░│خط احمر│░
░part.1░
By : Sara
قرر,
خطط, ونفذ..ثم قال "انتهى الامر" .. ببساطة بكل قناعة حرق ماضينا
وحاضرنا ,وحدد معالم مستقبلنا واحكم بناء أساسات تلك القلعة بشكل ممتاز..كدمى
ماريونت في مسرحه يحركها كيفما يشاء يستخدمها..وكأن القدر مُحي تماما من عالمهِ
وكأنه المخطط الوحيد.
وضعنا
نحن الثلاثة في دوامة لم نعلم لها بداية من نهاية...أغرقنا في بحر الآلام والمشاعر
المتشابكة والقلوب المجنونة تنبض بكل شئ...
لم يكن
يعلم انه يخلق مثلث الموت خاصته
لا
يعلم مطلقا أن الخيوط لها قدرة تحمل .. خط احمر لايجب تجاوزه وإلا يقلب
المسرح
لساحة خاسرة جنودها الدمى
يتدخل
القدر ليصعب الامر ليصنع عقد متداخلة يصعب عليه فتحها ومع كل محاولة يتعقد الامر
اكثر , ويدخل في دوامات اكبر ويخرج منها الخاسر الوحيد
تشانغ
ووك!..سيونغجي!..اسفة..لكن لدي خط احمر لايمكن تجاوزه..حقا اسفة ..
حان وقت الحساب
مهما كان الثمن غاليا "
هيوجو!
ام تشونسا! لا يهم ايا منهما اكون!..
ما
أعرفه انني تلك البائسة التي عليها انهاء كل شئ!
10/4/2015
****************
مدينة
دايجون معروفة بجمالها الىخاذ الذي يشكل مع هدوءها معزوفات جمال ضربت بها الامثال
واطربت سكانها وزوراها بجمالها واناقة طبيعتها .. رغم انها لاتقل حظوة عن تطور
وجمال سيؤول لكنها تبقى اجمل من حيث طبيعتها الخلابة..الهدوء هو العنوان الرئيسي
لطبيعة حياة سكانها انهارها ينابيعها كل شئ فيها.
لكنه
اليوم بالذات 15/3/1993 بدأ ينزل ستاره مغادرا حياتهم , علا هدير محرك قطاره
مغادرا محطتهم مخلفا غمامة سوداء محملة بالظلم والحرمان ومأساة يدوم اثرها لما
يقارب الربع قرن يسلبهم معنى الحياة الحقيقي .
15/3/1993
ضرب شرطي
سطح مكتب صارخا :هذا مستحيل! كيف لكم ان تغلقوا ملف القضية بهذه السهولة قد قطعنا
شوطا طويلا في التحقيق والتجسس منذ
شهور,ارجوك! فكر مرة اخرى
نهض الضابط
الاعلى صارخا :توقف في الحال! كم مرة علي ان أعيد أنكم تبحثون في قربة فارغة, لن
تجدوا شيئا لإثباته عليه ولو بعد سنين
أردفت امراءة جميلة
رشيقة :ونحن موافقون, فقط دعنا نكمل, مالذي حصل فجأة لتمنعونا بعد كل هذا الوقت؟؟
فنظر لها بحزم فورا :حتى
انتِ محققة هان؟! اصبحت تجادلين مثل هذين الاخرقين؟؟
فأبتسمت ساخرة :اسفة
ولكن معاشرة الأصحاء جلبت لي الصحة ايضا
صاح بها فورا :ياااا
انتِ؟
فأقترب منها رجل أخر
بعيون مصدومة :ماذا!! هل ستصرخ فيها الان؟؟
امسكت بكم قميصه هامسة
:عزيزي, دعك منه .. جرته للخارج في الحال
خرج الثلاثة يكاد يقتلهم
غضبهم وما آلت عليه أمور التحقيق بعد متابعتهم لرئيس مجموعة ضخمة لتجارة تصدير
واستيراد الفضة ,كانوا على بضع خطوات من إثبات التالي:
تجارة غير
مشروعة في الفضة .. اي شركة منافسة يتم القضاء عليها بأن تتم سرقة شحنتها وهكذا
تعلن خسارتها ويحافظ على مكانته الاعلى والاغنى حتى الان
جرائم قتل
بالجملة
حروب عصابات خلسة
امور غير شرعية اخرى
لازالوا
يدونون في قائمة ظنوا لوهلة انها لن تنتهي!
عادوا
خائبين الى منزل الرجل والمرأة , بمجرد أن فتحوا الباب قفزت طفلة جميلة في
الخامسة من العمر الى احضان والدتها بدلال : أماااه , أتيتي مبكرا اليوم
لعبت الأم بأرنبة ابنتها
: ابنتي هيوجو الجميلة تفتقدنا كثيرا هذه الايام, لذا ستناول العشاء مبكرا
نزلت من بين أحضان أمها
لتتجه نحو والدها مقبلة خده برقة من انحنى من أجلها , ثم نظرت للرجل الثاني ببراءة
:أجااشي , مرحبا
فأبتسم لها بحب وبعثر
شعرها ثم تذكر :أووه اين سيونغجي!
اطرقت رأسها خجلة تلفت
الثلاثة لبعضهم وتوقعوا المصائب
فتحوا باب
الغرفة بهدوء فوجدوه نائم قرب عدد من الكتب والدفاتر , بينما كان يُدرسها غط في
النوم واستغلت الفرصة وعاقبته على ضغطه عليها وصنعت من وجهه لوحة فنية بالابيض
والاسود خربشات ولا اجمل
كتم
الثلاثة ضحكتهم ونزلت الام لمستوى ابنتها :عزيزتي! ألن تتوقفي عن هذا الفعل معه؟
انه يعتني بكِ جيدا
فلوت شفته
:اعلم امي, ولهذا بعد فعلها اشعر بالندم والخجل..ولكن!( اصبحت جدية فجأة )انه يقسو
علي كثيرا كي اتعلم , انه ذكي للغاية ويضغط علي كي افهم بسرعة مثله
فضحكت برقة من جديد
:عندما يصحو اعتذري منه ,مفهوم! وعديه ان لا تفعليها مرة اخرى..اتفقنا؟
واخرجت بنصرها وتحوطت
اصابعهما :اعدك امي!
هز الرجلين رأسيهما
وعادا يجلسان في غرفة المعيشة , عادت موجة الغضب تظهر نفسها من جديد
قطع والد
سيونغ جي ذلك الصمت :هل نترك الامر هكذا بكل بساطة؟
فرد والد هيوجو :هل
جننا! بالطبع لا ,سنضع الاصفاد على يديه ولو كان هذا أخر عملٍ نفعله
جاءت ام هيوجو وضعت
صينية بثلاث اكواب قهوة ثم جلست قرب زوجها وأخذ كل منهما كوبه فبادرت هي الاخرى
:ولكن! لقد مُنعنا من التحقيق في موضوعه مطلقا
لمعت فورا فكرة في ذهنهم
فكرة ستذهب بحياتهم في مهب الريح , حدقوا ببعضهم بكل حزم وجدية وأومأوا لبعضهم.
..... بعد مرور عدة ايام
......
طلع
النهار وشمس الصباح في اشد ضياءها , حين طرق الباب ودخل حارس بزي رسمي بملامح قوية
وعيون غادرتها الرحمة من غير رجعة الى مكتب كلمة فخامة واناقة لاشئ في قاموس
وصفه
انحنى : لقد حصل كما
توقعنا بالضبط
التف بكرسيه الدوار كبير
في مطلع الاربعين من العمر مع ذلك محافظ على وسامته مع اناقة بالغة نظر لحارسه
:حقا!
أومأ الحارس له فتنهد
بأستياء :أووه تبا حسنا , فلتستعد للتحرك اذا
فأومأ له مجددا (بالطبع
سيدي ,سيكون كل شئ معد حينها , سننتظر اشارة منك وحسب .. انحنى وغادر
فتح السيد
حاسوبه الشخصي مشاهدا الاخبار , نقل مباشر صور لإنفجار منظر مريع يرعب القلوب ..
نقلت المذيعة الخبر :
في مطلع الصباح وجدت
سيارة محترقة بالكامل أثر انفجار غريب , من التحقيقات الاولية أكتشف ان ركاب
السيارة هم من أكفأ الشرطة في مدينة دايجون , زوجان وصديقهما في مقتبل العمر ..
كما قيل بأن المحققين الثلاثة سجل بأنهم كانوا يقومون بتحقيقات سرية من دون أوامر
رسمية .. ولايزال المتهم في هذا الحادث مجهولا حتى الان
تنهد السيد بأنزعاج
وأغلق حاسوبه : هؤلاء الثلاثة ,يالعنادهِم! كم نصحتهم! , ها قد ذهبت حياتهم سدى
ومالذي حصلوا عليه؟ لاشئ .. هز رأسه مستنكرا
.............
كان يتقدم
سيونغجي هيوجو في المسير منزعجٌ للغاية وتحاول اللحاق به , امسكته من ذراعه مترجية
:هيا ارجوووك( توسلت بدلال)فلتنسى الامر.
فألتفت
لها بغضب :أنسى ماذا؟؟..ألم تعدي أمكِ انكِ لن تعيديها ,فقط يومان وأجد وجهي خريطة
مرة أخرى , اااااه .. بعثر شعره بقوة لشدة غضبه وعاد يسبقها
فصرخت
بقوة : يااااا ,سأفعل اي شئ..فقط سامحني.
هذه فرصته ابتسم بمكر
ولف ينظر لها :حقا!
فهزت رأسها بسرهة متحمسة
, اخذه يدور هو نظره في السماء :دعيني أرى..لكن!(نظر لها)انت تعرفين حقا ماأريد
فعقدت
حاجبيها وصرخت تضرب قدمها بالارض :كلااا..
صارت تسير قبله والان هو
من يرجوها :يااا مابكِ! انها مجرد كلمة اوباااا ,هل هي صعبة لهذه الدرجة!
فصرخت به :قلت لا والف
لا
فحاول ترجيها : لكن ! لما...
توقفا مكانهيما متجمدين
بالفوضى والحشد الكبير امام منزليهما فخافت بسرعة واحتضنت ذراعه بقوة : سيونغجي!!
فنظر لها وهي ترتعش :
هيوجو!!
حدقت به بعيون خائفة
نظرات تستجدي الحماية :انا خائفة
فتمسك بيدها جيدا :
لاتخافي انا معك .. أومآ لبعضهما
تقدما
بخوف الى الحشد من الناس وحقا قلوبهما ترتعش , ما إن التفوا ورآهم الجيران بدأت
نظرات الشفقة والآلم وهمسات الناس وهما يسمعان : أووه انظر لهما المسكينان كيف
سيكملان حياتهما الان! , هل تعرف احدا ما اقارب مثلا كي يعتنون بها! .. ويهز
الاخر رأسه لعدم معرفته
احتار سيونغجي بكلماتهم
التي تداخلت فيما بينها فقال : ماذا هناك؟..عن ماذا تتحدثون بالضبط؟
اطرق رئيس الحي رأسه رجل
طاعن في السن : بني .. لقد .. لقد توفي والدك..ووالدا هيوجو ليلة امس .. وجدوا
سيارتهم محترقة بأنفجار كبير, ولا احد يعلم من الفاعل
اتسعت عيناه فهجم يسحب
بملابس العجوز :لاتقل هكذا انت تكذب , لم يموتوا
ولكن لا احد يجيبه , لا
احد يمكنه نفي ماحدث وإعادتهم للحياة .. ترقرقت الدموع في عينيه
,التفت ببطء نظر لهيوجو التي اغرقت عيونها بالدموع وصرخت لاول مرة بصوت باكٍ
:اوباااا
أوردت
الرجفة لقلبه الصغير جرى وأسرع نحوها احتضنها بقوة واجهشا في بكاء طويل
وابكيا بعض الجيران عليهما .. صرخت بين احضانه : اريد امي وابي ارجوك ,لم
يرحلا..ارجوك
ويربت على
ظهرها وتضربه بقوة ويغرقان بعضهما بدموعهما
ومع اعلان
الوفاة ذاك .. اختفت وماتت تلك الابتسامات البريئة مرة والى الابد , دفناها مع
اهلهما .. يتمسكان ببعضهما كما تتمسك الام بطفلها الوحيد في هذا العالم الذي لن
تنجب غيره مهما حيَّيت , يقفان قرب قبورهم بملابس سوداء ينثران زهور القرنفل
البيضاء.
جلست الفتاة على ركبتيها
تحتضن القبرين بين ذراعيها القصيرة :لم أنم جيدا اوماا.. لقد وعدتني ليلة امس أنك
ستعودين سريعا, لهذا نمت بدون دفء حضنكِ..ارجوكِ عودي لماذا تكذبين علي؟!
انا لم اعد طفلة صغيرة..اتوسل اليكِ عودي..ابي ارجوك..اخبرها ان تعود..تعال
واجلبها معك
انخرطت في بكاء عميق
نظر لها
بألم وهو يقف قرب قبر والده : اباااه.. كنت امي وابي بنفس الوقت..وعدتني ان تحضر
حفل ترسيمي كمحقق ..ووعدتك ان اشرف اسمك بي , لماذا الان؟!!
صرخ بها بأعلى صوته
افزعها فورا , رفعت رأسها تنظر له بخوفٍ اكثر وبدأت تبكي وترتجف فأنتبه لما فعل ..
اسرع بقربها احتضنها وبكى بصمت :اسف عزيزتي..اسف لإني أخفتك.
وقفا على
طرف التل الصغير ينظران لتلك السهول الخضراء الزاهية لاتزال تخونها عينيها وتدمع
وتستمر تمسحهم كل مرة وهو ينظر لها بحزن :لقد تركونا لوحدنا.
قالتها بصوت مخنوق فرد
عليها : ليس ذنبهم
: انا خائفة كثيرا..اوباا
يطرب بسماعها كلما
قالتها .. فأمسك يدها بلطف ونظرا لبعضهما :لاتقلقي .. اوبا سيبقى بجانبك
للابد , لن يترككِ وحدكِ مطلقا , لن تخافي ولن تحزني
أومأ لها فإبتسمت بحنين
واحاط كتفيها بذراعيه : سنبقى معا للابد, انا وانتِ.
كانا في
طريقهما للمنزل حين تفاجئا بسيارة عادية تنتظرهما مع رجلين وأنسة متوسطة السن
فشعرا بالخوف .. أخذا يقتربان منهم حينها انتبه لهما الثلاثة
قال
اكبرهم سنا على الفور :عليكما المجئ معنا ,انها الأوامر
عقد
سيونغجي جبهته : ماذا؟ ومن انتم اصلا؟
فقال : يافتى تعال معنا
بعدها ستفهم كل شئ
هم بالاقتراب
منه فخافت هيوجو واسرعت تختبأ خلفه , نظرت بطرف عيونها لهم وصرخ بهم غاضبا : لن
نذهب لإي مكان , مع اي احد
رمقت الانسة الرجل بنظرة
غاضبة :ألن تكف عن اسلوبك العنيف هذا!
ثم همت
بالاقتراب بلطف وإنحنت بمستواهم تحدثت بكل لطف : لاتقلق! لن نأذيكما مطلقا , ولكن
هذه الاوامر .. قد توفي وليا امركما الوحيدين وليس لديكما اي اقارب؛ لذا
سنأخذكما الى ميتم قريب من هنا ,مع عدد من الاطفال ونعتني بكم بشكل جيد , وانا من
سيعتني بها لاتخف
فهدأ روعهما تماما وظهرت
قليلا من خلفه
: أهذا ضروري؟ .. هو سألها بتوتر
فردت تؤمأ
له
:نعم , كيف يمكنكما العيش وحدكما!
وكيف لك ان تعتني بها لوحدك؟
فنظر الطفلان لبعضهما
امسك يدها بقوة يدقق في عينيها :هيا بنا
فأومات بخوف : أممم نعم
حزمت
الانسة بعضا من اغراضهما .. واغلقوا المنزلين بأحكام , ركبا معهم وانطلقا الى ذلك
الميتم حيث بدءآ حياتهما الجديدة فيه معا.. كل شئ معا.. كشخص وظله..كالليل والنهار
,لم يتحدثا او يختلطا بأحد هناك , فقط مع بعضهما .. يعالجان جروح بعضهما وينسيان
بعضهما أعز مافقدا .. بالكاد يفترقان وقت النوم , بالكاد استطاعت الأنسة الفصل
بينهما لينام كلٌ منهما في حجرته.. ومع ذلك يفتحون الشبابيك المتقاربة خلسة
ويسهرون , يبقى يقرأ لها قصص واحاديث مضحكة حتى يتسلل لعينيها النعاس فيصرخ بها
لتغلق النافذة وتذهب كالمنومة ترتمي على السرير.
مر شهر
كامل منذ وفاة اهلهما واليوم مولدها السادس ..
أعدت
مدبرة الميتم حفلا صغيرا لهما ,كانت تلهو مع البقية حين اقترب منها و سحبها خارج
الحفل لوحدهما الى الحديقة ثم نظر لها بحب : والان سأعطيكي هديتي
تفاجئت تبتسم :حقا اوبا!
فأوما لها , مد يديه لخلف
رقبته وفتح قفل قلادة ما ورفعها لتنظر لها
:ماهذه؟ .. هي تساءلت مستغربة
فأجابها وهو يهيم بالنظر
لها : انها قلادة اشترتها أمي لي عندما دخلت الروضة في اول يوم وكنت خائفا , انها
بجزئين وهكذا كان يبقى جزء معها وأخر معي.. هكذا اشعر بها بقربي طول اليوم..لهذا
(أخرج قلب صغير من وسط الكبير ومع كل قلب ترتبط سلسلة ,انبهرت للغاية واقترب ليحوط
رقبتها يقلدها القلب الصغير) هذه لكِ. (نظر في عينيها ) وهكذا سنبقى معا للابد
ابتسمت بحب وخجل له وهو
يمسح بيده على شعرها : شكرا لك اوبا
عادا
للداخل , كان سيونغ جي عازفا ومغنٍ ماهر, وحتى هذه المواهب كانت من نصيب هيوجو
وحدها مهما ترجاه الاطفال وطلبوا هو لن يقدم أي شئ فقط لها , يعزف الحانا
نابعة من قلبه الى قلبها , بكل بساطة وبراءة تناما ذلك الحب البرئ وتعلقا ببعضهما
كأنهما الشخصين الوحيدين لبضعهما متناسين تماما العالم بمايحويه, بما يخبأه القدر
الذي يبدو وكأنه لم يكتفي بما صنع بهما بل هناك الاقسى والأمر قادم في الطريق.
ذلك اليوم
الذي لن ينسياه مطلقا, محفور بعمق يترك اثرا في قلوبهما كما يترك الحريق اثرا
لايمحى.
في ذلك
اليوم المشؤوم أتت سيارات سوداء مظللة , أصطفت واحدة بعد الاخرى ارتجل احدهم بسرعة
من سيارة توسطت البقية ليفتح الباب محني الظهر ..ليرتجل ذلك السيد نفسه , أغلق
اسرار سترته الاخيرة وهو ينظر بإبتسامة خبيثة الى الميتم.
قال مرافقه :لماذا
الفتاة سيدي؟..الفتى سيكون جيدا
رمقهُ بنظرة حادة فأطرق
المرافق رأسه صامتا , ومع ذلك اجابه : الفتى!!..وهل انا مجنون لآخذه! بالتأكيد
سأخذ الفتاة, الفتاة هي الاهم
فأنحنى له على الفور,
سار بخطى واثقة للداخل وتبعه عدد من المرافقين.
ارتبكت
مالكة الميتم مابين سعادة وقلق وفرح لأن شخص مرموق مثله جاء الى هنا.
جلس بكل
جبروت يمرر نظراته المتغطرسة على المكتب حتى وقعت عيناه عليها فقال :اريد تبني طفل
لتجيبه
المعلمة بتفاجأ :اوه حقا!!..انه لشرف لنا ان تأتي كل هذه المسافة الى هنا , فقط
اشرح لي اي مواصفات تعجبك وترغبها؟..فتاة ام صبي؟؟
رد وهو ينهض :لاحاجة
لذلك..سأتنزه قليلا وأرى بنفسي
إنحنت
فورا بلطف :كما تشاء..تفضل منه هنا .. أشارت بيديها للخارج
اخذته في
جولة في المكان .. مروا بالعديد من الاطفال يقرأون او يلعبون لكن عينيهِ لم ترى
احدا, تترصد شخصا واحدا فقط , شخصا عزم على إمتلاكه بجنون .. بدأ يتنفس
بصعوبة خصوصا عندما قالت :لقد انتهينا..لقد تجولنا في كافة الميتم
فرفض بإستهجان :كلا...لم
ينتهي لابد ان هناك المزيد!
استغربت إصراره حتى رنت
في أذنيه صرخات وضحكات تسارعت موجاتها الى أذنيه من طرف حديقة تحيط الميتم أتجه
ببطء تاركا الجميع خلفه ثم لحقوه بخفة.. وكأن الصوت يجذبه وتبعه البقية ..حتى
رآهما نعم رآهما معا يلعبان , مستغرقان في الضحك معا متناسين شرور الارض قادمة
اليهما.
تلك
اللحظة فقط عادت الدماء الى وجهه وتراقص قلبه وضع يديه في جيوبه بنصر وقال بثقة :
تلك الفتاة!
(فنظرت لها الانسة بصدمة)
اريدها!..هي ولااحد غيرها
تفاجئت الانسة :لكن
سيدي!..تلك الفتاة يستحيل ابعادها عن الفتى, إنها ملاصقة له كظله..سيصيبها الجنون
ان ابعدناها عنه, ارجوك اختر غيرها
نظر في عينيها ببرود
ارعبها خوفا اشار لمرافقه فأوما له, احضر حقيبة فتحها فورا امام عينيها لتشهق من
فورها امتئلت نقودا وبالدولار ايضا :هذه لكِ..ويمكنك طلب المزيد اعلم ,ان الميتم
في حالة رثة..وطلبات الاطفال ستزداد كلما كبروا سنة , مقابل اي شئ اريد هذه الفتاة
لاغيرها
ابتعلت
ريقها : ولكن!..
فنظر لها بنفس النظرة
:يا أنسة..مادمت كريم حتى هذه اللحظة استغليني..لن يعجبك الوضع الاخر.
ارتعشت بشدة برؤية
المرافقين يحدقون بها ..نظرت بألم الى هيوجو وهي تبتسم وتضحك مع سيونغجي
عادوا الى
مكتبها, وضعوا امامها بدل الحقيبة اثنتان ومقابل ذلك تحدث يضع ساقا فوق ساق
:سيختفي الميتم من هنا وكأنه لم يكن
تفاجأت
بصدمة : ما..ماذا؟
لكنه اكمل ولايهتم :
وستختفي سجلات هيوجو وكأنها لم تأتي يوما الى هنا ومعها يختفي من تبناها وماذا
حصل..هل تفهمين؟
ارتعشت بقوة ازداد خوفها
وقلقها من كل ماقاله وخططه ولماذا كل هذا مع هيوجو بالذات!!
ذهبت
اليهما وهي ترتجف من كل ماسمعت ومن ردة فعلهما , قالت بصوت مخنوق :هيوجو..عزيزتي
تعالي معي لبعض الوقت
فوقف
كلاهما وانتفض يوجس من طلبها الخيفة :ماذا تريدين منها؟
اكثر مايخيفها هو ردة
فعل سيونغجي .. امسك بيد هيوجو بقوة : لن تذهب الى اي مكان من دوني
فقالت
بلطف :ولكنه امر ضروري وخاص بها..عليها المجئ وحدها
امسكت المعلمة بيد هيوجو
تحاول جذبها منه , نظرات هيوجو التي تستنجده تحوله لوحش.. امسك بيد المعلمة فورا
ضغط عليها وابعدها عنها صارخا : قلت لك لن تذهب من دوني
تنهدت
ببؤس لاتعرف ماتفعل حتى اتسعت عيون الطفلين حيث ظهر من خلفها اولئك المرافقين
بالبدلات والنظارات السوداء فألتفت وارتبعت من مناظرهم عرفت انهم سيأخذونها عنوة ,
اطرقت رأسها حزنا :اسفة..حقا اسفة
لم يفهم
الطفلان مطلقا مايجري لكن الشئ الوحيد الذي يفهمه سيونغجي لن يأخذ احد هيوجو منه
مهما حصل, خبأها فورا وراء ظهرها وزمجر بغضب :ماذا تريدون؟؟ من انتم؟
ابعدوا
الانسة جانبا , قال احدهم بصوت اجش :أبتعد ايها الفتى ..هيا
فصرخ به
وبدأ نحيب هيوجو : لن ابتعد..لا احد سيأخذها مني
تمسكت
بملابسه من الخلف بقوة ثار جنون الحارس فامسك به من كتفه وجذبه بقوة له نظر في
عينيه مهددا :ماذا قلت للتو؟..قلت ابتعد!
رماه
جانبا فيسقط ارضا ,تقدم الحارس نحو هيوجو امسك ذراعها بقوة وبدأ بسحبها , صرخاتها
ارتفعت تضج بالمكان :سيونغجي! اووباا..انقذني ارجوك.
نهض بسرعة كالمجنون وهجم
على الحارس من الخلف ضربه بقوة فآلم ساقه أستدار الحارس ولكمه على وجهه بعنف وكأنه
يصارع رجلا وليس طفلا في الثامنة فهوى ارضا
صرخت
هيوجو خوفا عليه وتعالى بكائها بينما يسحبها الحارس الثاني الى السيارة وتحاول
بقوة افلات يدها وندائها المستمر لسيونغجي.. لكن الحارس منعه بقوة بلكمة اخرى
فتألم للغاية , تركه ارضا ولحق الحارس.
اركبها
السيارة بالقوة رغم محاولاتها المميتة في الهرب , دفعها بقوة الى الداخل واغلق
الباب خلفها وبعنف حطمت النافذة بطرقات قوية وبكاء مستمر التفتت فوجدت السيد في
السيارة , نظر لها ببرود اول لقاء بينهما ومن اول لحظة شعرت بالهيبة والخضوع قال
مرة واحدة بصوت أجش : اصمتي! .. فكبتت شهقاتها ضغطت على شفتاها كي تصمت رغما عنها
بينما
استجمع سيونغجي نفسه نهض بصعوبة واسرع جريا للباب الخارجي..اخفض السيد نافذته
قليلا فأنحنى المرافق ليساله : سيدي! ماذا بشأن الصبي؟؟
رد ببرود
ينظر للامام :انهي الامر بسرعة .. فأوما له وابتعد, اغلق السيد النافذة
واشار للسائق بالانطلاق
حينها وصل
سيونغجي صارخا :هيوجووو!! توقفوا في الحال..اعيدوها الى هنا
تحركت السيارة , صوته
داعب قلبها من جديد لم تهتم للسيد جلست على ركبتيها على الاريكة الخلفية حيث هو
ايضا , تنظر من النافذة الخلفية اليه وهو يجري كالمجنون يلحق بالسيارة وكأنه سيصل
لها حقا .. صرخت عليه وغرق وجهها بدموعها التي فارقتها منذ زمن :اوبااا.. سيونغجي.
ضربت
النافذة بقوة ويجيبها بندائه الاخير عليها :هيوجوو
وانطلقت
السيارة بسرعة رهيبة حتى اختفى من امامها.. فقط صورته من تبقت محفورة في قلبها قبل
عينيها ,ذكرياتها التي ستؤرقها مدى الحياة وغادرته للابد ...
اخفت
وجهها عند طرف الاريكة العلوية تكمل نحيبها , والسيد لا يرمش له جفن ولايشعر بشئ
يحمل في داخله قطعة جوفاء لايعرف معنى للرحمة او احساس بإي شئ انه اقسى من رأت
وعرفت ..هكذا ارتسمت معالمه وصورته في ذهنها منذ اول لقاء.
لحظات فقط
ورن صوت طلق ناري دوى صداه وعبث بموجات السكون في ذلك المكان الريفي البديع..ابتسم
السيد جانبيا بمكر :انتهى الامر
فزعت رفعت رأسها شاهقة
:سيونغجي!!
لحظات
ونظرت الى السيد فوجدته ينظر لها ببرود بخبث بمكر بكل شئ قاسٍ يمكن وصفه شيئا شيئا
عقدت حاجبيها وبدأت من تلك اللحظة نظراتهُ نفسها تُولد في داخلها , حقد يمكنه حرق
العالم بلمح البصر , غضب لايعرف بركانه الهدوء..استغرب من نظراتها الغريبة وكأنها
تتوعده.
.........
- سيوؤل -
في ذلك
المنزل الفخم اشبه بالقصور احاطت به الحدائق الضخمة من كل ركن وزاوية وكذلك
المرافقين الذين تناثروا هنا وهناك بتنظيم متقن..
فتح باب
غرفته وبدأ بالجري بسرعة بملابس انيقة جمال آخاذ تعابير هادئة اكثر من سيونغجي ,
وكل حارس يمر به ينحني له.. فتح باب ذلك المكتب الفخم بعنف ودخل فوجد والده يريح
جسده على اريكة جلدية مقابله اريكة اخرى والحراس يحيطون الغرفة.. نظر الفتى
للاريكة الثانية فورا فوقعت عيناه عليها نائمة فقد اصابها التعب من شدة بكائها
ونحيبها.
اقترب الفتى بذهول
منها.. وثنى ركبتيه جالسا قرب وجهها , جميلة بيضاء كالثلج بوجنتين وردتين رغم كل
تعبها ..استمتع بالنظر لها ثم تحول لغضب فجأة والتف لأبيه بغضب
:ابي!..ماهذه؟؟
فتحدث الاب :تشانغ ووك,
انها لك.
عقد حاجبيه :هل تهزء بي
ابي؟..هل هي دمية ام ماذا؟ لماذا احضرتها الى هنا؟
أعتذر
الاب :اسف بني لم اقصد, قصدت لانها ليس لديها أحد ستبقى معك ,وستستمعان معا..بدل
والدتك التي رحلت.
فعاد ينظر
لها بحنان ثم التفت لابيه بغضب :سأنسى الموضوع الان ,لكنني لن اسامحك..لن اسامحك
مطلقا لأنك منعتني من رؤية والدتي وانت تعلم انها كانت على وشك الموت.
فتنهد الاب بإستياء ينظر
بغنزعاج الى ولده يتبادلان نظرات قاتلة, عاد ينظر لها بلطف :ما أسمها؟
فأجاب
الاب بكل بساطة :لا اعلم! نادها تشونسا , بأسم والدتك..هذا افضل.
ابتسم تشانغ ووك نظر لها
:أذن تشونسا "ملاك"!
نعم تشونسا والدة تشانغ
ووك او هكذا ناداها منذ اول لحظة لمعت امام عينيه من بين كل النساء في تلك الامسية
الشاعرية, خطفت قلبه في ثوانٍ ؛ لهذا أسماها "ملاك" ففي نظره لم
تكن انسا! امرأة كباقي النساء.. تلك المرأة الوحيدة التي استطاعت خطف قلبه السيد
لاول مرة وحرص على ان تكون الاخيرة .. انه يحبها بجنون يضعف امامها بشكل رهيب ورجل
في مثل كبريائه شعر بأنها ستكون نقطة ضعفه الوحيدة وهو لايمكنه التعايش مع اشياء
كهذه , لذا ارسلها بعيدا عن ناظريه ولم يرها للابد.
من
اصواتهما استفاقت ببطء ,رفعت رأسها فشعر بها تعلقت عيونه بها وهو يبتسم شيئا شيئا
فرحا بها.. ما إن وقعت عيناها على الحرس وعلى السيد ونظراته الباردة التي ترعش
قلبها بدأت نحيبها فورا وقبضتيها عند وجهها :ارجوكم, ابتعدوا عني .. لاتأذوني.
خاف عليها للغاية ,من
اول لحظات فزع قلبه من اجلها فأسرع جالسا بقربها ربت على ظهرها بخفة :أهدأي ارجوكِ
ها, لن يأذيكِ احدٌ هنا صدقيني
لكنها لاتقتنع , تبقى
تنظر للسيد بخوف وتبكي فأمسك بوجهها بكلتا يديه ولفه لتنظر له :انظري لي ,انا هنا
لن ادع اي احد يلمسك البتة , هل تفهمين؟ هيا أهدأي.
فأومأت له ودموعها تجري
, اختبأت فورا بين ذراعيه بسرعة ترتعتش بخوف وألم على مافقدت مرة أخرى.
...........
بدأت
حياتها الجديدة معه, ارتدت أزهى الملابس وارقاها وسكنت في غرفة فخمة للغاية
اوصى بها تشانغ ووك ان تكون قرب غرفته .. منزل فخم كما القصور في القصص والحكايات,
دائما ما كانت تتوه في داخله حتى يجدها .. لذا اصبحت تسير وهي تتمسك بكم قميصه
,يفزعها رؤية الحرس في كل مكان اجساد فارغة بلاروح وقلب , عيون جوفاء تفيض ببرود
يثلج قلبها ويرجف مفاصلها فتتمسك بكمه بقوة اكثر.. ذهبت معه الى ارقى مدرسة في
سيول لايحلم بدخولها إلا أصحاب النفوذ وأولاد الملوك .. جلست بقربه حيث يحلم
الجميع.
وكالعادة
لأي شخص في مكان جديد ان يغادره النوم في لياليه الاولى هناك.. فتطرق الباب بهدوء
كي لايسمعها أحد , يفتح هو ويتفاجأ بها فيدخلها بسرعة , يتوسطان السرير ويبدآن
بقراءة ماتريد حتى يغفلها النوم وتسند رأسها على كتفه وكم يريحه الامر , ينادي
لأحد الحراس بحملها الى سريرها في غرفتها والا يغضب والده.. حالة تكررت عشرات
الليالي حتى اعتادت النوم ومع ذلك يلتقيان قبل ان ينعسا يقرءان لبعضهما ثم يغادران
الى غرفهما .
كم عانى
تشانغ ووك معها في ايامها الاولى هنا ولأنه اكثر شخص تجاوره لذا هو اكثر شخص
يناديها بأسم "تشونسا" ولاتنتبه .. ظن في البداية انها شاردة الذهن اغلب
الاوقات حتى فهم مابها .. كان يومها يسير خلفها في الحديقة ناداها
:تشونسا!..تشونسا!
لكن لاتنتبه مهما ارتفعت
نبرة صوته, عقد حاجبيه امسك بذراعها بخفة فتلتفت نحوه متفاجئة , تحدث بحزم :أسمك!
ماهو؟؟
أطرقت رأسها تنظر بطرف
عينها الى الحارس الذي يرافقهما, استغرب تشانغ ووك نظراتها وفهمها فورا فتحدث بحزم
ناظرا للحارس :اتركنا لوحدنا.
رفض
الحارس :لكن! سيدي الصغير..
قاطعه فورا بغضب :قلت
غادر في الحال ... انحنى وتركهما.
التفت ينظر لها :والان,
اخبريني ماهو أسمك؟
استمرت
بالنظر له بعيون خائفة .. فأردف على الفور يناظرها بلطف :اسف لانني سميتكِ تشونسا
وكان هذا بسبب ابي ..لكنني اود معرفة اسمك الحقيقي , سأبقى أناديكِ به ..فقط
انا..ها؟؟
فأبتسمت بلطف
:هيو..هيوجو..اسمي هيوجو
فبادلها الابتسامة :انه
جميل جدا.
يسعد قلبها دائما
وينتشله من شرود في احزانه العميقة,
دائما
ماكان يفتقدها يبحث عنها فيجدها تقبع واقفة امام النافذة الكبيرة في الطابق العلوي
تشرف على واجهة الحديقة الضخمة ..فيقترب منها بهدوء ولاتشعر به مطلقا يراها تتلمس
قلادة بشكل قلب عند رقبتها دائمة التفكيربه :اوبااا! اين انت الان؟ هل انت بخير؟
هل تاكل جيدا؟ لقد اشتقت لك كثيرا ,لكن تشانغ ووك شخص رائع للغاية انه يشبهك كثيرا
, يشبه اعتنائك بي ..انه يفعل كل شئ كنت تفعله من اجلي .. لكن مع ذلك اشتاق لك
,ولعزفك
ولاتعلم ان تشانغ ووك
ممعنٌ النظر في القلادة وتجرأ فورا اليوم وسألها:لمن هذه القلادة؟
ففزعت من شرودها وخبأتها
فورا تحت ملابسها :أأوه..انها لاشئ
فحزن لأجلها ظنا منه
انها لوالدتها الراحلة
.......
من بين كل
الظلمة التي وجدت نفسها فيها فجأة كان الدفء الجميل الذي تحنو اليه...تلك الشعلة
الصغيرة التي تضيء لها وسط تلك العتمة , بقلبه الحنون ومشاعره الرقيقة وقلبه الذي
لايفكر بسواها هنا..كأنها لم تفقد سيونغجي مطلقا خلق مجددا هنا من اجلها.
ومن بعد
كل الحياة الفارغة المترفة الخالية من كل المشاعر وجدها من تداعب قلبه بحنان امه
التي افتقدها وانشغال والده وبروده مهما حاول ان يعتني به.. وكم من الليالي وجدته
ينحب وحيدا فوجدها اليد الحنونة التي تربت على قلبه قبل جسده وتعاود هي البكاء على
اهلها ودوره كي يهدأها وبأنه هنا ولن يتركها مطلقا.
اصبحا
كشخص وظله والعكس صحيح .. لم يعرفا مطلقا ما معنى ان يفترقا او لا يرى احدهما
الاخر لفترة طويلة من النهار .. ومع الوقت وبعد معاناة تشانغ ووك وتحمله عادت
ابتسامتها الدافئة وضحكاتهما تملء المنزل...لكن!!
كأنما رمى
الاب الطعم وأنتظر .. ترك لها مطلق الوقت لترتاح هنا وتعتاد الوضع .. لتبدأ بعد
اربع سنين خطوات جديدة في مخططه.
بدءآ تحت
عنوان التدريب كي يتعلما اساليب القتال والدفاع عن نفسيهما .. كل يوم ساعتين وزادت
مع توالي ابالتدريج .. لكن حتى لو تدرب تشانغ ووك طويلا فلن تتجاوز ساعات تدريبه
الثلاث ساعات , أما هي!! .. زادت بشكل فظيع .
تدريبات حتى في أواخر
الليل تدريب متواصل لأساليب قتال مختلفة.. عقوبات أقسى ان تخلفت عن موعد التدريب
او حتى تأخرت بضع دقائق .. لم يرأفوا بها البتة .. لم ينظروا لها كفتاة حتى!.. كل
همهم تدريبها كما طلب منهم لتصل لأعلى المستويات...تعود منهكة تماما في أواخر
الليل ترتمي على السرير بملابس التدريب .. فيدخل خلسة ينتزع حذائها يغطيها جيدا
ويتألم لحالها وكم خسرت من وزنها.
كان
منقذها الوحيد هو!..كم صرخ وتشاجر من اجلها وحطم الحرس ضربا كلما حاول احدهم
أجبارها للذهاب الى التدريب .. كان املها الوحيد في ذلك السجن الذي تحول فجأة!
حتى ذلك
اليوم!!..لاتزال تذكره جيدا بكل تفاصيله .. تحاول جاهدة كل يوم حل لغز ماحصل لكنها
لاتصل الى نهاية مهما فعلت وتذكرت .
كان يوما
معتدلا في نهاية فصل الشتاء يهلل بقدوم الربيع على الابواب .. سعيدين يستعدان
لتفتح الازهار التي زرعاها معا في الحديقة, فتشانغ ووك علم منذ اوائل ايامها هنا
حبها للطبيعة وشغفها بها من حيث جاءت لهذا قرر تخصيص تلك السقيفة الصغيرة من اجلها
.. كان يوما غريبا فريدا من نوعه بدأ بتحضيرات صاخبة منذ اوائل الصباح تنفيذا
لأوامره .. حفلة صغيرة في المساء ومفاجئاته التي لاتنكف تبهرها .. لينتهي بكارثةٍ
صامتة , لم يعرف احدا لها بداية من نهاية! .. فقط عرفوا نتيجتها منذ اليوم التالي
التي شلت وصعقت الجميع .. تغيرت علاقتهما بلمح البصر.. بدأ البرود يتسلل لها
ونظرات الحقد تخطها والغضب الغريب يحدد ظلال عيونها.
كل المنزل
اصبح متفاجئا مرتعبا من تحولهما الغريب ذاك, فقد ظنوا لسنين انهما عاشقين لامثيل
لهما .. لم يذكر بعدها انهما تحدثا او ابتسما لحظة لبعضهما .. هدأت اركان المنزل
التي كانت تعج بضجيج ضحكاتهما وشجارهما منذ يوم وصولها الى هذه القلعة المظلمة ..
اصبحت هي من يقسو على نفسها في التدريب , تعلمت اغلب فنون القتال وابدعت فيها , بل
وتطورت بعدها لتدرب مرافقينها الخاصين .. حتى شعرها الطويل تخلت عنه.. قصته امام
عينيه وتعلم جيدا كم كان يحبه ويمدح جمالها به .
تمر
بجانبه كما تمر رياح ثلجية عاصفة بأحدهم تثلج قلبه وتقطع انفاسه.. في نظرها كان
شخصا مختلفا لم تخسره كما البقية بل بدون اي سبب تخلى عنها تلك الليلة! .. لذلك
براكين غضبها في قلبها تجاهه من نوع خاص .. وهو لم يعد يفعل اي شئ لاجلها لا يسمع
لايرى لايهتم .. بل تصحيح! يتمزق اكثر من ذي قبل لكن سرا دون علم أحد الى أشلاء
كلما مرت بقربه وتلك النظرة الباردة التي تسلبه روحه كل مرة ويعلم جيدا ماذا يجول
في داخلها تجاهه .. فقط يراقب من بعيد بألم بحسرة بغصة لما حصل. تخرجت معه من
جامعة ادارة الاعمال بتميز .. كانت هذه الايام هي اللقاء الوحيد الذي يجمعهما كل
يوم , حتى هذا انتهى الان .. اصبحت ببساطة شخصا أخر!
~ بعد 22 سنة منذ يوم
تبنيها ~
كانت
واقفة , تسند ظهرها للحائط وترفعُ قدما واحدة إليه, تمضغ العلقة بتغطرس
بملابس سوداءٍ التي اصبحت من سماتها , ملامح باردة وعيون فارغة .. قرب باب ضخم
مرآب للسيارات في مكان معزول خراب وسيارات محطمة في كل مكان اكلها الصدأ ونال منها
الزمان .. في الداخل صوت شجار وصراخ وضرب عنيف .. لكن تلك العيون الباردة لاتهتم
كأنها تنتظرهم ان ينتهوا , على حين غفلة هرب احدهم مغطى بدماء جراح ضرب عنيفة,
مر بجانبها يجري واحست به بهدوء رفعت اهدابها بكلسيطرة تحملق بخلفه وهو يهرب
..
تلاه صوت
جري من الداخل قادم نحوها ما إن شعرت بإقترابه فورا التفتت بخفة كرقصة باليه
واصبحت أمامه تماما فأوقفت مكابحه, رفعت حاجبا مستنكرة وهي تحملق في عينيه بقمة
البرود :وماذا تظن نفسك فاعلا؟؟!
ابتلع
غصته :سي..سيدتي انا.. انا..
فأومات له تستهزء :تلحق
به؟؟
لم يستطع الاجابة فصرخت
:ومنذ متى مرافقيني يلحقون الهاربين؟
ارتعدت فصائله
التفتت
بهدوء بدأت تسير برشاقة, إنتزعت العلكة من فمها وشيئا فشيئا تزداد سرعة خطاها كما
دواسة السرعة في السيارة اصبحت تجري كالنينجا في القصص اليابانية واستطاعت بسرعتها
الرهيبة رؤية الرجل امامها رغم المسافة البعيدة التي قطعها ,
تركت اللحاق به وصعدت
قطع خردة مرتفعة على يمينه ولجريها السريع تجاوزته ثم قفزت امامه فتوقف فورا
مصدوما كيف لحقت به حاول الفرار فأوقفته ببرود :تظن نفسك ستهرب؟ بهذه البساطة!
فأبتسم ساخرا:يااا ومن
تظنين نفسك انتِ؟
إبتسمت ببرود
:انا!!(ابتسمت بسخف)تشونسا ,الذئب الاسود .. ألم تسمع بي من قبل؟
شهق فورا,
لكمتها الغاضبة تلت كلماتها فورا لكمته بقوة ثم الثانية والثالثة فهوى ارضا اراد
النهوض فألتفت بسرعة حول نفسها وركلته بساقها فأنتهى امره تماما.. ابتسمت بسخرية
عليه.
عادت الى
مكانهم الاول وهي تسحبه من اكتاف سترته مدمى , رمته ارضا ولاتزال ترمق مرافقها ذاك
بغضبٍ ولايستطيع معها التجرأ والنظر لها.
تحركت
حافلات نقل ضخمة .. ارادت الركوب بسيارتها الرياضية الحمراء فلاحظت ذلك الحارس على
وشك الصعود مع بقية المرافقين ,صرحت فورا بهدوء :وماذا تظن نفسك فاعلا الان ايضا ؟
فخاف من جديد اطرق رأسه
فورا, اشارت لمن داخل السيارة :اغلق الباب( ونظرت له )ستعود الى القصر على
قدميك..هل تفهم؟
حدق بها مذهولا ,ابتلع
ريقه وهي تقترب منه لكونه لم يجبها
فتلعثم
:لكـ..لكن!..سيدتي ..الطريق الى القصر يستغرق ..
فجذبته بعنف مهددة من
سترته لتقطع جملته : ماذا؟ يستغرق ثلاث ساعات! ..وماشأني انا! ان لم تصل الى
المنزل قبل منتصف الليل..فأعتبر نفسك ميتا منذ الان (صرخت بحدة)هل فهمتني؟؟
ارتعش جسده
:نع..نعم..نعم سيدتي بالطبع سأصل.
أفلتت
ملابسه بقوة ثم عادت ادراجها لتركب سيارتها ..ارتدت نظارتها الشمسية وانطلق الموكب
تتقدمهم بسرعة مذهلة
.......
وقفت امام
المكتب الفخم نفسه قدمت الاحترام إذ أومأت بخفة .. رفعت رأسها وامامها يجلس الشر
في هيئة انسان ذاك الذي خط لها حياتها الجديدة بأتقان .. نظرت له بكل هيبة واحترام
وفي داخلها براكين الحقد تستعر , وعلى جانبها يقف يدها اليمنى هيون , قالت بثقة
:سيدي, تم التنفيذ كما طلبت..تم استعادة الشحنة المسروقة بنجاح وهم في طريقهم الى
مخازننا الان.
إبتسم بنصر:احسنتي,
كالعادة تفوقين توقعاتي..مذهلةٌ لايحلم احد بتجاوزكِ مطلقا
ابتسمت تنحني :شكرا
لك..أطراءك شهادة اعتز بها
فرد بهدوء :يمكنكِ
الذهاب الان .. انحنت مجددا وغادرت.
رفع رأسه
نظر الى مرافقه يده اليمنى الذي بدت عليه ملامح الكبر لكن الشر والقسوة لازالا كما
هما ,هما الغالبان على تلك الملامح والتصرفات..إبتسم له بشر :سيدي! تهانينا ..
تنهد السيد بسعادة يرخي جسده في كرسيه الجلدي الفخم.
فقد تم
ماخطط له بنجاح تم تحويل تلك الصغيرة التي ترتعش من اي شئ..والتي تحتاج دوما الى
حضن يضمها..من احضان سيونغجي واهتمامه الى احضان تشانغ ووك مباشرة ..الى آلة بشرية
مقاتلة , تنفذ الاوامر بطريقة مذهلة ,عيون باردة وردات فعل ابرد, وقلب خفتت نبضاته
منذ زمن بالكاد تسمعه, رشيقة سريعة ماهرة في اغلب الفنون واستخدام اغلب الاسلحة
بدقة والتي هي أخر ماتستعمله ,على الاقل لاتزال تحافظ على جزئها البشري ولم تلطخ
يديها بدم احدهم يوما.
همست
لنفسها وهي تخرج :الذئب الاسود! اعتدتُ تسميت نفسي هكذا, ربما لأنني لايمكن هزيمتي
,لأنني ارتدي الاسود اغلب الاوقات ولانني!...لا اثق بإي احد, سوى شخصان:
الاول اضعته , والثاني..!
صرخ عاليا
بأسمها وحده من يحافظ على نبض قلبها بحيوية :هيي تشونسا!..هيوجو!..اين كنتي؟
التفتت ليتقابلا ,نظرت له
بإبتسامة خفيفة تحدث واكملت هامسة لنفسها :تشانغ ووك ..رغم مافعله ,لكنني اثق به
,قلبي يفعل.
وهو يقترب
منها ..وسيم انيق بملامح ترقص لها قلب كل فتاة لكنه لايريد سوى من تقبع امام عينيه
..نظر لها يتصنع الانزعاج :اين كنتي؟
نظرت له
ببرود :في مهمة!..ارسلني والدك
قطب جبينه : وكيف تذهبين
لإجله..وانتِ حارستي الشخصية انا..أأأه (وضع يده على جبهته) ابي سيثير جنوني.
ردت ببرود :تعلم بأن
والدك لايثق بغيري, والان ماذا تريد؟
فهز يده :لامجال لغيرها.
فأغمضت عينيها :هيا توقف
عن طلبها كل مرة.
رفع حاجبيه مستنكرا
:وماشأنكِ انتِ؟
ردت بغضب :وكيف لاشأن
لي!(هدأت تغمض عينيها تتمالك نفسها بصعوبة) ارجوك توقف لقد حططت من كرامتك هنا
بشدة
فرد وهو يقلب شفته غير
مكترث : ولهذا اقول لكِ " وماشأنك انتِ " انه قصري, في النهاية سوف
يحترمونني شاءوا ام أبوا .. كما انني قد انتصرت عليكِ خمس مرات
فهزت رأسها بتملل
وتقدمته بالمسير :هيا اذا, كما تشاء.. وهي تخلع سترتها السوداء القصيرة.
دخلوا
قاعة كبيرة للتدريب رمت سترتها ارضا بينما تناول سترته احد الحرس بإحترام من خلفه
, فتح رباطه وبعض الازرار ثم جمع قبضتيه يشير لها ليستفزها :هيا هيا ابدأي ,
خائفة؟؟ .. رفع حاجبه بمكر مع ابتسامة خبيثة مستفزة
فضحكت
تساخرة تستفزه أكثر:اضحكتني.
فأنزعج جدا اشعتله ,
جاءها راكضا بسرعة رهيبة ليلكمها فتجنبته بخفة تحرك رأسه يمينا او يسارا عكس أتجاه
لكماته, والثانية والثالثة حتى انهكته تماما اصبح يلتقط انفاسه وهي هادئة
للغاية : آآه انت تضيع وقتي
ارادت ضربه فلكمها ..
حقا تفاجئت مصدومة
:قلتُ لكِ انني اتحسن .. ابتسم بخبث
ابتسمت هي
بمكر: سأريكِ
باغتته بحركة سريعة وفي
وثانية قلبته ارضا على ظهره , تألم بشدة مغمض العينين يصدر أهات لشدة تألمه , لذا
لم يستطع النهوض تبسم بألم وقطرات العرق تشخب بخفة من جبهته تبلل خصلاته.
ضحك اغلب
الحرس الواقفين وخصوصا هيون من كان يعقد يديه لصدره بأرتخاء يستند لطرف الباب
متابعا بإبتسامة ماكرة.
عدلت
قميصها, فأشار لها بيده متمللا مغلقا عينيه :هيا هيا اطلبي ما تشاءين.
هزت كتفيها :مثل كل مرة.
فرفع يديه عاليا وقال
:انا جي تشانغ ووك, لقد خسرت للمرة الثالثة والعشرين امام الذئبة تشونسا .. ارتحتِ
الان؟!!)
ابتسمت
برقة اكملت خطوات رشيقة , سحبت سترتها من الارض وغادرت وعيونه معلقة بها لايزال
مستلقٍ ويبتسم.
حالما
خرجت ابتسمت تلك الابتسامة الرقيقة التي منعتها من الوجود امامه بالذات وحرمتها
الجميع ..
تذكرت
امرا اخرجت هاتفها واتصلت :أتصل بجون ساي..أخبره انني سامحته فليستقل سيارة ويأتي
في الحال
اغلقت الهاتف وابتسمت
:ذلك الاخرق
كان هيون
قادما بإتجاهها من الخلف : تشونسا!..تشونسا!(التفت ليصبح امامها ) بشأن يوم غد؟!
فقالت :أه تذكرت..هل
انهيت ماطلبته منك؟
:نعم..تماما كما توقعنا
:فإذا , غدا فلنأخذ كل
الاحتياطات فأون سانج رجل مخيف للغاية تحركاته غير متوقعة ابدا
فقال
بتفاخر :لاتقلقي..معلمتي..سأبهرك
ضحكت برقة :توقف عن قول
ذلك
بينما تلك العيون تنهش
إبتسامتها تلك مركز ف ثنيات شفتيها ,عند الباب كان تشانغ ووك وهو يعدل بسترته
يراقب وغيض شديد, لوي شفته بإنزعاج كيف تبتسم لهيون بينما تعامله بفظاظة.
حل المساء
.. وكل في غرفته يراقب من نافذته دون علم الاخر ولايفصل بينهما سوى جدار بسيط
, يرابقان معا تلك السجادة المظلمة من زينت معالمها النجوم .. يهيمان في
القمر , انيس العشاق والقلوب الوالهة المعذبة بحب يتيم لايعرف النور ابدا في نهاية
الطريق..انيس وحدتهم.
همست
تشونسا لقلبها بحسرة: من انا؟ ماذا كنت؟ وماذا اصبحت؟ لماذا بقيت كما انا وحافظت
على نفسي تماما كما ولدتني امي طيلة تلك السنين.. لماذا لم تمت هيوجو داخلي قبل
اثنان وعشرون سنة .. عندما رحل من ولداها, لفظت اول انفاس الحياة بين
ذراعيهما! لماذا لم تمت عندما غادرته هو الاخر! من اصبح يوما عائلتها الجديدة ,
حتى قبل موعد زفافهما كما اقسما بالخنصر لبعضهما في نزهة بديعة بين اهليهما ذات
يوم .. لماذا ماتت قبل اربعة عشر سنة فقط بالضبط!! تماما في ليلة عيد مولدها في
الليلة التي تخلى فيها عني ولأول مرة! .. لماذا فقط عندما اختفت ابتسامته هو؟؟ فقط
اسأل واكرر لماذا؟؟ .. ارجوك اخبرني من تكون؟؟
رد عليها
قلب تشانغ ووك في الشباك المجاور : من انا؟ انا انتِ وحسب .. انتِ كل جزء من اركان
قلبي وانت كل جزيئة اوكسجين تحلق حولي تدخل لتبقيني حيا , نعم كنتِ كذلك ذات يوم
وستبقين .. اعرف انني خسرتك ,وربما للابد ولكن!..ألايمكنكِ ان تبتسمي لي مرة
واحدة.. فقط مرة واحدة.. فقط كادت شرارة ابتسامتكِ الاخيرة من تلك الليلة ان
تختفي..فقط ابتسمي لي وحدي ياهيوجو مرة واحدة وانعشي قلبي .. ولسنين اخرى بجواركِ
ابقيني حيا.
اشرقت شمس
الصباح .. كانت ترتب شعرها القصير امام المرآة ترتدي ملابس انيقة للغاية
تبرز مفاتنها رغم قصر شعرها وملابسها الرجولية وحتى تصرفاتها لكن انوثتها هي
الطاغية بكل برودها القاتل ترقص قلوب تلك القلعة المليئة بالرجال
.
خرجت
بهدوء لتقف امام غرفة تشانغ ووك تنتظره حيث خرج في أبهى طلة وفوق سترته الراقية من
اغلى الماركات وضع معطف على كتفيه دون ان يرتديه .. حالما خرج وقعت عيناها عليه
يدق قلبها بسرعة فتشيح بنظرها جانبا بسرعة لاتسمح لنفسها بالتأثر مطلقا .. بينما
تعلقت عيناه بها بجنون , أراد ان يتقدم نحوها فجأة كبحت حركته اوقفه شئ ما , غضب
بحدة عقد حاجبيه وبدأ صدره يعلو ويهبط :اخفضيها الان
قصد بذلك ذراعيها التي
كانت تعقدهما لخلف ظهرها , حركة اعتيادية لأي حارس شخصي لكنه لايحتملها يجن جنونه
.. ثبتت عينيها تنظر في عينيه ببرود ولاتهتم , فأستعر قلبه , تقدم بخطى
سريعة نحوها تلاصق جسديهما مد يديه لظهرها وفتح ذراعيها بكل قوة هبطا فورا وعينيه
في عينيها ,
وجهيهما
متقاربان جدا تتلامس انوفهما وهما ينظران لبعضهما بكل جموح ارجف كل مفاصلها عادت
تتمالك نفسها
صرخ ينفث نيرانا ولا
انفاسا فوق وجهها :كم مرة قلت لك لاتقفي هكذا!
انتقل غضبه لها فردت
بحدة تتنقل بين عينيه :اذا انت اخبرني!..كيف لي اقف بالضبط! وهل انا غير ذلك!
نظراتها المجنونة
وعيونها المحتقنة شلت تفكيره اصبح لاشئ امامها
جاء هيون
كالعادة لمحادثتها فتوقف مكانه مصدوما يراهما بذلك المنظر , فلوى شفته : ذلك
المجنون! سيراها السيد.
استمرا
يحدقان ببضعهما بقوة فقال وهو يلهث :انتِ!..مالذي جرى لكِ فجأة؟..لماذا تعاملينني
هكذا فجأة!
ابتسمت ساخرة :فجأة! أنا
من تغير فجأة ام انت؟..هل نسيت! انا لم انسَ ...مطلقااا
هدأت ملامحه وأرتخت
عضلاته صدره فورا مع كلماتها تلك كأنها اصابت صميم قلبه وافعاله اطرق رأسه ,ابتعد
عنها برفق واكمل خطاه في الممر ترمقه بنظرات متؤلمة عيون دامعة .. فجأة توقف يهمس
لنفسه بغضب :كلا لم انسَ , لم انسَ البتة! سرحت عينيه عميقا في الغوض في ظلمة تلك
الليلة الأخيرة بينهما
2005م
"كان ذلك اليوم هو يوم
مولدها الخامس عشر ., نفذوا كل أوامره وأعدوا لها ليلا حفلا مميزا جميلا تراقصت
عليه انغام قلبها سعادة, مع بعض الخادمات وبعض الحرس الخاصين به .. كانت ترتدي
فستانا ازرق جميل .. استأذن للحظات كي يحادث والده اراد ان يطلب منه أذنا كي يخرج
معها لمدينة الملاهي او اي مكان ليحتفل معها ويسعدها.
والده
الذي صرخ به فورا :ماذا؟..تخرج مع من؟
نهض من مكانه مشتعلا,
استغرب تشانغ ووك تصرف والده :يااا تشانغ ووك هل تظن بأنني لا اعلم اي شئ! لا اعلم
كيف تعاقب الحرس وتضرب المدرب ان قسى عليها! هل تظنني احمق؟
عقد تشانغ ووك حاجبيه
:وان علمت ماذا يعني؟ انت تقسو عليها اكثر من اللازم
فصرخ
السيد يحرك ذراعيه منفعلا وهو يجيبه :انا اجهزها فحسب..انا اود صنع حارس شخصي لك
,ويد يمنى لي .. تحميك وانا للابد هل تفهم ما اعنيه؟ لا ان تقع في حبها وتزيد في
دلالها لهذه الدرجة فتطمع في كل شئ (جذب تشانغ ووك من ملابسه بقوة صارخا ) عليها
ان تبقى بأحساس الاقلية ذاك يستميت في داخلها لا ان تشعر بأنها سيدة القصر وكل ذلك
بسببك ايها الاخرق.
شعرت بأن
غيابه قد طال مداه..لذا غادرت تبحث عنه :يااا تشانغ ووك..تشانغ ووياا..اين انت؟؟
رد تشانغ
ووك بغضب جامح :اذا ماذا يا ابي؟؟..هل ستجعلها عبدتك؟؟
فقال الاب مبتسما بشر
:بالضبط انها كذلك..عليها ان تدفع ثمن كل ما أكلت وشربت ومالبست واين درستك؟...هل
نسيت كل هذا؟؟
أنتفض تشانغ ووك وابعد
يدين والده بالقوة صارخا :ولا احد طلب منك احضارها الى هنا وطلب منك فعل كل ذلك من
اجلها .. ان كان هذا هو عذرك , اذن فلتدعها تغادر المنزل في الحال
اطلق الاب ضحكات هستيرية
, التف تشانغ ووك نظر له واستغرب حاله بشدة ثم عاد لشره اقترب من ولده اكثر يشير
للباب :ان خرجت هل تعلم ماذا سيحصل؟ انها نهايتنا ايها الاحمق.. ستمحينا انا واياك
من الوجود ان خرجت.
عقد حاجبيه لايستوعب اي
كلمة فهدأ الاب وبدى جادا :أذن تريدها ان تغادر ..كما تشاء.
عاد يخطو الى مكتبه رفع
هاتفه وتشانغ ووك مندهش :ستخرج..لكن ليس كما جاءت..بل جثة هامدة سأمحيها من الوجود.
شهق تشانغ
ووك وماعاد لقلبه مكان في جوفه هو هناء في القعر هوى من ذهوله , افاق و اسرع
بجنون امسك الهاتف بيد والده يرجوه ويتوسل(:ابي! ارجوك لاتفعل..اتوسل لك لاتؤذها.
اندهش الاب من ردة فعل
ابنه المبالغ بها فضربه فورا ليهوي ارضا ثم اسرع منفعلا وانحنى فورا جذبه من
ملابسه صارخا به : ايها الاحمق..هل وقعت في حبها لهذه الدرجة؟؟ لماذا؟ لماذا انت
وليست هي؟؟
ترك ملابس ولده ونهض
واقفا يديه على خصره :أأاه ستصيبني بالجنون
سمح تشانغ ووك لدموعه
بالمسير :وكيف لاتريدني ان احبها واخاف عليها .. لقد سلبتني ابي كل شئ ذو متعة..لا
اصدقاء ولا احبة ولا اختلاط بأي احد, حتى امي منعتني منها , وانت من جلبها لي ,انت
من جعلها كل عالمي..هي فقط من تجلعني اشعر بالحياة( صرخ) فكيف لك ان تسلبني اياها
بكل بساطة!
دهش ابوه اكثر واكثر هدأ
ليعلن :حسنا..ان كنت لاتود رؤيتها ميتة دعني افعل مايحلو..دعني ادربها كما أشاء..
فلتنس أمرها في المنزل تماما هل سمعتني!
اطرق تشانغ ووك رأسه فقط
دموعه تتكلم..خرج بخطى واهنة يجر اذيال الخيبة .
كانت
لاتزال تبحث عنه حتى سمعت صوت صفقة بابه القوية علمت انها من جهة الممر خاصتهم
فأسرعت تجري له..بدأت بالطرق مثل كل مرة : ياا تشانغ ووك..اين ذهبت؟؟ تشانغ ووياا
هل انت بخير؟ كلمني ارجوك.
هو جالس على الارض ظهره
الى سريره يبكي بصمت :اسف..اسف.
رددها بمرارة ,خافت
للغاية لم يفعل ذلك من قبل .. لحظات وظهر فجأة بقربها ذلك السيد جين ذلك المرافق
اللعين فخافت منه
ابتسم بشر
و بصوت اجش زاد في أرتجافها :ماذا تفعلين هنا؟
ارتعبت وزاد طرقها على
الباب مع تجمع الدموع اكثر في عينيها :ياا تشانغ ووك..ارجوك افتح الباب.
ونظراتها
تنتقل مابين الباب والمرافق , سمع تشانغ ووك صراخ المرافق عليها كالعادة يفعل ذلك
عندما يصيدها قرب بابه فيخرج يصرخ في وجوه الجميع من اجلها يسحبها من يدها بقوة
يدخلها غرفته يستمتعون طول الليل بمزاح وضحك ودراسة حتى ينعسا
..
لكن هذه
المرة مختلفة!..لم تسمع له صوتا حتى! وتجمعت الدموع في عينيها بعد غياب وبدأ يسمع
نحيبها فقفز خلف الباب لكنه لم يستطع فتحه تركها هكذا افضل من رؤيتها ميتة ..
المرافق كان يعلم ماحصل ومتأكد ان تشانغ ووك لن يفتح وهكذا سحبها بقوة خلفه
وندائها الذي يستجديه لاينقطع .. لتبدأ من تلك الليلة معاناة هيوجو الحقيقية واول
موقف خانها به تشانغ ووك تخلى عنها .. من يومها اصبحت تقسو على نفسها واصبحت قوة
لايستهان بها, دربت العديد من مرافقيها ومنهم هيون الذي لايقل شأنا عنها
..كبرا بعلاقة باردة بجدار عالٍ بناه تشانغ ووك وتسمكت به هيوجو بعدها
2015م
عاد لوعيه
هامسا بجدية :لقد رسمت خطا احمر كي لايجتازه احد منا , لكنني اكتشفت في نفس اللحظة
انني قد تخطيته منذ سنين , منذ اول لحظة رأيتكِ فيها .. كنت قد غرقت نهائيا ولا
أمل لي للنجاة .. لهذا ابقى أُذكر نفسي كل يوم كدرس علي حفظه مرارا وتكرار, امنع
نفسي منكِ .. أكمل مسيره وتبعته ببطء من الخلف
.......
كلية
الشرطة - سيؤول
قاعة ضخمة
..لايسعكم سوى رؤية صفوف بشرية بزي الشرطة الرسمي, وكبار الضباط عند مرتفع
صغير من الارض كالمسرح , نادى احد الضباط المسؤول عن الاعلام :فليتقدم الان
الملازم الاول كيم سيونغجي!
خرج من بين الصفوف ,
ملامح قوية وتعابير جامحة عيون مليئة بالثقة والعزم.. بخطى واثقة وقف امام الضابط
الاعلى ضرب قدما بالارض ورفع يده بسرعة البرق عند جبهته يلقي التحية العسكرية
:الضابط كيم سيونغجي سيدي!
وانحنى للضابط, أخذ يغير
لها شارته العسكرية ويرمقه بإبتسامة فخورة به.. اصبح الان من ضابط الى ملازم اول
اي محقق في نظام كوريا , رفع رأسه قدم التحية مرة اخرى : الضابط كيم سيونغ جي ..في
خدمة الشعب ,اعدكم بتقديم المواطن على نفسي مهما كانت الظروف وتحقيق العدالة على
حساب مصلحتي الشخصية..تحيا كوريا
قدم التحية مرة اخرى
التف بزاوية 180 كاملة وعاد متجها الى مكانه , نظرات الغبطة من اصدقائه من
هم في مثل سنه احاطت بهِ من كل جانب .. لكنه في عالم آخر في مخيلته عقد حاجبيه وهو
يرفع يده يتلمس شارته الجديدة : سأجدكِ!..أعدكِ هيوجو بأنني سأجدكِ ..ولو كان هذا
أخر عمل أقوم به في حياتي
........تتبع!!
تقرأون
لاحقا
ـــ :
انها حقا لجرأة! من يطلق النار عل طفل في مثل سنه في تلك المناطق الساكنة في وضح
النهار
ـــ : حان
وقت هدم الجدار الحصين بيننا..سأستعيد حبيبتي هيوجو
ـــ :
وانت ايضا من جعلني اتذكر الماضي ويملء الحقد والغضب صدري من جديد..كله بسببك
ـــ : سنكمل
مابدأ به المحققون الثلاثة الاسطورة...قضية سفاح الفضة!
ـــ :
انتِ لستِ سوى نسخة من امكِ... انتِ فقط تكابرين كل مرة أسألكِ وانت في اوج حاجتكِ
له وحده
ـــ :
لماذا اصبحتِ قاسية مثلهم تغادرين امام ناظري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق