لما خلص ضهرها و قعد قدامها يغيرلها على بقية
الجروح.
كل مرة كان بيعمل حاجة تخليه مش شايف الا الجروح بس
بالعافية .. المرادي اول مرة يكون باصصلها عادي وبيحطلها الكريم! لا مش قذارة منه
بس اللي هو حاسس انهم حد واحد .. مش كارثة ابدأ انه يشوف جسمها صح؟ ... يمكن لما
لفلها اتكسف شوية اتوتر حبتين .. فبص لوشها : سرحانةفيايه؟
بعدت عينها ثواني و رجعت تبصله : فيك..
مش كدب, فعلا كانت سرحانة فيه و فيها.. فيهم! سألته سؤال
غريب حتى هي متوقعتهوش : انت بتحبني ليه؟ (استغربت نفسها اول ما السؤال طلع بس
مسحبتهوش) اقصد.. ايه اللي بيخليك تحبني.. مفيش فيا شئ مختلف عن اي بنت تانية،
بالعكس.. فيه احلى مني بكتير!
دونجهي ابتسم بهدوء وسألها نفس سؤالها : بتحبيني ليه؟ مع
ان في مليون راجل احسن مني؟ عالاقل مش هيبقا فيه جروح في جسمك بتعذبك كده؟
ممكن كانت تستعيل و تقوله جاوب الاول انا اللي سألتك
الاول، بس جاوبته من غير تردد : مش لاقياله سبب محدد, بحس بـ.. امان و دفا.. بحب
اشوفك بتضحك دي بتخليني سعيده.. ضحكتك اللي بجد مش اللي كده و كده! مش عارفة..
مفيش سبب! (سكتت شوية وكملت) حتى لو ساعات بتجرحني مش عارفة محبكش! بفكر ساعات في
الجروح دي انها برضه حاجة منك هتفضل معايا!
كانت بتبتسم طول الوقت .. مقدرش يخبي ابتسامته اللي من
قلبه اوي .. اه عارف وواثق من كل الكلام ده بس انه برضه يسمعه منها حاجة تانية ..
كان حاسس بكل حرف بتقوله! .. كان خلص جروحها كلها .. فمسك وشها بين كفين ايده :
بحبك عشان انتي البني ادمة الوحيده اللي غمضت عيني في حضنها وانا مش خايف .. انتي
البني ادمه الوحيده اللي عيطت من خوفي عليها .. انتي الوحيده اللي كسرتي القاعده
وخليتي الوحش يحميكي
كلامه خلاها تتنح.. و بصتله بخجل شوية : هو عادي لو
قولتلك اني.. بحب الوحش برضه؟ هو رخم شوية و بارد و بيفرد عضلات و بتاع.. بس..
بحبه برضه.. غريبة مش كده؟ ده مش لاقياله تفسير خالص بس.. مجرد حاسة كده!
هزت كتافها بكيوتنس اوي .. كان بيسمعها وهو بيحرك ابهامه
على خدها .. ملامحها جميلة اوي وعينه بتتحرك على وشها .. شفايفها اللي اما بتتكلم
بيبقا نفسه يـ .... مجرد ما خلصت كلام كان رده انه حضن شفايفها دي بشفايفه!! ميل
دماغها شوية بايده عشان يعرف يبوسها كويس! كل مدى ما بيحس انه مش عارف يشبع منها!!!
كل ما ياخد منها حتة يبقا عايز ياخد اكتر!
غمص عينه .. وهي لفت دراعها السليم على رقبته واضح ان هي
كمان مش عارفة تشبع منه!! . في الغالب كان هيفهم همهمتها غلط انها وجع ويبعد وهو
خايف .. بس فهم .. فهم صح! حرفيا كانوا هيتخنقوا! وهو جاب اخره خالص يعني فبعد عن
شفايفها بالعافية .. اخد نفسه, وهي اللي مسكت وشه وسرقت منه كام بوسة .. بس اتكلم
فوقفها: عارفة احساس ان قلبك بيوجعك من كتر الحب؟ جربت كل الطرق عشان اريح قلبي
واعرفك هو بيحبك اد ايه بس مفيش ولا طريقة عارفة توصلك!!(مسك ايدك نزلها و هو بيضحك)
قام وهو زي السكران شوية .. جابلها هوت شورت وشيرت مفتوح
شوية من عند الصدر قصير مبين جزء من جسمها.. غالبا هدوم العرايسفيبداية الجواز كده
.. ساعدها تلبسه ولم شعرها و هو بينزل خصل منه على وشها .. خلا وشها طفولي عكس
هدومها خالص!! غير هو كمان هدومه وسحبها من ايدها للمطبخ : انتي اكلتي اي كلام
وانا جعان .. يبقا نعك شوية؟
طبيعي انها تحس انها سكرانة كل ما شفايفه تقابل شفايفها؟
فعلا كأنه مخدرات او.. او كأنها مش هتعرف تتنفس غير و هي قريبة منه!! مش عارفة تكتفي
منه و حاسة انها عايزة في كل لحظة يكون معاها! مش عارفة تكتفي من كلام حبه ولا من
انها عايزة يكون دايما قدامها! عايزة دايما تحضن ايده و شفايفه! عايزة تنام في
حضنه و في نفس الوقت عايزة تخبيه في حضنها و مفيش حاجة تيجي جنبه!
لما اتكلم عن.. انه ازاي قلبه بيوجعه من كتر الحب؟ يمكن
هي اللي فاهماه! حتى هي مش عارفة توصله اد ايه جواها متشبع بيه!! الهدوم اللي
جابها دي لو كان وراهالها من أسبوع كانت قالتله كلام ابيح! دلوقتيي كانت مرتاحة
فيهم عادي! وجودهم في بيت اهله كان مقيدهم شوية بس دلوقتيي.. لا.. براحتهم! بيتهم..
مش هتقول كلمة "بيتي" دي تاني. بقا فيه حد بيشاركها تفاصيل حياتها كلها.
ان دراعها مربوط خلاه يتصرف زي كل حاجة في حياتها!! بقا
بيعاملها كأيدول يلبسها و يختار ستايلها براحته, يأكلها كأنها بنته, يشتغل دكتور
عشان يغير على جروحها..
سحبها وراه عالمطبخ بس مخلتهوش يعك زي اخر مرة!! هو
تقريبا كلم حد عشان يظبط البيت قبل ما ييجوا .. ده يفسر التلاجة اللي اتكلت اكل
و... حلويات..!!
غلاسة شوية هنا و هناك لحد ما طلعوا طبق عالاقل تقدر تقول
انه يتاكل! بس عرفت انه بيحب يألف في الاكل.. لو استمر في دخول المطبخ ممكن يبقا
شيف قريب. بركات الدراع اللي بهدله ده.
كانوا بياكلوا على الكاونتر في المطبخ مش عالسفرة, احساس
انك في البيت و مش لازم كل الرسميات احساس حلو برضه! بصتله في وسط ما هو بيأكلها :
انت ليه قولت وَحش؟! مش شايفاه كده..؟ اممم.. اترددت كتير قبل ما اكلمك بس.. اه..
كل ما نتكلم كل ما كل حاجة هتبقا اسهل..
كان ماسك الملعقة ومازال بيأكلها ملاها المرادي وحطلها حبه كتير ملو بؤها وخدودها
اتنفخت كان شكلها عسول بزياده! .. حط المعلقة وفضل باصصلها وابتسم بسخرية شوية :
اللي يعمل كده (شاور على اماكن جروح في جسمها) في حد بيحبه لازم يبقا وحش!!
كان لازم يسكتها بالاكل دلوقتي؟ الجملة الوحيده اللي كانت في بالها مضغت بسرعة و بلعت و
مسكت ايده اللي كان بيشاور بيها دي و شبكت صوابعهم : مأذانيش المرة دي :') ممكن
تثق في نفسك شوية؟ ثق فيا انا طيب!!
عقد حواجبه وبصلها بتساؤل : ها؟
حطت ايدها بين حواجبه تفك التكشيرة : ها ايه؟
مسك معصمها ده وقربها شوية بيبص في عينها جامد ... مش
قصده يكدبها بس صعب تتصدق شوية: مأذاكيش ازاي؟ (حرك دماغه لا) انا مأذتكيش ازاي؟
اومال عملت ايه؟
"تقريبا مبيبقاش واعي وقت الاذى.. "
همهمت جواها .. فكت ايدها منه و شبكت صوابعهم في بعض و
هو لسه قريب اوي و عينيها مسابتش عينيه: نيمتني في حضنك شوية بعدين.. نيمتك في
حضني لحد ما نعست..
مكدبتش.. بس مكانش ليه لزوم تتكلم عن خوفه او ذكرياته
الوحشة دلوقتيي ... بصلها بترجي انه يعرف الحقيقة.. حقيقة نفسه: عشان خاطري
متكدبيش عشان بس تريحيني .. ينام في حضنك؟ .. (فكر شوية وهمس من غير ما يحس) هو
اصلا بيخاف منك!!
عشان بيلا "ست" زي اللي عملت فيه كده فبيأذيها
قبل ما تأذيه.. يمكن عقله مقدرش يواجه الخوف اللي حصله لما ربطت ايده فرمى
الذكريات دي في العقل الباطن ونساها!!!
سابت ايده و مسحت على خده : كدبت عليك قبل كده؟ طب انت
لقيت اي حاجة مختلفة او زياده؟ قولي انت..
كان بيتكلم بصيغة الغايب عن نفسه و همسته مخفتش عليها..
معلومات صغننة و كل حاجة هتساعدها انها تخليه يتخطى ده.. بس.. بيخاف منها؟ منها هي؟
سحبها بالراحة قعدها على كرسي .. وقعد عالارض قدامها!
قلبه بيدق بسرعة كأنه خايف مع انه مش كده.. باين على ملامحه القلق.. ينام في حضنها
يعني اطمنلها ووثق فيها.. واكيد حكالها عشان يبقا مطمن كده! كان لسه ماسك كفين ايدها
في ايده : احكيلي حكالك ايه بالظبط عشان يطمن وينام في حضنك؟
مكنتش عايزاه هو كمان يتخض او يخاف من اللي عملته.. مش
عارفة المفروض تحكي ولا لا فابتسمت: محكاش.. كان مرهق بس بزياده.. يمكن عجبه انه
يبوسني كده برضه.. ايه منفعش؟
صوتها كان خفيف و مرح.. حاجة سعيده جواها بتتنطط ان هي
اللي روضت الوَحش! يمكن مروضتهوش اوي هو كان تعبان اصلا.. بس انه اطمنلها دي حاجة
ايجابية!! اتنهد بالراحة كأن جبل واتشال من على صدره .. اذا كان هو اللي بيحبها
بالشكل ده لسه مش قادر يقولها.. الجزء ده منه هيحكيلها؟! بس اكيد لا برضه! اصله
صعب اوي يغمض عينه قبل ما تنام ويفتحها بعد ما تصحى!! وده بيفسر انها معظم الاوقات
كانت بتنام قبله وتصحى تلاقيه صاحي .. الجزء العنيف منه ده برغم كونه وَحش الا انه
لسه بيخاف من مامته!! مش هيخاف من بيلا؟ مسك ايدها تاني بعد ما كان سابها شوية:
عشان خاطري قوليلي .. طيب قولي حصل ايه بالظبط .. بتقولي باسك .. لو مرهق حتى مش
هينام قبلك يا بيلا! .. عمل ايه خلاكي تاخديه في حضنك من غير ما تخافي طيب؟
شكله المتوتر و القلقان كان راعبها شوية.. مش عايزة الجو
الحلو يتعكر تاني: طب لو قولتلك.. هتزعل؟ او.. مش عارفة.. مش عايزاك تتضايق لاي
سبب..
بلع ريقه جامد! قالها.. ده التفسير الوحيد.. ازاي خلته
يثق فيها عشان يقولها..؟! اتنهد.. ع الاقل مش هيحس بانكسار لما يحكيلها بعدين.. ماهو
مسيره هيتكلم .. حرك دماغه (اه): متخافيش
كانت بتهرب بعينيها في كل مكان منه.. محستش انها غلطانة
غير في لحظتين.. لحظة ما شافت دموعه وقتها.. و دلوقتيي.. لسه خايفة تواجه عينيه:
هو الاول.. خدني في حضنه عادي.. كنت مستغربة شوية و.. متوقعتش حتى انه يبوسني
بالرقة دي.. كانت ملامحه مستغربة لما قولتله اني مش خايفة منه و لما سألته لو بيثق
فيا مردش.. قام شوية و سابني و بعدين.. لما رجع كنت.. (بلعت ريقها بتقل قبل ما تكمل
و غمضت عينيها.. بتهرب من عينيه لسه و بتتكلم بسرعة) اممم.. مسكت سكارف و ربطت
ايده.. كنت عايزة اثبتله اني بحبه و عمري ما هأذيه حتى لو فيه فرصة لده! كان مرهق
و كان حرفيا تحت ايدي و كل اللي عملته اني بوسته بس.. و الله بوسته بس و فكيت ايده
و قمت!! كنت .. مش عارفة!! (اتكسفت من نفسها.. عضت على شفتها وكملت) و بعدين فضل
ساكت و سكوته خوفني! دموعه خوفتني اكتر و حسبته هيزقني بعيد بس لما حضنته مسك
فيا.. (فتحت عينها بصعوبة و هي بتبتسم ابتسامة رقيقة اوي) دونجهي.. فضل في حضني
ماسك فيا لحد ما نام!
مكانتش فاهمة تعابير وشه .. و جسمه اترعش فجأة .. كل
كلامها صدق هو حاسس بكده بس ربطت ايده!! اكيد هو عارف هي عملت كده ليه ومش هيشك حتى..
بس قام وقف ووقفها معاه ومسكها وهو باصصلها بخوف: اياكي تعملي كده تاني! خالص يا
بيلا خاالص .. لو خوفتيه صدقيني مش هيفكر انتي قصدك ايه وكل اللي شوفتيه ده كوم
واللي هيعمله كوم تاني! (حرك دماغه لا) بصي .. (اتنهد جامد وبدل ما كان ماسكها
عادي حسته بيتمسك بيها زي اللي بيهرب من حاجة... تنفسه بقا جامد اوي) اللي بيعمله
فيكي اتعمل فيه .. (حست بصوابعه بتترعش على جسمها ضوافره اتغرزت في كتفها شوية)
متخوفيهوش بزياده ها؟ ماشي؟ متطمنيش وانتي معاه صدقيني
رفعت ايدها و كانت بتمسح على طول دراعه: دونجهي.. (كانت
بتبتسم بهدوء اوي و مش خايفة حتى مع كلامه ده) قالي انه بيثق فيا و بيحبني عشان
كده استخبى فيا.. (ابتسامتها وسعت شوية) اهدى.. و لا مبفكرش اعمل حاجة زي كده
تاني.. دموعك مش حاجة هينة عليا..
طنشت تماما الجزء اللي قاله عن انه اتعمل فيه عشان.. مش
عايزة تفكر انه اتأذى كده و مكانش فيه حد معاه..!! بعد ايدها وبعد هو كمان شوية و
هو بيتكلم بعصبية: انتي مش فاهمة حاجة .. انا مش مجنون بس في حاجة جوايا بتوجعني
هي اللي بتطلع البني ادم ده عشان يحميني او هو مفكر كده! يا بيلا انتي من حقك
تفهمي اه انا عارف.. ومن حقك تعيشي زي اي واحده عادية.. بس مش قادر اتكلم .. مش
قادر افهمك .. مش عشان بثق فيكي او لا .. عشان مش قادر احكي مش عارف اتأقلم مع
العشر سنين من حياتي دول .. مش عارف اتخلص من خوفهم لسه (بدأ صوته يعلى اكتر) انتي
مش فاهمة حاجة!! انا اللي بثق فيكي وبحبك بيقول احساسي انا في وقت هو
اطمن فيه .. مش هتتكرر دي .. افهمي كده
بيلا مكنتش عايزة تقتنع بكلامه ده مهما حاول يقنعها:
دونجهي.. مقالهوش في وقت انت مطمن فيه.. متخافش عليا هممم؟ هستناك تقولي وقت ما
تحب.. هستناك كتير اوي.. ممكن بس.. ممكن بس مهما حصل اوعدني انك مش هتسيبني؟
غصب
عنه كل كلمة دلوقتي بتقولها بتزيد عصبيته .. بني ادم تعب من الوجع مش مستحمل ذرة
وجع زيادة .. وللاسف.. ده بيزيد اضعاف وجعه لما بيأذيها! بيأذي اللي بيتنفس
انفاسها .. اللي طول ما هي بخير وقلبها بينبض هو كمان بيبقا كده .. بس خايف عليها!
مش قادر يأمن نفسه عليها! .. وشه احمر وخبط ايده جامد على الطبق اتكسر ودخلت حتة
حادة في ايده عورته .. مهتمش بالدم اللي جه على هدومه والترابيزة وبصلها جامد وزعق:
اسمعي الكلام .. وقت ما يكون موجود ابعدي عني بأي طريقة مش معنى انك عرفتي تسيطري
عليه مرة هتنجحي دايما!! فاكراني مبسوط و جسمك متشوه كده؟؟ ارجوكي مش قادر على كل
ده .. انا اللي مانعني اني اخلص من الدنيا دي انتي (صوته كان بيوطى كل مدى.. كأنه
بيتكسر) ارجوكي...
سابها
ودخل اوضة المكتب بتاعه قفله وراه بالمفتاح ونزل بضهره عالباب.. قعد عالارض وهو
بيعيط للمرة المليون من الوجع! حط ايده على وشه ف دموعه اختلطت بالدم اللي بينزفه..
اما
هي... فجريت وراه! حاولت تدخل معرفتش.. كل ما تنادي عليه مبيردش ..
كل
ما يحاول يتجاهل وجعه ليه هي بتيجي و تفتحه تاني! ليه؟! فضل كده فترة مش قادر..
غالبا اللي كان بينسيه وجعه انه يهلك نفسه في الشغل لدرجة مبيبقاش قادر يشغل مخه
حتى!.. طلع موبايله من جيبه واتصل بوالده حاول بصعوبة يخلي نبرة صوته طبيعية: بابا
انا اسف اني رجعت فجأة كده من غير ما اعرفك..
والده
بقلق : حصل ايه يابني؟ انتوا كويسين طيب؟ لسه الخدامة معرفاني دلوقتيي و قلقت كنت
لسه هتصل بيك!
-
متخافش محصلش حاجة .. هي بس بيلا وقعت في الحمام دراعها اتشرخ ورجعت البيت عشان
اخلي بالي منها, معلش يا بابا.. هريح في البيت اليومين دول وابعتلي انهيوك بالشغل
اخلصه هنا انا وهو!
استخدم
برضه الكدبة اللي هي الفتها عشان تمحي التهمة عنه.. اد ايه حس انه صغير و تافه و
ميستاهلش عشان كل مرة بيبرأ نفسه من تهمة وجعها!
-
الف سلامة عليها!! طب هي كويسة؟.. مش لازم شغل خلي بالك انت منها بس!
-
لا يا بابا معلش عشان مزهقش هعمل الشغل هنا
-
طيب.. هبعت انهيوك بملفات القرية.. مفيش اخبار جديدة مش هتتعب منهم.. المهم تخلي
بالك منها و من نفسك
دونجهي همهم من غير نفس: حاضر...
دونجهي همهم من غير نفس: حاضر...
في
الاثناء دي لما بيلا فقدت الامل انه يفتح بما انه قعد جوه لما يقرب من الساعة و هي سامعة انين عياطه، قامت بالعافية
طلعت الاوضة وكلمت الدكتور تاخد منه معاد النهارده و مش مهم تكلفة الجلسة هتكون اد
ايه.. و مش مهم هتخرج ازاي حتى.. كل اللي فكرت فيه اللي قاله عن انه فكر ينتحر!
حتى لو منع نفسه عشانها كفاية انه وصل للمرحلة دي..!! مجرد ما قفلت لقت الباب
اتفتح.. دونجهي داخل بجمود اوي من غير ما يبصلها، اخد شاش من بتاعها لفه على ايده
اي كلام بعد ما غسل وشه.. و مهما حاول يخبي عياطه، عينيه كانت بتفضحه..
طلع
بدلة لبسها برضه بنفس السكوت ونزل .. مدهاش فرصة تتكلم حتى وهو بيعمل كل حاجة
بسرعة! نزلت وراه بسرعة تعرف رايح فين.. بس للمرة التانية مدهاش اي فرصة و هو
بيقفل باب المكتب وراه تاني! فضلت قاعدة مستنياه يطلع.. اكيد ملبسش البدلة عشان
يقعد في المكتب جوه! بتلف حوالين نفسها لحد ما الجرس رن! و على انهم مش مستنيين
حد، بتلقائية كانت رايحة تفتح... موقفهاش غير صوته و هو طالع من المكتب و بيتكلم
بجمود: اطلعي فوق.
صوته
شبه مش موجود من كتر العياط!!
فتح
الباب وهي بصت من على السلم.. .. كان شاب وسيم ببدلة ومعاه ملفات.. بس الشاب ده هي
عارفاه.. نفس صاحب دونجهي اللي معاهم في الجامعة.. هيوك.. و من منظر الملفات في
ايده و اتجاههم للمكتب، فهمت انه هيشتغل في
البيت
يمكن
كانت فرصة وجتلها لحد عندها عشان تقدر تخرج..!!
بما
ان دونجهي مش هنا عشان يساعدها، خدت وقت طويل في اللبس.. عينيها بتدمع غصب عنها و
هي بتتخيل حياتها من غير البني ادم ده!!! حتى التخيل بيوجعها!!! هزت دماغها جامد و
هي بتطرد كل فكرة عن الموضوع من دماغها.. و على ما كانت خلصت، كان دراعها وجعها
زيادة!
لاسباب
كتير مكانتش قادرة تواجهه دلوقتيي، على انها من دقايق كانت شبه بتجري وراه عشان
يكلمها و يطمنها! مسكت الموبايل تبعتله رسالة مفادها انها هتروح لجنينة قريبة من
البيت لحد ما يخلص عشان زهقانة، اخدت نفس عميق قبل ما تبتدي تتحرك عشان تنزل!
*عند
دونجهي*
مش
هينكر انه مش مركز. في اي حاجة! و هيوك اللي مستغرق في الملفات اللي في ايده و كل
شوية يكلم دونجهي كان مش واخد باله اوي من سرحان دونجهي ده! مرة واحدة بدأ يتكلم:
بس كيم فعلا اتكبس و سكت من ساعة اللجنة الهندسية الحيادية اللي عملناها. اظن دي
كانت اذكى خطوة في الصفقة كلها!
دونجهي
مش معاه خالص.. مش شايف غير الكلمات المرصوصة جنب بعض و بيحاول يفسرها.. طب ما
الفيلا فيها جنينة! عايزة تخرج ليه؟ مش هيحبسها في البيت و يمنعها من الخروج، بس
في نفس الوقت.. مش عايزها تخرج لوحدها.. خصوصا انها لسه متعرفش المكان.. و صوت
تاني صغير جواه بيقوله انها ممكن المرة دي بس.. تسمع كلامه و... تهرب! زي ما
قالها... مفاقش غير و هيوك بيحرك ايده قدام وشه: دونجهي... انت كويس؟!
وقتها
بس ادرك انه وقع كتير من كلام هيوك منتبهلهوش! بصله بعد تركيز: ها؟
انهيوك
اتنهد و هو بيسيب الملف من ايده: مالك؟
دونجهي
حرك دماغه بس: اه اه كويس.. ثواني...
قام
و كأن فيه حاجة بتشده يطلع لبره.. و لقاها كانت خلاص هتطلع من الباب! نادى عليها:
بيلا!!
صوته
تعبان.. و هي مش قادرة فعلا تشوفه كده.. مش قادرة تواجه فكرة فقدانه دي! بعدت
عينيها عنه و عملت كأنها بتعدل شنطتها على كتفها و كان وصل قدامها... طلع من
محفظته كارت و بيمد ايده بيه: الكريدت كارد بتاعي.. هتحتاجيه لحد ما اعملك واحد..
(طلع مفتاح عربيته) و مفتاح العربية.. اه.. مش هتعرفي تسوقي.. اكلم السواق؟
قلبه
اطمن شوية لما لقاها طالعة بشنطة صغيرة، مش لامة هدومها و هتمشي! بس كلأنه بيديها
كل حاجة هي عايزاها عشان تهرب... مهما ده وجعه.. انها تسيبه دلوقتيي و هي عارفة اد
ايه هو مكسور و متهشم من جوه... بس ده ائمن ليها.. هتبقى كويسة و هي بعيد عنه! بص
بحسرة لهدومها و ابتسم بزعل: المرة الجاية ابقي قولي قبل ما تلبسي عشان.. دراعك
ميوجعكيش اكتر.. (اتنهد و هو بيبتسم بانكسار) خلي بالك من نفسك... و ابقي.. ابقي
طمنيني بس انتي فين...
يمكن
عارف انها مش هتهرب.. و مهما كان عايز انها تمشي عشان مصلحتها، بس زي الطفل من
جواه شبطان انها متسيبهوش! و في عز وجعه برضه، بيهتم باصغر تفاصيلها! و حتى لو
حسابه اللي فيه ملايين معاها، فهو راضي.. لو مقدملهاش حاجة غير الفلوس اللي تخليها
كويسة، يمكن يرضى عن نفسه من ناحيتها و لو شوية صغيرين.
حتى
لو بيتجنبها، بس لما لقاها خارجة نسي كل اللي حصل و كان بيتأكد انها كويسة و مش
محتاجة حاجة!! كانت بتبتسم و بتطمنه.. جواها شئ سعيد باهتمامه ده.. بس القلق اللي
محتل روحها مش هيختفي بسهولة ابدا!
راحت
فعلا للجنينة القريبة لحد ما ييجي معاد الزيارة.. مشافتش الشارع من اول ما اتجوزته
غير معاه... مش حاجة وحشة، هي فعلا بتحب تكون معاه... بس بتحتاج برضه شوية وقت
لوحدها.. لنفسها.. تفكر فيه هتعمل ايه!
فاهمة
كويس انه مش مجرد مرة كان كويس فيها معاها يبقا هيكون كويس على طول، عارفة ده
كويس.. بس مش هتهرب! و حتى لو هربت منه مرة، مش هتقدر تتجنبه للابد.. و لازم تلاقي
طريقة للتعامل معاه..
"..
انا اللي مانعني اني اخلص من الدنيا دي انتي"
صوته
اللي بيتكرر عليها و هو بيقولها انها هي السبب اللي مش بيخلص بسببه من الدنيا
بيخوفها... كل مرة كانت بتخاف ان جروحها دي تضايقه كانت صح.. و هتخبيهم منه
ازاي..؟ هتبعدهم ازاي عن نظره عشان يبطل يلوم نفسه في حاجة هو مش واعي ليها؟!
بصت
في الساعة.. متبقاش كتير على معادها مع الدكتور... وصلت لمكان العيادة، و فعلا
مأخدتش وقت كتير على ما تدخل.. المكان مش مهجور زي ما تخيلت... ناس من اعمار
مختلفة... و محدش بيبص للتاني بشفقة او بدونية.. استريحت شوية في قعدتها، لحد ما
دورها جه..
دكتور
ممكن يكون في منتصف الاربعينات بيبتسملها بترحيب: اتفضلي مدام.. لي؟
بيلا
هزت دماغها و قعدت ع الكرسي بتوتر... ضوافرها مغروسة في كف ايدها من كتر القلق، و
كدكتور، الموضوع مخفاش عليه! ابتسم اوسع بودّ: الموضوع مش بيخوف.. نعتبر نفسنا
صحاب.. بيلا مش كده؟ اسمي دكتور جونج مين، او بلاش دكتور، نشيل الالقاب خالص؟
شوية
بشوية بيلا بدأت تستريح و هو بتدي البيانات الاساسية عنها، لحد ما سألها عن سبب
مجيتها.. او مشكلتها اللي مضايقاها.. وقتها بس اترددت.. اللي بتعمله ده صح..؟ و هي
بتشارك سره مع حد تاني؟ بس هي عندها اسباب و اسباب قوية اوي كمان.. مش انها عايزة
تساعده.. هي محتاجة تساعده... محتاجة تساعده عشانه هو الاول قبل اي حد.. و
عشانها.. و عشان هي نفسها تكوّن عيلة صغيرة معاه... و ده مش هيتحقق من غير ما تتأكد
ان الطفل اللي هييجي في حياتهم مش هيتأذي!
اتنهدت
جامد وبدأت تتكلم بتوتر: المشكلة مش عندي انا.. هو انا بعاني بسببها بس مش عندي...
(سكتت شوية) اتجوزت من فترة قليلة بس... اكتشفت ان جوزي.. اممم سادي...
الدكتور
كان بيتكلم باريحية اوي و هو بيكتب في ورق قدامه، شاور على دراعها بدماغه: هو؟
هزت
دماغها و بلعت ريقها بتقل .. غمضت عينها ثواني عشان تعرف تكمل : قبل دراعي ده..
كان.. جتله حمى و كان بيهلوس.. بيهذي و هو نايم.. قال كلام كتير مفهمتهوش و لأننا
كنا قاعدين في بيت اهله كام يوم عشان.. عشان منبقاش لوحدنا لأنه خايف عليا.. روحت
كلمت مامته و عرفت منها انه.. اتعرض لاعتداء و هو صغير.. كتير اوي.. لدرجة انهم
دخلوه مصح نفسي عشان... اعادة تأهيل و كده.. فهمت من كلامه مرة و هو متعصب انه..
بيعمل كده عشان خايف.. بيعمل فيا اللي كان بيتعمل فيه...
كلام
بيلا كان كله ملغبط و مش مترتب، الدكتور استناها تخلص كلام و بعدين ابتسم و بدأ
يسأل هو عشان يفهم: اعذريني بس الخجل مش هيحل اي مشكلة.. زوجك سادي في علاقتكوا
الخاصة بس؟ بيأذيكي وقتها اقصد؟
عضت
طرف شفتها و وشها بيحمر.. قبل ما تفتح عينيها و تبص للدكتور: مش في علاقتنا الخاصة
بس... هو... هو ساعات مش بيبقى واعي.. وقتها بيأذيني سواء.. سواء في علاقتنا او
خارجها..
دونجهي
مش مجرد شخصية مش بتستمتع في علاقتها غير بالعنف... ده فئة من الناس و ليها تصنيف
تاني... دونجهي بيبين استمتاعه عشان يخبي خوف! الدكتور هز دماغه بتفهم: هو ميعرفش
اكيد انك جاية..
نزلت
دماغها لتحت.. و هو لو كان يعرف انها رايحة لدكتور... كان هيخرجها اصلا؟!
-مفكرتيش
تتطلقي؟ مش خطر عليكي انك تعيشي في بيئة زي دي... نظرا للاذى اللي بتتعرضيله؟
الدكتور
كان بيشاور تاني بدماغه على دراعها المربوط.. فهي هزت دماغها: بحبه.. مفكرتش
حتى... انا عارفة كويس انه مش قصده.. بالذات بعد اللي عرفته عن ماضيه.. هو محتاج
بس شوية مساعدة مش اكتر... و بحاول.. اكون انا المساعدة دي!
-هحتاج
من حضرتك شوية تفاصيل اكتر عن حالته...
بيلا
حكت... و الدكتور كان بيسأل و هي تجاوب.. لفترة تجاوزت ساعة من الزمن كانت الدكتور
بيحاول يوصل لصورة شبه مكتملة عن حالة دونجهي من كلام بيلا.. و لما حس ان عنده
معلومات كفاية، بدأ يقول لبيلا تركز على ايه اللي بيخليه يتغير، و انها ازاي تحاول
تحكم غضبه شوية، لغاية ما يقابله ع الاقل
-اشوف
حضرتك بعد اسبوعين.. بس سا ريت.. تحافظي على سلامتك الاول قبل ما تفكري تساعديه.
نصيحته
مهمة، لكن مع الاسف مش هتقدر تعمل بيها!!
شكرته،
و اتجهت تاني للبيت...
*^*
انهيوك
مشي من شوية و ساب دونجهي قاعد في المكتب.. كان عايز الشغل يشغله، بس مفيش في باله
غير حاجة واحدة... البنت اللي خرجت من شوية و سابته.. كل شوية يطلع الموبايل يتأكد
انها متصلتش، و دلوقتيي فاتح رقمها بيبص بس عليه... و كل ما ييجي يتصل يبعد ايده..
عايز يكلمها.. بقاله اد ايه دايما هي معاه، متعودش تبعد عنه! خايف بس يحسسها انه
حابسها، او انه بيفرض نفسه في مساحة حريتها لما قررت تاخدها شوية! سند دماغه على دراعه
و هو بيبص للموبايل كل شوية.. حاسس بدماغه بتنبض من كتر الصداع و العياط و الدم
اللي ينزل من ايده و هو مش واخد باله! من التعب و الدوخة.. نام فوق الملفات...
وقت
ما دخلت البيت تاني كان هادي بطريقة غريبة عكس ما سابته.. حتى صوت انهيوك مش
موجود! دخلت بالراحة و لقت باب المكتب مفتوح.. غصب عنها كانت عايزة تتطمن عليه.. و
لقته نايم بارهاق فوق الفايلات الكتير دي... بيموّت نفسه من الارهاق و مبيفكرش في
نفسه! قربت تصحيه و هي بتحط ايدها على دماغه... ايديها اتحطت على حاجة سخنة اوي و
اتفزعت... بدل ما تصحيه بالراحة.. كانت بتصحيه بقلق مبالغ فيه: دونجهي... حبيبي
قوم...
جسمه
اتحرك بالراحة وكان بيأن بصوت زي الهمس .. اتعدل بصعوبة وهو بيفتح عينه .. رفع
ايده يدعك عينه عشان يفوق .. فشافت كفه اللي متضمد بقا مفيش فيه نقطة بيضا كله دم!!!!
بصلها و هو بيبتسم براحة : رجعتي امتى؟ ارتحتي شوية؟
مش
كفه بس اللي كان مليان دم..!! الفايل اللي كان ساند عليه كمان غرقان!!!
يمكن
من كتر ما اتعود على الجروح و الوجع مبقاش بيحس بيهم!! و من كتر الضغط و هو نايم، الجرح اتفتح تاني و
بدأ ينزف من جديد.
فزعها
زاد اضعاف الاضعاف.. اتكلمت بصوت ضعيف: دونجهي تعالى نطلع فوق.. شكلك تعبان اوي..
وشه
غرقان عرق و عينيه دبلانة اوي! غير النزف اللي في ايده كمان!
لما
اتعدل اخيرا شاف الدم الكتير اللي نزفه ده.. مش خوف على نفسه اد ما كان خايف على
قلقها حرك ايده قدامها: متخافيش هلف حاجة على ايدي هبقا كويس متقلقيش ..
قام
من على الكرسي خطوتين بس وكان واقع على رجله في الارض وهو ماسك طرف المكتب بايده
.. دايخ جدا! الدنيا اتهزت قدامه ففقد توازنه و وقع!!
قلبها
كان بيقع قبله و نزلت على ركبها جنبه: طب استنى... استنى متتحركش...
ساعدته
يقعد و اتأكدت انه مسنود كويس عشان ميقعش!!! الشغل بايد واحدة صعب بس جابتله
كوباية مية.. رجعتله و كان مغمض عينه بوهن.. لما سمع صوتها فتح عينيه و بصلها...
خافت تديله الكوباية فشربته هي همست: احسن؟ ... (همهم بس و حاولت تخليه يقف عشان
تسنده) مش هقدر اشيلك فساعدني عشان نطلع فوق ماشي..؟
غمض
عينه جامد وعدل ضهره ! شال دراعه من على كتفها مش حمل انها تسنده.. هي ضعيفة
لوحدها و شوية القوة اللي فيها كان بياخدهم منها اول باول .. جه على نفسه عشان
يمشي عادي لحد الاوضة من غير ما تسنده
بس
برضه كانت ماسكة وسطه كويس عشان ميقعش او يدوخ.. فتح الباب و قعد عالسرير و هي كانت
بتدور في الدولاب على هدوم يلبسها... طلعت شيرت خفيف و سويت بانتس و قعدت قدامه على
الارض : هتساعدني برضه عشان تغير هدومك؟
ضحك
وهو بيمسح العرق من على وشه بتعب .. حتى مش قادر يبقا قاعد فسحب نفسه بالعافية
ومدد عالسرير بعد ما قلع جاكت البدلة ورماه... على عكس اهتمامه المبالغ فيه
بحاجاته: الادوار اتبدلت .. (سكت شوية وكمل) .. مش قادر دلوقتي
مش قادر يقوم يعمل اي حاجة حاليا! الهدوم
اتركنت على جنب و بسرعة نزلت تجيب ميه ساقعة و فوطة صغننة.. و عشان برضه مش عارفة تعمله
كمادات، قعدت على طرف السرير و هي بتكلمه: معلش قرب شوية..
قرب و نام جنبها بس بايدها سحبته
من القميص و هو كان بيجاري حركتها لحد ما دماغه بقت على رجلها .. عينيه ضعيفة بس
بتحاول تتابعها و هي بتحط ايدها في المية و بتمسح على وشه!
صدره
كان بيطلع وينزل ببطء خالص من السخونية مبقاش عارف يتنفس عادي بس كان لسه باصصلها
.. مسك ايدها وحطها على قلبه! واتكلم بضعف: انا اسف.. تعبتك وانتي مش عارفة تتحركي
كويس
شالت
ايدها من بين ايديه و حطتها على شفايفه : شششششش... ملكش دعوة... خليك كويس بس... (غمض
عينيه تاني و هي سألته) انت بتسخن كتير ليه؟
خافت
شوية الحقيقة مش هتنكر، بس حاولت تتصرف انه عادي اوي..
هيقولها
ايه؟ هيقولها انه و هو صغير مناعته اتدمرت بسبب اللي حصله؟ ولا هيقولها ان شوية
برد عاديين ممكن يرقدوه بالاسابيع عشان جسمه اتهد من كتر التعب؟ هي مشافتش حاجة
لسه من التعب اللي بيتعبه.. و لا مش هيخوفها! لما جه يتنهد قلبت بكحة و مقدرش
يجاوب غير بالكلمة الوحيدة اللي بقى بيقولهالها: انا اسف...
اسف
على كل حاجة ملوش ايد فيها! بني ادم بيتأسف عشان اتوجع!
مكنتش
فاهمة اعتذاره حتى: بتعتذر ليه؟! شششششش كل حاجة هتبقا كويسة.. (مسحت على وشه مرات
كتير و لسه حرارته عالية و مش عايزة تبين قلقها عليه عشان ميشيلش هم! لسه بتمسح
على وشه) تبقا تنزل معايا يوم؟!
حرك
دماغه (اه) وبيتكلم وهو خلصان : عايزة تروحي فين؟ اتبسطتي بره؟
بصراحة
لا، هزت دماغها (لا) : متبسطتش لوحدي.. ابقا انزل معايا المرة الجاية.. ريح بس دلوقتي..
نام شوية.. متقلقش انت هاه؟!
هز
دماغه و هو بيغمض عينيه... مفيش دقايق و كان استسلم تماما للنوم... و القلقانة دي
فضلت جنبه بتمسح على وشه بمية عشان حرارته تنزل...
لمدة
طويلة فضل سخن... و كل مدى هي بتقلق اكتر... لحد ما شوية بشوبة حرارته بدأت تنزل..
الارهاق النفسي طول اليوم خلاها تنام قتيلة جنبه.. شوية و هتصحى تاني...
الشوية الصغيرين دوا جروا لتاني
يوم الصبح لما هي فاقت قبله... مكشر شوية و هو نايم و شكله برئ اكتر من المعتاد!
لحسن الحظ برضه كانت حرارته نزلت.. بدأت تصحيه بهدوء: دونجهي... حبيبي اصحى...
فضل
يتململ كتير في نومه و مش راضي يفتح عينيه.. كانت بتحرك ايدها على وشه وبتهمس
باسمه بالراحة عشان يفوق .. اخد منها وقت لحد ما فتح عينه .. لحظات لغاية ما استرد
وعيه و عرف يشوفها: صباح الخير
ابتسامته
طمنت قلق امبارح اللي نامت و صحيت بيه، ردتله الابتسامة : صباح النور!
لما
حست بالراحة فردت نفسها جنبه و نامت على جنبها و هي بتبصله .. طول ما هو بخير و
جنبها فهي مستريحة..!
اتعدل
على جنبه هو كمان وبصلها: بتتفرجي علي ايه؟
ابتسامته
الواسعة اللي بيكلمها بيها دي مشت اطراف صوابعها عليها: على دي ...
ابتسامته
مُعدية!! قفل شفايفه على صوابعها اللي
بتتحرك على ابتسامته دي! وغمزلها بعينه .. وشها
نور و بعدت بعينيها بعيد عنه... مفيش فايدة... رجعت تبصله و هي بتحاول تتصرف عادي:
انت كويس؟ فضلت سخن كتير امبارح...
ضحك
وساب صوابعها عشان يعرف يتكلم: اتعودي على كده عشان متقلقيش خدي مناعة
اتعدلت
شوية : مش بتاخد ادوية طيب؟ او فيتامينات؟ اي حاجة؟
حرك
دماغه (اه) : اممم كنت باخد.. بس زهقت من فترة ف بطلت
ضربته
بصوبعها في دماغه : طيب انا هبقا مسؤولة عنهم مفيش كسل تاني!!! بطل تتعب بقا
طنش
كلامها عشان متركزش و قعد: مفعول المسكن راح ولا لسه؟
نسيت
امبارح!!! بكل اللي حصل ده تجاهلت وجعها و محستش بيه! حمحمت: نسيت... و بعدين اصلا
انت اللي بتديهولي... متتعبش تاني! بس دراعي مش واجعني اوي يعني.. عارفة استحمل
الوجع انا...
ضيق
عينيه و هو بيزقها: اهتمي بدواكي الاول و بعدين ابقي اشرفي على علاجي! (كان هيقوم
بس داخ شوية) هنزل اجيبلك فطار عشان الدوا
شدد
على كلمته اوي!
نطت
بسرعة و قامت مسكته من وسطه زي امبارح : هاجي معاك كده.. افرض انت تعبت تحت او
احتجت انك تدينيmorning
kiss و ملقتنيش مثلا؟! مش المفروض اكون معاك برضه؟
ضحك
وهو بيحرك دماغه (لا) علي المجنونة اللي معاه دي .. ضربها بالراحة على ايدها اللي
محاوطاه : مفيش في دماغك غير الـ Kiss اه انا عارف .. لفي يا ماما اديهالك بدل ما
تقتليني
مسكته
اكتر من وسطه و حطت دماغي عليه : لاااا انا جاية معاااااااك ...يلا نتحرك
جعاااااااااااااااانة
لف
اخدها في حضنه من الجنب ونزل بيها لتحت عند المطبخ وكالعاده رفعها عالرخامة وهو
باصصلها : انا ليه حاسس ان انا شفت المشهد ده قبل كده
قعدت
تلعب برجلها و بتتفرج عليه بقلق و فرح.. لسه مخفش اوي و ممكن في اي لحظة يتعب تاني
: وراك... شغل برضه النهارده؟
حرك
دماغه (اه) وهو بيعك في الفطار : شغلي زي ماهو الفرق اني هعمله في البيت بدل
المكتب
لسه
بتهز رجلها : همممم... ( سكتت شوية وكملت ) ممكن ابقا اقعد معاك ولا هشغلك؟
همهم
و هو بيبصلها: و هتساعديني كمان.. ولا ناوية تجيبي ورا؟
ايدها
اتحطت قدامها باستسلام : لا هساعد و ماله!
هي
لو عليها و الله هتفطر كورن فليكس بس هو دماغه ناشفة! قعدوا في المطبخ فطروا و شربها
لبن بالعافية! و اخدت المسكن كمان! لسه بياكل هو و هي كانت بتفتح كلام: هنعمل ايه؟
بتعمل ايه في شغلك؟
ساب
المعلقة وبصلها: حسابات .. سواء بتحسبي الفلوس اللي كسبتيها او اللي بتصرفيها
بتحسبي الفلوس بتاعة المشاريع بتدرسيها كويس عشان تعرفي بخبرتك هتكسب ولا لا ..
غالبا يعني.. انا شغلي يا مراجعة الفلوس يا اما اظبط الصفقات والمشاريع .. (ضحك)
انا بتاع الفلوس
ضيقت
عينيها: طب يا بتاع الفلوس و بتاع الدوا بتاعي، مش ناويين نخليك تاخد دواك ولا ايه؟
بعد
عينيه عنها و هو بيتنهد: انا ضيعت عمري كله على الادوية دي و في الاخر اما بتعب
بتنيل برضه
نزلت
من عالكاونتر و قربتله : نروح لدكتور تاني؟ لو.. يريحك؟
حرك
دماغه (لا) : مش موضوع دكتور... انا مناعتي ضعيفة شوية امم شويتين؟ (ضحك) الحقيقة
هي مش موجودة خالص .. (عمل ملامح دراميه اوي بهزار) ده السر الخطير اللي خبيته
عليكي... اديني اهو بح خلاص.. معنديش تاني
ايدها
على وسطها و عينيها ضيقة و متقمصة شخصية الدكتور: من النهارده مفيش توتر ولا
عصبية، و متتعبش عشان انا بخاف عليك
لفت
تطلع من المطبخ عشان كانت زعلانة... يمكن غضب اكتر منه زعل! و مش منه... من الست
اللي عملت فيه كده... هي ليه دمرته بالشكل ده؟! ليه تدمر حياة ناس كتير عشان هي
تعبانة!!! طب ليه تدمر حياة طفل لسه ميعرفش حاجة! اتنهدت بحرقة و هي بتسند على
الحيطة!
مفيش
ثواني ولقيته قدامها و بيبتسملها عشان هي متزعلش: طيب مهو المريض هيتوتر ويتعب
عشان سبتيه وانتي زعلانة منه كده
لسه
مكنتش قادرة تبصله فطبطبت على ايده بس و حاولت صوتها يكون طبيعي : مبحبكش تتعب
بس..
اتنهد
واتعدل مسك ايدها وخدها عالجنينة .. قعد عالمرجيحة وخلاها تقعد في حضنه ..
الهوا
كان عمال يطير شعرها و ييجي على وشه.. كل شوية يعمل حركات بوشه كأنه هيعطس و بعدين
جاب شعرها للناحية التانية: لمي شعرك يا هانم.. بيتحرش بوشي.
بيعمل
كل حاجة عشان تفك... مش فاهم انها موجوعة لوجعه اللي بيخبيه ده.. عينيها زعلانة
اوي.. بصتله فجأة و بحزن كانت بتعترف للمرة المليون: بحبك اوي.. تعرف؟
ابتسم
ببهوت شوية وحط ايده على شفايفها رسملها ابتسامة : عارف .. بس عارفة ليه مش قادر
احكيلك حاجة عشان مش هقدر استحمل انك موجوعة بسببي وكمان عليا
لسه
بتبص في عينيه اوي .. عايزة تسمع منه هو مش من حد سمع عن اللي حصله.. مسكت ايده في
نوع من المساندة: لما وجعك يخف شوية مش هبقا موجوعة.
نزل
دماغها على صدره وبيمسح على شعرها: اظن صعب يخف .. سايبلي اثرفي كل حاجة ..في قلبي
في حياتي في جسمي في صحتي في نفسيتي .. (ضحك بسخرية) فيكي !
هما
الاتنين محتاجين حضن بعض، لفت ايدها كمان عليه و هي بتسند عليه: مش هقدر امحي
اثرهم؟ حتى لو حاولت بجد؟
لسه
محافظ بصعوبة على الابتسامة البهتانة... و البهوت بيتسلل ببطء لصوته كمان : تعالي
قولي لأي حد ان انا سادي هيخاف ويهرب .. بتهيألي لو روحت لدكتور هيخاف مني ويرفض
يعالجني (ضحك اوي) تحسي انه مرض مستحيل يتعالج... هيموت اللي بيعالجه (طبطب عليها)
انتي بتسكني الوجع بس مظنش انه هيتعالج خالص ويختفي!
مش
هتستسلم... ماهو لازم في يوم يخف و يرجع لطبيعته! همهمت: مش بضغط عليك.. انا
عايزاك تقولي لما تحس انك عايز تقولي.. ماشي؟ (كره
شديد جواها كانت فعلا عايزة تروح و تقتلها! عايزة ترجعلها اللي عملته فيه اضعاف
اضعاف! فضلت ساكتة كتير و هو بيطبطب عليها) هستناك لحد ما تقولي.. و مش هموت منك و
انا بحاول اعالجك.. ثق فيا شوية بقا! مش عالجتلك السخونية مرتين؟! انفع دكتورة
ابتسم:
بحسد المرضى النفسيين عشان عندهم حد يقدر يسمعهم ويعالجهم!يمكن اكون عايز حد
يسمعني .. بس انتي مش هتسمعي بس يا بيلا.. انتي هتتوجعي... و مش هعرف اشوفك موجوعة
قامت
بسرعة وهي بتبصله : مانا بتوجع كده برضه... في الحالتين هتوجع بس دلوقتي هفضل
موجوعة و انت موجوع! صدقني (ايديها بتمسح على وشه بحب) لو.. بقيت احسن بس و لو شوية
صغيرين مش هتوجع... ( حسيت بدموع في عينيها ) ارجوك بطل
تتوجع...
اتنهد
جامد وهو كمان مسح على وشها: اممم هقولك يا بيلا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق