فلتسمهِ حبًا ..!
Ep. 5 :
✿ بقلم الكاتبتين :
Bella & Noor
اخدت
ساعات عشان تفوق .. دونجهي قاعد على كرسي جنب سريرها..! هي .. لسه عايشة ليه؟ ليه انقذها؟
على كلامه مش هيديها الموت غير بمزاجه؟! بعدت وشها عنه مش قادرة تلمح وشه حتى!!!
بينما
هو اخد باله انها صحيت .. لثواني غمض عينيه و هو بيتنهد .. موجة راحة مشيت في جسمه ..
و فتح عينيه
بيرسم
ملامحها و هي صاحية .. عينيها مفتوحة .. عايز يصدق انها فعلا عايشة .. بتتنفس .. الرعب
و هو بينقلها للمستشفى و نفسها مش محسوس هيكفيه لسنين كتير جاية!
قام
و راح ينادي دكتور .. عارف انه بمجرد ما هيطلع من الاوضة دي و دكتور ييجي يشوفها ..
هتقول كل حاجة .. عارف انها هتبقا نهايته .. و مش هيقاومها! حاجة جواه بتتحكم فيه من
غير ارادته
لما
حست انه خرج من الاوضة لفت وشها تبص للباب .. مأخدتش وقت عشان تفهم انه راح ينادي
دكتور .. واضح اوي انها في مستشفى ..!
مفيش
دقيقة وحست بخطوات بتقرب لفت وشها الناحية التانية بسرعة .. الدكتور دخل ومعاه
دونجهي اللي فضل واقف بعيد شوية عامل زي الطفل الخايف .. ويمكن بصدق كان خايف
عليها اكتر من خوفه على نفسه، في اللحظة دي تفكيره فيها خلاه ميفكرش في مستقبله
اللي هيدمر كمان كام دقيقة بس
الدكتور
قرب من سريرها وهو بيفحصها : عاملة ايه دلوقتي؟
هزت
بس دماغها وهمهمت : هممم
الدكتور
لف لدونجهي : ممكن لو سمحت اخد ثواني مع المريضة لوحدنا؟
من
غير تردد كان همهم و هو طلع من الاوضة! حركت دماغها باستغراب .. كأنه دونجهي
تاني! مش دونجهي اللي عايش معاها الكام يوم جواز دول!!
بمجرد
ما الباب اتقفل الدكتور لفلها و ابتسم : حضرتك في امان دلوقتي .. لما الاستاذ جابك كنتي بين الحياة و الموت .. و عشان ننقذك .. اضطرينا اننا نحقنك و نعملك غسيل
معوي .. في الوقت ده لاقينا ان ... فيه اثار ضرب و حاجات تانية على جسمك .. هو قال
انه جوزك.. و ان العلامات دي من الملجأ .. بس واضح جدا انها علامات جديدة .. لو.. فيه
اي نوع من انواع العنف بيتمارس ضدك حضرتك تقدري تقولي و احنا هنتولى مهمة حمايتك ( الدكتور
فعلا صادق اوي في كلامه .. بس لما بصت على الباب افتكرت شكله.. مسكين .. هادي .. عينيه
فيها لمعة خوف! لما فضلت شوية ساكتة الدكتور رجع يتكلم ) فيه اجراءات ممكن ناخدها
ضده لو هو مش جوزك .. او متجوزك غصب عنك.. او حتى لو بارادتك و هو بيأذيكي .. انا
مرضتش ابلغ اي سلطات قبل ما اتكلم مع حضرتك شخصيا
فضلت
باصة على الباب .. بتشاور نفسها مليون مرة ساكتة اوي وسكوتها خلا الدكتور يستغرب
.. جواها كان في حروب كتيرة .. دي فرصة عشان تخلص منه وتاخد حقها وحق كرامتها ..
الفرصة جات لحد عندها وهتبقا مش طبيعية فعلا لو رفضتها .. كانت لسه هتتكلم بس،
افتكرت عينيه الخايفة .. مستقبله هيتدمر، العين عليه بسبب مجموعة الشركات اللي
بيديرها .. محدش هيرحمه لما يعرفوا اللي عمله فيها
قلبها
اتقبض ومقدرتش .. الدموع لسعت عينيها وبصت للدكتور .. مش قادرة تدمره لا! لسه
بتحبه ايوة .. اتنهدت بحرقة وردت بضعف : لا .. ( سكت شوية قبل ما تبص للدكتور ) هو
جوزي .. ( كحت شوية عشان ترجع تكمل ) مش بيأذيني .. انا بس .. حصلتلي حاجات كتير
قريب ( الدكتور
كان لسه هيتكلم تاني ويقنعها انها هتكون بامان ومتخفش .. ببساطة لان سكوتها ده
كمان خلاه يشك اكتر بس هي بصتله .. اوي واتكلمت بجدية ) صدقني مش هو .. انا فعلا
متجوزاه عن حب
الدكتور
اتنهد بقلة حيلة : تمام .. تقدري ترتاحي
مش في ايده اي حاجة يعملها دلوقت .. همهم و وطلع من سكات .. بينما بيلا
ابتسمت بوهن ودموعها زادت في عينيها همهمت : لمرة كمان يا دونجهي كان في ايدي آذيك
ومعملتش كده! عشان تعرف الفرق اللي بيني وبينك .. الفرق اللي السبب فيه ان للاسف
الحتة الصغيرة اللي بتحبك دي قدرت مرة كمان انها تنتصر ( اتنفست
جامد بحرقة )
في حين دونجهي كان قاعد برة مترقب كلمة النهاية لحياته اللي كان مستنيها من بدري .. كان مستني اخر دمار هيحصله وبكده تبقا الدنيا بالفعل اثبتتله انه اتخلق بس عشان تجرب فيه كل انواع الدمار ..!
بس لما الباب اتفتح والدكتور بصله اوي وكأنه بيقوله " انا مش مصدق انك ملكش ذنب في حالتها " اتأكد انها مقالتش حاجة ومعرفش يبدي اي رد فعل غير الصدمة قبل ما رجله تاخده لاوضتها
فتح الباب بهدوء ودخل ببطء .. قرب من سريرها واتكلم بتعب :
مقولتيش للدكتور على اللي حصل ليه؟
ببساطة
مش هتقوله .. مش عايزة تقوله اه انا بحبك رغم كل ده! هيبقا وجع لكرامتها اكتر .. بعدت
عينيها عنه : ملوش لزوم الكلام ده دلوقتي ( همهم
و فضلوا ساكتين لمدة طويلة .. محدش منهم عنده حاجة يقولها .. او يمكن فيه كتير بس ده
مش الوقت المناسب ولا المكان المناسب .. ولا حتى الظروف المناسبة ان كلام بينهم
يتقال! نايمة هي زي ما هي بتبص للسقف .. في دماغها مليون فكرة بس مقدرتش تقول واحدة
منهم ) هفضل هنا اد ايه؟
لسه
عينيه عليها .. مش عايز يبعدها خايف يكون بيحلم .. خايف متكونش فعلا بتكلمه هو ..
نظراته استكانت شوية : الدكتور قال يومين او تلاتة .. يتطمنوا انك كويسة و.. الجرعة
الزايدة مأثرتش عليكي اوي ( كل
اللي فهمه انها بتشوف هتترحم منه اد ايه .. هتفضل بعيد عنه اد ايه! نغزة في قلبه
وجعته بس اتجاهلها تماما و هو بيكمل ) لو محتاجة اكتر مفيش مشكلة .. ريحي بس
مش
مصدقة فعلا انه نفس الشخص! ضحكت بسخرية : ده بجد؟ قررت انك هترحمني اخيرا؟ غريبة
يعني!
كل
ده بتقاوم الحتة اللي بتحبه .. اتنازلت عن انها تبقا في امان عشان خاطره هو ..
معندهاش استعداد تخسر اكتر من كده! عايزة بس تبقا بقرب الشخص اللي وقعت في حبه او
تبعد! لو الخيارين مش متاحين .. يبقا مفيش غير خيار الموت بيتحرك في جنب عينيها ..
بيقولها لو عايزاني بجد متخليهوش ييجي ينقذك تاني!
بصلها
بنظرة مفهمتهاش قبل ما يطلع ويقفل الباب وراه! هو عارف اجابة سؤاله .. عارف انها لسه
بتحبه .. مفيش اي سبب تاني يمنعها انها تقول كل حاجة! اتنهد جامد .. هو عارف .. متأكد
كمان!!! ليه بيحصله ده؟! ليه في الوقت اللي هو مش متأكد فيه من اي حاجة بتحصل
جواه؟!
فضل
قاعد على كرسي جنب الاوضة .. شايف ممرضة داخلة بأكل و دوا .. استريح بس ان فعلا هما
مش لوحدهم و ان فيه حد تاني يخلي باله منها .. اكيد هي مش عايزاه في اي مكان قريب
منها دلوقتي
*^*
الممرضة
فتحت الباب ودخلت .. واضح انها ممرضة كبيرة في السن، قربت من سرير بيلا ولما لقتها
صاحية ابتسمت وهي بتحط صينية الاكل عالكومودينو : حمدالله على سلامتك يا بنتي
بيلا
لفت بصتلها وعينيها كلها دموع .. لما شافتها غصب عنها ابتسمت بمرارة .. يمكن سنها
الكبير فكرها بوالدتها اللي حتى مشافتهاش .. مرة واحدة صورة والدة دونجهي ظهرت
قدام عينها .. هي بالفعل اعتبرتها امها .. اتنهدت بحرقة وهمهمت : الله يسلمك ..
شكرا
الممرضة
قربت ومسحت على شعرها : مهما كان اللي بيحصلك يا بنتي ميستحقش انك تموتي نفسك .. (
مسحت بحنان على خرابيش بسيطة في خد بيلا ) بكرة شايلك حاجة احسن
ابتسمت
بسخرية ممزوجة بحسرة بس مكنش عندها قدرة حتى انها تتكلم .. همهمت بتعب : تفتكري في
بكرة اصلا عشان يبقا احسن
الممرضة
مسحت على شعرها : طبعا فيه .. ( سكتت شوية وكملت ) شكلك مش قادرة تتكلمي هسيبك
ترتاحي .. اكلك اهو هتقدري تاكلي لوحدك؟
بيلا
رفعت ايدها بصعوبة وحاولت تحرك صوابعها بس كانت اضعف من انها تحركهم .. الكدمات في
جسمها مش هينة ابدا .. حركت دماغها (لا) : مش قادرة
الممرضة
همهمت وهي بتلف عشان تمشي : جوزك قاعد بره ثواني هناديهولك
بيلا
بربشت ولسه كانت هتعترض بس الممرضة كانت طلعت فعلا .. !
دونجهي
كان نزل للحسابات بعد ما طلع من عندها .. واول ما رجع مكانه عالكرسي اللي قدام
اوضتها لقى الممرضة بتفتح الباب وزي اللي بتدور عليه بعينيها .. قام راحلها بقلق :
هي كويسة؟
الممرضة
ابتسمت على ملامحه الخايفة : متقلقش .. هي بس مش هتقدر تاكل لوحدها يا ريت لو
تساعدها
خلصت
كلامها ومشيت .. في حين دونجهي فضل واقف باصص عالباب كتير .. في الاخر اتنهد وفتح
الباب ودخل .. بصلها الاول وهي باصه للسقف حتى مش عايزة تلمحه ولو صدفة .. مسح على
وشه بارهاق واتقدم اكتر
عمره
ما كان عنده صبر انه يعامل اي بني آدم بهدوء .. حتى انهيوك اللي هو اقرب شخص ليه .. دونجهي كان حاطط بينهم مليون حد .. وكان بيعامله بجفاف نوعا ما وانهيوك كان
مستحمله .. هو حتى مكلفش نفسه يفكر انهيوك مستحمله ليه .. ومكنش حتى حاطط في باله
انه هيزعل لو انهيوك بعد عنه .. دلوقت مش عارف ليه مستحمل البنت دي! ليه زعلان
عشانها .. وبيفكر نفسه انها ملهاش اي ذنب وانه ظالمها .. وبعدين يرجع تاني لنقطة
الصفر .. يضيع من نفسه ويعمل فيها حاجة اسود ..!
سحب
كرسي و قعد جمبها مع انه كان ممكن يقعد على طرف السرير بس معملش كده .. مسك صينية
الاكل و بدأ يحط في المعلقة اكل : لازم تاكلي كويس .. و فيه مقويات
بيلا
بصتله بطرف عينيها وابتسمت بسخرية : اكل كويس واخد مقويات عشان اخف وترجع تعمل
اسود من الاول زي كل مرة صح؟ ( اتنهد للمرة المليون بس ومردش! مد ايده بالمعلقة ف لفت
وشها تاني ) مش عايزة منك حاجة! دور الملاك مش لايق عليك
كانت
بتقوله نفس الكلمة اللي قالهالها لما حاولت تساعده قبل كده .. عايزة تردله اي حاجة
عشان تحس انها انتصرت لكرامتها شوية .. في حين دونجهي عض على شفته اوي .. ردها
عليه وسخريتها منه خلت احساسه يرجع يتملكه .. الشخصية العصبية اللي جواه كانت
عايزاه يقوم دلوقت يعلم على خدها وينسيها اسمها .. بس احساس تاني بهتان جواه كان
بيحاول يكتف ايده ..!
حرك
دماغه (لا) جامد وهو مغمض عيونه ورجع فتحها .. قام وقف : هنادي الممرضة لو مش
طايقة وجودي واظن انك مش طايقاه فعلا
خرج
من الاوضة من غير ولا كلمة زيادة .. لمح ممرضة ماشية في الممر وقفها .. بصتله
باستغراب : اي خدمة يا فندم؟
اتنهد
وشاور عالاوضة : هي تعبانة شوية يا ريت حضرتك تساعديها
الممرضة
حركت دماغها (اه) بسرعة ودخلت الاوضة .. اول ما لمحت بيلا ابتسمت، عرفتها على طول
بما انها كانت الممرضة اللي دخلتها الطوارئ
راحت
ناحيتها وسألتها : انتي كويسة؟ عاملة ايه؟
بيلا
ابتسمت بتصنع وهمهمت : مش قادرة اكل .. يا ريت تساعديني
الممرضة
حركت دماغها (اه) بود وقعدت على طرف السرير تأكلها .. بس بدأت تتكلم : طول ما انتي
ف اوضة الطوارئ جوز حضرتك كان عمال يلف رايح جاي وشكله مرعوب خالص
بيلا
ابتسمت بجمب شفتها بسخرية : فعلا؟
الممرضة
اتكلمت بحماس : اه و كان قلقان جدا وبيقول مينفعش تموتي مينفعش تسبيني لوحدي
وحاجات كده .. ( ضحكت ضحكة الستات المتطفلين دول ) واضح انه بيحبك اوي
ابتسمت
بسخرية اكبر و مردتش .. كل اللي فكرت فيه انه اكيد مش هيحب انها تموت و هو معلم
على جسمها كده .. و لو حصل و اتشرحت هيعرفوا انه اغتصبها كمان .. ولا من غير تشريح
هو باين اصلا ..!
ورغم
تفكيرها ده .. كانت من جواها بتتمنى فعلا انه يكون قلقان عليها .. خايف عليها هي
مش على نفسه، خايف عشان مش عايزها تموت وتسيبه .. عشان بيحبها مثلا .. لسه الحسرة
مسيطرة على قلبها بسبب تفكيرها ده رغم كل اللي عمله .. وبتفكر اكتر في اللي هي
عملته وانها ضيعت فرصة جاتلها على طبق من دهب عشان تسيبه وتنتقم منه .. قلبها
بيوجعها، مش عايزة حتى تفكر مجرد تفكير في انها تأذيه ..!!
اتنهدت
وهي بتفكر في افعاله .. في اللي بيعمله و في كل حاجة بتحصل .. ايه اللي هيحصل
بكره؟ بعده؟
دلوقت
هي في مستشفى وسط ناس ويمكن عشان كده بامان .. بس بعد اليومين او التلاتة دول ..
هترجع تاني معاه؟ للجحيم برجليها و ارادتها؟ ولا تحاول تهرب تاني و تكون النتيجة
زي اللي وصلتها لهنا؟ مش عارفة تفكر و مفيش حد يساعدها .. محدش موجود معاها عشان
تستشيره تعيطله حتى من الوجع
*^*
في
نفس اليوم الساعة 12:00 Am
الاوضة
كلها كانت ضلمة .. احساسها بدأ يرجع ببطء مقدرتش تفتح عينيها بس اخر حاجة فكراها
انها اكلت والممرضة ادتها مسكنات قوية عشان متحسش بالوجع وتقدر تنام على ضهرها ..
جسمها كله ضمادات واخدت ادوية كتير عشان تقدر تقاوم كل ده
لسه
مغمضة عينيها واحساسها بيرجعلها بصعوبة .. وكانت اول حاجة حست بيها هي ايد دافية
اوي حاضنة ايديها وفي نقط ميه بتنزل عليها .. همهمات بس مش مفهوم منها غير جملة
واحدة بتتكرر : انا اسف
نبرة
الصوت مش غريبة عليها .. ومع ذلك مفتحتش عينيها حاولت تفسرها بس .. ده صوت دونجهي
..!! مفيش لحظات وحست بيه بيقوم وقفل الباب وراه .. فتحت عينيها وفضلت باصة على
الباب كتير .. كتير اوي .. مستنياه يرجع بس دقيقة و التانية و التالتة و مرجعش ..
يمكن حلم؟ بس لما لمست ايدها كانت مبلولة!
صوته
الموجوع وهو بيتأسف عشان عارف انها مش واعية .. دموعه السخنة، حاجات خلتها تبلع
ريقها بصعوبة وقلبها بيدق اوي .. ولما هو خايف عليها بيعمل فيها كده ليه؟ رجعت نفس
الجملة تتردد في بالها " يمكن اللي بيحصل غصب عنه "
يمكن
من شوقها ليه واحتياجها لحضنه .. من تعبها واثر المسكنات مفكرتش لحظة وهي بتضغطت
على نفسها عشان تقوم من عالسرير .. ماشية جمب الحيطة بتتسند عليها لحد ما وصلت
للباب ..
فتحته
وهي بتدور بعينيها عشان تشوف هو فين .. مفيش اي منطق في اللي بتعمله ، بس كانت
حاسة انها مغيبة اوي .. مش شايفة ومش عايزة حاجة غيره .. عايزة تحس انه ندمان،
عايزة تحس انه موجوع عليها .. عايزه تسمع منه " انا اسف " مرة كمان
وهتسامحه وتترمي في حضنه وتعيط وهي بتدعي ان الكابوس ميرجعش تاني .. لو قالها انه
مش بايده، هتصدقه وتسامحه .. !!
كان
واقف جمب الباب بالظبط، ساند ضهره على الحيطة! و لما فتحت اتخض و كان حاطط ايده
على وشه .. بيحاول ميبصلهاش : انتي صحيتي؟ شكلك تعبان ادخلي ريحي
وقفت
وراه باحراج .. زي ما تكون وعت للي بتعمله بس حاجة جواها رفضت تخليها تتراجع ..
ايوة غبية وممكن تندم بعد كده، بس غصب عنها .. قلبها عايز يشفي جرحه لما تشوفه
زعلان عليها .. سألته بهدوء : انت هنا .. ليه؟
ابتسم
بزعل : امشي خالص؟
اتخضت
من طريقة تفكيره و حركت ايديها (لا) : لا لا مقصدش!! قصدي .. مش .. جوه ليه؟
حرك
كم القميص على وشه لمحته من الجمب وفهمت انه بيخبي وشه عشان يمسح دموعه : مش عايز
اخنقك .. تقدري تاخدي راحتك
دونجهي
اللي هي وقعت في حبه كان قدامها اهو .. الشخص الحساس اوي اللي قدر يوصل لقلبها اللي
حطت حواليه الف سور! نسيت كل حاجة حصلت و لقت نفسها بتشد كمه من غير كلام .. كمه
المبلول من دموعه و اللي مش عايزها تشوفهم! فضل باصصلها بتساؤل مش فاهم هي بتعمل
ايه او عايزة منه ايه!!! لقت نفسها بتتنهد : مش قادرة ارجع لوحدي
هز
دماغه بتفهم .. بطاعة! طاعة للامر اللي حتى مقالتهوش و مطلبتهوش! لقت نفسها بتترفع
على دراعاته .. برفق اوي و برقة .. بحرص عشان ميوجعهاش من غير قصده حتى!! مشي بيها
لحد سريرها و هو بينزلها بنفس الرفق اللي رفعها بيه عن الارض! عدلها كويس و شد
الغطا عليها .. طبطب على الغطا من غير ما يلمسها : مفعول المسكن هيروح كمان شوية ..
هروح اشوف حد يجيبلك مسكن تاني
هي
كل اللي كانت عايزة تطلبه انه يمشي معاها .. يسندها عشان لو وقعت بس .. هو من غير ما
يسأل حتى شالها! دي اول مرة يشيلها وهي واعية .. وشها احمر اوي و بقت بتغطيه بالغطا عشان
ميشوفهوش
خرج
و قال للممرضة انها هتحتاج مسكن تاني قريب و رجع الاوضة .. واقف في ركن بعيد .. مش
راضي يقرب منها اكتر! كانت محتارة! من تصرفاته .. كلامه .. ردود فعله .. حتى ملامح
وشه اللي لانت كتير اوي عن الاول!! بعدت الغطا شوية عن وشها و هي بتبصله : انت ..
قاعد بعيد ليه..؟ بتتصرف .. بطريقة غريبة! هو.. حصل حاجة؟
مش
عارفة هي المفروض تسأل او لا! حاولت متبقاش مهتمة بس مش عارفة!
بينما
هو مسح على وشه بتعب .. هو نفسه مش فاهم .. مش عارف ليه .. مش عارف فيه ايه .. مش
عارف ليه قلبه بيوجعه .. بيوجعه زي ما كان بيوجعه من سنين و بيحسب انه سكته من
وقتها! ليه بيوجعه نفس الوجع ده دلوقتي .. وجع العجز.. قلة الحيلة.. الخوف!!
محتاج
يعيط .. محتاج يعيط في حضنها هي! المرة الوحيدة اللي كان في حضنها قلبه كان
مستريح .. هادي! و دلوقتي محتاج الشعور ده تاني! غمض عينيه و هو بيهمهم و بيخبي كل
اللي حاسه : محصلش حاجة
مسألتش
تاني .. بتتجنب اي حاجة ممكن تجيب الوش اللي متعرفهوش .. دلوقتي ده اللي حبته و عايزاه
يفضل معاها! اتحركت شوية لجنب السرير و هي بتتكلم .. بحسن نية مش اكتر : ممكن تنام
هنا .. النوم على الكرسي مش مريح .. اممم .. مش هتضايق السرير كبير اصلا
كانت
عايزة تضرب نفسها 100 قلم! اهي مهتمة بيه و هو السبب في انها هنا .. عضت على
شفايفها .. مش هتطلب منه تاني
و
هو المفروض كان يرفض .. كان لازم يرفض! بس ليه رجليه اخدته لعندها و هو مستكين و مش
بيفكر يقاوح؟! ليه بيمدد على السرير و هو عارف انه المفروض ملوش حق يعمل ده؟! كان
سايب مسافة كبيرة .. كان يعتبر نايم على طرف السرير .. محتاج يقتل المسافة دي! محتاج
يحس انه مش لوحده! الاحساس اللي جواه بيتعبه و مش عارف يسكته بأي شكل! بس مع كده
معملش اي حاجة عشان يرتاح! فضل بس باصص للسقف .. مفتح عينيه
مبينامش قبلها .. شيء لاحظته .. هو اكيد مش بينام قبلها بكل اغماءاتها و وجعها! اتنهدت بالراحة و هي
بتغمض عينيها .. النوم مش جاي بس مفتحتش عينيها .. طول ما هي فايقة هيحس بالذنب و يفضل
صاحي .. لما لقاها مغمضة و تنفسها هادي كده، توقع انها نامت .. اتعدل على جمبه ..
باصصلها .. فضل بيتأمل ملامحها لحد ما نعس على نفسه
و
كالعادة لما بينام .. جسمه بينكمش على بعض .. وضعية جنين نايم ... مبقاش بينه و بين
حضنها مسافة .. و من القرب ده في الضلمة .. عرفت تشوف الدموع اللي نازلة على خده من
غير وعي و هو نايم
بربشت
بصدمة .. مش عارفة تلاقي سبب لدموعه دي مش عارفة تفهمه لحد دلوقتي .. شوية يكون
مجنون و عايز يخليها تقرب من الموت بس ميديهولهاش و شوية يكون اهدى من طفل مسالم
..!!
بيخوفها
عليه اوقات كتير .. يمكن بتحس انها خايفة عليه اكتر ما بتخاف منه .. وفكرة انه مش
طبيعي بتكبر جواها .. مدت ايدها بتردد مسحت دموعه دي بحنية .. شهقة بسيطة متحملة
بعياط فلتت منه حتى وهو نايم وكان زي اللي بيتشحتف .. قلبها اتنفض بوجع وبصتله اوي
قبل ما تميل تبوس خده
لحظات
بس وزي ما تكون وعت للي عملته
اتعدلت
بسرعة وهي بتلوم نفسها، مش عارفة تصدق الجنون اللي هي فيه .. مينفعش يكون خلاها
تجرب تنتحر وتبوسه وهي لسه بتتعالج ..!! قمة الانفصام! و قمة الحب اللي مبيشوفش
قواعد! اتنهدت بتعب و قررت تبطل تفكير .. مددت بس لحد ما نامت جمبه وهي كده
*^*
تاني
يوم الصبح
الشمس
نورت الاوضة وجات على عينيه خلته يفتحها بهدوء واتعدل .. اتنهد اوي وبصلها بس وهي
نايمة .. ملامحها مرهقة، ووشها كله جروح وخرابيش .. مد ايده و مسح بابهامه تحت
شفتها على الجرح ده .. عض على شفته هو ومستحملش فكرة انه حاسس بالذنب .. لانه
ببساطة مينفعش يحس بالذنب .. اتعدل ونرل من عالسرير دخل الحمام اللي ف الاوضة يغسل
وشه!
زي
ليالي كتير قبل ما يتجوزوا، كانت بتحلم بيه .. وجوده في عالم احلامها يمكن مكفيها
شوية! اختفى من ساعة ما اتجوزوا .. و دلوقتي مع رجوعه في حلمها كانت الفرحة مش
سايعاها!
كان قاعد قدامها .. هادي اوي! و فجأة بدأ يعيط! من غير اي سبب مقنع! بيعيط
بحرقة .. بوجع! بقهرة و ضعف! فجأة لقت نفسها قدام مراية .. الاثار بتبان واحدة واحدة
على جسمها .. شكلها بشع .. مؤلم! حاولت توصله .. تقوله انها كويسة .. مش بتتوجع زي ما
شكلهم باين! بس بمجرد ما بقا بينهم خطوة عينيه شكلها اتغير! نفس النظرة اللي
خوفتها!
اللي كانت بتخليها تكرهه و تكره نفسها! بكل عنف مسك دراعها بيلفه جامد ورا
ضهره لدرجة انها حست بالوجع جوه الحلم .. بيمسكها من شعرها من غير ولا ذرة رحمة :
قولي انك ملكي .. قولي انك جارية عندي انا اللي اشتريتك بفلوسي!!! قولي انك هتبقي
جارية ليا بمزاجك و رضاكي!
كأنها
بتتفرج على نفسها .. مذلولة .. بتكرر كلامه وراه بعياط عشان يسيبها بس هو كل مدى
ضحكه بيزيد و ايديه بتشد عليها توجعها زيادة
قامت
من النوم بتتنفض .. مخضوضة .. نفسها سريع و وشها مليان عرق! دقات قلبها عارفة تسمعها في
ودانها!!!
كان
طالع من الحمام بيمسح وشه بفوطة صغيرة لما لقاها اتنفضت مرة واحدة كده .. اتخض
ومشي ناحيتها بسرعة وهو القلق متملك منه .. مد ايده عشان يحطها على كتفها بس سحبها
ف اللحظة الاخيرة .. كان حاسس .. او لا! كان متأكد انه لو لمسها هتخاف اكتر ..
اكتفى انه سألها بلهفة : انتي كويسة؟
فضلت
ساكتة كتير و باصة في الفراغ .. و بعدين بدأت تعيط .. حاجة كانت وجعاها من جواها
اوي .. مش فاهمة مشاعرها ولا فاهمة اي حاجة و اللغبطة دي تاعباها .. عايزة تترمي
في حضنه تعيط بس خايفة من الحلم .. كان حقيقي اوي .. و اللي حصل فيه فعلا حصل في
الواقع .. يبقا اكيد هيتحقق! مفيش اي منطق في تفكيرها بس مش عارفة تفكر غير
بالطريقة دي ..!!
اما
دونجهي كان واقف زي المتكتف وهي بتشهق وبتضرب بايدها على قلبها .. معرفش يعمل ايه
.. بس دموعه ملت عينه بسرعة اوي .. احساسه بيقوله انها بتعيط بسببه .. يمكن من
الخوف او الوجع! في الاخر حالتها دي بسببه .. بقا بيردد جواه انا وحش انا اسف!! ..
قرب وهو مش حاسس بنفسه وخدها ف حضنه وهي قاعدة! جسمه كان بيترعش وهو مش حاسس باس
دماغها وهو بيمسح على ضهرها : همشي .. متخافيش انا همشي ...!!
ف
اوقات زي دي بيواسوا بـ متخافيش انا جمبك .. بس هو كان عارف ان دواها الوحيد
انه يبعد..
لسه
مكنش اتحرك .. مكنش اخد خطوة بعيد عنها لما شدت على هدومه جامد و هي بتشهق : لا
متمشيش!!! انت بتاخد مني كل حاجة و دلوقتي بتاخد نفسك كمان بعيد؟ متبقاش طماع كده!!!
متاخدش كل حاجة حلوة و تسيبني مع كوابيسي و خوفي لوحدي!!!
بين
كل كلمة و التانية فيه شهقة .. فيه وجع من جواها مسيطر على روحها!
دموعه
زادت غصب عنه! شدها في حضنه اكتر .. اول مرة يضمها .. اوي مرة يمسح على ضهرها و
ضعرها كده .. اول مرة يشوف خوفها .. و يعرف انه فاشل اوي في انه يطمنها!!!
" انا
اسف .. مستحقش حتى تسامحيني .. معرفش امتى ممكن آذيكي تاني .. بس برضه اسف! قلبي
بيوجعني و معرفش ليه!! انا بحبك بس مستاهلش ده حتى!! "
نبض
قلبه علا فجأة! هو .. بيحبها..؟!! ضمها اقرب شوية كمان .. مشاهد
الكابوس بتتكرر عليها و بتخلي عياطها يزيد .. بتشوف حاجات مش فاكراها و متعرفهاش!
ضلمة .. اصوات عربيات و نور كتير بعدها! مسكت في هدومه زيادة و هي بتتشحتف! في
الوقت ده مدركة يمكن ان ده هو نفس الشخص اللي شوه جسمها .. كل اللي في بالها انه طوق
نجاتها الوحيد .. من غيره هتغرق تاني في الحلم و لو سابته لحظة الحلم هيتحقق قدام
عينيها!
اول
مرة هو يحتوي خوف حد .. يكون امان حد .. اول مرة حد يمسك فيه .. اول مرة يكون عايز
يحتوي حد .. يخبيه جواه من كل حاجة! بس هو جواه مش امان! خايف يكون جمبها تخاف منه
هو كمان .. خايف يبعد و يظلمها .. مفيش حاجة عرف يعملها غير انه خلاها في حضنه و هو
بيحط شفايفه على شعرها : متخافيش .. كل حاجة هتبقا كويسة
محسش
انه نفسه يقول حاجة لحد لدرجة ان الكلام هيخنقه لو مطلعش! كان نفسه يقولها انه
بيحبها .. بس مينفعش .. و ميقدرش .. مش اد الكلمة دي .. حتى
بيلا نفسها كان جواها كلام كتير عايزة تقوله .. كانت عايزة تقوله يفضل كده عشان
التاني ده متعرفهوش وبتخاف منه .. عايزاه يفضل واخدها في حضنه ﺑﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻘﻄﻊ ﻭ ﻣﺶ
ﺑﺎﻳﻦ ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ تيجي تتكلم تشهق ﺯﻳﺎﺩﺓ : ﺍ .. ﺍﻧﺎ .. ﺧﺎﻳـ .. ﺧﺎﻳﻔﺔ .. ﺍﻭﻱ .. ﻣﺘـ ..
ﻣﻮﺗﻨﻴﺶ ..
"
متموتنيش " ...!! ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﺗﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞ .. ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺳﻜﻴﻨﺔ
ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺑﺘﻘﻄﻊ ﻓﻴﻪ .. هي خايفة لحسن يقتلها .. بتعيط عشان كده؟
جواه
اصوات كتيرة بتتعارك .. اصوات رافضة كل ده وعايزاه يرجع لطبيعته ويستمتع بوجعها ..
واصوات تانية موجوعالها .. صوت بيصرخ جواه " ﺍﻧﺖ ﺯﻋﻼﻥ ﻟﻴﻪ ؟ ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﺍﻧﺖ ﻭﺭﺗﻬﺎ
ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺳﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﺯﻋﻼﺍﺍﻥ
ﻟﻴﻴﻴﻴﻪ !!!! "
ﺩﻣﻮﻋﻪ
ﺯﺍﺩﺕ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺸﻬﻖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺩﻱ !! ..
مش متخيل حتى هو ازاي ضعف قدامها وعيط ..
حاسس انه مش في وعيه وبيتصرف بغير ارادته .. ﺑﻌﺪ ﺷﻮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻣﺴﻚ ﻭﺷها بين كفين
ايده ﻭﻋﻴﻨﻪ ﺣﻤﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺎﻁ : ﺍﻧﺎ ﺍﺳﻒ .. ﺍﻧﺎ ﻋﻨﺪﻙ .. اعملي ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﻋﺎﻳﺰﺍﻩ ﻓﻴﺎ
!!
بيلا
كمان عياطها زاد وبقا ﺑﺼﻮﺕ ﻭ ﻣﺴﻜﺖ ﻓﻴﻪ .. ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭﺓ تتكلم .. ﻫﻮ ﻏﺒﻲ ﻟﻴﻪ؟ ﻭﻻ هي
ﺍﻟﻠﻲ ﻏﺒﻴﺔ ﻭ بتمشي ﻭﺭﺍ قلبها ﻭ بتعمل ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻫتندﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﺷﻮﻳﺔ؟ ﻃﺐ ﻫﻮ ﺑﻴﻤﺜﻞ؟
ﺑﺲ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺩﻱ ﻣﺶ ﻛﺪﺏ !!! ﺩﻣﻮﻉ !!!! كأنها ﻓﻮﻗﺖ ﻭ ﺭﻓﻌﺖ وشها ﻟﻴﻪ ﺷاﻓﺖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺣﻤﺮﺍ
وجسمه بيترعش .. ﻋﻴﻄﺖ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﻤﺎﻥ ﻭ هي بتمسح ﺩﻣﻮﻋﻪ ﺑﻬﻴﺴﺘﻴﺮﻳﺔ : ﻣﺘﻌﻴﻄﺶ ﺑﻘا
غمض
عينه و هو بيمسح الدموع دي في كمه زي الاطفال .. رجعها تاني لحضنه .. دماغها في صدره
و قلبه بيدق بعنف .. شهقاتها بتوجعه! صوتها موجوع اكتر من اي مرة يفتكرها! بيمسح
على كتفها خايف حتى يلمس ضهرها اللي هو اذاه : كفاية .. خلاص كفاية عياط .. انتي
كويسة .. مش هعملك حاجة و الله انتي بأمان..!!
" لدلوقتي على الاقل "
كمل
بصوت واطي جواه .. كل
اللي حصل في الايام اللي فاتت كان بيطلع في عياطها دلوقتي .. كأنها معيطتش ولا مرة
وقتها! كأن الوجع كله اتجمع عليها دلوقتي! بعد مدة هديت و هي في حضنه .. سكرت
بريحته .. اتغلغلت في كل خلايا مخها و مش عايزاه يبعد!!
ريحت دماغها اكتر على صدره
و هي بتشن .. قميصه بقا غرقان بدموعها .. اتنهدت بس طلعت شهقة اكتر منها تنهيدة ..
صوت غريب مغموس بعياط .. كل ده و هو هادي اوي .. هادي بطريقة مريبة!
اخدت فترة بيمسح على شعرها لحد ما بدأت تهدى .. اتنهد براحة ولسه سايبها في حضنه .. كان
فاهم انها بتعيط عشان تخرج التعب اللي جواها في حضن حد بتحبه .. حتى لو كان الحد
ده السبب في تعبها اصلا .. غمض عينه ولسه بيمسح على شعرها رغم انها بطلت عياط ..
بس صمتها وهدوءها كانوا بيشتكوله .. كانت بتشتكيله من نفسه .. خلتيه الخصم والحكم
في نفس الوقت!! ..
زفر
بحرقة اوي وهمهم : ارتحتي شوية؟
شنت
تاني و هزت دماغها (اه) .. مبتحبش تضعف .. و مبتحبش تضعف قدام حد بتحبه عشان
ميبصلهاش بشفقة .. كبرت على كده! بس دونجهي عيط معاها .. عيط لعياطها مع انه
ميعرفش هي بتعيط ليه اصلا .. ده كل اللي كانت بتفكر فيه، عشان تحس انها بتحبه اكتر
واكتر .. حب مفيهوش اي عقل او ذرة تفكير .. لو استخدمت عقلها للحظة هتكرهه سنين
..!!
افتكرت
الكابوس تاني و وشها كرمش .. مسكت في قميصه وهي بتترجاه : متخوفنيش تاني
في
حين هو كان عايز يقولها " متخوفنيش انتي .. انتي اللي كنتي هتموتي بين ايديا
و كنت هبقا انا اللي قتلتك! انا اللي قعدت ازقك لغاية ما بقيتي واقفة على طرف مكان
عالي اوي، اعلى من اي جبل .. وقدامك حفرة نار وانا وراكي .. واخترتي ترمي نفسك
للنار عشان انا مش امانك " ..!!
سكنت
على صدره اوي .. مرتاحة .. كل خلية فيها مرتخية جدا .. ازاي ايده اللي بتمسح على
شعرها دي بمثابة علاج .. بيسكن كل وجع نفسي و جسدي .. واحد تاني .. واحد مختلف عن
اللي دمرها!
افتكرته ..
اللي وجعها .. بس لما اشتكتله رجعلها حبيبها! عدل في حكمه ..
فترة
طويلة لحد ما هديت تماما .. او يمكن لحد ما الدكتور خبط و دخل! و حس اد ايه انه ظلم
الانسان ده .. لما شافها ماسكة في دونجهي اوي مش راضية تسيبه و هو بيضمها عليه .. بيهدي وجعها ايا
كان!
حمحم
عشان ينتبهوا لوجوده، بس دونجهي مبعدهاش .. خايف نوبة الذعر ترجع لو بعدها عن
حضنه .. بص للبنت اللي ماسكة فيه و بص للدكتور مرة تانية ..
الدكتور
هز دماغه بتفهم : هشوف معدلاتها بس
دونجهي
عدل دماغها بالراحة في حضنه عشان يعرف يبص لوشها و همس : تتعدلي ثواني الدكتور
يشوفك؟
حركت
دماغها (لا) جامد ومسكت فيه اكتر : انا خايفة يا دونجهي متبعدنيش عن حضنك
دونجهي
همهم وهو بيطبطب عليها عشان تطمن ورفع وشه بص للدكتور بقلة حيلة .. الدكتور هز
دماغه كأنه بيقوله ولا يهمك وبقا بيشوف معادلاتها الحيوية وهي ف حضن دونجهي .. بعد
واتنهد : بقت احسن كتير .. هبعتلها الممرضة بالاكل والدوا!
دونجهي
اكتفي انه حرك دماغه (اه) بس .. الدكتور طلع وشوية والممرضة دخلت .. بالاكل
والدوا، شاورلها تحطهم وتطلع .. وبمجرد ما طلعت فعلا اتعدل وقعد كويس عالسرير اخد
بيلا في حضنه من الجمب وحط الصينية على رجله وبدأ يأكلها بهدوء خالص!!
حنيته
و اهتمامه بييجوا من العدم و بعدين يختفوا تاني من غير اي اثر!!! عايزة تعرف ليه و
ازاي و امتى؟! بس لو سألت الاسلة دي .. ممكن كل حاجة تختفي .. كل الهدوء ده ..
الاحتواء و المشاعر اللي ملغبطاها!!! ساكتة اوي على غير العادة .. عادتها قبل ما
تتجوزه
فضلت
تاكل باستسلام اللي بيديهولها! خلصت كمية مناسبة قبل ما يحط المعلقة و يتكلم و هو
مش باصصلها .. اتوترت الاول و هي شايفاه هيتكلم .. بس صوته بعد القلق ده شوية .. صوته
هو متوتر : عايزة ... تتكلمي..؟ شكلك كان .. يخوف وقتها يا بيلا
ابتسمت
بزعل و هي بتحرك صوابعها في بعض : انت كمان كان شكلك يخوف في البيت
اتنهد
بزعل و متكلمش .. و يمكن في اللحظة دي حست بالذنب على اللي قالته .. مكانش المفروض تقوله
كده .. كانت
لسه هتتكلم تاني بس لقته قام من عالسرير خالص وبصلها وهمهم : انا اسف!
مستناش
يسمع رد وطلع من الاوضة بسرعة .. اما نادت عليه كان بالفعل قفل الباب .. قامت بتعب
و طلعت وراه و هي بتترعش و خطوتها ضعيفة جدا! كان قاعد جمب الاوضة حاطط دماغه بين
ايديه .. عضت على شفايفها وفكرت انه كلامها اكيد ضايقه .. مدت ايدها عشان تطبطب
على كتفه بس هو اتخض و بعد بجسه عشان متلمسهوش..!! بعدت ايدها بسرعة و كسوف :
مكونتش اقصد كده .. ممكن متسيبنيش دلوقتي لوحدي؟
اول
مرة الخوف يتملك منها كده بسبب كابوس .. وعمرها ما تخيلت ان الجنون هيوصلها انها
تروح للحد اللي اذاها عشان تتحامى فيه
رفع
عينه اخيرا وبصلها اوي! بلع ريقه وقام وقف .. فضل باصصلها فترة وساكت وعلى انها مش
قادرة تقف بس جات على نفسها لما حست ان في عينيه كلام .. بص ف الارض وهمهم : لما
تخرجي من هنا .. هنروح لمحامي .. هـ هطلقك!!!
حست
بنغزة في قلبها .. قلبها اتقبض من غير مقدمات .. مش ده اللي هي عايزاه؟ انها .. تتخلص
من كل ده؟ ولا هي مش عايزاه؟ هي عايزة دونجهي ده بس مش ده اللي بيكون معاها
لوحدهم! هي مش عارفة اصلا هي عايزة ايه دلوقتي .. مش عايزاه يأذيها .. بس مبيعملش غير
كده .. عايزاه يبعد بس لما بيبعد بتحس ان روحها ناقصة حتة! لو بعد .. فعلا هتفقد كل
الثقة في الحب .. هتيأس عشان يوم ما فكرت انه الحب هيكون هو الحاجة الحلوة في
حياتها .. كانت غلطانة! هتفقد الثقة في اللي حواليها اكتر و اكتر و اي حد هيقرب
هتصده و تبعده!
هزت
دماغها جامد و هي بتضم ايديها في بعض : ممكن .. نتكلم في ده بعدين؟
حرك
دماغه بموافقة .. شاور على الاوضة : ادخلي ريحي انتي لسه تعبانة ( اتنهد وكمل ) فيه حاجة
هعملها .. شوية و.. هرجع
تاني
مرة تمسك كمه و مترضاش تسيبه : مش هعرف انام لوحدي .. ( وشها احمر اكتر ) بجد .. مش
هعرف
صوتها
كان بيوطا مع كل كلمة بتقولها .. في حين هو ﺍﺗﻨﻬﺪ
ﺟﺎﻣﺪ ﻭﻓﻀﻞ باصصلها ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ ﺣﻂ ﻭﺷﻪ ﻑ ﺍﻻﺭﺽ .. وللمرة التانية يشيلها على دراعاته بحرص
من غير ما تطلب وينزلها عالسرير .. شد الغطا عليها ولسه ﺟﺎﻱ ﻳﻘﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻭشها احمر ومسكت ﻛﻤﻪ ﺍﻭﻱ !!
ﺍﺗﻨﻬﺪ
ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻻﻟﻒ وبصلها بقلة ﺣﻴﻠﺔ .. ﺑﺘﻘﻠﻘﻪ عليها ﺍﻛﺘﺮ .. ﻟﻮ ﻛانت بتزعق وبتبعده .. لو
شتمته وضربته .. لو حتى مرضتش تبصله ﺯﻱ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ ﻋﺎﻻﻗﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﻃﻤﻦ ﻋﻠيها .. ﺍﻧﻤﺎ دلوقت
عمالة تشد فيه اوي .. بتتمسك ﺑﻴﻪ .. ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻑ ﺣﻀﻨﻪ ﻭﻣﻄﻤﻨﻪ ﻭﻋﺎﻳﺰﺓ تطمن ﺑﻴﻪ اكتر !
وقرر انه عالاقل هيطمنها طالما قادر .. طالما الصوت السودوي القاسي ده ساكت ..!!
ﻣﺪﺩ
جمبها ﻭﻧﺎﻡ ﻧﺺ ﻧﻮﻣﺔ ﻛﺪﻩ ﻭﺍﺧد دماغها ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ .. صوت ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻴﺪﻕ ﺑﻌﻨﻒ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﺣﻄت
ﺩﻣﺎغها ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ .. ﻟﺴﻪ ﻣﺶ ﻣﺘﻌﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﺪﻩ .. انها تبقا ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﻛﺪﻩ .. ﺑﺲ
بتتمسك ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ﺩﻩ ﺍﻭﻱ ﺑﺨﻮﻑ ﻣﻦ انها تفتح عينيها تلاقيه ﺍﺧﺘﻔﻰ .. ﻭ ﻋﺸﺎﻥ ﻋﺎﻳﺰﺍﻩ
ﻳﻔﻀﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻣﻨﻌﺴﺘﺶ ﺑﺴﺮﻋﺔ .. ﺍﺧﺮ ﺣﺎﺟﺔ قالتها ﻗﺒﻞ ﻣﺎ تروح في النوم : ﺷﻜﺮﺍ
اتجمد
على كلمتها .. مفيش حاجة فيه اتحركت غير عينيه اللي بتبربش عشان تمنع الدموع .. و
قلبه اللي عمال بيتنفض جواه! معرفش حتى يقاوم الدموع دي .. الغصة اللي في زوره
تاعباه!
*^*
بعد
ساعات كان وشه احمر .. مش عارف يتنفس و عيونه زي الجمر .. اول مرة يحس انه بيتخانق
مع نفسه! مشتت مش عارف هو موجوع عشان الاذى اللي اذاهولها؟ ولا ده الصح؟ مش عارف
بيحبها و وقع فيها ولا ده وهم و هتطلع زي اي حد تاني و هتسيبه؟! بس هي بتتمسك
بيه .. هي اللي مش بترضا تسيبه رغم كل اللي حصل! و صوت عمال بيقوله انت وحش .. انت
اصلك و طبعك كده .. هتفضل تأذيها .. و هتستمع و انت بتعمل كده!
مرة
واحدة هي اتنفضت في نومها.. حاجة خلتها تقوم بفزع بس مش كابوس .. كأن قلبها وجعها
عليه؟! بصتله عشان تتطمن بس لقته على الحال ده .. شكله مدمر..! اتخضت اكتر و هي
بتمسك وشه : مالك؟ حصل حاجة؟ حد جراله حاجة؟!
رجعها
تمدد تاني : مفيش
بمجرد
ما ضهرها لمس السرير، كل الضربات اللي عذبتها رجعت توجعها بكل وحشية .. المسكن بدأ
مفعوله يروح .. عضت على شفايفها بألم مش طبيعي و هي بتمسك في هدومه جامد و نفسها
مش مستقر : دونجهي.. ممكن.. ( غمضت عينيها ) تقول للممرضة اني محتاجة مسكن..؟ ضروري؟
قلبه
اتقبض جامد وبصلها بقلق : انتي كويـ .. ( مكملش كلام وعض على شفته اكيد مش كويسة
.. غمض عينه بحرقة وهمهم ) حاضر ثواني
كان
لسه هينزل من عالسرير بس اتأوهت بوجع اكبر .. ضغط على ايده جامد وصوت الذنب جواه
مبيسكتش لحظة .. ساعدها بالراحة تتعدل على جمبها عشان الجروح اللي في ضهرها مطرح
الحزام متلسهاش وطلع بسرعة نادى الممرضة .. مجرد ما عطتها مسكن وطلعت قعد هو على
طرف السرير يمسح على شعرها وعينه بتلسعه بس ماسك دموعه .. همهمت هي : عملت ..
الحاجة اللي كنت عايز تعملها؟
ملامحها
البهتانة و الوجع اللي مش بيرحمها .. و مع كده مهتمة بيه! وردة حلوة شافها بس لقى
انه مش هيسقيها .. لا هيقطفها و يحتفظ بيها لنفسه و يشوفها كل يوم بتدبل و مش بيفكر
حتى يحطها في مية! اتنهد .. كان كل اللي عايز يعمله انه يخرج الدموع المحبوسة .. بس
خلاص خرجت و هي نايمة .. حرك دماغه (اه) : اممم
قاعد بس جنبها كده و بيحاول يخفف عنها ..
لقاها من غير اي مقدمات بتكلمه : و انا في الملجأ .. اول ما روحت كانت فيه مربية
كويسة .. بس معرفش ايه اللي حصلها و.. مشيت .. اول ما المربية التانية جت كل حاجة
اتغيرت .. كسرت طبق في تاني يوم هي تبقا معانا فيه .. يومها مسكت شعري قصته كله .. بقيت زي الولاد .. بقيت من ساعتها بخاف المس شعري .. بلبس حاجات طويلة و
واسعة و لو عرفت اغطي شعري بغطيه .. مش ببقا عايزة افتكر اليوم ده .. من يومها وانا كرهت شعري ( كان بيسمعها وصوتها بهتان زي ملامحها .. حاسس انه غلط فيها اوي و داس على جروح هو ميعرفهاش!
بلع ريقه و هي بتكمل بس بضحكة بسيطة ملهاش طعم ) مش فاكرة اهلي .. مش اوي يعني ..
قالولي ان مركز الشرطة بعتني للملجأ عشان مليش قرايب ياخدوني .. قالولي ان اهلي
سابوني و مش عايزين يربوني .. بس دايما بحلم بكوابيس عن حادثة عربية .. و بصحى مش
فاكرة حاجة غير طريق مضلم و بعدين انوار عربيات من بعيد
الغريب
انها كانت بتحكي عن حياتها زي ما تكون بتحكي عن فيلم او كتاب .. مش متأثرة او
زعلانة! كأن اللي حصل محصلهاش هي! الكلام ده من سنين .. اثار الجروح لسه جواها
مختفاش .. بس بقت بتعرف تخبيهم و تتعامل معاهم ..
همهم
بس ولسه بيمسح على شعرها : هممم كملي
غمضت
عينها و كملت : مكنش ليا صحاب اوي .. كنت لوحدي ومع ذلك مسلمتش من الاذى و فكرة
الهرب كانت بتكبر في دماغي كل يوم اكتر من اللي قبله حاولت اول مرة اهرب و لقوني
بعدها بساعتين .. اتحبست من غير اكل ولا شرب .. غير الضرب .. ( ضحكت بسخرية ) تاني
مرة قررت اهرب ونجحت .. دورت على شغل .. بعيد عن الملجأ .. و جمعت فلوس كفاية من
وراهم .. و سافرت! كانت مغامرة .. و مكنتش سهلة بس تستاهل
متعرفش
ليه كانت بتحكيله بس كنت محتاجة تقوله .. على الاجزاء اللي ميعرفهاش من الماضي
بتاعها .. وهو مأبداش اي رد فعل .. انفاسه بس كانت صعب ياخدها بسهولة وكأن كل
الاوكسجين اتسحب من جو الاوضة .. هو عمل زي الاستاذة دي وقصلها شعرها! وحتى مقصهوش
بنظام لا ده كمان شوهه!! الاهم من كل ده انه عمل حاجة ليها علاقة بـ " مخاوف
متعلقة بطفولتها " وهو اكتر واحد في الدنيا عارف يعني ايه مخاوف طفولة!!
سمعها
للاخر من غير ولا حرف .. لما خلصت كلام رفعت دماغها شوية وبصتله .. اتصدمت لما لقت
عينه مدمعة .. صوته
كان مش ثابت : كان .. صعب عليكي؟
اخدت
ثواني تفكر قبل ما ترد : مش للدرجة .. ساعات بس بفكر اني .. كنت محتاجة شوية حب ..
اهتمام .. حضن بابا او ماما .. حضن اي حد! مش عصاية و زعيق و صريخ و دموع
ابتسمت
بحسرة و هو حاول يبعدعينيه عنها .. بيكره يعيط .. بيكره اكتر انه يبقا قدام حد .. كان متوحش
اكتر من المربية ..!!
مخدش
باله و هي بتمد ايدها تمسح تحت عيونه .. صوتها هادي و تعبان : انا معرفش .. حاجة عن
طفولتك .. ايه رأيك تحكيلي؟
عينيه
زاغت .. قلبه بدأ يدق بعنف بيخبط في صدره و بيوجعه! اتفزع .. لا! بلع ريقه و هو
بيبعد عينيه : عادي يعني .. طفولة عادية مع بابا و ماما .. اتعلمت، كبرت، مسكت الشركة وبس
كلامه
مش متزن و عينيه بتتجنبها وكان واضح اوي انه بيكدب .. حتى هي حست انه مبيقولش الحقيقة .. بس قررت مش هتصغط عليه عشان تعرفها، عالاقل دلوقت
بما انه مأجبرهاش تتكلم .. اتاوبت بارهاق وجفوتها بتتقل همهمت بس : بنام كتير اوي
.. المسكن بيخليني اروح في النوم وانا مش عايزة
عدل
خصل شعرها بايديه واتكلم بهدوء : نامي وارتاحي شوية
ساعدها
تتعدل كويس عالسرير وغطاها .. كان هيقوم عشان تاخد راحتها في النوم ف مسكت كمه :
انت مأكلتش اي حاجة من امبارح .. ممكن تاكل وتفضل هنا؟
ميل
دماغه بس للجمب كده ولوى شفته .. مش متعود ان حد يهتم بيه اوي كده، وهي من اول ما
دخلت حياته ورغم كل اللي عمله بتهتم بيه بشكل مش طبيعي رغم اللي بيعمله فيها ..
اتنهد وحرك دماغه (اه)
سابها
تروح في النوم ونزل شوية جاب سندويتشات سريعة ورجع قعد على كرسي حطه جمب سريرها ..
ومجرد ما خلص اكل وهو باصصلها كده محسش بنفسه وهو بيروح في النوم ..
*^*
بعد كام ساعة
صحيت من النوم بتعب .. لفت عينيها في الاوضة ف شافته نايم عالكرسي .. اتنهدت بتعب وحمحمت عشان صوتها يطلع مسموع : دونجهي .. ( لما متحركش رفعت نبرة صوتها ) دونجهي قوم نام عالسرير .. ضهرك هيوجعك كده وهتتعب
جواها استغربت من نفسها ازاي
هو بيتفنن يوجعها .. و هي خايفة يقوم جسمه مكسر من النومة دي .. بس هي عارفة هي بتحبه اد ايه كويس اوي ..!! فتح
عينه ببطء .. زي البيبي بيدعك فيها بايده .. من وقت دخولها للمستشفى و هو مش بينام
كويس .. مد شفايفه و هو مش واعي و حط نفسه على السرير يكمل نوم .. بيقاوح عشان ميغمضش
بس في الاخر مقدرش يقاوم
غطته ..
و فضلت نايمة جنبه .. بتتأمل ملامحه دي .. بريء اوي! شعره نازل على عينيه و هي بتحركه
عشان ميضايقهوش .. ايديها فضلت شوية على وشه و هو مش حاسس بيها ..سحبت ايدها فجأة!
اللي بتعمله ده؟ هي بتحبه ولا بتكرهه .. هي ليه مش عارفة هي مالها ولا هو ماله؟!
ولا حتى هو مين!!! هو دونجهي الحنين اللي بيخاف عليها؟ ولا دونجهي هو اللي بيربطها
و يشوهها؟ الامان اللي بتحسه معاه ده مزيف؟ بيمثل عليها عشان تفضل ضحيته ولا هو
فعلا ندمان و اسف؟!
فضلت كتير بتبصله و دماغها بتجيب مليون سؤال! تخلص من سؤال مش
لاقياله اجابة يطلعلها بداله الف! لحد ما بدأ يفتح عينيه .. كل الاسئلة اختفت و هي
بتبتسم لا اراديا : صحيت...؟
اتنفض
فجأة و هو بيقعد : ا.. اه!
كانت
لسه هتتكلم تاني بس استغربت لما لقته زي اللي بيتفقد نفسه .. بيدور في نفسه على
حاجة مش طبيعية .. وشه احمر نوعا ما وبيتنفس بسرعة اوي وكأنه كان بيجري لساعات من
غير لحظة راحة .. شال الغطا بعنف شوية من عليه ونزل من عالسرير .. فكرة انه بقا
بينام قبلها ويصحى بعدها اللي اتكررت دي كانت كفيلة تعصبه .. بصلها بحدة اوي بعد
ما قام وقعد على كرسي بعيد وهو بيحاول يعيد اتزانه .. بلعت ريقها بخوف من شكله
واتكلمت : انت كويس؟ كنت بتشوف كابوس ولا ايه؟ .. ( مردش عليها ورغم ان خوفها زاد
اتكلمت تاني ) دونجهي ..؟
وشه
بين ايديه و بينفخ جامد .. كأن فيه صخرة فوق صدره و بأنفاسه دي بيحاول يزقها ..
ساكت .. مرفعش حتى دماغه! حاولت تقوم و هي جواها خوف و قلق عليه .. ممزوجين بخوف مما
بعد الهدوء المريب ده .. مسح وشه كام مرة و هو بينفخ .. حمحم عشان يعدل صوته : مفيش ..
انا كويس
كانت
شاكة اوي .. شكله كان بيشوف حاجة مش حلوة او.. حاجة مش مريحاه! بصتله بشك : انت
متأكد؟ مش حاسة انك مـ
قاطعها
بحدة شوية : انا كويس يا بيلا .. هنادي ممرضة تشوفك .. هتطلعي من المستشفى امتى؟
كشت
في مكانها .. صوته حاد بالرغم من الابتسامة اللي بيحاول يرسمها .. اتنهدت : انا..
كويسة .. ممكن اطلع .. اظن يعني
على
انها مرعوبة .. خايفة من الخروج .. مش عارفة ايه اللي بعده! بس مبتحبش المستشفيات ..
مفيش سبب محدد .. مجرد بتكرهها
حرك
دماغه (اه) بعملية اوي وقام وقف .. حس انه داخ شوية بس تمالك نفسه بسرعة وطلع من
الاوضة .. اخد اذن الخروج من الدكتور وطلب من ممرضة تساعدها
دقايق
عدت وهي لسه ف الاوضة بتتنهد .. اهو بدأ يتغير تاني اهو .. كانت حاسة!
قطع
تفكيرها دخول الممرضة اللي مأخدتش وقت وكانت ساعدتها تلبس هدوم مريحة
*^*
نص
ساعة بالظبط ولقته بيفتح الباب وهي قاعدة على طرف السرير .. قرب وبصلها : يلا؟
رعشة
مشت في جسمها كله قبل ما تهمهم وتقوم معاه .. راح ناحيتها على طول يسندها عشان
ينزلوا تحت للعربية .. كل تفكيرها كان في انهم هيرجعوا تاني للشاليه .. لوحدهم ..
اتوترت بس مشيت معاه و ركبت من غير ولا كلمة
كان
سايق بصمت اوي .. ايد على الدركسيون والتانية ساند بيها على الباب وحاططها على خده
واضح ان ذهنه مشتت او بيفكر في حاجة!! .. فضلوا ساكتين لحد ما وصلوا الشالية نزل
وفتحلها الباب .. سندها للاوضة ولقته فتح كف ايدها حطلها فيه مفتاح الاوضة وخرج من
غير ولا كلمة!
كانت
هتشك انه كان كويس في المستشفى لمجرد انها متبلغش عنه .. بس اللي بيعمله ده .. مش شبه
اللي كان بيعمله قبل كده! فضلت باصة للمفتاح في ايدها و مش مستوعبة .. كأنه اتبدل
بشخص تاني .. اللغبطة دي بتشككها في نفسها اكتر ما هتشك فيه! و لولا جسمها المتعلم
كانت شكت انها بيتهيألها! طلعت وراه : دونجهي...؟ ( لف
بس و بصلها من غير اي تعابير .. مرهق و مش قادر يتكلم .. مش عايز يبين اي تعابير ليها
او لغيرها .. حمحمت
باحراج ) انت... هتنام فين؟
حرك
دماغه يشاور بيها على الاوضة اللي نام فيها قبل كده .. الوضع غريب جدا لاتنين في شهر
عسلهم! المفروض كان بينهم قصة حب .. مش مجرد جواز مترتب ..
يمكن
كمان حاجة .. مهينة انهم عايشين في بيت واحد و هي قافلة على نفسها بمفتاح! هي
متجوزاه عشان ميبقاش امانها و تبقى دايما خايفة و فيه بينهم مليون حاجز؟ اتنهدت و
هي بتطلع تقعد على كرسي من غير ما تبصله : احنا .. محتاجين نتكلم
وشه
بهت شوية .. بس قعد قدامها باستسلام .. التوتر اللي في الجو بيزيد .. مش لاقية طريقة
تفتح بيها الموضوع ده ..!!
~~
يتبـ tO Be Continued ـــع . . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق